• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    وأقيموا الصلاة (خطبة)
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    خطبة: علموا أولادكم أهمية الصلاة
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    حقوق المظلوم
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    من مائدة الصحابة: الزبير بن العوام رضي الله عنه
    عبدالرحمن عبدالله الشريف
  •  
    مصطلحات لها معنى آخر (الوعي واليقظة الذهنية)
    مريم رضا ضيف
  •  
    حديث: آلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من نسائه ...
    الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد
  •  
    تفسير سورة الفلق
    يوسف بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن السيف
  •  
    انتقاد العلماء لبعض ما في الصحيحين دليل صحتهما ...
    د. هيثم بن عبدالمنعم بن الغريب صقر
  •  
    شموع (109)
    أ.د. عبدالحكيم الأنيس
  •  
    الركعات التي يقرأ فيها بـ: {‌قل ‌يا ‌أيها ...
    بكر البعداني
  •  
    مواقف بين النبي وأصحابه (4)
    الشيخ عبدالعزيز السلمان
  •  
    ما أعظم ملك الله وقدرته!
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    خطبة: {ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب}
    يحيى سليمان العقيلي
  •  
    حقوق الوالدين (خطبة)
    عبد الإله جاورا أبو الخير
  •  
    الإسلام يدعو إلى التكافل
    الشيخ ندا أبو أحمد
  •  
    حكم التفضيل بين الأنبياء عليهم السلام
    د. أحمد خضر حسنين الحسن
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / النصائح والمواعظ
علامة باركود

حقوق المظلوم

حقوق المظلوم
د. أمير بن محمد المدري

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 21/6/2025 ميلادي - 25/12/1446 هجري

الزيارات: 127

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

حقوق المظلوم

 

الحمد لله الذي خلقنا من عدم، وكبّرنا من صغر، وقوّانا من ضَعف، وأسمعنا من صمم، وأغنانا من فقر، وعلّمنا من جهل، وأمّننا من خوف، وهدانا من ضلالة، أحمده سبحانه وأشكره وبالشكر تنال الزيادة.

 

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ناصر المظلومين والمستضعفين.

 

وأشهد أن نبينا وحبيبنا وسيدنا وقدوتنا محمداً عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.

 

وبعد:

حديثنا في هذه الدقائق عن حقوق المظلومين. وهل للمظلومين حقوق في الإسلام؟ نعم ما جاء الإسلام إلا لينصر المظلومين.

 

جاء الإسلام ليرد لهم حقوقهم التي سلبها الطغاة والمستكبرين.

 

جاء الإسلام لينقل العباد من عبادة وتعظيم العباد إلى عبادة وتعظيم رب العباد.

 

بل جعل الإسلام للمقتول ظلماً سلطاناً. قال تعالى: ﴿ وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلَا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا ﴾[الإسراء: 33].

 

ابدأ حديثي معكم عن حقوق المظلومين بقول الله تعالى ﴿ وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ * وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ * إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ * وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ﴾ [الشورى: 40 - 43].

 

لقد تضمنت هذه الآيات حقين للمظلومين: الحق الأول: الانتصار من الظالم، والثاني: حقه في العفو.

 

وقد عنون البخاري رحمه الله بكليهما في صحيحه، فقال: باب الانتصار من الظالم، لقوله جل ذكره: ﴿ لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا ﴾ [النساء: 148] وقال عز وجل: ﴿ وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ ﴾ [الشورى: 39]،قال إبراهيم رحمه الله: كانوا يكرهون أن يستذلوا، فإذا قدروا عفوا.[ تفسير البغوي:7 /197].

 

أي: أن الله مدح المؤمنين بأن فيهم قوة للانتصار ممن ظلمهم واعتدى عليهم، ليسوا بالعاجزين ولا الأذلين؛ بل يقدرون على الانتقام ممن بغى عليهم، ومع هذا إذا قدروا عفوا، كما قال يوسف لإخوته: لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم؛ فعفا عنهم مع قدرته على البطش بهم ومؤاخذتهم ومقابلتهم بمثل صنيعهم.

 

وكذلك عفا النبي صلى الله عليه وسلم عن غورث بن الحارث الذي أراد الفتك به لما اخترط سيفه عليه والنبي صلى الله عليه وسلم نائم، فاستيقظ صلى الله عليه وسلم، فوجد السيف مصلتاً فوق رأسه، فانتهر الرجل، فخاف وهاب وارتعش، فوقع السيف من يده، وأخذه النبي صلى الله عليه وسلم في يده، وقال له: «من يمنعك مني »قال: يا محمد كن خير آخذ. فعفا عنه صلى الله عليه وسلم[ رواه البخاري (4139) من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه].

 

وكذلك عفا صلى الله عليه وسلم عن زينب بن الحارث اليهودية التي أهدت له شاة مسمومة، يوم خيبر، وأكثرت السم في الذراع، فأخبره الذراع صلى الله عليه وسلم أنه مسموم، فدعاها فاعترفت، فقال صلى الله عليه وسلم: « ما حملك على ذلك؟ قالت: أردت إن كنت نبياً لم يضرك، وإن لم تكن نبياً استرحنا منك، فأطلقها صلى الله عليه وسلم وعفا عنها).

 

ولكن لما مات بشر بن البراء صاحبه من جراء أكله السم، قتلها به صلى الله عليه وسلم قصاصاً، والآيات والأحاديث في عفو المظلوم عن الظالم كثيرةٌ.

 

وإذا أصر المظلوم على الانتقام فلا بأس بذلك وهو مباح، ومن عدل الله في البشرية أن أباح لهم القصاص، وأباح لهم أن ينتقموا بمقدار ما ظلموا، فبعد أن ذكر الله تعالى المرتبة الأولى التي هي العفو مع القدرة ذكر المرتبة الثانية وهي جواز الانتقام، فقال عز وجل: ﴿ وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ ﴾ [الشورى: 41].

 

الدعاء على الظالم:

ومن حقوق المظلوم الدعاء على الظالم فإنه جائز، وهو من باب القصاص والانتصار فلا بأس أن يدعو المظلوم على الظالم، فليتق الله الظالم وليضع نصب عينيه دعوة المظلوم؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم أوصى معاذاً فقال: « اتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب» [رواه البخاري].

 

وأخبر في الأحاديث الأخرى أنها تُرفع على الغمام، ويقول الله: «لأنصرنك ولو بعد حين»، ثم هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم، عندما دعا على أعدائه الذين آذَوه، وحاربوا هذه الشريعة، وصاروا أعداءً لهذه الملة، كان ذات يوم ساجداً عند الكعبة، وكان بقربه جماعة من كفار قريش فيقول بعضهم لبعض: أيكم يقوم إلى سلا جَزور بني فلان ن فيلقيه على ظهر محمد، فيقوم عُقْبة بن أبي مُعَيط ويأخذ السَّلى ويلقيه على ظهر النبي صلى الله عليه وسلم، فيبقى النبي صلى الله عليه وسلم ساجداً، حتى تأتي ابنته وتأخذ السَّلى من على ظهره، وهي تبكي، ثم تُقبل على المشركين تَسبُّهم رضي الله عنها وأرضاها فيقوم النبي صلى الله عليه وسلم قرب الكعبة ويرفع يديه ويقول: «اللهم عليك الملأ من قريش، أبا جهل بن هشام وعتبة بن ربيعة وعقبة بن أبي مُعَيط»، ويعد سبعة من صناديد المشركين، كما في صحيح مسلم.

 

يقول ابن مسعود رضي الله عنه: فوالله لقد رأيتهم صرعى يوم بدر، ثم سحبوا إلى قَلِيب بدر فألقوا فيها بعدما انتفخت جثثهم، ولقد دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم على غيرهم واستجاب الله دعاءه صلوات ربي وسلامه عليه.

 

إن العبد المؤمن إذا توجه إلى الله بالدعاء، وكان مخلصاً صادقاً، فإن الله ـ جل وعلا ـ غالباً لا يرد هذا العبد، فكيف لو كان هذا العبد مظلوماً فإن الإجابة حينئذٍ لهذا العبد تكون أقرب، ودعوة المظلوم كما تعلمون، أنها مستجابة، ليس بينها وبين الله حجاب.

إياك من ظلم الكريم فإنه
مُرٌ مذاقته كطعم العلقم
إن الكريم إذا رآك ظلمته
ذكر الظلامة بعد نوم النوَّم
فجفا الفراش وبات يطلب
ثأره أنِفَاً وإن أغضى ولم يتكلم

 

أيها الأخوة، سأذكر لكم قصص، ظُلم فيها أصحابها ثم توجه المظلومون إلى ربهم، فاستجاب الله دعوتهم، لعل في ذكر هذه القصص رادعاً لكل ظالم، لكل من يتعرض للناس فيؤذيهم في أرزاقهم، في إعراضهم في أموالهم.

 

ولْيكن له عبرة في هؤلاء الذين رفعوا أيديَهم إلى الله، فاستجاب الله دعاء هؤلاء المظلومين ورأى الناس قدرة الله ´ تتحقق في هؤلاء. ومازال الله يستجيب للمظلومين.

 

القصة الأولى: قصة ذلك الرجل الذي ظلم سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه فدعا سعد عليه فأجاب الله دعاء سعد، وقد كان مستجاب الدعوة، وتفصيل القصة أن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه كان أميراً على أهل الكوفة فشكوه إلى عمر، وقالوا: إن هذا الأمير فيه كذا وكذا وكذا، حتى قالوا: إن هذا الأمير لا يحسن الصلاة، فدعاه عمر بن الخطاب رضي الله عنه الأمير العادل المنصف، فقال له يا سعد إن أهل الكوفة شكوك في كل شيء، حتى قالوا: إنك لا تحسن أن تصلي، فقال سعد: أما إني أصلي بهم كما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يصلي، أطيل في الأُولَيَينِ وأُخِفُّ في الأُخريين، فقال له عمر: ذلك الظن بك يا أبا إسحاق.

 

ثم أرسل عمر رضي الله عنه لجنة إلى الكوفة، للتأكد من الأمر، وتقصِّي الحقائق، إنها فيما يسمى اليوم لجنة.

 

كم نحن بحاجة إلى لجان تنصف المظلومين، لجنة تُعطي الحق لمستحقه بدون محاباة بدون مجاملة، لقد ذهبت هذه اللجنة إلى الكوفة وصارت تقف في أسواق الناس وفي مساجدهم وتسألهم، ماذا تقولون في أميركم؟ فيقولون: لا نعلم إلا خيراً، حتى دخلوا على مسجد لبني عبس فسألوهم: ما تقولون في سعد بن أبي وقاص أميركم؟ قالوا: لا نعلم إلا خيراً، فقام رجل مراءٍ، فقال: أما أن سألتنا عن أميرنا فإن سعداً لا يقسم بالسوية ولا يسير بالسَّرية، ولا يعدل بالقضية، بمعنى أنه رجل فيه ظلم وجبن وخوف ولا يساهم في المعارك.

 

فقام سعد بن أبي وقاصرضي الله عنه، وقال: «اللهم إن كان عبدك هذا كاذباً قام رياءً وسُمعة فأطلْ عمره، وأطلْ فقره وعرضْه للفتن»، [والقصة في صحيح البخاري].

 

فاستجاب الله دعوة سعد، وقد كان مظلوماً من قِبَلِ ذلك الرجل، فطال عمره حتى سقط حاجباه على عينيه من الكبر، وطال فقره، حتى إنه كان يمد يده يتكفف الناس، وتعرّض للفتن حتى إنه كان على رغم فقره وشيخوخته وكُبر سنه، كان يقف بالأسواق يتعرض للجواري يغمزهن، فإذا قيل له في ذلك، قال: شيخٌ كبير مفتون أصابته دعوة سعد.

 

القصة الثانية: قصة "سعيد بن زيد" رضي الله تبارك وتعالى عنه. كانت هناك امرأة يقال لها "أروى بنت أويس"، شكته إلى مروان بن عبد الحكم أمير المدينة، وقالت: إنه أخذ شيئاً من أرضها، فقال سعيد بن زيد: أنا آخذ شيئاً من أرضها، بعدما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في ذلك، فقال له الأمير مروان، وماذا سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال سمعته صلى الله عليه وسلم يقول: «من أخذ شبراً من الأرض ظلماً طُوِّقَه إلى سبع أرضين». فقال مروان بن الحكم: لا أسألك بعد هذا بينة، يكفيني قولك هذا.

 

ثم قام سعيد بن زيد يدعو على هذه المرأة التي شوهت سمعة أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ونسبت إليهم ما هم منه أبرياء، من الظلم والحَيْف والطمع في الدنيا، فقال: اللهم إن كانت كاذبة فأَعْمِ بصرها، واجعل ميتتها في هذه الأرض. قال راوي الحديث عروة بن الزبير والحديث في الصحيحين، قال: فوالله لقد عمي بَصَرُها حتى رأيتها امرأة مسنةً تلتمسُ الجدران بيديها، وكانت في هذه الأرض بئر، وكانت تمشي في أحد الأيام فسقطت في البئر، وكان ذلك البئر قبرها، وأجاب الله دعاء سعيد بن زيد وكان مظلوماً رضي الله عنه[مسلم برقم 1610، 2/ 1230].

 

ونحن ندعو الله على من يسبون أصحاب رسول الله.

 

ندعو الله على من يتكلمون على نساء رسول الله اللهم إن لم يتوبوا فأهلكهم.

 

اللهم إن لم يتوبوا من سبهم فعجل بزوالهم.

 

القصة الثالثة: هذه القصة فيها عجب وعبرة، ذكرها بعض المؤرخين، وقد حصلت في بلاد الأندلس، ذكروا بأن حاكماً من حكام الأندلس يقال له الوليد بن جهور وكان أميراً على قرطبة أحد كبار المدن الأندلسية.

 

حاول بعض جيرانه أن يعتدي عليه، وهو يحيى بن ذي النون، حاول أن يعتدى عليه ويأخذ ملكه، فاستنجد أبو الوليد بن جهور بأحد حكام الأندلس، يقال له المُعْتَمِد بن عَبَّاد، وكان ملكاً قوياً شاعراً أديباً مشهوراً. فجاء "المعتمد بن عباد" وساعده وأنجده وقضى على عدوه، ولكن المعتمد بن عباد لما رأى قرطبة وما فيها من المياه، وما فيها من البساتين والخضرة والأموال والترف، طمع فيها وبدأ يخطط للسيطرة عليها، فأدرك ذلك أمير قرطبة ابن جهور، فَذَكَّّرَ المعتمد بن عَبَّاد بالعهود والمواثيق التي بينهم وذكره بالله، لكن المعتمِد بن عباد كان مُصِرّاً على احتلال قرطبة وفعلاً، تحقق للمعتمد بن عباد الاستيلاء على قرطبة بعد طول كيد وتدبير وتخطيط، فاستولى عليها، وأخذ أمراءها وطردهم منها، وصادر أموالهم وقتل منهم من قتل، وسجن منهم من سجن، وخرج أمراء بني جهور من قرطبة بلا مال ولا جاه ولا سلطان، أذلاء خائفين مذعورين.

 

وبعدما خرجوا منها، التفت الأمير إلى قرطبة، هذه المدينة التي طالما تمتع بحكمها، وعرف أنه ما أُخرج منها إلا بسبب دعوات المظلومين، وبسبب الدماء التي سالت ظلماً وعدواناً، وبسبب الأموال التي أُخذت بغير حق، وبسبب ظلمه للناس وحَيفه ومعاملته لهم، عرف ابن جهور هذا فالتفت إلى قرطبة، ورفع يديه إلى السماء، وقال: يا رب اللهم كما أجبْتَ الدعاءَ علينا فأجِبْ الدعاءَ لنا، فإننا اليوم مسلمون مظلومون، فدعا الله عز وجل على المعتمد بن عباد.

 

وخرج بنو جهور، وظل المعتمد بن عباد، يحكم قرطبة ردحاً من الزمن، يتمتع بما فيها من الترف.

 

لكن تلك الدعوات التي خرجت من المظلوم ابن جهور ما تزال محفوظة، فما هي إلاّ فترة من الزمن، وإذا بملك النصارى يهدد المعتمد بن عباد، وطلب منه مع دفع الجزية التخلي عن بعض القصور والدور فرفض، ووجد نفسه مضطراً أن يستعين بأحد حكام المرابطين، وهو "يوسُف بن تاشْفِين" فأرسل إليه يستنجد به، فجاء يوسف بن تاشفين ودخل قرطبة، وخاض معركة ضد النصارى، وانتصر على النصارى في موقعة الزّلّاقَة وطردهم.

 

وبعدما انتصر على النصارى، وجد يوسف بن تاشفين نفسه مضطراً إلى السيطرة على قرطبة، وقبض على المعتمد بن عباد وأولاده، فقتل بعضهم على مرأى من أبيهم، وأودع المعتمد بن عباد السجن في مدينة في المغرب تسمى (أغْمات)، حتى جلس فيها عشرَ سنوات مسجوناً.

 

ثم انتهت هذه السنوات العشر بموته، وكان فترة سجنه مجرداً من كل شيء، والقيود في يديه ورجليه، وجئن بناته إليه يوم العيد وهنا حافيات منكسات الرؤوس يرى بناتِه اللاتي كُنَّ بالأمس يطأن في المسك والكافور، يطأن في الطين والوحل اليوم. وهن يغزلن للناس من أجل كسب العيش، ولا يملكْنَ شيئاً، فبكى بكاءً مراً، ثم قال يخاطب نفسه في إحدى المناسبات وقد فرح الناس واستبشروا بالعيد:

فيما مضى كنت بالأعياد مسروراً
فساءك العيد في أغماتَ مأسورا
ترى بناتِك في الأطمار جائعةً
يغزلْنَ للناس ما يملكْنَ قِطميرا
برزْنَ نحوك للتسليم خاشعَةً
أبصارُهن حسيراتٍ مكاسيرا
يطأْنَ في الطينِ والأوحالِ حافية
أقدا مهن كأنها لم تطأ مسكاً وكافورا
من بات بعدك في مُلكٍ يُسَرُّ به
فإنما بات بالأحلام مغرورا

 

إن المظلوم إذا دعا يُصاب الظالم بالدعوة ولو كان المظلوم فاجراً، ولو كان فاجراً ففجوره على نفسه، ولكن الله جل وعلا لا يقر الظلم، ولهذا يقول العلماء: من عادة الله جل وعلا أن الله لا يترك ظالماً يتمادى في حياته وفي سعيه، حتى الدول، فالدول إذا صارت تظلم الشعوب وتظلم الناس فإن مدتها لن تطول، وسوف تزول، بخلاف الدول العادلة التي تعدل وإن كانت كافرة فإن مدتها قد تطول وإن كانت كافرة، وذلك أن الظلم لا يقره الله جل وعلا في حالة من الحالات، فقد حرمه على نفسه وجعله بين عباده محرماً، ومن أعظم الإجرام أن يتطاول متطاول بقوته وسلطته على ضعيف ليس له ناصر ولا حيلة له إلا أن يرفع يديه إلى السماء ويقول: يا رب يا رب.

 

قال مالك بن ديناررحمه الله: «من أراد السلامة فلا يظلمن أحداً»، فقيل له في ذلك، فقال: بينما أنا امشي على ساحل البحر، إذ رأيت صيادا ومعه سبعة حيتان، فأخذت منه حوتاً و هو كاره بعد أن ضربته علي رأسه، فعض الحوت على إبهامي، واتفقت الأطباء على قطعه، ثم وقعت الأكلة في كفي وسائر عضدي، فخرجت أسيح في الأرض و أريد قطع يدي، فآويت إلى شجرة ونمت تحتها، فقيل لي في المنام: لأي شيء تقطع يدك، رد الحق إلى أهله، فانتبهت وجئت مسرعا إلى الصياد وقلت له: أخطأت ولا أعود، فقال لي: ما أعرفك. فقصصت عليه قصتي وتضرعت إليه ليسامحني، قمت قائماً على قدمي والدود يتناثر من عضدي، وسكن الوجع بإذن الله تعالى، فقلت: يا أخي، بأي شيء دعوت علي؟ فقال: لما ضربتني وأخذت السمكة مني، نظرت إلى السماء وبكيت بكاء شديداً، وقلت: يا رب أسألك أن تجعله عبرة لخلقك»[ الزهر الفائح في ذكر من تنزه عن الذنوب والقبائح:67].

 

وقيل: أوحى الله تعالى إلى داود عليه السلام: «يا داود، كم تنادي أن لا أجمع بينك وبين خصمك يوم القيامة، وعزتي و جلالي لأوقفنك مع خصمك ولأوردنك مقاماً ترعد منه الأرض، وتنكس الملائكة أجنحتها، لا يجاوزني ظُلم ظالم».


وقيل: إن نملة دبّت على ذيل سليمان عليه السلام، فغضب عليها من ذلك، فأخذها وألقاها، فنادت النملة لفرط الألم، وقالت: «يا نبي الله، أظهرت قوتك وسطوتك على ضعفي، والله مطلع على ما فعلت بي، فكن على أهبة الجواب السؤال على ظلمي، فقد أوهنت عظمي»، فهبط الأمين جبريل عليه السلام، وقال: «يا نبي الله، الحق يقرؤك السلام، ويقول لك: وعزتي و جلالي لئن لم تطلب العفو من النملة لأطلبنك بذنبها يوم القيامة».

 

سبحان الله هذا في حق نملة فكيف ببشر.

 

وقيل: إن بعض الملوك بنا قصراً وخرج يدور حوله ينظر إلى بنيانه، وإذا ببابه عجوز لها كوخ، وكان الملك قد قصدها في بيعة، فأبت، فقال الملك: وأين هي؟ قالوا: لم تكن حاضرة في بيتها، فقال: إهدموه. فهدموه في أسرع وقت، فجاءت العجوز فوجدت بيتها خراباً، فرفعت رأسها إلى السماء، وقالت: اللهم إني كنت أينما كنت، إلهي هدموا بيتي واستضعفوني، ثم بكت بكاء شديداً، فبكت ملائكة السماء، فأمر الله تعالى أن يهدم القصر على من فيه. إن في ذلك لعبرة لمن يخشى.

 

وقيل: أوحى الله تعالى إلى داود عليه السلام: «يا داوود، قل لبني إسرائيل: من ظلم امرأة أو صبية، أو من لا يعقل كحبة في الميزان، كويته بمقدارها في النار» [ الزهر الفائح:68].

 

البرامكة وما أدراكم ما البرامكة إنها أُسرةٌ عباسية تولت الوزارة في عهد هارون الرشيد، فعاثت في الأرض فساداً، كان تُطلي القصور بالذهب وماء الفضة، زرعوا حدائق وبساتين، عسفوا وظلموا، ثم أغضب الله عليهم أقرب الناس لهم - هارون فأخذهم فقتل شبابهم وأخذ شيوخهم فأودعهم السجون، منهم خالد الذي ما رأى الشمس سبع سنوات -ذكر القصة ابن كثير - صار شيخاً كبيراً، عجوزاً هزيلاً، وقد طالت أظافره -ما وجد مقراضاً يقلم أظافره- وقد سقطت حواجبه على عينيه، وقد شابت لحيته ورأسه، وأصبح في ثياب ممزقة وفي بأس، قال له ابنه وهو معه: لا إله إلا الله! بعد النعيم والوزارة أصبحنا إلى هذا المكان! لماذا؟!

 

بعد الغنى فقر.. بعد العز ذل. بعد القصور سجن.

 

قال هذا الرجل وهو يبكي: «يا بني لعلها دعوة مظلوم سرَت في ظلام الليل، غفلنا عنها ولم يغفل الله عنها، وقال: وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين».


دعوة المظلوم أسبق من الضوء.

 

قيل لـ علي بن أبي طالب رضي الله عنه؛ كم بين العرش والتراب؟! أيجيب بالأميال، أو بالكيلو مترات، قال علي: وحسبك بـ أبي الحسن، قال: « بين العرش والتراب دعوة مستجابة من مظلوم يرفعها الله على الغمام، ويقول: وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين».

 

الإمام أحمد ظلمه ولاة السوء وأهل البدعة، وقالوا: القران مخلوق فأبى أن يقول ذلك فكيف يكون القران مخلوق وهو كلام الله. فحبسوه وجلدوه وظلموه. وتولى ظلمه أحمد بن أبي دؤاد و ابن الزيات.

 

فـأحمد بن أبي دؤاد أصابه الفالج، أي الشلل وكان يبكي ويقول: أما نصفي هذا فلو قرض بالمقاريض ما شعرت به، وأما نصفي هذا فلو وقع عليه الذباب ظننت أن القيامة قامت.

 

وأما ابن الزيات فأغضب الله عليه الخليفة فقطع يديه، وأدخله فرناً حاراً وسمر المسامير في أذنيه، فلا اله إلا الله.

 

وعلى من ظلم أن يعلم أنه سوف يحشر عرياناً يوم العرض الأكبر على الله. قال تعالى: ﴿ وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُمْ مَا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ ﴾ [الأنعام: 94].

 

ثم على الظالم أن يتحلل من المظلوم، كما قال صلى الله عليه وسلم: «من كانت له مظلمة لأخيه -في عرضه أو شيءٍ غير العرض كالمال وغيره- فليتحلله منه اليوم قبل ألا يكون دينار ولا درهم؛ إن كان له عملٌ صالح أخذ منه بقدر مظلمته، وإن لم تكن حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه» [رواه البخاري].

 

ومن حقوق المظلوم جواز أخذ ما له من الظالم إذا وجده، كما عنون عليه البخاري رحمه الله: باب قصاص المظلوم إذا وجد مال ظالمه،: ﴿ وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ ﴾ [النحل: 126] وقال تعالى: ﴿ وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ ﴾ [الشورى: 40] لكن يُشترط في القصاص واسترجاع الحق واسترداد ما أخذه الظالم أن يكون مماثلاً لما أخذه وألا يعتدي.

 

قال ابن كثير رحمه اللهفي تفسير قوله تعالى: ﴿ لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا ﴾ [النساء: 148] قال: لا يحب الله أن يدعو أحدٌ على أحد إلا المظلوم على الظالم.

 

ولو قال: اللهم انصرني عليه، وخذ لي حقي منه، فهو أحسن من الدعاء عليه بأمورٍ لا يستفيد منها المظلوم، كما إذا دعا عليه بشلل أطرافه ونحو ذلك، إلا إذا كان عدواً للإسلام وظالماً للناس لو قعد أو شُلًَّ لاستراح الناس منه، فهو يدعو عليه لمصلحة المسلمين.

 

أما لحقه الشخصي فإن الأفضل أن يدعو عليه بمثل قوله: اللهم انصرني عليه، وخذ لي حقي منه، فهو أحسن من الدعاء عليه بأمورٍ لا يستفيد منها المظلوم.

 

المظلوم بين درجة العفو العليا وحقه في الانتقام:

وأما عفو المظلوم فإنه مريحٌ لقلبه ﴿ وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ﴾ [الشورى: 43] أي: من صبر على الأذى وستر السيئة، فإنه يكون قد فعل أمراً مشكوراً، وفعلاً حميداً، له عليه ثوابٌ جزيل، وثناءٌ جميل من الله تعالى؛ كما في الكلمات الحكيمة: صِلْ من قطعك، وأعط من حرمك، واعفُ عمن ظلمك.

 

قال الفضيل بن عياض رحمه الله: «إذا أتاك رجلٌ يشكو إليك رجلاً فقل: يا أخي! اعفُ عنه؛ فإن العفو أقرب للتقوى، فإن قال: لا يحتمل قلبي العفو، ولكن أنتصر كما أمرني الله عز وجل، فقل له: إن كنت تحسن أن تنتصر فانتصر؛ لأن بعض الناس لا يحسن الانتصار، بل يظلم ويتجاوز في الانتقام»[ رواه ابن أبي حاتم في ((تفسيره)) (10/ 3280)، وأبو نعيم في ((الحلية)) (8/ 112)].

 

موقف الناس من الظالم والمظلوم:

ها قد عرفنا ما هو موقف المظلوم، وما هو موقف الظالم؛ فما هو موقف بقية الناس؟ قال صلى الله عليه وسلم: « انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً، فقال رجلٌ: يا رسول الله! أنصره إذا كان مظلوماً، أفرأيت إذا كان ظالماً كيف أنصره؟! قال: تحجزه عن الظلم فإن ذلك نصره »[ رواه البخاري].

 

وعن البراءرضي الله عنه قال: «أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بسبعٍ -ومنها- ونصر المظلوم».

 

وقال صلى الله عليه وسلم: «المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه» أي: لا يتخلى عنه ولا يتركه إلى الظالم، ولا يتركه إلى من يؤذيه؛ بل ينصره ويدفع عنه الظلم.

 

إذاً لا بد من الوقوف بجانب المظلوم، فيأثم من عرف بالمظلوم وقدر على نصرته ولم ينصره، لأن نصرة المظلوم واجب، وحرام على من رأى أخاه المسلم مظلوماً وهو قادرٌ على نصرته أن يتركه ويسلمه ولا يمنع عنه الظلم.

 

ويجب كذلك كف يد الظالم كما قال أبو بكر رضي الله عنه في الحديث الحسن الذي رواه الترمذي: يا أيها الناس إنكم تقرؤون هذه الآية: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُ ﴾ [المائدة: 105] وإني سمعت رسول صلى الله عليه وسلم يقول: « إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمهم الله بعقابٍ منه »[ أخرجه: وأبو داود (4/ 122، رقم 4338)، والنسائي في الكبرى (6/ 338، رقم 11157) والترمذي (4/ 467، رقم 2168)، وقال: حسن صحيح، وابن ماجه (2/ 1327، رقم 4005)، والبيهقي (10/ 91، رقم 19976)، والعدني، والحميدي عن أبى بكر رضي الله عنه، قال المناوي: بإسناد جيد)].

 

والأخذ على يديه إذا لم يفد معه القول، فإذا قدر وقوي على منعه ولو بالقوة منعه.

 

عن سهل بن حنيف رضي الله عنه مرفوعا: «من أُذِلَّ عنده مسلم فلم ينصره وهو يقدر أن ينصره أذله الله على رؤوس الخلائق يوم القيامة» [رواه أحمد ].

 

ولأبي داوود عن جابر وأبي طلحة -ب- مرفوعا أن النبي صلى الله عليه وسلم: «ما من امرئ مسلم يخذل امرأ مسلما في موضع تنتهك فيه حرمته وينتقص فيه من عرضه إلا خذله الله تعالى في موطن يحب فيه نصرته، وما من امرئ مسلم ينصر امرأ مسلما في موضع ينتقص فيه من عرضه وينتهك فيه من حرمته إلا نصره الله في موطن يحب فيه نصرته». [(251) حسن. رواه أبو داود الأدب 4 / 271 رقم 4884 وأحمد 4 / 30 وقد حسنه الشيخ ناصر في صحيح الجامع 2 / 992 رقم 5690 ]. فخذلان المؤمن حرام شديد التحريم مثل أن يقدر على دفع عدو يريد البطش به فلا يدفعه.

 

على الناس ألا يعينوا الظالم

وأما إعانة الظالم فهي من المصائب العظيمة، فمن الواجب على الناس أن يقولوا للظالم: يا ظالم! ويعرفوه بأنه ظالم ويمتنعوا عن إعانته، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن من أعان الظلمة لا يرد عليه الحوض، فالذي يُعين الظلمة يحرم من ورود حوض النبي صلى الله عليه وسلم، كما جاء ذلك في الحديث الصحيح، وينبغي على الناس كذلك ألا يقلدوا الظلمة في الظلم، ولا يقولوا: إن ظلم الناس ظلمنا، وإن أحسنوا أحسنا ويوطنوا أنفسهم إن أحسن الناس أن يحسنوا وإذا أساء الناس أن يتجنبوا إساءتهم.

 

وعلينا بدعاء الله تعالى كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «واجعل ثأرنا على من ظلمنا» [حديثٌ حسن رواه الترمذي]، وكان صلى الله عليه وسلم يقول: «اللهم إني أعوذ بك أن أظلم أو أُظلم» وهذا من دعائه عند خروجه من البيت.

 

التعصب مع الباطل:

بعض الناس تأخذه العصبية فيعين صاحبه أو قريبه أو من هو من قبليته على الطرف الآخر، وانظروا إليهم في حوادث السيارات، وكيف يفعلون في وقوفهم بغض النظر عن الظالم والمظلوم، وقد قال صلى الله عليه وسلم: «من أعان قومه على ظلمٍ فهو كالبعير المتردي ينزع بذنبه» [ رواه أبو داود وهو حديثٌ صحيح].

 

ولينظر المسلم في ميتة المظلوم، وبعض الناس يحتقرها، لكنها عظيمة عند الله، روى الإمام أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «بينما امرأةٌ فيمن كان قبلكم تُرضع ابناً لها، إذ مر بها فارسٌ متكبرٌ عليه شارةٌ حسنة، فقالت المرأة: الله لا تمت ابني هذا حتى أراه مثل هذا الفارس على مثل هذا الفرس، قال: فترك الصبي الثدي، ثم قال: اللهم لا تجعلني مثل هذا الفارس، قال: ثم عاد إلى الثدي يرضع، ثم مروا بجيفة حبشية أو زنجية تجر فقالت: أعيذ ابني بالله أن يموت ميتة هذه الحبشية أو الزنجية، فترك الثدي فقال: الله أمتني ميتة هذه الحبشية أو الزنجية! فقالت أمه: يا بني سألت ربك أن يجعلك مثل هذا الفارس فقلت: اللهم لا تجعلني مثله، وسألت ربك ألا يميتك ميتة هذه الحبشية أو الزنجية، فسألت ربك أن يميتك ميتتها، فقال الصبي: إنك دعوت ربك أن يجعلني مثل رجلٍ من أهل النار، وإن الحبشية أو الزنجية كان أهلها يسبونها ويضربونها ويظلمونها فتقول: حسبي الله! حسبي الله!» [ رواه الإمام أحمد، ورجاله ثقات، وأصل القصة في الصحيح].

 

أيها المظلوم صبراً لا تهن:

أيها المظلوم صبراً لا تهن، إن عين الله لا تنام، ﴿ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ ﴾ [البقرة: 255]، فاصبر واحتسب واعلم أن الفرج قريب. وأصلح ما بينك وبين الله يصلح الله كل أمورك وينصرك على من ظلمك.

 

نسأل الله تعالى أن يعيذنا من الظلم، اللهم انصرنا على من ظلمنا، وانصرنا على من بغى علينا، وخذ بثأرنا منه يا رب العالمين، اللهم إن اليهود قد ظلموا المسلمين، اللهم صب عليهم سوط عذابك، الله اجعل أموالهم وديارهم إرثاً للمسلمين.

 

اللهم عجّل بالانتقام منهم يا رب العالمين، اللهم أفشل خططهم، اللهم أفشل خططهم، اللهم كما أفشلت خطتهم فأفشلها مراراً وتكراراً يا رب العالمين.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • المرأة المظلومة (1)
  • دعوة المظلوم
  • الله نصير المظلومين
  • سلوة المظلوم (قصيدة)
  • العقل المظلوم
  • المظلومون في فلسطين

مختارات من الشبكة

  • بريطانيا: استبيان لمفوضية حقوق الإنسان عن حقوق المسلمين(مقالة - المسلمون في العالم)
  • في حقوق الأخوة من النسب(مقالة - آفاق الشريعة)
  • التبيان في بيان حقوق القرآن (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة: من أعظم حقوق الناس حق الجوار(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الإسلام وحقوق المعاقين: دراسة فقهية في كيفية حماية حقوق المعاقين في المجتمعات الإسلامية وفق الشريعة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من حقوق ومكانة أهل الأعذار عند السلف وحقوقهم علينا (خطبة)(مقالة - موقع الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري)
  • من حقوق ومكانة أهل الأعذار عند السلف وحقوقهم علينا(محاضرة - موقع الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري)
  • تكفير الحج حقوق الله تعالى وحقوق عباده(مقالة - آفاق الشريعة)
  • المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان تدين روسيا بانتهاك حقوق الإنسان في الشيشان(مقالة - المترجمات)
  • حقوق الطفل بعد الولادة .. حق المحبة والشفقة(مقالة - مجتمع وإصلاح)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • تخرج 220 طالبا من دارسي العلوم الإسلامية في ألبانيا
  • مسلمو سابينسكي يحتفلون بمسجدهم الجديد في سريدنيه نيرتي
  • مدينة زينيتشا تحتفل بالجيل الجديد من معلمي القرآن في حفلها الخامس عشر
  • بعد 3 سنوات أهالي كوكمور يحتفلون بإعادة افتتاح مسجدهم العريق
  • بعد عامين من البناء افتتاح مسجد جديد في قرية سوكوري
  • بعد 3 عقود من العطاء.. مركز ماديسون الإسلامي يفتتح مبناه الجديد
  • المرأة في المجتمع... نقاش مفتوح حول المسؤوليات والفرص بمدينة سراييفو
  • الذكاء الاصطناعي تحت مجهر الدين والأخلاق في كلية العلوم الإسلامية بالبوسنة

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 24/12/1446هـ - الساعة: 18:42
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب