• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    أبو الحسن علي (خطبة)
    د. محمد بن عبدالعزيز بن إبراهيم بلوش ...
  •  
    فرص وكنوز ليالي الشتاء
    رمضان صالح العجرمي
  •  
    {ألم نجعل الأرض مهادا}
    د. خالد النجار
  •  
    الصدقة على النفس كل يوم
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
  •  
    تعريف (القرآن) بين الشرع والاصطلاح: عرض وتحرير
    أحمد بن سليمان المنيفي
  •  
    عظمة وكرم (خطبة) - باللغة الإندونيسية
    حسام بن عبدالعزيز الجبرين
  •  
    تخريج حديث: كان إذا خرج من الخلاء قال: غفرانك
    الشيخ محمد طه شعبان
  •  
    تفسير: {ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك ...
    تفسير القرآن الكريم
  •  
    عناية الإسلام بالمرأة وحفظه لحقوقها (خطبة)
    د. صغير بن محمد الصغير
  •  
    من آفات اللسان (4) اللعن (خطبة)
    خالد سعد الشهري
  •  
    الحديث الثاني والعشرون: وجوب الابتعاد عن الغضب؛ ...
    الدكتور أبو الحسن علي بن محمد المطري
  •  
    إشراقة آية: ﴿ إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ﴾
    علي بن حسين بن أحمد فقيهي
  •  
    مسألة الخبر الذي يكون بمعنى الأمر أو النهي
    الشيخ عايد بن محمد التميمي
  •  
    الفرع التاسع: لبس المعصفر والمزعفر من [الشرط ...
    يوسف بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن السيف
  •  
    المقصود من مصادر التفسير الأولية إجمالا
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    أنت طبيب نفسك
    نورة سليمان عبدالله
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / عقيدة وتوحيد
علامة باركود

وجوب الإيمان به صلى الله عليه وسلم

وجوب الإيمان به صلى الله عليه وسلم
السيد مراد سلامة

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 21/12/2025 ميلادي - 2/7/1447 هجري

الزيارات: 34

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

وجوب الإيمان به صلى الله عليه وسلم


الخطبة الأولى

الحمد لله الذي نوَّر بجميل هدايته قلوبَ أهل السعادة، وطهَّر بكريم ولايته أفئدةَ الصادقين، فأسكَن فيها ودادَه، ودعاها إلى ما سبَق لها من عنايته، فأقبَلت منقادة، الحميد المجيد الموصوف بالحياة والعلم والقدرة والإرادة، نَحمَده على ما أَولى من فضلٍ وأفاده، ونشكُره معترفين بأن الشكر منه نعمةٌ مستفادة، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، شهادة أَعُدُّها من أكبر نعمه وعطائه، وأعدها وسيلة إلى يوم لقائه، وأشهد أن سيدنا وحبيبنا وشفيعنا محمدًا عبد الله ورسوله وصفيه من خلقه وحبيبه، الذي أقام به منابرَ الإيمان ورفَع عماده، وأزال به سنانَ البُهتان ودفع عناده.

وشفِّع فيَّ خيرَ الخلائق طرًّا
نبيًّا لم يَزل أبدًا حبيبَا
هو الهادي المشفَّع في البرايا
وكان له رحيمًا مستجيبَا
عليه مِن المهيمن كلَّ وقتٍ
صلاةٌ تملأ الأكوانَ طِيبَا

 

وعلى آله وأصحابه، ومَن سار على نهجه وتمسَّك بسنته، واقتدى بهدْيه، واتبعهم بإحسان إلى يوم الدين، ونحن معهم يا أرحم الراحمين.

 

تعريف الإيمان بالنبي صلى الله عليه وسلم:

"الإيمان بالرسول: هو تصديقه وطاعته واتباع شريعته"[1].

 

وهذه الأمور هي الركائز التي يقوم عليها الإيمان بالنبي - صلى الله عليه وسلم - وعن بيان هذه الأمور مطلوبة عند الإيمان به بالنبي صلى الله عليه وسلم.

 

واعلموا أن الإيمان به هو مِفتاح التصديق برسالته، فقد أوجب الله سبحانه وتعالى على الثقلين - الإنس والجن - الذين أدركتهم رسالةُ النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يؤمنوا بالنبي صلى الله عليه وسلم، وبما جاء به؛ كما شهِدت بذلك نصوص الكتاب العزيز، كما أكد الله وجوب الإيمان بأن جعله مقترنًا بالإيمان به سبحانه وتعالى في مواضع كثيرة من القرآن الكريم؛ منها:

قال تعالى: ﴿ آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَأَنْفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ * وَمَا لَكُمْ لا تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ لِتُؤْمِنُوا بِرَبِّكُمْ وَقَدْ أَخَذَ مِيثَاقَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾ [الحديد: 7، 8].

 

وقال تعالى: ﴿ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنَا وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ﴾ [التغابن: 8].

 

وقال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالًا بَعِيدًا ﴾ [النساء: 136]، وقال تعالى: ﴿ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا ﴾ [الفتح: 9].

 

وقال تعالى: ﴿ قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ﴾ [الأعراف: 158]، وقال تعالى: ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ ﴾ [الحجرات: 15].

 

والإيمان به صلى الله عليه وسلم واحدٌ من ثلاثة حقوق اقتَرن بها حقُّه - صلى الله عليه وسلم -مع حق الله تعالى في القرآن الكريم.

 

الأدلة من السنة على وجوب الإيمان به - صلى الله عليه وسلم:

إخوة الإسلام، دلت الأحاديث النبوية الشريفة على وجوب الإيمان بالنبي العدنان - صلى الله عليه وسلم - وذلك الإيمان يشمل الثقلين الجن والإنس، والإنس الذين أدركتهم رسالته، سواء كانوا أهل كتاب، أم ليسوا بأهل كتاب، ويستوي في ذلك عربهم وعجمُهم، وذكرهم وأنثاهم، فلا يسع أحدًا من هؤلاء الخروجُ عن شريعته، أو التعبد لله بغير ما جاء به؛ لأن الله لا يقبل من أحد عملًا يُخالف شرع نبيه محمد - صلى الله عليه وسلم - قال تعالى: ﴿ وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ [آل عمران: 85].

 

ولقد أمَر الله تعالى نبيَّه - صلى الله عليه وسلم - بقتال الناس؛ حتى يحقِّقوا الإيمان بالله وحده، والإيمان برسالة نبيه صلى الله عليه وسلم؛ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: « أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَيُؤْمِنُوا بِي وَبِمَا جِئْتُ بِهِ، فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ إِلَّا بِحَقِّهَا، وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللهِ»[2].

 

واعلموا أنه يجب على كل مَن بلَغته رسالة النبي أن يؤمن بها، ويدخل في ذلك أهل الكتاب؛ فمن بلغته رسالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم من أهل الكتاب ولم يؤمن به، كان من أهل النار حتَّى لو آمَن برسالة نبيه الذي أُرسِل إليه؛ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ قَالَ: «وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَا يَسْمَعُ بِي أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ يَهُودِيٌّ وَلَا نَصْرَانِيٌّ، ثُمَّ يَمُوتُ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ، إِلَّا كَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ»[3].

 

في هذا الحديث من الفقه وجوبُ اتباعه - صلى الله عليه وسلم - ونسخ جميع الشرائع بشرعه، فمن كفر به لم ينفَعه إيمانُه بغيره من الأنبياء صلوات الله عليهم أجمعين.

 

يقول القاضي عياض رحمه الله: «وقوله - صلى الله عليه وسلم -: لا يسمع بي أحد من هذه الأمة؛ يهودي ولا نصراني، ثم يموت ولا يؤمن بالذي أرسلتُ به، إلا كان من أصحاب النار" - فيه دليلٌ على أن مَن في أطراف الأرض وجزائر البحر المقطَّعة، ممن لم تبلغه دعوة الإسلام ولا أمرُ النبي - صلى الله عليه وسلم - أن الحرج عنه في عدم الإيمان به ساقط لقوله: "لا يسمع بي"؛ إذ طريق معرفته والإيمان به - صلى الله عليه وسلم - مشاهدة معجزته وصدقه أيامَ حياته، أو صحة النقل بذلك، والخبر لمن لم يشاهده وجاء بعده، بخلاف الإيمان بالله وتوحيده الذي يوصَل إليه بمجرد النظر الصحيح، ودليل العقل السليم»[4].

 

وبيَّن لنا الحبيب - صلى الله عليه وسلم - حقيقة الإيمان، فعن ابن عباس رضي الله عنهما في حديث وفد عبد القيس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لهم: قَالَ: (‌أَتَدْرُونَ مَا الْإِيمَانُ بِاللَّهِ وَحْدَهُ)، قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: (شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَإِقَامُ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءُ الزَّكَاةِ، وَصِيَامُ رمضان، وأن تعطوا من المغن الْخُمُسَ)[5].

 

وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: بعثني رسول الله، فقال: "إنك تأتي قومًا من أهل الكتاب، فادْعُهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله، فإن هم أطاعوا لذلك فأعلِمهم أن الله افترَض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة، فإن هم أطاعوا لذلك، فأعلمهم أن الله افترض عليهم".

 

أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم، إنه هو الغفور رحيم.

 

الخطبة الثانية

أما بعد:

فنواقض الإيمان بالنبي - صلى الله عليه وسلم -:

اعلموا بارك الله فيكم أن هناك نواقضَ للإيمان إذا وقع فيها، فقد كفَر برسول الله صلى الله عليه وسلم، نذكر منها:

الطعن في شخص الرسول - صلى الله عليه وسلم -:

ومما يدخل تحت هذا القسم نسبةُ أي شيء إلى الرسول عليه الصلاة والسلام، مما يتنافى مع اصطفاء الله له لتبليغ دينه إلى عباده، فيَكفُر كلُّ مَن طعن في صدق الرسول صلى الله عليه وسلم، أو أمانته، أو عفَّته، أو صلاح عقله، ونحو ذلك.

 

كما يَكفُر مَن سبَّ الرسول - صلى الله عليه وسلم - أو عابه، أو ألحق به نقصًا في نفسه، أو نسبه، أو دينه، أو خَصلة مِن خصاله، أو عرَّض به، أو شبَّهه بشيء على طريق السب له، أو الإزراء عليه، أو التصغير لشأنه، أو الغض منه، أو العيب له، فهو سابٌّ له، والحكم فيه حكمُ الساب، يُقتَل كفرًا، وكذلك مَن لعَنه، أو دعا عليه، أو تمنَّى مَضرَّةً له، أو نسَب إليه ما لا يليق بمنصبه على طريق الذم، أو عبَث في جهته العزيزة بسُخْفٍ من الكلام، وهُجرٍ، ومُنكرٍ من القول وزُور، أو عيَّره بشيء مما جرى من البلاء والمحنة عليه، أو تنقَّصه ببعض العوارض البشرية الجائزة المعهودة لديه[6].

 

وقد رُوي عن رجال من أهل العلم؛ منهم: ابن عمر، ومحمد بن كعب، وزيد بن أسلم، وقتادة - دخل حديثُ بعضهم في بعض - أنه قال رجل من المنافقين في غزوة تبوك: ما رأيت مثل قرَّائنا هؤلاء أرغب بطونًا، ولا أكذب ألسنًا، ولا أَجبنَ عند اللقاء، يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه القراء، فقال له عوف بن مالك: كذبت ولكنك رجلٌ منافق، لأُخبرنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، فذهب عوف إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليُخبره، فوجد القرآن قد سبقه، فجاء ذلك الرجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد ارتحل وركِب ناقتَه، فقال: يا رسول الله، إنما كنا نَلعب ونتحدَّث حديثَ الرَّكْب، نقطَع به عناءَ الطريق؛ قال ابن عمر: كأني أنظُر إليه متعلقًا بِنِسْعةِ ناقةِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -وإن الحجارة لتَنْكُبُ رِجليه، وهو يقول: إنما كنَّا نَخوض ونلعب، فيقول له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ﴿ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ ﴾ [التوبة: 65]، ما يَلتفت إليه، ولا يزيده عليه[7].

 

فهؤلاء لما تنقَّصوا النبي صلى الله عليه وسلم؛ حيث عابُوه والعلماءَ من أصحابه، واستهانوا بخبره - أخبر الله أنهم كفروا بذلك وإن قالوه استهزاءً، فكيف بما هو أغلظ من ذلك؟![8].

 

ومن الأدلة على كفر الطاعن في شخص الرسول - صلى الله عليه وسلم - قوله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا ﴾ [الأحزاب: 57].

 

الناقض الثاني: من نواقض الإيمان بالنبي - صلى الله عليه وسلم -:

الطعن فيما أخبر به الرسول - لا مما هو معلوم من الدين بالضرورة - إما بإنكاره أو انتقاصه، والأمثلة أيها الإخوة الأحباب على هذا القسم كثيرة جدًّا نذكر منها على سبيل المثال ما يختص بجانب الإيمان برسالة النبي صلى الله عليه وسلم.

 

أولًا: أن يعتقد أن غير هدي النبي - صلى الله عليه وسلم - أكملُ مِن هدْيه، وأن حكم غيره أحسَن من حكمه؛ كالذين يُفضِّلون القانون الوضعي على حكم الشرع، ويصفون الشريعة الإسلامية بالقصور والرجعية، وعدم مسايرة التطور، وهذا من أعظم المناقضة لشهادة أن محمدًا رسول الله.

 

ثانيًا: من أبغض شيئًا مما جاء به الرسول - صلى الله عليه وسلم - ولو عمِل به فهو كافرٌ[9].

 

ثالثًا: اعتقاد الإنسان أنه يَسَعه الخروج عن شريعة النبي - صلى الله عليه وسلم - ولهذا الأمر صورتان:

الأولى: ألا يرى وجوب تصديق الرسول - صلى الله عليه وسلم - ولا وجوب طاعته فيما أمر به، وإن اعتقد مع ذلك أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - عظيم القدر علمًا وعملًا، وأنه يجوز تصديقه وطاعتُه، ولكنه يقول: إنه لا يَضُرُّ اختلاف الملل إذا كان المعبود واحدًا، ويرى أنه تحصُل النجاة والسعادة بمتابعة الرسول وبغير متابعته، وهذا هو قول الفلاسفة الصابئة، وهذا القول لا ريب في كُفر صاحبه، فمِن نواقض الإسلام أن يعتقد الإنسان عدمَ كفر المشركين، ويرى صحةَ مذهبهم، أو يَشُكُّ في كفرهم.

 

وهذا القول هو الذي ينادي به في وقتنا الحاضر مَن يَدعون إلى وَحدة الأديان، ويروِّج لهم في ذلك الماسونيةُ اليهودية.

 

الثانية: مَن يرى طلب العلم بالله من غير خبره، أو العمل لله من غير أمره، وهؤلاء وإن كانوا يعتقدون أنه يَجب تصديقُ الرسول، أو تجب طاعتُه، لكنهم في سلوكهم العلمي والعملي غير سالكين هذا المسلك، بل يَسلُكون مسلكًا آخرَ؛ إما من جهة القياس والنظر، وإما من جهة الذوق والوجدان، وإما من جهة التقليد، وما جاء عن الرسول؛ إما أن يُعرضوا عنه، وإما أن يردُّوه إلى ما سلَكوه.

 

وإضافة إلى هذه النواقض، فإن الإيمان بالنبي - صلى الله عليه وسلم - يُنْتَقض أيضًا بالنواقض العامة الأخرى للإسلام[10].

 

اللهم استُرنا ولا تفضَحنا، وأَكرِمنا ولا تُهنا، وكُن لنا ولا تكُن علينا.

 

اللهم لا تدَع لأحدٍ منا في هذا المقام الكريم ذنبًا إلا غفَرتَه، ولا مريضًا إلا شفيتَه، ولا دَينًا إلا قضيته، ولا همًّا إلى فرَّجته، ولا ميتًا إلا رحمته، ولا عاصيًا إلا هديته، ولا طائعًا إلا سدَّدته، ولا حاجة هي لك رضا ولنا فيها صلاح إلا قضيتَها يا رب العالمين.

 

اللهم اجعل جَمعنا هذا جمعًا مرحومًا، وتفرُّقنا من بعده تفرقًا معصومًا، ولا تجعل فينا ولا منا ولا معنا شقيًّا أو محرومًا.

 

اللهم اهدِنا واهدِ بنا، واجعلنا سببًا لمن اهتدى.‌

 

اللهم أصلِح لنا ديننا الذي هو عصمةُ أمرنا، وأصلِح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلح لنا آخرتنا التي إليها معادُنا، واجعل الحياة زيادةً لنا في كل خيرٍ، والموتَ راحةً لنا من كل شرٍّ، وأحسِن عاقبتنا في الأمور كلها، وأجِرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة.

 

‌اللهم مَن أرادنا وأرادَ دينَنا وديارَنا، وأَمنَنا وأُمَّتنا، وولاةَ أمرنا وعلماءَنا، واجتماعَ كلمتنا - بسوءٍ اللهم فاشْغله بنفسه، واجعَل كيده في نَحْره، واجعل تدبيره تدميرًا عليه يا رب العالمين.

 

اللهم احمِل المسلمين الحفاةَ، واكسُ المسلمين العراةَ، وأطعِم المسلمين الجياعَ.

 

اللهم لا تَحرِم مصرَ مِن الأمن والأمان.

 

اللهم لا تَحرِم مصرَ من التوحيد والموحِّدين برحمتك يا أرحم الراحمين.



[1] كتاب اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم (ص 92).

[2] أخرجه مسلم في كتاب الإيمان، باب الأمر بقتال الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله، (1/ 52 ح 34).

[3] أخرجه مسلم في كتاب الإيمان، باب وجوب الإيمان برسالة نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - إلى جميع الناس، ونسْخ الملل بملته، (1/ 134 ح 240).

[4] «إكمال المعلم بفوائد مسلم» (1/ 468).

[5] رواه البخاري في العلم (87)، ومسلم في الإيمان (17).

[6] ((الشفا)) للقاضي عياض (2/ 932)؛ بتحقيق علي محمد البجاوي.

[7] رواه ابن أبي حاتم في ((تفسيره)) (7/ 313) بلفظ مقارب؛ قال الوادعي في ((الصحيح المسند من أسباب النزول)) (122): رجاله رجال الصحيح، إلا هشام بن سعد، فلم يُخرِّج له مسلم إلا في الشواهد، وله شاهد بسند حسن.

[8] ((الصارم المسلول)) (ص: 31 - 33).

[9] ((الجامع الفريد)): (رسالة نواقض الإسلام)؛ للشيخ محمد بن عبد الوهاب (ص: 282).

[10] حقوق النبي صلى الله عليه وسلم على أمته لمحمد خليفة التميمي، 1/ 48.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • وجوب الإيمان بما أخبر به الرسول
  • تعريف القدر ووجوب الإيمان به
  • وجوب الإيمان بالملائكة ومنزلته من الدين
  • وجوب الإيمان بجميع الكتب السماوية
  • من مائدة الحديث (وجوب الإيمان وفضل الاستقامة عليه)

مختارات من الشبكة

  • الحديث الثاني والعشرون: وجوب الابتعاد عن الغضب؛ لما فيه من الأضرار الجسمية والنفسية والاجتماعية(مقالة - آفاق الشريعة)
  • وجوب لزوم الطريق المستقيم وأسباب الثبات(محاضرة - مكتبة الألوكة)
  • بم تدرك الصلاة: الفرع الثالث: كيفية وجوب القضاء(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أنين مسجد (4) وجوب صلاة الجماعة وأهميتها (خطبة)(مقالة - موقع د. صغير بن محمد الصغير)
  • من مائدة العقيدة: وجوب طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم والاقتداء به(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من مائدة العقيدة: وجوب محبة الرسول صلى الله عليه وسلم وتعظيمه(مقالة - آفاق الشريعة)
  • إضاءة: تساؤلات محيرة، وأجوبة واعية(مقالة - آفاق الشريعة)
  • وجوب إعفاء اللحية وتحريم حلقها ووجوب قص الشارب(مقالة - موقع الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله)
  • فقه الصيام (2) شروط: الوجوب - الصحة - الوجوب والصحة (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • ما معنى حرف وجوب لوجوب ؟(استشارة - الاستشارات)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • ندوة متخصصة حول الزكاة تجمع أئمة مدينة توزلا
  • الموسم الرابع من برنامج المحاضرات العلمية في مساجد سراييفو
  • زغرب تستضيف المؤتمر الرابع عشر للشباب المسلم في كرواتيا
  • نابريجني تشلني تستضيف المسابقة المفتوحة لتلاوة القرآن للأطفال في دورتها الـ27
  • دورة علمية في مودريتشا تعزز الوعي الإسلامي والنفسي لدى الشباب
  • مبادرة إسلامية خيرية في مدينة برمنغهام الأمريكية تجهز 42 ألف وجبة للمحتاجين
  • أكثر من 40 مسجدا يشاركون في حملة التبرع بالدم في أستراليا
  • 150 مشاركا ينالون شهادات دورة مكثفة في أصول الإسلام بقازان

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 1/7/1447هـ - الساعة: 10:46
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب