• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    بركة الرزق (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    حديث: أمر رجلا أن يضع يده عند الخامسة على فيه ...
    الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد
  •  
    طلب العلم وتعليمه عند وقوع النوازل بالمسلمين
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    شروط ما قبل الصلاة
    يوسف بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن السيف
  •  
    خطبة: كيف نتعامل مع الشخصية الغامضة؟
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    حقوق الميت (2)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    الكفارات الثلاث (خطبة)
    سعد محسن الشمري
  •  
    أقسام التوحيد
    عبدالعزيز بن محمد السلمان
  •  
    ما تركتهن (خطبة)
    ساير بن هليل المسباح
  •  
    خطبة: فضائل الصلاة وثمارها من صحيح السنة
    بكر البعداني
  •  
    تفسير: (وقالوا نحن أكثر أموالا وأولادا وما نحن ...
    تفسير القرآن الكريم
  •  
    الإسلام أمرنا بدعوة وجدال غير المسلمين بالحكمة ...
    الشيخ ندا أبو أحمد
  •  
    أسباب الحقد والطرق المؤدية له
    شعيب ناصري
  •  
    خطبة: أشبعوا شبابكم من الاحترام
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    وثلاث حثيات من حثيات ربي
    إبراهيم الدميجي
  •  
    ذكر الله يرطب اللسان
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / الرقائق والأخلاق والآداب
علامة باركود

بركة الرزق (خطبة)

بركة الرزق (خطبة)
د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 23/8/2025 ميلادي - 29/2/1447 هجري

الزيارات: 136

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

بركة الرزق

 

الخطبة الأولى

الحمد لله، الحمد لله القائل: ﴿ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ﴾ [الزخرف: 32]، والقائل في محكم ما أنزَل ﴿ وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا ﴾ [النبأ: 11]؛ أي: زمنًا لطلب الرزق الذي يعاش به، والقائل في محكم التنزيل: ﴿ وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ وَمَنْ لَسْتُمْ لَهُ بِرَازِقِينَ ﴾ [الحجر: 20]؛ أي: جعَل في الأرض أسبابًا لطلب العيش.

 

أحمَده سبحانه وأشكره، وأُثني عليه الخير كله، وأستغفره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، اللهم صلِّ وسلم عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا؛ أما بعد:

فيا عباد الله، اتَّقوا الله حقيقة التقوى، واستمسكوا من الإسلام بالعروة الوثقى، واعلموا أن أجسادنا على النار لا تَقوى، وأكثِروا من ذكر الموت والبِلى، وقُرب المصير إلى الله جل وعلا.

 

عباد الله، إن الله أنعم علينا بنعمٍ عظيمة ومِنَنٍ جليلة كريمة، نِعَمٍ لا تُعد ولا تُحصى، ومِننٍ لا تُكافأ ولا تُجزى، فما من طرفة عين إلا والعبد يَنعَم فيها في نعمٍ لا يَعلَم قدرها إلا الله جل وعلا، ﴿ وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ﴾ [هود: 6].

 

أيها المؤمنون، أيها الإخوة، لقد تكفَّل الله بالرزق للجميع، ولكن طلب الرزق فطرة في الإنسان والحيوان، فكلٌّ يَسعى في طلب الرزق، وقد جعل الله جلَّ شأنه للرزق أسبابًا حسية وأسبابًا شرعية، فركَّز كثيرٌ من الناس على الأسباب الحسية واهتمُّوا بها، مع أنها ليست متاحة للجميع، ولا ميسورة لهم كلِّهم على قدم المساواة، وغفل الكثير منهم عن الأسباب الشرعية التي هي ميسَّرة ومتاحة للجميع، وكلٌّ يستطيع الحصول عليها.

 

فإن الله سمى نفسه الرزاق؛ أي: كثير الرزق، فقال: ﴿ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ ﴾ [الذاريات: 58]، بـل هو سبحانه وتعالى خير الرازقين ﴿ وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ قُتِلُوا أَوْ مَاتُوا لَيَرْزُقَنَّهُمُ اللَّهُ رِزْقًا حَسَنًا وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ﴾ [الحج: 58].

 

كيف لا يكون خيرَ الرازقين، وهو الذي يُرسل الملك بعد مُضي أربعـة أشهـر وبضعة أيام إلى رحم المرأة، فينفخ في الجنين الـروح، ويُؤمـر بكتْب أربع، يُكتب: رزقه، وأجله، وعمله، وشقي أو سعيـد.

 

فالـرزق مقـدَّر معلـوم، والإنسان في بطن أمه لم يكتمل بناءً أو تشكيلًا، فلا يزيد رزقه عند خروجه على ما كتب ولا ينقص؛ رُوي عن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن روح القدس نفث في روعي أن نفسًا لن تموت حتى تستكمل رزقَها، ألا فاتقوا الله وأجملوا في الطلب، ولا يَحملنَّكم استبطاءُ الرزق أن تَطلُبوه بمعاصي الله، فإنه لا يُدرك ما عند الله إلا بطاعته))؛ أخرجه البيهقي، وصحَّحه الألباني.

 

وأما الوسائل الشرعية في طلب الرزق التي لا يُلقي لها بالًا كثيرٌ من الناس - فقد أشار الله تعالى إليها في كتابه العزيز، وهي الأمور المهمة التي يُستجلب بها الرزق، وتُستمطر بها السماء، ويُطلب بها من الكريم سبحانه، ومن هذه الأسباب:

السبب الأول: الاستغفار والتوبة من الذنوب، الاستغفار الحقيقي والتوبة الحقيقية، وهو الأمر المهم الذي حرص الأنبياء عليهم السلام على تذكير قومهم به؛ فهذا نوح عليه السلام يذكِّر قومه فيقول: ﴿ فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا ﴾ [نوح: 10، 12]؛ قال القرطبي رحمه الله: في هذه الآية - والتي في هود - دليلٌ على أن الاستغفار يُستنزل به الرزق والأمطار.

 

السبب الثاني: من أسباب طلب الرزق: التقوى؛ لذلك قال تعالى: ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ﴾ [الطلاق: 2، 3]؛ قال ابن كثير رحمه الله: أي ومن يتق الله فيما أمره به، وترك ما نهاه عنه، يجعل له من أمره مخرجًا، ويرزقه من حيث لا يحتسب؛ أي من جهة لا تخطر بباله.

 

وقال تعالى: ﴿ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴾ [الأعراف: 96]، والآيات في هذا كثيرة.

 

السبب الثالث: من أسباب الرزق: التوكل على الله تعالى؛ روى الإمام أحمد والترمذي وغيرهما من حديث عمر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لو أنكم توكَّلون على الله حقَّ توكُّله، لرزَقكم كما يرزق الطير تغدو خماصًا وتروح بطانًا))؛ صححه الألباني.

 

السبب الرابع: من أسباب طلب الرزق: التفرغ لعبادة الله تعالى: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يقول الله تعالى: يا بن آدم، تفرَّغ لعبادتي أملأ صدرك غنًى، وأسد فقرك، وإن لم تفعل ملأت صدرك شغلًا، ولم أسد فقرك))؛ رواه ابن ماجه والترمذي، وصححه الألباني.

 

وفي رواية للحاكم وغيره من حديث معقل بن يسار رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم: ((قال ربكم: ابن آدم، تفرَّغ لعبادتي أملأ قلبك غنى، وأملأ يديك رزقًا، ابن آدم لا تباعد مني أملأ قلبك فقرًا، وأملأ يديك شغلًا))؛ صححه الألباني.

 

وليس معنى هذا الحديث أنك لا تطلب الرزق ولا تتكسَّب، ولكن معناه أن يكون العبد حاضر القلب حال عبادته، غير ذاكرٍ لأمر من أمور الدنيا، بل متوجهًا إلى الله تعالى بكل قلبه.

 

السبب الخامس: من أسباب طلب الرزق: الحج والعمرة: فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((تابعوا بين الحج والعمرة؛ فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكيرُ خبثَ الحديد))؛ رواه والنسائي وغيره، وصحَّحه الألباني.

 

السبب السادس: من أسباب طلب الرزق: صلة الأرحام: والمراد بالأرحام الأقارب الذين بينك وبينهم نسبٌ؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من أحب أن يُبسط له في رزقه، ويُنْسَأ له في أثره، فليصِل رحمه))؛ رواه البخاري من حديث أنس رضي الله عنه.

 

السبب السابع: من أسباب استجلاب الرزق: الإنفاق في سبيل الله: يقول الله تعالى: ﴿ قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ﴾ [سبأ: 39].

 

قال ابن كثير: "أي مهما أنفقتم من شيء فيما أمرَكم به وأباحه لكم، فهو يُخلفه عليكم في الدنيا بالبدل، وفي الآخرة بالجزاء والثواب؛ كما ثبت في الحديث: ((يقول الله تعالى: أَنفق أُنفِق عليك))؛ متفق عليه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

 

وفي الحديث: ((أن ملكين يُصبحان كل يوم يقول أحدهما: اللهم أعطِ ممسكًا تلفًا، ويقول الآخر: اللهم أعطِ منفقًا خلفًا))؛ متفق عليه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أنفق يا بلال، ولا تَخشَ من ذي العرش إقلالًا))؛ رواه الطبراني من حديث ابن مسعود رضي الله عنه، وصحَّحه الألباني.

 

يا بن آدم، أنفِق يُنفق الله عليك، وارحَم الضعفاء يرحمك من في السماء، فرِّجوا الكربات، فإن الله يرحم برحمته عباده الراحمين، قال صلى الله عليه وسلم: ((يا أسماء، أنفقي يُنفق الله عليك، ولا توعي فيُوعي الله عليك))؛ متفق عليه.

 

السبب التاسع: من أسباب استجلاب الرزق: الإحسان إلى الضعفاء:

عن مصعب بن سعد قال: رأى سعد - أي ابن أبي وقاص رضي الله عنه - أن له فضلًا على من دونه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((هل تُنصرون وتُرزقون إلا بضعفائكم))؛ رواه البخاري والنسائي. وعند النسائي قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إنما تُنصر هذه الأمة بضعيفها بدعوتهم وصلاتهم وإخلاصهم)).

 

فمن أراد أن ينصُره الله ويَرزُقه، فليُحسن إلى الضعفاء وليُكرمهم، وأخبر صلى الله عليه وسلم أن رضاه عليه الصلاة والسلام يُطلب بالإحسان إلى الفقراء، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أبغوني في ضعفائكم، فإنكم إنما تُرزقون وتُنصرون بضعفائكم))؛ رواه أبو داود من حديث أبي الدرداء رضي الله عنه، وصحَّحه الألباني.

 

قال شارحه: [أبغوني في ضعفائكم؛ أي: اطلبوا رضاي بالإحسان إلى الضُّعفاء].

 

اللهم بارِك لنا في القرآن العظيم، وانفَعنا بما فيه من الآيات والذكر الحكيم.

 

أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنبٍ، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

 

الخطبة الثانية

الحمد لله الواحد القهار، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، مقلِّب القلوب والأبصار، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدًا عبده ورسوله المصطفى المختار، صلى الله عليه وعلى آله الطيبين الأطهار، وعلى جميع أصحابه الأبرار، ومَن سار على نَهْجهم واهتدى بهديهم ما أظلمَ الليل وأضاء النهار.

 

عباد الله، ومن أسباب البركات ومن الأمور التي يَفتح به الله أبواب البركات على العباد: الدعاءُ والالتجاء إلى الله جل وعلا، فهو الملاذ وهو المعاذ، فإن ضاق عليك رزقُك وعظُم عليك همُّك وغمُّك، وكثُر عليك دَينُك، فاقرَع باب الله الذي لا يخيب قارعه، واسأل الله جل جلاله فهو الكريم الجوَاد، وما وقف أحد ببابه فنحَّاه، ولا رجاه عبدٌ فخيَّبه في دعائه ورجاه، "دخل النبي صلى الله عليه وسلم يومًا إلى مسجده المبارك، فنظر إلى أحد أصحابه وجده وحيدًا فريدًا، ونظر إلى وجه ذلك الصحابي، فرأى فيه علامات الهم والغم، رآه جالسًا في مسجده في ساعة ليست بساعة صلاة، فدنى منه الحليم الرحيم صلوات الله وسلامه عليه، وكان لأصحابه أبر وأكرم من الأب لأبنائه، وقف عليه رسول الهدى صلى الله عليه وسلم، فقال: ((يا أبا أمامة، ما الذي أجلسك في المسجد في هذه الساعة؟))، قال: يا رسول الله، همومٌ أصابتني وديون غلبتني - أصابني الهم وغلبني الدين الذي هو همُّ الليل وذلُّ النهار - فقال صلى الله عليه وسلم: ((ألا أعلِّمك كلمات إذا قلتَهنَّ، أذهب الله همَّك وقضى دينك))، صلوات ربي وسلامه عليه، ما ترك باب خيرٍ إلا دلنا عليه، ولا سبيل هدى ورُشد، إلا أرشدنا إليه، فجزاه الله عنا خيرَ ما جزى نبيًّا عن أمته، ((ألا أدلك على كلمات إذا قلتهنَّ أذهب الله همَّك وقضى دينك؟))، قال: بلى يا رسول الله، قال: ((قل إذا أصبحت وأمسيت: اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من الجبن والبخل، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهْر الرجال))، قال رضي الله عنه وأرضاه: [فقلتهنَّ، فأذهب الله همي وقضى ديني]؛ رواه أبو داود من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه.

 

الدعاء حبل متين وعصمة بالله ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾ [الفاتحة: 5]، فإذا أراد الله أن يرحم المهموم والمغموم والمنكوب في ماله ودينه، ألْهَمه الدعاء، وشرح صدره لسؤال الله جل وعلا من بيده خزائن السماوات والأرض، يده سحاء الليل والنهار لا تَغيضها نفقةٌ.

 

أما بعد، فاتقوا الله - أيها الناس - في كتاب ربكم، فالخير كل الخير في التمسك به وتعظيمه، والشر كل الشر في التخلي عنه وهجره، اتقوا لله وآمِنوا برسوله، اتَّبِعوه واتَّبِعوا النور الذي أُنزل معه لعلكم تُفلحون.

 

ألا وصلُّوا - عباد الله - على رسول الهدَى، فقد أمركم الله بذلك في كتابه، فقال: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56].

 

اللهمَّ صلِّ وسلِّم على عبدِك ورسولك محمد، وارضَ اللهم عن الخلفاءِ الأربعة الرَّاشدين...

 

اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أصلح أحوال المسلمين في كل مكان.

 

اللهم أجِرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة.

 

اللهم إنا نسألك القصدَ في الفقر والغنى، ونسألك خشيتك في الغيب والشهادة.

 

اللهم إنا نسألك عيشَ السُّعداء ونُزل الشهداء، ومرافقة الأنبياء والنصر على الأعداء.

 

اللهم أصلِح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعَل ولايتنا فيمن خافَك واتَّقاك واتبع رضاك، يا أرحم الراحمين.

 

اللهم إنا نسألك الجنة وما قرَّب إليها من قول وعملٍ، ونعوذ بك من النار وما قرَّب إليها من قول وعمل.

 

اللهم ارحم موتانا واشفِ مرضانا، وتولَّ أمرنا واهدِ شبابنا.

 

اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى.

 

سبحان ربك ربِّ العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • هم الرزق (خطبة)
  • من مفاتيح الرزق (خطبة)
  • نظرة شمولية لمعنى الرزق (خطبة)
  • أسباب الرزق في القرآن (خطبة)
  • الأسباب الجالبة للبركة في الرزق في ضوء الكتاب والسنة (خطبة)

مختارات من الشبكة

  • أسباب البركة في البيوت(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أسباب البركة في الأولاد(مقالة - آفاق الشريعة)
  • هديه -صلى الله عليه وسلم- في التداوي بسور مخصوصة(مقالة - موقع الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي)
  • من أسباب الرزق(مقالة - موقع الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله)
  • خطبة: كيف نتعامل مع الشخصية الغامضة؟(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الكفارات الثلاث (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • ما تركتهن (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة: فضائل الصلاة وثمارها من صحيح السنة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة: أشبعوا شبابكم من الاحترام(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة: الذكاء الاصطناعي(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • بعد ست سنوات من البناء.. افتتاح مسجد أوبليتشاني في توميسلافغراد
  • مدينة نازران تستضيف المسابقة الدولية الثانية للقرآن الكريم في إنغوشيا
  • الشعر والمقالات محاور مسابقة "المسجد في حياتي 2025" في بلغاريا
  • كوبريس تستعد لافتتاح مسجد رافنو بعد 85 عاما من الانتظار
  • 57 متسابقا يشاركون في المسابقة الرابعة عشرة لحفظ القرآن في بلغاريا
  • طلاب هارفارد المسلمون يحصلون على مصلى جديد ودائم بحلول هذا الخريف
  • المعرض الرابع للمسلمين الصم بمدينة دالاس الأمريكية
  • كاتشابوري تحتفل ببداية مشروع مسجد جديد في الجبل الأسود

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 28/2/1447هـ - الساعة: 8:36
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب