• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    حقوق الزوجة على زوجها (2)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    غابة الأسواق بين فريسة الاغترار وحكمة الاغتناء
    عبدالله بن إبراهيم الحضريتي
  •  
    فرق بين الطبيب والذباب
    محمد بن عبدالله العبدلي
  •  
    بين الدعاء والفرج رحلة الثقة بالله (خطبة)
    عبدالله بن إبراهيم الحضريتي
  •  
    يوم القيامة: نفسي.. نفسي
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    من مائدة السيرة: الدعوة السرية
    عبدالرحمن عبدالله الشريف
  •  
    خطبة: عاشوراء وطلب العلم
    د. أيمن منصور أيوب علي بيفاري
  •  
    سلسلة الأسماء الحسنى (2) اسم (الرب)
    نجلاء جبروني
  •  
    نطق الشهادة عند الموت سعادة (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    خصائص الجمع الأول للقرآن ومزاياه
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    الإسلام يأمرنا بإقامة العدل وعدم الظلم مع أهل ...
    الشيخ ندا أبو أحمد
  •  
    ذكر الله عز وجل (خطبة)
    رمضان صالح العجرمي
  •  
    عناية الأمة بروايات ونسخ «صحيح البخاري»
    د. هيثم بن عبدالمنعم بن الغريب صقر
  •  
    وحي الله تعالى للأنبياء عليهم السلام
    د. أحمد خضر حسنين الحسن
  •  
    تفسير قوله تعالى: { ودت طائفة من أهل الكتاب لو ...
    الشيخ أ. د. سليمان بن إبراهيم اللاحم
  •  
    عاشوراء بين مهدي متبع وغوي مبتدع (خطبة)
    الشيخ عبدالله بن محمد البصري
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / النصائح والمواعظ
علامة باركود

حقوق الزوجة على زوجها (2)

حقوق الزوجة على زوجها (2)
د. أمير بن محمد المدري

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 8/7/2025 ميلادي - 13/1/1447 هجري

الزيارات: 107

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

حقوق الزوجة على زوجها (2)

 

الحمد لله عظم شأنه ودام سلطانه، أحمده سبحانه وأشكره عم امتنانه وجزل إحسانه، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدًا عبده ورسوله به علا منار الإسلام وارتفع بنيانه، وبارك عليه وعلى أصحابه والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

 

و بعد:

لا زلنا مع سلسلة الحقوق واليوم مع اللقاء الثاني مع حقوق الزوجة على زوجها نسأل الله أن يحيينا حياة طيبة.

 

تحري الحلال:

من حقوق الزوجة على زوجها أن يتحرى الحلال في إنفاقه عليها وعلى أولادها، ومن يعولهم، وإلا محقت البركة، وكان عليه إثم من أطعمهم حراما. ونريد أن ننبه هنا: أن الرجل الكريم هو الذي يكرم أهله وأولاده ولا يتركهم ينظرون إلى ما عند الناس من مال ومتاع. أما البخيل فهو الذي يبخل عليهم وهو قادر على الإنفاق، والغريب أن هناك من يبخل على زوجته وأولاده بالنفقة، بينما هو يجود بماله على نفسه وعلى رفاق السوء وفي الليالي الحمراء وفي السفر وفي كل ما يغضب الله، كما يقع كثيرًا من لا خلاق لهم ولا مروءة. ومما يدمي القلب أن هناك ثُلة من الرجال في ظل حاجة الناس وفقرهم ينامون طوال النهار ونساءهم يعملن ويجمعن المال ومنهن من تتسول لتعول زوجها. أين الغيرة والقوامة عند هؤلاء؟.

 

تُسأل بنت وقعت في الزنا وأُصيبت بالإيدز لماذا دخلت هذا المستنقع؟ فتقول: «والله إن أبي يطردني من البيت ضربا ويقول: لا ترجعي إلا ومعك المال»، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

 

وهذا آخر صاحب بقالة يقول لي والدموع في عينيه: جاءتني امرأة كبيرة في السن فيها صرع ترتعش يديها تريد خمسة باكت سيجارة، قال: فقلت مستغربا وما تفعلين بالدخان فقالت والدموع في عينيها: «والله إن أولادي وزوجي سيطردونني من البيت يريدون قيمة الدخان والقات فأخرج لأسأل الناس كي أجمع لهم ما يريدون» ولا حول ولا قوة إلا بالله.

 

ويكفي أمثال هؤلاء قول الرسول صلى الله عليه وسلم: «كفى بالمرء إثمًا أن يضيع من يعول»؛ [حسن، سنن أبي داود: كتاب الزكاة - باب في صلة الرحم، حديث (1692)، وأخرجه أيضًا أحمد (2/ 160)، والطبراني في الكبير (13414)، وصححه ابن حبان (4240)، والحاكم (1/ 415)، وأصله عند مسلم: كتاب الزكاة - باب فضل النفقة على العيال... حديث (996) بلفظ: ((كفى بالمرء إثمًا أن يحبس عمن يملك قوته)). وانظر إرواء الغليل للألباني (894)].

 

لا تضرب زوجتك:

ومن الحقوق: أن لا يضرب الزوج زوجته إلا في حالة النشوز كقوله تعالى: ﴿ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا ﴾ [النساء: 34].


ومما أذكر في هذه الآية أن رجلا لديه مشكلة عائلية تتعلق بزوجته، فذهب إلى أحد المشايخ فنصحه بما قال الله تعالى:

﴿ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ ﴾.

فذهب الرجل، فلما جاء من الغد وسأله الشيخ عن حاله؟

قال الرجل: يا شيخ فعلت ما قلت لي، فزادت المشكلة أكثر مما كانت عليه في السابق.

 

فتعجب الشيخ! وقال: ماذا فعلت معها؟

فقال الرجل: قرأت الآية، فرأيت أول ما أبدأ به العض (وليس الوعظ)، فعضضتها، وعضضتها، وعضضتها، حتى صاحت (أو هربت).

 

فزادت المشكلة أكثر من السابق. وما فهم أن الله يريدنا أن نبدأ بالوعظ والكلمة الطيبة وليس بالضرب والعض، وهذه رسالة أن القرآن يحتاج تلقي لتعلمه.

 

والنشوز هو الارتفاع والمرأة الناشز هي المرتفعة على زوجها، التاركة لأمره، المعرضة عنه.

 

فإذا ظهر هذا في المرأة. فليبدأ في وعظها. فإن لم تنفع الموعظة فليهجرها في فراشها، فإن لم يفد ضربها ضربًا لا يسيل دمًا ولا يكسر عظمًا، وأن لا يكون في الوجه. وأن يتجنب الشتم والسب واللعن كما يحدث الآن. فما أن تحصل أي مشكلة حتى تسمع السب والشتم واللعن بين الزوج وزوجته، ثم يتطور الأمر فيقوم الزوج بضرب زوجته على أمر تافه. ثم يأتي ويتحدث بهذا الأمر أمام الناس بكل فخر وخيلاء، وكأنه قد انتصر على بطل من أبطال المصارعة العالمية، لهذا فليتق الله هؤلاء الأزواج ولتكن حياتهم كما قال الله: ﴿ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ ﴾ [البقرة: 229].

 

هذا وفي الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما ضرب خادمًا ولا امرأة قط». [رواه أبو داود] بل إنه عاب على من يضرب امرأته فقال: «يعمد أحدكم فيجلد امرأته جلد العبد، فلعله يضاجعها آخر يومه»؛ [البخاري، 4942)].

 

كتمان الأسرار الزوجية:

ومن الحقوق على الزوج أن يكتم ما يحدث بينه وبين زوجته في الفراش، لأن بعض الرجال يحبون أن يتفاخروا في الكلام عن هذا الموضوع في المجالس والمنتديات. لأنهم يظنون مع جهلهم ونقص عقولهم أن هذه الصفة هي مفخرة لهم. وللعلم فهذه الأفعال ليست من المروءة في شيء، وليست من شيم الرجال، بل هي من خُلُق الفُسّاق الذين لا يملكون من الحياء شيئًا لذا جاء من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه الثابت في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن من أشر الناس عند الله منزلةً يوم القيامة الرجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه ثم ينشر سرها».


وقال صلى الله عليه وسلم عن أفعال هؤلاء: «هل منكم رجل إذا أتى أهله فأغلق عليه بابه، وألقى عليه ستره واستتر بستر الله، ثم يجلس بعد ذلك ويقول: فعلت كذا وفعلت كذا» ثم قال: «هل تدرون ما مثل ذلك، إنما مثل ذلك مثل شيطانة لقيت شيطانًا في السكة، فقضى حاجته منها والناس ينظرون إليه»[(صحيح) انظر حديث رقم: 7037 في صحيح الجامع]. فالحذر الحذر من الخوض في هذه الأمور، والكلام موجه للرجال وللنساء جميعًا، ونسأل الله الستر في الدنيا والآخرة.

 

عدم الهجر في غير البيت:

ومن الحقوق عدم الهجر في غير البيت هذا هو الأصل في المسألة ويدل عليه قوله صلى الله عليه وسلم: «ولا تهجر إلا في البيت » [أخرجه أحمد (4/ 447)، وأبو داود في النكاح، باب: حق المرأة على زوجها، وابن ماجه في النكاح (1850)، والنسائي في الكبرى (9171) من حديث معاوية القشيري رضي الله عنه، وصححه ابن حبان (4175)، والحاكم (2/ 187-188)، والدارقطني كما في التلخيص الحبير (4/ 7)، وصححه الألباني في الإرواء (2033)].

 

ففي حديث معاوية ابن حيدة رضي الله عنه الثابت في صحيحي أبي داوود وابن ماجة قال قلت يا رسول الله ما حق زوجة أحدنا عليه قال: « أن تطعمها إذ طعمت وتكسوها إذا اكتسيت أو اكتسبت ولا تضرب الوجه ولا تقبح ولا تهجر إلا في البيت ». وأجاز بعض العلماء الهجر في غير البيت لمصلحة راجحة، كما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه هجر أزواجه شهرًا في غير بيوتهن.

 

ففي حديث أم سلمة رضي الله عنها الثابت في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم حلف لا يدخلُ على بعض أهله شهرًا، فلما مضى تسعةٌ وعشرون يومًا غدا عليهن أو راح، فقيل له: يا نبي الله حلفت أن لا تدخل عليهن شهرًا، قال: «إن الشهر يكونُ تسعةً وعشرين».

 

ومما ننبه عليه إن من حق الزوجة على زوجها ألا يغيب عنها أكثر من ستة أشهر، لما روى عبد الرزاق في مصنفه أن عمر رضي الله عنه سأل حفصة: كم تصبر المرأة عن زوجها؟ فقالت: ستة أشهر.

 

فليس للزوج أن يغيب عن زوجته أكثر من ذلك إلا بإذنها، وهذا من كمال الشريعة، وحرصها على حماية المرأة والرجل، ووقايتهما من الانحراف، قال النبي صلى الله عليه وسلم: « السفر قطعة من العذاب يمنع أحدكم طعامه وشرابه ونومه فإذا قضى نهمته فليعجل إلى أهله». [رواه البخاري وغيره].

 

قال الحافظ ابن حجر في الفتح: وفي الحديث كراهة التغرب عن الأهل لغير حاجة، واستحباب استعجال الرجوع ولا سيما من يخشى عليهم الضيعة بالغيبة، ولما في الإقامة في الأهل من الراحة المعينة على صلاح الدين والدنيا، ولما في الإقامة من تحصيل الجماعات والقوة على العبادة.

 

العدل بين الزوجات:

ومن الحقوق العدل في القسمة بين أكثر من زوجة، فإذا كان للرجل زوجتان أو أكثر وجب عليه أن يعدل بينها في المبيت وفي النفقة وفي السكن، فإن ظلم إحداهن فلم يبت عندها ليلة أو أكثر وجب عليه أن يقضيها حقها، فذلك دين عليه، إلا أن تتنازل عنه كما فعلت أم المؤمنين سودة رضي الله عنها عندما تنازلت عن ليلتها لأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها تبتغي بذلك رضا رسول الله.

 

وكذلك أن أعطى واحدة دون الأخرى من ماله فإنه يعتبر ظالمًا سواء كان العطاء نقودًا أو ملابسًا أو حُليًا أو غيرها، ففي مثل هذه الأمور العدل واجب عليه فيه. جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح السنن الأربعة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من كانت له امرأتان فمال إلى إحداهما جاء يوم القيامة و شقُه مائل» معنى شقُه مائل: أي أحدى جنبيه و طرفه مائل أي مفلوج، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد سفرًا أقرع بين نسائه، فأيتُهنَّ خرج سهمها خرج بها معه، وكان يقسمُ لكل امرأةٍ منهن يومها وليلتها، وكان صلى الله عليه وسلم يراعي العدل وهو في مرض موته حتى أذن له زوجاته فكان في بيت عائشة - رضي الله عنها، وكان لمعاذ بن جبل رضي الله عنه امرأتان فإذا كان يوم هذه لم يشرب من بيت الأخرى الماء.

 

تعليم الزوجة أمور دينها

ومن الحقوق المهمة: تعليم الزوجة أمور دينها، فعليه أن يعلمها ما لم تتعلمه من الطهارة، والوضوء، والصلاة وأحكام الحيض والنفاس والاستحاضة وغيرها. قال الله تعالى: ﴿ وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى ﴾ [طه: 132]. فعن أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيحي أبي داوود والنسائي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «رحم الله رجلًا قام من الليل فصلى و أيقظ امرأته فصلت فإن أبتْ نضح في وجهها الماء، و رحم الله امرأةً قامت من الليل فصلت و أيقظت زوجَها فصلى فإن أبى نضحت في وجهه الماء».

 

وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيحي أبي داوود وابن ماجه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا أيقظ الرجلُ أهله من الليل فصليا ركعتين جميعًا كتبا من الذاكرين الله كثيرًا والذاكرات».

 

وذلك لأن هناك من النساء من يصل عمرها إلى (30 أو 40 أو 50) سنة وهي لا تعرف قراءة الفاتحة، ولا تعرف الوضوء الصحيح أو الصلاة الصحيحة، أو واجبها نحو أهليها وأقاربها، ولا كيف تلبس الملابس الشرعية، أو كيف تجتنب الخلوة بالرجال، أو كيف تخاطبهم إن دعا إلى ذلك داع. وهذا واقع وحاصل بين النساء، والمرأة كما نعلم شديدة التأثر بزوجها وسلوكه فإن رأت منه حرصًا على التعلم والدين والستر والعفة، استجابت، وإن رأت منه تشجيعًا أو سكوتًا على الاستهانة بأوامر الدين واستهزاءً به استجابت أيضًا. وكم وكم سمعنا عن زوجات خرجن من بيوتهن إلى بيوت أزواجهن عفيفات عابدات، فما لبثن غير قليل حتى انحرفن عن ذلك كله بتأثير الزوج وانحرافه وتفريطه في حقوق الله.

 

ومن الحقوق والآداب على الزوج تجاه زوجته أن يتعاهدها بالهدايا التي تجلب المحبة:

فالهدية لها أثرٌ بالغ في تحقيق السعادة ودوام المحبة والألفة، إن الهدية تذهب السخيمة، وتزيل البغضاء، ومهما كانت الهدية بسيطة ويسيرة فإن لها من الآثار النفسية ما يصعب حصره وتعدد مزاياها. فتهادوا تحابوا.

 

ففي حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح الجامع أن النبي- صلى الله عليه وسلم- قال: «تهادوا تحابوا».

 

ومن الحقوق ألا يمنعها من زيارة أهلها وأقاربها وجيرانها، وكذلك إذا استأذنته بالخروج إلى صلاة الجماعة وكان خروجها شرعيًا بحيث لا تمس طيبًا ولا تخرج بزينة تفتن بها الرجال فمن السنة أن يأذن لها. وخاصة إذا صاحب الصلاة في المسجد علم شرعي وفقه في الدين وتعلم قرآن كريم.

 

إذًا على الزوج أن لا يمنع زوجته من زيارة أهلها لأن هذا ينافي العشرة بالمعروف إلا إذا خشيَ مفسدةَ، كما لو علم أن أمها تُفسدها عليه فهنا يجوز منعها من ذلك إذا كان يترتب على ذهابها إليهم مفسدة في دينها أو في حق زوجها لأن في منعها من الذهاب في هذه الحالة درءا للمفسدة، وبإمكان المرأة أن تصل أهلها بغير الذهاب إليهم في هذه الحالة بل عن طريق المراسلة أو المكالمة الهاتفية إذا لم يترتب عليها محذورًا لقوله تعالى: ﴿ فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ ﴾ [التغابن: 16]، والله أعلم.

 

أُم الزوجة:

ومن هنا ننبه على أنه يجب على أم الزوجة أن تنصح ابنتها بما فيه مصلحتها، وينبغي أن لا تتدخل في كل صغيرة وكبيرة في بيت ابنتها.. وما يقال عن أم الزوجة يقال أيضًا عن أم الزوج.. مع الفرق في المنزلة إذ أن أم الزوج لها من الحقوق على ابنها في بيته ما ليس لأم الزوجة في بيت ابنتها.

 

وإنما ذكرنا ذلك لأن هناك بعض الأمهات لا تترك شاردة ولا واردة في بيت ابنها أو ابنتها إلا وتتدخل فيها، بل ربما توغر صدر ابنتها على زوجها، أو توغر صدر ابنها على زوجته، فتتسبب في تشتيت أسرة وتفريق جمعها، وقد تبرأ الرسول صلى الله عليه وسلم ممن سعى للإفساد بين الرجل وزوجته فقال عليه أفضل الصلاة والسلام: «ليس منا من خبّب امرأة على زوجها» [أخرجه النسائي في ( العشرة ) (332)، واللفظ له، وأبو داود ( 2175)، وأحمد (2 / 397)، والبخاري في ( التاريخ ) (1 / 1 / 396)].

 

ومن الحقوق المحافظة على مالها وعدم التعرض له إلا بإذنها:

فقد يكون لها مال من إرث أو عطية أو راتب شهري تأخذه من عمفلها، فاحذر التعرض له لا تصريحًا ولا تلميحًا ولا وعدًا ولا وعيدًا إلا برضاها، قال الله تعالى: ﴿ وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَرِيئًا ﴾ [النساء: 4]، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أمينًا على مال زوجته خديجة فلم يأخذ إلا حقه ولم يساومها ولم يظهر الغضب والحنق حتى ترضيه بمالها! قال تعالى محذرًا عن أخذ المهر الذي هو مظنة الطمع وهو من مال الزوج أصلًا: ﴿ وَإِنْ أَرَدْتُمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطَارًا فَلَا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئًا أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا * وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا ﴾ [النساء: 20-21].

 

ومما يجب على الزوج المسلم المؤمن أن لا يسمح لها أن تشتري مجلات خليعة أو تقرأ القصص الفاسقة، وأن لا يسمح لزوجته بالاختلاط بالنساء ذوات السمعة السيئة إذ هو الراعي المسؤول عنها والمكلف بحفظها وصيانتها لقوله تعالى: ﴿ الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ ﴾ [النساء: 34].


ولقوله صلى الله عليه وسلم: «الرجل راع في أهله وهو مسؤول عن رعيته». [متفق عليه].

 

هذه حقوق الزوجة على الزوج. فليعرف الزوج حقوق زوجته جيدًا، وليحذر ظلمها وإيذاءها، فالله يعذب من يؤذي حشرةً أو حيوانًا. وجميعنا يعرف قصة المرأة التي حبست الهرة حتى ماتت فدخلت بها النار. فما بالكم بالذي يُعذّب إنسانًا مثله، فما بالكم بالذي يُعذّب أقرب الناس إليه وهي زوجته وأم أولاده.

 

بل إن كثيرًا من الرجال يكون خلوقًا بشوشًا رقيقًا مع الناس خارج البيت، فإذا دخل البيت انقلب إلى وحشٍ كاسر، ليس لديه إلا الصراخ والأوامر والشجار لأتفه الأسباب، وهذا النوع من شر الناس، لأن أولى الناس بحسن معاملتك وأولى الناس برحابة صدرك ولطف معشرك أهلُك وعلى رأسهم زوجتك، يقول صلى الله عليه وسلم: «خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي» [صحيح، سنن الترمذي ح (3895) وقال: حسن غريب صحيح، وأخرجه ابن ماجه ح (1977)].

 

اللهم رُدنا إلى دينك وسنة نبيك ردًا جميلًا برحمتك يارب العالمين. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • حقوق الزوجة على زوجها (1)

مختارات من الشبكة

  • الإسلام لا يظلم الزوجة ولا يحابي الزوج(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • الدرس السابع والعشرون: حقوق الزوجة على زوجها(مقالة - آفاق الشريعة)
  • حقوق الزوجة على زوجها (5)(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • حقوق الزوجة على زوجها (4)(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • حقوق الزوجة على زوجها (3)(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • حقوق الزوجة على زوجها (2)(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • حقوق الزوجة على زوجها (1)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • حقوق الزوجة على زوجها(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • فقه أولويات الزوجة: أم سليم أفضل ما تكون الزوجة لزوجها(مقالة - موقع أ. د. فؤاد محمد موسى)
  • الدرس الثامن والعشرون: حقوق الزوج على الزوجة(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • بعد خمس سنوات من الترميم.. مسجد كوتيزي يعود للحياة بعد 80 عاما من التوقف
  • أزناكايفو تستضيف المسابقة السنوية لحفظ وتلاوة القرآن الكريم في تتارستان
  • بمشاركة مئات الأسر... فعالية خيرية لدعم تجديد وتوسعة مسجد في بلاكبيرن
  • الزيادة المستمرة لأعداد المصلين تعجل تأسيس مسجد جديد في سانتا كروز دي تنريفه
  • ختام الدورة التاسعة لمسابقة "جيل القرآن" وتكريم 50 فائزا في سلوفينيا
  • ندوة في سارنيتسا تبحث تطوير تدريس الدين الإسلامي وحفظ التراث الثقافي
  • مشروع للطاقة الشمسية وتكييف الهواء يحولان مسجد في تيراسا إلى نموذج حديث
  • أكثر من 5000 متطوع مسلم يحيون مشروع "النظافة من الإيمان" في زينيتسا

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 12/1/1447هـ - الساعة: 14:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب