من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: الغني

من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى

(الغني)

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد:

فمن أسماء الله الحسنى: الغني، وللسلف رحمهم الله أقوال في معنى هذا الاسم، وبعض الفوائد المتعلقة به، جمعت بعضًا منها، أسأل الله الكريم أن ينفع بها الجميع.

• قال الإمام ابن جرير الطبري رحمه الله: الغني عن عبادتكم إياه، وعن خدمتكم، وعن غير ذلك من الأشياء.

• قال الإمام البغوي رحمه الله: الغني عن خلقه.

• قال الإمام ابن الأثير الجزري رحمه الله: في أسماء الله تعالى "الغني" هو الذي لا يحتاج إلى أحد في شيء، وكُل أحد يحتاج إليه، وهذا هو الغني المطلق، ولا يشارك الله تعالى فيه غيره.

قال العلامة ابن القيم رحمه الله:

وهو الغني بذاته فغناه ذا تي له كالجود والإحسان

ولكمال غناه استحال إضافة الولد والصاحبة والشريك والظهير والشفيع بدون إذنه إليه.

• قال الحافظ ابن كثير رحمه الله: هو غني عن جميع خلقه، وجميع خلقه فقراء إليه، وهو واسع الفضل، لا ينفد ما لديه.

من تصَدَّق بصدقة من كسب طيب، فليعلم أن الله غني واسع العطاء كريم جواد، وسيجزيه بها ويضاعفها له أضعافًا كثيرة.

• قال العلامة الشوكاني رحمه الله: الغني؛ أي: عن خلقه وعن أعمالهم.

• قال العلامة السعدي رحمه الله: هو تعالى الغني بذاته، الذي له الغنى التام المطلق من جميع الوجوه والاعتبارات لكماله، وكمال صفاته التي لا يتطرق إليها نقص بوجه.

ومن كمال غناه: أن خزائن السموات والأرض بيده، وأن جوده على خلقه متواصل آناء الليل والنهار، وأن يديه سحَّاء في كل وقت.

ومن كمال غناه: أنه يدعو عباده إلى سؤاله كل وقت، ويَعِدهم عند ذلك بالإجابة، ويأمرهم بعبادته، ويعدهم القبول والإثابة، وقد آتاهم من كل ما سألوه، وأعطاهم كل ما أرادوه وتمنوه.

ومن كمال غناه: أنه لو اجتمع أهل السموات والأرض، وأول الخلق وآخرهم على صعيد واحد، فسألوه كلَّ ما تعَلَّقت به مطالبهم، فأعطاهم سؤلهم، لم ينقص ذلك مما عنده إلا كما ينقص المخيط إذا غمس في البحر.

فهو الغني بذاته، المغني جميع مخلوقاته، أغنى عباده بما بسط لهم من الأرزاق، وما تابع عليهم من النِّعَم التي لا تُعَدُّ ولا تحصى، وبما يَسَّره من الأسباب الموصلة إلى الغنى.

وأخص من ذلك أنه أغنى خواصَّ عباده بما أفاضه على قلوبهم من المعارف والعلوم الربانية والحقائق الإيمانية، حتى تعَلَّقت قلوبه به ولم يلتفتوا إلى أحد سواه.

هذا هو الغني العالي... فنسأل الله أن يغني قلوبنا بالهدى والنور والمعرفة والقناعة، وأن يمدنا من واسع فضله وحلاله.

• قال العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله: من أسماء الله: الغني، والغني: هو من عنده غنى يستغني به عن غيره... فهو سبحانه وتعالى لا يحتاج إلى أحد، وكل من في السموات والأرض فإنه محتاج إلى الله، هو غني بذاته عن جميع مخلوقاته، فله الغنى المطلق من جميع الوجوه.

• قال العلامة عبدالرحمن بن ناصر البراك: قال تعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ ﴾ [فاطر: 15]، كل شيء إليه فقير، وهو الغني بذاته عن كل ما سواه.

• قال الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ: الله عز وجل سَمَّى نفسه بالغني، كما في قوله سبحانه وتعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ ﴾ [لقمان: 26]، وفي قوله سبحانه وتعالى: ﴿ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ ﴾ [الحديد: 24]، ونحو ذلك من الآيات، فهو سبحانه وتعالى موصوف بالغنى، ومن أسمائه الغني، ومعنى هذا الاسم الذي هو من أسماء الجلال لله عز وجل، ومن أسماء الجمال لله عز وجل، معنى هذا الاسم أنه سبحانه وتعالى الذي يحتاج إليه كلُّ شيء، وهو المستغني عن كل شيء.

• قال الشيخ سعد بن ناصر بن عبدالعزيز الشثري: قد أخبر الله جل وعلا بأنه غني ومن مقتضى غناه أن يقوم بنفسه، ولا يحتاج إلى أحد سواه، كما قال جل وعلا: ﴿ يَاأَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ ﴾ [فاطر: 15].

الله هو الغني فلا يحتاج إلى أحد من خلقه، بل الخلق هم المحتاجون إليه، قال تعالى: ﴿ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ ﴾ [فاطر: 15].