• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    تدبر خواتيم سورة البقرة
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    قال ما أظن أن تبيد هذه أبدا (خطبة)
    حسان أحمد العماري
  •  
    تحريم الإهلال لغير الله تبارك وتعالى
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    مشاهد عجيبة حصلت لي!
    أ. د. عبدالله بن ضيف الله الرحيلي
  •  
    ملخص من كتاب الحج (2)
    يحيى بن إبراهيم الشيخي
  •  
    الدرس السابع عشر: آثار الذنوب على الفرد والمجتمع
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    خطبة: (ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب)
    الشيخ عبدالله محمد الطوالة
  •  
    سورة الكافرون.. مشاهد.. إيجاز وإعجاز (خطبة)
    د. صغير بن محمد الصغير
  •  
    من آداب المجالس (خطبة)
    الشيخ عبدالله بن محمد البصري
  •  
    خطر الميثاق
    السيد مراد سلامة
  •  
    أعظم فتنة: الدجال (خطبة)
    د. محمد بن مجدوع الشهري
  •  
    فضل معاوية والرد على الروافض
    الدكتور أبو الحسن علي بن محمد المطري
  •  
    ما جاء في فصل الشتاء
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (الرحمن، ...
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
  •  
    تفسير: (فلما قضينا عليه الموت ما دلهم على موته ...
    تفسير القرآن الكريم
  •  
    تخريج حديث: إذا استنجى بالماء ثم فرغ، استحب له ...
    الشيخ محمد طه شعبان
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / السيرة والتاريخ / رجالات الإسلام
علامة باركود

فضل معاوية والرد على الروافض

فضل معاوية والرد على الروافض
الدكتور أبو الحسن علي بن محمد المطري

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 11/5/2025 ميلادي - 13/11/1446 هجري

الزيارات: 220

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

فضل معاوية والرد على الروافض

 

الخطبة الأولى

إن الحمد لله، نحمَده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ به من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، مَن يَهده الله فلا مُضل له، ومَن يُضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده ربي لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102]، ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1]، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70، 71]، أما بعد:

فإن خيرَ الكلام كلام الله، وخيرَ الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشرَّ الأمور محدثاتها، وكلَّ مُحدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

 

معاشر المؤمنين، إنه غيرُ خاف على المسلمين ما يمر بهم إخوانهم المسلمون، من وطأة اليهود والنصارى، سواء كان ذلك في أرض فلسطين، أو العراق، أو في غير هاتين الدولتين، فكان الواجب على المسلم أن يتأمل في هذا الأمر حقَّ التأمل ليشارك إخوانه؛ لأن نبينا صلى الله عليه وسلم يقول: « مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ، وَتَرَاحُمِهِمْ، وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى»[1].

 

ويقول صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ المُؤْمِنَ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا» وَشَبَّكَ أَصَابِعَهُ) [2]، ويذكر ربُّنا جل وعلا حالَ المؤمنين وما فيهم من التراحم والتآزر، وما فيهم من القوة والغلظة على عدوهم، فقال جل وعلا: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴾ [المائدة: 54].

 

فكان حال أهل الإيمان، هو التآزر، والترابط، والتراحم، التعاطف، وأن يكونوا يدًا واحدة على عدوهم، وفي حديث آخر يرويه علامة الصحابة عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: « الْمُسْلِمُونَ تَتَكَافَأُ دِمَاؤُهُمْ، يَسْعَى بِذِمَّتِهِمْ أَدْنَاهُمْ، وَيُجِيرُ عَلَيْهِمْ أَقْصَاهُمْ، وَهُمْ يَدٌ عَلَى مَنْ سِوَاهُمْ»[3]، فكان الواجب على المسلمين أن يكونوا أقل الأحوال متآخين فيما بينهم غير متناحرين، ولا متباعدين، وكانت هذه فريضة فرضها الله عز وجل عليهم، يكونوا قد أخذوا بها؛ كما قال سبحانه: ﴿ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ﴾ [آل عمران: 103].

 

ونبينا صلى الله عليه وسلم يقول: «المُسْلِمُ أَخُو المُسْلِمِ لاَ يَظْلِمُهُ وَلاَ يُسْلِمُهُ، وَمَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللَّهُ فِي حَاجَتِهِ، وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً، فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرُبَاتِ يَوْمِ القِيَامَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ القِيَامَةِ» [4].

 

يا عباد الله، صارت أحوال المسلمين، أحوالًا يرثى لها والله المستعان، ولو تأملت من صعيد آخر لوجدت أن ببعض المسلمين بدلًا من أن يكون آخًا للمسلم ينصره ويدفع عن عرضه، ربما يتفرغ للرد على أخيه المسلم، ويا ليت الأمر يتوقف ها هنا، فقد طالعتنا جريدة البلاغ في عددها الأخير من هذا الأسبوع، وهي تحمل في طياتها سبًّا وشتمًا وتنقصًا ليس للمسلمين المتآخرين، وإنما للسابقين الأولين من أصحاب سيد المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم، أفي مثل هذه الحالة وحال المسلمين يُرثى لها، أفي مثل هذا الأمر وحال المسلمين في تفرُّق وضياع، أفي مثل هذا الآن وهذا الحال، وأعداء المسلمين قابعون على رقاب المسلمين في كثير من بقاع المعمورة، وأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لهم مقام رفيع، وشرف عظيم، رفعهم الله وشرَّفهم الله سبحانه وتعالى، لكن هذه الجريدة هي تخدم فكرًا معروفًا وطائفة معروفة، عُرفت بسب الصحابة من قديم الزمان، إن هؤلاء هم مَن يُسمون بالروافض أو بالشيعة الاثنى عشرية، الذين كما يقول الكاتب عنهم ابن الوزير صاحب جريدة البالغ، يقول: إن للشيعة رأيًا أو للاثنى عشرية رأيًا لمسلمة الفتح الذين خاطبهم النبي صلى الله عليه وسلم في العام الثامن، حينما دخل مكة فاتحًا، فقال لأهل مكة: «ما تظنون أني فاعل بكم»، فقالوا: أخ كريم وابن أخ كريم، قال: «اذهبوا فأنتم الطلقاء»[5].

 

ثم أسلم هؤلاء، وحسُن إسلامهم، وخرجوا مع النبي صلى الله عليه وسلم صحابة يترضى عنهم، وصحابة يقاتلون دون دينهم وعقيدتهم ورسولهم، لكن هؤلاء وإن تمسكوا بحبهم لآل البيت، فليس والله بأحب لآل بيت رسول الله من أهل السنة الذين يعرفون مقام الصحابة، ومقام آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

 

يا عباد الله، إن في كتاب الله تزكية للصحابة أجمعين، وفي سنة رسول الله أيضًا؛ يقول الله جل وعلا: ﴿ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ﴾ [الفتح: 29].

 

هذه تزكية قرآنية على وجه العموم والشمول لكلِّ مَن قيل في حقه صحابي، وكل صحابي عرَف العلماء أمره قائلين: مَن لقي النبي صلى الله عليه وسلم مؤمنًا به ومات على الإيمان به، فيكون من الصحابة الشرفاء، ومن الصحابة النُّجباء الذين وجَب على الصحابة أن يترضوا عنهم، وأن يدعوا لهم بالخير إلى قيام الساعة، وعلى وجه الخصوص فيما يتعلق بالمهاجرين، الأول يقول الله جل وعلا ﴿ لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ ﴾ [الحشر: 8].

 

فيها فضيلة السابقين الأول الذين خرجوا من مكة مهاجرين إلى الله رب العالمين، وإلى رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم، وكان من لم يخرج في إيمانه دخنٌ، وهو قادر على الخروج، ثم جاءت التزكية للأوس والخزرج الذين استقبلوا إخوانهم في مدينة يثرب بعد مباشرة؛ يقول ربنا سبحانه من سورة الحشر: ﴿ وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [الحشر: 9].

 

ثم ذكر الله أحوال أهل الإيمان من أيام رسول الله إلى قيام الساعة، لابد أن يكون حالهم على ما عليه الأمة مباشرة؛ قال سبحانه: ﴿ وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ﴾ [الحشر: 10].

 

أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لهم القِدح المعلَّى، ولهم التزكية الشاملة، ولهم الفضل العظيم، فوجب أن يُترضَّى عنهم، وأن يُذكروا بالثناء الحسن، وأن يُغَضَّ الطرف فيما حصل فيما بينهم، سواء ما حصل بين علي ومعاوية، أو بين علي وعائشة، فقد سُئل أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز رحمه الله عما حصل بين علي ومعاوية بفتنة عبد الله بن سبأ الذي دخل في الإسلام زندقة ونفاقًا، فيقول عمر: تلك أمة لها ما كسبت، ولكم ما كسَبتم، ولا تسألون عما كانوا يفعلون، تلك دماء طهَّر الله منها سيوفنا، فلابد أن نطهِّر فيها ألسنتنا، وعلى هذا درج المسلمون علماء وطلابُ علمٍ إلى قيام الساعة، أنهم يغضون الطرف فيما حصل بين أصحاب رسول الله، فيما كان ناتجًا عن اجتهاد علي.

 

إن معتقد أهل السنة يرون الأفضلية في علي، وأن الحق في علي ولجماعته، لكنهم لا يسبون معاوية، بل لا يسبون يزيد بن معاوية الذي قال بعض العلماء قوله مشهورة وهو شيخ الإسلام ابن تيمية: قال: أما يزيد بن معاوية فلا نُحبه، ولا نَسُبُّه، ويزيد ليس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، لكن معاوية سوف تسمعون ما له من الفضل، وما له من السبق، وما له من الخير في الخطبة الثانية إن شاء الله.

 

لكن على وجه الشمول والعموم، فلا ينبغي أن ينتقص صحابي من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو أن يقال: فيه نظر، فإن الصحابة كلهم عدول، ومن تنقص صحابيًّا واحدًا، يكون قد طعن في القرآن وفي رسول القرآن، بل يكون قد طعن في تزكية رب العالمين؛ لأن الله يقول عن الصحابة أجمعين: ﴿ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ﴾ [البينة: 8].

 

ونبينا صلى الله عليه وسلم يقول: «لا تسبُّوا أصحابي»، وهذه تزكية شاملة، «فو الذي نفسي بيده، لو أنفَق أحدُكم مثلَ أُحد ذهبًا ما بلغ مُدَّ أحدهم ولا نَصيفه»[6]، لو أنفق مثل جبل أحد، تلكم الجبال التي في مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، جبال عظام، لو أنفقت مثلها ذهبًا أو وَرِقًا، أو ما كان من المال ما بلغت بالفضل شيئًا، ولا ظُفر صحابي من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لأن هؤلاء الصحابة ضربوا أروع الأمثلة في باب الإخلاص والزهد والورع والنصرة، وفي باب التعبد والتأله والتنسك، كما قال ابن مسعود رضي الله عنه: أيها الناس، من أحب أن يَستن فليَستنَّ بمن قد مات، فإن الحي لا يؤمن عليه الفتنة، ثم قال: عليكم بأصحاب رسول الله، فإنهم أبرُّ هذه الأمة قلوبًا، وأعمقها علمًا، وأقلها تكلفًا[7]، أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم هم حملة الشريعة، والقدحُ فيهم يكون قدحًا في الشرع؛ لأنهم المبلِّغون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورسول الله صلى الله عليه وسلم مبلغ عن جبريل، ويبلغ عن رب العالمين، فإن طعنت في صحابي، فكأنك قد طعنت في دين الله رب العالمين، بل كان واجبًا على المسلم أن يكون متشبهًا بأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين حازوا خصالَ الخير كلها.

 

كن كالصحابة في زهدٍ وفي ورَعٍ
القوم هم ما لهم في الناس أشباهُ
عباَّدُ ليلٍ إذا جنَّ الظلام بهم
كم عابَدٍ دمعُه في الخد أجراهُ
وأُسد غاب إذا نادى الجهادُ بهم
هَبُّوا إلى الموت يستجدون لُقياهُ
يا ربِّ فابْعَثْ لنا مِنْ مِثْلِهمْ نَفَرًا
يُشيِّدون لنا مَجدًا صنعْناهُ

 

فكانت سُنة مُتبعةٍ إلى قيام الساعة، أنه إذا ذُكر صحابي من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، يُترضَّى عنه بالخير، فهم أفضل الأمة بعد النبي صلى الله عليه وسلم، وهم أفضل من الحواريين أصحاب عيسى عليه السلام، وأفضل من النُّقباء الذين اختارهم موسى بن عمران –عليه السلام - وهم أفضل الناس بعد النبي إلى قيام الساعة، ومن قال: أن له نظرة أخرى فيكون قد خالف المسلمين، وخالَف ما أجمع عليه المسلمون من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إلى قيام الساعة، بل كان العلماء يقولون: إن ديننا مبني على ثلاثة أركان: القرآن الكريم، وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم، واتباع سبيل المؤمنين الذي عناه الله بقوله: ﴿ وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا ﴾ [النساء: 115].

 

وسبيل المؤمنين المراد به: هم أصحاب رسول الله، فما كان بالأمس زمن المهاجرين والأنصار من الدين، فلابد أن يكون اليوم دينًا، وما لم يكن فإنه ليس من الدين، وهكذا فتاوى أصحاب رسول الله، وهكذا أقوالهم تُعد حُجة؛ لأنهم أخذوا العلوم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فوجب علينا يا عباد الله أن نعظِّم ما عظَم الله، وأن نُحقِّر ما حقَّر الله، وأن تتمعَّر وجوهنا إن ذُكر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسب؛ يقول صلى الله عليه وسلم: «من ردَ عن عِرض أخيه، ردَّ الله عن وجهه النار يوم القيامة»[8].

 

اللهم بارِك لي ولكم في القرآن العظيم، أقول ما تسمعون، وأستغفر الله لي ولكم.

 

الخطبة الثانية:

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا الكريم، ورضي الله عن أصحاب رسول الله أجمعين.

 

معاشر المؤمنين، إن نبينا صلى الله عليه وسلم ربَّى لنا جيلًا لن يكون له مثيل، إنه فريد من نوعه؛ لأن المربي لهذا الجيل هو محمد صلى الله عليه وسلم، فوجب أن يتأمل في المربي وأن ينظر في ثمرات تربيته، وإذا طعن أحدٌ في هذه التربية، فيكون قد طعن في صاحبها عياذًا بالله، أما ما يتعلق بأمر الصحابي الجليل، فقد وقع الإجماع من قِبَل العلماء على أن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا الإجماع ما انتقده أحد من الناس؛ يقول الإمام النووي: وأما معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه، فهو من الصحابة الفضلاء ومن الأئمة النُّبلاء، وهكذا ذكر العلماء تزكيات في معاوية على أنه يكفيه فخرًا وشرفًا أن يكون هو خال المؤمنين، وصهر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكاتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فلقد كان معاوية يكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم، يكتب القرآن الكريم، كما أفصحت بذلك الأحاديث الصحاح، ومعاوية يعتبر من الرواة للأحاديث، فقد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم مائة وثلاثة وستين حديثًا، أسندها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأما كونه خال المؤمنين، فتأملوا عباد الله أن أم المؤمنين رملة بنت أبي سفيان، هي زوجة النبي صلى الله عليه وسلم، ومعاوية هو أخوها، ولقد جاء في صحيح مسلم من حديث عبد الله بن مسعود قال: سمعت أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان تقول: قلت مرة: «اللهم متِّعني بزوجي رسول الله، وبأخي معاوية، وبأبي أبي سفيان»، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: لقد سألت الله آجالًا مضروبة وأيامًا معدودة، وأرزاقًا مقسومة، فهلا سألتِيه أن يدخلك الجنة، وأن يُعيذك من النار، لكان خيرًا وأفضل»[9]، روى هذا الحديث مسلم في صحيحه الذي هو من أصح الكتب بعد كتاب الله، فماذا نريد بعد هذا، أيُسَبُّ أحد خال المؤمنين، أَيُسَبُّ صهر النبي صلى الله عليه وسلم، أيسب كاتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم، معاوية بن أبي سفيان كان له من الفتوحات ما شهِدت بها كتب التأريخ، أما ما حصل فيه من الكلام السيئ، فكتب التأريخ فيها الغث والسمين كما قال القحطاني:

لا تَقبلنَّ من التوارخ كلما
جمع الرواة وخطَّ كلُّ بَنان

فأُف لِمَن أطلق سبًّا أو شتيمة في معاوية، وهذه تزكياته بين أيدينا، وماذا يفعل معاوية وقد رحل إلى الله سبحانه وتعالى، ولكنه واجب على أهل الدين وعلى طلاب العلم أن يغبروا، وأن تتمعَّر وجوههم لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، معاوية بن أبي سفيان هو الذي يروي حديث: «مَن يُرد الله به خيرًا، يُفقهه في الدين»[10]، معاوية بن أبي سفيان أجمع أهل الأرض على إمامته، فقد كان أول ملك لأهل الأرض، واستمر في الشام عشرين عامًا يكرم أزواج رسول الله، ويكرم الصحابة، ويُكرم التابعين لهم بإحسان معاوية بن أبي سفيان ذكر له علي فبكى بكاءً شديدًا، ولَما وصل للمدينة تَمعَّر وجهُه للمنكر الذي رآه، رأى تبرجًا في بعض النساء استعملنَ القصة قصة الشعر، فصعد المنبر، وقال: يا أهل المدينة، أين علماؤكم؟ إنما فسد بنو إسرائيل حينما اتخذت نساؤهم[11] قصة الشعر، هذا الرجل العظيم لابد أن يذكر بالجميل، وأما ما حصل بينه وبين علي، فأمر ناتجٌ عن اجتهاد، فلا يجوز لنا أن نتدخل في ذلك، على أننا نرى أن الأحقية لعلي، لكنها فتنٌ زرَعها عبد الله بن سبأ وأمثاله من المنافقين، فزرعوا العداوات والبغضاء في صفوف علي ومعاوية، وفي صفوف عائشة وفي صفوف علي بن أبي طالب رضي الله عنهم جميعًا، كانوا يذهبون إلى الليل فيرمون بأحجار إلى المعسكر هذا، ثم أحجار إلى المعسكر الآخر، حتى يتوهَّم أصحاب المعسكرين أن المعسكر الآخر هو الذي يرميه بالحجارة، وهكذا دبَّت الفتن بعد موت عثمان رضي الله عنه، فكانت تلك الفتن الكثيرة في قواميس أهل السنة، إنها ناتجة عن اجتهاد، وأن الذي زرعها هم السبئيُّون الذين - والعياذ بالله - دخلوا في الإسلام؛ ليضربوا بيضته من الداخل، وعلى أية حال يا عباد الله وجب أن نُمسك عما شجر بين أصحاب رسول الله؛ كما قال ابن رسلان رحمه الله:

ما جرى بين الصحابة نسكت..................

 

أما ما هو حاصل لبعض الكتاب، سواء في جريدة البلاغ، أو ما كان مماثلًا لها، فنقول: موتوا بغيظكم، والله لن تستطيعوا أن تُلصقوا شيئًا أو أذى بصحابي أو بمسلم، كما قيل:

كناطحِ صخرة يومًا ليُوهنها
فلم يَضِرْها وأَوهى قرنَه الوعلُ

ماذا يريدون من سبِّهم لمعاوية، وماذا يريدون من تنقُّصهم لمسلمة الفتح، ولعائشة رضي الله عنها، وهي عروسة الرسول صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة، إنهم يا عباد الله يريدون أن يعيدوها مهدوية من جديد، وسبئية من جديد، وما كفانا ما حصل من بدر الدين الحوثي الذي ربَّى شبابًا كان يسميهم الشباب المؤمن، رباهم من عام تسعين، ولما كان عام ألفين وأربعة بان خبثه ومنازعته لولاة الأمر، وهكذا هذه الجريدة هي تتبنى هذا الفكر ولها صلة بهذا الرجل، وقد كانت تدافع عنه إما بالإشارة أو بغيرها، فنقول:

يا عباد الله، وجب على القراء و على الكتاب أن يتقوا الله سبحانه وتعالى، وجب على أرباب الأقلام، وعلى أرباب الفكر أن يتَّقوا الله عز وجل فيما يكتبون وفيما يسطرون.

 

فما من كاتب إلا سيَبلى
ويَبقى الدهر ما كتبَت يداه
فلا تكتُب بكفِّك غيرَ شيءٍ
يَسرُّك في القيامة أن تراه

 

لأنك يا عبد الله إذا كتبت عبارة لابد أن تتأكد وأن تتيقَّن أنك ستُسأل عن هذه العبارة، وأنت أيها القارئ إن قرأت كلامًا، فإياك أن تأخذه بحكم التسليم، وإنما يؤخَذ التسليم لكتاب الله، ولسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، أما كلام البشر فاعْرِضه على العلماء وعلى طلاب العلم الذين يُميزون الحق من الباطل، والغث من السمين، فإياك أن تقود نفسك إلى فتنة بسبب كاتب أُعجبت بكتابته، أو بما يردِّده شيعة إيران، تلك الشيعة التي تتظاهر بأن الموت لإسرائيل أو لأمريكا، وهي إنما تخطط لإبادة المسلمين كما هو حاصل في تاريخ الشيعة، وهكذا ما هو حاصل في أرض العراق، وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أنه لا يمكن وما حصل على امتداد التاريخ الإسلامي أن الشيعة أو الرافضة نصروا الإسلام، بل إنهم خذلوه، ولهم تاريخ أسود كما حصل لزعيمهم ابن العلقمي وغيره، أيضًا من نصير الدين الطوسي الذي يبارك معاركه ضد المسلمين الإمام الخمينيُّ، فإننا في وقت أحرص ما يكون إلى لَمِّ شملنا، وإلى أن نتحد في صفوفنا.

 

ماذا التقاطع في الإسلام بينكمو
وأنتم يا عباد الله إخوانُ

اللهم اهدِنا، واهدِ بنا.

 

اللهم آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقِنا عذاب النار.

 

اللهم احشُرنا مع نبيك صلى الله عليه وسلم.

 

اللهم آمنَّا في أوطاننا، واحفَظ وُلاةَ أمورنا.



[1] صحيح: قد سبق تخريجه.

[2] صحيح: قد سبق تخريجه.

[3] حسن: رواه أبو داود رقم (2751)، وابن ماجه رقم (2685)، وحسنه الشيخ الألباني في صحيح الجامع رقم (6712).

[4] صحيح: رواه البخاري (6/ 2549)، ومسلم رقم (2564).

[5] رواه البيهقي رقم (18055)، وانظر: الإصابة في تمييز الصحابة (3/ 213)، والبداية والنهاية (4/ 301)، وتاريخ الطبري (2/ 116)، وضعفه الألباني في فقه السيرة (1/ 382).

[6] صحيح: رواه البخاري رقم (3397)، ومسلم رقم (4611) عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه.

[7] قد سبق تخريجه.

[8] صحيح: رواه أحمد رقم (26264)، والترمذي رقم (1854)، وصححه الألباني في صحيح الجامع رقم (6262)، وعن أبي الدرداء رضي الله عنه.

[9] صحيح: رواه مسلم رقم (4814).

[10] صحيح: رواه البخاري رقم (69)، ومسلم رقم (1719).

[11] صحيح: رواه البخاري رقم (5477)، باب الواصل في الشعر، ومسلم رقم (3968)، كتاب اللباس والزينة، باب تحريم فعل الواصلة والمستوصلة.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • في فضل معاوية رضي الله عنه

مختارات من الشبكة

  • رد علمي مقنع للطاعنين في معاوية رضي الله عنه(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مفهوم الفضائل والمناقب والخصائص والبركة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • فضل العفو والصفح - فضل حسن الخلق - فضل المراقبة (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • يزيد بن معاوية(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • الرد على من يطعن في معاوية بن أبي سفيان(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • الرد على عدنان إبراهيم لطعنه في معاوية رضي الله عنه(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • الهاوية في الرد على من قال بحديث قتل معاوية(مقالة - آفاق الشريعة)
  • نسبة الفضل لله {ذلك من فضل الله علينا}(مقالة - آفاق الشريعة)
  • فضل الرب العلي فيما فضل الله به النبي صلى الله عليه وسلم(مقالة - آفاق الشريعة)
  • فضل شهر الله المحرم وفضل صومه وصيام عاشوراء(محاضرة - ملفات خاصة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 13/11/1446هـ - الساعة: 23:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب