• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    كان - صلى الله عليه وسلم - خلقه القرآن
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    (دروس وفوائد كثيرة من آية عجيبة في سورة الأحقاف) ...
    د. محمد أحمد صبري النبتيتي
  •  
    لو عرفوك لأحبوك وما سبوك يا رسول الله - صلى الله ...
    السيد مراد سلامة
  •  
    فوائد الابتلاء بالمرض (خطبة)
    أحمد بن عبدالله الحزيمي
  •  
    بدعة الاحتفال بالمولد النبوي (خطبة)
    الشيخ أحمد إبراهيم الجوني
  •  
    يا أهل الجنة لا موت... لكم الحسنى وزيادة
    د. نبيل جلهوم
  •  
    خطبة: ففيهما فجاهد
    الشيخ عبدالله محمد الطوالة
  •  
    قصص رويت في السيرة ولا تصح (4)
    بكر البعداني
  •  
    من مائدة الفقه: نواقض الوضوء
    عبدالرحمن عبدالله الشريف
  •  
    العودة إلى بدء الوحي: سبيل الأمة للخروج من أزمتها ...
    د. هيثم بن عبدالمنعم بن الغريب صقر
  •  
    الرضا كنز المحبين
    نجاح عبدالقادر سرور
  •  
    وقفات ودروس من سورة آل عمران (4)
    ميسون عبدالرحمن النحلاوي
  •  
    المسائل المجمع عليها في مواد أهلية المتعاقدين في ...
    عبدالله بن صالح بن محمد المحمود
  •  
    المرأة بين الإهانة والتكريم (خطبة)
    عبدالعزيز محمد مبارك أوتكوميت
  •  
    الإلهام والكشف والرؤيا لدى ابن تيمية رحمه الله ...
    إبراهيم الدميجي
  •  
    خطبة: التربية على الإحسان للآخرين
    عدنان بن سلمان الدريويش
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / الآداب والأخلاق
علامة باركود

الرضا كنز المحبين

الرضا كنز المحبين
نجاح عبدالقادر سرور

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 2/9/2025 ميلادي - 10/3/1447 هجري

الزيارات: 95

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الرضا كنز المحبين

 

كلنا يبتغي رضا الله.. إن كل مسلم منا يجتهد في العمل الصالح من أجل هدف واحد وغاية واحدة؛ ألا وهي رضا الله عز وجل.. بل إن المؤمن مستعد أن يضحي بنفسه وبما ملكت يمينه ابتغاء مرضاة الله.. ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ ﴾ [البقرة: 207].. ابتغاء مرضاة الله نصلي.. نزكي.. نصوم.. نحج.. نجاهد.. نبر الوالدين.. نحسن أخلاقنا.. نقول الصدق.. نفعل الخير.. والغاية رضا الله..

 

• رضا الله غاية عمل أنبياء الله والصالحين من عباده.. هذا موسى عليه السلام يقول: ﴿ وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى ﴾ [طه: 84].. وهذا سليمان عليه السلام يقول: ﴿ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ ﴾ [النمل: 19]، وهذا محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه يقول الله عنهم رب العزة جل وعلا: ﴿ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا ﴾ [الفتح: 29].. ومدحهم الله عز وجل فقال: ﴿ وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾ [التوبة: 100].. ولذلك ظهر منهم من هانت الدنيا في عينيه طلبًا لرضا الله عز وجل؛ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ ﴾ [البقرة: 207] نَزَلَتْ فِي صُهَيْبِ بْنِ سِنَانٍ الرُّومِيِّ؛ يقول صهيب: لما أردتُ الهجرة من مكة إلى النبي صلى الله عليه وسلم قالت لي قريش: يا صهيبُ، قَدمتَ إلينا ولا مَالَ لك، وتخرج أنت ومالك! والله لا يكون ذلك أبدًا. فقلت لهم: أرأيتم إن دَفَعْتُ إليكم مالي تُخَلُّون عني؟ قالوا: نعم. فدفعتُ إليهم مالي، فخلَّوا عني، فخرجت حتى قدمتُ المدينة. فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "رَبح صهيبُ، ربح صهيب"[1]. وهذا عبدالله ذو البجادين، يدفنه النبي صلى الله عليه وسلم ويقول: "اللّهُمَّ إنِّي أَمْسَيْت رَاضِيًا عَنْهُ فَارْضَ عَنْهُ". فيتمنَّى عَبْدُاللّهِ بن مَسْعُودٍ أن يكون مثله ويقول: يَا لَيْتَنِي كُنْتُ صَاحِبَ الْحُفْرَةِ[2]. لأنه نال رضا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن نال رضاه صلى الله عليه وسلم؛ نال رضا الله عز وجل.


• أسباب الرضا: ولن ينال العبد رضا الله إلا إذا أخذ بأسباب الرضا بأن يحقق في نفسه الرضا باللهعز وجل ربًّا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيًّا ورسولًا؛ لأن هذه هي جنة الإيمان التي لن تتحقَّق في نفسك إلا بالرضا؛ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "ذَاقَ طَعْمَ الْإِيمَانِ مَنْ رَضِيَ بِاللَّهِ رَبًّا، وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا، وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولًا"[3].. ومن أسباب الرضا:

1- الصبر والتسليم لله والقناعة بما قضى الله وقدَّر: لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم شديد الرضا والقناعة، وكانت حياته حياة زهد ورضا؛ وسلَّم صلى الله عليه وسلم لأمر ربِّه راضيًا تمام الرضا بقدر الله؛ سلَّم لأمر الله حين أوذي، وحين أُخرج من وطنه، وحين مات أولاده، وكان يقول: "إِنَّ العَيْنَ تَدْمَعُ، وَالقَلْبَ يَحْزَنُ،، وَلَا نَقُولُ إِلَّا مَا يُرْضي رَبَّنَا" [4].. فارض واصبر على ما قدر الله لك؛ فإن عظم الجزاء مع عظم البلاء.. عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: "عِظَمُ الْجَزَاءِ مَعَ عِظَمِ الْبَلَاءِ، وَإِنَّ اللَّهَ إِذَا أَحَبَّ قَوْمًا ابْتَلَاهُمْ، فَمَنْ رَضِيَ فَلَهُ الرِّضَا، وَمَنْ سَخِطَ فَلَهُ السُّخْطُ"[5].

 

2- تيقَّن أن رزقك لن ينقص ولن يأخذه أحد غيرك.. عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِاللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أَيُّهَا النَّاسُ، اتَّقُوا اللَّهَ، وَأَجْمِلُوا فِي الطَّلَبِ، فَإِنَّ نَفْسًا لَنْ تَمُوتَ حَتَّى تَسْتَوْفِيَ رِزْقَهَا وَإِنْ أَبْطَأَ عَنْهَا، فَاتَّقُوا اللَّهَ، وَأَجْمِلُوا فِي الطَّلَبِ، خُذُوا مَا حَلَّ، وَدَعُوا مَا حَرُمَ"[6].. وهو القائل صلى الله عليه وسلم: "قَدْ أَفْلَحَ مَنْ أَسْلَمَ، وَرُزِقَ كَفَافًا، وَقَنَّعَهُ اللهُ بِمَا آتَاهُ"[7]. فاقتدِ برسول الله صلى الله عليه وسلم، وارض بما قسم الله لك، ﴿ وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوا مَا آتَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ سَيُؤْتِينَا اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ إِنَّا إِلَى اللَّهِ رَاغِبُونَ ﴾ [التوبة: 59].. لقد أخبرنا المعصوم صلى الله عليه وسلم أن السعادة تكمن في الرضا بما قضى الله.. عن سعد قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مِنْ سَعَادَةِ ابْنِ آدَمَ رِضَاهُ بِمَا قَضَى اللَّهُ لَهُ، وَمِنْ شَقَاوَةِ ابْنِ آدَمَ تَرْكُهُ اسْتِخَارَةَ اللَّهِ، وَمِنْ شَقَاوَةِ ابْنِ آدَمَ سَخَطُهُ بِمَا قَضَى اللَّهُ لَهُ"[8].. يقول الحسن البصري: علمت أن رزقي لن يأخذه غيري فاطمأنَّت نفسي.. واعلم أن كل إنسان كُتب له رزقه وهو في بطن أمه.. قَالَ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ أَحَدَكُمْ يُجْمَعُ خَلْقُهُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا، ثُمَّ يَكُونُ عَلَقَةً مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يَكُونُ مُضْغَةً مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يَبْعَثُ اللَّهُ مَلَكًا فَيُؤْمَرُ بِأَرْبَعِ كَلِمَاتٍ، وَيُقَالُ لَهُ: اكْتُبْ عَمَلَهُ، وَرِزْقَهُ، وَأَجَلَهُ، وَشَقِيٌّ أَوْ سَعِيدٌ، ثُمَّ يُنْفَخُ فِيهِ الرُّوحُ"[9].


3- اليقين بأن الله وحده هو المتحكم المتصرف في ملكوت السماوات والأرض﴿ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الأعراف: 54].. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ: يَا ابْنَ آدَمَ، تَفَرَّغْ لِعِبَادَتِي أَمْلَأْ صَدْرَكَ غِنًى، وَأَسُدَّ فَقْرَكَ، وَإِلَّا تَفْعَلْ مَلَأْتُ يَدَيْكَ شُغْلًا وَلَمْ أَسُدَّ فَقْرَكَ"[10].. فمن جعل كلَّ همِّه هو الرضا بما قسم الله، كفاه الله هَمَّ دنياه، ورزقه الطُّمَأْنينة. لقد خُيِّر رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أن يكون نبيًّا ملكًا، أو يكون عبدًا رسولًا، فاختار أن يكون عبدًا رسولًا، ومن قناعته صلى الله عليه وسلم أن عرض عليه ربُّه أن يجعل له بطحاء مكة ذهبًا، فقال: "لا يَا رَبِّ، وَلَكِنْ أَشْبَعُ يَوْمًا وَأَجُوعُ يَوْمًا، فَإِذَا جُعْتُ تَضَرَّعْتُ إِلَيْكَ وَذَكَرْتُكَ، وَإِذَا شَبِعْتُ شَكَرْتُكَ وَحَمِدْتُكَ"[11]، وكان يدعو ربَّه ويقول: "اللَّهُمَّ اجْعَلْ رِزْقَ آلِ مُحَمَّدٍ قُوتًا"[12]..إن كثرة المال ليست دليلًا على رضا الله، كما أن الفقر ليس دليلًا على سخط الله، وإنما الغنى الحقيقي هو غنى النفس، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَيْسَ الْغِنَى عَنْ كَثْرَةِ الْعَرَضِ وَلَكِنَّ الْغِنَى غِنَى النَّفْسِ"[13]، وعن أبي الدرداء قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ، مُعَافًى فِي جَسَدِهِ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا"[14].


4- كثرة ذكر الله وتسبيحه: يقول سبحانه: ﴿ فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى ﴾ [طه: 130].. فالتسبيح الدائم بكرةً وعشيةً يجلب رضا الله عز وجل.


5- قول الحق وألَّا تخشى في الله لومة لائم، فعن عائشة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من التمس رِضا الله بسخط الناس رضي الله عنه، وأرضى الناس عنه، ومن التمس رِضا الناس بسخط الله سخط الله عليه، وأسخط عليه الناس"[15].


6- ومن أراد أن يرضى الله عنه فعليه ببِرِّ الوالدين: عَنْ عَبْدِاللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، عَن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "رِضَا الرَّبِّ فِي رِضَا الْوَالِدِ، وَسَخَطُ الرَّبِّ فِي سَخَطِ الْوَالِدِ"[16].


7- حرص الزوجة على رضا زوجها: فعَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أَيُّمَا امْرَأَةٍ مَاتَتْ وَزَوْجُهَا عَنْهَا رَاضٍ، دَخَلَتِ الْجَنَّةَ"[17]. لقد خُيِّرت زوجات النبي صلى الله عليه وسلم بين الحياة الدنيا وزينتها وبين الله ورسوله والدار الآخرة، فاخترن الله ورسوله والدار الآخرة.. روى البخاري عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاءها حين أمره الله أن يخير أزواجه، فبدأ بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "إني ذاكر لكِ أمرًا، فلا عليكِ ألَّا تستعجلي حتى تستأمري أبويك"، وقد عَلمَ أن أبويَّ لم يكونا يأمراني بفراقه. قالت: ثم قال: "وإن الله قال: ﴿ يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا * وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 28، 29].. فقلت له: ففي أي هذا أستأمر أبوي؟ فإني أريد الله ورسوله والدار الآخرة[18]... ثم فعل أزواج النبي صلى الله عليه وسلم مثل ما فعلت.


8- ومن أسباب رضا الله عز وجل تحرِّي الحلال.. فإن رضا الله لا ينال بمعصية.. قام سعد بن أبي وقاص، فقال: يا رسول الله، ادع الله أن يجعلني مستجاب الدعوة، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "يا سعد، أطِبْ مطعمك تكن مستجاب الدعوة، والذي نفس محمد بيده، إن العبد ليقذف اللقمة الحرام في جوفه ما يتقبل منه عمل أربعين يومًا، وأيما عبد نبت لحمه من السحت والربا، فالنار أولى به"[19].


9- إن عيسى عليه السلام كان يقول من قناعته ورضاه بما قسم الله له: السلام عليكم يا بني إسرائيل، أنا الذي أنزلت الدنيا منزلتها بإذن الله ولا عجب ولا فخر، أتدرون أين بيتي؟ قالوا: أين بيتك يا روح الله؟ قال: بيتي المساجد، وطيبي الماء، وإدامي الجوع، وسراجي القمر بالليل، وريحاني بقول الأرض، ولباسي الصوف، وشعاري خوف رب العزة، وجلسائي الزمنى والمساكين. أُصْبِحُ وليس لي شيء، وأمسي وليس لي شيء، وأنا طيِّبُ النفس غير مكترث، فمن أغْنَى مني وأرْبح[20].


10- إن كلمة الحمد هي كلمة الرضا.. إذا ابتليت في رزقك، أو في جسدك، أو في أولادك، أو في زوجك، أو في عملك، فقل: الحمد لله، وارض بقضاء الله؛ لأن هذا من التقوى؛ يقول علي رضي الله عنه: التقوى هي الخوف من الجليل، والرضا بالقليل، والاستعداد ليوم الرحيل. إن عروة بن الزبير قُطِعَتْ رِجْلُهُ في ليلة، وفي نفس الليلة وقع وَلَدٌ لَهُ مِنْ سَطْحٍ.. فَمَاتَ، فَقَالَ: اللَّهم لَكَ الْحَمْدُ، كَانُوا سَبْعَةً فَأَخَذْتَ وَاحِدًا وأبقيت ستةً، وكان لي أطراف أربعة فأخذت واحدًا وأبقيت ثلاثة، فَلَئِنْ كُنْتَ قَدْ أَخَذْتَ فَلَقَدْ أَعْطَيْتَ، وَلَئِنْ كنت قد ابتليت فقد عافيت[21].. فأكثِرْ من حمد الله.. عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ اللهَ لَيَرْضَى عَنِ الْعَبْدِ أَنْ يَأْكُلَ الْأَكْلَةَ فَيَحْمَدَهُ عَلَيْهَا، أَوْ يَشْرَبَ الشَّرْبَةَ فَيَحْمَدَهُ عَلَيْهَا" [22].


• ثمرات الرضا: إن القناعة والرضا تجعل نفس العبد نفسًا مخلصةً خاليةً من الحقد والحسد، وتجعل نفس العبد نفسًا مطمئنةً، فإذا ماتت توفَّاها الله عز وجل راضيةً مرضيةً؛ قال عز وجل: ﴿ يَاأَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي ﴾ [الفجر: 27 - 30].. وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ فَارَقَ الدُّنْيَا عَلَى الْإِخْلَاصِ لِلَّهِ وَحْدَهُ وَعِبَادَتِهِ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَإِقَامِ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، مَاتَ وَاللَّهُ عَنْهُ رَاضٍ"[23].


وختامًا.. فإن رضا الله عز وجل هو أعلى وأسمى ما نناله في الجنة؛ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ لِأَهْلِ الْجَنَّةِ: يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ، فَيَقُولُونَ: لَبَّيْكَ رَبَّنَا وَسَعْدَيْكَ، وَالْخَيْرُ فِي يَدَيْكَ، فَيَقُولُ: هَلْ رَضِيتُمْ؟ فَيَقُولُونَ: وَمَا لَنَا لَا نَرْضَى يَا رَبِّ، وَقَدْ أَعْطَيْتَنَا مَا لَمْ تُعْطِ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ، فَيَقُولُ: أَلَا أُعْطِيكُمْ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ؟ فَيَقُولُونَ: يَا رَبِّ، وَأَيُّ شَيْءٍ أَفْضَلُ مِنْ ذَلِكَ؟ فَيَقُولُ: أُحِلُّ عَلَيْكُمْ رِضْوَانِي، فَلَا أَسْخَطُ عَلَيْكُمْ بَعْدَهُ أَبَدًا"[24].



[1] تفسير ابن كثير 1/ 421، والحديث رواه الحاكم في المستدرك 3/ 452.

[2] سيرة ابن هشام 2/ 527- 528.

[3] مسلم 1/ 62.

[4] البخاري 2/ 83.

[5] الترمذي 4/ 179.

[6] ابن ماجه 2/ 725.

[7] مسلم 2/ 730.

[8] الترمذي 4/ 455.

[9] البخاري 4/ 111، ومسلم 4/ 2036.

[10] الترمذي 4/ 224.

[11] الترمذي 4/ 153.

[12] الترمذي 4/ 158.

[13] مسلم 2/ 726.

[14] الترمذي 4/ 152.

[15] ابن حبان 1/ 510.

[16] الترمذي 3/ 374.

[17] الترمذي 2/ 457.

[18] البخاري 6/ 117.

[19] الطبراني في الأوسط 6/ 310.

[20] البداية والنهاية 2/ 105.

[21] البداية والنهاية 9/ 120.

[22] مسلم 4/ 2095.

[23] ابن ماجه 1/ 27.

[24] البخاري 8/ 114، ومسلم 4/ 2176.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • جنة الرضا
  • زهور الرضا
  • أبحر في سفينة الرضا
  • السعادة في الرضا
  • خطبة عن الرضا بالقدر
  • الرضا سبب السعادة الدائمة (تصميم)
  • متلازمة الرضا والسعادة

مختارات من الشبكة

  • خطبة: الرضا بما قسمه الله(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من مائدة العقيدة: وجوب محبة الرسول صلى الله عليه وسلم وتعظيمه(مقالة - آفاق الشريعة)
  • القناعة والرضا مفتاح السعادة الحقيقية(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أخطاء في فهم الرضا بالله تعالى أو تطبيقه (1) (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • المضامين التربوية في الرضا بالمولود(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • الرضا مستراح العابدين (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • جنة الرضا والتسليم لما قدر الله وقضى (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة عماد الرضا ببيان أدب القضا (النسخة 3)(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • الرضا عن الله(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الرضا بقضاء الله (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مسجد يستضيف فعالية صحية مجتمعية في مدينة غلوستر
  • مبادرة "ساعدوا على الاستعداد للمدرسة" تدخل البهجة على 200 تلميذ في قازان
  • أهالي كوكمور يحتفلون بافتتاح مسجد الإخلاص الجديد
  • طلاب مدينة مونتانا يتنافسون في مسابقة المعارف الإسلامية
  • النسخة العاشرة من المعرض الإسلامي الثقافي السنوي بمقاطعة كيري الأيرلندية
  • مدارس إسلامية جديدة في وندسور لمواكبة زيادة أعداد الطلاب المسلمين
  • 51 خريجا ينالون شهاداتهم من المدرسة الإسلامية الأقدم في تتارستان
  • بعد ست سنوات من البناء.. افتتاح مسجد أوبليتشاني في توميسلافغراد

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 10/3/1447هـ - الساعة: 11:15
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب