• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    الدعوات التي تقال عند عيادة المريض
    د. أمين بن عبدالله الشقاوي
  •  
    الهمزة في قراءة { ولا يطئون موطئا يغيظ الكفار } ...
    د. حسناء علي فريد
  •  
    تحريم تشبيه الله تبارك وتعالى بخلقه وضرب الأمثال ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    علة حديث: ((يخرج عنق من النار يوم القيامة له ...
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    خطبة: من تلعنهم الملائكة
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    نبوءة النبي صلى الله عليه وسلم بالسنوات الخداعات
    حسام كمال النجار
  •  
    السيرة النبوية وتعزيز القيم والأخلاق في عصر ...
    د. عبدالسلام حمود غالب
  •  
    وقفات تربوية مع سورة الكوثر (خطبة)
    رمضان صالح العجرمي
  •  
    مناظرة رائعة بين عالم مسلم وملحد
    الشيخ عبدالله محمد الطوالة
  •  
    إياكم ومحقرات الذنوب
    محمد أحمد عبدالباقي الخولي
  •  
    كلمتان حبيبتان إلى الرحمن
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    أحكام تكبيرة الإحرام: دراسة فقهية مقارنة (PDF)
    أ. د. عبدالمجيد بن محمد بن عبدالله ...
  •  
    القرآن ميزان المعاملات – 100 فائدة
    د. خالد بن حسن المالكي
  •  
    الأعمار تفنى والآثار تبقى (خطبة)
    رمضان خضير خضير
  •  
    تفسير قوله تعالى: { أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم ...
    سعيد مصطفى دياب
  •  
    صبغ الشعر في السنة النبوية
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / التفسير وعلوم القرآن
علامة باركود

الهمزة في قراءة { ولا يطئون موطئا يغيظ الكفار } بين التحقيق والتسهيل

الهمزة في قراءة { ولا يطئون موطئا يغيظ الكفار } بين التحقيق والتسهيل
د. حسناء علي فريد

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 16/10/2025 ميلادي - 24/4/1447 هجري

الزيارات: 85

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الهَمْزُ في قراءة

﴿ وَلَا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ ﴾ [التوبة: 120]

بَيْنَ التَّحقيق والتَّسهيل

 

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله البشير النذير، المبعوث بلسان عربي مبين، وعلى آله الطيبين الطاهرين، وسلم تسليمًا كثيرًا؛ أما بعد:

فإن القراءاتِ القرآنية من أجلِّ العلوم وأرفعها قدرًا؛ لتعلقها بكثير من العلوم كالفقه واللغة والتفسير، فالقراءات القرآنية تنطوي على أسرار لغوية متعددة، فقد احتفظت القراءات بظواهرَ صوتية وصرفية مهمة، وهي مرجع في كثير من مواضع اختلاف اللهجات العربية القديمة؛ حيث تكشف القراءات القرآنية الواقعَ اللغويَّ الذي كان منتشرًا في شبه الجزيرة العربية، فتُسلط الضوء على العربية الفصحى، فنحن بحاجة إلى الكشف عن القيمة العلمية الكبيرة للقراءات؛ فهي كنز لغويٌّ دفين يستحق البحث والدراسة والتحليل، ومن ذلك الكشف عن ظاهرة الهمز والتخفيف في ضوء القراءات الواردة في كلمة (يطئون).

 

قال تعالى: ﴿ وَلَا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلَا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ ﴾ [التوبة: 120].

 

قرأ أبو جعفر بحذف الهمزة: "ولا يَطَونَ" بطاء مفتوحة وواو ساكنة، ولحمزة في الوقف وجهان: الأول: بالحذف كقراءة أبي جعفر: "ولا يطون"، الثاني: بتسهيل الهمزة بينَ بينَ[1].

 

ورد في الآية ثلاث قراءات: (يَطَئُون) و(يَطَوْنَ)، وبين بين، ويرجع الاختلاف إلى تسهيل الهمز وهي لام الفعل، وجاء التسهيل بالحذف، والنطق بين بين.

 

وبالنظر إلى معنى الوطء في لغة العرب يفيد أن "الوطء: الدوس بالأرجل، والمَوطئ: مصدر ميمي للوطء، والوطء في سبيل الله هو الدوس بحوافر الخيل، وأخفاف الإبل، وأرجل الغزاة في أرض العدو، فإنه الذي يغيظ الكفار ويغضبهم؛ لأنه يأنف من وطء أرضه بالجيش، ويجوز أن يكون هنا مستعارًا لإذلال العدو وغلبته وإبادته"[2]، وبذلك عندما يدسون مواطن الكفار بخيولهم وأرجلهم، لينالوا منه بالقتل أو بالأَسْرِ أو بالهزيمة، فإن وطْأَهم يغيظ الكفار.

 

العَزْوُ اللهجي:

جاءت القراءات في اللفظة الواردة ما بين تحقيق الهمز وما بين تخفيفها، وينسب اللغويون تحقيق الهمز إلى بني تميم، على حين ينسبون التخفيف في الهمز أو تسهيلها إلى أهل الحجاز؛ وقال سيبويه: "وذلك قولك: سأل في لغة أهل الحجاز إذا لم تحقق كما يحقق بنو تميم، وقد قرأ قبل بين بين"[3].

 

و"الهمزة حرف شديد مستثقل يخرج من أقصى الحلق؛ إذ كان أدخلَ الحروف في الحلق، فاستثقل النطق به، إذ كان إخراجه كالتهوع، فلذلك من الاستثقال ساغ فيها التخفيف، وهو لغة قريش وأكثر أهل الحجاز، وهو نوعُ استحسان لثقل الهمزة، والتحقيق لغة تميم وقيس"[4]، و"قال أبو زيد: أهل الحجاز وهذيل وأهل مكة والمدينة لا ينبرون، وقف عليها عيسى بن عمر فقال: ما آخُذ من قول تميم إلا بالنبر، وهم أصحاب النبر، وأهل الحجاز إذا اضطروا نبروا"[5].

 

وتكاد "تُجمع دراسات اللسانيين المحدَثين، على أن الهمز خاصة من الخصائص البدوية، التي اشتهرت بها تميم وما جاورها من قبائل وسط الجزيرة وشرقها كغنى وعكل، وأسد، وعقيل، وقيس وبني سلامة من أسد، ويعلل بعضهم ذلك بأن تحقيق الهمز يخفف من عيب السرعة في النطق، التي اتسمت بها هذه القبائل البدوية، أما عدم الهمز فهو خاصة حضرية، امتازت بها لهجة القبائل في شمال الجزيرة وغربها، كأهل الحجاز وهذيل، وأهل مكة والمدينة، وكنانة وثقيف وهوازن، وتعليل ذلك أن ما اتسم به نطق هؤلاء من التأني والاتئاد لم يكن بحاجة إلى المزيد من مظاهر الأناة، فعمدوا إلى إهمال الهمز وتسهيله"[6].

 

وبذلك تكون قراءة الجماعة التي بالهمز (يطئون) تمثل لهجة تميم، في حين أن إهمال الهمز هنا - أي حذفها أو جعلها بين بين - يمثل لهجة الحجاز، فهم لا يهمزون، وإذا اضطروا نبروا.

 

الاختلاف بين قراءة الجمهور (يطئون) وقراءة (يَطَون):

قرأ الجمهور (يطئون) بالهمزة؛ حيث جاء الفعل المضارع (يطأ + ون)، وهذا الأصل تحقق فيه الهمز[7]، وجاءت قراءة أبي جعفر (يطون)، ووافقه حمزة في الوقف فحذف الهمزة، التي هي لام الفعل، والحذف هو لون من ألوان التخفيف (يط + ون)، فتحقيق الهمزة هو الأصل، أما تسهيله بالحذف أو النطق بينها وبين حركتها إنما هو لون من ألوان التخفيف، ويقول الإستراباذي: "تخفيف الهمزة؛ يجمعه الإبدال والحذف وبين بين؛ أي: بينها وبين حرف حركتها، وقيل: أو حرف حركة ما قبلها، وشرطه ألَّا تكون مبتدأ بها، وهي ساكنة ومتحركة؛ فالساكنة تبدل بحرف حركة ما قبلها: كَرَاسٍ، وبِيرٍ، وسوت"[8].

 

فتخفيفها بالحذف، كقراءة أبي جعفر (يطون)، أو تخفيفها أيضًا بجعلها بين بين؛ أي جعلها بين "الهمزة وبين الحرف الذي منه حركتها، إن كانت مفتوحة فهي بين الهمزة والألف، وإن كانت مكسورة فهي بين الهمزة والياء، وإن كانت مضمومة فهي بين الهمزة والواو، إلا أنها ليس لها تمكُّن الهمزة المحقَّقة، وهي مع ما ذكرنا من أمرها في ضعفها وقلة تمكنها بزِنة المحققة، ولا تقع الهمزة المخففة أولًا أبدًا لقربها بالضعف من الساكن، فالمفتوحة نحو قولك في سأل: سال، والمكسورة نحو قولك في سئم: سيم، والمضمومة نحو قولك في لؤم: لوم"[9].

 

والحذف في الهمزة أو جعلها بين بين لِما في الهمزة من صعوبة في النطق؛ فقد اختلفت الآراء بين القدماء والمحدثين في وصف الهمزة؛ يقول الدكتور كمال بشر: "الهمزة العربية صوت مهموس، على حين قرر علماء العربية القدامى كما رأيت أنها صوت مجهور، ولكننا نأخذ بالرأي الذي تبنَّيناه؛ وهو كونها صوتًا لا بالمجهور ولا بالمهموس"[10].

 

وهذا الرأي عليه الدكتور أنيس[11] أيضًا، في حين أن الدكتور رمضان يرى أن الهمزة هي "صوت شديد مهموس مرقَّق، يُنطق بإغلاق الأوتار الصوتية إغلاقًا تامًّا، يمنع مرور الهواء، فيحتبس خلفهما ثم تُفتح فجأة، فينطلق الهواء متفجرًا... ومع ذلك نجد سيبويه وغيره من القدماء يعُدون هذا الصوت مجهورًا، وهو أمر مستحيل استحالة مادية، ما دامت الأوتار الصوتية مقفلة في أثناء نطقه، ولكن هذا الصوت قد يأتي مسهَّلًا؛ أي: إن إقفال الأوتار الصوتية، ربما لا يكون تامًّا حين النطق به، بل قد يكون إقفاله تقريبًا، وفي حالة التسهيل هذا يحدث الجهر، ولكن المجهور حينئذٍ ليس وقفة حنجرية (همزة)، بل تضييقٌ حنجري أشبه بأصوات العلة منه بهذا الصوت"[12].

 

فالمحدَثون فريقان إذًا:

1- فريق يرى أنها صوت ليس بالمجهور ولا بالمهموس.

 

2- وفريق يرى أنها صوت شديد مهموس مرقَّق.

 

ويظهر لنا الاختلاف الحاصل في وصف ذلك الصوت ليس مع القدماء فحسب، بل بين المحدثين أنفسهم، وذلك بسبب صعوبته، فالأصل تحقيقه وهو ما نزل به القرآن، ولصعوبته فكان حذفها أو جعلها بين بين.

 

وبعضهم قال بتسهيل الهمزتين، ومظهر الصوتيات في همزة بين بين "أن صوت الهمزة المسهَّلة يختلف عن صوت الهمزة المخفَّفة، وبيان ذلك أن الهمزة المسهَّلة تعتبر حرفًا فرعيًّا، فإذا كانت مفتوحةً تُسهَّل بين الهمزة والألف، وإذا كانت مكسورة تسهَّل بين الهمزة والياء، وإذا كانت مضمومة تسهَّل بين الهمز والواو"[13].

 

التحليل الصوتي:

إن حذف الهمزة في مثل هذا الفعل (يطئون) قد أدلفه الدكتور رمضان تحت "قانون السهولة والتيسير" يقول: "تميل اللغة العربية في تطورها، نحو السهولة والتيسير، فتحاول التخلص من الأصوات العسيرة، وتستبدل بها أصواتًا أخرى، لا تتطلب مجهودًا عضليًّا كبيرًا، كما أنها تحاول أن تتفادى تلك التفريعات المعقدة والأنظمة المختلفة للظاهرة الواحدة... وقد يؤدي سقوط الهمزة من آخر الأفعال، إلى التباسها بالأفعال المعتلة الآخر، فتعامَل معاملتها عند إسنادها إلى الضمائر، فبعد أن ضاع الهمز من الأفعال: ملأ الإناء، وسلأ السمن... أصبح يُقال عند إسنادها إلى الضمائر: مليت، وسليت"[14].

 

وإذا تأملنا التحليل الصوتي المقطعي بين القراءات، فقد جاءت قراءة الجمهور (يـــطـــئــــون)، على ثلاثة مقاطع:

ي: ص ح [مقطع قصير مفتوح] [صامت + حركة قصيرة].

ط: ص ح [مقطع قصير مفتوح] [صامت + حركة قصيرة].

ئو: ص ح ص [مقطع طويل مفتوح] [صامت + حركة طويلة].

ن: ص ح [مقطع قصير مفتوح] [صامت + حركة قصيرة].

وتكونت قراءة أبي جعفر (يــــطــــون)، من ثلاثة مقاطع، وقد وافقه حمزة في الوقف:

ي: ص ح [مقطع قصير مفتوح] [صامت + حركة قصيرة].

طو: ص ح ص [مقطع طويل مغلق بحركة قصيرة] [صامت + حركة قصيرة + صامت].

ن: ص ح [مقطع قصير مفتوح] [صامت + حركة قصيرة].

 

مما تقدم ذكره يتجلى لنا الآتي:

1- القراءتان قد اختلفتا في نوع المقاطع، وفي عددها، فقد جاءت قراءة الجمهور على أربعة مقاطع، في حين أن قراءة أبي جعفر جاءت على ثلاثة مقاطع.

 

2- مما لا شك فيه أن تحقيق الهمز وعدمه أثَّر في المقاطع، فاختلف المقطع الثاني في قراءة الجمهور، فجاء مقطعًا قصيرًا مفتوحًا، وجاء المقطع الثالث مقطعًا طويلًا مفتوحًا، وجاء المقطع الثاني في قراءة أبي جعفر مقطعًا طويلًا مغلقًا بحركة قصيرة.

 

3- جاءت الواو في قراءة الجمهور حرف مدٍّ؛ حيث حُرِّك ما قبل الواو، وهي الهمزة التي هي لام الفعل بحركة من جنس حركة الواو وهي الضمة، وحركة طويلة عند اللغويين حديثًا، ويؤكدون أنه من الخطأ وضع حركة قصيرة وهي الضمة قبل الواو؛ لأن الهمزة محرَّكة بالضمة الطويلة، وترك الهمزة في القراءة الثانية أثَّر في الواو فحوَّلها من حرف مدٍّ إلى حرف لين؛ حيث حُرك ما قبلها وهي الطاء التي هي عين الفعل بحركة الفتح، وهي حركة مخالفة؛ حيث إن "الواو والياء، أو حرفا العلة كما يُقال وهما من الناحية الصوتية، نتيجة تتابع الحركات المختلفة، طويلة أو قصيرة... أي إن الانزلاق بين الحركتين المختلفتين هو في الحقيقة ما يسمى بالواو"[15]، فتتابع الفتحة القصيرة، والضمة الطويلة، نتيجة الانزلاق أنتج ما يسمى بحرف اللين، وهو الواو، وبذلك ترك الهمز وتحقيقه أثَّر في التركيب المقطعي، فقد أدى إلى إطالته، وخاصة في المقطع الأخير في قراءة الجمهور.

 

4- أما عن النبر فقد وقع في قراءة الجمهور، على المقطع الثاني عندما نعد من الآخر (ئو: ص ح ح)، وهو المقطع الطويل المفتوح، ووقع في قراءة أبي جعفر على المقطع الثاني أيضًا عندما نعد من الآخر (طو: ص ح ص)، وهو المقطع الطويل المغلق بحركة قصيرة.

 

وجدير بالذكر إثبات قول ابن عصفور في الجانب الصرفي؛ إذ يقول: "وشذَّ من (فَعِل) شيء، فجاء مضارعه على (يفعِل) بكسر العين؛ نحو... وطئ ووسع يسع، والدليل على أن "يطأ" في الأصل إنما هو "يوطئ" ثم فتحت العين لكون اللام حرفَ حلقٍ، حذف الواو منهما، ولم يعتدَّ بالفتحة لكونها عارضة، ولو كانت أصلية لم تُحذف الواو"[16].

 

هذا ومن الملاحظ أنه "قد شذَّت ألفاظ فجاء المضارع منها على (يفعِل)، فحُذفت الواو لوقوعها بين ياء وكسرة... فإن قيل: وما الدليل على أن يسع ويطأ: يفعِل بكسر العين؟ وهلا وُقف فيهما مع الظاهر وهو (يفعَل) لأن العين مفتوحة، وأيضًا فإن قياس مضارع (فعِل) (يفعِل)، فما الذي دعا إلى جعل (يسع ويطأ) شاذين؟ فالجواب أن الذي حمل على ذلك إنما هو حذف الواو؛ إذ لو كان "يَفعَل" لكانا "يَوطَا" و"يَوسع"، فدل حذف الواو على أنهما في الأصل "يوطئ" و"يوسع" فحذفت الواو لوقوعها بين ياء وكسرة، ثم فُتحت العين لأجل حرف الحلق، ولم يُعتدَّ بالفتح لأنه عارض"[17].

 

والقراءات من فعل ثلاثي (وطئ) على وزن (فعِل)، ومضارعه (يَوطِئ) على وزن (يَفعِل)، مع أن الأصل فيه (يَوطَأ)، فتحولت الكسرة إلى فتحة، وذلك لأن الفتحة في الطاء إنما هي عارضة، وأن الكسر هي الأصل، وجاءت قراءة الجمهور (يَطَئون) على وزن (يَعَلون) حيث حُذفت فاء الفعل في القراءة، وجاءت قراءة حمزة (يَطَون) على وزن (يَعَون)، حيث حذفت فاء الفعل ولامه.



[1] ينظر: إتحاف فضلاء البشر، للشيخ أحمد البنا، 2/ 100، والنشر في القراءات العشر، لابن الجزري، ص 281، ومعجم القراءات، د/ عبداللطيف الخطيب، 3/ 476.

[2] تفسير التحرير والتنوير، لابن عاشور، 11/ 56.

[3] الكتاب، لسيبويه، 3/ 542.

[4] المفصل، لابن يعيش، 9/ 107.

[5] لسان العرب، لابن منظور، 1/ 22.

[6] تحت راية العربية، د/ محمد حسان الطيان، ص 214، 214.

[7] الهمزُ في اللُّغة: الغَمْز، والضَّغْط، والعصر، والدفع، وفي الاصطلاح يطلق على "حرف مِنْ حروف الهجاء العربية له أحكام خاصَّة تتناول تحقيقه وتخفيفه، أَوْ نبره وتسهيله، فتحقيقه هو الإتيان على صورته كاملة الصفة مِنْ مخرجه، وتسهيله صرفه عَنْ هذه الصُّورة إلى إحدى صور ثلاث: أولها جعل الهمزة بَيْنَ بَيْنَ، أي بين الهمزة وحرف المدَّ الذي منه حركتها"؛ [تحت راية العربية بحوث ومقالات في العربية ورجالاتها، ينظر: لسان العرب، ابن منظور 5/426، وتحت راية العربية، د. محمد حسان الطيان، ص213].

[8] شرح شافية ابن الحاجب، للشيخ رضي الدين الإستراباذي، 3/ 30.

[9] سر صناعة الإعراب، لابن جني، 1/ 48.

[10] علم الأصوات، د/ كمال بشر، ص 175.

[11] الأصوات اللغوية، د/ إبراهيم أنيس، ص 87.

[12] المدخل إلى علم اللغة، د/ رمضان عبدالتواب، ص 56.

[13] المقتبس من اللهجات العربية والقرآنية، د/ محمد محيسن، ص 70.

[14] التطور اللغوي، د/ رمضان عبدالتواب، ص 75 - 78.

[15] المنهج الصوتي للبنية العربية، د/ عبدالصبور شاهين، ص 30.

[16] الممتع الكبير في التصريف، لابن عصفور، ص 121، 122.

[17] الممتع الكبير في التصريف، لابن عصفور، ص 284، 285.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • تفسير سورة الهمزة
  • مصير الظلمة من خلال سورة الهمزة (خطبة)
  • تفسير سورة الهمزة
  • وقفات تربوية مع سورة الهمزة (خطبة)
  • من مائدة التفسير: سورة الهمزة

مختارات من الشبكة

  • التعليم المختلط ومآلات التعلق العاطفي: قراءة في رسالة واقعية(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • ظاهرة التظاهر بعدم السعادة خوفا من الحسد: قراءة مجتمعية في ثقافة الشكوى المصطنعة(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • مفهوم الشرك في القرآن الكريم: قراءة تفسيرية موضوعية(مقالة - آفاق الشريعة)
  • حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (12) كتاب القراءات(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • التوكيد في اللغة العربية(مقالة - حضارة الكلمة)
  • ضبط الشهوة وتأثيره في التحصيل العلمي لدى الشباب(مقالة - آفاق الشريعة)
  • عبد الحميد ضحا: تجربة شعرية ملتزمة بين الإبداع والفكر في الأدب العربي المعاصر(مقالة - حضارة الكلمة)
  • بين الثناء على البخاري ورد أحاديثه: تناقض منهجي في رؤية الكاتب(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الذكاء... عوالم متعددة تتجاوز العقل الحسابي(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • التربية القرآنية (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • يوم المسجد المفتوح ببلدة بالوس الأمريكية
  • مدينة كلاغنفورت النمساوية تحتضن المركز الثقافي الإسلامي الجديد
  • اختتام مؤتمر دولي لتعزيز القيم الأخلاقية في مواجهة التحديات العالمية في بلقاريا
  • الدورة العلمية الثانية لتأهيل الشباب لبناء أسر مسلمة في قازان
  • آلاف المسلمين يشاركون في إعادة افتتاح أقدم مسجد بمدينة جراداتشاتس
  • تكريم طلاب الدراسات الإسلامية جنوب غرب صربيا
  • ختام الندوة التربوية لمعلمي رياض الأطفال المسلمين في البوسنة
  • انطلاق سلسلة محاضرات "ثمار الإيمان" لتعزيز القيم الدينية في ألبانيا

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 23/4/1447هـ - الساعة: 15:47
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب