• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    {وشاورهم في الأمر}
    د. خالد النجار
  •  
    بين عام غابر، وعام زائر (خطبة)
    وضاح سيف الجبزي
  •  
    الهجرة النبوية والأمل
    د. حسام العيسوي سنيد
  •  
    النظام في هدي خير الأنام صلى الله عليه وسلم
    السيد مراد سلامة
  •  
    أسباب النجاة
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    خطبة: {وأنيبوا إلى ربكم} (باللغة البنغالية)
    حسام بن عبدالعزيز الجبرين
  •  
    تخريج حديث: رأيت ابن عمر أناخ راحلته مستقبل
    الشيخ محمد طه شعبان
  •  
    كف الأذى عن الناس (خطبة)
    خالد سعد الشهري
  •  
    كن ذكيا واحذر الذكاء الاصطناعي (خطبة)
    الشيخ عبدالله بن محمد البصري
  •  
    من استعاذة الرسول صلى الله عليه وسلم
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (القاهر، ...
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
  •  
    منزلة الأخلاق في الإسلام
    الدكتور أبو الحسن علي بن محمد المطري
  •  
    التحرير في حديث توسل الضرير (WORD)
    إبراهيم الدميجي
  •  
    فوائد من حديث: «ولم يكمل من النساء إلا...»
    محفوظ أحمد السلهتي
  •  
    حديث: دخل رمضان فخفت أن أُصيب امرأتي، فظاهرت منها
    الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد
  •  
    حقوق المرأة (2)
    د. أمير بن محمد المدري
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / الآداب والأخلاق
علامة باركود

منزلة الأخلاق في الإسلام

منزلة الأخلاق في الإسلام
الدكتور أبو الحسن علي بن محمد المطري

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 27/7/2025 ميلادي - 2/2/1447 هجري

الزيارات: 98

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

منزلة الأخلاق في الإسلام

 

الأخلاقُ الفاضلة لها منزلةٌ رفيعة في دين الله، ولها ارتباطٌ قوي بقوةِ الإيمان وحسنه، وتديُّن المرءِ وتمسُّكه بالشريعة، ولها أعظم الأثر في قوةِ الأمة ووَحدة صفوفها، ولأنَّ الأخلاقَ يمكن اكتسابها، كان من المهمِّ الحديث عن وسائل اكتساب الأخلاق الفاضلة.

 

ولا ريبَ أنَّ أثقلَ ما على الطبيعة البشرية تغيير الأخلاق التي طُبعت عليها النفس، إلا أنَّ ذلك ليس متعذرًا ولا مستحيلًا، بل إنَّ هناك أسبابًا ووسائل يستطيعُ الإنسان من خلالها أن يكتسبَ حسنَ الخلق، ومن ذلك ما يلي:

1- سلامة العقيدة: فشأنُ العقيدةِ عظيم، وأمرها جللٌ، فالسلوك - في الغالب - ثمرة لما يحمله الإنسانُ من فكر، وما يعتقدُه من معتقد، وما يدينُ به من دين، والانحرافُ في السلوكِ إنما هو ناتجٌ عن خللٍ في المعتقد، ثم إنَّ العقيدةَ هي الإيمان، وأكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم أخلاقًا، فإذا صحَّتِ العقيدةُ حسُنت الأخلاق تبعًا لذلك.

 

2- الدعاء: فالدعاءُ بابٌ عظيم، فإذا فُتح للعبدِ، تتابعت عليه الخيراتُ، وانهالت عليه البركات، فمن رغب في التحلي بمكارم الأخلاق، ورغب في التخلي عن مساوئ الأخلاق، فلْيلجأ إلى ربه، وليرفعْ إليه أكفَّ الضراعة، ليرزقَه حسنَ الخلق، ويصرف عنه سيِّئه، ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم كثيرَ الضراعة إلى ربه يسأله أن يرزُقه حُسن الخلق، وكان يقول في دعاء الاستفتاح: «اللهم اهدني لأحسنِ الأخلاق، لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عني سيئها، لا يصرفُ عني سيئها إلا أنت»[1]، وكان من دعائه صلى الله عليه وسلم: «اللهم جنِّبني منكراتِ الأخلاق والأهواء، والأعمال، والأدواء»[2]، وكان يقول: «اللهم إني أعوذُ بك من العجز والكسل، والجبن والهرم والبخل، وأعوذ بك من عذابِ القبر، ومن فتنةِ المحيا والممات»[3].

 

3- المجاهدة: ذلك أنَّ الخلق الحسن نوعٌ من الهدايةِ يحصلُ عليه المرء بالمجاهدة، قال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [العنكبوت: 69]، فمن جاهد نفسَه على التحلِّي بالفضائل، وجاهدها على التخلي عن الرذائلِ، حصل له خيرٌ كثير، واندفع عنه شرٌّ مستطير.

 

4- المحاسبة: وذلك بنقدِ النفس إذا ارتكبت أخلاقًا ذميمة، وحملها على ألا تعود إلى تلك الأخلاقِ مرة أخرى، مع أخْذها بمبدأ الثوابِ إذا أحسنت، وأخذها بمبدأ العقابِ إذا توانت وقصَّرت، فإذا أحسنت أراحها وأجَمَّها، وأرسلها على سَجِيَّتها بعضَ الوقت في المباح، وإذا أساءت وقصرت أخذها بالحزمِ والجد، وحرَمها من بعضِ ما تريد.

 

5- التفكر في الآثار المترتبة على حسن الخلق: فإنَّ معرفة ثمرات الأشياء، واستحضار حسن عواقبها، من أكبر الدَّواعي إلى فعلِها وتمثُّلها، والسعي إليها، فكلما تصعَّبتِ النَّفسُ فذكِّرها تلك الآثار، وما تجني بالصَّبر من جميلِ الثمار، فإنها حينئذٍ تلين وتنقادُ طائعة منشرحة، فإنَّ المرء إذا رغب في مكارم الأخلاق، وأدرك أنها من أَولى ما اكتسبتْها النفوس، وأجل غنيمة غنمها الموفقون، سهُل عليه نيلُها واكتسابها.

 

6- النظر في عواقبِ سوء الخلق: وذلك بتأمل ما يجلبه سوءُ الخلقِ من الأسف الدائم، والهمِّ الملازم، والحسرة والنَّدامة، والبُغضة في قلوبِ الخلق، فذلك يدعو المرءَ إلى أن يقصرَ عن مساوئ الأخلاق، وينبعث إلى محاسنها.

 

7- الحذر من اليأسِ من إصلاح النفس: فهناك من إذا ابتُلي بمساوئ الأخلاق، ظنَّ أنَّ ذلك الأمرَ ضربةُ لازب لا تزول، وأنه وصمة عار لا تنمحي، وهناك من إذا حاول التخلصَ من عيوبِه مرة أو أكثر، فلم يفلح، أَيس من إصلاحِ نفسه، وترك المحاولةَ إلى غير رجعة، وهذا الأمرُ لا يحسنُ بالمسلم، ولا يليقُ به أبدًا، فلا ينبغي له أن يرضى لنفسِه بالدُّون، وأن يتركَ رياضةَ نفسِه، زعمًا منه أنَّ تبدُّل الحال من المحال.

 

8- علوُّ الهمة: فعلوُّ الهمة يستلزم الجدَّ والإباء، ونِشدان المعالي، وتَطلاب الكمال، والترفع عن الدنايا والصغائر ومُحقرات الأمور، والهمة العالية لا تزالُ بصاحبِها تضربه بسياط اللوم والتأنيب، وتزجرُه عن مواقفِ الذل، واكتساب الرذائل، وحرمان الفضائل، حتى ترفعه من أدنى دركاتِ الحضيض إلى أعلى مقامات المجدِ والسؤدد.

 

قال ابن القيم: "فمن علت هِمَّتُه، وخشعت نفسُه، اتَّصف بكلِّ خلق جميل، ومن دنت هِمَّتُه، وطغت نفسُه، اتَّصفَ بكلِّ خلق رذيل"[4].

 

9- الصبر: فالصبرُ من الأسسِ الأخلاقية التي يقومُ عليها الخلق الحسن، فالصبر يحملُ على الاحتمال، وكظمِ الغيظ، وكفِّ الأذى، والحلم، والأناة، والرفق، وترك الطيش والعجلة، وقل من جدَّ في أمر تطلبه واستصحب الصبر إلا فاز بالظفر.

 

10- العفة: فهي تحملُ على اجتنابِ الرذائل والقبائح من القولِ والفعل، وتحمل على الحياء، وهو رأسُ كلِّ خير، وتمنع من الفحشاء، والبخل، والكذب، والغيبة، والنميمة.

 

11- الشجاعة: فهي تحملُ على عزةِ النفس، وإباءة الضيم، وإيثار معالي الأخلاق والشيم، وعلى البذلِ والندى الذي هو شجاعة النفس وقوتها على إخراج المحبوب ومفارقته، وهي تحملُ صاحبَها على كظم الغيظ، والحلم، فإنه بقوة نفسه وشجاعتها يمسك عنانها، ويكبحها بلجامها عن الطيش.

 

12- العدل: فهو يحمل على اعتدالِ الأخلاق، وتوسطها بين طرفي الإفراط والتفريط؛ فيحمل على خلقِ الجود الذي هو توسطٌ بين البخلِ والإسراف، وعلى خلقِ التواضع الذي هو توسطٌ بين الذِّلةِ والكبر، وعلى خلقِ الشجاعة الذي هو توسطٌ بين الجبن والتهور، وعلى خلقِ الحلم الذي هو توسُّط بين الغضبِ والمهانة وسقوط النفس.

 

13- تكلف البِشر والطلاقة، وتجنب العبوس والتقطيب: قال ابن حبان: "البَشاشةُ إدامُ العلماء، وسجيةُ الحكماء؛ لأنَّ البشر يطفئ نارَ المعاندة، ويحرقُ هيجانَ المباغضة، وفيه تحصين من الباغي، ومنجاة من الساعي[5]".

 

14- التغاضي والتغافل: فذلك من أخلاقِ الأكابر والعظماء، وهو مما يعينُ على استبقاءِ المودة واستجلابها، وعلى وأْد العداوةِ وإخلاد المباغضة، ثم إنه دليلٌ على سمو النفس وشفافيتها، وهو مما يرفعُ المنزلة ويعلي المكانة.

 

15- الحلم: فالحلمُ من أشرفِ الأخلاق، وأحقِّها بذوي الألباب؛ لما فيه من سلامةِ العرض، وراحةِ الجسد، واجتلاب الحمد، وحدُّ الحلم ضبطُ النفس عند هيجانِ الغضب.

 

16- الإعراضُ عن الجاهلين: فمن أعرض عن الجاهلين حمى عرضَه، وأراح نفسَه، وسلم من سماعِ ما يؤذيه؛ قال تعالى: ﴿ خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ ﴾ [الأعراف: 199].

 

17- الترفع عن السِّباب: فذلك من شرفِ النفس، وعلو الهمَّة؛ قال رجلٌ من قريش: ما أظنُّ معاوية أغضبه شيءٌ قط، فقال بعضُهم: إن ذكرتَ أمه غضب، فقال مالك بن أسماء المنى القرشي: أنا أغضبه إن جعلتم لي جُعلًا، ففعلوا، فأتاه في الموسم، فقال له: يا أميرَ المؤمنين، إنَّ عينيك لتشبهان عيني أمك، قال: نعم كانتا عينين طالَما أعجَبَتا أبا سفيان[6].

 

18- الاستهانة بالمسيء: وذلك ضربٌ من ضروبِ الأنفة والعزة، ومن مستحسنِ الكبر والإعجاب؛ حُكي عن مصعب بن الزبير رضي الله عنه أنه لَمَّا وَلِيَ العراقَ جلس يومًا لعطاءِ الجند، وأمر مناديه فنادى: أين عمرو بن جرموز - وهو الذي قتل أبوه الزبير - فقيل له: أيها الأمير، إنه قد تباعد في الأرض، فقال: أوَيظنُّ الجاهلُ أني أقيده - أي: أقتص منه - بأبي عبد الله؟ فليظهر آمنًا ليأخذ عطاءَه موفرًا، فعد النَّاس ذلك من مستحسنِ الكبر[7].

 

19- نسيان الأذية: وذلك بأن تنسى أذيةَ من نالك بسوء؛ ليصفو قلبُك له، ولا تستوحش منه، فمن تذكَّرَ إساءةَ إخوانه، لم تصفُ له مودتُهم، ومن تذكر إساءةَ النَّاس إليه، لم يطبْ له العيش معهم؛ فانسَ ما استطعتَ النسيان.

 

20- العفو والصفح ومقابلة الإساءة بالإحسان: فهذا سببٌ لعلو المنزلة، ورفعةِ الدرجة، وفيه من الطمأنينة، والسكينة، والحلاوة، وشرف النفس، وعزها، وترفعها عن تشفيها بالانتقام، ما ليس شيء منه في المقابلة والانتقام.

 

21- السخاء: فالسخاءُ محبةٌ ومحمدة، كما أنَّ البخلَ مذمة ومبغضة، فالسخاء يجلبُ المودة، وينفي العداوة، ويكسب الذِّكر الجميل، ويخفي العيوبَ والمساوئ.

 

22- نسيان المعروف والإحسان إلى النَّاس: وهذه مرتبةٌ عالية، ومنزلة رفيعة، وهي أن تنسى ما يصدر منك من إحسان حتى كأنه لم يصدُر، فمن أراد أن يرتقي في المكارمِ، فلينسَ ما قدَّم من إحسانٍ ومعروف؛ حتى يسلم من المنَّةِ والترفُّع على النَّاس، ولأجل أن يتأهلَ لنيلِ مكارمَ أخرى أرفع وأرفع.

 

23- الرضا بالقليل من النَّاس، وترك مطالبتهم بالمثل: وذلك بأن يأخذَ منهم ما سهل عليهم، وطوعت له به أنفسهم سماحة واختيارًا، وألا يحملهم على العَنَتِ والمشقَّة؛ قال تعالى: ﴿ خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ ﴾ [الأعراف: 199]؛ قال عبد الله بن الزبير رضي الله عنه في هذه الآية: "أمر اللهُ نبيَّه أن يأخذَ العفو من أخلاقِ النَّاس"[8].

 

24- احتساب الأجر عند الله تعالى: فهذا الأمرُ من أعظمِ ما يعين على اكتسابِ الأخلاق الفاضلة، فهو مما يعينُ على الصبر والمجاهدة، وتحمُّل أذى النَّاس، فإذا أيقن المسلمُ أنَّ الله عز وجل سيَجزيه على حسنِ خلقه ومجاهدته لنفسِه، فإنه سيحرصُ على اكتساب محاسن الأخلاق، وسيهون عليه ما يلقاه في ذلك السبيل.

 

25- تجنب الغضب: لأنَّ الغضبَ جمرة تتقدُ في القلب، وتدعو إلى السطوةِ والانتقام والتشفي، فإذا ما ضبط الإنسانُ نفسَه عند الغضب، وكبْح جماحَها عند اشتدادِ ثورته، فإنه يحفظُ على نفسِه عزتها وكرامتها، وينأَى بها عن ذلِّ الاعتذار، ومغبةِ الندم، ومذمة الانتقام، فعن أبي هريرةَ رضي الله عنه قال: جاء رجلٌ فقال: يا رسول الله، أوصني، فقال صلى الله عليه وسلم: «لا تغضب»، ثم ردَّدَ مرارًا، قال: «لا تغضب»[9].

 

قال الماوردي: "فينبغي لذي اللب السوي، والحزم القوي أن يتلقى قوةَ الغضبِ بحلمه فيصدَّها، ويقابل دواعي شرته بحزمه فيردَّها؛ ليحظى بأجل الخيرة ويسعد بحميد العاقبة"[10].

 

26- تجنب الجدال: لأن الجدالَ يذكي العداوة، ويورث الشِّقاقَ، ويقود إلى الكذب، ويدعو إلى التشفي من الآخرين، فإذا تجنبه المرءُ سَلِمَ من اللجاج، وحافظ على صفاءِ قلبه، وأمن من كشفِ عيوبه، وإطلاق لسانِه في بذيء الألفاظ، وساقط القول، ثم إن اضطر إلى الجدالِ فليكن جدالًا هادئًا يراد به الوصول إلى الحق، وليكن بالتي هي أحسن وأرفق؛ قال تعالى: ﴿ ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ﴾ [النحل: 125].


27- التواصي بحسن الخلق: وذلك ببث فضائلِ حسن الخلق، وبالتحذير من مساوئ الأخلاق، وبنصح المبتلَيْنَ بسوء الخلق، وبتشجيع حَسَنِي الأخلاق، فحسنُ الخلق من الحق، والله سبحانه يقول: ﴿ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ﴾ [العصر: 3].

 

28- قبول النصح الهادف، والنقد البنَّاء: فهذا مما يعينُ على اكتسابِ الأخلاق الفاضلة، ومما يبعث على التخلي عن الأخلاقِ الساقطة، فعلى من نُصح أن يتقبلَ النصح، وأن يأخذَ به؛ حتى يكمل سؤدده، وتتم مُروءتُه، ويتناهى فضله.

 

29- قيام المرء بما يُسند إليه من عملٍ على أتم وجه: حتى يسلم بذلك من التوبيخ والتقريع، ومن ذلِّ الاعتذار، ومن تكدُّرِ النفس، واعتلالِ الأخلاق.

 

30- التسليم بالخطأ إذا وقع، والحذر من تسويغه: فذلك آيةُ حسنِ الخلق، وعنوان علو الهمة، ثم إنَّ فيه سلامة من الكذب ومن الشقاق، فالتسليمُ بالخطأ فضيلةٌ ترفع قدرَ صاحبِها.

 

31- لزوم الرّفق: قال صلى الله عليه وسلم: «إنَّ الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا ينزعُ من شيء إلا شانه»[11]، وقال: «إنَّ الله رفيقٌ يحبُّ الرفقَ في الأمرِ كلِّه»[12].

 

32- لزوم التواضع: فالتواضعُ في حقيقته هو بذلُ الاحترام، والعطف، والمجاملة لمن يستحقُّ ذلك.

 

33- استعمال المداراة: فالنَّاس خُلقوا للاجتماعِ لا للعزلة، وللتعارفِ لا للتناكر، وللتعاون لا لينفرد كلُّ واحد بمرافق حياته، وللإنسان عوارضُ نفسية؛ كالحب والبغض، والرضا والغضب، والاستحسان والاستهجان.

 

فلو سار الإنسانُ على أن يكاشفَ النَّاس بكلِّ ما يعرض له من هذه الشؤون في كلِّ وقت وعلى أي حال، لاختلَّ الاجتماع، ولم يحصل التعارف، وانقبضت الأيدي عن التعاون.

 

فكان من حكمةِ الله في خلقِه أن هيَّأ الإنسانَ لأدب يتحامى به ما يحدث تقاطعًا، أو يدعو إلى تخاذل، ذلك الأدب هو المداراة، فالمداراةُ مما يزرعُ المودةَ والأُلفة، ويجمع الآراءَ المشتتة، والقلوب المتنافرة.

 

والمداراة ترجعُ إلى حسنِ اللقاء، ولين الكلام، وتجنُّب ما يشعر ببغض أو غضب، أو استنكار إلا في أحوالٍ يكون الإشعار به خيرًا من كتمانه.

 

34- لزوم الصدق: فإنَّ للصدقِ آثارًا حميدة، وعوائد عديدة، فالصدقُ حسنة تنساق بصاحبِها إلى الحسنات، فهو دليلٌ على حسنِ السيرة، ونقاءِ السريرة، وسُمو الهمَّة، ورجحان العقل.

 

35- تجنُّب كثرة اللومِ والتعنيف على مَن أساء: فلا يَحسُن بالعاقلِ أن يسرفَ في لوم مَن أساء، خصوصًا إذا كان المسيء جاهلًا، أو كان ممن يندر وقوع الإساءة منه، فكثرةُ اللومِ مَدعاة للغضب وغِلَظ الطبع.

 

36- تجنُّب الوقيعة في النَّاس: فالوقيعةُ في النَّاس، والتعرض لعيوبهم ومغامزهم، مما يورثُ العداوة، ويشوِّشُ على القلب، فتسوء الأخلاقُ تبعًا لذلك، بل إنَّ ذلك مدعاة لأن يبحثَ النَّاسُ عن معايبِ ذلك الشخص، ومن دعا النَّاسَ إلى ذمِّه ذمّوه بالحقِّ والباطل.

 

37- أن يضعَ المرء نفسَه موضعَ خصمه: فهذا يدعو لالتماسِ المعاذير، والكف عن إنفاذِ الغضب، والبعد عن إساءةِ الظن، فالواحد منا - على سبيل المثال - ينزعجُ كثيرًا إذا كان خلفه في السيارةِ شخصٌ يطلق الأبواق، ونحن قد نقعُ موقعه ونفعلُ ما فعله، إمَّا حرصًا على اللحاقِ بموعدٍ مهم، أو أن يكون مع بعضِنا مريض، أو نحو ذلك، فإذا وضعنا أنفسَنا موضعَ الخصم وجدنا ما يسوغُ فعله، فنقصر بذلك عن الإساءةِ والجهل، ونحتفظُ بهدوئنا وحلمنا.

 

38- أن يتخذ النَّاس مرآة لنفسِه: فهذا مما يحسنُ بالمرءِ فعلُه والأخذ به، فكل ما كرهه ونفر عنه؛ من قول، أو فعل، أو خلق، فليتجنَّبه، وما أحبه من ذلك واستحسنه، فليفعلْه.

 

إِذَا أَعْجَبَتْكَ خِصَالُ امْرِئٍ
فَكُنْهُ تَكُنْ مِثْلَ مَا يُعْجِبُكْ
فَلَيْسَ عَلَى الْمَجْدِ وَالْمَكْرُمَاتِ
إِذَا جِئْتَهَا حَاجِبٌ يَحْجُبُكْ

 

39- مصاحبة الأخيارِ وأهل الأخلاق الفاضلة: فهذا الأمرُ من أعظمِ ما يربي على مكارمِ الأخلاق، وعلى رسوخها في النفس، فالمرء مولعٌ بمحاكاةِ مَن حوله، شديد التأثر بمن يصاحبه.



[1] رواه مسلم (1- 534).

[2]رواه ابن حبان (3/ 240) وأبو نعيم في الحلية (7-237) ورواه الترمذي بلفظ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ مُنْكَرَاتِ الأَخْلاَقِ،... انظر التعليقات الحسان على صحيح ابن حبان (2/ 289).

[3] رواه البخاري (8- 79) ومسلم (4- 2079).

[4] كتاب الفوائد (1- 144).

[5]"روضة العقلاء ونزهة الفضلاء( 1- 75) .

[6] المحاسن والمساوئ لإبراهيم بن محمد البيهقي (المتوفى: نحو 320هـ) (ص 221).

[7]أدب الدنيا والدين للإمام الماوردي (253).

[8] فتح القدير ( 20 – 320).

[9] رواه البخاري (8- 28).

[10] أدب الدنيا والدين ( ص 258).

[11] رواه مسلم (4- 2004).

[12] رواه مسلم (4- 2003).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • منزلة الأخلاق في الإسلام

مختارات من الشبكة

  • مكارم الأخلاق على ضوء الكتاب والسنة الصحيحة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • التساهل في المنازل من أسباب المهازل(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • فتح الأغلاق شرح قصيدة الأخلاق (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • تدبر آية الأخلاق: 70 هداية قرآنية مستنبطة من آية الأخلاق (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • بذور الأخلاق للناشئين – 30 خلقا من أجمل وأروع الأخلاق التي يربى عليها الناشئة (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • حصن الأخلاق: جملة من الأخلاق الواردة في القرآن والسنة (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • كيف يحج المسلم ويعتمر من حين خروجه من منزله حتى عودته إليه (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • حديث: لا يصلي قبل العيد شيئا فإذا رجع إلى منزله صلى ركعتين(مقالة - موقع الشيخ عبد القادر شيبة الحمد)
  • هدم منزله.. لعله خير(مقالة - حضارة الكلمة)
  • كيف يحج المسلم ويعتمر "من حين خروجه من منزله حتى يعود إليه" (WORD)(كتاب - ملفات خاصة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • أهالي قرية شمبولات يحتفلون بافتتاح أول مسجد بعد أعوام من الانتظار
  • دورات إسلامية وصحية متكاملة للأطفال بمدينة دروججانوفسكي
  • برينجافور تحتفل بالذكرى الـ 19 لافتتاح مسجدها التاريخي
  • أكثر من 70 متسابقا يشاركون في المسابقة القرآنية الثامنة في أزناكاييفو
  • إعادة افتتاح مسجد تاريخي في أغدام بأذربيجان
  • ستولاك تستعد لانطلاق النسخة الثالثة والعشرين من فعاليات أيام المساجد
  • موافقة رسمية على مشروع تطويري لمسجد بمدينة سلاو يخدم التعليم والمجتمع
  • بعد انتظار طويل.. وضع حجر الأساس لأول مسجد في قرية لوغ

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 2/2/1447هـ - الساعة: 11:46
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب