• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    تفسير سورة التكاثر
    أبو عاصم البركاتي المصري
  •  
    تفسير: (وما أموالكم ولا أولادكم بالتي تقربكم ...
    تفسير القرآن الكريم
  •  
    تحفة الأنام بأهمية إدارة الوقت في الإسلام (خطبة)
    السيد مراد سلامة
  •  
    النميمة مفتاح الفتن وباب للجريمة
    شعيب ناصري
  •  
    المفصل في المفضل في تلاوة صلاة الصبح
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    طهارة المرأة
    تركي بن إبراهيم الخنيزان
  •  
    الفرق بين الشبهة والشهوة
    عصام الدين أحمد كامل
  •  
    السجع في القرآن بين النفي والإثبات
    د. عبادل أحمد دار
  •  
    التوثيق القرآني لبيت المقدس
    د. محمد أحمد قنديل
  •  
    الهجرة النبوية: دروس وعبر (خطبة)
    مطيع الظفاري
  •  
    الحديث الرابع: الراحة النفسية والسعادة الأبدية ...
    الدكتور أبو الحسن علي بن محمد المطري
  •  
    التجارة مع الله (تجارة لن تبور)
    نجلاء جبروني
  •  
    أحكام سلس البول
    د. خالد النجار
  •  
    المولد النبوي: رؤية تاريخية
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    تأملات في سورة ق (خطبة)
    د. خالد بن حسن المالكي
  •  
    تفسير قوله تعالى: { يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا ...
    سعيد مصطفى دياب
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / دراسات شرعية / فقه وأصوله
علامة باركود

هل يشرع قول: "ما شاء الله" عند رؤية نعمة غيرك أم ذلك خلاف السنة؟

الشيخ عايد التميمي

عدد الصفحات:13
عدد المجلدات:1

تاريخ الإضافة: 4/9/2025 ميلادي - 12/3/1447 هجري

الزيارات: 135

 نسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

تحميل ملف الكتاب

هل يُشرع قول: "ما شاء الله" عند رؤية نعمة غيرك أم ذلك خلاف السنة؟ عايد بن محمد التميمي

 

هل يُشرع قول: "ما شاء الله" عند رؤية نعمة غيرك أم ذلك خلاف السنة؟

 

بسم الله الرحمن الرحيم

استمعتُ إلى مقطع لأحد المشايخ انتقَد فيه قول: "ما شاء الله" عند رؤية نعمةٍ للغير، وقال: إن ذلك خلافُ سُنة النبي صلى الله عليه وسلم، وذكر أنه إذا كانت النعمة لك، فقُل: ما شاء الله، وإذا كانت لغيرك فقل: اللهم بارِك له، ولا تقُل: ما شاء الله، وقال: إنه على ذلك نصَّ ابن القيم وأبابطين، وجماعة من أهل العلم، واستدل بآية سورة الكهف: ﴿ وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ ﴾ [الكهف: 39]، وعلَّل ذلك بأن صاحب النعمة لن يَستفيد شيئًا من قولك: "ما شاء الله"، ثم احتجَّ بحديث سهل (ذكَره بمعناه، وفيه الأمرُ بالدعاء بالبركة)، وذكر أن هذا الحديث في الصحيح؛ انتهى كلام المنتقِد، وفَّقه الله[1].

 

وسأُناقش ما ذكره المنتقد وفَّقه الله في هذا المقطع باختصار:

ما نقله عن ابن القيم لم أجد له مصدرًا[2]، بل ظاهرُ كلام ابن القيم في كُتبه التي بين أيدينا أن قول: (ما شاء الله) عام فيما يُعجبك من النعم؛ سواء كانت لك أو لغيرك، وأن قولها مما تُدفَع به إصابةُ غيرك بالعين[3]، وكذا هو ظاهرُ كلام شيخه شيخِ الإسلام ابن تيمية في كتاب الكلم الطيب، ص177، 178[4]، وفي كتاب أقسام القرآن ص90[5]، وكذا ظاهر قول قرينه ابنِ مفلح في الآداب الشرعية، 3/ 71.

 

وممن يصرِّح باستحباب قول: "ما شاء الله" على نعمة الغير جماعةٌ من الفقهاء، خاصة من الشافعية، صرَّح به النووي (ت676) في روضة الطالبين، 9/ 348، ومن تبِعه كالدميري والخطيب، وشرف الدين ابن المقري (ت837) في روض الطالب، وأقرَّه زكريا الأنصاري في شرحه، والرملي الكبير في حاشيته، 4/ 83، وابن علان المكي (ت1057) في شرح الأذكار، 6/ 270، ونقَله عن السيوطي، وهو ظاهرُ كلام الحافظ ابن حجر في الفتح، 10/ 205، وابن رسلان في شرح أبي داود، 15/ 600، والزرقاني المالكي في شرح الموطأ، 4/ 499.

 

بل لوضوح هذه المسألة قلَّ أن يُحتاج فيها إلى التنبيه على شمول قول: (ما شاء الله) للنفس والغير، وكأنه لم يَرِد على ذهن العلماء أصلًا أن هناك مَن سيَخُصُّ قولَها في النفس، ويَمنَع قولَها للغير، فلذلك لم يُصرِّحوا بعموم استعمالها؛ لأنه الأصل والجادة، ولو احتاج شيءٌ إلى تنبيه، لكان متوجهًا إلى ما هو خلاف الأصل، وهو التنبيه على التخصيص والتفريق، لا نفيُه، والله أعلم، ولم أجد أحدًا صرَّح بالفرق بين استعمال المشيئة والتبريك؛ من حيث توجُّههما إلى النفس أو الغير، سوى الشيخ ابن عثيمين رحمه الله، فقد فرَّق بين استعمالهما في فتاوى نور على الدرب [24/ 2نسخة إلكترونية]، ولقاء الباب المفتوح [235/ 19 نسخة إلكترونية]، لكنه لم يُخطِّئ عدمَ التفريق، ولم يقرِّر كونَه خلافه السنة، ثم إن الشيخ نفسه رحمه الله في مواضعَ أخرى - (كما في فتاوى نور على الدرب نفسها[4/ 2]) - يذكر قول: "ما شاء الله" للغير، وتجد الشيخ أحيانًا في شروحه الصوتية - كشرح الزاد - إذا أحسَن الطالب الجواب يكرِّر قول: ما شاء الله، ما شاء الله؛ أي: على الطالب، لا على نفسه.

 

وأما الاستدلال بآية سورة الكهف، فليس في آيات سورة الكهف دليلٌ على التخصيص[6]، وإنما فيها حكاية حال فحسبُ، نصح رجلٌ رجلًا أن يقول: "ما شاء الله" على النعمة التي هي في هذه الحكاية نعمةٌ له، وليس في ذلك مفهومُ تخصيصٍ، ولا معنى معتبرٌ للتخصيص هنا، ولو قلنا بتخصيص قول: "ما شاء الله"[7] بمجرد ذلك، لَخَصَصْنا التبريكَ أيضًا في مشروعية قوله للغير فقط، ولقُلنا بعدم مشروعية تبريك الرجل على ما لديه هو مِن نعم[8].

 

وكثيرٌ من المفسرين وغيرهم يذكُرون عند آية الكهف هذه قولَ: "ما شاء الله"، إذا رأى شيئًا أعجَبه أو لتوقِّي الإصابة بالعين، كذا يُطلقون ذلك، أو ينقلون ذلك الإطلاق عن النبي صلى الله عليه وسلم، أو عن عروة بن الزبير أو غيره، دون تعليقٍ، ولا يَخصون قولَها في نعمة المرء نفسه فحسبُ؛ كالجصاص، 5/ 379، والثعلبي والكيا الهراسي، وبرهان الدين الكرماني، والمعيني والرازي في أسرار التنزيل، والقرطبي والبيضاوي، والبقاعي في المصاعد، والإيجي، والسيوطي في الإكليل، وأبي السعود والآلوسي.

 

وبوَّب البيهقي في كتابه الدعوات الكبير، 2/ 199 (باب ما يقول إذا رأى ما يُعجبه؛ قال الله جل ثناؤه: ﴿ وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ ﴾ [الكهف: 39]، ومثله تبويب ابن تيمية في كتاب الكلم الطيب / فصل60، ولم أر أحدًا صرَّح بخلاف ذلك.

 

وأما حديث سهل بن حنيف الذي ذكره المنتقِد، فليس فيه تخصيصٌ كما سبق، وسأُورد أيضًا بعد قليل بعضَ ألفاظه التي فيها ذكرُ "ما شاء الله" على نعمة الغير، وعَزوُ المنتقد إياه إلى الصحيح غيرُ صحيحٍ؛ لأن الاصطلاح العام[9] أن إطلاق عزو الحديث إلى الصحيح (نحو قول: وفي الصحيح)، لا ينصرف إلا إلى الصحيحين أو أحدهما، والحديث ليس في الصحيحين أو أحدهما.

 

وقد جاء في الحديث: "مَن رأى شيئًا فأَعجَبه، فقال: ما شاء الله لا قوة إلا بالله، لم يَضُرَّه"، وهذا لفظ يَعُمُّ، ولكن الحديث لا يَصِح[10]، وقد رُوي الحديث بلفظ: "مَن رأى شيئًا يُعجبه أو لغيره..."[11]، وفي صحيح البخاري وغيره في حديث أبي رجاء عن سَمرة بن جندب: "كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا صلى صلاةً، أقبَل علينا بوجهه، فقال: مَن رأى منكم الليلةَ رؤيا؟ قال: فإن رأى أحدٌ قصَّها، فيقول: ما شاء الله، فسألنا يومًا..."[12]، ففي هذا الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم يقول عند حكاية رؤيا غيره: ما شاء الله، والأصل أن مَن سألهم عن رؤياهم من الصحابة رضي الله عنهم، لن يُحدثوا إلا بالرؤيا الحسنة، فإنه صلى الله عليه وسلم قد قال لهم في رؤيا المنام السيئة: "فمَن رأى شيئًا يَكرَهه، فلا يَقُصَّه على أحدٍ"[13]، والله أعلم[14].

 

وقد جاء ذكر "ما شاء الله" على نعمة الغير عن غير واحدٍ من السلف، بل عن بعضهم تَكرارُها؛ (أي تَكرارُ قول: "ما شاء الله" في حق نعمة للغير)؛ جاء تَكرارُها عن ابن سيرين[15]، ومسلم بن يسار[16]، وأحمد بن حنبل[17]، وقال حفص بن ميسرة: "رأيت على باب وهب بن منبه مكتوبًا: ما شاء الله لا قوة إلا بالله"[18]، والظاهر أن ذلك كان من وهب تذكيرًا للداخلين أن يقولوها كلما دخلُوا، والله أعلم، ورُوي عن جعفر الصادق: "عجِبتُ لمن رغِب في شيء كيف لا يقول: ما شاء الله لا قوة إلا بالله، والله يقول: ﴿ وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ ﴾ [الكهف: 39]"[19].

 

ويذكر غيرُ واحدٍ من السلف أصلَ فضل قول: "ما شاء الله" مطلقًا[20]، جاء عن عمرو بن مرة أنه قال: "إن من أفضل الدعاء قول الرجل: ما شاء الله"، وعن إبراهيم بن أدهم: "ما سأل رجل مسألة ألَحَّ [وفي نسخة: أنْجَح] من أن يقول: ما شاء الله"[21]، وعن بعضهم أن ما شاء الله لا قوة إلا بالله تَزيد الخير[22]، وتعدَّدت النقول عن مالك بن أنس في حرصه على التزام "ما شاء الله"، وفي بعض تلك النقول: التصريح بإكثاره من قول: "ما شاء الله"[23]، وقد عقد ابن المبرد في كتابه أدب المرتَعى فصلًا صدَّره بقوله: "وربما تكون إجابة الدعاء متوقفة على بعض الدعاء، أو على كلام وذكر؛ مثل: ما شاء الله"، ثم ذكر آثارًا في ذكر "ما شاء الله"؛ ص167-169، وقد رُوي في الحديث: "أكثِروا من غراس الجنة... قالوا: يا رسول الله، وما غِراسُها؟ قال: ما شاء الله، لاحول ولا قوة إلا بالله"[24]، وهو لا يَصِح.

 

ولا يرد هنا إشكالُ عدم صحة الأحاديث المرفوعة في قول: "ما شاء الله" للغير؛ فإنه كذلك لم يَصِح حديث صريح في قول: "ما شاء الله" على نعم المرء نفسه[25]، وأشهرها حديث أنس: "ما أنعم الله على عبده نعمةً في أهل أو مالٍ أو ولدٍ، فيقول: ما شاء الله لا قوة إلا بالله، فيرى فيه آفةً دون الموت"[26]، وهو لا يَصِح، ويظهر أن عِزَّةَ أحاديث قول: "ما شاء الله" على النعم مطلقًا - ولو في قولها على نعمة المرء نفسه - سببُها أن ذلك من الأمور المعتادة، الواضح معناها، المكتفى بأصل دلالة القرآن في الباب عن تَكرار نقلها، ولهذا نظائرُ في مسائل شرعية متعددة في كتاب الله؛ نعلم تسليم المسلمين بها وعملَهم، ولنا أن نحكي الإجماع القولي عليها افتراضًا، وإن لم تَبلُغْنا جميعُ نصوصهم، ولا أكثرُها، ولا الكثيرُ[27]، والظاهر أن مسألتنا من جنسها، وأن مشروعية قول: "ما شاء الله" مطلقًا أو على النعمة، عليه إجماعُ المسلمين وعملُهم[28].

 

وأما ما علَّل به المنتقِد من أن قولك: ما شاء الله على نعمة غيرك لا فائدة منه؛ (أي: لأنه خبر وليس إنشاءً) - ففيه نظر؛ فليس لتخصيص صاحبها معنى هنا، وقول: "ما شاء الله لا قوة إلا بالله"، من أسباب حفظ الخير وزيادته، والخير لأخيك المسلم خيرٌ لك، تُحب له ما تُحب لنفسك، وفي حديث الصحيحين وغيرهما عن قتادة عن أنس مرفوعًا: "لا يؤمن أحدُكم حتى يُحب لأخيه ما يُحب لنفسه"، وفي صحيح مسلم من حديث أم الدرداء عن أبي الدرداء مرفوعًا: "من دعا لأخيه بظهر الغيب، قال الملك الموكَّل به: آمين، ولك بمثلٍ"، وقد جاء عن بعضهم أن التبريك هو أن تقول: تبارَك الله أحسنُ الخالقين[29]، فعلى هذا يكون التبريك أيضًا ليس إنشاءً[30]، بل خبرًا أيضًا مثل "ما شاء الله"[31]، فيُورَدُ على هذا نفسُ الإشكال الذي ذكره المنتقِد.

 

والخلاصة أن قولك: "ما شاء الله" على غيرك من إخوانك المسلمين، وعلى ما رُزِقُوه من نِعمٍ، مشروع محمود مأجورٌ عليه، وباب الأذكار وإن كانت له ضوابطُ وقواعدُ، وتَدخُله البدع - خاصة البدع الإضافية - فإنه ليس إلى ذاك الحد من القيد والضيق، ولاشك أن الأكمل أن يكون مع ذكر المشيئة عند رؤية نعمة الغير: الدعاء له بالبركة، والله أعلم وأحكمُ.

 


[1] وسأشير إليه في المناقشة بالمنتقد.

[2] وقد بحثت أيضًا في مظان ذلك في الفهارس العلمية لآثار الإمام ابن قيم الجوزية، فلم أجد شيئًا، وانظر مثلًا فيها: 1/ 487 (وتضاف إلى ما ذكر هنا مواضع أخرى كالتي ستأتي الإحالة عليها في زاد المعاد والوابل الصيب)، وأما الشيخ أبابطين (ت1282) فلم أجد إلا قوله: إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعلِّم أصحابه تجريد التوحيد؛ بأن يقولوا: ما شاء الله وحده (عبدالله أبابطين، الرد على البردة، ص427)، ومن وجد مصدرًا فيه إنكار ابن القيم ذلك أو إنكار أحد غيره - من غير المعاصرين - فليُفد بذلك.

[3] انظر: ابن القيم، زاد المعاد، 4/ 243- عالم الفوائد؛ ابن القيم، الوابل الصيب، ص371، وأثر عروة بن الزبير الذي ذكره ابن القيم في زاد المعاد فيه شيءٌ من الاختلاف في لفظه عما هو في سنن سعيد بن منصور، 1341 وغيره، فلفظ سعيد بن منصور وغيره ليس فيه شاهدنا، (وانظر: أبو عبيد، كتاب الشواهد، الجزء الثاني، ص126)، ولكن المقصود هنا اللفظ اللي ذكره ابن القيم خاصة، والاستشهاد به للمعنى المقصود، لا تحرير لفظ أثر عروة بن الزبير رحمه الله، والله أعلم.

[4] وكذا ظاهر كلام بدر الدين العيني (ت855) في شرحه كتاب الكلم الطيب، ص582.

[5] ونصه فيه (وهو أيضًا في مجموع الفتاوى، 13/ 321): " ﴿ وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ ﴾ [الكهف: 39]، ولهذا يؤمَر بهذا من يخاف العين على شيء".

[6] أي تخصيص قولها على نعمة نفسك لا على نعمة غيرك؛ كما ذكر المنتقد.

[7] وهذا هو مفهوم كلام المنتقد ومقتضاه، وإن كان إنكاره العكس (قول: "ما شاء الله" على الغير) أظهر.

[8] والعكس (التبريك على النفس)، قد جاء فيه حديث عبدالله بن عامر بن ربيعة عن أبيه: "إذا رأى أحدكم من نفسه أو ماله أو أخيه شيئًا يُعجبه، فليَدعُ بالبركة؛ فإن العين حق"، وفيه فائدتان: التبريك على النفس، وإعانة المرء نفسه (=إصابة نفسه بالعين)، والحديث رواه أحمد في مسنده، (وهو عنده من مسند عبدالله بن عامر لا أبيه)، والنسائي في الكبرى؛ رواه النسائي في ثلاثة مواضع، ولم يُعله، (ومثل هذا يعده غير واحد من العلماء تقوية للحديث)، وصححه الألباني في صحيح الكلم، 244، ولكن قال ابن حجر في إطراف المسنِد، 2/ 545: "هو بمسند سهل أشبه، وفيه زيادة ومخالفة للأحاديث السابقة".

تنبيه: عزا النووي في الأذكار (وتبعه بعضهم) هذا الحديث بهذا اللفظ إلى ابن السني من حديث سهل بن حنيف، وفيه نظر؛ فلفظ ابن السني عن سهل مختلف، وليس فيه شاهدنا؛ (أي: رجوع الإعجاب إلى نفسه وماله، لا إلى نفس أخيه وماله).

[9] كما يعبر الألباني في السلسلة الضعيفة، 14/ 1/ 303.

[10] رواه أبوبكر البزار في مسنده، (وليس في المطبوع منه، بل في كشف الأستار، 3/ 404) وأبو بكر ابن السني في عمل اليوم والليلة، 207، وابن عدي في الكامل، 5/ 369، وفيه حجاج بن نصير، وهو ضعيف، وأبو بكر الهذلي، وهو أشد ضعفًا؛ فقد ضعفه الأكثر تضعيفًا شديدًا، بل كذبه بعضهم كغندر، وقد ضعف الحديث ابن حجر بهذين الراويين في مختصر زوائد مسند البزار، 1/ 644، وكذا البوصيري في الإتحاف، 4/ 460، وغيرهما.

[11] رواه أبوبكر البزاز، الثاني من حديث أبي بكر محمد بن العباس البزاز، 54. وفيه أيضًا أبوبكر الهذلي، لكن من دونه في الإسناد حفاظ ثقات، فهذا اللفظ إسناده أقل ضعفًا من سابقه، وإن كان المتن السابق أشهر، ورواه وذكره الأكثر، لكن يبقى الحديث على كل حال شديد الضعف، والله أعلم.

[12] رواه البخاري، 1386 من طريق موسى بن إسماعيل عن جرير بن حازم عن أبي رجاء به؛ بهذا اللفظ: (وليس في الشروح أو في طبعة بيت السنة لصحيح البخاري، 1/ 684، أو في نسخة إسماعيل البقاعي لصحيح البخاري، ص112 - ذكرٌ لاختلاف النسخ هنا، سوى ما ذكره العيني في عمدة القاري، 24/ 173- عند الموضع التالي من صحيح البخاري7047 - أنه عند النسفي: من شاء، وعند غيره: ما شاء، والظاهر أنه وهم في نقله عن ابن حجر، أو غيره، وأن الذي اختلفت فيه رواية النسفي عن غيره: هي الكلمة التي قبلها؛ انظر: فتح الباري، 12/ 440)، وهو اللفظ الذي اقتصر عليه المهلب في مختصره البخاري، 2/ 47 بعد ذكره طريقي البخاري كليهما، لكن الحديث رواه البخاري7047 وغيره من طريق عوف عن أبي رجاء بلفظ: "فيقص عليه من شاء الله أن يقص"، ورواه أحمد، 20165 وغيره من طريق يزيد بن هارون وغيره عن جرير بن حازم بلفظ: "فيقول فيها ما شاء الله أن يقول"، ولم أجد في ما راجعته من شروح البخاري وغيرها تنبيهًا على هذا الفرق المعنوي عينِه، وقد تُحمل رواية البخاري الأولى (التي من طريق موسى بن إسماعيل) على اللفظ الآخر؛ فيكون معناها: فيقول ما شاء الله أن يقول، والله أعلم، ثم وجدت عبدالله بن سالم البصري (ت1134) في ضياء الساري، 12/ 106 يشرح هذا الموضع (أي رواية موسى بن إسماعيل) بذلك؛ فقد قال فيه: "(فيقول) في تأويلها (ما شاء الله) أن يقول".

[13] رواه الشيخان من حديث أبي قتادة ومن حديث أبي هريرة، (واللفظ له في رواية البخاري، 7017)، ورواه البخاري من حديث أبي سعيد.

[14]ولم أر من استدل بهذا الاستدلال لهذه المسألة، والاستدلال بما لم يستدل به السلف، ليس من مسألة إحداث قول ثالث (الذي حُكي الاتفاق على منعه)، بل الاستدلال بدليل لم نر من سبقنا إليه قد أجازه الجمهور، (نسبه إلى الجمهور جماعة، كابن الهمام الحنفي في التحرير، وابن الحاجب المالكي في مختصره، والعراقي الشافعي في الغيث الهامع، والمرداوي الحنبلي في التحرير - مع التحبير، 4/ 1648-)؛ لأنه قد يكون على الحكم أدلة متعددة، لكنهم اكتفوا ببعضها.

[15] رواه ابن سعد في طبقاته، 11612، بإسناد صحيح.

[16] رواه عبدالله بن أحمد في زوائد الزهد، 1404.

[17] رواه ابن عساكر في تاريخه وابن الجوزي في مناقب أحمد، وعبدالغني في المحنة، ص130، وفي الحكاية تكرارها أربع مرات، وأمر أحمد الرجلَ أن يعيد كلامه، وذلك إعجابًا بحسنه.

[18] رواه ابن ابي حاتم في تفسيره (كما في الدر المنثور)، وابن يونس في كتاب المصريين (رواه من طريقه ابن طاهر في الأنساب، ص89)، ونقل ابن فرحون في الديباج، 1/ 94 مثله عن الإمام مالك.

[19] رواه أبو المظفر السمعاني (عبدالرحيم) في حديثه، انتقاء الضياء المقدسي، 1317/ أ، وابن بشكوال في كتاب المستغيثين، 37، من طريقين، ولا يصح عنه، ويرويه بعض الرافضة الإمامية في كتبهم بألفاظ عدة؛ (انظر مثلًا: ابن بابويه القمي، الخصال، ص218)، ورواه ابن بشكوال في الفوائد المنتخبة، 1/ 217 من طريق ثالث، لكن عن جعفر عن أبيه (محمد الباقر).

[20] وكذا "لا قوة إلا بالله" جاء ذكر فضائلها في أحاديثَ وآثارٍ عدة.

[21] رواهما ابن أبي حاتم في تفسيره؛ (كما في الدر المنثور، 9/ 543).

[22] أشار إليه أبو سنان؛ كما في الحلية لأبي نعيم، 5/ 95.

[23] رواه ابن بطة في الإبانة الكبرى وابن غنائم في فوائده من طريقين، وكذا جاء ذكر إكثار مالك في حكاية أخرى عند البسوي في المعرفة، 3/ 32، وانظر: طبقات ابن سعد، 7/ 572؛ ترتيب المدارك، 1/ 192.

[24] الحديث ذكره المنذري في الترغيب، 2/ 445، وعزاه إلى ابن أبي الدنيا في الذكر والطبراني من حديث ابن عمر، (وتبعه السفاريني في ثبته، ص243)، وحسَّنه لغيره الألباني في صحيح الترغيب، 2/ 250، وفي ذلك نظر؛ فالحديث كما ذكر الألباني نفسه في السلسلة الصحيحة، 1/ 1/ 216 فيه عقبة بن علي، وهو ضعيف، ولا تصلح الروايات الأخرى للحديث: شاهدةً لعبارة "ما شاء الله"؛ فإنها مما تفرَّدت به هذه الرواية الضعيفة؛ فهي إذًا ضعيفة في ذاتها، مخالفة غيرها من الروايات. على أني لم أجد الحديث في الطبراني ولا في غيره، فالذي في الطبراني من حديث ابن عمر بسند فيه عقبة بن علي: هو ما رواه في معجمه الكبير، 12/ 278(13354)، وفي كتابه الدعاء، 1658 بلفظ: "فأكثروا من غراسها؛ لا حول ولا قوة إلا بالله"، وليس فيها - كما ترى - "ما شاء الله"، وكتاب الذكر لابن أبي الدنيا غير موجود؛ فالله أعلم إن كانت فيه عبارة المشيئة أم لا؟ ويقوي كونها فيه أن ابن القيم في الوابل الصيب وابن الشيخ خليل في بشارة المحبوب، عزَوَا الحديث بها إلى ابن أبي الدنيا فقط، لكن الحافظ الدمياطي عزاه بها إلى الطبراني فقط؛ (المتجر الرابح، ص1272 دار خضر)، وعلى كل حال هو حديث لا يصح؛ لما سبق من ضعف عقبة بن علي وكذا شيخه عبدالله العمري.

[25] ولا تُذكر أحاديث وآثار فضل "ما شاء الله" البتة في بعض كتب الذكر والشكر والرقى؛ كالمذكر والتذكير والذكر لابن أبي عاصم، والذكر ليوسف ين يعقوب الأزدي، والشكر للخرائطي، والدعاء المحاملي، وجزء الرقية والحرز لأبي عمرو النيسابوري.

[26] رواه ابن أبي الدنيا في كتاب الشكر، 1، وأبو يعلى في مسنده الكبير، وإسناده ظاهر الضعف، ورواه ابن أبي حاتم في تفسيره موقوفًا على أنس؛ (كما في الدر المنثور)، وله شاهد من حديث عقبة بن عامر، ولا يصح، والأصح في لفظه أنه ليس فيه محل الشاهد؛ (أي: ما شاء الله)، وأما تصحيح ابن القيم له في كتابه شفاء العليل، (1/ 423، طبعة الصميعي، وكذلك في الطبعات الأخرى)، ففيه نظر بيِّن، وهو نفسه رحمه الله إنما ذكره في زاد المعاد، 2/ 530 - عالم الفوائد عن أنس موقوفًا، ومع ذلك صدره بصيغة التمريض "يُذكر عن أنس أنه قال:..."، وقد ضعفه أو نقل تضعيفه كلٌّ من وقفت عليه ممكن تكلم على حكمه؛ كابن مفلح في الآداب الشرعية، 3/ 71، وابن كثير في تفسيره، 5/ 159، وتاريخه، 2/ 576، وابن حجر في نتائج الأفكار، 4/ 122، ولو فرضنا ثبوته، فإنه لا يُشكِل علينا؛ لأنه لا يفيد تخصيصًا؛ كقولنا - كما سبق - في آيات سورة الكهف وغيرها.

[27] وهي غير مسألة الإجماع السكوتي، بل هي المسائل التي تصرِّح بنسبة القول إلى جميعهم، وإن لم تر نص أكثرهم أو كثير منهم، كتحريم ضرب الأبوين؛ فإنه قد يعز عليك جدًّا أن تجد نصوص العلماء في ذلك، ولكنك لا تتوقف في نسبة هذا القول إليهم كلهم بتًّا، ولا تشك أن كل واحد منهم لو سألته وجدته قائلًا بذلك، وهي مسائل الإجماع التي يشير إليها الشافعي بالمسائل التي لو قلت بها لم تجد أحدًا لا يقول بها، بل لا تجد من لا يقول: إنها إجماع؛ (كما في كتابه جماع العلم، ص66)، ويشير إليها أيضا بالمسائل التي يجوز لك فيها أن تثبت القول لجميع المسلمين قديمًا وحديثًا وإن لم تحفظ فيها أقوال الجميع؛ (كما في كتابه الرسالة، ص457)، ويقرِّر ذلك غيره بنحو عبارة:"وذلك لاينبغي عند أهل العلم"؛ (كابن عبدالبر في الاستذكار، 18/ 274).

[28] وما زال المسلمون يقولون: "ما شاء الله كان"، وقد حكى كثير من العلماء الإجماع على قول المسلمين كلهم هذه العبارة؛ كأبي منصور في التوحيد، ص291، وفي التفسير، وأبي بكر الإسماعيلي في عقيدته، وابن الطيب في الإنصاف، وفي الانتصار، وعبدالقاهر في أصول الإيمان، ومكي في الهداية، 3/ 1719، 6/ 4384، والبيهقي في الاعتقاد، ص160، والعمراني في الانتصار، وابن تيمية (في مواضع عدة؛ كمنهاج السنة، 5/ 302)، وابن القيم (في طريق الهجرتين، ص176 وغيره)، وغيرهم، والأكثرون يقولون في آية سورة الكهف: "ما شاء الله"؛ أي: ما شاء الله كان؛ كابن جرير في تفسيره، 15/ 264، وقال ابن هبيرة وغيره: تقدر عامة في الزمان؛ أي: ما شاء الله كان في الماضي، ويكون الآن، وكائن في المستقبل؛ (نقله تلميذه ابن الجوزي في المقتبس)، والظاهر أن قول ابن هبيرة لا يلزم منه معارضة قول الأكثرين؛ فإن "كان" قد تُفيد الاستمرار في أحوال الأزمنة المختلفة، وذلك في نحو قوله تعالى: ﴿ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا ﴾ [النساء: 158].

[29] انظر: طرح التثريب، 8/ 194.

[30] والدعاء من الإنشاء لا الأخبار.

[31] لكن الذي في التمهيد لابن عبدالبر، 6/ 241، وعمدة القاري، 21/ 266، وتفسير القرطبي، وتوضيح ابن الملقن، وحاشية ابن عابدين، وغيرهم: "تبارك الله أحسن الخالقين، اللهم بارك فيه"؛ أي: قد تضمن التبريك: الإنشاءَ (=الدعاء) مع الخبر.





 نسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


مختارات من الشبكة

  • ما يشرع وما لا يشرع للمريض(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الذكر الدائم يجعلك تسبق غيرك إلى الله(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أتعجبون من غيرة سعد؟! (خطبة)(مقالة - موقع د. محمود بن أحمد الدوسري)
  • تحريم الحلف بالطواغيت والأنداد كاللات والعزى وغيرها(مقالة - آفاق الشريعة)
  • هل من خصائص النبي محمد عليه الصلاة والسلام أنه لا يورث دون غيره من الأنبياء؟(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الإسلام كفل لغير المسلمين حق العمل والكسب(مقالة - آفاق الشريعة)
  • التعبيد لغير الله دراسة عقدية (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • حبه صلى الله عليه وسلم لاستماع القرآن من غيره(مقالة - موقع الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي)
  • تفسير: (وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • القوامة بين عدالة الإسلام وزيف التغريب (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • غوريكا تستعد لإنشاء أول مسجد ومدرسة إسلامية
  • برنامج للتطوير المهني لمعلمي المدارس الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • مسجد يستضيف فعالية صحية مجتمعية في مدينة غلوستر
  • مبادرة "ساعدوا على الاستعداد للمدرسة" تدخل البهجة على 200 تلميذ في قازان
  • أهالي كوكمور يحتفلون بافتتاح مسجد الإخلاص الجديد
  • طلاب مدينة مونتانا يتنافسون في مسابقة المعارف الإسلامية
  • النسخة العاشرة من المعرض الإسلامي الثقافي السنوي بمقاطعة كيري الأيرلندية
  • مدارس إسلامية جديدة في وندسور لمواكبة زيادة أعداد الطلاب المسلمين

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/3/1447هـ - الساعة: 15:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب