• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    السنة في حياة الأمة (1)
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    خطبة: عاشوراء
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    تفسير: (قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا ...
    تفسير القرآن الكريم
  •  
    الدرس التاسع والعشرون فضل ذكر الله
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    وجوب إعفاء اللحية وتحريم حلقها ووجوب قص الشارب
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    وبشر الصابرين..
    إلهام الحازمي
  •  
    أشنع جريمة في التاريخ كله
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    تحريم الاستعاذة بغير الله تعالى فيما لا يقدر عليه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    البخل سبب في قطع البركة
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    قصة المنسلخ من آيات الله (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    نعمة الأولاد (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    خطبة (المسيخ الدجال)
    الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل
  •  
    وقفات تربوية مع سورة العاديات
    رمضان صالح العجرمي
  •  
    من أسباب الثراء الخفية
    د. عبدالله بن يوسف الأحمد
  •  
    قبسات من علوم القرآن (1)
    قاسم عاشور
  •  
    ﴿ ولقد صدقكم الله وعده ﴾
    د. خالد النجار
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / التفسير وعلوم القرآن
علامة باركود

تفسير سورة يونس (الحلقة الحادية عشرة) مسيرة بني إسرائيل عظة لأمة الإسلام فهل تتعظ؟

تفسير سورة يونس (الحلقة الحادية عشرة) مسيرة بني إسرائيل عظة لأمة الإسلام فهل تتعظ؟
الشيخ عبدالكريم مطيع الحمداوي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 2/7/2025 ميلادي - 7/1/1447 هجري

الزيارات: 185

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

تفسير سورة يونس (الحلقة الحادية عشرة)

مسيرة بني إسرائيل عظة لأمة الإسلام فهل تتعظ؟


بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه.


تفسير السور المئين من كتاب رب العالمين

تفسير سورة يونس (الحلقة الحادية عشرة)

مسيرة بني إسرائيل عِظَةٌ لأمة الإسلام، فهل تتعظ؟

قال الله تعالى: ﴿ وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ * آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ * فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ * وَلَقَدْ بَوَّأْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مُبَوَّأَ صِدْقٍ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ فَمَا اخْتَلَفُوا حَتَّى جَاءَهُمُ الْعِلْمُ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ * فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ لَقَدْ جَاءَكَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ * وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ فَتَكُونَ مِنَ الْخَاسِرِينَ * إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ * وَلَوْ جَاءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ ﴾ [يونس: 90 - 97].

 

الأسلوب القرآني في عرض سِيَر الأنبياء والرسل عليهم السلام نشأة ودعوة وسردًا لقصصهم، يتميز بخصائصَ تراعي الجوانب الأشد تأثيرًا في النفس، فترتقي بمشاعرها وتفكيرها وسلوكها إلى أسمى ما ينبغي للمؤمن أن يكون عليه من الحكمة والرشد والثبات؛ لذلك خاطب الله تعالى آخر رسله وخاتم بلاغاته محمدًا صلى الله عليه وسلم، يأمره بالاقتداء بهم، والتأسِّي بتجاربهم وصبرهم ومصابرتهم؛ فقال عز وجل: ﴿ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ ﴾ [الأنعام: 90]، وبيَّن علة أمره هذا بقوله تعالى: ﴿ تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلَا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ ﴾ [هود: 49]، وقوله عز وجل: ﴿ لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ ﴾ [يوسف: 111]، لذلك لم يكن السرد القرآني لسيرهم على النهج المعهود لدى الأخباريين وأدباء القصص والروايات؛ إذ يتتبعون الحدث من بدايته إلى نهايته، فينتهي عرض القصة مجملًا سريعَ النسيان ضعيفَ التأثير[1]، بينما تنتثر جزئيات سير الرسل والأنبياء بين عدد من سور القرآن بحسب مناسباتها وإيحاءاتها، والغرض التربوي أو التعليمي أو العقدي المقصود المناسب لمستوى المخاطبين، ولسياق السورة ومحورها العام، كما تنتثر الأزهار والورود بألوانها الزاهية، وعطرها الفوَّاح في الروض النديِّ المشرق؛ لذلك عندما ذكر تعالى ما أوحى به إلى موسى وهارون من ضرورة الانعزال بالفتية عن مجتمع فرعون وقومه؛ بقوله عز وجل: ﴿ وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّآ لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [يونس: 87]، وسارع موسى بالدعاء على فرعون وملئه بقوله: ﴿ ربَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ ﴾ [يونس: 88]، ووعده تعالى بإجابة دعوته: ﴿ قَالَ قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا وَلَا تَتَّبِعَانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [يونس: 89]، لم يواصل الوحيُ الكريم الحديثَ عن نشاط الفتية بعد اعتزالهم قومَهم، ولا عن جهود موسى في توعية بني إسرائيل الذين لم يؤمنوا، ومحاولاته ترشيدَهم وتوحيد صفهم تحت طاعته، وتأهيلهم للإقدام على الهروب، ولا ما كان في أقباط قوم فرعون من عصيان وغلو في الكفر والعدوان، وما ابتُلوا به من زواجر العقوبات علَّهم يرعَوون ويتوبون، ليذكر كل ذلك في سور أخرى يناسب سياقها؛ كما في سورة الأعراف من قوله تعالى: ﴿ وَقَالُوا مَهْمَا تَأْتِنَا بِهِ مِنْ آيَةٍ لِتَسْحَرَنَا بِهَا فَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ * فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُفَصَّلَاتٍ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُجْرِمِينَ * وَلَمَّا وَقَعَ عَلَيْهِمُ الرِّجْزُ قَالُوا يَا مُوسَى ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِنْدَكَ لَئِنْ كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ وَلَنُرْسِلَنَّ مَعَكَ بَنِي إِسْرَائِيلَ * فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمُ الرِّجْزَ إِلَى أَجَلٍ هُمْ بَالِغُوهُ إِذَا هُمْ يَنْكُثُونَ ﴾ [الأعراف: 132 – 135]،.وإنما بادر بذكر هلاك فرعون وجنده؛ استجابةً لتلهف القارئ والسامع والمخاطب، ممن كان قد آمن في قريش، ومن كان قد كذَّب وكفر وجادل، أو كان توَّاقًا إلى معرفة مقام موسى عند الله، وعقوبة عصيان فرعون؛ فقال تعالى: ﴿ وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا ﴾ [يونس: 90]، لا سيما والظروف التي كان يعيشها الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام في مكة بين المشركين، كانت لشدتها وقساوتها شبيهة بظروف موسى وقومه بين فرعون وملئه، توحي بحاجتهم إلى الهجرة؛ التماسًا للأمن والتفرغ لدعوتهم؛ وقد روى ابن إسحاق والطبراني عن أسماء رضي الله عنها: ((أن أبا بكر رضي الله عنه استأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الخروج قِبَلَ المدينة، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: على رِسْلك[2] فإني أرجو أن يؤذَن لي، فقال أبو بكر: وهل ترجو ذلك بأبي وأمي أنت؟ قال: نعم))، وقد نزلت الإشارة إلى الهجرة والأمر بطلبها فيما رواه أحمد والترمذي والحاكم وصححوه، عن ابن عباس رضي الله عنه قال: ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة، فأُمر بالهجرة من مكة وأُنزل عليه: ﴿ وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَانًا نَصِيرًا ﴾ [الإسراء: 80])).

 

لقد كانت الظروف التي يعيشها الرسول صلى الله عليه وسلم بين المشركين في مكة تقتضي كذلك تطمين نفوس المؤمنين برسالته، وتذكيرهم بقدرة الله على حمايتهم وحفظهم، مثلما حفِظ من كان قبلهم، والمبادرة بذكر هروب قوم موسى من فرعون ونجاتهم كانت إعدادًا نفسيًّا ومعنويًّا للمسلمين، وتشجيعًا لهم على طلب الهجرة والصبر على لأوائها؛ بقوله تعالى لهم: ﴿ وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ ﴾ [يونس: 90].

 

وحرف الواو في الآية الكريمة للاستئناف، والفعل "جاوز" من جاز الطريق يجوزه جوازًا ومجازًا، والمَجاز والمجازة: اسم المكان وظرفه، والتَّجوُّز بالشَّدة على الواو: السرعة في عمل الشيء وإنجازه صلاةً وغيرها، والتَّجاوُزُ عن الذنب: ألَّا يؤخَذ صاحبه به ولا يُعاقب، وجاوزت المكان وتجاوزته: جُزته وخلَّفته ورائي، وجاز الطريقَ وجازَ القرية جَوْزًا وجُؤُوزًا وجَوازًا ومَجازًا، وجازَ بِها وجاوَزها جوازًا، وأَجازه وجاوز به البلدة والغابة والمكان المخوف: تخطَّى به إلى ما بعده وتركه خلفه، وقوله تعالى: ﴿ وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ ﴾ [يونس: 90]؛ أي: نقلهم الله تعالى بأمره محفوظين سالمين من شاطئ البحر الأحمر الغربي إلى شاطئه الشرقي في صحراء سيناء، وذكر عز وجل نفسه بضمير جمع المتكلم (نا)؛ لأن صيغة الجمع تقتضي التعظيم الذي يناسبه سبحانه وتعالى، ولم يبين في هذه السورة تفاصيل إجازتهم اختصارًا للحدث؛ لأن سياقه كان حول استجابة الله لدعوة موسى على فرعون، وبيانًا لمصير عامة عتاة الظالمين، وتحذيرًا لمشركي مكة الذين كانوا يفكرون في التخلص من رسول الله بالقتل أو الإخراج؛ كما قال تعالى: ﴿ وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ﴾ [الأنفال: 30]،.ولأنه بيَّنها في سورة أخرى؛ قال فيها تعالى: ﴿ فَأَتْبَعُوهُمْ مُشْرِقِينَ * فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ * قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ * فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ * وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآخَرِينَ * وَأَنْجَيْنَا مُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ ﴾ [الشعراء: 60 – 65].

 

ثم واصل الوحي الكريم بيانَ رد فرعون وجنده على هروب بني إسرائيل وما آل إليه أمرهم؛ فقال تعالى: ﴿ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ ﴾ [يونس: 90]، والفعل: "أتبع" من أصل: تبع الشيء يتبعه تبوعًا أي: سار في إثره، وأتْبَعه وتتبَّعه أي: اقتفى أثره وتطلبه للإضرار به، أي: فلما علِم فرعون بهروبهم، ذهب بجنوده خلفَهم يتتبع أثرهم، وكان موسى قد دانت له قلوب قومه جميعًا، فأمره الله تعالى وحيًا بالخروج بهم من سلطة فرعون في الليل سرًّا؛ كما ورد في قوله تعالى: ﴿ وَلَقَدْ أَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقًا فِي الْبَحْرِ يَبَسًا لَا تَخَافُ دَرَكًا وَلَا تَخْشَى * فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ بِجُنُودِهِ فَغَشِيَهُمْ مِنَ الْيَمِّ مَا غَشِيَهُمْ ﴾ [طه: 77، 78]، وقوله عز وجل: ﴿ وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ ﴾ [الشعراء: 52]، وقوله: ﴿ فَأَسْرِ بِعِبَادِي لَيْلًا إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ * وَاتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْوًا إِنَّهُمْ جُنْدٌ مُغْرَقُونَ ﴾ [الدخان: 23، 24].

 

ثم بيَّن الحق مطلب فرعون من اتباعهم ومطاردتهم؛ بقوله تعالى: ﴿ بَغْيًا وَعَدْوًا ﴾ [يونس: 90]، والبغي مصدر فِعل بغى يبغي بغيًا وبغاء، أصلان أحدهما: طلب الشيء، والثاني: يعني الفساد في النفسوالظلم للغير، ومنه يُقال: بغى الجرح إذا تعفَّن واستفحل ضرره، ثم يُشتق من هذا ما بعده، كأن يبغي الرجل على غيره فيُقال: بغى الحاكم على الرعية، وبغت المرأة تبغي بغاء فهي بَغِيٌّ، أي: مكَّنت نفسها لغير من لا يحل لها، والبِغية نقيض الرِّشْدَة؛ ومنه قوله تعالى: ﴿ يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا ﴾ [مريم: 28]، والبغي الذي أخرج فرعون في طلب بني إسرائيل كان من فسادٍ حمَلَه في نفسه، ومنافعَ فاسدة له يفتقدها بهروبهم من سلطانه، أما العدوان الذي يريد إنفاذه فيهم فهو لغةً: تَجَاوُز الحد فِي فعل أي شيء، والمبالغة فيما يَنْبَغِي الاقتصار عليه، ومنه تُشتق المعاني الأخرى التابعة؛ مثل: العدوان والاعتداء والظلم البراح، الذي تميزت به معاملة فرعون لبني إسرائيل، وما أراده من مطاردتهم إذ هربوا وتجاوز الله بهم البحر، حتى إذا بلغ مع جنده الشاطئ الغربي للبحر الأحمر، ورأى أنه انفرج لهم، ظن أنه يستطيع أن يسلك مسلكهم ويدركهم، فخاضه معتدًّا بنفسه وقوته وجنده، فأطبقت عليهم أمواجه بأمر من الله: ﴿ حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ ﴾ [يونس: 90]، أدركه الموت غرقًا وأيقن أنه هالك: ﴿ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ ﴾ [يونس: 90]، قال وهو يغرغر: "آمنت بالله"، وقد قرأ الجمهور: ﴿ أَنَّهُ ﴾ بفتح الهمزة على تقدير باء الجر محذوفة، أي: "بأنه"، وقرأ حمزة والكسائي وخلف بكسر الهمزة على اعتبار (إن) واقعة في أول الجملة، وأكد فرعون إيمانه الاضطراريَّ؛ فقال أيضًا: ﴿ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴾ [يونس: 90]، الذين اتبعوا موسى عليه السلام، فأتاه الرد المُزلزل يرفض توبته بقوله تعالى: ﴿ آلْآنَ ﴾ [يونس: 91]، ولفظ "الآن" اسم ظرف للزمان الحاضر؛ أي: أتؤمن الآن بعد أن بلغتك دعوة الحق من قبلُ، وأُقيمت عليك حُججها، ورأيت الآيات الساطعات على قدرة الله فكذبتها؟ ﴿ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ ﴾ [يونس: 91]، أصررت على الكفر والعصيان قبل الغرق وغرغرة الموت، ﴿ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ ﴾ [يونس: 91]، الذين أفسدوا دين الأمة وحياة الناس بالظلم والاستعلاء والعدوان، فلا توبة لك مقبولة[3]، ﴿ فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ ﴾ [يونس: 92]، يرميك البحر إلى الشاطئ جثةً هامدةً يراها من كنت تظلمهم، وتستعلي وتتأله عليهم؛ ﴿ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ ﴾ [يونس: 92]، لمن تركتهم خلفك أحياء، ولمن يُخلق بعدك من البشر على مدار التاريخ ﴿ آيَةً ﴾ [يونس: 92]، دليلًا على قدرة الله وشديد أخذه للظلمة أخذَ عزيز مقتدر، ﴿ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ ﴾ [يونس: 92]، غافلون عن الاعتبار بآيات الله في الضرب على أيدي الظالمين، مهما استطالوا وتطاولوا، مثل فرعون ومن كان قبله من الجبابرة، ومن أتى ويأتي بعده من المجرمين، وغافلون عن تدبر آياته الكبرى في الكون المنظور، وفي كتابه المسطور[4] الذي يحض على ضرورة الإيمان بالله، واتباع أمره ونهيه،ومخافة عصيانه والتمرد على سلطانه.

 

لقد بيَّن رب العزة تعالى هلاكَ فرعون وجنوده شرَّ هلاك، ورمى لبني إسرائيل جثته على الشاطئ ليرَوا أثر نعمته عز وجل عليهم، فيزداد إيمانهم قوةً، ويقينهم ثباتًا؛ قال ابن عباس: "لما أغرق الله عز وجل فرعون ومن معه، قال أصحابُ موسى لموسى: إنا نخاف ألَّا يكون فرعون غرق، ولا نؤمن بهلاكه، فدعا ربه فأخرجه، فنبذه البحر حتى استيقنوا بهلاكه"، ونزل خبر هلاكه وحيًا على رسول الله صلى الله عليه وسلم يتلوه على جبابرة قريش؛ علَّهم يتعظون فيحذروا عاقبة تجبرهم، وعلى الفئة المؤمنة المستضعفة معه، لتسمعه آذانهم وتتلوه ألسنتهم، ويزدادوا يقينًا بالمعية الإلهية، والنصر الذي وُعِدوا به.

 

ثم تأكيدًا لما وعد الله به من نصر لكل فئة مسلمة صابرة، وفَّت بشروط عهدها معه عز وجل، وبعد أن بيَّن تعالى ما أنعم به على بني إسرائيل في مسيرتهم الطويلة عقب اجتيازهم البحرَ بقيادة موسى عليه السلام، وما عاناه من مشاقَّ في تربيتهم، ومحاولة أطرهم على الحق، وترويضهم على الطاعة والصدق والإخلاص، إلى أن التحق بالرفيق الأعلى على أبواب القدس، وخلَفه فيهم غيره من الأنبياء، ثم ملَّك الله عليهم طالوتَ فوحَّدهم وقادهم، ونصرهم بداود عليه السلام؛ كما قال تعالى: ﴿ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ ﴾ [البقرة: 251]، وقيَّض لداود وسليمان من التمكين والمُلك ما لم يقيض لأحد من العالمين قبلهما؛ قال تعالى: ﴿ وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ وَكُنَّا فَاعِلِينَ * وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ لِتُحْصِنَكُمْ مِنْ بَأْسِكُمْ فَهَلْ أَنْتُمْ شَاكِرُونَ * وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِينَ ﴾ [الأنبياء: 79 – 81]، وقال عز وجل: ﴿ وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلًا يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ * أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ * وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ وَمِنَ الْجِنِّ مَنْ يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَنْ يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ * يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَاسِيَاتٍ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ ﴾ [سبأ: 10 – 13]، فسعِد بنو إسرائيل وعزُّوا واعتزوا، ثم نزل الحديث عن حالهم هذا خطابًا لرسول الله صلى الله عليه والمسلمين، وحيًا يشرح نفوسهم، ويُبشرهم بقدرة الله على نصرهم والتمكين لهم، إن ثبتوا وصبروا وصابروا؛ بقوله تعالى: ﴿ وَلَقَدْ بَوَّأْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مُبَوَّأَ صِدْقٍ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ ﴾ [يونس: 93]، والواو في أول الآية للاستئناف، واللام لقسم مقدَّر تأكيدًا وبيانًا، و"قد" حرف تحقيق لما يأتي بعدها، وهو قوله تعالى: ﴿ بَوَّأْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ ﴾ [يونس: 93]، والفعل ﴿ بَوَّأْنَا ﴾ [يونس: 93]، من الباءة، والمَباءة: منزل القوم حين يَتَبَوَّؤونَ في وادٍ أو سهل أو جبل، أو قرية أو مدينة، ﴿ مُبَوَّأَ ﴾ [يونس: 93]، ولفظ "مبوأ" ظرف بمعنى: منزلة أو مكانة، ويقصد المكانة الرفيعة التي أنزلهم الله تعالى فيها عقب مسيرتهم إلى الأرض المقدسة والتمكين لهم فيها، تحت حكم داود وسليمان عليهما السلام ﴿ صِدْقٍ ﴾ [يونس: 93] أي: منزلة صدقناهم بها ما وعدناهم به من النصر والتمكين، فعاشوا في عزٍّ ورفاه وأمن ﴿ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ ﴾ [يونس: 93]، وأفاض الله عليهم فيها من الخيرات والبركات ما أغناهم، ومن العدل ما أمَّن حياتهم وأسعدهم، وسخَّر لهم على يد داود وسليمان ما لم يسخِّر لغيرهم من قبل، أقاموا إمبراطوريتهم العالمية، وقضَوا على أعدائهم، وأورثهم الله أموال غيرهم وأملاكهم؛ كما قال عز وجل: ﴿ فَأَخْرَجْنَاهُمْ مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * وَكُنُوزٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ * كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا بَنِي إِسْرَائِيلَ ﴾ [الشعراء: 57 – 59]، وقال: ﴿ وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ ﴾ [القصص: 5]، وقال: ﴿ وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ ﴾ [الأعراف: 137].

 

لقد كان حريًّا ببني إسرائيل إذ اكتمل لهم علم شريعتهم واضحًا بيِّنًا، وأفاض الله عليهم نعمه ظاهرةً وباطنة، أن يوفُّوا بعهدهم مع الله، ويقيموا أمر دينهم، فيفوزوا برضا ربهم، ويدوم أمنهم وسعادتهم، إلا أن الثبات على الحق وصراطه المستقيم في مسيرتهم بعد داود وسليمان كان بعيدًا عن تصورهم، وفقههم لشريعتهم وعملهم بها، وعن مسلكهم ومعاملاتهم بعضهم مع بعض، أو مع غيرهم، لِما جُبلوا عليه من فساد في السريرة، أدى بهم إلى التلاعب والمتاجرة بأحكام دينهم، على رغم توالي الأنبياء عليهم بعد داود وسليمان، بالنصح والتوجيه، والتحذير والإنذار، وتوارد الآيات الصاعقة عليهم، وكان من أشدها المسخ إذ تلاعبوا بأحكام الدين في ساحل البحر؛ كما قال تعالى: ﴿ وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ * فَجَعَلْنَاهَا نَكَالًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ ﴾ [البقرة: 65، 66]، وسلَّط الله عليهم مرتين عدوًّا من غير دينهم، وثنيًّا حاقدًا أذلهم وخرَّب بيوتهم ومدنهم، وانتهك أعراضهم وسباهم مرتين أذلةً صاغرين إلى بابل: ﴿ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ ﴾ [البقرة: 61]، فما أجدى فيهم نصح ولا ردهم عن غيِّهم تقريع أو توبيخ أو عقوبة، كانوا لا يتجاوزون ذنبًا إلا بتوبة غاشة مغشوشة، ولا يرعوون عن إثم إلا بعقوبة مخزية، ولا يعاهدون عهدًا إلا أعقبوه بنقض أو خيانة، وتطاول بهم الزمن؛ ﴿ فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُوا الْكِتَابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَذَا الْأَدْنَى وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا وَإِنْ يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِثْلُهُ يَأْخُذُوهُ ﴾ [الأعراف: 169].

 

ثم بيَّن تعالى لطفًا بأمة محمد صلى الله عليه وسلم وتحذيرًا لها من مصير بني إسرائيل، أولَ فساد وخرق في بنية صفِّهم عقيدةً وثقافةً وفقهًا، واجتماعًا وسلوكًا؛ فقال تعالى: ﴿ فَمَا اخْتَلَفُوا حَتَّى جَاءَهُمُ الْعِلْمُ ﴾ [يونس: 93]؛ أي: لم يدبَّ فيهم الاختلاف المؤدي إلى الظلم والفساد والعدوان، إلا من بعد ما اكتمل لهم علم شريعتهم، فاختلفوا في فهمه والعمل به باختلاف أهوائهم ومصالحهم، ومقاصدهم الذاتية والطائفية، وفي طرائق العمل به وتوظيفه لغير ما نزل له، وهو ما حذر منه الحق تعالى بقوله: ﴿ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُم ﴾ [البقرة: 213]؛ أي: ظلمًا وتظالمًا فيما بينهم، وحذر منه الرسول صلى الله عليه وسلم أمته بقوله: ((سيصيب أمتي داء الأمم: الأَشَرُ والبَطَرُ، والتكاثر والتشاحن في الدنيا، والتباغض والتحاسد، حتى يكون البغي))[5]، وكانت بذلك عقوبات بني إسرائيل العاجلة في الدنيا من اللعن والذلة وتسلط الأعداء، مع ما ينتظرهم في الآخرة من الحساب؛ بقوله تعالى: ﴿ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ ﴾ [يونس: 93]، يحكم بينهم فيما اختلفوا فيه من أمر دينهم ودنياهم، فهمًا وتنزيلًا، وتحريفًا وتأويلًا وتوظيفًا له ﴿ يَوْمَ الْقِيَامَة ﴾ [يونس: 93]، إذ يُبعث الخلق على صعيد واحد تُعرض فيه الكتب ويُحاسب العباد، ﴿ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ﴾ [يونس: 93]، فيحكم الله تعالى في اختلاف سرائرهم وأقوالهم وأعمالهم، ومدى امتثالهم لأحكام شريعتهم.

 

لقد كانت مسيرة بني إسرائيل في الدنيا غريبة لا يكاد المرء يصدقها، لا سيما وقد تعلقت بأحداث من عالم الشهادة عجيبة، رقًّا واستعبادًا وخدمة لطاغية في مصر ادعى الألوهية، ثم هروبًا وتجاوزًا لبحر ينحسر لهم وينطبق على عدوهم، وتيهًا في أرجاء صحراء قاحلة يسخر لهم ماؤها وطعامها بغير جهد منهم ولا سعي، ثم نصرًا وتمكينًا بالأرض المقدسة في مبوَّأ صدق، وتمام علمٍ، وأحداث أخرى متعلقة بالغيب تتجاوز الإدراك البشري؛ كمخاطبة الله تعالى موسى عليه السلام، والعصا التي تنقلب حية، واليد التي تخرج بيضاء من غير سوء، وتسخير الطبيعة جبالًا ورياحًا وجنًّا لداود وسليمان عليهما السلام، وغير ذلك مما أورده القرآن، وحفلت به مسيرتهم، ثم ما أعقب ذلك كله فيهم من فساد عقيدة، وضلال أقوال وأعمال، وغدر وخيانة عهود ومواثيق، وما نالهم من شر العقوبات في الدنيا مسخًا وسبيًا[6] وتشريدًا في الأرض، ولعنًا يعقبه الحساب العسير في الآخرة، وإذ ذكر القرآن هذه السيرة العجيبة الغريبة موجزة، والرسول صلى الله عليه وسلم يتلوها على الناس في مكة قرآنًا غضًّا، وهم بين مؤمن مسلِّم بما يسمع، ومتعجب منبهر، ومتشكِّك متردد، وكافر منكر يتصيد الشبهات، ولأن الرد عليهم جميعًا يعد هدرًا للوقت والجهد، آثر الوحي الكريم الردَّ على جميع الفُرقاء بإيجاز لا يثير جدلًَا، ولا يلهي عن تدبر القرآن، ولا يشغل الرسول صلى الله عليه وسلم عن دعوته المركزية، فأحالهم جميعًا إلى شهود من أهل الكتاب هودًا ونصارى، يقرؤون التوراة والإنجيل، وخاطبهم موجِّهًا حديثه للرسول صلى الله عليه وسلم، مترفعًا عن مجادلتهم مباشرة، من باب: إياك أعني واسمعي يا جارة؛ بقوله تعالى: ﴿ فَإِنْ كُنْتَ ﴾ [يونس: 94]، يا محمد، والخطاب للمتشككين في أخبار بني إسرائيل؛ كما في قوله تعالى له والخطاب لغيره: ﴿ وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا ﴾ [الأحزاب: 2]؛ إذ كان الأمر بالاتباع للمؤمنين وغير المؤمنين؛ لقوله تعالى: ﴿ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴾ [الأحزاب: 2]، ولم يقل بما "تعمل"، ثم عقب تعالى بجواب الشرط المتضمن في قوله تعالى: ﴿ فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ ﴾ [يونس: 94]، والخطاب موجه لكل متشكك، وليس للرسول صلى الله عليه وسلم، وهو البعيد من الشك في أعلى درجات الإيمان واليقين، وقد قال لما نزلت هذه الآية: ((لَا أَشُكُّ وَلَا أَسْأَلُ، بَلْ أَشْهَدُ أَنَّهُ الْحَق))، ثم واصل الوحي الكريم: ﴿ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ ﴾ [يونس: 94]، أيها المتشكك فيما يتلوه عليك رسولنا من أخبار بني إسرائيل، ﴿ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ ﴾ [يونس: 94]؛ وهم أهل الكتاب الذين أسلموا، ومنهم عبدالله بن سلام وغيره، ﴿ لَقَدْ جَاءَكَ ﴾ [يونس: 94]، في الوحي على الرسول صلى الله عليه وسلم، من أخبار بني إسرائيل أيها المتشكك فيها ﴿ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ ﴾ [يونس: 94]، حقيقة مسيرتهم من أول قدومهم مصر إلى آخر نكباتهم، ﴿ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ ﴾ [يونس: 94]، والفعل "تمترون" من أصل الفعل: مرى يمري مراء أي: شك وجادل، ومنه المِرية بكسر الميم وضمها، وهي الشك والجدل؛ ومنه قوله تعالى: ﴿ فَلَا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ ﴾ [هود: 17]، ومنه صيغة المفاعلة: مارى يماري وتمارى يتمارى أي يتجادل؛ كما في قوله تعالى: ﴿ أَلَا إِنَّ الَّذِينَ يُمَارُونَ فِي السَّاعَةِ لَفِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ ﴾ [الشورى: 18]، وقوله تعالى: ﴿ فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكَ تَتَمَارَى ﴾ [النجم: 55]، وزِيد في ثُلاثِيِّه الألف والتاء: امترى، أي: تكلف المراء والجدل وبالغ فيهما، وقوله تعالى للمتشككين في أخبار بني إسرائيل الواردة في القرآن: ﴿ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ ﴾ [يونس: 94]؛ أي: فلا تكن متكلفًا الشكَّ، مبالغًا فيه، مماريًا ومجادلًا بالباطل، وجاء النهي عن الشك فيما يخبرهم به القرآن بنون التوكيد الشديدة؛ تحذيرًا من خطورة هذا الذنب، ثم أُعيد التحذير منه لأنه يؤدي إلى الكفر المطلق؛ بقوله تعالى: ﴿ وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ فَتَكُونَ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ [يونس: 95]، لأن التكذيب والتشكيك في أخبار القرآن أو في حرف من حروفه تشكيك فيه كله، بل وتشكيك فيمن أوحى به وفيمن أنزله، وكل ذلك كفر عاقبته خسران الدنيا والآخرة.

 

ثم أكد الحق تعالى تحذيره من خسران الدنيا والآخرة وما يؤدي إليه؛ فقال:﴿ إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ ﴾ [يونس: 96]؛ أي: إن علامة المنبوذين من رحمة الله، مخسري الدنيا والآخرة أنهم ﴿ لَا يُؤْمِنُونَ ﴾ [يونس: 96]، يُصرون على الكفر، ﴿ وَلَوْ جَاءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ ﴾ [يونس: 97]، دالة على الحق، ﴿ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ ﴾ [يونس: 97]، يوم القيامة، إذ يصرخون: ﴿ رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْمًا ضَالِّينَ * رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ ﴾ [المؤمنون: 106، 107]، فيأتيهم الجواب مباشرة بقوله تعالى: ﴿ قَالَ اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ ﴾ [المؤمنون: 108].

 

لقد كانت مسيرة بني إسرائيل في الأرض عِظة لمن وعاها من المؤمنين، وعِبرة لمن يستوعبها من العالمين، عرضها القرآن الكريم علينا، والقرآن خطاب الله لأمة الإسلام ملزم لها أولًا، فيه دينها عقيدة وشريعة وحكمة، وإقامة حجة عليها وعلى غيرها يوم يقوم الناس لرب العالمين، وقد بيَّن الله لها بها مدارج الابتلاء في سيرة بني إسرائيل المؤدِّية إلى النجاة والنصر، ومزالق الابتلاء الموفية إلى الانهيار والخزي والخَسار، لا للتشفي أو للتسلية، ولكن للعظة والاعتبار؛ وقد أمر به تعالى بقوله: ﴿ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ ﴾ [الحشر: 2]، كما حذر رسول الله صلى الله عليه وسلم من اتباع طريقهم، والسقوط فيما سقطوا فيه من الأخطاء والآثام؛ بقوله: ((لتتبعن سَنَنَ الذين من قبلكم شبرًا بشبر، أو ذراعًا بذراع، حتى لو سلكوا جحر ضبٍّ لسلكتموه، قالوا: اليهودَ والنصارى؟ قال: فمن؟))، وإذ يتتبع المرء مسيرة الأمة الإسلامية من مبدأ أمرها إلى ما نحن فيه حاليًّا، يلاحظ أنها تكاد تكون أشبهَ بمسيرة بني إسرائيل في بعض جزئياتها، ومفاصل نشأتها، وتدهور حالها، فقد بدأت مستضعفة في مكة ثم توالى نصرها في المدينة، ثم قامت لها إمبراطوريتها العالمية المَهيبة الغالبة، ثم أصابها الوهن بالاختلاف مذاهبَ فقهيةً وسياسية، وصراعاتٍ على السلطة والمال، فانقسمت دولًا ودويلات، ثم اجتاحتها جيوش الاستعمار في القرنين السابقين من أقصاها في الشرق إلى أقصاها في الغرب، وهي حاليًّا لا تملك لنفسها أمرًا، ولا تكاد تدفع عن نفسها شرًّا، فإن راجعت نفسها وعادت إلى عهدها مع الله موفية به، وفَّى الله لها بوعده؛ قال تعالى: ﴿ بَلَى مَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ وَاتَّقَى فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ * إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [آل عمران: 76، 77].



[1] باستثناء سورة يوسف عليه السلام التي نزلت بعد أن سأل بعض الصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم عن خبر يوسف عليه السلام، فقصَّه القرآن عليهم بأسلوبه القرآني المعجز.

[2] الرِّسْل بكسر الراء: المهل، على رسلك أي: على مهلك.

[3] واضح من سياق هذه الآية أن إيمان فرعون وتوبته لم يُقبلا؛ لقوله تعالى:﴿ وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ﴾ [النساء: 18]، وقوله عز وجل: ﴿ فَلَمْ يَكُ يَنفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْاْ بَأْسَنَا ﴾ [غافر: 85]، وقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: ((إن الله تعالى يقبل توبة العبد ما لم يغرغر))، وقوله: ((من تاب إلى الله قبل أن يغرغر، قبِل الله منه)).

[4] جثمان فرعون حاليًّا معروض آيةً لمن يعتبر، في متحف ميدان التحرير بالقاهرة، يمر به السيَّاح من كل بلاد العالم وهم غافلون.

[5] حسن، الألباني.

[6] السبي كان مرتين لبني إسرائيل، على يد نبوخذ نصر الكلداني، أقوى ملوك بابل، السبي الأول عام 597 قبل الميلاد، والسبي الثاني كان عام 586 قبل الميلاد، سبى سكان القدس من اليهود، وأنهى حكم سلالة داود عليه السلام، وتمت عودتهم إلى فلسطين على يد قورش حاكم فارس.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • تفسير السور المئين من كتاب رب العالمين: تفسير سورة يونس (الحلقة الثانية) ليس من عذر لمن يرى آيات الله وبيده القرآن
  • تفسير السور المئين من كتاب رب العالمين: تفسير سورة يونس (الحلقة الثالثة) أربع سبل هن إلى النار أقرب
  • تفسير السور المئين من كتاب رب العالمين: تفسير سورة يونس (الحلقة الرابعة) حقيقة الدنيا وحقائق الآخرة.. إن عرفت فالزم
  • تفسير السور المئين من كتاب رب العالمين: تفسير سورة يونس (الحلقة الخامسة) أربع حقائق ينبغي للمؤمن استجلاؤها وتجليتها
  • تفسير السور المئين من كتاب رب العالمين تفسير سورة يونس (الحلقة السادسة)
  • تفسير سورة يونس (الحلقة السابعة) ثلاث حقائق من الإيمان بدونها ينتقض
  • تفسير سورة يونس (الحلقة الثامنة) مأدبة الله لأوليائه في الدنيا بين الشاكرين والجاحدين
  • تفسير سورة يونس (الحلقة التاسعة) رسالتا نوح وموسى: دعوة واحدة بظرفين ومنهجين مختلفين
  • تفسير سورة يونس (الحلقة العاشرة) موسى: نبي يقود وفتية يؤسسون

مختارات من الشبكة

  • تفسير سورة التوبة (الحلقة الحادية عشرة) المنافقون حسدة بخلاء لمازون(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير السور المئين من كتاب رب العالمين - سورة يونس الحلقة الأولى: تقديم وتمهيد(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير سور المفصل 212 - سورة الأعلى ج 1 - مقدمة لتفسير السورة(مادة مرئية - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)
  • مناسك الحج (الحلقة الحادية عشرة)(مقالة - موقع الشيخ عبد القادر شيبة الحمد)
  • الحلقة الحادية عشرة(مقالة - موقع الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض)
  • فذكر بالقرآن من يخاف وعيد (الحلقة الحادية والعشرون)(مادة مرئية - موقع الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي)
  • فذكر بالقرآن من يخاف وعيد (الحلقة الحادية عشر)(مادة مرئية - موقع الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي)
  • برنامج الرقية الشرعية (الحلقة الحادية عشر)(مادة مرئية - مكتبة الألوكة)
  • الحلقة الحادية والخمسون(مقالة - موقع الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض)
  • الحلقة الحادية والأربعون(مقالة - موقع الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الزيادة المستمرة لأعداد المصلين تعجل تأسيس مسجد جديد في سانتا كروز دي تنريفه
  • ختام الدورة التاسعة لمسابقة "جيل القرآن" وتكريم 50 فائزا في سلوفينيا
  • ندوة في سارنيتسا تبحث تطوير تدريس الدين الإسلامي وحفظ التراث الثقافي
  • مشروع للطاقة الشمسية وتكييف الهواء يحولان مسجد في تيراسا إلى نموذج حديث
  • أكثر من 5000 متطوع مسلم يحيون مشروع "النظافة من الإيمان" في زينيتسا
  • في حفل مميز.. تكريم المتفوقين من طلاب المسلمين بمقاطعة جيرونا الإسبانية
  • ندوة دولية في سراييفو تبحث تحديات وآفاق الدراسات الإسلامية المعاصرة
  • النسخة الثانية عشرة من يوم المسجد المفتوح في توومبا

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 7/1/1447هـ - الساعة: 15:12
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب