• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    خطبة عيد الأضحى 1446
    د. عطية بن عبدالله الباحوث
  •  
    خطبة عيد الأضحى المبارك (الإخلاص طريق الخلاص)
    السيد مراد سلامة
  •  
    خطبة عيد الأضحى 1446هـ
    أحمد بن عبدالله الحزيمي
  •  
    خطبة عيد الأضحى 1446 هـ
    د. محمد بن مجدوع الشهري
  •  
    فضل يوم النحر
    محمد أنور محمد مرسال
  •  
    تخريج حديث: إذا أتى أحدكم البراز فلينزه قبلة ...
    الشيخ محمد طه شعبان
  •  
    تحفة الرفيق بفضائل وأحكام أيام التشريق (خطبة)
    السيد مراد سلامة
  •  
    من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (العزيز، ...
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
  •  
    {إن أكرمكم عند الله أتقاكم}: فوائد وعظات
    د. محمد أحمد صبري النبتيتي
  •  
    إمساك المضحي عن الأخذ من الشعر والظفر في عشر ذي ...
    د. عبدالله بن يوسف الأحمد
  •  
    وقفات مع عشر ذي الحجة (1)
    د. عبدالسلام حمود غالب
  •  
    خطبة عيد الأضحى 1446هـ (مختصرة وشاملة)
    رمضان صالح العجرمي
  •  
    فتاوى الطلاق الصادرة عن سماحة مفتي عام المملكة ...
    أ. د. عبدالله بن محمد الطيار
  •  
    عناية النبي بضبط القرآن وحفظه في صدره الشريف
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    على علم عندي
    عبدالسلام بن محمد الرويحي
  •  
    عظمة الإسلام وتحديات الأعداء - فائدة من كتاب: ...
    د. هيثم بن عبدالمنعم بن الغريب صقر
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / النصائح والمواعظ
علامة باركود

موانع الخشوع في الصلاة (2)

موانع الخشوع في الصلاة (2)
السيد مراد سلامة

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 1/6/2025 ميلادي - 5/12/1446 هجري

الزيارات: 214

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

موانع الخشوع في الصلاة (2)

 

الحمد لله رب العالمين، سبحانه سبحانه، سبحان الذي في السماء عرشه، سبحان الذي في الأرض حكمُه، سبحان الذي في القبر قضاؤه، سبحان الذي في البحر سبيله، سبحانه في النار سلطانه، سبحان الذي في الجنة رحمته، سبحان الذي في القيامة عدله، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد وهو على كل شيء قدير، شهادة من قال ربي الله ثم استقام، تقرَّب لعباده برأفته ورحمته، ونوَّر قلوب عباده بهدايته.

 

وأشهد أن سيدنا وحبيبنا وشفيعنا محمدًا عبد الله ورسوله وصفيه من خلقه وحبيبه.

 

والله ما في الخلق مثل محمد
في الفضل والجود والأخلاق
فهو النبي الهاشمي المصطفى
مِن خِيرة الأنساب من عدنان
لو حاوَل الشعراءُ وصفَ محمدٍ
وأتو بأشعارٍ من الأوزان
ماذا يقول الواصفون لأحمد
بعد الذي قد جاء في القرآن

 

صلَّى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن سار على نَهْجه، وتمسَّك بسنته واقتدى بهديه، واتَّبعهم بإحسان إلى يوم الدين، ونحن معهم يا أرحم الراحمين.

 

إخوة الإسلام، ما زال الحديث موصولًا عن موانع الخشوع التي تحول بين العبد وبين الإقبال على الرب سبحانه وتعالى، ومن ذلك:

أولًا: العبث ببدنه أو ثوبه أو غيره: عبث بلحيته، أو فكَّر بقلبه فكرًا فاسدًا، أو أصلح ثوبًا، أو حمل صبيًّا، أو ثقلًا، فهو على صلاته، ولا سجود للسهو عليه، ولو تجنَّب ذلك كله كان أخشع"[1].

 

ثانيًا: القيام على هيئة غير مشروعة: فيحرم الاختصار - أي وضع الدين في الوسط - بل التزام السنة أدعى للخشوع، لذلك قالوا: "ويكره... والقيام على رجل واحدة وتقديمها على الأخرى ولصقها بالأخرى؛ حيث لا عذر؛ لأنه تكلف ينافي الخشوع، ولا بأس بالاستراحة على إحداهما لطول القيام أو نحوه"[2].

 

ثالثًا: الانشغال بتسوية الحصى:

عن معيقيب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في الرجل يسوي التراب حيث يسجد، قال: إن كنت فاعلًا فواحدة)[3].

 

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تمسَح وأنت تصلي، فإن كنتَ لا بدَّ فاعِلا فواحدة)؛ يعني تسوية الحصى)[4].

 

والعلة في هذا النهي؛ المحافظة على الخشوع، ولئلا يكثر العمل في الصلاة، والأَولى إذا كان موضع سجوده يحتاج إلى تسوية، فليسوه قبل الدخول في الصلاة.

 

ويدخل في الكراهية مسح الجبهة والأنف، وقد سجد النبي صلى الله عليه وسلم في ماء وطين، وبَقِيَ أثر ذلك في جبهته، ولم يكن ينشغل في كل رفع من السجود بإزالة ما علق، فالاستغراق في الصلاة والخشوع فيها، يُنسي ذلك، ويشغل عنه عن عبد الله رضي الله عنه قال: "كنا نسلم على النبي صلى الله عليه وسلم وهو في الصلاة فيرد علينا، فلما رجعنا من عند النجاشي، سلَّمنا عليه فلم يرد علينا، وقال: إن في الصلاة شغلًا) [5].

 

قد روى ابن أبي شيبة عن أبي الدرداء قال: ما أحب أن لي حُمر النَّعم، وأني مسحت مكان جبيني من الحصى، وقال عياض: كره السلف مسح الجبهة في الصلاة قبل الانصراف [6]؛ يعني الانصراف من الصلاة.

 

وكما أن المصلي ينبغي أن يحترز مما يشغله عن صلاته كما مرَّ في النقاط السابقة، فكذلك عليه أن يلتزم بعدم التشويش على المصلين الآخرين ومن ذلك:

رابعًا: التشويش بالقراءة على الآخرين:

ومن موانع الخشوع أن يشوش بعض المصلين على بعض، فيقرأ بصوت مرتفع؛ لذا جاء النهي من النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك؛ عن أبي سعيد قال: اعْتكَفَ رسولُ الله في المسْجِد، فَسمعهم يجهرون بالقراءَة فكَشَفَ السِّتْرَ وقال: "ألا إِن كُلَكُمْ يُناجِي ربهَ، فلا يُؤذيَنْ بَعْضُكُم بَعضًا، ولا يَرْفَعُ بَعْضُكُم عَلى بَعضٍ فِي القِراءَةِ"، أوقال: "في الصلاةِ "[7].

 

خامسًا: الالتفات في الصلاة:

واعلم أن من موانع الخشوع الالتفات إلى غير رب الأرض والسماوات، فمن أعرض، أعرض الله عنه، والجزاء من جنس العمل؛ قال أبو ذر: قال رسولُ الله: "لا يَزَالُ الله عز وجل مُقبلًا على العبد وهو في صلاتهِ ما لم يَلتفت، فإذا التَفتَ انصرفَ عنه"[8].

 

عن مسروق عن عائشةَ قالت: سألتُ رسولَ اللهِ عن التفات الرجل في صَلاته، فقال: "هو اخْتلاس يختلسُهُ الشيطانُ من صَلاةِ اَلعَبْدِ"[9].


قوله: "اختلاس": من خلستُ الشيءَ واختلستُه: إذا سلبته، والمعنى: أن المُصلي إذا التفت يمينًا أو شمالًا، يظفرُ به الشيطان في ذلك الوقت، ويُشْغله عن العبادة، فربما يَسْهو أو يَغلط لعدم حضور قلبه باشتغاله بغير المقصود، ولما كان هذا الفعل غير مَرضي منه، نُسب إلى الشيطان، وعن هذا قالت العلماء بكراهة الالتفات في الصلاة. وروى أبو بكر بن أبي شيبة، عن وكيع، عن حطان العصفري، عن الحكم قال: إن من تمام الصلاة ألا تعرف مَنْ عن يمينك ولا مَن عن شمالك.

 

عن ابن جريج عن عطاء قال: سمعت أبا هريرة يقولُ: إذا صليت فإن ربك أمامك وأنت مُناجيه، فلا تلتفت؛ قال عطاء: وبلغني أن الرب يقول: "يا بن آدم، إلى من تلتفتُ؟ أنا خير لك ممن تلتفت إليه"[10].

 

يقول ابن بطال رحمه الله: الالتفات في الصلاة مكروه عند العلماء، وذلك أنه إذا أومأ ببصره وثنى عنقه يمينًا وشمالاً، ترك الإقبال على صلاته، ومن فعل ذلك فقد فارق الخشوع المأمور به في الصلاة، ولذلك جعله النبي اختلاسًا للشيطان من الصلاة، وأما إذا التفت لأمرٍ يَعِنُّ له من أمر الصلاة أو غيرها، فمباح له ذلك، وليس من الشيطان، والله أعلم.

 

وقال المهلب: قوله: «هو اختلاس يختلسه الشيطان من صلاة العبد»، هو حضٌّ على إحضار المصلى ذهنه ونيته لمناجاة ربه، ولا يشتغل بأمر دنياه، وذلك أن العبد لا يستطيع أن يخلص صلاته من الفكر في أمور دنياه؛ لأن الرسول قد أخبر أن الشيطان يأتي إليه في صلاته، فيقول له: اذكر كذا اذكر كذا؛ لأن موكل به في ذلك، وقد قال عليه السلام: «من صلى ركعتين لا يُحدث فيهما نفسه، غُفر له»، وهذا لمغالبته الإنسان، فمن جاهد شيطانه ونفسه، وجبت له الجنة، وقد نظر عليه السلام إلى أعلام الخميصة وقال: «إنها شغلتني»، فهذا مما لا يستطاع على دفعه في الأعم، وقد اختلف السلف في ذلك، فممن كان لا يلتفت في الصلاة أبو بكر وعمر، وقال ابن مسعود: إن الله لا يزال مقبلًا على العبد ما دام في صلاته ما لم يُحدث أو يلتفت.

 

ونهى عنه أبو الدرداء وأبو هريرة، وقال عمرو بن دينار: رأيت ابن الزبير يصلي في الحجر، فجاءه حجر قدامه فذهب بطرف ثوبه، فما التفت.

 

وقال ابن أبي مليكة: إن ابن الزبير كان يصلي بالناس، فدخل سيل في المسجد، فما أنكر الناس من صلاته شيئًا حتى فرغ منها.

 

وقال الحكم: من تأمل من يمينه أو شماله في الصلاة حتى يعرفه، فليست له صلاة، وقال أبو ثور: إن التفت ببدنه كله أفسد صلاته[11].

 

أنواع الالتفات في الصلاة قسمان:

الأول: التفات القلب إلى غير الله عز وجل.

 

الثاني: التفات البصر، وكلاهما منهي عنه، وينقص من أجر الصلاة، وقد سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الالتفات في الصلاة، فقال: (اختلاس يختلسه الشيطان من صلاة العبد).

 

"ومثل من يلتفت في صلاته ببصره أو قلبه، مثل رجل استدعاه السلطان، فأوقفه بين يديه، وأقبل يناديه ويخاطبه، وهو في خلال ذلك يلتفت عن السلطان يمينًا وشمالًا، وقد انصرف قلبه عن السلطان فلا يفهم ما يخاطبه به؛ لأن قلبه ليس حاضرًا معه فما ظنُّ هذا الرجل أن يفعل به السلطان؟

 

أفليس أقل المراتب في حقه أن ينصرف من بين يديه ممقوتًا مبعدًا، قد سقط من عينيه، فهذا المصلي لا يستوي والحاضر القلب المقبل على الله تعالى في صلاته الذي قد أشعر قلبه عظمة من هو واقف بين يديه، فامتلأ قلبه من هيبته وذلَّت عنقُه له، واستحيى من ربه أن يُقبل على غيره أو يلتفت عنه وبين صلاتيهما؛ كما قال حسان بن عطية: إن الرجلين ليكونان في الصلاة الواحدة، وإن ما بينهما في الفضل كما بين السماء والأرض، وذلك أن أحدهما مقبل بقلبه على الله عز وجل، والآخر ساهٍ غافل"[12].

 

حكم الالتفات لضرورة أو لحاجة فلا بأس به:

عن سهل بن الحنظلية قال: (ثوب بالصلاة - صلاة الصبح - فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي وهو يلتفت إلى الشعب)؛ قال أبو داود: (وكان أرسل فارسًا من الليل إلى الشعب يحرس)[13].

 

وهذا كحملِه أُمامة بنت أبي العاص، ..... وفتحه الباب لعائشة ونزوله من المنبر لما صلى بهم يعلِّمهم، وتأخُّره في صلاة الكسوف، وإمساكه الشيطان وخنقه لما أراد أن يقطَع صلاته، وأمره بقتْل الحية والعقرب في الصلاة، وأمره بردِّ المار بين يدي المصلي ومقاتلته، وأمره النساء بالتصفيق وإشارته في الصلاة، وغير ذلك من الأفعال التي تُفعل لحاجة، ولو كانت لغير حاجة، كانت من العبث المنافي للخشوع، المنهي عنه في الصلاة "[14].

 

سابعًا: رفع البصر إلى السماء:

ومن موانع الخشوع النظر إلى السماء، فإنه منهي عنه ومتوعَّد صاحبه بخطف البصر، وقد ورد النهي عن ذلك والوعيد على فعله في قوله عن أنس بن مالك حدثهم قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ما بال أقوام يرفعون أبصارهم إلى السماء في صلاتهم، فاشتدَّ قوله في ذلك حتى قال: ليَنتهنَّ عن ذلك أو لتُخطفنَّ أبصارهم[15].

 

عن جابر بن سمرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليَنتهينَّ أقوام يرفعون أبصارهم إلى السماء في الصلاة أولًا ترجع إليهم[16].

 

يقول بد الدين العيني رحمه الله فيه النهي الأكيد والوعيد الشديد، وكان ذلك يقتضي أن يكون حرامًا كما جزم به ابن حزم، حتى قال: تفسد صلاته، ولكن الإجماع انعقد على كراهته في الصلاة، والخلاف في خارج الصلاة عند الدعاء، وقد ذكرناه عن قريب، وقال شريح لرجل رآه يرفع بصره ويده إلى السماء: اكفُف يدك واخفِض بصرك، فإنك لن تراه ولن تناله، (فإن قلت) إذا غمض عينيه في الصلاة ما حكمه، (قلت) قال الطحاوي: كرِهه أصحابنا، وقال مالك: لا بأس به في الفريضة والنافلة، وقال النووي: والمختار أنه لا يكره إذا لم يخف ضررًا؛ لأنه يجمع الخشوع، ويَمنع من إرسال البصر وتفريق الذهن، ورُوي عن ابن عباس كان النبي إذا استفتح الصلاة لم ينظر إلا إلى موضع سجوده)[17].

 

وذكر الطبري عن إبراهيم التيمي أنه قال: كان يكره أن يرفع الرجل بصرَه إلى السماء في الدعاء، يعني: في غير الصلاة، وقال محمد بن سيرين: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرفع بصره في الصلاة، فلما نزلت هذه الآية: ﴿ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ ﴾ [المؤمنون: 1، 2]، لم يكن يجاوز بصره موضع سجوده"[18].

 

فلما كان رفع البصر إلى السماء ينافي الخشوع، حرَّمه النبي صلى الله عليه وسلم وتوعَّد عليه.

 

من كان يحب للمصلي أن يكون بصره حذاء موضع سجوده:

عن أبي قلابة قال: سألت مسلم بن يسار: أين منتهى البصر في الصلاة، فقال: إن حيث تسجُد حسنٌ.

 

عن إبراهيم النخعي أنه كان يحب للمصلي ألا يجاوز بصره موضع سجوده.

 

عن ابن سيرين أنه كان يحب أن يضع الرجل بصره حذاء موضع سجوده، فإن لم يفعل أو كلمة نحوها، فليُغمض عينيه.

 

عن ليث عن مجاهد أنه كَره أن يصلي الرجل وهو مُغمض العين.

 

عن جميل بن عبيد قال: سَمعت الحسن وسأله رجل: أُغمض عيني إذا سجدت، فقال: إن شئت.

 

عن جميل قال: سمعت الحسن وسئل عن الرجل يغمض عينيه وهو ساجد في الصلاة، قال: لا بأس به[19].

 

ثامنًا: الإخلال بالركوع والسجود:

ومن الموانع التي تحول بين المرء وبين الخشوع في الصلاة: نقرُ الصلاة وعدم إتمام أركانها؛ لذا أمر النبي صلى الله عليه وسلم من لم يتم الركوع والقيام بإعادة الصلاة مرة ثانية؛ قال أبو هريرة: إن النبي صلى الله عليه وسلم دخل المسجد، فدخل رجل، فصلى، ثم جاء، فسلم على النبي، فرد النبي - صلى الله عليه وسلم - عليه السلام، فقال: «ارجع، فصلِّ، فإنك لم تصلِّ، فصلى، ثم جاء إلى النبي، فقال: ارجع، فصلِّ، فإنك لم تصلِّ، ثلاثًا، فقال: والذي بعثك بالحق فما أُحسن غيره، فعلِّمني، قال: إذا قمت إلى الصلاة فكبِّر، ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن، ثم اركع حتى تطمئنَّ راكعًا، ثم ارفع حتى تعتدل قائمًا، ثم اسجد حتى تطمئن ساجدًا، ثم ارفع حتى تطمئن جالسًا، ثم اسجد حتى تطمئن ساجدًا، ثم افعل ذلك في صلاتك كلها»[20].

 

يقول ابن بطال رحمه الله: استدل بهذا الحديث جماعة من الفقهاء، فقالوا: الطمأنينة في الركوع والسجود فرض، لا تجزئ صلاة من لم يرفع رأسه، ويعتدل في ركوعه وسجوده، ثم يقيم صلبه، وقالوا: ألا ترى أن الرسول قال له: «ارجع فصلِّ فإنك لم تصلِّ»، ثم علمه الصلاة وأمره بالطمأنينة في الركوع والسجود، هذا قول الثوري، وأبي يوسف، والأوزاعي، والشافعي، وأحمد، وإسحاق، وابن وهب صاحب مالك قال: من لَم يعتدل قائمًا من ركوعه حتى يسجد، فلا يعتد بتلك الركعة، وفيها قول آخر: روى ابن القاسم عن مالك في «العتبية» قال: من رفع رأسه من الركوع، فلم يعتدل قائمًا حتى يسجد يُجزئه ولا يعود، وقاله ابن القاسم في كتاب سحنون، وروى ابن وهب عن مالك مثل ذلك في «العتبية».

 

وروى عيسى عن ابن القاسم فيمن رفع رأسه من السجود، فلم يعتدل جالسًا حتى سجد: يستغفر الله ولا يعود).

 

يقول ابن تيمية رحمه الله: "... وإذا كان الخشوع في الصلاة واجبًا، وهو متضمن للسكون والخشوع، فمن نقَر نَقْرَ الغراب لم يخشع في سجوده، وكذلك من لم يرفع رأسه من الركوع، ويستقر قبل أن ينخفض، لم يسكن؛ لأن السكون هو الطمأنينة بعينها، فمن لم يطمئن لم يسكُن، ومن لم يسكن لم يخشَع في ركوعه ولا في سجوده، ومن لم يخشع كان آثمًا عاصيًا"[21].

 

عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أسوء الناس سرقةً الذي يسرق صلاته، قالوا: يا رسول الله، كيف يسرق صلاته، قال: لا يتم ركوعها ولا سجودها[22].

 

عن حذيفة: أنه رأى رجلًا لا يتم ركوعه ولا سجوده، فلما قضى صلاته، قال له حذيفة: ما صليت، قال: وأحسبه، قال: لومت متَّ على غير سنة محمد» [23].

 

عن زيد بن وهب قال: «رأى حذيفة - رضي الله عنه - رجلًا يصلي، فطفف، فقال له حذيفة: منذ كم تصلي هذه الصلاة؟ قال: منذ أربعين سنة، قال: ما صليت منذ أربعين سنة، ولومت وأنت تصلي هذه الصلاة، مت على غير فطرة محمد صلى الله عليه وسلم، ثم قال: إن الرجل ليخفف ويتم ويحسن».

 

تاسعًا: تكلف الدعاء يذهب الخشوع:

قال بعض السلف: إذا جاء الأعراب ذهب الخشوع، هذا كما يكره تكلف السجع في الدعاء، فإذا وقع بغير تكلف فلا بأس به، فإن أصل الدعاء من القلب واللسان تابع للقلب، ومن جعل همته في الدعاء تقويم لسانه أضعف توجُّه قلبه، ولهذا يدعو المضطر بقلبه دعاءً يَفتح عليه لا يحضره قبل ذلك، وهذا أمر يجده كل مؤمن في قلبه.

 

والدعاء يجوز بالعربية وبغير العربية، والله سبحانه يعلم قصد الداعي ومراده، وإن لم يقوم لسانه، فإنه يعلم ضجيج الأصوات باختلاف اللغات على تنوُّع الحاجات"[24].

 

عاشرًا: التثاؤب في الصلاة:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا تثاءَب أحدُكم في الصلاة فليكظِم ما استطاع، فإن الشيطان يدخل) [25]، وإذا دخل الشيطان يكون أقدر على التشويش على خشوع المصلي، بالإضافة إلى أنه يضحك من المصلي إذا تثاءَب.



[1] الإقناع للماوردي ج: 1 ص: 45، 46.

[2] المنهج القويم ج: 1 ص: 252.

[3] أخرجه أحمد (3/ 426) و(5/ 425)، والدارمي والبخاري (2/ 80) 13940، ومسلم (2/ 74)، وأبو داود (946) وابن خزيمة (895).

[4] رواه أبوداود رقم 946 وهو في صحيح الجامع رقم 7452.

[5] رواه البخاري (1199)، (1216)، ومسلم 1/ 382، وأبو داود (923)، والبيهقي 2/ 248.

[6] الفتح 3/ 79.

[7] رواه أبو داود 2 / 83، وهو في صحيح الجامع رقم 752؛ رواه الإمام أحمد 2/ 36، وهو في صحيح الجامع 1951.

[8] رواه أبو داود رقم 909، وهو في صحيح أبي داود.

[9] أخرجه الحميدي (172)، وأحمد (6/ 37)، والبخاري (1/ 104)، ومسلم (2/ 77)، وأبو داود (914)، وابن ماجه (3550)، والنسائي (2/ 72)، وفى الكبرى (758).

[10] شرح أبي داود للعيني - (ج 4 / ص 134)

[11] شرح ابن بطال، (ج 3 / ص 450).

[12] الوابل الصيب لابن القيم؛ دار البيان ص 36.

[13] أخرجه أبو داود، ح 916.

[14] مجموع الفتاوى 22/ 559.

[15] أخرجه أحمد (3/ 109)، وفي (3/ 112 و115 و116)، وعبد بن حميد (1196)، والدارمي (1307)، والبخاري (1/ 191)، وأبو داود (913)، وابن ماجه (1044)، والنسائي (3/ 7)، وفى الكبرى (457).

[16] أخرجه أحمد ح 8056، والدارمي ح 1622، ومسلم ح 649، والترمذي ح 3890، والنسائي ح 3890، وابن ماجه ح 1035.

[17] عمدة القاري [ جزء 5 - صفحة 309 ].

[18] رواه الإمام أحمد في كتاب الناسخ والمنسوخ.

[19] مصنف ابن أبي شيبة - (ج 2 / ص 162).

[20] أخرجه أحمد (2/ 437)، والبخاري (1/ 192)، و(8/ 69)، ومسلم (2/ 10)، وأبو داود (856)، والترمذي (303)، والنسائي (2/ 124)، وفي الكبرى (868)، وابن خزيمة (461 و590).

[21] مجموع الفتاوى ج: 22 ص: 558.

[22] السنن الكبرى للبيهقي، (ج 2 / ص 386).

[23] أخرجه أحمد (5/ 384)، والبخاري (1/ 200)، وأخرجه النسائي (3/ 58)، وفي الكبرى (521 و1144).

[24] مجموع الفتاوى ج: 22 ص: 489.

[25] رواه مسلم 4/ 2293.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • من موانع الخشوع في الصلاة
  • موانع الخشوع في الصلاة

مختارات من الشبكة

  • فضل الخشوع في الصلاة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • ما هو الخشوع في الصلاة؟(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الخشوع في الصلاة (الذين هم في صلاتهم خاشعون)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • المانع في الفقه: تعريفه، أقسامه، أمثلة عليه(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الدرس السادس عشر: الخشوع في الصلاة (3)(مقالة - ملفات خاصة)
  • الدرس الخامس عشر: الخشوع في الصلاة (2)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الدرس الرابع عشر: الخشوع في الصلاة (1)(مقالة - ملفات خاصة)
  • الخشوع في الصلاة، وحضور القلب فيها وعلاج الوسوسة(مقالة - موقع الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله)
  • علاج عدم الخشوع في الصلاة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الخشوع في الصلاة يوجب لك الجنة(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • بعد عامين من البناء افتتاح مسجد جديد في قرية سوكوري
  • بعد 3 عقود من العطاء.. مركز ماديسون الإسلامي يفتتح مبناه الجديد
  • المرأة في المجتمع... نقاش مفتوح حول المسؤوليات والفرص بمدينة سراييفو
  • الذكاء الاصطناعي تحت مجهر الدين والأخلاق في كلية العلوم الإسلامية بالبوسنة
  • مسابقة للأذان في منطقة أوليانوفسك بمشاركة شباب المسلمين
  • مركز إسلامي شامل على مشارف التنفيذ في بيتسفيلد بعد سنوات من التخطيط
  • مئات الزوار يشاركون في يوم المسجد المفتوح في نابرفيل
  • مشروع إسلامي ضخم بمقاطعة دوفين يقترب من الموافقة الرسمية

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 8/12/1446هـ - الساعة: 0:14
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب