• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    ذكر الله عز وجل (خطبة)
    رمضان صالح العجرمي
  •  
    عناية الأمة بروايات ونسخ «صحيح البخاري»
    د. هيثم بن عبدالمنعم بن الغريب صقر
  •  
    وحي الله تعالى للأنبياء عليهم السلام
    د. أحمد خضر حسنين الحسن
  •  
    تفسير قوله تعالى: { ودت طائفة من أهل الكتاب لو ...
    الشيخ أ. د. سليمان بن إبراهيم اللاحم
  •  
    عاشوراء بين مهدي متبع وغوي مبتدع (خطبة)
    الشيخ عبدالله بن محمد البصري
  •  
    خطبة: كيف نجعل أبناءنا قادة المستقبل؟
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    الدرس الثلاثون: العيد آدابه وأحكامه
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    الحكمة من أمر الله تعالى بالاستعاذة به من
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    حسن المعاملة (خطبة)
    عبدالعزيز محمد مبارك أوتكوميت
  •  
    زكاة الفطر تطهير للصائم مما ارتكبه
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    مجالس من أمالي الحافظ أبي بكر النجاد: أربعة مجالس ...
    عبدالله بن علي الفايز
  •  
    لماذا لا نتوب؟
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    وكن من الشاكرين (خطبة)
    الشيخ محمد بن إبراهيم السبر
  •  
    حكم صيام يوم السبت منفردا في صيام التطوع مثل صيام ...
    عبد رب الصالحين أبو ضيف العتموني
  •  
    وما الصقور؟
    السيد مراد سلامة
  •  
    آيات عن مكارم الأخلاق
    الدكتور أبو الحسن علي بن محمد المطري
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / الذكر والدعاء
علامة باركود

ذكر الله عز وجل (خطبة)

ذكر الله عز وجل (خطبة)
رمضان صالح العجرمي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 7/7/2025 ميلادي - 12/1/1447 هجري

الزيارات: 387

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

ذِكْر الله عز وجل

 

1- أهمية الذكر، وبيان علاقته بالحج والصلاة.

 

2- فضائل الذكر، وأمثلة على بعض الأذكار اليسيرة.

 

الهدف مِن الخُطبة:

التذكير بهذه العبادة اليسيرة، وبيان عدم انفكاك العبد عنها؛ لا سيما وقد لهجت الألسنة بالذكر طوال أيام العيد؛ فكانت دورة تدريبية للمواظبة والمداومة على ذكر الله عز وجل.

 

مقدِّمة ومدخَل للموضوع:

أيُّهَا المُسلِمُونَ عِبَادَ اللهِ، ما زلنا في رحاب هذه الأيام المباركة؛ حيث أدَّى الحجيج حجَّهم وذبح المضحُّون أضاحيهم، ومع غروب شمس ثالث أيام التشريق انتهت أيام العيد، وأيام الحج لهذا العام.

 

وطوال هذه الأوقات الفاضلة تجلَّت عبادةٌ هي من أشرف وأسهل العبادات؛ ألا وهي عبادة: [ذكر الله عز وجل].

 

فما شُرِعت مناسك الحج إلا من أجل إقامة ذكر الله عز وجل؛ كما قال الله تعالى: ﴿ لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ ﴾ [الحج: 28]، وعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِنَّمَا جُعِلَ الطَّوَافُ بِالْبَيْتِ، وَبَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، وَرَمْيُ الْجِمَارِ لِإِقَامَةِ ذِكْرِ اللَّهِ عزَّ وجلَّ))؛ [رواه أبو داود، والترمذي، وضعَّفه الألباني].

 

ولقد شرع الله تعالى الذكر في ختام مناسك الحج، وحثَّ على مداومة الذكر لله تعالى وعدم الانقطاع عنه؛ فقال الله تعالى: ﴿ فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ * ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [البقرة: 198، 199]، وقال تعالى: ﴿ وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ ﴾ [البقرة: 203]، قال ابن عباس رضي الله عنهما: "الأيام المعدودات: أيام التشريق، والأيام المعلومات: أيام العشر".

 

وبما أن النفس البشرية قد تميل إلى الفتور بعد أداء العبادات؛ فلذا جاء الأمر بالمداومة على ذكر الله عز وجل بعد قضاء مناسك الحج؛ بل وأمرهم بالمبالغة في الذكر؛ فقال تعالى: ﴿ فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا ﴾ [البقرة: 200]؛ قال ابن عباس رضي الله عنهما: "كان أهل الجاهلية يقفون في الموسم فيقول الرجل منهم: كان أبي يُطعم، ويحمل الحمالاتِ، ويحمل الدياتِ ليس لهم ذِكْر غير فِعَال آبائهم؛ فأنزل الله هذه الآية".

 

وحتى غير الحاجِّ شُرِعَ له طوال هذه الأيام الإكثار من ذكر الله عز وجل؛ فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم عن أيام التشريق: ((أَيَّامُ التَّشْرِيقِ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ، وَذِكْرٍ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ))، وفي رواية: ((من كان صائمًا فليفطر؛ فإنها أيام أكل وشرب))؛ فنجد أن الذاكرين تلهج ألسنتُهم بالتكبير والتهليل والتحميد طوال هذه الأيام وعقب الصلوات.

 

ثم إن الصلاة أيضًا شُرِعت لإقامة وإعلان ذكر الله تعالى، بداية من رفع صوت المؤذن: الله أكبر الله أكبر، إلى ختام الصلاة؛ فقد قال الله تعالى آمرًا عباده المؤمنين: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ﴾ [الجمعة: 9]، وقال الله تعالى في شأن الصلاة: ﴿ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي ﴾ [طه: 14]؛ أي: أقم الصلاةَ لأجل ذكر الله عز وجلَّ، وسَمَّى سبحانه الصلاةَ ذكرًا.

 

وشرع الله تعالى الذكر في ختام الصلوات؛ فقال تعالى: ﴿ فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ ﴾ [النساء: 103]، وقال تعالى: ﴿ فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [الجمعة: 10]، فإذا انتهى من صلاته شَرَعَ في أذكار دبر الصلوات؛ وهكذا يتربَّى المسلم على ملازمة ودوام ذكر الله عز وجل.

 

ولذا نجد أن الله تعالى لم يأمر بالإكثار والاستزادة من عبادة مثل ما أمر بالإكثار من الذكر؛ قال الله تعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا ﴾ [الأحزاب: 41].

 

وبين سبحانه وتعالى أن كثرة الذكر من أسباب المغفرة ومضاعفة الأجر؛ قال تعالى: ﴿ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 35].

 

وكثرة الذكر من أسباب الفلاح؛ قال تعالى: ﴿ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [الأنفال: 45].

 

وكثرة الذكر من أسباب النجاة من عذاب الله تعالى؛ عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَا عَمِلَ ابْنُ آدَمَ عَمَلًا أَنْجَى لَهُ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ))؛ [رواه أحمد، وابن أبي شيبة، والطبراني].

 

وتساءل أهل العلم متى يكون العبد من الذاكرين الله كثيرًا؟ قالوا: إن المسلم إذا واظب على أذكار الصباح والمساء، وأدبار الصلوات، وأذكار النوم، والأذكار التي تقال في الدخول والخروج وعند الركوب وعند الطعام وعند الشراب وبعد الفراغ منه، إلى غيرها من الأذكار الموظفة للمسلم في أيامه ولياليه مع عناية منه بالذكر المطلق؛ كتب بذلك من الذاكرين الله كثيرًا والذاكرات الذين أعَدَّ اللهُ لهم مغفرةً وأجرًا عظيمًا.

 

وما من عبادة إلا ولها زمان محدد، وعدد محدد، وصفة وهيئة محددة إلا الذكر؛ قال الله تعالى: ﴿ وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ وَلَا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ ﴾ [الأعراف: 205]، وقال الله تعالى: ﴿ الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾ [آل عمران: 191]، وعن عائشة رضي الله عنها قالت: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر الله تعالى على كل أحواله".

 

وبكثرة الذكر تتجلَّى وتكتمل عبودية العبد لربِّه ومولاه سبحانه وتعالى؛ فالعبد إنما هو دائم الذكر لسيِّده ومولاه؛ فإن ملازمة الذكر تنهاه عن الوقوع في المخالفة إذا أقدم على المعصية؛ قال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴾ [آل عمران: 135].

 

نسأل الله العظيم أن يجعلنا من الذاكرين الله كثيرًا والذاكرات.

 

الخطبة الثانية

فضائل الذكر وأمثلة على بعض الأذكار اليسيرة:

1- فمن فضائل الذكر: أنه من خير وأفضل الأعمال عند الكبير المتعال؛ فقد روى الترمذي وغيره عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أَلَا أُنَبِّئُكم بِخَيْرِ أعمالِكُم، وأَزْكاها عِندَ مَلِيكِكُم، وأَرفعِها في دَرَجاتِكُم، وخيرٌ لكم من إِنْفاقِ الذَّهَب والوَرِقِ، وخيرٌ لكم من أن تَلْقَوا عَدُوَّكم، فتَضْرِبوا أعناقَهُم، ويَضْرِبوا أعْناقكُم؟))، قالوا: بَلَى يا رسول الله، قال: ((ذِكْرُ اللهِ عز وجل)).

 

2- ذكر الله عز وجل يعوض النقص والتقصير في غيره من الطاعات وأبواب الخير؛ عن عبدالله بن بسرٍ رضي الله عنه أنَّ رجلًا قال: يا رسولَ اللهِ، إنَّ شرائعَ الإسلامِ قد كثُرت عليَّ، فأخبِرني بشيءٍ أتشبَّثُ به، قال: ((لا يزالُ لسانُك رطبًا من ذكرِ اللهِ))، وروى ابن حِبَّان بسند صحيح عن مَالِكِ بْنِ يُخَامِرَ أن معاذ بن جبل رضي الله عنه، قال لهم: إن آخر كلام فارقتُ عليه رسولَ الله صلى الله عليه وسلم أن قلتُ: أي الأعمال أحبُّ إلى الله؟ قال: ((أن تموتَ ولسانك رَطْبٌ من ذكرِ الله)).

 

3- ذكر الله تعالى فيه حياة القلوب؛ ففي الصحيحين عن أَبي موسى الأشعري رضي الله عنه، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: ((مَثَلُ الَّذِي يَذْكُرُ رَبَّهُ، وَالَّذِي لا يَذْكُرُهُ مَثَلُ الحَيِّ وَالمَيِّتِ)).

 

4- ذكر الله تعالى يعلي من شأن الذاكر عند ربه؛ ففي الصحيحين عن أَبي هريرة رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: ((يَقُولُ اللهُ تَعَالَى: أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، وَأَنَا مَعَهُ إِذَا ذَكَرَنِي، فَإِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي، وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَإٍ ذَكَرْتُهُ فِي مَلَإٍ خَيْرٍ مِنْهُمْ، وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ بِشِبْرٍ تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا، وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ بَاعًا، وَإِنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً))، وفي صحيح مسلم عن أَبي موسى الأشعري رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: ((سَبَقَ المُفَرِّدُونَ))، قالوا: وَمَا المُفَرِّدُونَ يَا رسولَ الله؟ قَالَ: ((الذَّاكِرُونَ اللهَ كثيرًا والذَّاكِرَاتِ)).

 

ولذلك لا تستوي مجالس الذكر مع غيرها؛ في صحيح مسلم عن أَبِي هُرَيْرَةَ وَأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنهما أَنَّهُمَا شَهِدَا عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((لَا يَقْعُدُ قَوْمٌ يَذْكُرُونَ اللهَ عز وجل إِلَّا حَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ، وَغَشِيَتْهُمْ الرَّحْمَةُ، وَنَزَلَتْ عَلَيْهِمْ السَّكِينَةُ، وَذَكَرَهُمْ اللهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ)).

 

بينما مجالس الغفلة: هي مجالس الحسرة والخسران؛ عن أَبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَا مِنْ قَوْمٍ يَقومونَ منْ مَجْلسٍ لاَ يَذكُرُون الله تَعَالَى فِيهِ إِلَّا قَاموا عَنْ مِثلِ جيفَةِ حِمَارٍ وكانَ لَهُمْ حَسْرَةً))؛ [رواه أَبُو داود بإسنادٍ صحيح]، وفي رواية: ((مَا جَلَسَ قَومٌ مَجْلِسًا لَمْ يَذْكرُوا الله تَعَالَى فِيهِ ولَم يُصلُّوا عَلَى نَبِيِّهم فِيهِ إلَّا كانَ عَلَيهمْ تِرةٌ، فإِنْ شاءَ عَذَّبَهُم، وإنْ شَاءَ غَفَرَ لَهُم)).

 

5- الذكر يبعث في النفس الطمأنينة وراحة البال؛ قال الله تعالى: ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ﴾ [الرعد: 28] ففيه طمأنينة النفوس.

 

6- ذكر الله تعالى حرز وحصن حصين من الشيطان الرجيم؛ قال الله تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ ﴾ [الأعراف: 201].

 

فإذا غفل عن الذكر وفتر لسانه استحوذ عليه فأنساه الذكر؛ قال تعالى: ﴿ وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ ﴾ [الزخرف: 36]، وقال عبدالله بن عباس رضي الله عنهما، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿ وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ ﴾ [الفلق: 4]، قَالَ: "الشَّيْطَانُ جَاثِمٌ عَلَى قَلْبِ ابْنِ آدَمَ، فَإِذَا سَهَا وَغَفَلَ وَسْوَسَ، فَإِذَا ذَكَرَ اللهَ خَنَسَ".

 

فإن من أخطر قيود الشيطان على الإنسان تقييد اللسان عن الذكر؛ فإذا قُيِّد اللسان استسلمت الأركان؛ قال تعالى: ﴿ اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُولَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ ﴾ [المجادلة: 19]، قال ابن القيم رحمه الله: "أشد عقوبة في الدنيا أن يمسك الله لسانك عن ذكره".

 

7- وبالذكر يستطيع العبد أن يغتنم الفرص بتثقيل ميزان الحسنات، وتأمل هذه الأذكار اليسيرة التي يستطيع الذاكر أن يملأ أوقاته بها؛ فهذه إطلالة في بستان النبوة نقتطف منها ما نملأ به أوقاتَنا، وتلهج به ألسنتُنا:

• في صحيح مسلم عن سعد بن أَبي وقاصٍ رضي الله عنه قَالَ: كنا عِنْدَ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: ((أَيَعْجِزُ أحَدُكُمْ أنْ يَكْسِبَ في كلِّ يومٍ ألْفَ حَسَنَةٍ))، فَسَأَلَهُ سَائِلٌ مِنْ جُلَسائِهِ: كَيْفَ يَكْسِبُ ألفَ حَسَنَةٍ؟ قَالَ: ((يُسَبِّحُ مِئَةَ تَسْبِيحَةٍ فَيُكْتَبُ لَهُ ألْفُ حَسَنَةٍ، أَوْ يُحَطُّ عَنْهُ ألفُ خَطِيئَةٍ)).

 

• وفي الصحيحين عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((كَلِمَتَانِ خَفِيفَتَانِ عَلَى اللِّسَانِ، ثَقِيلَتَانِ فِي الْمِيزَانِ، حَبِيبَتَانِ إِلَى الرَّحْمَنِ: سُبْحَانَ اللَّهِ وبحمده، سُبْحَانَ اللَّهِ العظيم)).

 

• وفي صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((مَنْ قَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ فِي يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ حُطَّتْ خَطَايَاهُ وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ)).

 

• وفي صحيح مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مَنْ قَالَ حِينَ يُصْبِحُ وَحِينَ يُمْسِي سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ مِائَةَ مَرَّةٍ لَمْ يَأْتِ أَحَدٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِأَفْضَلَ مِمَّا جَاءَ بِهِ إِلَّا أَحَدٌ قَالَ مِثْلَ مَا قَالَ أَوْ زَادَ عَلَيْهِ)).

 

• وعن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من قال: سبحان اللهِ وبحمدِه، غُرِسَتْ له نخلةٌ في الجنَّةِ))؛ [صحَّحه الألباني في صحيح الترغيب].

 

• وفي صحيح مسلم عن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الطهور شطر الإيمان، والحمد لله تملأ الميزان، وسبحان الله والحمد لله تملآن أو تملأ ما بين السماء والأرض)).

 

• وفي الصحيحين عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ((يَا عَبْدَاللَّهِ بْنَ قَيْسٍ، أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى كَنْزٍ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ؟ لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ)).

 

• وفي صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه، أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: ((مَن قال: لا إلهَ إلا اللهُ، وحده لا شريك له، له الملكُ وله الحمدُ، وهو على كل شيء قديرٌ، في يومٍ مائةَ مرةٍ، كانت له عدْلَ عشرِ رِقابٍ، وكُتِبت له مائةُ حسنةٍ، ومُحيتْ عنه مائةُ سيئةٍ، وكانت له حِرْزًا من الشيطانِ يومَه ذلك حتى يُمسي، ولم يأتِ أحدٌ بأفضلَ ممَّا جاء به، إلَّا أحدٌ عمِل أكثرَ من ذلك)).

 

• وفي الصحيحين عن أَبي أيوب الأنصاريِّ رضي الله عنه، عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: ((مَنْ قَالَ: لا إلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ، وَلَهُ الحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، عَشْرَ مَرَّاتٍ، كَانَ كَمَنْ أعْتَقَ أرْبَعَةَ أنْفُسٍ منْ وَلَدِ إسْمَاعِيلَ)).

 

نسأل الله العظيم أن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته، وأن يجعلنا من الذاكرين الله كثيرًا والذاكرات.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • ذكر الله عز وجل
  • دعوة إلى إحياء حياتنا بذكر الله عز وجل
  • الإكثار من ذكر الله عز وجل
  • الحصن الحصين.. ذكر الله عز وجل
  • من أقوال السلف في ذكر الله عز وجل
  • ذكر الله عز وجل (خطبة)
  • آداب ذكر الله عز وجل (خطبة)
  • ذكر الله عز وجل
  • من فوائد ذكر الله عز وجل
  • خطبة: من فضائل ذكر الله عز وجل

مختارات من الشبكة

  • الأذكار (لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله عز وجل)(مادة مرئية - مكتبة الألوكة)
  • عشرون ذكرا من أذكار الصباح والمساء مع ذكر بعض فضائلها(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من فوائد ذكر الله تعالى (2)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مخطوطة جزء فيه فضيلة ذكر الله عز وجل(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • فضل ذكر الله عز وجل(محاضرة - موقع الشيخ عبدالله بن صالح القصيِّر)
  • أذكار المسلم وما يتعلق به من النوافل: أذكار الصباح والمساء، وأذكار النوم وما بعد الصلاة، وأذكار تفريج الكربات وقضاء الدين، وأذكار المسلم اليومية ونوافل الصلاة المندوبة (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • في تفسير قوله تعالى: {الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب}(مقالة - آفاق الشريعة)
  • صفحات مضيئة من حياة الفاروق رضي الله عنه: إذا ذكر عمر ذكر العدل (4)(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • إعراب قوله تعالى: {الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب}(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خلاصة بلغة الأخيار من أحاديث الأذكار: الأذكار المتكررة يوميا (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • أزناكايفو تستضيف المسابقة السنوية لحفظ وتلاوة القرآن الكريم في تتارستان
  • بمشاركة مئات الأسر... فعالية خيرية لدعم تجديد وتوسعة مسجد في بلاكبيرن
  • الزيادة المستمرة لأعداد المصلين تعجل تأسيس مسجد جديد في سانتا كروز دي تنريفه
  • ختام الدورة التاسعة لمسابقة "جيل القرآن" وتكريم 50 فائزا في سلوفينيا
  • ندوة في سارنيتسا تبحث تطوير تدريس الدين الإسلامي وحفظ التراث الثقافي
  • مشروع للطاقة الشمسية وتكييف الهواء يحولان مسجد في تيراسا إلى نموذج حديث
  • أكثر من 5000 متطوع مسلم يحيون مشروع "النظافة من الإيمان" في زينيتسا
  • في حفل مميز.. تكريم المتفوقين من طلاب المسلمين بمقاطعة جيرونا الإسبانية

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/1/1447هـ - الساعة: 15:10
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب