• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    أربع هي نجاة الإنسان في الدنيا والآخرة (خطبة)
    د. أحمد بن حمد البوعلي
  •  
    وحدة المسلمين (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    المسارعة إلى الاستجابة لأمر الله ورسوله صلى الله ...
    د. أمين بن عبدالله الشقاوي
  •  
    فوائد وأحكام من قوله تعالى: { إذ قال الله يا عيسى ...
    الشيخ أ. د. سليمان بن إبراهيم اللاحم
  •  
    نعمة الماء (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
  •  
    تدبر خواتيم سورة البقرة
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    قال ما أظن أن تبيد هذه أبدا (خطبة)
    حسان أحمد العماري
  •  
    تحريم الإهلال لغير الله تبارك وتعالى
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    مشاهد عجيبة حصلت لي!
    أ. د. عبدالله بن ضيف الله الرحيلي
  •  
    ملخص من شرح كتاب الحج (2)
    يحيى بن إبراهيم الشيخي
  •  
    الدرس السابع عشر: آثار الذنوب على الفرد والمجتمع
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    خطبة: (ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب)
    الشيخ عبدالله محمد الطوالة
  •  
    سورة الكافرون.. مشاهد.. إيجاز وإعجاز (خطبة)
    د. صغير بن محمد الصغير
  •  
    من آداب المجالس (خطبة)
    الشيخ عبدالله بن محمد البصري
  •  
    خطر الميثاق
    السيد مراد سلامة
  •  
    أعظم فتنة: الدجال (خطبة)
    د. محمد بن مجدوع الشهري
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / الرقائق والأخلاق والآداب
علامة باركود

قال ما أظن أن تبيد هذه أبدا (خطبة)

قال ما أظن أن تبيد هذه أبدا (خطبة)
حسان أحمد العماري

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 12/5/2025 ميلادي - 14/11/1446 هجري

الزيارات: 201

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

قال ما أظن أن تبيد هذه أبدًا!

 

الخطبة الأولى

الحمد لله ربِّ الأرض وربِّ السماء، خلق آدمَ وعلمه الأسماءَ، وأسجد له ملائكتَه، وأسكنه الجنةَ دارَ البقاء، نحمَده تبارك وتعالى على النعماء والسراء، ونستعينه على البأساء والضراء، ونعوذ بنور وجهه الكريم من جهد البلاء، ودَركِ الشقاء، وعُضال الداء، وشماتة الأعداء، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده ليس له أندادٌ ولا أشباه ولا شركاء، وأشهد أن سيدنا محمدًا خاتم الرسل والأنبياء، وإمام المجاهدين والأتقياء، اللهم صلِّ وسلم وبارك عليه، وعلى آله وصحابته الأجلَّاء، وعلى السائرين على دربه والداعين بدعوته إلى يوم اللقاء، ما تعاقب الصبحُ والمساءُ، وما دام في الكون ظلمةٌ وضياء؛ أما بعد:

فإن أصدقَ الحديث كتابُ الله، وخيرَ الهدي هديُ محمدٍ صلى الله عليه وسلم، وشرَّ الأمور محدثاتُها، وكلَّ محدثةٍ بدعةٌ، وكلَّ بدعةٍ ضلالةٌ، وكلَّ ضلالةٍ في النار؛ ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].

 

عباد الله: إنه لا ينجو في الآخرة ويدخل الجنةَ إلا صاحبُ القلبِ السليم؛ قال تعالى: ﴿ يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ﴾ [الشعراء: 88، 89]، ومن سلامة القلوب طهارتُها من الأمراض والآفات التي تفتك بها، ومنها مرضُ العُجب، وما ينتج عنه من الغرور والكِبر، فهو من الآفات القلبية الخطيرة التي تصيب كثيرًا من الناس، فتصرفهم عن التواضع للخالق والانكسار بين يديه، إلى التكبر والغرور والافتخار بالأعمال، والاعتماد على النفس، وعن شكر الخالق إلى شكر أنفسهم، وعن احترام الناس ومعرفة منازلهم إلى احتقارهم وجَحْدِ حقوقهم.

 

وحقيقة العجب هو الزَّهو بالنفس والفرح بأحوالها والإحساس بالتميز، واستعظام الأعمال وإضافتها إلى النفس، والركون إلى الأسباب، ونسيان الخالق سبحانه وتعالى، وقد نهى الله عباده عن الإعجاب بالنفس والاعتداد بالطاعات؛ فالعبد لا يدري ما المقبول منها وما المردود؛ قال تعالى: ﴿ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ بَلِ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا ﴾ [النساء: 49]، وقال تعالى لنبيه وهو أكثر الناس عبادةً وأعظمهم خشيةً لربه: ﴿ وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ ﴾ [المدثر: 6]؛ قال الحسن البصري: "لا تمنن بعملك على ربك تستكثره"، فالإنسان مهما أكْثَرَ من الطاعة والعمل، ففضل الله أعظم، وحقه أكبر لا يقدر الإنسان أن يوفِّيه شكرًا؛ وقال صلى الله عليه وسلم: ((ثلاثٌ مُهلكات: شحٌّ مطاع، وهوًى مُتبع، وإعجاب المرء بنفسه))؛ [أخرجه البيهقي، وحسنه الألباني].

 

إن العجب داء مُهْلِك، مُفْسِد للعمل؛ قال ابن مسعود رضي الله عنه: "الهلاك في اثنين: القنوط والعُجب"؛ وذلك لأن السعادة لا تُنال إلا بالطلب والسعي، والقانط يائس فلا يطلب، والمعجب يظن أنه قد ظفِر بمراده فلا يسعى، والعُجب نوع من الشرك في النية؛ لأنه التفات لغير الله واعتماد على غيره؛ قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "وكثيرًا ما يقرن الرياء بالعجب، فالرياء من باب الإشراك بالخلق، والعجب من باب الإشراك بالنفس، وهذا حال المستكبر، فالمرائي لا يحقق قوله: ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ ﴾، والمعجب لا يحقق قوله: ﴿ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾، فمن حقق قوله: ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ ﴾ خرج عن الرياء، ومن حقق قوله: ﴿ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾ خرج عن الإعجاب".

 

إن هذا الداء خفيٌّ قد يتسلل إلى قلوب الصالحين دون أن يشعروا به؛ قال عبدالله بن المبارك رحمه الله: "لا أعلم في المُصلِّين شيئًا شرًّا من العجب"، وقال مطرف بن عبدالله رحمه الله: "لأن أبيتَ نائمًا وأصبح نادمًا، أحبُّ إليَّ من أن أبيت قائمًا وأصبح معجبًا"، وقد تسلل شيء من العجب لبعض من خرج مع الرسول عليه الصلاة والسلام في غزوة حنينٍ، فقد أعجبوا بكثرة عددهم، فقالوا: "لن نُغلب اليوم من قلة"، فكان لهذه الكلمة أثر عظيم في هزيمة المسلمين أول المعركة؛ تأديبًا من الله لعباده ألَّا يثقوا بكثرة عددهم ولا قوتهم، بل كل اعتماد المؤمن يكون على الله تعالى؛ قال تعالى: ﴿ لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ ﴾ [التوبة: 25].

 

عباد الله: آفة العجب طريق للكِبْرِ والغرور، فإبليسُ أعجب بأصل خلقته، فدفعه ذلك إلى الكبر وعصيان أمر الرب تعالى بالسجود لآدم عليه السلام؛ قال ابن قدامة: "اعلم أن العجب يدعو إلى الكبر؛ لأنه أحد أسبابه، فيتولد من العجب الكبر، ومن الكبر الآفات الكثيرة وهذا مع الخلق، فأما مع الخالق فإن العجب بالطاعات نتيجة استعظامها، فكأنه يمُنُّ على الله تعالى بفعلها، وينسى نعمته عليه بتوفيقه لها".

 

أيها المسلمون: للعجب أسباب كثيرة؛ منها:

• جهل الإنسان بنفسه وصفاتها، وآفاتها وعيوب عمله، وجهله بربه وحقوقه وما ينبغي أن يعامَل به، يجعله معجبًا بنفسه وعمله؛ قال أبو حامد الغزالي: "وعلة العجب الجهلُ المحض".

 

• ومنها: إطراء الناس للشخص وكثرة ثنائهم عليه؛ مما يُعين عليه الشيطان فيعجب بنفسه؛ وفي الحديث الصحيح: ((مدح رجلٌ رجلًا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ويحك؛ قطعت عنق صاحبك))؛ [البخاري ومسلم].

 

• ومنها: قلة الورع والتقوى، وسوء النية، والافتتان بالدنيا، والنفس الأمارة بالسوء.

 

ومن أسباب العجب وبواعثه:

• انحراف المربي في هذا الجانب؛ إذ يلمس منه الطالب حبَّ المحمدة، ودوام تزكية النفس؛ فيتأثر به من تحت يده.

 

• ومنها: صحبة المعجبين بأنفسهم؛ إذ تسري الأخلاق بين الأصحاب، والمرء على دين خليله.

 

• ومنها: المنصب والشهادة، فكثير من أهل المناصب والشهادات العليا قد يدخله العجب بنفسه، وبما وصل إليه من علمٍ، فإن لم يلجمه بالتقوى، تمكَّن منه وأهلكه.

 

أيها المسلمون: العجب آفة قلبية خفية، والإنسان أعلم الناس بنفسه، فهو أقدرهم على اكتشاف مظاهر العجب في نفسه، لكن بعضها لا يخفى على الناس؛ إذ ما في القلوب يظهر أثره على الجوارح؛ فمن مظاهر العجب:

• التبختر والخُيَلاء في المشي وتصعير الخَدِّ؛ قال تعالى عن لقمان الحكيم يوصي ابنه: ﴿ وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ ﴾ [لقمان: 18].

 

• الإكثار من الثناء على النفس ومدحها، لحاجة ولغير حاجة، تصريحًا أو تلميحًا، وقد يكون على هيئة ذمٍّ للآخرين والتنقص منهم، يراد به مدح النفس وأنه بخلاف ما هم عليه من العيوب.

 

• حب التصدُّر في المجالس قبل النضوج والتربية، وأن تكون له منزلة خاصة عند حضوره وجلوسه، وهذا يُضاد التواضع.

 

• النفور من النصيحة وكراهيتها؛ إذ يرى غيرَه غيرَ أهلٍ لنصحه وإرشاده.

 

• الاعتداد بالرأي، وازدراء رأي الآخرين.

 

عباد الله: لقد قصَّ الله تعالى علينا نماذجَ من المعجبين وما آل إليه حالهم، فصاحب الجنتين كما في سورة الكهف أعجب بماله وثروته؛ ونسِيَ المُنعم سبحانه: ﴿ وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدًا ﴾ [الكهف: 35]، فعاقبه الله تعالى: ﴿ وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنْفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَدًا ﴾ [الكهف: 42].

 

وفرعون أعجب بملكه وقوته؛ وغرَّه ذلك حتى قال: ﴿ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي ﴾ [القصص: 38]، فأغرقه الله وأهلكه، وأزال ملكه، وبدَّد قوته، وهذا قارون أنعم الله عليه بالمال والجاه، وكثرة الأتباع، فقاده العجب بنفسه وماله إلى الكبر والغرور، فتكبر على الله، وظن أن ما حصل عليه من مال، ومن كنوز الذهب والفضة؛ إنما كان بسبب ذكائه وحنكته؛ فقال تعالى مبينًا عاقبة هذا العجب، محذرًا كل مسلم ومسلمة من عواقبه: ﴿ إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكَنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ * وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ ﴾ [القصص: 76، 77]، فكان رد قارون جملة واحدة، تحمل شتى معاني الفساد: ﴿ قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي ﴾ [القصص: 78]، لقد أنساه غروره مصدرَ هذه النعمة وحكمتها، وفَتَنَهُ المال، وأعماه الثراء، فلم يستمع قارون لنداء قومه، ولم يشعر بنعمة ربه؛ فكانت النتيجة: ﴿ فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنْتَصِرِينَ ﴾ [القصص: 81].

 

عباد الله: إن مآلَ العُجب ونتيجته مخزية؛ حيث يُحرم المعجب من توفيق الله، فالخذلان موافق له ومصاحب له؛ قال تعالى: ﴿ سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ﴾ [الأعراف: 146]، فالمعجب يناله غضب الله ومقته، إن لم يتُب؛ ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من تعظَّم في نفسه، واختال في مِشيته، لقِيَ الله وهو عليه غضبان))؛ [أحمد، وصححه الألباني].

 

المعجب يجعل بينه وبين من هو حوله فجوةً لا تكاد تُردم، فالقلوب جُبلت على بُغضِ مَن يتعالى عليها، وهو عُرضة لانتقام الله العاجل والآجِل؛ قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((بينما رجلٌ يمشي في حُلَّةٍ تُعجبه نفسه، مرجِّلٌ جمته؛ إذ خسف الله به، فهو يتجلجل إلى يوم القيامة))؛ [متفق عليه]، وفي رواية لمسلم: ((يتبختر في حُلَّةٍ))، وقوله: ((إذ خسف الله به)) يدل على سرعة نزول العذاب، وقوله: ((فهو يتجلجل إلى يوم القيامة))؛ أي: يغوص في الأرض مع اضطراب شديد، ويندفع من شَقٍّ إلى شق، فنعوذ بالله من هذا الحال.

 

قلت ما سمعتم، وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه.

 

الخطبة الثانية

الحمد لله أهل الثناء، والصلاة والسلام على عبده المصطفى، وآله وصحبه وأتباعه أولي النُّهى، أما بعد أيها المسلمون:

فالعُجب داء خطير، وعلامة نقصٍ وعيب في النفس السويَّة، وهو آفة يتوجب الحذر منها وعلاجها، وله صور كثيرة؛ منها:

فمن صور العجب، أن المرء يعجب بجماله وهيئته، وحسن صوته، فيلتفت إلى جمال نفسه؛ سُئل عبد الله بن المبارك رحمه الله عن مفهوم العجب، فقال: "أن ترى أن عندك شيئًا ليس عند غيرك"، وعلاجه: هو التفكر في حقيقة خلقه في أول أمره، وفي آخره، وفي الوجوه الجميلة والأجسام الناعمة كيف تصير بعد الموت؟! قال الأحنف بن قيس: "عجبتُ لمن خرج من مجرى البول مرتين، كيف يتكبر".

 

وغرور المرء بشخصيته يتأتى من إعجابه بنفسه وشكله، أو بصورته وهيئته، أو علمه وعمله ودينه، أو قوته وجاهه، أو سلطانه وجماله، وهذا كله من وحي الشيطان الذي يعدهم ويمنيهم؛ ﴿ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا ﴾ [النساء: 120].

 

ولقد يعجِّل الله العقوبة للمعجب بنفسه المغرور بما عنده من الدنيا؛ وفي الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((بينما رجل يتبختر في بُردين وقد أعجبتْهُ نفسه، خسف الله به الأرض، فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة))؛ [متفق عليه].

 

ومنها: أن يعجب بقوته؛ كما حكى الله عن قوم عاد أنهم قالوا: ﴿ مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً ﴾ [فصلت: 15]، وعلاجه: أن يتفكر أنه في أي وقت قد يفجؤه مرضٌ فيشل حركته، ويذهب قوته.

 

لقد ذم الله تعالى الإعجاب بالنفس وجعله من مُحبطات الأعمال، وأن الإعجاب بالنفس لا يغني من الله شيئًا؛ قال سبحانه: ﴿ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ ﴾ [التوبة: 25].

 

ومن صور العجب كذلك: أن يعجب بنسبه، وقد يظن أنه ينجو بشرف نسبه وأنه مغفور له، وعلاجه: أن يعلم أن الشرف بالتقوى والطاعة والعلم، والخصال الحميدة؛ قال تعالى: ﴿ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ﴾ [الحجرات: 13]، لقد وقف صلى الله عليه وسلم يخاطب هذه الأمة في خطبته في حجة الوداع، وطلب من الحاضر أن يبلغ الغائب؛ لأن الأمر هام وعظيم؛ فقال: ((يا أيها الناس، إن ربَّكم واحد، وإن أباكم واحد، ألَا لا فضل لعربي على عجمي، ولا لعجمي على عربي، ولا لأحمرَ على أسود، ولا لأسود على أحمر إلا بالتقوى: ﴿ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ﴾ [الحجرات: 13]، ألَا هل بلغت؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: فليبلغ الشاهد الغائب))؛ [رواه البيهقي في "الشعب" (4/289)، والمنذري في "الترغيب والترهيب" (3/375)، وصححه الألباني].

 

ولو كان النسب أو الجنس أو المكانة تنفع صاحبها عند الله، لكان ابن نوح عليه السلام، وهو فلذة كبده، وقطعة من فؤاده معه في الجنة؛ قال تعالى مبينًا تلك الحال: ﴿ وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا وَلَا تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ * قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ قَالَ لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ ﴾ [هود: 42، 43].

 

وقال الأصمعي: بينما أنا أطوف بالبيت ذات ليلة في أيام الحج؛ إذ رأيت شابًّا متعلقًا بأستار الكعبة، وهو يقول:

يا من يجيب دُعا المضطر في الظُّلم
يا كاشفَ الضُّر والبلوى مع السقمِ
قد نام وفدك حول البيت وانتبهوا
وأنت يا حي يا قيوم لم تنمِ
أدعوك ربي حزينًا هائمًا قلقًا
فارحم بكائي بحق البيت والحرمِ
إن كان جودك لا يرجوه ذو سعة
فمن يجود على العاصين بالكرمِ

 

ثم بكى بكاءً شديدًا، وسقط على الأرض مغشيًّا عليه، فدنوت منه، فإذا هو زين العابدين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين، فرفعت رأسه في حجري، وبكيت، فقطرت دمعة من دموعي على خده، ففتح عينيه وقال: من هذا الذي يهجم علينا؟ قلت: أنا الأصمعي، ما هذا البكاء والجزع، وأنت من أهل بيت النبوة، ومعدن الرسالة؟ فقال: هيهات هيهات يا أصمعيُّ، إن الله خلق الجنة لمن أطاعه، ولو كان عبدًا حبشيًّا، وخلق النار لمن عصاه ولو كان حرًّا قرشيًّا؛ أليس الله تعالى يقول: ﴿ فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ * فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ ﴾ [المؤمنون: 101 • 103].

 

لقد سُفكت الدماء، وتفرقت الكلمة، وانقسم الناس إلى أصناف متعددة، ودرجات متفاوتة، وحلَّت القطيعة، وظهر الكثير من المشاكل؛ بسبب هذه النبتة الخبيثة: التفاخر بالأحساب والأنساب؛ فأين الأُخوة الإيمانية؟ وأين تقوى الله؟ وأين التزين بالعمل الصالح والخلق السويِّ؟

 

كلنا من تراب، وإلى التراب نعود، ويوم القيامة تخرس الألسن، وتطيش الأفئدة، وتذهل العقول، وتسقط الرايات، ولا ينفع إلا إيمانك بالله، وعملك الصالح، فلا تعتز إلا به؛ قال تعالى: ﴿ مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ ﴾ [فاطر: 10].

 

ومن صور العجب: أن يعجب بكثرة العدد من الأولاد والخدم، والعشيرة والأقارب والأتباع؛ قال تعالى عن الكفار: ﴿ وَقَالُوا نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوَالًا وَأَوْلَادًا ﴾ [سبأ: 35]، وعلاجه: أن يتفكر في ضعفه وضعفهم، وأن كلهم عبيد عجزة، لا يملكون لأنفسهم ضرًّا ولا نفعًا، وأنهم سيتفرقون عنه إذا مات، فيُدفن وحده، لا يرافقه أهل ولا ولد، ولا قريب ولا عشير.

 

ومنها: أن يعجب بكثرة ماله؛ كصاحب الجنتين الذي قال: ﴿ أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا ﴾ [الكهف: 34]، وعلاجه: أن يتفكر في آفات المال، وكثرة حقوقه، وعظيم تبِعاته، وليعلم أن المال غادٍ ورائح ولا بقاء له.

 

ومن ذلك: أن يعجب برأيه وذكائه، وجميع أهل البدع والضلال إنما أصروا عليها لعجبهم بآرائهم، وعلاجه: أن يكون مُتَّهمًا لرأيه أبدًا، لا يغتر به إلا أن يشهد له قاطع من كتاب أو سُنة، فإن خاض في الأهواء والبدع والتعصب في العقائد، هلك من حيث لا يشعر.

 

عباد الله: وجماع الكلام في علاج العجب ما قاله الإمام ابن حزم رحمه الله: "من امتُحن بالعجب فليفكر في عيوبه، فإن أعجب بفضائله، فليفتِّش ما فيه من الأخلاق الدنيئة، فإن خفِيت عليه عيوبه جملة، حتى يظن أنه لا عيب فيه، فليعلم أن مصيبته إلى الأبد، وأنه لأتم الناس نقصًا وأعظمهم عيوبًا، وأضعفهم تمييزًا، وأول ذلك أنه ضعيف العقل جاهل".

 

عباد الله: العجب طريق إلى الكِبر، وهو سبب للهلاك والدمار للأفراد والمجتمعات والشعوب؛ قال تعالى: ﴿ فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ * فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي أَيَّامٍ نَحِسَاتٍ لِنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابِ الْآخِرَةِ أَخْزَى وَهُمْ لَا يُنْصَرُونَ ﴾ [فصلت: 15، 16].

 

وقال تعالى عن فرعون وجنوده: ﴿ وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لَا يُرْجَعُونَ * فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ ﴾ [القصص: 39، 40].

 

فالمعجب بنفسه سواء كان فردًا، أو حزبًا، أو جماعة، أو جيشًا، أو دولة، أو نظامًا، فإنه إلى زوال وخسران؛ سنةَ الله في خلقه، ﴿ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا ﴾ [الفتح: 23].

 

ومن اغتر اليوم بحِلم الله عليه، فلن يُستثنى من عقابه سبحانه في الدنيا والآخرة.

 

هذا، وصلوا وسلموا على البشير النذير والسراج المنير؛ حيث أمركم بذلك العليم الخبير؛ فقال في كتابه: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56].

 

اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، واخذل أعداءك أعداء الدين.

 

اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلح أحوالنا، ورُدَّنا إلى دينك ردًّا جميلًا.

 

اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات، وألِّف بين قلوبهم، واجمع على الحق كلمتهم.

 

ربنا اغفر لنا ولآبائنا وأمهاتنا، وارحمهما كما ربَّونا صغارًا.

 

ربنا آتنا في الدنيا حسنةً، وفي الآخرة حسنةً، وقِنا ووالدينا عذاب القبر والنار.

 

عباد الله، ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾ [النحل: 90]، فاذكروا الله يذكركم، واشكروه على نعمه يزِدْكم، واستغفروه يغفر لكم، ﴿ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ﴾ [العنكبوت: 45].





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • تفسير: (ودخل جنته وهو ظالم لنفسه قال ما أظن أن تبيد هذه أبدا)

مختارات من الشبكة

  • تفسير قوله تعالى: (قالوا يا موسى إنا لن ندخلها أبدا ما داموا فيها ...)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • حديث: يا رسول الله، ائذن لي بالزنا(مقالة - آفاق الشريعة)
  • شرح حديث: أي الأعمال أفضل؟(مقالة - موقع الشيخ عبدالله بن حمود الفريح)
  • الليلة التاسعة: قال تعالى: {وقال ربكم ادعوني أستجب لكم}(مقالة - ملفات خاصة)
  • تفسير: (قال إن فيها لوطا قالوا نحن أعلم بمن فيها لننجينه وأهله إلا امرأته...)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير: (قالوا اطيرنا بك وبمن معك قال طائركم عند الله بل أنتم قوم تفتنون)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير قوله تعالى: {إذ قال له ربه أسلم قال أسلمت لرب العالمين}(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير: (قال فما بال القرون الأولى * قال علمها عند ربي)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير: (قال كذلك قال ربك هو علي هين ولنجعله آية للناس)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير: (قال رب اجعل لي آية قال آيتك ألا تكلم الناس ثلاث ليال سويا)(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 13/11/1446هـ - الساعة: 23:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب