• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    خطبة: (ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب)
    الشيخ عبدالله محمد الطوالة
  •  
    سورة الكافرون.. مشاهد.. إيجاز وإعجاز (خطبة)
    د. صغير بن محمد الصغير
  •  
    من آداب المجالس (خطبة)
    الشيخ عبدالله بن محمد البصري
  •  
    خطر الميثاق
    السيد مراد سلامة
  •  
    أعظم فتنة: الدجال (خطبة)
    د. محمد بن مجدوع الشهري
  •  
    فضل معاوية والرد على الروافض
    الدكتور أبو الحسن علي بن محمد المطري
  •  
    ما جاء في فصل الشتاء
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (الرحمن، ...
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
  •  
    تفسير: (فلما قضينا عليه الموت ما دلهم على موته ...
    تفسير القرآن الكريم
  •  
    تخريج حديث: إذا استنجى بالماء ثم فرغ، استحب له ...
    الشيخ محمد طه شعبان
  •  
    الخنساء قبل الإسلام وبعده
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    اختر لنفسك
    د. حسام العيسوي سنيد
  •  
    فاذكروا آلاء الله لعلكم تفلحون (خطبة) - باللغة ...
    حسام بن عبدالعزيز الجبرين
  •  
    آية المحنة
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    توزيع الزكاة ومعنى "في سبيل الله" في ضوء القرآن ...
    عاقب أمين آهنغر (أبو يحيى)
  •  
    النبي عيسى عليه السلام في سورة الصف: فائدة من ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / النصائح والمواعظ
علامة باركود

يا ذات الحجاب الفاتن!

د. خالد بن محمد الشهري

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 14/4/2010 ميلادي - 29/4/1431 هجري

الزيارات: 14400

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

يا ذات الحجاب الفاتن!

 

الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على خِيرة خلْقه أجمعين.

 

أمَّا بعدُ:

إليكِ أوجِّه هذه الكلمات يا ذات الحجاب الفاتن!

كأنها لم تسمع قول الله تعالى: ﴿ وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى ﴾ [الأحزاب: 33]، خرجَتْ تخْطُر في عباءة فاتِنة، تَصِفُ مِن جسمها أكثرَ ممَّا تستره، وتحت العباءة ملابس، زورًا تسمَّى ملابس! وقد غطَّت وجهها بلثام يُبدِي جبينَها وعينَيْها؛ ممَّا أضْفَى عليها فتنةً وجمالًا، وزادَتْ فتنتها بروائح فوَّاحة تلفتُ كلَّ غافِلٍ لاهٍ، تنظر يمينًا وشمالًا لِتَرى آثارَ فتنتِها على الناس، فيا لَبؤس ما صنعَت! وهي مع فتنتِها تظنُّ نفسها محجَّبة!

 

أيْ أمَة اللهِ، هل يُراد مِن الحجاب إلا الستر؟! وهل حجابُك هذا إلا فتنة؟! وهل كان تبرُّج النساءِ في الجاهليَّة الأولى يَبلغ عُشْرَ تبرُّجِك اليوم؟!

 

يا ذات الحجاب الفاتن، هلا سترتِ عورتَكِ!

إنَّني أَعنِيكِ أنتِ يا مَن تدَّعين أنكِ مسلمة تؤمِنين بالله واليوم الآخر، وتدَّعين محبَّة ربِّك ونبيِّك صلَّى الله عليه وسلَّم وطاعتهما، وأوجِّه إليكِ هذه الكلمات لعلَّك تُراجِعين دينَك، وتسترين عورتَك؛ فإن المرأة كلها عورة؛ لقوله صلَّى الله عليه وسلَّم: ((والمرأة عورة))؛ صحَّحه الترمذي.

 

ولحديث أمِّ سلمة: أتصلِّي المرأة في دِرْعٍ وخمار وليس عليها إزار؟ قال صلَّى الله عليه وسلَّم: ((إذا كان الدِّرْعُ سابغًا يُغَطِّي ظهورَ قدميها))؛ رواه أبو داود.

 

ولأبي داود والترمذي وابن ماجه مِن حديث عائشة رضِي الله عنها: ((لا يَقْبَلُ اللهُ صَلاةَ حائضٍ إلا بخمار))، قال الترمذي: "والعمل عليه عند أهل العِلم؛ أنَّ المرأة إذا أدركتْ فصلَّت وشيءٌ مِن عورتها مكشوف، لا تجوز صلاتها".

 

هذه الأحاديث مع قوله تعالى: ﴿ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ... ﴾ [النور: 31]، وقوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ﴾ [الأحزاب: 59]، وقوله تعالى: ﴿ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ ﴾ [الأحزاب: 53].

 

وقول عائشة رضِي الله عنها: "كُنَّا مع النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم مُحْرِمات، فإذا مرَّ بنا الرِّجال، سدلَتْ إحدانا خمارها على وجهها، فإذا جاوزونا كشفناه".

 

هذه النصوص وما جاء بمعناها مِن الكتاب والسُّنَّة، وهي كثيرة شهيرة تدلُّ على أن المرأة كلها عورة أمام الرجال الأجانب، لا يجوز أن يظهر مِن بدَنها شيءٌ بحضرتهم في الصلاة وغيرها.

 

أتظُنِّين أيَّتها المسلمة أن الله أمَرَكِ بالحجاب وستْر نَفسِك عن الرجال أثناء العبادة، ثم تجاوَز عنْكِ وسمح لك بأني تتبرَّجي خارجها؟!

 

إنه لَمِن المؤسِف المحزِن - والله - ما وَصَل إليه كثيرٌ مِن نساء العصر المسلمات مِن تهتُّكٍ وتساهُل في الستر، وتسابُق إلى إبراز مفاتنِهن، واتِّخاذ اللباس الذي لا يستر؛ تقليدًا لنساء الكفَرَة والمرتدِّين، فلا حول ولا قوَّة إلا بالله العلي العظيم.

 

فستر العورة إبقاءٌ على الفضيلة والأخلاق؛ ولهذا يحرص الشيطان على إغراء بني آدم بكشف عوراتهم، وقد حذَّرنا الله منه في قوله تعالى: ﴿ يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا ﴾ [الأعراف: 27]، فكشْف العورات مَكِيدة شيطانيَّة قد وقع فيها كثيرٌ مِن المجتمعات البشرية اليوم، وربما يُسمُّون ذلك رُقِيًّا وتفنُّنًا، فتكوَّنت نوادي العُرَاة، وتفشَّى السُّفور في النساء، فعرضَت أجسادها أمام الرجال بلا حياء ولا خجل، "الملخص الفقهي"؛ للشيخ صالح الفوزان بتصرُّف.

 

ما هو الخير للمرأة؟

رُوِي عن علي بن أبي طالب رضِي الله عنه؛ أنه سأل زوجه فاطمة رضِي الله عنها وأرضاها: ما هو خيرٌ للمرأة؟ فقالت رضِي الله عنها: ألَّا ترى الرِّجال ولا يَرَوْها، وليست هذه الإجابة بغريبةٍ على مَن تربَّت في بيت النبوَّة، بيت العفاف والطُّهْرِ، وقد سمعَت قول الله عزَّ وجلَّ: ﴿ وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى ﴾ [الأحزاب: 33]، وتربَّت على قوله تعالى: ﴿ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ﴾ [الأحزاب: 53]، وتعلَّمت قوله تعالى: ﴿ وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ ﴾ [النور: 31]، وحفظَت قولَ أبيها عليه الصلاة والسلام: ((خيرُ صفوفِ النساءِ آخرُها))؛ يعني: في الصلاة؛ لبُعْدها عن الرجال، فعلمَت مِن ذلك أن المرأة أَحسَن ما تكُون أَبعَد ما تكُون عن الرجال، ولا يكُون هذا إلا بقرارها في بيتها، وعدم خروجها منه.

 

فإنِ اضْطُرَّت المسلِمةُ للخروج فهي حريصة على ألَّا يراها الرجال وألَّا تراهم، فتحتجب بحجابها الشرعي الكامل وتغضُّ بصَرَها، ولا تتكلَّم مع الرجال إلا فيما تحتاجه دون ثرثرة وإطالة للكلام، ولا تخضع بصوتها وتَلين في كلامها حتى تفتِن الرجال، ولا تتزيَّن بلبس ولا بطِيب، وكيف تفعل ذلك وهي تعلم قول نبيِّها صلَّى الله عليه وسلَّم: ((أيُّما امرأةٍ استعطرَتْ ثم خرجَتْ، فمرَّت على قومٍ ليجدوا ريحها فهي زانية))؛ والحديث في "صحيح الجامع".

 

هل أنتِ مؤمنة أم فاتنة؟

جاء في وصف المؤمنات قوله تعالى: ﴿ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ ﴾ [النور: 23]، قال بعض العلماء: "الغافلات وصفٌ لطيفٌ محمود، وصفٌ يُجَسِّد المجتمعَ البريء، والبيت الطاهر الذي تشبُّ فتياته زهرات ناصعات، لا يعرفن الإثم، إنهن غافلات عن لوثات الطِّباع السافِلَة"، "رسالة الغيرة على الأعراض"؛ لابن حميد.

 

وقد جاء في صفات المؤمنات في القرآن الكريم: أنهن تائبات عابدات، ساجدات راكعات، متصدِّقات قائمات، حافظات للغيب بما حفظ الله، ولم يأتِ في وصفهنَّ أنهن فاتنات! فأيُّهما أحبُّ إليكِ: أن تُوصَفي بالإيمان الذي أمرَكِ الله به، أم بالفِتنة التي يُرَوِّج لها الشيطان وأتباعه مِن خلال وسائل الإعلام المنحرفة؟! فيعلِّمون بناتنا كيف يُصْبحن فاتناتٍ يَعِشْنَ على أوْهام الجمال المزعوم والحبِّ الكاذب، التي لو فكَّرَتْ فيها الفتاة لعرفَتْ أنها خدعة شيطانية تَسْلبها أجملَ صفاتها، وهي الحياء، ثم لا تزال تسلبها صفات الطُّهْرِ والعفاف والنقاء حتى تُوصَف في النهاية بأنها...؟! كلُّ هذا حرصًا على أن تُوصَف بالفاتنة!

 

ألَمْ تعلمي أيُّتها المسكينة بأن الفتنة مِن صفات الشيطان كما بيَّنها الله عزَّ وجلَّ في قوله تعالى: ﴿ يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ ﴾ [الأعراف: 27].

 

المرأة فتنة:

قال النبي صلَّى الله عليه وسلَّم: ((ما تركتُ بَعْدي فتنةً أضرَّ على الرجال مِن النساء))؛ متفق عليه.

 

وقال صلَّى الله عليه وسلَّم: ((إنَّ الدنيا حُلوة خَضِرَة، وإنَّ الله مُستخلِفكم فيها فينظر كيف تعملون، فاتَّقوا الدنيا واتَّقوا النساء؛ فإن أوَّل فتنة بني إسرائيل كانت في النساء))؛ رواه مسلم.

 

وعن ابن مسعود رضِي الله عنه قال: قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: ((المرأة عَوْرَة، فإذا خرجت استشرَفَها الشيطان، وأقرب ما تكون مِن رحمة ربها وهي في قَعْرِ بيتها))؛ رواه الترمذي وغيره.

 

أساس البلاء: وَدُّوا لو تكونون سواء:

أنتِ يا مَن تَطلُبِين الحريَّة، وتُريدين أن تتمتَّعي بمباهج الحياة، وتتمتَّعين بما أعطاكِ الله إيَّاه دون تدخُّلٍ مِن أحد، ودون أن يَفرض الرجُل عليك أيَّ نوعٍ مِن الرقابة أو التسلُّط، فحتى متى تبقين متخلِّفة عن ركْب الحضارة؛ تعيشين في زمن جدَّتك التي لم تعرف الحضارة، ولم تستمتع بمباهجها؟!

 

وحتى متى تُطِيعين المتخلِّفين الذين يَحُولون بينك وبين أن تكُوني امرأةً عصرية تفعلين ما يحلو لك؛ تشترين ما تشائين، وتُصاحِبين مَن تشائين، وتَدخلين وتخرجين مع مَن تشائين، وتلبسين ما تشائين؟!

 

وإلى متى تخضعين لهؤلاء الذين يَقبُرونك وأنتِ على قيد الحياة؟!

 

هكذا يَعرِض عليك الشيطان وجُندُه الذين يُقابلونك صباحَ مساءَ على القنوات الفضائية والمجلَّات النسائية، ممَّن خدَعُوكِ بدعوى الحضارة والتقدُّم والموضة، وهم في غاية الحقد على ستْرك وحجابِك، وهم أشدُّ حقدًا على دِينِك، فلن يرتاحوا ولن يهدأ لهم بالٌ حتى تُصبحي على دينهم؛ قال تعالى: ﴿ وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً ﴾ [النساء: 89]، ورُوِي عن عثمان بن عفان رضِي الله عنه؛ أنه قال: "ودَّت الزانية أن النساء كلهن يزنين"، حتى يُصْبحن مثلها فلا يعيِّرنها، ولا تجد حرَجًا حين تختلط بهن.

 

فهل دار بخلَدِك عِظَم ما تفعلين حين تستجيبين لهم فتتخلين عن ستْرك وحجابك، أو حين تتلثَّمين أو تنتقبين فتزدادين فتنةً وجمالًا؛ فتفتنين نفسَك وتفتنين كلَّ مَن رآك؟!

 

أختاه، هل دار بخلَدِك يومًا أن تكوني أداةً للشيطان وأنت تظُنِّين أنك تستمتِعين بمباهج الحياة؟! وهل ظَنَنْتِ يومًا أنك تخطين بخطوات الشيطان، وتتَّبعين أمره؟! فهل تطيع الشيطانَ مَن لها عقلٌ؟! وهل تعلمين أن اللِّثام والنِّقاب إنما هو خطوة تَتْبَعها خطوات، وأنَّ مَن سلك أوَّل الطريق أدَّى به إلى آخره؟!

 

خطوات الشيطان:

قال تعالى: ﴿ لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ ﴾ [النور: 21]، ومِن الفحشاء التي يأمُر بها الزنا، فهل تظُنِّين أن يدعوك الشيطان وجندُه ممَّن لوَّثوا الفضاء بدعواتهم إلى السُّفور والتحرُّر - إلى الزنا مباشرة؟!

 

لا، ولكنهم يدْعونك أولًا إلى أن تعتني بجمالك، ثم إذا اكتملتِ فتنةً وجمالًا يزيِّن لك عرض جمالك والمباهاة به، ثم ماذا؟ ثم الاختلاط حين تبحثين عمَّن يُشِيد بجمالك ويمدحك، فإذا وجدتِه زيَّنه الشيطان في عينك بدعوى الحبِّ والإشباع العاطفي فقط، ثم ماذا؟ ثم عاطفة حرَّى مشبوبة، ونارٌ في الصدر متوقِّدة، تزيدها ضِرامًا وسائل البغْي والخَنَا الإعلامي، ثم آهات وزفرات لا يُطفِئها في زعمهم إلا الحب! ثم... ثم ماذا؟!

 

لا شكَّ أنكِ تعلمين النهاية، وإنْ كذبتِ على الناس فلن تستطيعي الكذب على نفسك؛ ﴿ بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ * وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ ﴾ [القيامة: 14، 15].

 

مِن أين نبدأ؟

إنَّ الإنسان العاقل هو الذي يَستفيد مِن خبرات غيره، فلو أراد أن يسافر إلى بلدٍ فإنه سيَسأل عن هذا البلد مَن سبَقَه بالذهاب إليه؛ لِيَستفيد مِن تجاربه وخبراته، وأنت يا ابنة العفاف والطهر، لا تنخدعي بدعوى الحضارة والتقدُّم والتغريب، ولا تسافري إلى أوْهام الحضارة المزعومة حتى تسألي أهل الخبرة منهم، ممَّن أخذوا يَصِيحون بأعلى أصواتهم بمساوئ الحضارة الغربية، وما أدَّى إليه خروج المرأة مِن بيتها واختلاطُها بالرجال، فهذه كاتبة تسمى أرنون تقول: "لَأَن يشتغل بناتُنا في البيوت خوادم خيرٌ وأخفُّ بلاءً مِن اشتغالهن بالمعامل؛ حيث تصبح المرأة مُلوَّثة بأدران تُذهِب برونق حياتها إلى الأبد، ألَا ليت بلادنا كبلاد المسلمين فيها الحشمة والعفاف والطهارة"، "كتاب المرأة"؛ لمحمد العريني.

 

وتقول صحفيَّةٌ أمريكية: "امنعوا الاختلاط، وقيِّدوا حريَّة الفتاة، بل ارجعوا إلى عصر الحجاب؛ فهذا خيرٌ لكم مِن إباحية وانطلاق ومُجُون أوربا وأمريكا، امنعوا الاختلاط؛ فقد عانينا منه في أمريكا الكثير، لقد أصبح المجتمع الأمريكي مجتمعًا مُعقَّدًا مليئًا بكلِّ صُوَر الإباحية والخلاعة، وإنَّ ضحايا الاختلاط والحرية يملؤون السجون والأرصفة والبارات والبيوت السرية"، "كتاب المرأة"؛ لمحمد العريني.

 

هذه الشهادات مِن أهل الحضارة المزعومة تُعطِينا الدليل على أن الطريق الذي تسير فيه المرأة الغربية طريق مسدود، وإنْ زخرَفَه شياطين الأنس والجن مِن الذين يَعرِضون الحضارة الغربية على أنها الأنموذج الأمثل.

 

التوبةَ التوبةَ:

قال الله تعالى: ﴿ وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا ﴾ [النساء: 27]، فاقبَلِي يا أمَة اللهِ توبةَ اللهِ عليك، وتوبي إليه ولا تتَّبعي الشهوانيين الذين همُّهم أنْ يُصبِح المجتمع كالبهائم، التي كلُّ همِّها أن تُشبِع شهواتِ البطنِ والفرْج، ويتَّخذون لذلك كلَّ سبيل.

 

تخيَّلي أيَّتها الفاتنة أنك متِّ وأنتِ على هذا اللباس والفتنة، أيسرُّك أن تلقَي الله عزَّ وجلَّ وأنتِ على هذه الحال؟! ألَم تسمعي قولَ النبي صلَّى الله عليه وسلَّم: ((يُبعَث كلُّ عبدٍ على ما مات عليه))؛ "صحيح الجامع"؟!

 

أيسُرُّكِ أن يُبعَث العباد يوم القيامة على أعمال صالحة وخاتمة حسَنة؛ فمنهم مَن يُبعَث وهو يُلبِّي بالحج، ومنهم مَن يُبعَث وهو يصلي، ومنهم مَن يُبعَث وهو يقرأ القرآن ويذكر الله، وتُبعَثين أنت مكشوفة العورة، بادية السَّوْءَة، على خنا وفجور؟!

 

أختاه، هما طريقان لا ثالث لهما:

1- طريق العفاف والستر المُوصِل إلى الجنَّة، نسأل الله لنا ولكِ أن نكون مِن أهله.

2- طريق التبرُّج والسُّفور المُوصِل إلى الفاحشة، وفي الآخِرة عذاب السعير، عافنا الله وإياك منه.

ولكِ الخيار.

 

وأحذِّرك المعصية؛ فإن لها شؤمًا حين يُصرُّ عليها الإنسان، وتصبح له عادة يعيش عليها ويستسهلها، فإنه ربما لا يُوفَّق للتوبة؛ قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ﴾ [الأنفال: 24]؛ يعني: بين أهل طاعته ومعصيته، وبين أهل معصيته وبين طاعته.

 

نسأل الله العظيم، ربَّ العرش الكريم، أن يتوب علينا أجمعين، والحمد لله أوَّلًا وآخِرًا.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • هذه الضجة الكبرى علامَ؟
  • ما قصة هذه الفتاة؟!
  • الحجاب ودعاة التحرر

مختارات من الشبكة

  • تحذير ذوي الإحساس من الفاتن من اللباس(مقالة - آفاق الشريعة)
  • طور ذاتك بذاتك(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • تفسير: (وتحسبهم أيقاظا وهم رقود ونقلبهم ذات اليمين وذات الشمال)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • ذات تبارز ذاتها (شعر)(مقالة - حضارة الكلمة)
  • موقف ابن تيمية من التمييز بين لذات الدنيا ولذات الآخرة(مقالة - موقع أ. د. مصطفى حلمي)
  • تدارك ما فاتنا من الأوقات الفضيلة للإجابة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • فاتن والشمس (شعر للأطفال)(مقالة - حضارة الكلمة)
  • كم فرطنا في قراريط كثيرة، وكم فاتنا من النخلات!(مقالة - آفاق الشريعة)
  • إغراء غير فاتن(مقالة - حضارة الكلمة)
  • هندسة فاتن القلوب(مقالة - مجتمع وإصلاح)

 


تعليقات الزوار
8- عدرا فهدا زمن الجهل
ليلى - الجزائر 15-07-2012 03:52 PM

عليك أن تعلم أخي الفاضل أن هذه الأيام أصبحت أيضا هناك فتيات يغطين وجوههن بالنقاب ويرتدين عباءات لا تظهر شيئا ليس بداعي الإيمان إنا لكي لا يعرفهم أحد
وبعد هذا يقمن بأعمال لا تمت للإسلام بصلة

7- دمتم ودامت أمتنا الإسلامية بعز
عبق - الأردن 18-09-2011 10:46 PM

اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا وأصلح لنا آخرتنا التي إليها معادنا
اللهم أصلح نساء المسلمين ....
آمين يارب
جزاكم الله خير ... في ميزان حسناتكم إن شاء الله

6- ما في الحشمة من خير
علي البوسعيدي - عمان 13-08-2010 10:31 AM

لوتعلم الفتاة ما في الحشمة من وقار وهيبة يكفيها محبة خالقها لتمنت أن تموت على السترو كسبت في حياتها الطهارة ومحبة المؤمنين

5- بورك فيك
عاشق العربية - اليمن 27-07-2010 11:10 AM

الحمد لله والصلاة والسلام عى رسول الله وبعد:
بورك في أخي خالد الشهري:
ومقال له واقع, ويبقى الإشكال حين يقرأ الناس رجالاً ونساء إخوة وأخوات للترف الفكري, ولا يغيرون من سلوكهم ساكناً, فكم من امرأة لديها معلومات عن حرمة التبرج ,وهي للأسف متبرجة سافرة, نسأل الله أن يهدي نساء المسلمات, وصلى الله على نبينا محمد وآله.

4- وعلينا قسط من التبعة .
عابر سبيل - السعودية 10-05-2010 08:57 AM

بارك الله فيكم , ولكن ..

لدي اعتقادٌ شبه جازم بأن الرجال عليهم قسطٌ من المسئولية في ذلك كله ..

1_ حين تعاملنا مع المرأة " جسداً " يشتهى وحسب , وطلبنا منها تفاصيل معينة نبحث عنها في ذلك الجسد , حتى ترسخّ لدى كثير منهن بأنها ليست إلا جسداً وأنها لا تطلب إلا لجسدها بحثت بالتالي عن كل ما من شأنه أن يلفت إليها الأنظار أو يحوز على لفت انتباه الرجال , وهي قطعاً لم تكن تقصد فتنة وإنما تقصد لفت نظر وجذب اهتمام واحترام ذكوري , يا سادة نريد أن نتعامل مع المرأة جسداً وروحاً ومشاعر , لدى المرأة فكر , ورأي وشعور ولديها جسد فاتن , ولكن مصيبتنا أننا ألغينا كل جماليات المرأة المعنوية وتعاملنا مع جمالها الحسي فقط .. وبالتالي هي لا تستطيع إلا أن تنساق مع ما وجهت إليه ( وإن كنت لا أعذرها ) .. ولكنها الحقيقة التي نشاهدها كل يوم .

2_ تتحمل المرأة قسط من ذلك حين لم تتطور فكريا ولم تجهد فلسفياً وإنما جعلت من نفسها مستقبلة للأفكار غير موجهة لها , ومتقبلة للطرح غير ناقدة له , فصدقت كل ما يقال وما يكتب وما نشأت عليه , والنتيجة ( امرأة لا يلفت الرجال منها إلا جسدها ) ..

3_ الرجل مسئول حين يعلم أن هذا اللباس أو تلك المشية أو هذا التصرف من أخته أو زوجته فاتناً ثم لا يغير ساكناً ( بالتي هي أحسن ) .. وإنما يظن أن المرأة التي هناااااك ( تفتن ) وهذه التي هنااا وأعرفها أنا ( لا تفتن ) ..


وغير ذلك كثير ..

3- يا رب
كنزة - الجزائر 24-04-2010 01:12 PM

اللهم اهدني و جميع المؤمنات يا رب

2- الحجاب فتنة العصر الحديث
rabab - egypt 16-04-2010 06:07 PM

أصبحت موديلات الحجاب في هذا العصر ما هو إلا زيادة للفتنة أو بمعنى أفضل تعديل وتصحيح لعيوب الفتيات بدلا من الذهاب للكوافير أصبح الحجاب المزيف وما يسمونه اسباني وانجليزي وتركي يداري مساوئ شعرها واصبحت الغانيات تتوارى وراء حجاب مما يغطي الوجه ولكن لا يستر أي من البدن ويرجع ذلك لضعف الدين بداخل البيوت وعدم التوعية الدينية في المدارس وأصبحت العلمانية تسيطر على نفوس الناس

1- أصلح الله نساء المسلمين
عماد - السعودية 15-04-2010 03:32 PM

أصلح الله نساء المسلمبن وبصَّرهنَّ بهدي الرسول محمد صلى الله عليه وسلم
جزاكم الله خيراً

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 13/11/1446هـ - الساعة: 23:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب