• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    وقفات تربوية مع سورة المسد (خطبة)
    رمضان صالح العجرمي
  •  
    شم العرار من إيثار النبي المختار (خطبة)
    السيد مراد سلامة
  •  
    خطبة جمعة عن الهواتف والإنترنت ووسائل التواصل
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    من نفيس كلام السلف في المعلوم من الدين بالضرورة
    د. هيثم بن عبدالمنعم بن الغريب صقر
  •  
    الله الخالق الخلاق (خطبة) – باللعة الإندونيسية
    حسام بن عبدالعزيز الجبرين
  •  
    الحديث الخامس عشر: ذم الاستكثار من الدنيا
    الدكتور أبو الحسن علي بن محمد المطري
  •  
    خطبة الاستسقاء 1447 هـ
    الشيخ محمد بن إبراهيم السبر
  •  
    تخريج حديث: لا يخرج الرجلان يضربان الغائط كاشفين ...
    الشيخ محمد طه شعبان
  •  
    خطبة: في ظلال آية
    يحيى سليمان العقيلي
  •  
    بلزوم الاستغفار والدعاء يدوم الخير والرخاء (خطبة)
    الشيخ عبدالله بن محمد البصري
  •  
    من درر العلامة ابن القيم عن الظلم
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
  •  
    الجنة ونعيمها (خطبة)
    د. أيمن منصور أيوب علي بيفاري
  •  
    ظاهرة كسب المال الحرام (خطبة)
    أ. د. حسن بن محمد بن علي شبالة
  •  
    من الفائز؟ (خطبة)
    أبو سلمان راجح الحنق
  •  
    ولاية الله بين أهل الاستقامة وأهل الوسائط
    أ. د. علي حسن الروبي
  •  
    من أدلة صدقه عليه الصلاة والسلام: تبتله وكثرة ...
    الشيخ عبدالله محمد الطوالة
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / الحديث وعلومه
علامة باركود

تخريج حديث: لا يخرج الرجلان يضربان الغائط كاشفين عن عورتيهما يتحدثان

تخريج حديث: لا يخرج الرجلان يضربان الغائط كاشفين عن عورتيهما يتحدثان
الشيخ محمد طه شعبان

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 16/11/2025 ميلادي - 26/5/1447 هجري

الزيارات: 99

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

تخريج حديث: لَا يَخْرُجُ الرَّجُلَانِ يَضْرِبَانِ الْغَائِطَ كَاشِفَيْنِ عَنْ عَوْرَتَيْهِمَا يَتَحَدَّثَانِ

 

روى أبو سعيد، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «لَا يَخْرُجُ الرَّجُلَانِ يَضْرِبَانِ الْغَائِطَ كَاشِفَيْنِ عَنْ عَوْرَتَيْهِمَا يَتَحَدَّثَانِ، فَإِنَّ اللَّهَ يَمْقُتُ عَلَى ذَلِكَ». (1/ 227).

 

ضعيف: أخرجه أحمد (11310)، عن عبد الرحمن بن مهدي، عن عكرمة بن عمار، عن يحيى بن أبي كثير، عن هلال بن عياض، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، به.

 

ومن طريق ابن مهدي أخرجه أبو داود (15)، والنسائي في «الكبرى» (37)، وابن خزيمة في «صحيحه» (71)، وابن المنذر في «الأوسط» (290)، وأبو نعيم في «الحلية» (9/ 46)، والبيهقي في «الكبير» (483)، وابن المقرئ في «الأربعين» (10)، والبغوي في «شرح السنة» (190).

 

وأخرجه ابن ماجه (342)، والنسائي في «الكبرى» (36)، والحاكم في «المستدرك» (558) و (559)، من طريق سفيان الثوري، عن عكرمة بن عمار، عن يحيى بن أبي كثير، عن عياض، عن أبي سعيد الخدري؛ ولفظه: «نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم المتغوطين أن يتحدثا، فإن الله يمقت على ذلك».

 

وأخرجه ابن ماجه (342)، وابن خزيمة (71)، والحاكم (560)، والبيهقي في «الكبير» (484)، وفي «الصغير» (67)، من طريق سلم بن إبراهيم الوراق، عن عكرمة بن عمار، به.

 

ولم يذكر ابن خزيمة المتن، واكتفى بِذِكر الإسناد.

 

وأخرجه ابن ماجه (342)، من طريق عبد الله بن رجاء، عن عكرمة بن عمار، به.

 

وأخرجه ابن المنذر في «الأوسط» (257)، والخطيب في «موضح أوهام الجمع والتفريق» (2/ 310)، من طريق أبي حذيفة، عن عكرمة بن عمار، به.

 

وأبو حذيفة هو: موسى بن مسعود النهدي.

 

وأخرجه الخطيب في «موضح أوهام الجمع والتفريق» (2/ 310)، من طريق عمر بن يونس، عن عكرمة بن عمار، به.

 

وأخرجه ابن حبان (1422)، من طريق إسماعيل بن سنان، عن عكرمة بن عمار، به.

 

وأخرجه الخطيب في «تاريخه» (13/ 614)، من طريق عبد الملك بن الصباح، عن الأوزاعي، عن عكرمة بن عمار، به.

 

قال الحاكم: «هذا عياض بن هلال الأنصاري، شيخ من التابعين مشهور، من أهل المدينة، وقع إلى اليمامة».

 

وقال البيهقي في «الكبير»: «أخبرنا أبو علي الروذباري، قال: أخبرنا أبو بكر بن داسة، قال: قال أبو داود: ولم يسنده إلا عكرمة بن عمار».

 

وقال الحاكم: «هذا حديث صحيح من حديث يحيى بن أبي كثير، عن عياض بن هلال الأنصاري؛ وإنما أهملاه لخلاف بين أصحاب يحيى بن أبي كثير فيه، فقال بعضهم: هلال بن عياض، وقد حكم أبو عبد الله محمد بن إسماعيل في «التاريخ» أنه عياض بن هلال الأنصاري، سمع أبا سعيد، سمع منه يحيى بن أبي كثير. قاله هشام، ومعمر، وعلي بن المبارك، وحرب بن شداد، عن يحيى بن أبي كثير. وسمعت علي بن حمشاذ يقول: سمعت موسى بن هارون يقول: رواه الأوزاعي مرتين، فقال مرة: عن يحيى، عن هلال بن عياض؛ وقد حدثناه محمد بن الصباح، قال: حدثنا الوليد، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، مرسلًا. وقد كان عبد الرحمن بن مهدي يحدِّث به: «عياض بن هلال»، ثم شك فيه، فقال: أو «هلال بن عياض»؛ رواه عن عبد الرحمن بن مهدي: علي بن المديني، وعبيد الله بن عمر القواريري، ومحمد بن المثنى، فاتفقوا على «عياض بن هلال»؛ وهو الصواب؛ قد حَكَم به إمامان من أئمتنا؛ مثل البخاري، وموسى بن هارون بالصحة؛ لقول من أقام هذا الإسناد، عن عياض بن هلال الأنصاري، وذكر البخاري فيه شواهد، فصح به الحديث، وقد خرج مسلم معنى هذا الحديث، عن أبي كريب، وأبي بكر بن أبي شيبة، عن زيد بن الحباب، عن الضحاك بن عثمان، عن زيد بن أسلم، عن عبد الرحمن بن أبي سعيد، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «لا ينظر الرجل إلى عورة الرجل، ولا تنظر المرأة إلى عورة المرأة»... الحديث»اهـ.

 

قلت: فأما النهي عن كشف العورة، فشواهده كثيرة؛ وإنما البحث في زيادة النهي عن الكلام في الخلاء.

 

وأما هلال بن عياض، فهو مجهول على الوجهين المذكورين في اسمه، وليس واحد منهما معروفًا؛ ومن ترجمه ذَكَر اسمه على الوجهين جميعًا؛ ثم منهم من حكم عليه بالجهالة؛ كالذهبي، وابن حجر، ومنهم من سكت عنه؛ كالبخاري، وابن أبي حاتم، والمزي.

 

قال الذهبي في «الميزان» (3/ 309): «لا يعرف».

 

وقال الحافظ في «التقريب»: «مجهول».

 

قلت: ولا يُغتر بذِكْر ابن حبان له في «الثقات» (5/ 265)، فإنه يذكر فيه المجهولين.

 

ولذلك لما ذَكَر عبد الحق الإشبيلي هذا الحديث، وأعله بالاضطراب، تعقبه ابن القطان بأنه يُعل بجهالة عياض بن هلال أيضًا.

 

فقال أبو الحسن ابن القطان في «بيان الوهم والإيهام» (3/ 143، 144): «حديث أبي سعيد، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «لا يخرج الرجلان يضربان الغائط...».

 

وأتبعه [أي: الإشبيلي] أن قال: لم يسنده غير عكرمة بن عمار، وقد اضطرب فيه.

 

قال ابن القطان: لم يزد على هذا، وبقي عليه أن يذكر علته العظمى؛ وهي مَن رواه عنه يحيى بن أبي كثير، وهو محل الاضطراب الذي أشار إليه، وذلك أنه حديث يرويه عكرمة بن عمار، عن يحيى بن أبي كثير: في رواية عنه: عن عياض بن هلال، وفي رواية عنه: عن هلال بن عياض، وفي رواية عنه: عن عياض بن أبي زهير، وهو مع ذلك كله مجهول لا يُعرف، ولا يُعرف بغير هذا» اهـ.

 

قلت: والأرجح في اسمه: «عياض بن هلال».

 

قال محمد بن يحيى الذهلي - كما رواه عنه ابن ماجه -: «الصواب: عياض بن هلال».

 

وذكره البخاري في «التاريخ الكبير» (7/ 21)، وقال: «عياض بن هلال الأنصاري. وقال بعضهم: هلال بن عياض».

 

وسكت عنه، فلم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا.

 

وذكره ابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» (6/ 408)، وقال: «عياض بن هلال الأنصاري، ويقال: هلال بن عياض، وعياض بن هلال أشبه، سمع أبا سعيد الخدري، سمع منه يحيى بن أبي كثير. سمعت أبي يقول ذلك» اهـ.

 

وسكت عنه، فلم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا.

 

وقال ابن خزيمة في «صحيحه» (1/ 39): «هذا هو الصحيح؛ هذا الشيخ هو عياض بن هلال، وأحسب الوهم من عكرمة بن عمار؛ حين قال: عن هلال بن عياض» اهـ.

 

وقال الخطيب في «موضح أوهام الجمع والتفريق» (2/ 310): «عياض بن هلال، أصح».

 

وقال ابن حبان في «الثقات» (5/ 265): «من زعم أنه هلال بن عياض فقد وهم».

 

وقال الحافظ في «التقريب»: «قال بعضهم هلال بن عياض، وهو مرجوح».

 

وقد حصر الإمام الحاكم رحمه الله تعليل الحديث بالاختلاف في اسم عياض بن هلال، وليست هذه هي العلة، كما تم بيانه، ثم إن الحديث فيه علل أخرى.

 

فعكرمة بن عمار - وإن وثقه بعضهم - إلا أنه متكلم فيه، لا سيما في روايته عن يحيى بن أبي كثير.

 

قال ابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» (7/ 10): «عن صالح بن أحمد بن محمد بن حنبل، قال: أخبرنا علي بن المديني، قال: سألت يحيى بن سعيد عن أحاديث عكرمة بن عمار عن يحيى بن أبي كثير، فضعفها، وقال: ليس بصحاح» اهـ.

 

 

وقال عبد الله بن أحمد في «العلل ومعرفة الرجال» (3255): «قال أبي: أحاديث عكرمة بن عمار عن يحيى بن أبي كثير ضعاف ليس بصحاح. قلت له: من عكرمة أو من يحيى؟ قال: لا إلا من عكرمة» اهـ.

 

وفيه أيضًا (733): «عكرمة بن عمار مضطرب الحديث عن يحيى بن أبي كثير».

 

وفيه أيضًا (733): «عكرمة بن عمار مضطرب عن غير إياس بن سلمة».

 

وقال علي بن المديني، كما في «تاريخ بغداد» (14/ 185): «أحاديث عكرمة بن عمار، عن يحيى بن أبي كثير ليست بذاك، مناكير، كان يحيى بن سعيد يضعفها».

 

وقال علي بن المديني أيضًا، كما في «الكامل» (8/ 293): «إذا قال عكرمة بن عمار: سمعت يحيى بن أبي كثير، فانبذ يدك منه، وهشام أرفع قدرًا، وشيبان صحيح الحديث».

 

وقال البخاري، كما في «الضعفاء» للعقيلي (4/ 494): «عكرمة بن عمار يضطرب في حديث يحيى بن أبي كثير، ولم يكن عنده كتاب».

 

وقال ابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» (7/ 11): «سألت أبي عن عكرمة بن عمار، فقال: كان صدوقًا، وربما وهم في حديثه، وربما دلس، وفي حديثه عن يحيى بن أبي كثير بعض الأغاليط» اهـ.

 

وقال أبو داود في «سؤالات الآجري» (707): «في حديثه عن يحيى بن أبي كثير اضطراب».

 

وفيه أيضًا (1043): «سألت أبا داود، عن أصحاب يحيى بن أبي كثير؛ أعني من أعلاهم مِن يحيى؟ فقال: هشام الدستوائي، والأوزاعي.

 

قلت: ومعمر؟ قال: لا.

 

قلت: عكرمة بن عمار؟ قال: عكرمة مضطرب الحديث».

 

وقال الحافظ في «التقريب»: «صدوق يغلط، وفي روايته عن يحيى بن أبي كثير اضطراب، ولم يكن له كتاب».

 

وفي الحديث علة ثالثة؛ وهي: عنعنة يحيى بن أبي كثير؛ فهو ثقة ثبت، لكنه يدلس ويرسل.

 

وبهذا يتبين خطأ الحاكم رحمه الله في قوله: «هذا حديث صحيح من حديث يحيى بن أبي كثير، عن عياض بن هلال الأنصاري».

 

وخطأ النووي رحمه الله في قوله في «المجموع» (2/ 88): «هذا الحديث حسن، رواه أحمد، وأبو داود، وغيرهما بإسناد حسن».

 

وخطأ الهيثمي في قوله في «مجمع الزوائد» (1/ 488): «رجاله موثقون».

 

والهيثمي يتوسع في التوثيق.

 

وقد أخرج الحديث الحاكم في «المستدرك» (560)، ومن طريقه البيهقي في «الكبير» (485)، قال: سمعت علي بن حمشاذ يقول: سمعت موسى بن هارون يقول: حدثنا محمد بن الصباح، قال: حدثنا الوليد، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، مرسلًا.

 

قال ابن أبي حاتم في «العلل» (1/ 531- 533): «سمعت أبي يقول في حديث رواه عكرمة بن عمار، عن يحيى بن أبي كثير، عن هلال بن عياض- ويقال أيضًا: عياض بن هلال - عن أبي سعيد الخدري، عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه نهى المتغوطين أن يتحدثان.

 

ورواه الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن النبي صلى الله عليه وسلم، مرسلًا.

 

قال أبي: الصحيح هذا - يعني: حديث الأوزاعي - وحديث عكرمة وهَمٌ» اهـ.

 

وقد رُوِي الحديث من مسند أبي هريرة رضي الله عنه.

 

فقد أخرجه النسائي في «الكبرى» (35)، والطبراني في «الأوسط» (1264)، عن محمد بن عبد الله بن عبيد بن عقيل المقرئ، قال: أخبرنا جدي عبيد بن عقيل، قال: أخبرنا عكرمة بن عمار، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لَا يَخْرُجِ اثْنَانِ إِلَى الْغَائِطِ، يَجْلِسَانِ يَتَحَدَّثَانِ، كَاشِفَانِ عَنْ عَوْرَتِهِمَا، فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَمْقُتُ عَلَى ذَلِكَ».

 

قال الطبراني: «لم يرو هذا الحديث عن عكرمة، عن يحيى، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة إلا عبيد، ورواه سفيان الثوري، وغيره: عن عكرمة بن عمار، عن عياض بن هلال، عن أبي سعيد الخدري» اهـ.

 

قلت: ومحمد بن عبد الله بن عبيد، وجده، صدوقان، ولكنهما خالفا الجماعة؛ فأدخلا أبا سلمة في الإسناد، وجعلا الحديث من مسند أبي هريرة؛ وهذا شذوذ عن الجماعة.

 

ويبدو أن أحدهما سلك الجادة، فرواه هكذا؛ لكثرة ما روى يحيى بن أبي كثير من أحاديث بهذا الإسناد.

 

ورُوِي أيضًا من مسند جابر رضي الله عنه.

 

فقد رواه أبو علي ابن السكن، كما نقله عنه أبو الحسن ابن القطان في «بيان الوهم والإيهام» (5/ 260)، قال: حدثنا يحيى بن محمد بن صاعد، قال: حدثنا الحسن بن أحمد بن أبي شعيب الحراني، قال: حدثنا مسكين بن بكير، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن محمد بن عبد الرحمن، عن جابر بن عبد الله ﭭ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِذَا تَغَوَّطَ الرَّجُلَانِ فَلْيَتَوَارَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا عَنْ صَاحِبِهِ، وَلَا يَتَحَدَّثَانِ عَلَى طَوْقِهِمَا؛ فَإِنَّ اللهَ يَمْقُتُ عَلَى ذَلِكَ».

 

قال ابن السكن: رواه عكرمة بن عمار، عن يحيى بن أبي كثير، عن هلال بن عياض، عن أبي سعيد رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، وأرجو أن يكونا صحيحين. انتهى كلامه.

 

قال ابن القطان: وليس فيه تصحيح حديث أبي سعيد الذي فرغنا من تعليله؛ وإنما يعني أن القولين عن يحيى بن أبي كثير صحيحان، وصدق في ذلك؛ صح عن يحيى بن أبي كثير أنه قال: عن محمد بن عبد الرحمن، عن جابر، وأنه قال: عن عياض أو هلال بن عياض، عن أبي سعيد الخدري. ولا يمكن أن يصحح ابن السكن حديث أبي سعيد أصلًا، ولو فعل، كان ذلك خطأ من القول؛ وإنما يصِحُّ من حديث جابر.

 

ومحمد بن عبد الرحمن بن ثوبان، ثقة، وقد صح سماعه من جابر.

 

ومسكين بن بكير، أبو عبد الرحمن الحذاء، لا بأس به، قاله ابن معين.

 

وكذا أيضًا قال فيه أبو حاتم.

 

والحسن بن أحمد بن أبي شعيب أبو مسلم، صدوق، لا بأس به، وسائر مَن في الإسناد لا يسأل عنه» اهـ.

 

قال العلامة ابن دقيق العيد في «الإمام» (3/ 34): «وهذا الحديث الذي ذكره ابن القطان في «علله»، عن أبي علي ابن السكن قد خرجه الحافظ الفقيه أبوبكر الإسماعيلي، ورواه في «مجموع حديث يحيى بن أبي كثير»، عن أبي محمد الهيثم بن خلف الدوري، ومحمد بن محمد، والقاسم بن زكريا، قالوا: حدثنا الحسن بن أحمد بن أبي شعيب الحراني...».

 

قلت: قال الحافظ ابن حجر في «بلوغ المرام» (ص78): «وهو معلول».

 

قلت: والأمر كما قال الحافظ، وفيه ثلاث علل:

العلة الأولى: الحسن بن أحمد بن أبي شعيب الحراني، ومسكين بن بكير، لا بأس بهما، نعم، ولكنهما موصوفان بالخطإ والإغراب.

 

وقد جاءا هنا بإسناد مختلف.

 

العلة الثانية: أن رواية الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير ليست بالقوية.

 

قال الخلال في «المنتخب من العلل» (ص173): «أخبرنا المروذي، أنه قال لأبي عبد الله: أتعرف عن الوليد، عن الأوزاعي، عن يحيى، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم: متى كنت نبيًّا؟

 

قال [أحمد]: هذا منكر، هذا من خطإ الأوزاعي، يخطئ كثيرًا على يحيى بن أبي كثير» اهـ.

 

وقال يعقوب بن شيبة في «مسند عمر بن الخطاب» (44): «قال أحمد بن حنبل: حديث الأوزاعي عن يحيى مضطرب».

 

وقال الحافظ ابن رجب في «شرح علل الترمذي» (2/ 799): «الأوزاعي إمام أهل الشام، تكلم طائفة في حديثه عن الزهري خاصة.

 

وتكلم الإمام أحمد في حديثه عن يحيى بن أبي كثير، خاصة، وقال: لم يكن يحفظه جيدًا فيخطئ فيه.

 

وكان يروي عن يحيى، عن أبي قلابة، عن أبي المهاجر، وإنما هو أبو المهلب.

 

وذُكِر له حديث الأوزاعي، عن يحيى، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل متى كنت نبيًّا. فأنكره، وقال: هذا من خطإ الأوزاعي.

 

وقال مهنا: سألت أحمد عن حديث الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، قال أحمد: كان كتاب الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير قد ضاع منه، فكان يحدِّث عن يحيى بن أبي كثير حفظًا» اهـ.

 

العلة الثالثة: عنعنة يحيى بن أبي كثير؛ وهو مدلس كثير الإرسال كما تقدم.

 

وقد سئل الدارقطني في «العلل» (11/ 296، 297)، عن حديث عياض بن هلال، عن أبي سعيد، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يتحدَّث المتغوطان، فإن الله يمقت على ذلك، فقال: «يرويه يحيى بن أبي كثير، واختلف عنه؛ فرواه عكرمة بن عمار؛ واختلف عن عكرمة أيضًا:

فرواه الثوري، عن عكرمة، عن عياض بن هلال، عن أبي سعيد.

 

وكذلك قال عبد الملك بن الصباح: عن عكرمة، وقال عبيد بن عقيل: عن عكرمة بن عمار، عن يحيى، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة.

 

وقال أبان العطار: عن يحيى، عن عبد الله بن أبي قتادة، عن أبيه.

 

وقال مسكين بن بكير: عن الأوزاعي، عن يحيى، عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان، عن جابر بن عبد الله.

 

وقال غير مسكين: عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير مرسلًا.

 

وأشبهها بالصواب حديث عياض بن هلال، عن أبي سعيد» اهـ.

 

قلت: وهذا الاختلاف الحاصل في طرق الحديث يدل على اضطراب فيه؛ وهذا الاضطراب علة رابعة.

 

قال عبد الحق الإشبيلي في «الأحكام الوسطى» (1/ 132): «لم يُسند هذا الحديث غير عكرمة بن عمار، وقد اضطرب فيه» اهـ.

 

وفيه علة خامسة: وهي اضطراب متنه.

 

قال ابن القطان في «بيان الوهم والإيهام» (5/ 259): «وللحديث مع ذلك علة أخرى؛ وهي اضطراب متنه»، ثم ذَكَر اختلاف ألفاظه، ثم قال: «واضطرابه دليل سوء حال راويه، وقلة تحصيله، فكيف وهو من لا يعرف؟!» اهـ.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • تخريج حديث: آخر الطب الكي
  • تخريج حديث: «آخر قرية من قرى الإسلام خرابا المدينة»
  • تخريج حديث: «آخر ما تكلم به إبراهيم حين ألقي في النار»
  • تخريج حديث: «آخر من يدخل الجنة رجل من جهينة»
  • تخريج حديث: ((‌لا ‌تزوج ‌المرأة ‌المرأة، ولا تزوج المرأة نفسها)) وبيان أقوال أهل العلم فيه
  • تخريج حديث: "من وجد سعة فلم يضح فلا يقربن مصلانا" وذكر أقوال أهل العلم فيه
  • تخريج حديث: على اليد ما أخذت حتى تؤديه

مختارات من الشبكة

  • حديث "نكاح الجاهلية على أربعة أنحاء" تخريج ودراسة (WORD)(كتاب - آفاق الشريعة)
  • تخريج حديث: إذا رأيتني على مثل هذه الحالة فلا تسلم علي(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تخريج حديث: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نتوكأ على اليسرى، وأن ننصب اليمنى(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تخريج حديث: «لا يبول في مستحمه، فإن عامة الوسواس منه»(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تخريج حديث: أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يبال في الجحر(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تخريج حديث: اتقوا الملاعن الثلاثة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تخريج حديث: أنه كان إذا أراد الحاجة لا يرفع ثوبه حتى يدنو من الأرض(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تخريج حديث: من حدثكم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يبول قائمًا فلا تصدقوه(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تخريج حديث: إذا أراد أحدكم أن يتبول فليرتد لبوله(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تخريج حديث: كان أحب ما استتر به النبي صلى الله عليه وسلم إليه لحاجته(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • برنامج تدريبي للأئمة المسلمين في مدينة كارجلي
  • ندوة لأئمة زينيتسا تبحث أثر الذكاء الاصطناعي في تطوير رسالة الإمام
  • المؤتمر السنوي التاسع للصحة النفسية للمسلمين في أستراليا
  • علماء ومفكرون في مدينة بيهاتش يناقشون مناهج تفسير القرآن الكريم
  • آلاف المسلمين يجتمعون في أستراليا ضمن فعاليات مؤتمر المنتدى الإسلامي
  • بعد ثلاث سنوات من الجهد قرية أوري تعلن افتتاح مسجدها الجديد
  • إعادة افتتاح مسجد مقاطعة بلطاسي بعد ترميمه وتطويره
  • في قلب بيلاروسيا.. مسجد خشبي من القرن التاسع عشر لا يزال عامرا بالمصلين

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 25/5/1447هـ - الساعة: 16:45
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب