• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    وقفات تربوية مع سورة المسد (خطبة)
    رمضان صالح العجرمي
  •  
    شم العرار من إيثار النبي المختار (خطبة)
    السيد مراد سلامة
  •  
    خطبة جمعة عن الهواتف والإنترنت ووسائل التواصل
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    من نفيس كلام السلف في المعلوم من الدين بالضرورة
    د. هيثم بن عبدالمنعم بن الغريب صقر
  •  
    الله الخالق الخلاق (خطبة) – باللعة الإندونيسية
    حسام بن عبدالعزيز الجبرين
  •  
    الحديث الخامس عشر: ذم الاستكثار من الدنيا
    الدكتور أبو الحسن علي بن محمد المطري
  •  
    خطبة الاستسقاء 1447 هـ
    الشيخ محمد بن إبراهيم السبر
  •  
    تخريج حديث: لا يخرج الرجلان يضربان الغائط كاشفين ...
    الشيخ محمد طه شعبان
  •  
    خطبة: في ظلال آية
    يحيى سليمان العقيلي
  •  
    بلزوم الاستغفار والدعاء يدوم الخير والرخاء (خطبة)
    الشيخ عبدالله بن محمد البصري
  •  
    من درر العلامة ابن القيم عن الظلم
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
  •  
    الجنة ونعيمها (خطبة)
    د. أيمن منصور أيوب علي بيفاري
  •  
    ظاهرة كسب المال الحرام (خطبة)
    أ. د. حسن بن محمد بن علي شبالة
  •  
    من الفائز؟ (خطبة)
    أبو سلمان راجح الحنق
  •  
    ولاية الله بين أهل الاستقامة وأهل الوسائط
    أ. د. علي حسن الروبي
  •  
    من أدلة صدقه عليه الصلاة والسلام: تبتله وكثرة ...
    الشيخ عبدالله محمد الطوالة
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / تفسير القرآن
علامة باركود

وقفات تربوية مع سورة المسد (خطبة)

وقفات تربوية مع سورة المسد (خطبة)
رمضان صالح العجرمي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 16/11/2025 ميلادي - 26/5/1447 هجري

الزيارات: 175

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

وقفات تربوية مع سورة المسد

 

1- مقدمة تعريفية بالسورة.

 

2- معاني كلمات السورة.

 

3- بعض الفوائد المستفادة من السورة.

 

الهدف من الخطبة:

التذكير بأسباب النزول، ومعاني كلمات السورة، والدروس المستفادة منها.

 

مقدمة ومدخل للموضوع:

أيها المسلمون عباد الله، نقف هذه الوقفات مع سورة فيها فوائد ودروس وعِبَر، نزلت كاملةً في ذم رجل واحد هو وامرأته اشتهرا بشدة العداء والأذى للنبي صلى الله عليه وسلم؛ إنها [سورة المسد].

 

وسورة المسد: سورة مكية بالإجماع، وعدد آياتها خمس آيات، ومن أسماء السورة: (سورة تَبَّت)، (وسورة المسد)، (وسورة أبي لهب)، (وسورة اللهب).

 

وقد ورد في سبب نزول السورة:

عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "لما نزلت هذه الآية: ﴿ وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ﴾ [الشعراء: 214]، خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى صعد الصفا، فهتف: ((يا صباحاه))، فقالوا: من هذا الذي يهتف؟ قالوا: محمد، فاجتمعوا إليه، فقال: ((يا بني فلان يا بني فلان، يا بني عبد مناف، يا بني عبد المطلب))، فاجتمعوا إليه، فقال: ((أرأيتكم لو أخبرتكم أن خيلًا بالوادي تريد أن تُغِيرَ عليكم؛ أكنتم مصدقيَّ؟)) قالوا: نعم، ما جرَّبْنا عليك إلا صدقًا، قال: ((فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد))، قال: فقال أبو لهب: تبًّا لك سائر اليوم، ألهذا جمعتنا؟! ثم قام؛ فنزلت هذه السورة: ﴿ تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ * مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ ﴾ [المسد: 1، 2] وقد تب"؛ [متفق عليه].

 

موضوعات السورة:

تتحدَّث سورة الـمسد عن موضوع واحد؛ وهو بيان خسران أبي لهب وامرأته.

 

وأبو لهب: هو أحد أعمام النبي صلى الله عليه وسلم، واسمه: عبد العزى بن عبد المطلب، وكنيته: أبو لهب، وقد اشتهر بكنيته، وعرف بها؛ لشدة جماله، أو لكونه سيصلى نارًا ذات لهب.

 

واشتهر بشدة عدائه وأذيته للنبي صلى الله عليه وسلم؛ قال السعدي رحمه الله: "أبو لهب هو عم النبي صلى الله عليه وسلم، وكان شديد العداوة والأذية للنبي صلى الله عليه وسلم، فلا فيه دين ولا حمية للقرابة، قبَّحه الله فذَمَّه الله بهذا الذم العظيم الذي هو خزي عليه إلى يوم القيامة".

 

والنبي صلى الله عليه وسلم له من الأعمام عشرة أعمام؛ لم يدرك منهم بعثته صلى الله عليه وسلم إلا أربعة؛ وهؤلاء الأربعة هم: العباس وحمزة وأبو طالب وأبو لهب؛ وقد انقسموا إلى قسمين: اثنان آمنا واثنان كفرا؛ فأما اللذان آمنا فهما: العباس وحمزة رضي الله عنهما، وأما اللذان كفرا فهما: أبو طالب وأبو لهب.

 

قال ابن حجر رحمه الله: "من عجائب الاتفاق أن الذين أدركهم الإسلام من أعمام النبي صلى الله عليه وسلم أربعة، لم يسلم منهم اثنان، وأسلم اثنان، وكان اسم من لم يسلم ينافي أسامي المسلمين، وهما: أبو طالب واسمه عبد مناف، وأبو لهب واسمه عبد العزى، بخلاف من أسلم وهما: حمزة والعباس".

 

وأما عماته صلى الله عليه وسلم: ست، ولم يثبت من الست أنها أسلمت إلا صفية؛ وهي أم الزبير بن العوام والأخت الشقيقة لحمزة بن عبد المطلب رضي الله تعالى عنهم.

 

يقول الله تعالى: ﴿ تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ * مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ * سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ * وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ * فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ ﴾ [المسد: 1 - 5].

 

افتتحت السورة بالدعاء، وفيه وعيد وتهديد؛ دعاء على أبي لهب وامرأته بالهلاك والخسران في الدنيا والآخرة وقد تحقق ذلك.

 

قوله: ﴿ تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ ﴾؛ أي: هلكت وخسرت نفسه.

 

وقوله: ﴿ وَتَبَّ ﴾؛ أي: إن هذا الدعاء قد تحقَّق وحصل له التباب؛ فالأول: دعاء، والثاني: إخبار بحصول هذا التباب.

 

وقوله: ﴿ يَدَا أَبِي لَهَبٍ ﴾؛ أي نفسه؛ كما قال تعالى: ﴿ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ﴾ [البقرة: 195].

 

وقوله: ﴿ أَبِي لَهَبٍ ﴾؛ فإن العرب تكني في مواضع المدح والتكريم؛ فلماذا كنَّاه الله تعالى بأبي لهب؟ قالوا: لأن كنيته غلبت عليه، فصار لا يعرف إلا بكنيته، وقيل: لأن اسمه عبد العزى، وهذا اسم معبد لغير الله فلم يكن ذكر هذا الاسم مناسبًا؛ تنزيهًا لكتاب الله، وقيل: للمناسبة؛ لأنه من أهل النار واللهب؛ فكناه أبا لهب متناسبًا مع قوله: ﴿ سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ ﴾؛ فيكون له من كنيته نصيب؛ وكما قيل: "لكل أحد من اسمه نصيب".

 

قوله: ﴿ مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ ﴾؛ أي: لا يغني ما جمع من المال، ولا ما كسب من الولد والجاه وغير ذلك في دفع شيء من عذاب الله يوم القيامة.

 

ويدخل فيها ما كسب من الولد؛ كما في الحديث عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن أطيب ما أكل الرجل من كسبه، وإن ولده من كسبه))؛ [رواه أحمد، وأبو داود، والترمذي].

 

فكل ذلك لا يغني عنه شيئًا يوم القيامة؛ كما قال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ [آل عمران: 116]، وقال تعالى: ﴿ لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ [المجادلة: 17]، وقال تعالى: ﴿ يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ﴾ [الشعراء: 88، 89].

 

بل قد يكون نقمةً على العبد إذا استكبر به عن الحق، ورَدَّه واغترَّ به؛ كما قال تعالى: ﴿ وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ ﴾ [الأنفال: 28]؛ ولذلك فقد حذَّرنا الله تعالى من الاشتغال بالأموال والأولاد عن ذكره وعبادته؛ فقال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ﴾ [المنافقون: 9].

 

قوله: ﴿ سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ ﴾؛ أي: سيدخل هو وامرأته نارًا تتوقَّد؛ واللهب هو: الشرر المتطاير من النار.

 

ونار الآخرة ليست كنار الدنيا في شدة إحراقها وحرارتها؛ عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((ناركم هذه التي يوقد ابن آدم جزء من سبعين جزءًا من حَرِّ جهنم))، قالوا: والله إن كانت لكافيةً، يا رسول الله، قال: ((فإنها فضلت عليها بتسعة وستين جزءًا، كلها مثل حرِّها))؛ [متفق عليه].

 

قوله: ﴿ وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ ﴾؛ وهي أم جميل، واسمها أروى بنت حرب، أخت أبي سفيان رضي الله عنه، وكانت سليطة اللسان، تؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم بلسانها.

 

ووصفت بذلك، قيل: لأنها كانت تحمل الشوك والأذى، وتلقيه في طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقيل: لأنها تجمع على ظهرها من الأوزار بمنزلة من يجمع حطبًا. وقيل: لأنها كانت نمَّامة، والعرب يطلقون على النمام: حمَّال للحطب. كانت تذهب إلى البيوت تستثير الناس ضد الرسول صلى الله عليه وسلم، وكان زوجها يستثير الرجال كذلك.

 

وقيل: يحتمل أنها سميت بذلك؛ لأنها تحمل الحطب في جهنم.

 

اشتركت هي وزوجها أبو لهب في الكفر، وفي عداوة النبي صلى الله عليه وسلم، وقد ذكر الله تعالى في القرآن أنواعًا من الأزواج:

1- أن يكونا مؤمنين: كحال النبي صلى الله عليه وسلم وأزواجه، وإبراهيم عليه السلام وزوجته، وغيرهم من عباد الله المؤمنين.

 

2- أن يكونا كافرين؛ كأبي لهب وامرأته؛ فكلاهما مات على الكفر، وكلاهما شديد العداء؛ قال تعالى: ﴿ وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ * فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ ﴾ [المسد: 4، 5].

 

3- أن يكون الزوج مؤمنًا، والزوجة كافرةً؛ مثل: امرأتي نوح ولوط عليهما السلام؛ كما قال تعالى: ﴿ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ ﴾ [التحريم: 10].

 

4- أن يكون الزوج كافرًا، والزوجة مؤمنةً؛ مثل: زوجة فرعون؛ كما قال تعالى: ﴿ وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴾ [التحريم: 11].

 

قوله: ﴿ فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ ﴾؛ أي: في عنقها حبل من ليف شديد خشن؛ وهذا لشدة عداوتها للنبي صلى الله عليه وسلم جعل الله تعالى في عنقها يوم القيامة حبلًا من ليف كالقلادة حول العنق.

 

نسأل الله العظيم أن يعز الإسلام والمسلمين، وأن يذل الشرك والمشركين.

 

الخطبة الثانية

أيها المسلمون عباد الله، فمن الدروس المستفادة من السورة:

1- أن نسب الإنسان لا يغني عنه شيئًا عند الله تعالى إن كان بلا إيمان ولا عمل صالح؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ومن بطَّأ به عمله، لم يُسرِع به نَسَبُه))؛ [رواه مسلم]، فالعبرة عند الله تعالى بالتقوى والإيمان؛ لا بالنَّسَب والحَسَب.

 

فإن أبا لهب هو عمُّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو ابن عبد المطلب، وهو من أهل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم من ناحية النسب، وقد جمع الله له كثيرًا من النِّعَم التي لا تجتمع إلا للقليل من الناس؛ فقد جمع الله له المال والجمال والأولاد والجاه والزوجة الموافقة، وكان سيِّدًا مطاعًا صاحب مكانة ومنزلة في قريش.

 

كان كثير المال؛ كما قال تعالى: ﴿ مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ ﴾، وكان كثير الأولاد؛ كما قال تعالى: ﴿ وَمَا كَسَبَ ﴾، وكان شديد الجمال؛ كما قال تعالى: ﴿ أَبِي لَهَبٍ ﴾؛ وسمي بأبي لهب؛ لأن وجهه كان يتلألأ جمالًا. وكانت زوجته موافقة له على الباطل تعمل ما يريد وتكون على هواه؛ كما قال تعالى: ﴿ وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ * فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ ﴾ [المسد: 4، 5]؛ وكل هذا لم يغنِ عنه من نقمة الله عليه في الدنيا ولا في الآخرة، وكان عليه وبالًا يوم القيامة؛ قال تعالى: ﴿ مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ * سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ ﴾.

 

فالجزاء يوم القيامة على الأعمال لا على الأنساب؛ كما قال تعالى: ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا ﴾ [فصلت: 46]، وقال تعالى: ﴿ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ﴾ [الحجرات: 13]، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم؛ ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم))؛ [متفق عليه].

 

2- فيها دليل من دلائل نبوة النبي صلى الله عليه وسلم، وأن هذا القرآن هو كلام الله تعالى؛ وذلك لما نزلت هذه السورة المحكوم فيها على أبي لهب بالخلود في النار، كان بمقدوره أن يتظاهر بدخول الإسلام، ولو فعل ذلك؛ لكذب الناس بالقرآن! قال ابن كثير رحمه الله: "فيها معجزة ظاهرة، فإن الله أخبر أنه لا يتوب ولا يسلم، فما تاب ولا أسلم بل مات على كفره".

 

3- تقرير قاعدة: الجزاء من جنس العمل؛ فسبب نزول هذه السورة هو قول أبي لهب للنبي صلى الله عليه وسلم: (تبًّا لك، أما جمعتنا إلا لهذا)؛ فنزلت هذه السورة: ﴿ تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ * مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ ﴾ [المسد: 1، 2]؛ أي: خسرت يداه، وشقي وتب، فلم يربح، وقد تحقق ذلك.

 

ولما كانت امرأته تحمل الشوك، وتلقيه في طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فإنها تحمل الحطب في جهنم.

 

ولما كانت عونًا لزوجها على معاداة الدعوة، فإنها تكون يوم القيامة عونًا عليه في عذابه في نار جهنم، وتحمل الحطب في جهنم ليوقد به على زوجها.

 

نسأل الله العظيم أن يعز الإسلام والمسلمين، وأن يذل الشرك والمشركين.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • وقفات تربوية مع سورة الفيل (خطبة)
  • وقفات تربوية مع سورة الماعون (خطبة)
  • وقفات تربوية مع سورة قريش (خطبة)
  • وقفات تربوية مع سورة الكوثر (خطبة)
  • وقفات تربوية مع سورة الكافرون (خطبة)
  • وقفات تربوية مع سورة النصر (خطبة)
  • وقفات تربوية مع سورة الإخلاص (خطبة)

مختارات من الشبكة

  • وقفات تربوية مع سورة العصر(مقالة - آفاق الشريعة)
  • وقفات تربوية مع سورة التكاثر(مقالة - آفاق الشريعة)
  • وقفات تربوية مع سورة العاديات(مقالة - آفاق الشريعة)
  • وقفات ودروس من سورة آل عمران (7)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • وقفات ودروس من سورة آل عمران (6)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • وقفات ودروس من سورة آل عمران (5)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • وقفات ودروس من سورة آل عمران (4)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • وقفات ودروس من سورة آل عمران (3)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • وقفات تربوية مع سورة الهمزة (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • وقفات تربوية مع قوله تعالى: (فصل لربك وانحر)(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • برنامج تدريبي للأئمة المسلمين في مدينة كارجلي
  • ندوة لأئمة زينيتسا تبحث أثر الذكاء الاصطناعي في تطوير رسالة الإمام
  • المؤتمر السنوي التاسع للصحة النفسية للمسلمين في أستراليا
  • علماء ومفكرون في مدينة بيهاتش يناقشون مناهج تفسير القرآن الكريم
  • آلاف المسلمين يجتمعون في أستراليا ضمن فعاليات مؤتمر المنتدى الإسلامي
  • بعد ثلاث سنوات من الجهد قرية أوري تعلن افتتاح مسجدها الجديد
  • إعادة افتتاح مسجد مقاطعة بلطاسي بعد ترميمه وتطويره
  • في قلب بيلاروسيا.. مسجد خشبي من القرن التاسع عشر لا يزال عامرا بالمصلين

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 25/5/1447هـ - الساعة: 16:14
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب