• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    تحريم صرف شيء من مخلوقات الله لغيره سبحانه وتعالى
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    الله يخلف على المنفق في سبيله ويعوضه
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    الحذر من عداوة الشيطان
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    حث النساء على تغطية الصدور ولو في البيوت
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    حكم صيام عشر ذي الحجة
    أ. د. حلمي عبدالحكيم الفقي
  •  
    إمام دار الهجرة (خطبة)
    ساير بن هليل المسباح
  •  
    يوم عرفة وطريق الفلاح (خطبة)
    حسان أحمد العماري
  •  
    العشر مش مجرد أيام... هي فرص عمر
    محمد أبو عطية
  •  
    الدرس الثاني والعشرون: تعدد طرق الخير
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    الموازنة بين الميثاق المأخوذ من الأنبياء عليهم ...
    د. أحمد خضر حسنين الحسن
  •  
    أفضل أيام الدنيا: العشر المباركات (خطبة)
    وضاح سيف الجبزي
  •  
    دلالة القرآن الكريم على أن الأنبياء عليهم السلام ...
    د. أحمد خضر حسنين الحسن
  •  
    عظيم الأجر في الأيام العشر
    خميس النقيب
  •  
    فضل التبكير إلى الصلوات (1)
    د. أمين بن عبدالله الشقاوي
  •  
    أحب الأعمال في أحب الأيام (خطبة)
    الشيخ عبدالله محمد الطوالة
  •  
    مدى مشروعية طاعة المعقود عليها للعاقد في طلب ...
    محمد عبدالرحمن صادق
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / السيرة والتاريخ / السيرة / في بعثة النبي صلى الله عليه وسلم وآياته وأخلاقه
علامة باركود

البعثة والهجرة (خطبة)

البعثة والهجرة (خطبة)
الدكتور أبو الحسن علي بن محمد المطري

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 1/6/2025 ميلادي - 4/12/1446 هجري

الزيارات: 347

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

البعثة والهجرة


الخطبة الأولى

إن الحمد لله، نحمَده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ به من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، مَن يَهده الله فلا مُضل له، ومَن يُضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده ربي لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102]، ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1]، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70، 71]، أما بعد:

فإن خيرَ الكلام كلام الله، وخيرَ الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشرَّ الأمور محدثاتها، وكلَّ مُحدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

 

معاشر المؤمنين، حينما كثُر الخبث في الأرض نظر الله عز وجل نظرة إلى أهل الأرض عربهم وعجمهم، فعلِم سبحانه وتعالى ما هنالك من المنكرات والفساد، وما هنالك من الشرك والابتداع وفساد الأخلاق، ليس في مجال واحد، وإنما في مجالات شتى، فحينما بعث الله محمدًا صلى الله عليه وسلم نبيًّا ورسولًا بشيرًا ونذيرًا، داعيةً إلى توحيد الله، إنه داعٍ إلى جنة عرضها السماوات والأرض، فقال جل وعلا:

﴿ لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴾ [آل عمران: 164].

 

إن ذلك الضلال ضلال واضحٌ، وضلال عام شامل، ضلال في باب المعتقدات، فكانوا يسجدون لغير الله يؤلِّهون غير الله، يذبحون للأصنام والأنصاب، وكانوا يستقسمون بالأزلام، إنهم كانوا يعيشون في ضلال في مجال التوحيد، يستعينون ويستغيثون بالجن؛ كما قال سبحانه: ﴿ وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا ﴾ [الجن: 6].

 

وإذا تأملت من باب آخر من باب الأنكحة مثلًا، فقد كان النكاح في الجاهلية على أربعة أضرب؛ كما جاء في صحيح البخاري "أَنَّ النِّكَاحَ فِي الجَاهِلِيَّةِ كَانَ عَلَى أَرْبَعَةِ أَنْحَاءٍ: فَنِكَاحٌ مِنْهَا نِكَاحُ النَّاسِ اليَوْمَ: يَخْطُبُ الرَّجُلُ إِلَى الرَّجُلِ وَلِيَّتَهُ أَوِ ابْنَتَهُ، فَيُصْدِقُهَا ثُمَّ يَنْكِحُهَا، وَنِكَاحٌ آخَرُ: كَانَ الرَّجُلُ يَقُولُ لِامْرَأَتِهِ إِذَا طَهُرَتْ مِنْ طَمْثِهَا: أَرْسِلِي إِلَى فُلاَنٍ فَاسْتَبْضِعِي مِنْهُ، وَيَعْتَزِلُهَا زَوْجُهَا وَلاَ يَمَسُّهَا أَبَدًا، حَتَّى يَتَبَيَّنَ حَمْلُهَا مِنْ ذَلِكَ الرَّجُلِ الَّذِي تَسْتَبْضِعُ مِنْهُ، فَإِذَا تَبَيَّنَ حَمْلُهَا أَصَابَهَا زَوْجُهَا إِذَا أَحَبَّ، وَإِنَّمَا يَفْعَلُ ذَلِكَ رَغْبَةً فِي نَجَابَةِ الوَلَدِ، فَكَانَ هَذَا النِّكَاحُ نِكَاحَ الِاسْتِبْضَاعِ. وَنِكَاحٌ آخَرُ: يَجْتَمِعُ الرَّهْطُ مَا دُونَ العَشَرَةِ، فَيَدْخُلُونَ عَلَى المَرْأَةِ، كُلُّهُمْ يُصِيبُهَا، فَإِذَا حَمَلَتْ وَوَضَعَتْ، وَمَرَّ عَلَيْهَا لَيَالٍ بَعْدَ أَنْ تَضَعَ حَمْلَهَا، أَرْسَلَتْ إِلَيْهِمْ، فَلَمْ يَسْتَطِعْ رَجُلٌ مِنْهُمْ أَنْ يَمْتَنِعَ، حَتَّى يَجْتَمِعُوا عِنْدَهَا، تَقُولُ لَهُمْ: قَدْ عَرَفْتُمُ الَّذِي كَانَ مِنْ أَمْرِكُمْ وَقَدْ وَلَدْتُ، فَهُوَ ابْنُكَ يَا فُلاَنُ، تُسَمِّي مَنْ أَحَبَّتْ بِاسْمِهِ فَيَلْحَقُ بِهِ وَلَدُهَا، لاَ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَمْتَنِعَ بِهِ الرَّجُلُ، وَنِكَاحُ الرَّابِعِ: يَجْتَمِعُ النَّاسُ الكَثِيرُ، فَيَدْخُلُونَ عَلَى المَرْأَةِ، لاَ تَمْتَنِعُ مِمَّنْ جَاءَهَا، وَهُنَّ البَغَايَا، كُنَّ [ص:16] يَنْصِبْنَ عَلَى أَبْوَابِهِنَّ رَايَاتٍ تَكُونُ عَلَمًا، فَمَنْ أَرَادَهُنَّ دَخَلَ عَلَيْهِنَّ، فَإِذَا حَمَلَتْ إِحْدَاهُنَّ وَوَضَعَتْ حَمْلَهَا جُمِعُوا لَهَا، وَدَعَوْا لَهُمُ القَافَةَ، ثُمَّ أَلْحَقُوا وَلَدَهَا بِالَّذِي يَرَوْنَ، فَالْتَاطَ بِهِ، وَدُعِيَ ابْنَهُ، لاَ يَمْتَنِعُ مِنْ ذَلِكَ «فَلَمَّا بُعِثَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالحَقِّ، هَدَمَ نِكَاحَ الجَاهِلِيَّةِ كُلَّهُ إِلَّا نِكَاحَ النَّاسِ اليَوْمَ»[1].

 

إن هذا هو منتهى الضلال، وهكذا فيما يتعلق بالبيوع والمشتريات، فقد كان الربا متفشيًا فيهم، وهكذا يعيشون في ضلالات وجهالات، فأراد الله عز وجل لهذه الأمة خيرًا، فيبعث رجلًا من أهل مكة معروفًا بالصدق والعفاف والطهر والأمانة، إنه رجل كان يلقب بالصادق الأمين، لأنه يصدق في كل أقواله وأفعاله وحركاته وسكناته، وكان من سلالة عربية قوية حتى يعلم أنه من نكاح شرعي ليس من سفاح، فيبعث الله هذا النبي يبعثه في أهل مكة بشيرًا ونذيرًا، وقبل أن يبعث كان يتعبَّد الليالي ذوات العدد في غار حراء، يسمى الآن بجبل النور وهو جبل معروف بمكة، فيفاجئه جبريل أمين وحي السماء، فيقول له: اقرأ، فيقول: ما أنا بقارئ، لأنه أمي لا يقرأ، فكان إرساله معجزة عظمى يتحدث إلى الناس بالوحي المنزَّل دون أن يستطيع قراءة أو كتابة، فأخذه جبريل فيضمه ثلاث مرات، ثم يرسله، ثم يقول له: ﴿ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ *خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ *اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ *الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ *عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ﴾ [العلق: 1 - 5]، ثم فتر الوحي وإذا بفترة وجيزة يعقبها إيحاء آخر، فينزل الله جبريل يحمل سورة المدثر إلى النبي صلى الله عليه وسلم: ﴿ يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ *قُمْ فَأَنْذِرْ *وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ *وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ *وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ ﴾ [المدثر: 1 - 5][2].

 

فيقوم نبينا صلى الله عليه وسلم داعية إلى التوحيد، فأول مَن آمن به من الرجال أبو بكر، وكان صديقًا له في الجاهلية، فلما عرض عليه الإسلام قال: بأبي أنت وأمي يا رسول الله، أشهد أنْ لا إله إلا الله وأنك رسول الله، ثم صار أبو بكر داعية إلى التوحيد، فأسلم على يديه عثمان بن عفان، وطلحة بن عبيد الله، والزبير بن العوام، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقاص، هؤلاء من ضمن العشرة المشهود لهم بالجنة بخاتم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وآمنت به خديجة وابنته، وآمن به بلال بن رباح، وآمن به زيد بن حارثة وبعض المستضعفين، ثم علمت بذلك قريش فصبَّت وابلَ غضبها على نبينا صلى الله عليه وسلم، لقد كان يومًا يصلي بالقرب من الكعبة، فقال بعضهم لبعض: أيكم ينطلق إلى سلا جزور بني فلان، فانطلق أحدهم، فيأتي بسلا الجزور، فيضعه على عاتق النبي صلى الله عليه وسلم وهو ساجد في الصلاة، فما استطاع أحد من أصحابه أن يغيِّر من الواقع شيئًا، فأخبروا فاطمة وكانت صبية، فجاءت وأزالت عن ظهره، ثم رفع النبي يديه إلى السماء يدعو على أولئك القوم الذين وضعوا عليه سلا الجزور[3]، ثم حاول محاولات شتى أن يدعو القرشيين فآمَن به مَن آمن، وأعرض من أعرَض، وكان من أشد الناس أذيَّة له عمُّه عبد العزى أبو لهب، وامرأته أروى أم جميل، حتى أنزل الله فيهما: ﴿ تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ * مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ * سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ * وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ * فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ ﴾ [المسد: 1 - 5].

 

كانت تضع الأذى على طريق النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا صحابي صغير طارب بن عبد الله المحاربي رضي الله عنه قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في أسواق مكة، وفي أسواق مجنة، وعكاظ وذي المجاز وهو يقول: «يا أيها الناس، قولوا لا إله إلا الله، تُفلحوا»، قال: فرأيت رجلًا يمشي خلفه يقول: كذَّاب لا تصدِّقوه، فقلت: من هذا؟ قالوا: هذا عمه، هذا عبد العزى أبو لهب، قلت: ومن هذا الذي يقول مقالته؟ قالوا: غُليم ابن عبد المطلب[4].

 

فيستمر الرسول ثلاثة عشر عامًا داعية إلى التوحيد، داعية إلى الصدق، وإلى العفاف، وإلى صلة الأرحام، داعية إلى ما يقرِّب الناس من الخير، ويباعدهم عن الشر، ولكن كما قيل: ولكن اللئيم عن المكارم يشغل.

 

ففكر صلى الله عليه وسلم أن يخرج من مكة إلى الطائف رجاءَ أن يؤمن به أهل الطائف، فيذهب هناك، ويلتقي برؤساء العشائر، ويعرض عليهم الإسلام، لكنهم واجَهوه بعكس ما كان يتصوره، فقد سلَّطوا عليه الصبيان والسفهاء، فأَدموه رميًا بالحجارة، فيعود صلى الله عليه وسلم من الطائف مفكرًا مطأطئًا رأسه، قال: فلم أُفِقْ إلا وأنا بقرن الثعالب»، مغموم إنه خرج من مكة وما يستطيع أن يعود إليها مرة ثانية، فإذا بجبريل يناديه ويقول: إن الله سمع رد قومك عليك، وإنه قد بعث عليك ملك الجبال، ثم ناداه مالك الجبال»، فقال: إن شئت أن أُطبق عليهم الأخشبين، فيقول صلى الله عليه وسلم: «لا إني أرجو أن يُخرج الله من أصلابهم من يقول لا إله إلا الله»[5]، ولما وصل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى القرب من مكة علم أنه لا يستطيع الدخول، فدخل في جوار رجل من المشركين، يقال له المطعم بن عدي، وكان هذا الرجل وأولاده على الشرك، لكنها حَميَّة الجاهلية، إنه جوار جاهلي افتقده الكثير من المسلمين اليوم، فيدخل الرسول بجوار هذا المشرك، ويطوف حول الكعبة، وأولاد المطعم بأسلحتهم يحمونه، فلما كان في بدر ذكر النبي صلى الله عليه وسلم موقف المطعم قال: «لو كان المطعم بن عدي حيًّا، ثم كلمني في هؤلاء النتنى لتركتُهم له»[6]، وبعد هذه الظروف وهذه الأحزان بما فيها ثلاثة أعوام سجينًا في شِعب أبي طالب، ولما حصل من الأذى نَفَّس الله عليه بالإسراء والمعراج، الإسراء إلى بيت المقدس والمعراج إلى السماوات العُلا، هناك إلى الرفيق الأعلى وفرض الله عليه الصلوات التي يؤديها المسلمون في اليوم والليلة، وبعد هذه الفترة الزمنية التي يعيشها صلى الله عليه وسلم بمكة، يأذن الله عز وجل له بالهجرة، وقد كان من أصحابه من هاجر إلى المدينة، والتقى ببعض الأنصار هناك في مكة، وكانوا سبعين رجلًا وامرأتين، فدعوه إلى المدينة، أن يكون عندهم ضيفًا نازلًا، فيأتي العباس وكان على الشرك، فيأخذ قرارات حاسمة من الأنصار أن يحموا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان أبو بكر يستعجل بالرحلة إلى المدينة، فيقول له النبي صلى الله عليه وسلم: «لعلك يا أبا بكر تكون رفيقنا»، أو كما قال صلى الله عليه وسلم، وفي يوم يقدم النبي صلى الله عليه وسلم وقت الظهيرة إلى بيت أبي بكر، فيقول: «يا أبا بكر، أخرِج مَن عندك مِن أهلك»، فيقول: إنما هم أهلي، وأهلك يا رسول الله، قال: «إن الله قد أذِن لي بالهجرة»، فإذا بأبي بكر يبكي فرحًا، طفح السرور عليَّ، حتى إنني من عِظَم ما قد سرَّني أبكاني، فجهز أبو بكر راحلتين، ويستأجران عبد الله بن أريقط، وكان على الشرك ليكون دليلًا إلى المدينة، فيخرج النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبه أبو بكر الصديق رضي الله عنه من مكة مهاجرين طريدين، فيلتفت النبي إلى مكة حرسها الله، فيقول: «والله إنك لأحب البقاع إليَّ وإلى الله، ولولا أن قومك أخرجوني منك ما خرَجت»، وهذا في عقولنا وتصورنا أنه انهزام واندحار، لكنه نصر من عند الله الواحد القهار، فقد عُرضت عليه المناصب والأمور ومن النساء الحسناوات، لكن الله يثبته أن يقبل شيئًا من حطام الدنيا، فينزل الله: ﴿ إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾ [التوبة: 40].

 

فكان هذا يعتبر نصرًا، فيدخل الرسول غار ثور، وهو في مكان وعر ليبقى فيه ثلاثة أيام بلياليها مختفيًا من مكة، ومن يطارده، وقد أرسلت قريش أربعين شابًّا، كل واحد بيده السيف صلتًا؛ ليضربوا رسول الله ضربة واحدة، فيتوزَّع دمُه على القبائل، فلا تستطيع بنو هاشم أن تناهز القبائل بأسرها، إنه تفكير شيطاني، لكن أمر الله أعظم من ذلك كله، فقد وصل أولئك القوم، حتى إن أبا بكر يقول: والله يا رسول الله، لو أبصر أحدهم إلى شراك نعله لرآنا - لو أبصر أحدهم إلى قدميه لأبصر النبي صلى الله عليه وسلم - لكنها معجزة خالدة، الرسول أمام هؤلاء الأربعين نفرًا وهم لا يستطيعون رؤيته، فمن الذي حجب الرؤية عنهم، إنه الله ومعية الله ﴿إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا﴾ [التوبة: 40]، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بكر: «ما ظنُّك باثنين الله ثالثهما»[7]، ثم تستمر الرحلة بعد خروجهما من الغار، وترسل قريش الرسل من الذي يأتي برأس محمد من أجل أن يحظى بمائة ناقة من أنفس أموال العرب، لكن عناية الله وحفظ الله، وولاية الله أعظم من ذلك كله، فيتخطى النبي صلى الله عليه وسلم الخطى إلى المدينة في مدة أقصاها عشرة أيام، يقطعها على الأقدام وبعضها راكبًا حتى وصل النبي إلى مدينة يثرب، إنها المدينة، مدينة طيبة، مدينة النبي صلى الله عليه وسلم، والأنصار يستقبلونه ومن هاجر من المهاجرين يستقبلون النبي وصاحب النبي، إنه يوم مشهود لدخول نبينا المدينة النبوية؛ لتكون هي دار الإسلام، فيخرج الأصحاب معهم السلاح يحوطون بالنبي صلى الله عليه وسلم، وما من أحد إلا يناديه أن يكون في داره، فيقول النبي: «لا أحد يعترض الناقة فإنها مـأمورة»، فتبرك بجوار دار أبي أيوب الأنصاري، فيكون الرسول في دار أبي أيوب، حتى بُني له بيت، وأول ما بنى رسول الله بدأ ببناء مسجده المبارك، وآخى بين المهاجرين والأنصار، آخي بين الذين خرجوا من مكة فقراء، وبين الذين استقبلوهم بالمدينة، على أي أساس كان الارتباط؟ إنه رباط الدين، رباط العقيدة، رباط الأخوة.

إن يختلف ماءُ الوصال فماؤنا
عذبٌ تَحدَّر مِن غمامٍ واحد
أو يَختلف جدًّا يؤلِّف بيننا
دينٌ أَقَمْناه مَقامَ الوالد

 

كان هذا هو دينهم، أن تكون أُخوة في الدين، لا على حزبيات، ولا على عصبيات، ولا من أجل وطنية، ولا من أجل إقليمية، ولا مصلحة دنيوية زائلة، وإنما من أجل الدين لا من أجل الطين، فإن الدين يا عباد الله إن جعلناه هو الأساس، صرنا بخير وصار الناس بخير، وصارت الدنيا كلها بخير.

العز بالإسلام يا دنيا اسْمعي
والنصرُ معقودٌ بسُنة أحمد
مَن حاد عن نَهْج الكتاب وما به
لا خيرَ فيه وبالمذلة مقتدِ

 

اللهم بارِك لي ولكم في القرآن العظيم، وانفَعنا بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، وانفعنا بسُنة سيد الأولين والآخرين، أقول ما سمعتم، وأستغفر الله لي ولكم، إنه هو الغفور الرحيم، فاستغفروه يَغفِر لكم.

 

الخطبة الثانية

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.

 

معاشر المؤمنين، إن انصرام عام ودخول عام جديد، يذكِّرنا بهجرة نبينا صلى الله عليه وسلم، تلكم الهجرة المباركة من مكة إلى المدينة، إنه تأريخ وإنها أيام مباركة.

 

يا عباد الله، إن الأيام تمضي تلو الأيام، والليالي تلو الليالي، وإننا نفرح بالأيام نقطعها، وإنما نحن نَقرُب من آجالنا، وإن تلك الهجرة المباركة كانت واجبة على مَن يسكن مكة والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: «لا تنقطع الهجرة حتى تنقطع التوبة، ولا تنقطع التوبة حتى تطلع الشمس من مغربها»[8]، ويوضح هدا ما جاء في صحيح البخاري، من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمهاجر مَن هجَر مَن نهى الله عنه»[9]، المهاجر من هجر ما نهى الله عز وجل عنه، كانت الهجرة ابتلاءً واختبارًا، فمن لم يهاجر من مكة إلى المدينة، كان في إيمانه غش ودخن، وكان ذلك دليلًا على فساد فيه، إلا أن يكون معذورًا عجوزًا، امرأةً طفلًا صغيرًا، من لا يجد المال أو الراحلة، إنه معذور في مكة، فنحن يا عباد الله نذكِّر أنفسنا وإخواننا بتلكم الهجرة المباركة، أن يكون لنا نصيب من الهجرة، فإلى أي مكان نهاجر؟ إننا نهاجر من الشرك إلى التوحيد، ومن البدعة إلى السنة، ومن المعصية إلى الطاعة، إنها هجرة كريمة إلى الله يوم أن نضحي بالذنوب، والمعاصي، والمخالفات، والسيئات، فتهاجر إلى رب العالمين، وإلى سنة سيد الأولين والآخرين.

 

يا عباد الله، إن هذه الدنيا مؤذنة بالزوال، ودليل واقع على هذا عام كامل قضيناه، وها نحن نستقبل عامًا جديدًا، فكم افتقد من إخوان لنا في العام الذي مضى، ونحن هل عندنا ما يطمئننا أن نعيش هذا العام كاملًا، ولا ندري ما تحصل فيه من التغيرات والتقلبات، فوجب على العبد أن يكون دائمًا يقظًا، فإن الأيام لأحدنا بالمرصاد.

فتَّت فؤادَك الأيامُ فتًّا
وتَنحت جسمَك الساعات نحتًا
وتَدعوك المنون دعاءَ صدقٍ
ألا يا صاحِ أنت أُريد أنت

 

فما من أحدٍ منا عباد الله إلا وهو قريب من الآجال، بدليل مرور الليالي والأيام، فهل من متَّعظ ومعتبر؟ وهل من مهاجر صادق يهاجر إلى الله سبحانه وتعالى، حتى يشارك أهل الهجرة في هجرتهم؟ وهكذا من كان في بلد لا يستطيع أن يُقيم فيه الشعائر الدينية الذين يسكنون في كثير من بلاد اليهود والنصارى، ولا يستطيعون أن يظهروا شعائر الدين، يعيشون هناك تحت وطأة الكفر من أجل أن يتحصلوا على قليل من المال، تقول: وجب على أولئك أن يهاجروا إلى دار الإسلام، وأن يتركوا دُور الكفر، فلا زالت الدنيا بخير، ولا زال للإسلام صولته وهيمنته، والحمد لله لا زال الإسلام بخير، فوجب علينا عباد الله أن نتقي الله عز وجل فيما بقي من أيامنا، ولقد كان من خلال سيرة النبي صلى الله عليه وسلم أن قضى أيامًا في المدينة قرابتها عشر سنوات، ثم لَحِقَ بالرفيق الأعلى، فلو كانت الدنيا تدوم لأحد، لكان رسول الله حيًّا باقيًا.

 

فاللهَ اللهَ يا عباد الله في أعمارنا في أيامنا وليالينا، اللهَ اللهَ فيما نأتي ونذر، فإن أيامنا أمانة عندنا، وسوف نُسأل عنها بين يدي الله، قال جل وعلا: ﴿ قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ ﴾ [المؤمنون: 112].

 

وقال نبينا: «لا تزول قدَما عبد حتى يسأل عن أربع: عن عمره فيمَ أفناه، وعن علمه ما فعَل فيه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيمَ أنفقه، وعن جسمه فيم أبلاه»[10].

 

تذكر أنك واقفٌ غدًا بين يدي الله سبحانه وتعالى، فما المخرج؟ فخُذ الزاد من هنا وخُذ الأُهبة من هنا، حتى لا تقول هنالك: ﴿ حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴾ [المؤمنون: 99، 100]، فإن من خرج من هذه الدنيا، فلا يستطيع الرجوع إلى أن يَلقى ربه سبحانه وتعالى.

 

نسأل الله بمنِّه وكرمه، وبأسمائه الحسنى، وبصفاته العلا - أن يجعل هذا العام عامًّا مباركًا، وأن يجعله عامًا سعيدًا، وأن ينصر فيه المسلمين المؤمنين في مشارق الأرض ومغاربها، نسأل الله أن يجمع كلمة المسلمين، نسأل الله أن يوحد كلمة المسلمين، وأن يجمعهم على الحق والدين، اللهم إنا نسألك الهدى، والتقى والعفاف والغنى.

 

اللهم اقسِم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معاصيك، ومن طاعتك ما تبلِّغنا به جنتك، ومن اليقين ما تُهون به علينا مصائب الدنيا.

 

اللهم متِّعنا بأسماعنا وأبصارنا وقواتنا ما أحييتنا، واجعَله الوارث منا، واجعل ثأرَنا على من ظلمنا، وانصُرنا على من عادانا.

 

اللهم لا تجعل الدنيا أكبرَ هَمِّنا، ولا مبلغ علمنا، اللهم لا تسلِّط علينا بذنوبنا من لا يخافك فينا ولا يرحمنا، اللهم آمنَّا في أوطاننا، واحفظ أئمتنا وولاة أمورنا، واجعَل لهم بطانة صالحة تَدلهم على الخير يا رب العالمين.

 

اللهم مَن كان فيه صلاح للإسلام والمسلمين، فأَعْلِ ذكره وأعِنه على مصائب الدنيا والآخرة، ومن كان فيه فساد للإسلام والمسلمين، اللهم أطِل عمره، وأطِل فقره، وعرِّضه للفتن، واجعله عبرة للمعتبرين يا رب العالمين.

 

عباد الله، ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾ [النحل: 90].

 

اذكروا الله يَذكُركم، واشكروه على نعمه يَزِدْكم، ولذكرُ الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.



[1] صحيح: رواه البخاري «في النكاح» باب «من قال لا نكاح إلا بولي» رقم (4732).

[2] قد سبق تخريج الحديث.

[3] صحيح: قد سبق تخريجه.

[4] صحيح: رواه أحمد رقم (16066)، (3/ 61)، والحاكم رقم (39)، (1/ 61)، والطبراني (61)، رقم (4528) من حديث ربيعة بن عباد ورواه ابن أبي شيبة (7/ 332) رقم (36565)، من حديث طارق المحاربي، والبيهقي في السنن (6/ 20)، رقم (10879)، من حديث طارق كذلك أيضًا، وصححه العلامة الألباني في صحيح السيرة النبوية (1/ 143).

[5] الحديث في صحيح البخاري وقد سبق تخريجه.

[6] صحيح: رواه البخاري في المغازي باب «شهود الملائكة بدرًا»، رقم (3799)، (جزء/ 4) (ص: 1466).

[7]رواه البخاري (1/ 516-558)، ونحوه عند أحمد (1/ 4)، ولفظه قلت للنبي صلى الله عليه وسلم: وهو في الغار، وقال مرة ونحن في الغار: لو أن أحدهم نظر إلى قدميه لأبصرنا، فقال: «يا أبا بكر، ما ظنك باثنين الله ثالثهما».

[8] رواه أبو داود (2/ 5)، رقم (2479)، في الجهاد باب «في الهجرة هل انقطعت» قال الشيخ الألباني: صحيح انظر حديث رقم (7469)، في صحيح الجامع.

[9] رواه البخاري رقم (10) في الإيمان باب «المسلم من سلم ....»، ومسلم رقم (41)، في الإيمان، باب «تفاضل أهل الإسلام أي أموره أفضل».

[10] رواه الترمذي رقم (2417)، في صفة القيامة والرقائق باب «في القيامة» قال الشيخ الألباني: صحيح انظر: حديث رقم (7300)، في صحيح الجامع.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • بيئة النبي قبل البعثة
  • الوحي والبعثة النبوية (1)
  • البعثة النبوية (خطبة)
  • مقاصد البعثة ميزان التوازن والوسطية

مختارات من الشبكة

  • حياة النبي صلى الله عليه وسلم قبل البعثة (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تذكرة الأبرار بعشر صفحات من حياة النبي المختار قبل البعثة (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • حول أخبار العالم الإسلامي(مقالة - المسلمون في العالم)
  • الخطاب المكي من البعثة إلى الهجرة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من البعثة إلى الهجرة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من البعثة إلى الهجرة (8)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من البعثة إلى الهجرة (7)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من البعثة إلى الهجرة (6)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من البعثة إلى الهجرة (5)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من البعثة إلى الهجرة (4)(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • بعد عامين من البناء افتتاح مسجد جديد في قرية سوكوري
  • بعد 3 عقود من العطاء.. مركز ماديسون الإسلامي يفتتح مبناه الجديد
  • المرأة في المجتمع... نقاش مفتوح حول المسؤوليات والفرص بمدينة سراييفو
  • الذكاء الاصطناعي تحت مجهر الدين والأخلاق في كلية العلوم الإسلامية بالبوسنة
  • مسابقة للأذان في منطقة أوليانوفسك بمشاركة شباب المسلمين
  • مركز إسلامي شامل على مشارف التنفيذ في بيتسفيلد بعد سنوات من التخطيط
  • مئات الزوار يشاركون في يوم المسجد المفتوح في نابرفيل
  • مشروع إسلامي ضخم بمقاطعة دوفين يقترب من الموافقة الرسمية

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 6/12/1446هـ - الساعة: 0:46
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب