• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    وما خرفة الجنة؟
    السيد مراد سلامة
  •  
    معنى كلام خديجة رضي الله عنها
    الدكتور أبو الحسن علي بن محمد المطري
  •  
    حياة من الجن وجن من الحيات (خطبة)
    د. محمد بن مجدوع الشهري
  •  
    تحريم صرف الخشية لغير الله تعالى
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    شروط الدعاء
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    إنهم لن يضروا الله شيئا
    د. خالد النجار
  •  
    تخريج حديث: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يغسل ...
    الشيخ محمد طه شعبان
  •  
    انظروا عمن تأخذون دينكم
    عاقب أمين آهنغر (أبو يحيى)
  •  
    التعليقات العارفية على الحديث المسلسل بالأولية
    د. محمد عارف الأركاني
  •  
    من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (العليم، ...
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
  •  
    خطبة: لا تغتابوا المسلمين (باللغة النيبالية)
    حسام بن عبدالعزيز الجبرين
  •  
    وقفات تربوية مع سورة القارعة
    رمضان صالح العجرمي
  •  
    وقفة معبرة مع تقويم الهجرة (خطبة)
    د. صغير بن محمد الصغير
  •  
    تفسير سورة الناس
    يوسف بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن السيف
  •  
    حديث: إذا مضت أربعة أشهر وقف المولي حتى يطلق، ولا ...
    الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد
  •  
    رؤيا فسرها المنام وصدقها الواقع
    عبدالله بن إبراهيم الحضريتي
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / الحديث وعلومه
علامة باركود

التعليقات العارفية على الحديث المسلسل بالأولية

التعليقات العارفية على الحديث المسلسل بالأولية
د. محمد عارف الأركاني

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 29/6/2025 ميلادي - 4/1/1447 هجري

الزيارات: 94

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

التعليقات العارفية على الحديث المسلسل بالأولية

 

الحمد لله الذي تسلسلت علينا رحماته وتتابعت نعماته، والصلاة والسلام على نبينا محمد المبعوث رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحابته الرحماء المرضيين.

 

قال الفقير إلى الله العزيز الحميد الغني محمد عارف بن فاروق أحمد بن عبدالقادر الأركاني ثم المدني: إن الحديث المسلسل بالأولية أرويه عن شيخي وأستاذي الشيخ أحمد جابر جبران أبي علي اليمني ثم المكي رحمه الله تعالى، وهو أول حديث أجازني به بمنزله بمكة المشرفة سنة ألف وأربع مئة وست عشرة من الهجرة، وهو يرويه عن مشايخ كثيرين؛ منهم: الشيخ حسن بن محمد المشاط المكي، والشيخ محمد نور سيف المكي، والشيخ علوي بن عباس المالكي، والشيخ محمد ياسين الفاداني، قال: وهو أول حديث سمعته منهم، قالوا: حدثنا به شيخنا عمر حمدان المحرسي، وهو أول حديث سمعناه منه، عن العلامة الشيخ فالح بن محمد الظاهري، قال: وهو أول حديث سمعته منه، قال: أخبرنا به شيخنا الأستاذ محمد بن علي السنوسي الخطابي وهو أول حديث سمعته منه، قال: حدثنا أبو حفص عمر العطار، وهو أول حديث سمعته منه، قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن عبدالبر الونائي وهو أول حديث سمعته منه، قال: أخبرنا البرهان إبراهيم بن محمد النمرسي وهو أول حديث سمعته منه، قال: حدثنا الإمام عيد بن علي النمرسي وهو أول حديث سمعته منه، قال: حدثنا الإمام عبدالله بن سالم البصري وهو أول حديث سمعته منه، قال: حدثنا الشمس محمد البابلي وهو أول حديث سمعته منه، قال: حدثنا الشهاب أحمد بن محمد الشلبي وهو أول حديث سمعته منه، قال: أخبرنا الجمال يوسف بن زكريا الأنصاري وهو أول حديث سمعته منه، قال: أخبرنا البرهان إبراهيم بن علي القلقشندي وهو أول حديث سمعته منه، قال: أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد المقدسي الشهير بالواسطي وهو أول حديث سمعته منه، قال: أخبرنا الخطيب صدر الدين محمد بن محمد الميدومي وهو أول حديث سمعته منه، قال: حدثنا النجيب عبداللطيف بن عبدالمنعم الحراني وهو أول حديث سمعته منه، قال: حدثنا الحافظ أبو الفرج عبدالرحمن بن الجوزي وهو أول حديث سمعته منه، قال: حدثنا أبو سعد إسماعيل بن أبي صالح النيسابوري وهو أول حديث سمعته منه، قال: حدثنا والدي أبو صالح أحمد بن عبدالملك المؤذن وهو أول حديث سمعته منه، قال: حدثنا أبو طاهر محمد بن محمد بن محمش الزيادي وهو أول حديث سمعته منه، قال: حدثنا أبو حامد أحمد بن محمد بن يحيى بن بلال البزاز وهو أول حديث سمعته منه، قال: حدثنا عبدالرحمن بن بشر بن الحكم العبدي وهو أول حديث سمعته منه، قال: حدثنا سفيان بن عيينة وهو أول حديث سمعته منه، عن عمرو بن دينار، عن أبي قابوس مولى عبدالله بن عمرو بن العاص، عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء"؛ رواه أبو داود والترمذي واللفظ له وأحمد والحاكم وغيرهم، وهو حديث صحيح.

 

نسأل الله تعالى أن يجعلنا من أهل تلك السلسلة بمنِّه وكرمه.

 

التعليقات:

وفي هذا المقام أراني في حاجة إلى بعض التعليقات والتوضيحات حول سند هذا الحديث الشريف ومتنه ومضمونه.

 

التعليق الأول: تعريف بالحديث المسلسل:

قال الإمام النووي (ت 676هـ): "المسلسل: هو ما تتابع رجال إسناده على صفة أو حالة للرواة تارة وللرواية تارة"[1].

 

فالحديث المسلسل هو الحديث الذي يروى على حالة مخصوصة ونمط معين.

 

والتسلسل من لطائف الإسناد. قال الإمام أبو عمرو ابن الصلاح (ت 643هـ): "ومن فضيلة التسلسل اشتماله على مزيد الضبط من الرواة"[2]. فمن فوائد المسلسل اشتماله على الدلالة على أن رواته اتسموا بزيادة العناية بضبط الرواية. وقد صنفت في الأحاديث المسلسلة كتب عديدة، منها المسلسلات المختصرة للحافظ صلاح الدين العلائي (ت 761هـ)، والجواهر المكللة في الأحاديث المسلسلة لشمس الدين السخاوي (ت 902هـ) وجياد المسلسلات للإمام السيوطي (ت 911هـ)، والمناهل السلسلة في الأحاديث المسلسلة للشيخ محمد عبدالباقي الأيوبي الأنصاري (ت 1364هـ). وكذلك أفردت أجزاء بالحديث المسلسل بالأولية، منها الجزء المسلسل بالأولية والكلام عليه لعلاء الدين علي بن إبراهيم بن داود العطار (ت 724هـ)، والعروس المجلية في أسانيد الحديث المسلسل بالأولية لصفي الدين محمد بن أحمد البخاري (ت 1200هـ).

 

حديث الرحمة هذا حديث صحيح معروف، وقد ورد بأكثر من إسناد، لكنه باعتبار الإسناد الذي في هذا السياق يتميز بأنه مسلسل بالأولية بمعنى أن معظم رجال إسناده تلقوه عن شيوخهم باعتباره أول حديث تلقوه عنهم؛ فهو يندرج في نوع المسلسل بصفة الرواية والتحمل. والحرص على رواية هذا المسلسل وجعله أول حديث تحديثًا وتلقيًا حفاظ على تسلسله وتميزه بهذه اللطيفة، وإن كانت روايته كأي حديث سائغة ومباركة مطلقًا من دون تقييد بالأولية.

 

ويا له من شرف لمسلم أن يكون متصل السند برسول الله صلى الله عليه وسلم ولو بحديث واحد.

 

ولا يبعد من واسع رحمة الله تعالى وعظيم إحسانه إن اعتنينا بهذا الحديث الشريف عملًا ونشرًا أن يرحمنا ويغفر لنا وينجينا من النار.

 

التعليق الثاني: توضيح أسماء بعض رجال الإسناد:

عمر حمدان المحرسي: نسبة إلى المحرس: بفتح الميم وسكون الحاء المهملة وكسر الراء، آخره سين مهملة: مدينة في تونس، وكان مدرسًا في المسجد الحرام بمكة المكرمة، توفي في المدينة المنورة عام 1368هـ.

 

أبو الحسن علي بن عبدالبر الونائي: نسبة إلى وناء-كسحاب-: قرية بصعيد مصر الأدنى.

 

الشمس محمد البابِلي: نسبة إلى بابل، بكسر الباء الموحدة الثانية، قرية بمصر من أعمال المنوفية.

 

صدر الدين محمد بن محمد الميدومي: نسبة إلى ميدوم: قرية من أعمال البهنساوية في مصر[3].

 

أبو الفرج عبدالرحمن بن علي الجوزي: هو ابن الجوزي المعروف.

 

النيسابوري: نسبة إلى نيسابور، والصواب أنه بفتح النون[4].

 

أبو طاهر محمد بن محمد بن مَحْمِش الزيادي: محمش: بفتح الميم الأولى وكسر الثانية، بينهما حاء مهملة ساكنة، وآخره شين معجمة، كمجلس. والزيادي: بكسر أوله وفتح المثناة تحت المخففة، وبعد الألف دال مهملة مكسورة، نسبة إلى محلة كان ينزلها من نيسابور، تسمى ميدان زياد بن عبدالرحمن[5].

 

أبو حامد أحمد بن محمد بن يحيى بن بلال البزَّاز: بالزاي المكررة[6].

 

أبو قابوس: غير منصرف للعجمة والعلمية.

 

التعليق الثالث: حال التسلسل في هذا الإسناد:

انتهى التسلسل بالأولية فيه إلى سفيان بن عيينة. قال شمس الدين ابن الجزري (ت 833هـ): "الصواب أن التسلسل فيه من سفيان بن عيينة إلى آخر السند منقطع، ومن رفع تسلسله بعده فقد غلط"[7]. قال الحافظ ابن حجر العسقلاني (ت 852هـ): "وقد يقع التسلسل في معظم الإسناد؛ كحديث المسلسل بالأولية؛ فإن السلسلة تنتهي فيه إلى سفيان بن عيينة فقط، ومن رواه مسلسلًا إلى منتهاه فقد وهم"[8]. قال الحافظ تقي الدين بن فهد (ت 871 هـ): "وأظن أن الوهم فيه من الحميدي أو الصيمري المذكورين في سنده"[9]. قال الإمام السيوطي: "... فإنه انتهى فيه التسلسل إلى سفيان بن عيينة، وانقطع في سماع سفيان من عمرو بن دينار، وانقطع في سماع عمرو من أبي قابوس، وفي سماع أبي قابوس من عبدالله بن عمرو، وفي سماع عبدالله من النبي صلى الله عليه وسلم (على ما هو الصحيح فيه)، وقد رواه بعضهم كامل السلسلة فوهم فيه"[10].

 

التعليق الرابع: تخريج الحديث:

أخرجه أبو داود في سننه[11]، بلفظ: "ارحموا أهل الأرض يرحمكم من في السماء"، وصحَّحه الألباني في صحيح سنن أبي داود[12]. وأخرجه الترمذي في سننه[13] بلفظ: "ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء"، وزاد في آخره: "الرحم شِجْنة من الرحمن، فمَنْ وصلها وصله الله، ومن قطعها قطعه الله"، وقال: "هذا حديث حسن صحيح"، وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي[14]. وأخرجه أحمد في مسنده[15]، بلفظ: "ارحموا أهل الأرض يرحمكم أهل السماء"، وفي آخره زيادة بلفظ: "والرحم شجنة من الرحمن من وصلها وصلته ومن قطعها بتته"، وذكر أحمد شاكر في تحقيقه للمسند أن إسناده صحيح. وأخرجه الحاكم في مستدركه بمثل لفظ أحمد، وفي آخره زيادة كزيادة الترمذي، وصححه ووافقه الذهبي[16]. وأورده الذهبي في كتاب العلو بلفظ: "الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء"، ثم قال: "وأخرجه أبو داود والترمذي وصححه، تفرد به سفيان"[17]، وقال في معجم الشيوخ: "هذا حديث صحيح"[18]. وقال العراقي (ت 806هـ): "هذا حديث صحيح"[19]. وكلهم من طريق سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن أبي قابوس عن عبدالله بن عمرو بن العاص مرفوعًا.

 

قال شمس الدين السخاوي: "أخرجه البخاري في تصنيفيه الكنى والأدب المفرد"[20]. قال عنه الشيخ محمد ياسين الفاداني (ت 1410هـ): "قوله: (والأدب المفرد) سبق قلم؛ إذ لم يكن فيه هذا الحديث"[21]. وقال أيضًا: "فنسب تخريجه للبخاري في الأدب المفرد، وهو غير صحيح؛ إذ ليس فيه أصلًا بلفظه، إلا أن يراد بمعناه"[22].

 

التعليق الخامس: تحقيق لفظ الحديث:

يلاحظ عند بعض من أورد هذا الحديث زيادة لفظ (تبارك وتعالى) عقب لفظ (الرحمن)، ولكن هذه الزيادة ليست جزءًا من الحديث، وفي ذلك قال ابن الطيب (ت1170هـ): "والتنزيه وهو (تبارك وتعالى) سمعناه من جميع من روينا عنه، وأسقطه ناس كثيرون؛ منهم: الشمس ابن الجزري [ت 833 هـ] في عقود اللآلي في الأحاديث المسلسلات والعوالي، والجلال السيوطي في جياد المسلسلات"[23]. وقال الشيخ محمد عبدالباقي الأيوبي الأنصاري: "هكذا سمعناه من جميع مشايخنا بزيادة لفظ (تبارك وتعالى)، وأسقطه ابن الجزري والسيوطي ومحمد عابد السندي [ت 1257هـ] وغيرهم، والأصل أنه ليس من الرواية في شيء، وإنما الأدب كتابة الثناء على الله تعالى عند ذكر اسمه، نحو: عز وجل، وتبارك وتعالى، وجل وعلا، سواء كان ثابتًا في أصل سماعه أو لا، ويتلفَّظ به القارئ؛ لأنه ثناء يثنيه لا كلام يرويه... ومن العلماء من يرى التقييد في ذلك بالرواية فيكتفي بذكره لفظًا من غير أن يكتبه في الأصل إلا عند ثبوته روايةً"[24].

 

ولم أجد هذه الزيادة في كتب الحديث التي سبقت في التخريج، وكذلك في مسلسلات الإمام محمد بن مسعود الكازروني (ت 758هـ) والمسلسلات المختصرة للحافظ صلاح الدين العلائي (ت 761هـ) وغيرهما.

 

لفظ الحديث (يرحمكم) بالجزم على جواب الأمر، هكذا وجدت في كتب الحديث المتقدمة في التخريج ومسلسلات الكازروني ومسلسلات العلائي وجياد المسلسلات للسيوطي وغيرها. والشيخ أبو الحسن السندي (ت 1138هـ) في حاشيته على مسند أحمد[25] أجاز الرفع، قال: "(يرحمكم) بالجزم على جواب الأمر، ويمكن الرفع على الاستئناف بمنزلة التعليل، على معنى: يرحمكم إن رحمتم".

 

وقال ابن الطيب: "(يرحمكم): رويناه بالجزم في جواب الأمر عن المتقنين، وبالرفع استئنافًا أو دعاءً عن كثير من الشيوخ، وجزم جماعة بأن الجزم هو الرواية؛ فيقتصر عليه؛ إذ لا يحتاج إلى الاستئناف والدعاء إلا بعد ثبوت الرفع روايةً، وهو غير ثابت كما نصوا عليه"[26].

 

ولكن الشيخ هبة الله التاجي (1224هـ) حكى رجحان الرفع، قال: "وهو بالرفع على الاستئناف البياني، كأنه قيل: إذا رحمنا من في الأرض ما يكون لنا، أو ما يحصل لنا؟ فقيل لهم: يرحمكم من في السماء. وقال ابن قاسم: مرفوعة على الدعاء...وبالجزم في جواب الأمر. والذي أخذناه عن مشايخنا بالوجهين، ومقتضاه أن الجزم رواية لكن صرح النجم الغزي [ت 1061هـ] في البدور السائرة[27] في ترجمة الشيخ محمود بن أحمد البيلوني الحلبي بأنه أملاه بالرفع على أنه جملة دعائية، ثم قال: كذلك أفادنا شيخنا العمادي [ت 954هـ]، وقال: إن الرواية بالرفع لا بالجزم على أنه جواب الأمر"[28].

 

وتبعه الشيخ محمد زاهد الكوثري (ت1371هـ) وصرح برجحان الرفع، قال: "والرفع أقوى من الجزم روايةً وأبلغ درايةً"، ثم قال: "وفي (مزيد النعمة في حديث الرحمة) لهبة الله التاجي تفصيل ما يتعلق بهذا الحديث روايةً ودرايةً"[29].

 

وقال ابن عابدين (ت 1252هـ): "قال العلامة أبو الفتوح علي بن مصطفى الميقاتي الدباغ [ت 1174هـ] في رسالة له متعلقة بهذا الحديث أن (يرحمكم) مجزوم على أنه جواب الأمر، قال: هكذا ضبطه البدر الزركشي [ت 794هـ] في تذكرته عن جزء ابن الصلاح، ثم نقل كلام النجم الغزي وأن الرواية بالرفع، ثم قال: قلت: شواهد الحديث تقتضي الجزم. والله تعالى أعلم". ثم قال ابن عابدين: "وقال شيخنا العلامة الشيخ محمد الكزبري [ت 1262هـ]: وجزم بعض المسندين المتقنين بأن الجزم في جواب الأمر هو الرواية، ومن أجاز فيه الرفع على الاستئناف أو الدعاء إنما يتم له لو ثبت رواية، وهو لم يثبت كما تلقينا عن المشايخ العظام"[30].

 

وقال الشيخ محمد ياسين الفاداني (ت1410هـ): " (يرحمكم) بالجزم كما هو الرواية، وأما الرفع فلم يثبت كما نصوا عليه"[31].

 

ولم أجد للرفع أصلًا في رواية الحديث من خلال ما وقفت عليه من كتب الحديث وأقوال المتقدمين، والذي وجدت فيها هو كما أسلفت وجه الجزم فقط. والله تعالى أعلم.

 

التعليق السادس: معاني بعض ألفاظ الحديث:

(من في الأرض) المراد به (أهل الأرض) كما في الرواية الأخرى.

 

قال شرف الدين الطيبي (ت 743هـ): "أتى بصيغة العموم ليشمل جميع أصناف الخلق؛ فيرحم البر والفاجر، والناطق والبهم، والوحوش والطير"[32]. وفيه إشارة إلى أن إيراد (من) لتغليب ذوي العقول لشرفهم على غيرهم أو للمشاكلة المقابلة بقوله: (يرحمكم مَن في السماء).

 

(من في السماء)؛ أي: الله تعالى[33]. المراد به الله تعالى، وهذا هو المتبادر، وهو الذي يشير إليه صدر الحديث[34]؛ ولذلك أورد الذهبي هذا الحديث في كتاب العلو، كما سبق في التعليق الرابع.

 

ولفظ (في السماء) على هذا المعنى يكون من قبيل المتشابه، وله علاقة بقوله تعالى: ﴿ أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ ﴾ [الملك: 16]، فلنستعرض أولًا المراد بلفظ ﴿ مَنْ فِي السَّمَاءِ ﴾ في الآية.

 

قوله تعالى: ﴿ أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ ﴾: قال ابن عباس: أي الله[35]. أخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله: ﴿ أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ ﴾ قال: الله تعالى[36].

 

وقال الألوسي: "﴿ أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ ﴾ وهو الله عز وجل كما ذهب إليه غير واحد...، أو هو غيره عز شأنه، وإليه ذهب بعضهم، فقيل: الملائكة عليهم السلام الموكلون بتدبير العالم، وقيل: جبريل عليه السلام، وهو الملك الموكل بالخسف. وأئمة السلف لم يذهبوا إلى غيره تعالى، والآية عندهم من المتشابه، وقد قال صلى الله عليه وسلم: "وآمنوا بمتشابهه"؛ [مستدرك الحاكم: 2057، صحيح الإسناد]، ولم يقولوا أولوه؛ فهم مؤمنون بأنه عز وجل في السماء على المعنى الذي أراده سبحانه مع كمال التنزيه... وفي فتح الباري للحافظ ابن حجر: أسند اللالكائي [ت 418هـ] عن محمد بن الحسن الشيباني قال: اتفق الفقهاء كلهم من المشرق إلى المغرب على الإيمان بالقرآن وبالأحاديث التي جاء بها الثقات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في صفة الرب من غير تشبيه ولا تفسير. وأسند البيهقي بسند صحيح عن أحمد بن أبي الحواري عن سفيان بن عيينة: كل ما وصف الله تعالى به نفسه في كتابه فتفسيره تلاوته والسكوت عنه، وهذه طريقة الشافعي وأحمد بن حنبل "[37].

 

فلفظ ﴿ فِي السَّمَاءِ ﴾ في هذه الآية والتي بعدها معلوم معناه من حيث اللغة العربية، ولكن مجهولة كيفيته، فهو من المتشابهات التي لا يعلم تأويلها؛ أي: حقيقتها إلا الله عز وجل.

 

وهذا المعنى يصدق أيضًا على لفظ (من في السماء) في الحديث.

 

"قال ابن الصلاح [ت 643هـ] في إملائه: في هذا الحديث وأشباهه فرق ثلاث: فرقة تؤول، وأخرى تُشبِّه، وثالثة ترى أنه لم يطلق الشارع مثل هذه اللفظة إلا وإطلاقها سائغ وحسن، فنقولها مطلقة كما قال مع التصريح بالتقديس والتنزيه والتبرِّي من التحديد والتشبيه، ونتلهى عنها فلا نهتم بشأنها ذكرًا ولا فكرًا، ونَكِل علمها عند من أحاط بها وبكل شيء خبرًا، وعلى هذه الطريقة مضى صدر الأمة وسادتها، وإياها اختار أئمة الفقهاء وقادتها، وإليها دعا أئمة الحديث وأعلامه، ولا أحد من المتكلمين من أصحابنا يصدف عنها ويأباها..."[38].

 

وفي هذا المعنى ما ذكره ابن تيمية (ت 728 هـ)، قال: "... فإنه قد روي من غير وجه أن سائلًا سأل مالكًا عن قوله: ﴿ الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ﴾ [طه: 5]، كيف استوى؟ فأطرق مالك حتى علاه الرُّحَضاء[39]، ثم قال: "الاستواء معلوم والكيف مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة، وما أراك إلا رجل سوء. ثم أمر به فأخرج". ومثل هذا الجواب ثابت عن ربيعة شيخ مالك. وقد روي هذا الجواب عن أم سلمة رضي الله عنها موقوفًا ومرفوعًا، ولكن ليس إسناده مما يعتمد عليه. وهكذا سائر الأئمة قولهم يوافق قول مالك في أنا لا نعلم كيفية استوائه كما لا نعلم كيفية ذاته، ولكن نعلم المعنى الذي دل عليه الخطاب، فنعلم معنى الاستواء ولا نعلم كيفيته، وكذلك نعلم معنى النزول ولا نعلم كيفيته، ونعلم معنى السمع والبصر والعلم والقدرة ولا نعلم كيفية ذلك، ونعلم معنى الرحمة والغضب والرضا والفرح والضحك ولا نعلم كيفية ذلك"[40].

 

وقيل: المراد بلفظ (من في السماء) في الحديث من سكن فيها وهم الملائكة، ورحمتهم للراحمين دعاؤهم لهم بالمغفرة والرحمة؛ كما قال الله تعالى: ﴿ الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ ﴾ [غافر: 7]. وعلى هذا يكون (من في السماء) من قبيل المحكم[41].

 

والمراد برواية (أهل السماء): الملائكة؛ أي: يرحمكم الملائكة في السماء بالدعاء بالمغفرة والرحمة. والبعض جعل رواية (أهل السماء) تفسيرًا لرواية (من في السماء).

 

(الرحم)؛ أي: القرابة[42].

 

(شِجْنة) بكسر المعجمة وسكون الجيم وبعدها نون، وجاء بضم أوله وفتحه روايةً ولغةً، وأصل الشجنة عروق الشجر المشتبكة... وقوله: (من الرحمن)؛ أي: أخذ اسمها من هذا الاسم، كما في حديث عبدالرحمن بن عوف في السنن مرفوعًا: "وأنا الرحمن، خلقت الرحم وشققت لها اسمًا من اسمي". والمعنى أنه أثر من آثار الرحمة مشتبكة بها؛ فالقاطع لها منقطع من رحمة الله. وقال الإسماعيلي: معنى الحديث: أن الرحم اشتق اسمها من اسم الرحمن؛ فلها به علقة، وليس معناه أنها من ذات الله، تعالى الله عن ذلك[43].

 

(بتته) من البت، وهو القطع[44].

 

التعليق السابع: المعنى الإجمالي للحديث:

هذا الحديث الشريف من الأحاديث الشريفة الداعية إلى الرحمة بخلق الله تعالى في الأرض جميعًا والشفقة عليهم والإحسان إليهم، وقد أرشد النبي صلى الله عليه وسلم إلى هذا المعنى وأكد على أهميته فقال: (الراحمون)؛ أي: الذين يرحمون من في الأرض من إنسان أو حيوان أو طير أو غير ذلك شفقةً عليهم وإحسانًا إليهم (يرحمهم الرحمن) بواسع رحمته، ويتفضَّل عليهم بالإحسان والعفو والغفران؛ جزاءً وفاقًا؛ فالله سبحانه وتعالى هو الرحمن الرحيم، وقد تجلَّى هذان الاسمان العظيمان من الأسماء الحسنى من أول القرآن الكريم. وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لما قضى الله الخلق كتب عنده فوق عرشه: إن رحمتي سبقت غضبي"[45].

 

"لما قضى الله الخلق"؛ أي: حين قدر الله خلق المخلوقات وحكم بظهور الموجودات، أو حين خلق الخلق يوم الميثاق[46]. وعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: جعل الله الرحمة مئة جزء، فأمسك عنده تسعةً وتسعين جزءًا وأنزل في الأرض جزءًا واحدًا؛ فمن ذلك الجزء يتراحم الخلق حتى ترفع الفرس حافرها عن ولدها خشية أن تصيبه[47]. ثم أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالرحمة، فقال: (ارحمو من في الأرض يرحمكم من في السماء)؛ أي: ارحموا من معكم في الأرض من جميع أنواع الخلق؛ فإذا رحمتم من في الأرض شفقةً وعطفًا يرحمكم الله تعالى تفضلًا وكرمًا؛ فرحمة العبد للخلق سبب عظيم لنيل رحمة الله تعالى التي من آثارها خيرات الدنيا والآخرة. وقد ورد التوجيه النبوي الكريم بالإحسان حتى في هيئة قتل النفس التي أبيح دمها، وفي هيئة ذبح البهايم، عن أبي يعلى شداد بن أوس رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله كتب الإحسان على كل شيء؛ فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة، وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته"[48]. ومن مواضع رحمة الناس تعليمهم ضروريات الدين التي هي سبب لإنقاذهم من النار وإطعام جائعهم وكسوة عاريهم ونحو ذلك. ونبينا صلى الله عليه وسلم له النصيب الأوفر من هذا الخُلُق العظيم، فهو الرحمة المهداة، والنعمة المسداة، كما قال الله عز وجل: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ﴾ [الأنبياء: 107]، ثم أكَّد النبي صلى الله عليه وسلم على أهمية صلة الرحم؛ فأخبر أن الرَّحِم- أي: القرابة- مشتقة من اسم الله (الرحمن)؛ فلها به علاقة وطيدة؛ فمَنْ وَصَلَها وصله الله تعالى برحمته وإحسانه وعونه، ومَنْ قَطَعَها قَطَعَه الله تعالى من جوده وفضله.

 

التعليق الثامن: الدروس المستفادة من الحديث:

• الإسلام دين الرحمة وهو قائم على توحيد الله تعالى وطاعته والإحسان إلى خلقه.

 

• ثبوت صفة الرحمة لله عز وجل، فهو سبحانه وتعالى متصف بالرحمة، وهو الرحمن الرحيم.

 

• الرحمة بخلق الله تعالى والشفقة على الآخرين مجلبة لرحمة الله تعالى ومما يحبه الله تعالى ويرضاه لعباده.

 

• الجزاء من جنس العمل؛ فالراحمون يرحمهم الله عز وجل ويحسن إليهم.

 

• الرحمة مقيدة باتِّباع الكتاب والسُّنَّة؛ فإقامة الحدود والانتقام لحرمة الله تعالى لا ينافي الرحمة.

 

• ثبوت صفة العلو لله تعالى كما يليق بجلاله سبحانه.

 

• صلة الرحم فيها أجر كبير وقطيعتها فيها وعيد شديد.

 

• هذا الحديث الشريف يحمل فوائد مهمة يمكن تطبيقها للتواصل الحسن وتحقيق المحبة والوئام بين الخلق في العالم، وخاصة في هذا العصر الذي تفشَّى فيه العنف والقسوة وسوء التفاهم بين المجتمعات.

 

التعليق التاسع: التوسع في الأولية:

إذا كان الحديث المسلسل بالأولية أول حديث مسموع للطالب من شيخه كان سماعه منه بأولية حقيقية، وهذا هو الأصل. وفي حالة ما إذا كان قد تقدمه سماع حديث ما من شيخه فقد وسع العلماء أن يقيده بشيء ما يضفي عليه صفة الأولية؛ كزمان أو مكان أو صفة أو نحو ذلك؛ فيسوغ له أن يقول مثلًا: وهو أول حديث سمعته منه في سنة كذا أو شهر كذا أو مدينة كذا أو مجلس كذا، أو: وهو أول حديث سمعته منه مسندًا، إذا كان مسموعه منه قبل ذلك معلقًا؛ أي: محذوف السند. ويطلق عليها الأولية الإضافية أو النسبية؛ كما ذكر ذلك ابن عابدين، قال: "وقد أخذ سيدي هذا الحديث الشريف عن مشايخ كثيرين ممن تقدم ذكرهم، منهم بالسماع له بأولية حقيقية، ومنهم بأولية نسبية وإضافية، ومنهم بطريق الإجازة العامة "[49].

 

التعليق العاشر: رجال الإسناد من هذا العبد الضعيف إلى الرسول صلى الله عليه وسلم:

في هذا المسلسل بين هذا العبد الضعيف محمد عارف بن فاروق أحمد الأركاني وبين الرسول صلى الله عليه وسلم سبعة وعشرون شخصًا في الإسناد؛ فالذي يأخذه مني يكون بينه وبين الرسول صلى الله عليه وسلم ثمانية وعشرون شخصًا.

 

وبيني وبين الرسول صلى الله عليه وسلم في إسناد صحيح البخاري من طريق شيخي أحمد جابر جبران اليمني ثم المكي خمسة وعشرون شخصًا باعتبار ثلاثيات البخاري الاثنين والعشرين.

 

إلى هنا ينتهي ما تيسر جمعه من التعليقات على الحديث المسلسل بالأولية، فما كان فيها من صواب فمن الله عز وجل، وما كان من خطأ فمن نفسي ومن الشيطان، وأستغفر الله سبحانه وتعالى منه.

 

قال جامعها الراجي عفو ربه وغفرانه محمد عارف بن فاروق أحمد بن عبدالقادر الأركاني ثم المدني: كان الفراغ من جمعها وتحريرها في اليوم الثالث من شهر شعبان سنة ألف وأربع مئة وست وأربعين من الهجرة، في محافظة المندق، منطقة الباحة، المملكة العربية السعودية.

 

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحابته أجمعين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.



[1] التقريب والتيسير لمعرفة سنن البشير النذير للإمام النووي، النوع الثالث والثلاثون. وأصله في مقدمة ابن الصلاح، النوع الثالث والثلاثين.

[2] مقدمة ابن الصلاح، النوع الثالث والثلاثون، وانظر: تدريب الراوي في شرح تقريب النواوي للإمام السيوطي، النوع الثالث والثلاثين، المسلسل.

[3] له ترجمة في سير أعلام النبلاء، الجزء 17.

[4] ذكره ابن خَلِّكان: 383، وقال: إنما قيل لها نيسابور؛ لأن سابور ذا الأكتاف أحد ملوك الفرس لما وصل إلى مكانها أعجبه، وكان مقصبة؛ فأمر بقطع القصب وبنى المدينة؛ فقيل: ني سابور، وني: القصب بالعجمي.

[5] انظر: الجزء المسلسل بالأولية والكلام عليه، لعلاء الدين علي بن إبراهيم بن داود العطار، تحقيق صالح بن محمد، ص (18)، طبقات السبكي 4/ 198، المشتبه لابن ناصر الدين الدمشقي 4/ 322.

[6] حصر الشارد للشيخ محمد عابد السندي ص 536، نسبة إلى بيع البَزِّ؛ أي: الثياب.

[7] ذكره الشيخ محمد عبدالباقي الأيوبي الأنصاري في المناهل السلسلة، ص 6.

[8] نزهة النظر في توضيح نخبة الفكر لابن حجر العسقلاني، تحقيق الدكتور عبدالله بن ضيف الله الرحيلي ص155-156.

[9] هامش حصر الشارد ص 539.

[10] تدريب الراوي في شرح تقريب النواوي للإمام السيوطي، النوع الثالث والثلاثون، المسلسل (باختصار). وانظر: حصر الشارد ص (538)، تعليق الشيخ محمد ياسين الفاداني على حسن الوفا للشيخ فالح بن محمد الظاهري ص (32).

[11] في كتاب الأدب، باب في الرحمة (4941).

[12] برقم (4941).

[13] في كتاب البر والصلة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، باب ما جاء في رحمة الناس (1924).

[14] برقم (1924).

[15] في كتاب مسند المكثرين من الصحابة، باب مسند عبدالله بن عمرو بن العاص (6494)

[16] مستدرك الحاكم، كتاب البر والصلة 4/ 159.

[17] كتاب العلو للذهبي، تحقيق عبدالله البراك، ص (279).

[18] معجم الشيوخ للذهبي 1/ 23.

[19] سلسلة الأحاديث الصحيحة للألباني 2/ 631، رقم (925).

[20] الجواهر المكللة في الأحاديث المسلسلة للسخاوي (مخطوطة)، تشستر بيتي، رقم 3664/ ف، ص 40.

[21] العجالة في الأحاديث المسلسلة، ص 10.

[22] تعليقه على حسن الوفا للشيخ فالح بن محمد الظاهري، ص 33.

[23] عيون الموارد السلسلة من عيون المسانيد المسلسلة لابن الطيب (مخطوطة)، الأزهرية، رقم283، لوحة 9.

[24] المناهل السلسلة، ص 6 باختصار.

[25] 4/ 297.

[26] عيون الموارد السلسلة، لوحة 9.

[27] لم أجد للنجم الغزي كتابًا بهذا الاسم، ولم أجد الكلام المنقول في الكواكب السائرة له.

[28] مزيد النعمة في حديث الرحمة (مخطوط)، لوحة 27، باختصار.

[29] التحرير الوجيز فيما يبتغيه المستجيز، ص 8.

[30] عقود اللآلي في الأسانيد العوالي لابن عابدين، تحقيق محمد بن إبراهيم ص (197-198).

[31] العجالة في الأحاديث المسلسلة، ص 10.

[32] شرح الطيبي على مشكاة المصابيح، باب الشفقة والرحمة على الخلق، رقم الحديث (4750).

[33] تحفة الأحوذي شرح جامع الترمذي، كتاب البر والصلة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، باب ما جاء في رحمة الناس (1924).

[34] تعليق الشيخ محمد ياسين الفاداني على حسن الوفا، ص 32.

[35] تفسير السمعاني.

[36] الدر المنثور للسيوطي. وقال ابن جرير الطبري (ت310هـ): "﴿ أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ ﴾، وهو الله"؛ جامع البيان لابن جرير. وقال ابن عبدالبر (ت 463هـ): معناه: من على السماء، يعني: على العرش، على أن (في) بمعنى (على)، كما في قوله تعالى: ﴿ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ ﴾ [طه: 71]؛ أي: على جذوع النخل. انظر: التمهيد لابن عبدالبر 7/ 130. وقال ابن تيمية (ت 728هـ): ﴿ فِي السَّمَاءِ ﴾؛ أي: في العلو، على أن ﴿ السَّمَاءِ ﴾ بمعنى (العلو)، و﴿ فِي ﴾ على أصله. انظر: مجموع الفتاوى لابن تيمية 16/ 100-101.

[37] روح المعاني للألوسي باختصار، وانظر: الأسماء والصفات للبيهقي، تحقيق أبي زيد محمد، ص (1031)، رقم (876)، تفسير القرآن العظيم لابن كثير تفسير الآية 54 من سورة الأعراف، والآية 6 من سورة طه، فتح الباري 13/ 407.

[38] مرقاة الصعود إلى سنن أبي داود للسيوطي، بعناية محمد شايب، ص 1254-1255باختصار، وانظر: البرهان في علوم القرآن للزركشي، تحقيق: محمد أبو الفضل، النوع السابع والثلاثون 2/ 78 – 79، الإتقان في علوم القرآن للسيوطي، تحقيق فواز أحمد، فصل من المتشابه آيات الصفات، ص (484).

[39] الرُّحَضاء: - كالخُشَشاء -: العرق إثر الحمى أو عرق يغسل الجلد كثرةً. القاموس المحيط (رحض).

[40] شرح حديث النزول لابن تيمية، تحقيق محمد الخميس، ص (132-133).

جواب مالك الذي ذكره ابن تيمية أخرجه آخرون باختلاف في بعض الألفاظ، فأخرجه البيهقي (ت 458) بلفظ: (الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول) بدل (الاستواء معلوم والكيف مجهول)؛ كما أخرجه بلفظ آخر أيضًا، وأخرجه اللالكائي (ت 418) والصابوني (ت 449) والذهبي (ت 748) وغيرهم باختلاف يسير في الألفاظ.

وجواب ربيعة الرأي الذي أشار إليه ابن تيمية أخرجه اللالكائي عن سفيان بن عيينة قال: سئل ربيعة عن قوله: ﴿ الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ﴾ [طه: 5]، كيف استوى؟ قال: الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول ومن الله الرسالة وعلى الرسول البلاغ وعلينا التصديق"، وصحَّحه الذهبي، وأورده الذهبي أيضًا بلفظ: (الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة)، وأخرجه البيهقي باختلاف يسير في اللفظ.

وجواب أم سلمة رضي الله عنها الذي أشار إليه ابن تيمية أخرجه اللالكائي من طريق الحسن البصري عن أمه عن أم سلمة رضي الله عنها في قوله: ﴿ الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ﴾ [طه: 5]، قالت: "الكيف غير معقول والاستواء غير مجهول، والإقرار به إيمان، والجحود به كفر". وأخرجه الصابوني، ونقله ابن حجر عن اللالكائي، وقال عنه الذهبي: "هذا القول محفوظ عن جماعة؛ كربيعة الرأي ومالك الإمام وأبي جعفر الترمذي، فأما عن أم سلمة فلا يصح؛ لأن أبا كنانة ليس ثقة وأبا عمير لا أعرفه"؛ انظر: شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للالكائي، تحقيق عادل آل حمدان، ص (397)، رقم (663)، ص (398) رقم (664، 665)، عقيدة السلف للصابوني، تحقيق د. ناصر الجديع، ص (178 - 183)، الأسماء والصفات للبيهقي، تحقيق أبي زيد محمد، باب ما جاء في قول الله عز وجل ﴿ الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ﴾ [طه: 5]، ص (1028 - 1030)، رقم (873، 874، 875)، كتاب العلو للذهبي، تحقيق عبدالله البراك، ص (911)، رقم (322)، ص (952)، رقم (344)، ص (954)، رقم (344 - 1)، فتح الباري 13 /  406.

وأثر أم سلمة رضي الله عنها هذا وإن كان سنده فيه ضعف فإنه صحيح معناه.

الاستواء معلوم: أي معلوم معناه من حيث اللغة العربية، وهو العلو. والكيف مجهول: قال الإمام الغزالي (ت 505هـ): "يعني تفصيل المراد به غير معلوم"؛ إلجام العوام عن علم الكلام للغزالي، طبعة دار المنهاج ص (61). والكيف غير معقول: أي لا يدركه العقل، وإنما استأثر الله عز وجل بعلم كيفيته وحقيقته. والسؤال عنه بدعة: لأن الصحابة رضي الله عنهم لم يسألوا عن الكيف؛ فالسؤال عنه بدعة في الدين.

[41] انظر: مزيد النعمة في حديث الرحمة (مخطوط)، لوحة: 27.

[42] انظر: القاموس المحيط (رحم).

[43] فتح الباري شرح صحيح البخاري (418/ 10) باختصار، وانظر: النهاية في غريب الحديث والأثر لابن الأثير (447/ 2)، القاموس المحيط (شجن).

[44] انظر: النهاية في غريب الحديث والأثر (92/ 1).

[45] أخرجه البخاري (7453)، ومسلم (2751).

[46] مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح للملا علي القاري، كتاب أسماء الله تعالى، باب رحمة الله (2364).

[47] أخرجه البخاري (6000) ومسلم (2757).

[48] أخرجه مسلم (1955)، الأربعون النووية، الحديث السابع عشر. القِتلة: بكسر القاف، وهي الهيئة والحالة. والذبحة: بكسر الذال ويضم. وقد جاء في بعض روايات هذا الحديث: "فأحسنوا الذبح" بغير هاء، وهو بالفتح مصدر، وبالهاء والكسر: الهيئة والحالة. وقوله: "وليُحد أحدكم شفرته": هو بضم الياء من أحَدَّ، يقال: أحَدَّ السكين وحَدَّها واستَحَدَّها؛ شرح الأربعين النووية لابن دقيق العيد، المكتبة الفيصلية - مكة المكرمة ص (51-52).

[49] عقود اللآلي في الأسانيد العوالي لابن عابدين، ص (186).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • الميسر المختصر في بيان الحديث المسلسل
  • الحديث المسلسل بيوم عاشوراء
  • شرح الحديث المسلسل
  • شرح البيقونية: الحديث المسلسل

مختارات من الشبكة

  • التعليقات المرضية على المنظومة البيقونية: شرح ميسر وسهل مناسب للمبتدئين في علم مصطلح الحديث (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • التعليقات الجلية على الشمائل المحمدية - شرح الحديث الأول (PDF)(كتاب - آفاق الشريعة)
  • التعليقات المختصرة على المنظومة التائية لابن تيمية (ت: 728هـ) في الافتقار إلى الله تعالى (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • التعليقات الكافية في ضبط الوافية نظم الشافية لقوام الدين محمد بن محمد السيفي القزويني (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • التعليقات الواضحة الوجيزة على الدرة الأرجوزة في رسم الكلمة المهموزة (PDF)(كتاب - حضارة الكلمة)
  • التعليقات السنية على السلسلة الذهبية (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • فوائد من التعليقات الزكية على العقيدة الواسطية(مقالة - آفاق الشريعة)
  • التعليقات الجلية على المنظومة البيقونية (WORD)(كتاب - آفاق الشريعة)
  • التعليقات الوفية بشرح الدرية الألفية للشريشي دراسة وتحقيقا(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • إنما تلوث نفسك أولا بمثل هذه التعليقات(مقالة - ثقافة ومعرفة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مشروع للطاقة الشمسية وتكييف الهواء يحولان مسجد في تيراسا إلى نموذج حديث
  • أكثر من 5000 متطوع مسلم يحيون مشروع "النظافة من الإيمان" في زينيتسا
  • في حفل مميز.. تكريم المتفوقين من طلاب المسلمين بمقاطعة جيرونا الإسبانية
  • ندوة دولية في سراييفو تبحث تحديات وآفاق الدراسات الإسلامية المعاصرة
  • النسخة الثانية عشرة من يوم المسجد المفتوح في توومبا
  • تخريج دفعة جديدة من الحاصلين على إجازات علم التجويد بمدينة قازان
  • تخرج 220 طالبا من دارسي العلوم الإسلامية في ألبانيا
  • مسلمو سابينسكي يحتفلون بمسجدهم الجديد في سريدنيه نيرتي

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 4/1/1447هـ - الساعة: 15:25
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب