• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    يوم القيامة: نفسي.. نفسي
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    من مائدة السيرة: الدعوة السرية
    عبدالرحمن عبدالله الشريف
  •  
    خطبة: عاشوراء وطلب العلم
    د. أيمن منصور أيوب علي بيفاري
  •  
    سلسلة الأسماء الحسنى (2) اسم (الرب)
    نجلاء جبروني
  •  
    نطق الشهادة عند الموت سعادة (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    خصائص الجمع الأول للقرآن ومزاياه
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    الإسلام يأمرنا بإقامة العدل وعدم الظلم مع أهل ...
    الشيخ ندا أبو أحمد
  •  
    ذكر الله عز وجل (خطبة)
    رمضان صالح العجرمي
  •  
    عناية الأمة بروايات ونسخ «صحيح البخاري»
    د. هيثم بن عبدالمنعم بن الغريب صقر
  •  
    وحي الله تعالى للأنبياء عليهم السلام
    د. أحمد خضر حسنين الحسن
  •  
    تفسير قوله تعالى: { ودت طائفة من أهل الكتاب لو ...
    الشيخ أ. د. سليمان بن إبراهيم اللاحم
  •  
    عاشوراء بين مهدي متبع وغوي مبتدع (خطبة)
    الشيخ عبدالله بن محمد البصري
  •  
    خطبة: كيف نجعل أبناءنا قادة المستقبل؟
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    الدرس الثلاثون: العيد آدابه وأحكامه
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    الحكمة من أمر الله تعالى بالاستعاذة به من
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    حسن المعاملة (خطبة)
    عبدالعزيز محمد مبارك أوتكوميت
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / عقيدة وتوحيد
علامة باركود

سلسلة الأسماء الحسنى (2) اسم (الرب)

سلسلة الأسماء الحسنى (2) اسم (الرب)
نجلاء جبروني

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 8/7/2025 ميلادي - 13/1/1447 هجري

الزيارات: 94

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

سلسلة الأسماء الحسنى (2)

اسم (الرَّبّ)

 

اللهُ عز وجل هو ربُّ العالمين، قال سبحانه وتعالى: ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الفاتحة: 2].

 

والعالمين: جمع عالَم، والعالَم: اسم لأجناسِ ما يُعلم، وكلُّ ما سوى اللهِ عَالَم، جميع المخلوقات، عَالَمُ الإنس وعَالَمُ الجنّ وعَالَمُ الطير وعَالَمُ الملائكة وعَالَمُ الحيوان وعَالَمُ البنات، والله -عز وجل- هو ربُّ العالمين.

 

فمن أسمائِه تعالى "الرَّبّ"، قال صلى الله عليه وسلم: ((فأمَّا الرُّكُوعُ فَعَظِّمُوا فيه الرَّبَّ عزَّ وجلَّ))[1].

 

واسم الرَّبّ يتضمن عدة معاني:

المعنى الأول: الرَّبُّ بمعنى الخالق:

فهو سبحانه الذي خلق الخلق من العدم، وأوجدهم على غير مثال سابق، قال تعالى: ﴿ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ * هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴾ [لقمان: 10، 11]، وقال عز وجل: ﴿ هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾ [الحشر: 24].

 

خلقَ الإنسانَ في أحسنِ صورة، معتدل القامة، بديع الخِلقة.

 

انظر إلى تناسبِ جوارحِك، ووظائفِ أعضائِك، كيف تعمل وفق نظام عجيب وخلق بديع، قال سبحانه: ﴿ يَاأَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ * الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ * فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ ﴾ [الانفطار: 6 - 8].

 

كيف تُكَذِّبُ بوعده وتعصي أمره وتتجرأ على حُرماتِه؟! وهو الذي خلقك فسوَّاك فعدلك؟!

كيف عبدتَ سواه؟! قال تعالى: ﴿ أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لَا يَخْلُقُ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ ﴾ [النحل: 17]، وقال سبحانه: ﴿ أَمْ جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلِ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ ﴾ [الرعد: 16]، وقال عز جل: ﴿ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ ﴾ [غافر: 62].

المعنى الثاني: الرَّبُّ بمعنى الرازق:

فهو سبحانه المتكفِّلُ بأرزاقِ العباد، القائمُ على كلِّ نفسٍ بما يقيمُها من قوتها وغذائها، فيبعثُ إلى كلِّ مخلوقٍ من الرزق ما يُصلحه، حتى النمل في قرارِ الأرض والطير في الهواء والحيتان في الماء، قال تعالى: ﴿ وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ﴾ [هود: 6].

المعنى الثالث: الرب بمعنى المالك:

فهو سبحانه الذي يملكُ كلَّ ذرَّاتِ الوجود، قال سبحانه: ﴿ قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ [آل عمران: 26]، وقال عز وجل: ﴿ تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ [الملك: 1].

المالك الحقيقي لكلِّ شيء هو الله عز وجل، الذي يملك على الحقيقة هو الله، أمَّا الإنسان وإن قيل إنه يملك شيئًا؛ يملك بيتًا، يملك أرضًا، هو لا يملك شيئًا حقيقةً، وإنما يملك مجازًا؛ لأن الله هو الذي أعطاه هذا الشيء الذي ملَّكه إيَّاه.

 

كل هذه الأشياء التي قد يملكها الإنسان إنما هي عارية مستردة، فلا أحد يملك ذرة في هذا الكون مع الله.

 

قال تعالى: ﴿ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ ﴾ [الزمر: 6].

كيف تصرفون عن عبادته إلى عبادة من لا يضر ولا ينفع ولا يعطي ولا يمنع ولا يخلق ولا يملك، ﴿ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ ﴾ [فاطر: 13].

القطمير: هو القشرة التي حول النواة، فلا أحد يملك مع الله أي شيء.

 

المعنى الرابع: الرب بمعنى المصلح؛ أي: بمعنى المدبر:

ربَّةُ المنزل هي التي تديرُ شئونَ المنزل، ولله المثل الأعلى، الله- عز وجل- يدبِّرُ أمورَ الكونِ كلِّه، يدبِّرُ شئونَ خلقِه، يعطي ويمنع، يضر وينفع، يخفض ويرفع، يعز ويذل، ﴿ يَسْأَلُهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ ﴾ [الرحمن: 29].

كلُّ الخلقِ مفتقرون إليه، يسألونَهُ جميع حوائِجِهِم، لا يستغنون عنه طرفةَ عين ولا أقل من ذلك، كلّ يوم هو في شأن، يغفرُ ذنبًا، يُفرّجُ کربًا، يجبر كسرًا، یُغنِي فقيرًا، يشفي مريضًا، ينصر مظلومًا، يأخذ ظالمًا، يُربِّي صغيرًا، يفكُّ أسيرًا، يرفعُ أقوامًا، ويضعُ آخرين، يعطي أناسًا، ويمنعُ آخرين، لا يشغله شأنٌ عن شأن، ولا سَمْعٌ عن سَمْع، لا تُغلِطُهُ المسائلُ، ولا يُبْرِمُهُ إلحاحُ الملحين، ولا طولُ مسألةِ السائلين.

 

وهذه الشئونُ هي مقاديرُه وتدابيرُه التي قدَّرَها في الأزل، وقضاها قبل أن يخلق السمواتِ والأرضَ بخمسينَ ألف سنة، لا يزالُ تعالى يُمضِيها ويسُوقها في مواقيتِهَا التي اقتضتها حكمتُه.

 

هو المتصرفُ في الممالكِ وحده، وتصرُّفُه دائرٌ بين العدلِ والإحسان، والحكمة والرحمة، قال سبحانه: ﴿ قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ * فَذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ ﴾ [يونس: 31، 32].

المعنى الخامس: الرب بمعنى السيد المطاع:

قال تعالی: ﴿ أَمَّا أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْرًا ﴾ [يوسف: 41]؛ أي: سيِّده، فكما أنه هو الرَّبُّ المتفردُ بالخلق، إذن فهو الذي له السيادة والحكم والتشريع، قال تعالى: ﴿ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الأعراف: 54]، وقال صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ اللهَ هو الحَكَمُ وإليه الحُكْمُ))[2]، والحَكمُ هوَ الحاكمُ الذي إذا حَكَم لا يُردُّ حُكمُه، وهذهِ الصِّفةُ لا تَليقُ بغيرِ اللهِ تَعالى.

 

وعلى کلِّ مسلم أن يتحاكم إلى شرع الله- عز وجل- ويترك التحاكم إلى غير ذلك من القوانين الوضعية التي وضعها البشر والتي هي منبثقة عن القوانين الفرنسية والأوربية وغيرها، أو الأعراف القبلية أو العادات والتقاليد وغيرها من أمور الجاهلية، قال تعالى: ﴿ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ﴾ [يوسف: 40]، وقال سبحانه: ﴿ أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ ﴾ [المائدة: 50].

 

يجب أن نستشعر آثار أسماء الله وصفاته، ليس فقط في الأنفس وفي الكون من حولنا، وإنما نرى أثرها في التشريعات والأحكام والأوامر والنواهي، فهو الحكيم والرحيم سبحانه في أحكامه القدرية وفي أحكامه الشرعية.

 

شَرْعُ الله- عز وجل- كلُّه رحمة، وكلُّه عدل، وكلُّه مصلحة؛ لأنه شرعُ العليم الحكيم اللطيف الخبير، ﴿ أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ﴾ [الملك: 14].

 

شَرْعُ الله- عز وجل- فيه العدل والخير والرحمة والتحذير من الشر وتوجيه العباد إلى ما فيه صلاح حياتهم وقلوبهم ودنیاهم وأُخْراهم، فما أمرنا الشرع إلا بخير، وما نهانا إلا عن شر، قال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾ [النحل: 90].

 

شرعُ الله تعالى ليس فيه حرج ولا مشقة، قال تعالى: ﴿ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ﴾ [البقرة: 286].

 

فكلُّ شرائع الدين وأحكامه في العقائد والعبادات والمعاملات والأخلاق فيها الخير والمصلحة والرحمة ليس للمسلمين فقط بكل لكل البشر، ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ﴾ [الأنبياء: 107].

 

آثار الإيمان باسم (الرَّبِّ):

• من آمن بربوبية الله رضي بِهِ تعالى ربًّا، رضي بما يأمره به، وبما ينهاه عنه، وبما يقسمُه له، ويقدره عليه، ويعطيه إياه، ويمنعه منه، رضي بحكمه القدري الكوني، وبأمره الديني الشرعي.

 

قال- صلى الله عليه وسلم–: ((ذاقَ طَعْمَ الإيمانِ من رضيَ باللَّهِ ربًّا وبالإسلامِ دينًا وبمحمَّدٍ صلَّى اللَّهُ عليه وسلم نبيًّا))[3].

 

وقال– صلى الله عليه وسلم –: ((وإن أصابَك شيءٌ فلا تقلْ لو أني فعلتُ كانَ كذا وكذا، ولكن قلْ قدَّرَ اللهُ وما شاءَ فعلَ، فإن لو تفتحُ عملَ الشيطانِ))[4].


• من آمن بأن الله تعالى هو الرب: الخالق الرازق، المالك المدبر، وأنَّ ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، وأنَّه لا تتحرك ذرة في هذا الكون إلا بإذنه، وأن الخلق جميعًا مقهورون تحت سلطانه، فإذا تيقن ذلك لم تتخذ سواه سبحانه إلهًا ومعبودًا؛ لأن الرَّبَّ سبحانه هو المستحقُّ للعبادة، قال تعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 21].

 

فإذا كان هو وحده خالقهم ورازقهم وربُّهم ومليكهم، فهو وحده إلههم ومعبودهم، قال تعالى: ﴿ أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَهَا أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ * أَمَّنْ جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ * أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ ﴾ [النمل: 60 - 62].

 

إيمان العبد بأن له ربًّا يستلزم إخلاص العبادة له سبحانه، فلا يصلي إلا لله، لا يركع ولا يسجد إلا لله، لا يركع لسلطان ولا يسجد لقبر أو صنم، ولا يتوكَّل إلا عليه، ولا يلجأ إلا إليه، لا يتعلق بنبي ولا ولي ولا يعلق حلقة ولا صدفة ولا ودعة، لا يذبح تقربًا إلا لله، لا يذبح لجن ولا لقبر ولا لحجر ولا لشجر لا ينذرُ إلا لله، لا ينذر لنبي ولا لولي، بل يعبد الله وحده، ولا يصرف شيئًا من العبادة لغير الله، قال تعالى: ﴿ وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ ﴾ [الأنبياء: 92].

 

• من علم أن له ربًّا اطمئن إلى رزق الله، كان الحسن البصري-رحمه الله- يقول: "علمتُ أن رزقي لن يأخذه غيري فاطمئن قلبي، عندما تعلم أن الرزق بيد الله، ﴿ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ ﴾ [الذاريات: 58]، وأنه لا يملك لك أحد رزقًا ولاضرًّا ولا نفعًا، تطمئن نفسك ولا تتعلق بأحد غيره، لا بمدير ولا بوزير ولا برئيس ولا بأب ولا بزوج، ولا يضطرب قلبك عند حصول أزمات اقتصادية أو عند غلاء الأسعار كبعض الناس قد يصابون بصدمات نفسية وعصبية عند تغير أسعار البورصة مثلًا، وأحيانًا يصل ببعضهم إلى أن يموت من الصدمة أو يقتل نفسه، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

 

لا تخف ولا تحزن إن الله معنا، الله ربنا إذن لن يضيعنا، مثل الطفل الصغير- ولله المثل الأعلى- لا يقلق إذا كان له أب، فكيف بالعبد إذا كان له ربٌّ عظيم.

 

• من أيقن أن له ربًّا قَوِيَ قلبُه بالله في مواجهة المخاوف والمخاطر؛ لأنه يعلم أن أحدًا لا يملك له ضرًّا ولا نفعًا ولا موتًا ولا حياة ولا نشورًا؛ لذلك لا يكون مضطربًا ولا خائفًا كمن يخافون من الظلام أو من الأولياء أو من الجن والشياطين.

 

• الغلام في قصة أصحاب الأخدود، يقول للملك: لستَ بقاتلي، لا تملك أن تقتلني؛ لأنه كان يركن الإنسان إلى ربِّه ويأوي إلى ركن شديد.

• من علم أن الله هو الرب المالك، يعلم أن نفسَه وسمعَه وبصرَه وجوارحَه وأعضاءَه هي ملكٌ لله وحده، يعلم أنه عبدٌ لله، مخلوقٌ مربوبٌ لله، فلا يعصي الله- عز وجل- بهذه الأعضاء وهذه الجوارح، ((من كان بالله أعرف كان منه أخوف، وعن معصيته أبعد، ولطاعته أقرب)).


• من علم أن الله هو الربُّ السيد الآمر الناهي المُطاع، رضي بأحكامه، وتحاكم إلى شرعه، قال تعالى: ﴿ فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [النساء: 65].

 

هذا هو منتهى الانقياد لأحكام الله، ظاهرًا وباطنًا، ألا يكون في النفس منها حرج، أحكام الزواج، أحكام المواريث، الحدود، العبادات، المعاملات وجميع الأحكام.

 

• ربوبية الله- عز وجل- ربوبية عامة لجميع الخلائق، يخلقهم ويرزقهم ويهديهم لما فيه مصالحهم وبقاؤهم في الدنيا، وربوبية خاصة بأوليائه وأصفيائه، يُرَبِّي قلوبَهم بالإيمان، ويوفقهم لكل خير، ويعصمهم من كل شر، يُرَبِّي قلوبهم على محبته وخشيته، على رجائه ومخافته حتى المصائب وأنواع المحن هو تربيةٌ لقلوبنا، يا رب ربِّ قلوبَنا على الإيمان بك والتصديق بوعدِك حتى تطمئن قلوبنا، وتسكن أرواحنا، وتقر أعينُنا، ونعيش حياةً مستقرةً مطمئنة.

 

ومن آثار الإيمان باسم (الرَّبّ):

• استشعار أثر هذا الاسم في كل ما يحصل حولك، وأنا أتحدث إليكم الآن نستشعر أثر اسم (الرَّبّ)، أن الله تعالى خلقنا جميعًا من نفسٍ واحدة وأشباه مختلفة، ورزق كلَّ واحدٍ مِنَّا رزقًا، علَّمنا هذا الاسم العظيم من أسمائه تعالى،ويَسَّرَ لنا هذه الكلمات، وأنه تعالى يُدَبِّرُ لنا كلَّ أمورِنا، عندما نرى السماء التي فوقنا والأرض التي تحتنا، عندما يأتي الليل ويذهب النهار، عندما تشرق الشمس ويختفي ضوء القمر، عندما ينتهي الشتاء ويبدأ الصيف، أستشعر اسم الله الرَّبّ، عندما أرى مولودًا جديدًا أو طفلًا صغيرًا، أو أسمع: (مات فلان، ولِدَ فلان، عُزِل فلان، مَرِضَ فلان، نجا فلان)، أستشعر اسم الله الرب عند طعامي وشرابي، ونومي وکلامي وعباداتي وكلِّ أحوالى، ليس لي ربٌّ سواه.

 

أيُّها الإنسان، إن لك ربًّا خالقًا بارئًا مصوِّرًا مبدعًا رازقًا مالكًا سيدًا، خلقك من عدم وغمرك بالنعم، كنت ميِّتًا فأحياك، هالكًا فنجَّاك، مبعثرًا فركَّبك، فقيرًا فأغناك، وربَّاك وكفاك، ﴿ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ ﴾ [المؤمنون: 14].

 


[1] أخرجه مسلم (479)، من حديث عبدالله بن عباس رضي الله عنهما.
[2] صحيح أبي داود (4955).
[3] صحيح مسلم (34).
[4] صحيح مسلم (2664).




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • سلسلة الأسماء الحسنى (1) معرفة الله جنة الدنيا

مختارات من الشبكة

  • كشف الغطاء عما في كتاب: " أسماء حسنى غير الأسماء الحسنى" من الأخطاء "(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • تفسير: (ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • شرح الأسماء الحسنى معنى اسم الكريم(محاضرة - مكتبة الألوكة)
  • شرح الأسماء الحسنى معنى اسم الشاف(محاضرة - مكتبة الألوكة)
  • تعريف الأسماء الحسنى وما الفرق بين الاسم والوصف والفعل؟(مقالة - آفاق الشريعة)
  • حكم قول: باسم الشعب، باسم العروبة، باسم الوطن(مقالة - آفاق الشريعة)
  • المشتقات (اسم الفاعل - اسم المفعول - الصفة المشبهة - اسم التفضيل)(مقالة - حضارة الكلمة)
  • سلسلة الأسماء والصفات (الرحمن على العرش استوى)(مقالة - موقع الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي)
  • شرح أسماء الله الحسنى أو (إعلام اللبيبة الحسنا بمعاني أسماء الله الحسنى) (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • سلسلة شرح أسماء الله الحسنى (1)(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • بعد خمس سنوات من الترميم.. مسجد كوتيزي يعود للحياة بعد 80 عاما من التوقف
  • أزناكايفو تستضيف المسابقة السنوية لحفظ وتلاوة القرآن الكريم في تتارستان
  • بمشاركة مئات الأسر... فعالية خيرية لدعم تجديد وتوسعة مسجد في بلاكبيرن
  • الزيادة المستمرة لأعداد المصلين تعجل تأسيس مسجد جديد في سانتا كروز دي تنريفه
  • ختام الدورة التاسعة لمسابقة "جيل القرآن" وتكريم 50 فائزا في سلوفينيا
  • ندوة في سارنيتسا تبحث تطوير تدريس الدين الإسلامي وحفظ التراث الثقافي
  • مشروع للطاقة الشمسية وتكييف الهواء يحولان مسجد في تيراسا إلى نموذج حديث
  • أكثر من 5000 متطوع مسلم يحيون مشروع "النظافة من الإيمان" في زينيتسا

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 12/1/1447هـ - الساعة: 14:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب