• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    الحديث الحادي عشر: الصدق سبب في نجاح الدنيا ...
    الدكتور أبو الحسن علي بن محمد المطري
  •  
    الأولاد بين فتنة الدنيا وحفظ الله
    عبدالله بن إبراهيم الحضريتي
  •  
    الأسلوبية النحوية في آية الكرسي
    د. صباح علي السليمان
  •  
    خطب الجمعة: نماذج وتنبيهات (PDF)
    د. أمين بن عبدالله الشقاوي
  •  
    تفسير: (قل إنما أعظكم بواحدة أن تقوموا لله مثنى ...
    تفسير القرآن الكريم
  •  
    من درر العلامة ابن القيم عن العين والحسد
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
  •  
    تذكرة النبلاء بحياء سيد الأتقياء صلى الله عليه ...
    السيد مراد سلامة
  •  
    تخريج حديث: «لا يبول في مستحمه، فإن عامة الوسواس ...
    الشيخ محمد طه شعبان
  •  
    وقفات تربوية مع سورة الكافرون (خطبة)
    رمضان صالح العجرمي
  •  
    وقفات ودروس من سورة آل عمران (5)
    ميسون عبدالرحمن النحلاوي
  •  
    خطبة: احتساب الثواب والتقرب لله عز وجل (باللغة ...
    حسام بن عبدالعزيز الجبرين
  •  
    البحوث القرآنية في مجلة كلية الدراسات الإسلامية ...
    أ.د. عبدالحكيم الأنيس
  •  
    الابتسامة (خطبة)
    د. خالد بن حسن المالكي
  •  
    کشف الغطاء عن حال عشرة أحادیث باطلة في ذم النساء ...
    أ. د. حسن بن محمد بن علي شبالة
  •  
    الأحكام الفقهية للممارسات الجنسية الممنوعة في ...
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    اللغة من أدلة إثبات وجود الخالق جل وعلا
    الشيخ عبدالله محمد الطوالة
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / تفسير القرآن
علامة باركود

وقفات تربوية مع سورة الكافرون (خطبة)

وقفات تربوية مع سورة الكافرون (خطبة)
رمضان صالح العجرمي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 19/10/2025 ميلادي - 27/4/1447 هجري

الزيارات: 188

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

وقفات تربوية مع سورة الكافرون

 

1- مقدمة تعريفية بسورة الكافرون.

2- وقفات مع معاني كلمات السورة.

3- تقرير عقيدة الولاء والبراء.

 

الهدف من الخطبة:

التذكير بأهمية وأسباب نزول هذه السورة، وما تضمنته من معانٍ عظيمة.

 

مقدمة ومدخل للموضوع:

أيها المسلمون عباد الله، مع سورة عظيمة في موضوعها؛ إنها سورة البراءة من الشرك وأهله، ومن كل معبود سوى الله تعالى؛ مع [سورة الكافرون].

 

سورة الكافرون: سورة مكية، وعدد آياتها ست آيات، وأسماء السورة: سورة (الكافرون)، وسورة (الكافرين)، وسورة ﴿ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ ﴾.

 

موضوعات السورة:

اشتملت هذه السورة على معاني عظيمة؛ منها: تقرير عقيدة التوحيد، والبراءة من الشرك وأهله، ومن كل معبود سوى الله تعالى؛ يقول الله تعالى: ﴿ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ * لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ * وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ * وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ * وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ * لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ ﴾ [الكافرون: 1 - 6].

 

عن فروة بن نوفل، عن أبيه رضي الله عنه: أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، علمني شيئًا أقوله إذا أويت إلى فراشي، فقال: ((اقرأ: ﴿ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ ﴾، ثم نم على خاتمتها؛ فإنها براءة من الشرك))؛ [رواه أبو داود، والترمذي، والنسائي، وصححه الألباني].

 

ومن فضائل هذه السورة: أنها تعدل ربع القرآن؛ فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ﴾ تعدل ثلث القرآن، و﴿ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ ﴾ تعدل ربع القرآن))؛ [رواه الطبراني، وصححه الألباني].

 

هذه السورة مع سورة الإخلاص كان النبي صلى الله عليه وسلم يداوم على قراءتهما عدة مرات كل يوم وليلة في الصلوات وفي غيرها؛ والسر في ذلك أنهما اشتملتا على نوعي التوحيد؛ وهما:

التوحيد العملي: في سورة الكافرون.

 

التوحيد الخبري الاعتقادي: في سورة الإخلاص.

أولًا: في ركعتي الفجر؛ عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ في ركعتي الفجر: ﴿ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ ﴾، و﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ﴾؛ [رواه مسلم]؛ وركعتا الفجر هما راتبة الفجر.

 

وعن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: رمقت النبي صلى الله عليه وسلم شهرًا يقرأ في الركعتين قبل الفجر: ﴿ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ ﴾ و﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ﴾؛ [رواه الترمذي].

 

ثانيًا: في السُّنَّة الراتبة البَعْدية للمغرب؛ عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ في الركعتين قبل الفجر، والركعتين بعد المغرب، بضعًا وعشرين مرةً أو بضع عشرة مرةً: ﴿ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ ﴾، و﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ﴾؛ [رواه الترمذي].

 

ثالثًا: في صلاة الوتر؛ فعن ابن عباس رضي الله عنهما "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يوتر بثلاث: بـ ﴿ سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى ﴾ [الأعلى: 1]، و﴿ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ ﴾، و﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ﴾"؛ [رواه الترمذي، وصححه الألباني].

 

ويقرأ بهما كذلك في ركعتي الطواف خلف مقام إبراهيم؛ ففي صحيح مسلم عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الركعتين: ﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ﴾، و﴿ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ ﴾.

 

سبب نزول هذه السورة:

قد جاء في السير: "أن رهطًا من قريش قالوا: يا محمد، تعبد آلهتنا سنةً، ونعبد إلهك سنةً؛ فنزلت هذه السورة".

 

روى ابن أبي حاتم، والطبري عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: دعت قريش رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أن يعطوه مالًا، فيكون أغنى رجل بمكة، ويزوِّجوه ما أراد من النساء، ويطؤوا عقبه، فقالوا: هذا لك عندنا يا محمد، وكفَّ عن شتم آلهتنا ولا تذكرها بشر، فإن بغضت فإنا نعرض عليك خصلةً واحدةً، ولك فيها صلاح، قال: ((وما هي؟))، قال: تعبد اللات والعزى سنةً، ونعبد إلهك سنةً، قال: ((حتى أنظر ما يأتي من عند ربي))، فجاء الوحي من عند الله عز وجل من اللوح المحفوظ: ﴿ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ * لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ ﴾ [الكافرون: 1، 2]، وأنزل الله تعالى: ﴿ قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ * وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ * بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ ﴾ [الزمر: 64 - 66].

 

مناسبة السورة لما قبلها وما بعدها:

قبلها سورة الكوثر: وفيها الأمر بشكر نعم الله تعالى بإقامة الصلاة، والذبح تقربًا إليه سبحانه؛ في قوله تعالى: ﴿ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ ﴾ [الكوثر: 2]؛ والمعنى: اجعل صلاتك وذبحك لله وحده؛ لا لغيره كما يفعل المشركون.

 

وفي سورة الكافرون:تأكيد على هذا المعنى؛ وهو إخلاص العبادة لله وحده، والبراءة من شرك المشركين وكفرهم.

 

وقد افتتحها الله تعالى بالأمر بالقول؛ وهذا نوع من أنواع فواتح السور؛ والسور المفتتحة بالأمر بالقول خمس سور: سورة الجن، وسورة الكافرون، وسورة الإخلاص، والمعوِّذتان.

 

قوله: ﴿ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ ﴾ [الكافرون: 1]؛ أي: قل معلنًا ومصرحًا يا محمد لهؤلاء الكفار الجاحدين للحق، المشركين في عبادة الله تعالى.

 

وهذا يشمل كل كافر، سواء كان من المشركين، أو من اليهود، أو من النصارى، أو من الشيوعيين، أو من غيرهم"؛ [تفسير ابن عثيمين، جزء عم].

 

تعلمنا هذه الآية: عدم المداهنة في الدين، أو المجاملة، ووجوب المفاصلة بين أهل التوحيد وأهل الشرك.

 

قوله: ﴿ لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ ﴾؛ أي: لا أعبد الآن ولا فيما يستقبل الآلهة والأوثان التي تعبدونها من دون الله.

 

قال السعدي رحمه الله: "تبرأ مما كانوا يعبدون من دون الله ظاهرًا وباطنًا؛ كما قال الله تعالى: ﴿ فَقُلْ لِي عَمَلِي وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ أَنْتُمْ بَرِيئُونَ مِمَّا أَعْمَلُ وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ ﴾ [يونس: 41].

 

قوله: ﴿ وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ ﴾؛ أي: ولا أنتم متصفون بعبادة ما أعبد الآن؛ لعدم إخلاصكم لله في عبادته؛ فإن العبادة المقترنة بالشرك لا تُسمَّى عبادة.

 

قوله: ﴿ وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ ﴾؛ أي: من الأصنام. والسر في التكرار:

قال السعدي رحمه الله: "ثم كرر ذلك ليدل الأول على عدم وجود الفعل، والثاني على أن ذلك قد صار وصفًا لازمًا".

 

وقيل: أن المعنى: نفي للحال والمستقبل.

 

قوله: ﴿ وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ ﴾؛ أي: مستقبلًا؛ وهو الله تعالى المستحق للعبادة وحده لا شريك له.

 

قوله: ﴿ لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ ﴾ ﴿ لَكُمْ دِينُكُمْ ﴾؛ وهو الشرك، ﴿ وَلِيَ دِينِ ﴾؛ وهو الإسلام؛ وهو دين الحق؛ كما قال تعالى: ﴿ شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ * إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ﴾ [آل عمران: 18، 19].

 

الدين الحق الذي ارتضاه الله تعالى لعباده من البشر والجن والملائكة؛ قال تعالى: ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ﴾ [المائدة: 3].

 

وهو الدين الذي لا يقبل الله سواه، وما سواه من الأديان فهو باطل؛ قال تعالى: ﴿ وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ [آل عمران: 85].

 

وهو الدين الذي جاء به جميع الأنبياء والرسل؛ فإن الأنبياء جميعهم دينهم الإسلام؛ قال تعالى: ﴿ مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴾ [آل عمران: 67].

 

وقال تعالى: ﴿ وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ * إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ * وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [البقرة: 130 - 132].

 

نسأل الله العظيم أن يحفظ لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا.

 

الخطبة الثانية

تقرير عقيدة الولاء والبراء:

أيها المسلمون عباد الله، فإن من أعظم فوائد هذه السورة المباركة سورة الكافرون: تقرير عقيدة الولاء والبراء؛ فإن الولاء لله تعالى ولرسوله صلى الله عليه وسلم وللمؤمنين؛ كما قال تعالى: ﴿ إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ﴾ [المائدة: 55].

 

والتوحيد لا يستقيم إلا بالبراءة من الكفر وأهله؛ كما قال تعالى: ﴿ وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ * إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ ﴾ [الزخرف: 26، 27]، وقال تعالى: ﴿ لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ ﴾ [آل عمران: 28]، وقال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ ﴾ [الممتحنة: 1].

 

ولمَ لا نتبرأ منهم وقد تبرأ الله تعالى منهم، قبل أن يأمرنا بذلك؟! قال الله تعالى: ﴿ وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ ﴾ [التوبة: 3]، والمسلم يوالي كل من والاه الله تعالى، ويُعادي كل من عاداه الله، ويتبرَّأ منه.

 

وإظهار البراءة من المشركين هو منهج ودَأْب الأنبياء والمرسلين، ونحن مأمورون بالسير على طريقهم، ومنهجهم، والاقتداء بهم؛ قال تعالى عن هود عليه السلام: ﴿ قَالَ إِنِّي أُشْهِدُ اللَّهَ وَاشْهَدُوا أَنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ * مِنْ دُونِهِ فَكِيدُونِي جَمِيعًا ثُمَّ لَا تُنْظِرُونِ * إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾ [هود: 54 - 56].

 

وقال تعالى عن إبراهيم عليه السلام؛ كنموذج تطبيقي لعقيدة الولاء والبراء: ﴿ قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ ﴾ [الممتحنة: 4]؛ فذكر سبحانه وتعالى ثلاثة أمور في التعامل مع الكافرين: الأول: التبرُّؤ من الكافرين ومما يعبدونه. والثاني: الكفر بهم. والثالث: إظهار العداوة وإعلانها أبدًا حتى يؤمنوا بالله وحده.

 

وفي هذه السورة أمَرَ اللهُ تعالى رسولَه الكريمَ صلى الله عليه وسلم، بأن يتبرأ من الكافرين، ومن دينهم الباطل، ومما يعبدونه من دون الله تعالى؛ قال تعالى: ﴿ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ * لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ * وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ * وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ * وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ * لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ ﴾ [الكافرون: 1 - 6].

 

ولذلك أمر النبي صلى الله عليه وسلم من ينام أن يختم أذكار النوم بقراءة هذه السورة؛ فعن فروة بن نوفل، عن أبيه رضي الله عنه: أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، علمني شيئًا أقوله إذا أويت إلى فراشي، فقال: ((اقرأ: ﴿ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ ﴾، ثم نم على خاتمتها؛ فإنها براءة من الشرك))؛ [رواه أبو داود، والترمذي، والنسائي، وصححه الألباني].

 

وعقيدة الولاء والبراء من أوثق عرى الإيمان؛ عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أوثق عرى الإيمان: الحب في الله، والبغض في الله))، وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه، أنه: سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أفضل الإيمان؟ قال: ((أفضل الإيمان أن تحب لله، وتبغض في الله، وتعمل لسانك في ذكر))؛ [رواه أحمد].

 

بل إن العبد لن يصل إلى كمال الإيمان ولن ينال ولاية الله تعالى إلا بالولاء والبراء؛ عن أبي أمامة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((مَنْ أحَبَّ لله، وأبغض لله، وأعطى لله، ومنع لله فقد استكمل الإيمان))؛ [رواه أبو داود]، قال المناوي رحمه الله: "فدَلَّ هذا الحديث على أن من لم يحب لله ويبغض لله لم يستكمل الإيمان".

 

وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "من أحبَّ في الله وأبغض في الله، ووالى في الله، وعادى في الله؛ فإنما تنال ولاية الله بذلك".

 

نسأل الله العظيم أن ينصر الإسلام والمسلمين، وأن يرفع راية الدين.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • وقفات تربوية مع سورة القارعة
  • وقفات تربوية مع سورة العاديات
  • وقفات تربوية مع سورة التكاثر
  • وقفات تربوية مع سورة الهمزة (خطبة)
  • وقفات تربوية مع سورة العصر
  • وقفات تربوية مع سورة الفيل (خطبة)
  • وقفات تربوية مع سورة الماعون (خطبة)
  • وقفات تربوية مع سورة قريش (خطبة)
  • وقفات تربوية مع سورة الكوثر (خطبة)

مختارات من الشبكة

  • وقفات ودروس من سورة آل عمران (5)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • وقفات ودروس من سورة آل عمران (4)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • وقفات ودروس من سورة آل عمران (3)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • وقفات إيمانية وتربوية حول اسم الله العفو جل جلاله(كتاب - آفاق الشريعة)
  • وقفات مهمة لتعظيم الله جل جلاله (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • وقفات تربوية مع قوله تعالى: (فصل لربك وانحر)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • وقفات تربوية مع سيد الأخلاق(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • وقفات تربوية مع دعاء: (اللهم استر عوراتي، وآمن روعاتي)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • وقفات مع اسم الله الستير (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • وقفات مع اسم الله الفتاح (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • يوم مفتوح بمسجد بلدة بالوس الأمريكية
  • مدينة كلاغنفورت النمساوية تحتضن المركز الثقافي الإسلامي الجديد
  • اختتام مؤتمر دولي لتعزيز القيم الأخلاقية في مواجهة التحديات العالمية في بلقاريا
  • الدورة العلمية الثانية لتأهيل الشباب لبناء أسر مسلمة في قازان
  • آلاف المسلمين يشاركون في إعادة افتتاح أقدم مسجد بمدينة جراداتشاتس
  • تكريم طلاب الدراسات الإسلامية جنوب غرب صربيا
  • ختام الندوة التربوية لمعلمي رياض الأطفال المسلمين في البوسنة
  • انطلاق سلسلة محاضرات "ثمار الإيمان" لتعزيز القيم الدينية في ألبانيا

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 27/4/1447هـ - الساعة: 11:13
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب