• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    خلاف العلماء في ترتيب الغسل بين أعضاء الوضوء
    يحيى بن إبراهيم الشيخي
  •  
    رسائل قلبية إلى المبتلى بالأمراض الروحية
    د. صلاح عبدالشكور
  •  
    سلسلة شرح الأربعين النووية: الحديث (38) «من عادى ...
    عبدالعزيز محمد مبارك أوتكوميت
  •  
    فضل كلمة التوحيد «لا إله إلا الله»
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    الجزاء من جنس العمل
    د. أمين بن عبدالله الشقاوي
  •  
    استجابة الله تعالى لأدعية الأنبياء عليهم السلام
    د. أحمد خضر حسنين الحسن
  •  
    مكانة العلماء في ضوء الكتاب والسنة وهدي السلف ...
    الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري
  •  
    نماذج من سير الأتقياء والعلماء والصالحين (11) ...
    د. صغير بن محمد الصغير
  •  
    التعامل النبوي مع الفقراء والمساكين (خطبة)
    د. عبد الرقيب الراشدي
  •  
    الآيات الإنسانية في القرآن الكريم
    محمد عبدالعاطي محمد عطية
  •  
    آثارك بعد موتك (خطبة)
    السيد مراد سلامة
  •  
    الأدلة العلمية على وجود الخالق جل وعلا
    الشيخ عبدالله محمد الطوالة
  •  
    مدارس أصول الفقه: تأصيل المناهج والمدارس
    د. عبدالسلام حمود غالب
  •  
    تفسير: (وما آتيناهم من كتب يدرسونها وما أرسلنا ...
    تفسير القرآن الكريم
  •  
    تخريج حديث: اتقوا الملاعن الثلاثة
    الشيخ محمد طه شعبان
  •  
    الحديث التاسع: الراحمون يرحمهم الرحمن
    الدكتور أبو الحسن علي بن محمد المطري
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / عقيدة وتوحيد
علامة باركود

فضل كلمة التوحيد «لا إله إلا الله»

فضل كلمة التوحيد «لا إله إلا الله»
د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 6/10/2025 ميلادي - 14/4/1447 هجري

الزيارات: 87

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

فضل كلمة التوحيد «لا إله إلا الله»

 

روى البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه ، أَنَّهُ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ أَسْعَدُ النَّاسِ بِشَفَاعَتِكَ يَوْمَ القِيَامَةِ؟ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : «لَقَدْ ظَنَنْتُ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ أَنْ لَا يَسْأَلُنِي عَنْ هَذَا الحَدِيثِ أَحَدٌ أَوَّلُ مِنْكَ لِمَا رَأَيْتُ مِنْ حِرْصِكَ عَلَى الحَدِيثِ، أَسْعَدُ النَّاسِ بِشَفَاعَتِي يَوْمَ القِيَامَةِ، مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، خَالِصًا مِنْ قَلْبِهِ، أَوْ نَفْسِهِ»[1].


معاني المفردات:

أَسْعَدُ: من السعادة، وهي خلاف الشقاوة، أو من السعد وهو اليُمن والخير.


بِشَفَاعَتِكَ: مشتقة من الشفع وهو ضم الشيء إلى مثله، وأكثر ما تستعمل في انضمام من هو أعلى مرتبة إلى من هو أدنى، وشفاعته صلى الله عليه وسلم توسله إلى الله تعالى أن يرحم العباد في مواقف عدة من مواقف يوم القيامة.


ظَنَنْتُ: أي علمت.


خَالِصًا: أي مخلصا، والإخلاص في الإيمان ترك الشرك، وفي الطاعة ترك الرياء.


في الصحيحين عَنْ عُبَادَةَ رضي الله عنه ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، قَالَ: «مَنْ شَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَأَنَّ عِيسَى عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ، وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ، وَالجَنَّةُ حَقٌّ، وَالنَّارُ حَقٌّ، أَدْخَلَهُ اللَّهُ الجَنَّةَ عَلَى مَا كَانَ مِنَ العَمَلِ»[2].


معاني المفردات:

مَنْ شَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ: أي من تكلم بهذه الكلمة عارفًا لمعناها، عاملًا بمقتضاها باطنًا وظاهرًا، أما النطق بها من غير معرفة لمعناها، ولا عمل بمقتضاها، فإن ذلك غير نافع بالإجماع؛ وفي الحديث ما يدل على هذا، وهو قوله: «من شهد»، إذ كيف يشهد وهو لا يعلم؟ ومجرد النطق بشيء لا يسمى شهادة به.


ومعنى «لا إله إلا الله»: لا معبود بحق سوى الله؛ «لا إله» نافيا جميع الآلهة الباطلة التي تعبد من دون الله جل وعلا؛ و«إلا الله» مثبتا الإلهية لله جل وعلا؛ فلا يستحق العبادة إلا الله.


وَحْدَهُ: تأكيد للإثبات «إلا الله».


لَا شَرِيكَ لَهُ: تأكيد للنفي «لا إله».


وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ: فيه ردٌّ على أهل الإفراط الذين غلوا في حق النبي صلى الله عليه وسلم ، فاعتقدوا فيه بعض خصائص الربوبية، وصرفوا إليه بعض خصائص الألوهية.


وَرَسُولُهُ: فيه ردٌّ على أهل التفريط الذين فرطوا في حق النبي صلى الله عليه وسلم ، فتركوا ما أمر به، وفعلوا ما نهى عنه صلى الله عليه وسلم .


وَأَنَّ عِيسَى عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ: أي إنما هو عبد من عباد الله وخلق من خلقه، قال له: كن فكان، ورسول من رسله؛ وفيه ردٌّ على النصارى الذين يقولون: عيسى هو ابن الله، أو: هو الله، أو: هو جزء من الله.


وَكَلِمَتُهُ: سمى عيسى S كلمةً؛ لأنه كان بكلمة كن فحسب من غير أب بخلاف غيره من بني آدم، وقيل: سُمي كلمة؛ لأنه كان عن الكلمة فسمي بها كما يقال للمطر: رحمة.


أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ: أي خلقه بالكلمة التي أرسل بها جبريل S إلى مريم، فنفخ فيها من روحه بإذن ربه عز وجل ، فكان عيسى بإذن الله عز وجل ، وصارت تلك النفخة التي نفخها في جيب دِرعها نزلت حتى ولجت فرجها بمنزلة لقاح الأب الأم، والجميع مخلوق لله عز وجل.


وَرُوحٌ مِنْهُ: أي مخلوقة من عنده، وعلى هذا يكون إضافتها إليه إضافة تشريف كناقة الله، وبيت الله.


وَالجَنَّةُ حَقٌّ، وَالنَّارُ حَقٌّ: أي كله متحقق لا شك فيه؛ وهذا فيه إشارة إلى أنهما موجودتان.


أَدْخَلَهُ اللَّهُ الجَنَّةَ عَلَى مَا كَانَ مِنَ العَمَلِ: أي من صلاح أو فساد لكن أهل التوحيد لا بد لهم من دخول الجنة، ويحتمل أن يكون المعنى يدخل أهل الجنة الجنة على حسب أعمال كل منهم في الدرجات.


وهذا محمول على إدخاله الجنة في الجملة، فإن كانت له معاص من الكبائر فهو في المشيئة، فإن عذب ختم له بالجنة.


قال النووي رحمه الله: «هذا حديث عظيم الموقع وهو أجمع، أو من أجمع الأحاديث المشتملة على العقائد؛ فإنه صلى الله عليه وسلم جمع فيه ما يخرج عن جميع ملل الكفر على اختلاف عقائدهم، وتباعدهم، فاختصر صلى الله عليه وسلم في هذه الأحرف على ما يباين به جميعهم»[3].

 

في الصحيحين عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم ، وَمُعاذٌ رَدِيفُهُ عَلَى الرَّحْلِ، قَالَ: «يَا مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ»، قَالَ: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَسَعْدَيْكَ، قَالَ: «يَا مُعَاذُ»، قَالَ: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَسَعْدَيْكَ ثَلَاثًا، قَالَ: «مَا مِنْ أَحَدٍ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، صِدْقًا مِنْ قَلْبِهِ إِلَّاحَرَّمَهُ اللَّهُ عَلَى النَّارِ»[4].


معاني المفردات:

رَدِيفُهُ عَلَى الرَّحْلِ: أي راكب خلفه على الدابة.


لَبَّيْكَ: مثنى لُب، ومعناه الإجابة.


وَسَعْدَيْكَ: مثنى سعد وهو المساعدة، وثُنِّيا على معنى التأكيد والتكثير، أي إجابة لك بعد إجابة، ومساعدة بعد مساعدة، والمعنى أنا مقيم على طاعتك.


صِدْقًا مِنْ قَلْبِهِ: أي يشهد بلفظه، ويصدق بقلبه.


إِلَّاحَرَّمَهُ اللَّهُ عَلَى النَّارِ: أي أدخله الله الجنة.


روى مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه ، قَالَ: كُنَّا قُعُودًا حَوْلَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، مَعَنَا أَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ فِي نَفَرٍ، فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ بَيْنِ أَظْهُرِنَا، فَأَبْطَأَ عَلَيْنَا، وَخَشِينَا أَنْ يُقْتَطَعَ دُونَنَا، وَفَزِعْنَا، فَقُمْنَا، فَكُنْتُ أَوَّلَ مَنْ فَزِعَ، فَخَرَجْتُ أَبْتَغِي رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى أَتَيْتُ حَائِطًا لِلْأَنْصَارِ لِبَنِي النَّجَّارِ، فَدُرْتُ بِهِ هَلْ أَجِدُ لَهُ بَابًا؟ فَلَمْ أَجِدْ، فَإِذَا رَبِيعٌ يَدْخُلُ فِي جَوْفِ حَائِطٍ مِنْ بِئْرٍ خَارِجَةٍ -وَالرَّبِيعُ الْجَدْوَلُ- فَاحْتَفَزْتُ، فَدَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، فَقَالَ: «أَبُو هُرَيْرَةَ؟» فَقُلْتُ: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: «مَا شَأْنُكَ؟» قُلْتُ: كُنْتَ بَيْنَ أَظْهُرِنَا، فَقُمْتَ فَأَبْطَأْتَ عَلَيْنَا، فَخَشِينَا أَنْ تُقْتَطَعَ دُونَنَا، فَفَزِعْنَا، فَكُنْتُ أَوَّلَ مَنْ فَزِعَ، فَأَتَيْتُ هَذَا الْحَائِطَ، فَاحْتَفَزْتُ كَمَا يَحْتَفِزُ الثَّعْلَبُ، وَهَؤُلَاءِ النَّاسُ وَرَائِي، فَقَالَ: «يَا أَبَا هُرَيْرَةَ» وَأَعْطَانِي نَعْلَيْهِ، قَالَ: «اذْهَبْ بِنَعْلَيَّ هَاتَيْنِ، فَمَنْ لَقِيتَ مِنْ وَرَاءِ هَذَا الْحَائِطَ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُسْتَيْقِنًا بِهَا قَلْبُهُ، فَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ»، فَكَانَ أَوَّلَ مَنْ لَقِيتُ عُمَرُ، فَقَالَ: مَا هَاتَانِ النَّعْلَانِ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ؟ فَقُلْتُ: هَاتَانِ نَعْلَا رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، بَعَثَنِي بِهِمَا مَنْ لَقِيتُ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُسْتَيْقِنًا بِهَا قَلْبُهُ، بَشَّرْتُهُ بِالْجَنَّةِ، فَضَرَبَ عُمَرُ بِيَدِهِ بَيْنَ ثَدْيَيَّ فَخَرَرْتُ لِاسْتِي، فَقَالَ: ارْجِعْ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، فَرَجَعْتُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، فَأَجْهَشْتُ بُكَاءً، وَرَكِبَنِي عُمَرُ، فَإِذَا هُوَ عَلَى أَثَرِي، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : «مَا لَكَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ؟» قُلْتُ: لَقِيتُ عُمَرَ، فَأَخْبَرْتُهُ بِالَّذِي بَعَثْتَنِي بِهِ، فَضَرَبَ بَيْنَ ثَدْيَيَّ ضَرْبَةً خَرَرْتُ لِاسْتِي، قَالَ: ارْجِعْ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : «يَا عُمَرُ، مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا فَعَلْتَ؟» قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، أَبَعَثْتَ أَبَا هُرَيْرَةَ بِنَعْلَيْكَ، مَنْ لَقِيَ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُسْتَيْقِنًا بِهَا قَلْبُهُ بَشَّرَهُ بِالْجَنَّةِ؟ قَالَ: «نَعَمْ»، قَالَ: فَلَا تَفْعَلْ، فَإِنِّي أَخْشَى أَنْ يَتَّكِلَ النَّاسُ عَلَيْهَا، فَخَلِّهِمْ يَعْمَلُونَ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : «فَخَلِّهِمْ»[5].


معاني المفردات:

أَظْهُرِنَا: أي بينكم.


يُقْتَطَعَ دُونَنَا: أي يصاب بمكروه من عدو.


حَائِطًا: أي بستانا، وسمي بذلك؛ لأنه حائط لا سقف له.


فَدُرْتُ: أي طُفتُ.


رَبِيعٌ: أي نهر صغير.


جَوْفِ حَائِطٍ: أي داخل البستان.


الْجَدْوَلُ: أي النهر الصغير.


فَاحْتَفَزْتُ: أي تضاممت؛ ليسعني المدخل.


وَأَعْطَانِي نَعْلَيْهِ: أي لتكون علامة ظاهرة معلومة عندهم يعرفون بها أنه لقي النبي صلى الله عليه وسلم ، ويكون أوقع في نفوسهم لما يخبرهم به عنه صلى الله عليه وسلم .


يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُسْتَيْقِنًا بِهَا قَلْبُهُ: أي أخبرهم أن من كانت هذه صفته فهو من أهل الجنة، وإلا فأبو هريرة رضي الله عنه لا يعلم استيقان قلوبهم.


فَضَرَبَ عُمَرُ بِيَدِهِ بَيْنَ ثَدْيَيَّ فَخَرَرْتُ: لم يقصد به سقوطه وإيذاءه، بل قصد رده عما هو عليه، وضرب بيده في صدره؛ ليكون أبلغ في زجره.


لِاسْتِي: هو اسم من أسماء الدبر، والمستحب في مثل هذا الكناية عن قبيح الأسماء، واستعمال المجاز والألفاظ التي تحصل الغرض، ولا يكون في صورتها ما يستحيا من التصريح بحقيقة لفظه.


فَأَجْهَشْتُ: من الجهش، وهو أن يفزع الإنسان إلى غيره وهو متغير الوجه متهيء للبكاء، ولمَّا يبك بعد.


قال العلماء رحمهم الله: ليس فعل عمر رضي الله عنه ، ومراجعته النبي صلى الله عليه وسلم اعتراضا عليه وردا لأمره؛ إذ ليس فيما بعث به أبا هريرة غير تطيب قلوب الأمة وبشراهم، فرأى عمر رضي الله عنه أن كتم هذا أصلح لهم وأحرى أن لا يتكلوا، وأنه أعود عليهم بالخير من معجل هذه البشرى، فلما عرضه على النبي صلى الله عليه وسلم صوَّبه فيه[6].


وَرَكِبَنِي عُمَرُ: أي تبعني ومشى خلفي في الحال بلا مهلة.


بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي: أي أنت مفدى، أو أفديك بأبي وأمي.


يَتَّكِلَ النَّاسُ عَلَيْهَا: من الاتكال، وهو الاعتماد؛ أي إن أخبرتهم يتكلوا؛ كأنه قال: لا تخبرهم؛ لأنهم حينئذ يتكلون على الشهادة المجردة، فلا يشتغلون بالأعمال الصالحة.


فَخَلِّهِمْ يَعْمَلُونَ: أي اتركهم يعملون.


في الصحيحين عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، قَالَ: «مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، فِي يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ، كَانَتْ لَهُ عَدْلَ عَشْرِ رِقَابٍ، وَكُتِبَتْ لَهُ مِائَةُ حَسَنَةٍ، وَمُحِيَتْ عَنْهُ مِائَةُ سَيِّئَةٍ، وَكَانَتْ لَهُ حِرْزًا مِنَ الشَّيْطَانِ يَوْمَهُ ذَلِكَ حَتَّى يُمْسِيَ، وَلَمْ يَأْتِ أَحَدٌ بِأَفْضَلَ مِمَّا جَاءَ بِهِ إِلَّا أَحَدٌ عَمِلَ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ، وَمَنْ قَالَ: سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ، فِي يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ حُطَّتْ خَطَايَاهُ وَلَوْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ»[7].


معاني المفردات:

حِرْزًا: أي وقاية.


زَبَدِ الْبَحْرِ: أي ما يعلو الماء ونحوه من الرغوة، والمراد به الكناية عن المبالغة في الكثرة.


روى ابن حبان وصححه الألباني عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : «إِنِّي لَأَعْلَمُ كَلِمَةً لَا يَقُولُهَا عَبْدٌ حَقًّا مِنْ قَلْبِهِ فَيَمُوتُ عَلَى ذَلِكَ إِلَّا حَرَّمَهُ اللَّهُ عَلَى النَّارِ لَا إِلَهَ إِلَّا الله»[8].


في الصحيحين عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : «مَنْ حَلَفَ فَقَالَ فِي حَلِفِهِ: وَاللَّاتِ وَالعُزَّى، فَلْيَقُلْ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَمَنْ قَالَ لِصَاحِبِهِ: تَعَالَ أُقَامِرْكَ، فَلْيَتَصَدَّقْ»[9].


معاني المفردات:

حَلِفِهِ: أي يمينه.


فَلْيَقُلْ: أي فليتدارك نفسه، وليقل كلمة التوحيد بعد أن بدر منه ما ظاهره الشرك.


أُقَامِرْكَ: أي ألعب معك القمار، وهو أن يتغالب اثنان فأكثر في قول أو فعل على أن يكون للغالب جُعْل معين من مال ونحوه، وهو حرام بالإجماع.


فَلْيَتَصَدَّقْ: أي ليكفر ذنب ما تكلم به من المعصية فضلا عن الفعل.


ما يستفاد من الأحاديث:

1- لا ينفع اعتقاد التوحيد دون النطق، ولا النطق دون الاعتقاد، بل لا بد من الجمع بينهما.


2- إذا رأى الإمام أو الكبير شيئا، ورأى بعض أتباعه خلافه أنه ينبغي للتابع أن يعرضه على المتبوع؛ لينظر فيه، فإن ظهر له أن ما قاله التابع هو الصواب رجع إليه، وإلا بيَّن للتابع جواب الشبهة التي عرضت له.


3- جلوس العالم لأصحابه ولغيرهم من المستفتين وغيرهم يعلمهم ويفيدهم ويفتيهم.


4- من أراد ذكر جماعة كثيرة فاقتصر على ذكر بعضهم ذكر أشرافهم أو بعض أشرافهم، ثم قال: وغيرهم.


5- بيان ما كانت الصحابة رضي الله عنهم عليه من القيام بحقوق رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإكرامه، والشفقة عليه، والانزعاج البالغ لما يطرقه صلى الله عليه وسلم.


6- اهتمام الأتباع بحقوق متبوعهم، والاعتناء بتحصيل مصالحه ودفع المفاسد عنه.


7- جواز دخول الإنسان ملك غيره بغير إذنه إذا علم أنه يرضى ذلك لمودة بينهما، أو غير ذلك؛ فإن أبا هريرة رضي الله عنه دخل البستان، وأقره النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك، ولم ينقل أنه أنكر عليه، وهذا غير مختص بدخول الأرض، بل يجوز له الانتفاع بأدواته وأكل طعامه والحمل من طعامه إلى بيته وركوب دابته، ونحو ذلك من التصرف الذي يعلم أنه لا يشق على صاحبه.


8- إرسال الإمام والمتبوع إلى أتباعه بعلامة يعرفونها؛ ليزدادوا بها طُمأنينة.


9- جواز إمساك بعض العلوم التي لا حاجة إليها للمصلحة، أوخوف المفسدة.


10- إشارة بعض الأتباع على المتبوع بما يراه مصلحة وموافقة المتبوع له إذا رآه مصلحة، ورجوعه عما أمر به بسببه.


11- جواز قول الرجل للآخر: بأبي أنت وأمي.


12- أسعد الناس يوم القيامة بشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم من استقر التوحيد في قلبه.


13- من كفر بالجنة والنار فقد كفر بالله تعالى.


14- التوحيد الخالص ينجي العبد من الخلود في النار.


15- النهي عن القمار والحلف بغير الله تعالى.



[1] صحيح: رواه البخاري (99).

[2] متفق عليه: رواه البخاري (3435)، ومسلم (28).

[3] انظر: شرح صحيح مسلم (1/ 227).

[4] متفق عليه: رواه البخاري (128)، ومسلم (32).

[5] صحيح: رواه مسلم (31).

[6] انظر: شرح صحيح مسلم (1/ 238).

[7] متفق عليه: رواه البخاري (3293)، ومسلم (2691).

[8] صحيح: رواه ابن حبان (204)، والحاكم (242)، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (1528).

[9] متفق عليه: رواه البخاري (4860)، ومسلم (1648).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • خطبة المسجد الحرام 21/1/1433 هـ - فضل كلمة التوحيد: لا إله إلا الله
  • فضل كلمة التوحيد لا إله إلا الله

مختارات من الشبكة

  • مفهوم الفضائل والمناقب والخصائص والبركة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • فضل العفو والصفح - فضل حسن الخلق - فضل المراقبة (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • مفهوم الفضيلة لغة واصطلاحا(مقالة - آفاق الشريعة)
  • فضل الرب العلي فيما فضل الله به النبي صلى الله عليه وسلم(مقالة - آفاق الشريعة)
  • فضل كلمة «لا حول ولا قوة إلا بالله»(مقالة - آفاق الشريعة)
  • نسبة الفضل لله {ذلك من فضل الله علينا}(مقالة - آفاق الشريعة)
  • فضل شهر الله المحرم وفضل صومه وصيام عاشوراء(محاضرة - مكتبة الألوكة)
  • تفسير: (والله فضل بعضكم على بعض في الرزق فما الذين فضلوا برادي رزقهم على)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • فضل الإيمان بأسماء الله ذي الطول وذي الفضل(مقالة - آفاق الشريعة)
  • في حكم بيع فضل الماء(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • أكثر من 150 مشاركا يتعلمون مبادئ الإسلام في دورة مكثفة بمدينة قازان
  • انطلاق فعاليات شهر التاريخ الإسلامي 2025 في كندا بمشاركة واسعة
  • أطباء مسلمون يقودون تدريبا جماعيا على الإنعاش القلبي الرئوي في سيدني
  • منح دراسية للطلاب المسلمين في بلغاريا تشمل البكالوريوس والماجستير والدكتوراه
  • مبادرة "زوروا مسجدي 2025" تجمع أكثر من 150 مسجدا بمختلف أنحاء بريطانيا
  • متطوعو كواد سيتيز المسلمون يدعمون آلاف المحتاجين
  • مسلمون يخططون لتشييد مسجد حديث الطراز شمال سان أنطونيو
  • شبكة الألوكة تعزي المملكة العربية السعودية حكومة وشعبا في وفاة سماحة مفتي عام المملكة

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 13/4/1447هـ - الساعة: 18:39
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب