• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    حقوق الزوجة على زوجها (2)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    غابة الأسواق بين فريسة الاغترار وحكمة الاغتناء
    عبدالله بن إبراهيم الحضريتي
  •  
    فرق بين الطبيب والذباب
    محمد بن عبدالله العبدلي
  •  
    بين الدعاء والفرج رحلة الثقة بالله (خطبة)
    عبدالله بن إبراهيم الحضريتي
  •  
    يوم القيامة: نفسي.. نفسي
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    من مائدة السيرة: الدعوة السرية
    عبدالرحمن عبدالله الشريف
  •  
    خطبة: عاشوراء وطلب العلم
    د. أيمن منصور أيوب علي بيفاري
  •  
    سلسلة الأسماء الحسنى (2) اسم (الرب)
    نجلاء جبروني
  •  
    نطق الشهادة عند الموت سعادة (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    خصائص الجمع الأول للقرآن ومزاياه
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    الإسلام يأمرنا بإقامة العدل وعدم الظلم مع أهل ...
    الشيخ ندا أبو أحمد
  •  
    ذكر الله عز وجل (خطبة)
    رمضان صالح العجرمي
  •  
    عناية الأمة بروايات ونسخ «صحيح البخاري»
    د. هيثم بن عبدالمنعم بن الغريب صقر
  •  
    وحي الله تعالى للأنبياء عليهم السلام
    د. أحمد خضر حسنين الحسن
  •  
    تفسير قوله تعالى: { ودت طائفة من أهل الكتاب لو ...
    الشيخ أ. د. سليمان بن إبراهيم اللاحم
  •  
    عاشوراء بين مهدي متبع وغوي مبتدع (خطبة)
    الشيخ عبدالله بن محمد البصري
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / خواطر إيمانية ودعوية
علامة باركود

يوم القيامة: نفسي.. نفسي

يوم القيامة: نفسي.. نفسي
د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 8/7/2025 ميلادي - 13/1/1447 هجري

الزيارات: 154

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

يوم القيامة نفسي.. نفسي

﴿ يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَنْ نَفْسِهَا وَتُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ﴾[1].

 

تمهيد:

من فضل الله ورحمته أن أكرمَنا بشريعة واضحة المعالم، نظّمت شؤون حياتنا كلها، دِقّها وجِلّها، وتحكمها سنن وقوانين كونية واجتماعية وفق إرادة الله تعالى، قال تعالى: ﴿ سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا ﴾[2]. والإنسان بما أنعم الله عليه وأكرمه بإدراكات وملكات يدير بها شؤون حياته بحسب هذه القوانين والسنن، والموفق من أعانه الله وسدده، وكلما كان الإنسان من الله أقرب وأخذ بهذه القوانين والسنن، والتزم بأداء أوامره واجتناب نواهيه سعد في الدنيا والآخرة، قال تعالى: ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾[3]. قال ابن كثير رحمه الله: "هذا وعد من الله تعالى لمن عمل صالحاً؛ وهو العمل المتابع لكتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم من ذكر، أو أنثى من بني آدم، وقلبه مؤمن بالله ورسوله، وإن هذا العمل المأمور به مشروع من عند الله؛ بأن يحييه الله حياة طيبة في الدنيا، وأن يجزيه بأحسن ما عمله في الدار الآخرة"[4].

 

أقوال العلماء في تفسير الآية موضوع المقال:

قال السعدي رحمه الله: "﴿ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَنْ نَفْسِهَا ﴾ كلٌّ يقول: نفسي.. نفسي لا يهمه سوى نفسه، ففي ذلك اليوم يفتقر العبد إلى حصول مثقال ذرة من الخير، ﴿ وَتُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ ﴾ من خير وشر ﴿ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ﴾ فلا يزاد في سيئاتهم، ولا ينقص من حسناتهم ﴿ فَالْيَوْمَ لَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَلَا تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾"[5].

 

وقال المراغي رحمه الله: "يوم تأتي كل نفس تخاصم عن نفسها، وتحاجّ عنها، وتسعى في خلاصها، بما أسلفت في الدنيا من عمل، ولا يهمها شأن غيرها من ولد، ووالد، وقريب، ﴿ وَتُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ﴾ أي: وتعطى كل نفس جزاء ما عملت في الدنيا من طاعة، أو معصية، فيجزى المحسن بما قدم من إحسان، والمسيء بما أسلف من إساءة، ولا يعاقب محسن، ولا يثاب مسيء؛ والخلاصة: أن كل إنسان يجادل عن ذاته لا يهمه شأن غيره؛ كما قال: ﴿ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ ﴾[6]"[7].

 

الملامح التربوية المستنبطة من الآية موضوع المقال:

أولاً: الحياةُ ميدان عمل بلا حساب، وسباقٌ إلى فعل الخيرات. قال تعالى: ﴿ وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ * أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ ﴾[8]، والآخرة ميدان حساب بل عمل، وجزاء كل نفس بما عملت، قال تعالى: ﴿ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾[9]، وقد نبهتِ الآيةُ -موضوع المقال- إلى دقة الحساب يوم القيامة ﴿ وَتُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ ﴾، فكل قول، أو عمل لا يخفى على الله منه شيء ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ ﴾[10]. فالكل محاسب عليه، ولو رمشة عين، فالله يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور ﴿ يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ ﴾[11]. ويوم القيامة تُعرض الأعمال للجزاء والحساب ﴿ يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ ﴾[12]. قال المراغي رحمه الله: "أي: فيومئذ تحاسبون وتُسألون، لا يخفى على الله شيء من أموركم، فإنه تعالى عليم بكل شيء، لا يعزب عنه شيء في الأرض ولا في السماء. وفى هذا تهديد شديد، وزجر عظيم، ومبالغة لا تخفى، وفضيحة للكافرين، وسرور للمؤمنين بظهور ما كان خفيًاعليهم من أعمالهم، وبذلك يتكامل حبورهم وسرورهم. وفى هذا العرض إقامة للحجة، ومبالغة في إظهار العدل"[13]. فهذه التوجيهات تتضمن تنبيه وتحذير للإنسان لمراقبة الله تعالى في أعماله وأقواله وحركاته وسكناته في جهره وسره. نسأل الله تعالى أن يسدد أعمالنا وأقوالنا وأن يثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة.

 

ثانياً: إن الإسلامَ أوجب صلة الأرحام في الدنيا ورتّب عليها الأجر العظيم، وحذر من قطعها. والآيات القرآنية والأحاديث النبوية زاخرة بذلك، قال تعالى: ﴿ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾[14]. قال ابن باز رحمه الله: "واتقوا الأرحام أن تقطعوها، فإن قطيعة الرحم من أقبح الجرائم، وصلة الرحم من أفضل القربات، والله أمر العباد أن يصلوا أرحامهم، وحذرهم من قطيعتها ﴿ فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ ﴾[15]. وفي الحديث الصحيح يقول صلى الله عليه وسلم: "‌لَا ‌يَدْخُلُ ‌الْجَنَّةَ ‌قَاطِعُ ‌رَحِمٍ"[16]. فهذا يدل على أن قطيعة الرحم من الكبائر".

 

ثالثاً: على الرغم أن صلةَ الأرحام في الدنيا من أعظم القُربات، وأن قطيعتها من أقبح الجرائم، لكن يوم القيامة يتغير المشهد تماماً، وصوَّرَه لنا القرآن الكريم أبلغ تصوير، سواء في الآية موضوع المقال، أو في آيات أخر، منها: قال تعالى: ﴿ فَإِذَا جَاءَتِ الصَّاخَّةُ * يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ * لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ ﴾[17]. قال السعدي رحمه الله: "أي: إذا جاءت صيحة القيامة، التي تصخ لهولها الأسماع، وتنزعج لها الأفئدة يومئذ، مما يرى الناس من الأهوال وشدة الحاجة لسالف الأعمال ﴿ يَفِرُّ الْمَرْءُ ﴾ من أعز الناس إليه، وأشفقهم لديه، ﴿ مِنْ أَخِيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ ﴾ أي: زوجته ﴿ وَبَنِيهِ ﴾ وذلك لأنه ﴿ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ ﴾ أي: قد شغلته نفسه، واهتم لفكاكها، ولم يكن له التفات إلى غيرها"[18].

 

رابعاً: إن الإيمانَ بالله تعالى ركنٌ أساس من أركان الإيمان. فقد جاء في حديث جبريل المشهور: "قال: ‌أخبرني ‌عن ‌الإيمان، قال: الإيمان أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقدر كله خيره وشره"[19]. فمن استقر الإيمان باليوم الآخر في قلبه أشغل نفسه بما ينجيه من أهوال يوم القيامة، وكان من ضمن الفائزين بفضل الله ورحمته، قال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ ﴾[20]. فعلى المسلم الذي اطمأن قلبه بالإيمان أن لا يخالجه أدنى شك بالوقوف بين يدي الله تعالى للحساب، وكلما قوي الإيمان في قلب المسلم كلما كان أشد وَجَلًامن حساب الله تعالى، فالواجب أن نحرصَ على تقوية الإيمان في قلوبنا بالعناية بتوحيد الله الخالص، وكثرة الأعمال الصالحة، وفعل الخيرات، لنكون على أهبة الاستعداد للقاء الله تعالى، فاللهم سلم.. سلم.

 

خامساً: اعتنى الإسلام بالتراحم بين المسلمين ومحبة بعضهم لبعض، قال تعالى: ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ﴾[21]. وقال صلى الله عليه وسلم: "لا يُؤْمِنُ أحدُكُم حتى يُحِبَّ لِأَخِيهِ ما يُحِبُّ لنفسِهِ من الخيرِ"[22]. وغير ذلك من التوجيهات التي تحض على التراحم والتواد والتعاون والإيثار؛ لكن كل معاني الأخوة السامية في الدنيا تتلاشي يوم القيامة، فلكل حياة: "الدنيا، البرزخ، الآخرة"، لها نظام محكم تسير عليه، فالموفق من عمل واستعد واجتهد لكل حياة بما شرع الله تعالى، قال تعالى: ﴿ وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ ﴾[23]. قال القرطبي رحمه الله: "هو إشارة إلى امتثال جميع ما أمر الله به، والانتهاء عن كل ما نهى الله عنه؛ أي جاهدوا أنفسكم في طاعة الله وردوها عن الهوى، وجاهدوا الشيطان في رد وسوسته، والظلمة في رد ظلمهم، والكافرين في رد كفرهم"[24]. وجميل أن نحرص على الدعاء النبوي المبارك: "اللَّهُمَّ رَبَّنَا آتِنَا في الدُّنْيَا حَسَنَةً، وفي الآخِرَةِ حَسَنَةً، وقِنَا عَذَابَ النَّارِ"[25].

 

سادساً: مهما بلغ العبد من الحرص في طاعة ربه عز وجل إلا أنه قد ينتابه شيء من التقصير، قال تعال: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ * وَإِخْوَانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الْغَيِّ ثُمَّ لَا يُقْصِرُونَ ﴾[26]. ولكن من رحمة الله تعالى بعباده المؤمنين وتوفيقه أن ألهمَهم الرجوع إليه بالتوبة والاستغفار. قال تعال: ﴿ فَإِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُورًا ﴾[27]، وجعل جزاءهم: ﴿ وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ * هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ ﴾[28]. قال السعدي رحمه الله: "أي: هذه الجنة وما فيها، مما تشتهيه الأنفس، وتلذ الأعين، هي التي وعد الله كل أوّاب أي: رجّاع إلى الله، في جميع الأوقات، بذكره وحبه، والاستعانة به، ودعائه، وخوفه، ورجائه، ﴿ حَفِيظٍ ﴾ أي: يحافظ على ما أمر الله به، بامتثاله على وجه الإخلاص والإكمال له"[29].

 

سابعاً: الله جل جلاله عدله مطلق لا يظلم نفسًاشيئًاولو مثقال حبة من خردل، ﴿ وَتُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ﴾، قال تعالى: ﴿ وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ ﴾[30]. قال ابن كثير رحمه الله: "أي: ونضع الموازين العدل ليوم القيامة، وقوله: ﴿ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ ﴾ كما قال تعالى: ﴿ وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا ﴾[31]، وقال: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا ﴾[32]"[33].

 

ثامناً: لما نزه الله تعالى نفسه جل جلاله عن الظلم جعله بين العباد محرماً، جاء في الحديث القدسي: "يا عبادي إنِّي حرَّمتُ الظُّلمَ على نفسي وجعلتُهُ بينَكم محرَّمًا فلا تَظالموا"[34]. وقال صلى الله عليه وسلم: "اتَّقُوا الظُّلم؛ فإنَّ الظُّلمَ ظُلُماتٌ يومَ القيامةِ"[35]، والآيات الكريمات حول تحريم الظلم كثيرة جداً، منها، قوله تعالى: ﴿ وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ ﴾[36]. قال ابن باز رحمه الله: "الظلم عاقبته وخيمة، وشرّه عظيم، وهو من الفساد في الأرض، ولهذا حرَّمه الله عز وجل لما يترتب عليه من العدوان والشر والفساد والبغضاء والعداوة". فالله الله يا عباد الله أن نظلم أنفسنا بالتقصير في حقوق الله تعالى، أو نظلم الأخرين بأكل أموالهم بالباطل، أو الاعتداء عليهم بأي لون من ألوان الاعتداء. وصدق القائل:

إِلى الديّانِ يَومُ الدينِ نَمضي
وَعِندَ اللَهِ تَجتَمِعُ الخُصومُ



[1] النحل: 111.

[2] الأحزاب:62.

[3] النحل:97.

[4] تفسير ابن كثير (4/ 516).

[5] تفسير السعدي (ص: 450).

[6] عبس:37.

[7] تفسير المراغي (14/ 149).

[8] الواقعة: 10-11.

[9] الواقعة: 24.

[10] آل عمران:5.

[11] غافر:19.

[12] الحاقة:18.

[13] تفسير المراغي (29/ 55).

[14] النساء:1.

[15] محمد:22-23.

[16] صحيح مسلم، حديث رقم: (2556).

[17] عبس:33-37.

[18] تفسير السعدي (ص: 911).

[19] الألباني، صحيح ابن ماجه، حديث رقم: (53).

[20] البروج:11.

[21] الحجرات:10.

[22] صحيح البخاري، رقم: (13)، صحيح مسلم، رقم: (45).

[23] الحج:78.

[24] تفسير القرطبي (12/ 99).

[25] صحيح البخاري، رقم: (4522)، صحيح مسلم، رقم: (2690).

[26] الأعراف:202.

[27] الإسراء:25.

[28] ق:31-32.

[29] تفسير السعدي (ص: 806).

[30] الأنبياء:47.

[31] الكهف: 49.

[32] النساء: 40.

[33] تفسير ابن كثير (5/ 303).

[34] صحيح مسلم، رقم: (2577).

[35] صحيح مسلم، رقم: (2578).

[36] الشعراء:277.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • مشاهد وأحداث يوم القيامة: الحشر
  • الظلم ظلمات يوم القيامة: ظلم النفس (خطبة)
  • الميزان يوم القيامة: صفته وأدلته وحكمته وآثار الإيمان به
  • الصراط يوم القيامة: أدلته، وصفته، وأحوال الناس عليه، وآثار الإيمان به

مختارات من الشبكة

  • أيام الله المعظمة: يوم عرفة ويوم النحر وأيام التشريق(مقالة - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)
  • من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير: (يوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها وتوفى كل نفس ما عملت وهم لا يظلمون)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • نفسي .. نفسي(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • نفسي نفسي(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • خطبة عيد الفطر للعام 1439هـ الأنفس الفائزة بيوم العيد يوم الجائزة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • ما الحكم إذا اجتمع يوم العيد ويوم الجمعة في يوم واحد؟(مقالة - آفاق الشريعة)
  • حديث: طعام أول يوم حق، وطعام يوم الثاني سنة، وطعام يوم الثالث سمعة(مقالة - موقع الشيخ عبد القادر شيبة الحمد)
  • يوم القيامة {يوم يقوم الناس لرب العالمين}(مقالة - آفاق الشريعة)
  • يوم عرفة يوم من أيام الله (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • بعد خمس سنوات من الترميم.. مسجد كوتيزي يعود للحياة بعد 80 عاما من التوقف
  • أزناكايفو تستضيف المسابقة السنوية لحفظ وتلاوة القرآن الكريم في تتارستان
  • بمشاركة مئات الأسر... فعالية خيرية لدعم تجديد وتوسعة مسجد في بلاكبيرن
  • الزيادة المستمرة لأعداد المصلين تعجل تأسيس مسجد جديد في سانتا كروز دي تنريفه
  • ختام الدورة التاسعة لمسابقة "جيل القرآن" وتكريم 50 فائزا في سلوفينيا
  • ندوة في سارنيتسا تبحث تطوير تدريس الدين الإسلامي وحفظ التراث الثقافي
  • مشروع للطاقة الشمسية وتكييف الهواء يحولان مسجد في تيراسا إلى نموذج حديث
  • أكثر من 5000 متطوع مسلم يحيون مشروع "النظافة من الإيمان" في زينيتسا

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 12/1/1447هـ - الساعة: 14:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب