• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    محاضرة عن الإحسان
    د. عطية بن عبدالله الباحوث
  •  
    ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: ﴿يوم تأتي ...
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    نصوص أخرى حُرِّف معناها
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    فضل العلم ومنزلة العلماء (خطبة)
    خميس النقيب
  •  
    البرهان على تعلم عيسى عليه السلام القرآن والسنة ...
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    الدرس السادس عشر: الخشوع في الصلاة (3)
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    القرض الحسن كصدقة بمثل القرض كل يوم
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    الليلة التاسعة والعشرون: النعيم الدائم (2)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    حكم مشاركة المسلم في جيش الاحتلال
    أ. د. حلمي عبدالحكيم الفقي
  •  
    غض البصر (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    كيف تقي نفسك وأهلك السوء؟ (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
  •  
    زكاة الودائع المصرفية الحساب الجاري (PDF)
    الشيخ دبيان محمد الدبيان
  •  
    واجب ولي المرأة
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    وقفات مع القدوم إلى الله (9)
    د. عبدالسلام حمود غالب
  •  
    علامات الساعة (1)
    تركي بن إبراهيم الخنيزان
  •  
    تفسير: (يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل وجفان ...
    تفسير القرآن الكريم
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / عقيدة وتوحيد
علامة باركود

التوحيد والعقيدة الصحيحة للأطفال

التوحيد والعقيدة الصحيحة للأطفال
د. محمد بن علي بن جميل المطري

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 5/5/2025 ميلادي - 7/11/1446 هجري

الزيارات: 204

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

التوحيد والعقيدة الصحيحة للأطفال


التوحيد:

معنى لا إله إلا الله: أي: لا معبود بحقٍّ إلا الله، فواجبٌ عبادته وحده دون ما سواه، ومعنى محمد رسول الله: محمدٌ رسولٌ من عند الله، فواجبٌ اتباعه وتصديقه، وطاعته في أمره ونهيه.

 

وأعظمُ ما أمر الله به التوحيدُ؛ وهو إفراد الله بالعبادة، وأعظم ما نهى الله عنه الشرك؛ وهو عبادة غيره معه؛ قال الله تعالى: ﴿ وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا ﴾ [النساء: 36]، وقال سبحانه: ﴿ قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا ﴾ [الكهف: 110]، وقال تعالى: ﴿ وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا ﴾ [الجن: 18]، فلا يجوز دعاء غير الله سبحانه، لا ملَك ولا نبي ولا قبر ولا غير ذلك، ومن دعا غير الله فقد أشرك، كمن يدعو النبيَّ عيسى أو مريم، أو يدعو النبي محمدًا أو عليًّا، أو الحسين أو غيرهم من الصالحين، ومن دعاهم لا يسمعوه، ولو سمعوه فلن يجيبوه؛ قال الله تعالى: ﴿ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لَا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ ﴾ [الأحقاف: 5]، وقال سبحانه: ﴿ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ * إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ ﴾ [فاطر: 13، 14]، والواجب دعاء الله سبحانه، فالدعاء عبادة لا يجوز صرفها لغير الله؛ قال الله تعالى: ﴿ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ﴾ [غافر: 60]، وقال سبحانه: ﴿ وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [الأعراف: 180].

 

ومن العبادات التي يجب صرفها لله سبحانه، ولا يجوز صرفها لغير الله: النذر والذبح والحلف، فمن نذر فلا ينذر إلا لله، ومن ذبح فلا يذبح إلا لله، فلا ينذر ولا يذبح لصنمٍ أو قبر أو جنٍّ ونحو ذلك، ومن حلف فلا يحلف إلا بالله أو ليصمت، وليحلف بالله صادقًا، ولا يُكثر من الحلف، ولا يجوز الحلف بغير الله كالحلف بالأمانة والنبي، والشرف والوجه والأولاد، ومن العبادات: الاستعانة والتوكل على الله، فيجب على المسلم أن يستعين بالله في أمور الدين والدنيا، ولا يجوز التوكل على غير الله، والتوكل هو اعتماد القلب على الله مع الأخذ بالأسباب المباحة، وقد جعل الله لكل شيء سببًا، فخُذ بالأسباب وتوكل على الله في جميع أمورك الدينية والدنيوية، ومن العبادات: الاستعاذة، فيجب على المسلم أن يستعيذ بالله من كل الشرور، ولا يجوز له الاستعاذة بغير الله، كأن يستعيذ بالحروز والتمائم التي يعلِّقها بعض الجهَلة على أنفسهم أو أولادهم، أو أنعامهم أو سياراتهم أو بيوتهم، فاستعذ بالله الذي يحميك من كل شر، ويُشرع للمسلم المحافظة على أذكار الصباح والمساء؛ ليحميه الله من الشرور والآفات، ومن أعظم الأذكار: قراءة آية الكرسي بعد كل صلاة وفي الليل، وقراءة المعوِّذات ثلاثَ مرات في أول النهار وأول الليل، وقراءة المعوذات عند النوم ثلاث مرات، وقراءة هذا الدعاء: ((بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء، وهو السميع العليم))، ثلاث مرات في الصباح، وثلاث مرات في المساء، وقراءة هذا الدعاء أيضًا ثلاث مرات صباحًا ومساءً، وإذا نزل منزلًا في سفر أو خاف شيئًا: ((أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق)).

 

وأقسام التوحيد ثلاثة:

الأول: توحيد الربوبية؛ وهو إفراد الله بالخلق والمُلك والتدبير.

 

الثاني: توحيد الألوهية؛ وهو إفراد الله بالعبادة.

 

الثالث: توحيد الأسماء والصفات؛ وهو إفراد الله بأسمائه الحسنى وصفاته العُلا الثابتة في القرآن والسنة، فنُثبِت لله ما أثبته لنفسه من الأسماء والصفات، من غير تحريفٍ ولا تعطيل، ومن غير تكييفٍ ولا تمثيل.

 

وخلاصة الدين الإسلامي شيئان: أن يكون الحكم لله وحده، وأن تكون العبادة لله وحده؛ قال الله تعالى: ﴿ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [يوسف: 40].

 

العقيدة:

أركان الإيمان ستة؛ روى مسلم في صحيحه، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته، وكتبه ورسله، واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيرِه وشرِّه))، والإيمان اعتقادٌ وقولٌ وعمل؛ اعتقادٌ بالقلب، وقولٌ باللسان، وعملٌ بالجوارح، يزيدُ بالطاعات، وينقصُ بالمعاصي، فمن آمن وعمل صالحًا في سره وعلانيته، فهو المهتدي الصادق، ومن أظهر الإيمان، وأبطن الكفر والمعاصي، فهو منافق، ولا يدخل الجنة إلا من كان مؤمنًا يعمل الأعمال الصالحة بصدقٍ وإخلاص؛ قال الله تعالى: ﴿ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا قَدْ أَحْسَنَ اللَّهُ لَهُ رِزْقًا ﴾ [الطلاق: 11].

 

والإيمان بالله أن نؤمن بربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته، فنؤمن بأن الله هو الرب الخالق المالك المدبِّر لجميع ما في الكون، وأنه وحده الإله الحقُّ المستحق للعبادة دون ما سواه، وكلُّ معبود غيره فعبادتُه باطلة؛ قال الله تعالى: ﴿ ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ ﴾ [الحج: 62]، ونؤمن بأسماء الله الحسنى وصفاتِه الكاملة العليا؛ قال الله تعالى: ﴿ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى ﴾ [طه: 8]، فالله واحد أحد، لا شريك له في ربوبيته، ولا في ألوهيته، ولا في أسمائه وصفاته: ﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾ [الشورى: 11].

 

والإيمان بالملائكة أن نؤمن بأن الله خلقهم من نورٍ لعبادته وتنفيذ أوامره، وأنهم: ﴿ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ * لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ ﴾ [الأنبياء: 26، 27]، ﴿ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ * يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ ﴾ [الأنبياء: 19، 20]، وقد وكَّلهم الله بأعمال يقومون بها بأمره ومشيئته؛ كما قال تعالى: ﴿ وَالسَّابِحَاتِ سَبْحًا * فَالسَّابِقَاتِ سَبْقًا * فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا ﴾ [النازعات: 3 - 5]، فمنهم جبريل، وكَّله الله بالوحي يُنزله من عند الله على من يشاء من أنبيائه، ومنهم ميكائيل، وكَّله بالمطر والنبات، ومنهم ملَكُ الجبال الموكَّل بها، ومنهم ملائكة موكَّلون بالأجنة في أرحام الأمهات، ومنهم الملائكة الموكَّلون بكتابة الأعمال؛ كما قال الله تعالى: ﴿ وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ * كِرَامًا كَاتِبِينَ * يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ ﴾ [الانفطار: 10 - 12]، ومنهم ملَكُ الموت، وكَّله الله بقبض الأرواح، وله أعوانٌ من الملائكة، ومنهم الملائكة الموكَّلون بالإنسان في قبره، ومنهم مالِكٌ خازنُ النار، وله أعوانٌ يتولَّون عذابَ أهلِ النار، وهم الزبانية؛ ﴿ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ ﴾ [المدثر: 31].

 

والإيمان بالكتب المنزَّلة أن نؤمن بأن الله أنزل كتبًا على رسله، لهداية الناس، وأنزل كلَّ كتابٍ بلغةِ الرسول الذي أُنزل عليه الكتاب؛ ومنها: صحف إبراهيم، والتوراة التي أنزلها الله على موسى، والإنجيل الذي أنزله الله على عيسى، والقرآن الذي أنزله الله على محمد، صلى الله عليه وعلى جميع الأنبياء والمرسلين، وجميع تلك الكتب أنزلها الله على رسله ليبلغوا الناس كلام الله، وليخرجوهم من الظلمات على النور، وليحكم الناس بها، فهي كتبُ هداية وتشريع؛ قال الله تعالى: ﴿ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ ﴾ [البقرة: 213]، وجعل الله القرآن العظيم ناسخًا للكتب السابقة، وتكفَّل بحفظه، فهو محفوظ من التغيير والتبديل، بخلاف الكتب السابقةِ التي غُيِّرتْ وبُدِّلَت وحُرِّفَت؛ قال الله تعالى: ﴿ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ ﴾ [المائدة: 48]، وقال سبحانه: ﴿ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴾ [الحجر: 9].

 

والإيمان بالرسل أن نؤمن بكل رسول أرسله الله؛ قال الله تعالى: ﴿ قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ * فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴾ [البقرة: 136، 137]، فاليهود والنصارى آمنوا ببعض الرسل وكفروا ببعض، وهذا كفرٌ مبين، ويجب أن نؤمن أن الله تعالى بعث رسله لهداية الناس، وأقام بهم الحُجة؛ ﴿ وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا ﴾ [الإسراء: 15]، وهم أكمل الناس عقلًا، وأعظم إيمانًا، وأكثرهم صلاحًا، مؤتمنون صادقون، وهم بشرٌ كانوا يعبدون الله، ويدعون الناس إلى عبادة الله، ولم يدَّعُوا لأنفسهم شيئًا من الألوهية، أو يدَّعوا علم الغيب، ولا التصرف في الكون، وخاتمُهُم محمدٌ سيدُ الأنبياء والمرسلين لا نبيَّ بعده، ويجب على جميع الناس الإيمانُ به واتباعُه؛ قال الله تعالى: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ﴾ [الأنبياء: 107]، بعثه الله للإنس والجن، والعرب والعجم؛ ﴿ قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ﴾ [الأعراف: 158]، ودين الإسلام الذي أرسل الله به رسوله محمدًا صلى الله عليه وسلم هو الدين الذي ارتضاه لعباده، ولا يقبل الله من أحدٍ دينًا سواه؛ قال الله تعالى: ﴿ وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ [آل عمران: 85].

 

والإيمان باليوم الآخر هو الإيمان بيوم القيامة الذي يبعث الله فيه عباده أحياءً للحساب والجزاء، فنؤمن بقدرة الله على بعث عباده بعد أن ماتوا وصاروا ترابًا وعظامًا، فالله على كل شيء قدير، فيقوم الناس من قبورهم لرب العالمين، فيجمع الله الأولين والآخرين في أرض المحشر، فيحاسب الخلائق يوم القيامة، ويُعطى كلُّ إنسان صحيفةَ أعماله بيمينه أو بشماله وراء ظهره، وتوزنُ أعمال العباد، ﴿ فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ﴾ [الزلزلة: 7، 8]، ونؤمن بكل ما جاء في القرآن والسنة من أخبار ذلك اليومِ وأهوالِه، وأشدُّ ذلك المرورُ على الصراط المنصوب على جهنم؛ وهو كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((مَدْحَضَةٌ مَزِلَّةٌ، عَلَيْهِ خَطَاطِيفُ وَكَلاَلِيبُ، المُؤْمِنُ عَلَيْهَا كَالطَّرْفِ وَكَالْبَرْقِ وَكَالرِّيحِ، وَكَأَجَاوِيدِ الخَيْلِ وَالرِّكَابِ، فَنَاجٍ مُسَلَّمٌ، وَنَاجٍ مَخْدُوشٌ، وَمَكْدُوسٌ فِي نَارِ جَهَنَّمَ، حَتَّى يَمُرَّ آخِرُهُمْ يُسْحَبُ سَحْبًا))، ويُعطى كلُّ مؤمن نورًا على قدر أعماله الصالحة التي عملها في الدنيا، فمنهم مَنْ نورُه كالجبل، ومنهم مَنْ نورُه كالشجرة، ومنهم مَنْ نورُه كطرفِ إصبعِه، يُضيءُ مرةً ويُطفَأ أخرى؛ قال الله تعالى: ﴿ يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ * يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ قَالُوا بَلَى وَلَكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الْأَمَانِيُّ حَتَّى جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ * فَالْيَوْمَ لَا يُؤْخَذُ مِنْكُمْ فِدْيَةٌ وَلَا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مَأْوَاكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلَاكُمْ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ﴾ [الحديد: 12 - 15]، ومما أخبر الله به ورسوله مما يكون يوم القيامة: النظر إلى وجه الله سبحانه؛ قال الله تعالى عن المؤمنين: ﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ﴾ [القيامة: 22، 23]، وقال سبحانه عن الكافرين: ﴿ كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ ﴾ [المطففين: 15]، وقال تعالى: ﴿ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ ﴾ [يونس: 26]، فالحسنى الجنة، والزيادة النظر إلى وجه الله سبحانه، وكان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: ((أَسْأَلُكَ لَذَّةَ النَّظَرِ إِلَى وَجْهِكَ)).

 

والإيمان بالقدر خيره وشره؛ أن نؤمن بتقدير الله تعالى للمقادير بما سبق به علمُه، واقتضته حكمتُه؛ قال الله تعالى: ﴿ مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ ﴾ [الحديد: 22]، وقال سبحانه: ﴿ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا ﴾ [الأحزاب: 38]، وقال جل جلالُه: ﴿ إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ ﴾ [القمر: 49]، فكل شيء بقضاء وقدر حتى الحياة والموت؛ كما قال الله تعالى: ﴿ وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُؤَجَّلًا ﴾ [آل عمران: 145]، بل ما من حشرة فما فوقها من الدواب إلا وقد كتب الله رزقها، ويعلم أين تستقر في حياتها في مسكنها، وأين تكون بعد موتها؛ قال الله تعالى: ﴿ وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ﴾ [هود: 6]، فكل شيء مكتوب في اللوح المحفوظ، ولا تسقط ورقة من أي شجرة في أي بقعة في أي لحظة إلا بتقدير الله ومشيئته، وذلك مكتوب عنده؛ كما قال الله تعالى: ﴿ وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ﴾ [الأنعام: 59]، والله لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء، يعلم كل ما سيكون في حياتنا، وما سيكون بعد موتنا، أحاط بكل شيء علمًا، وأحصى كل شيء عددًا، ﴿ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ ﴾ [محمد: 19]، فكلُّ شيء خلقه الله في الكون قد علِم الله بوقوعه قبل أن يقع، وكتب ذلك في اللوح المحفوظ؛ قال الله سبحانه: ﴿ أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ ﴾ [الحج: 70]، ولا يكون شيءٌ في السماوات والأرض إلا بمشيئة الله وتقديره، وما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، وكل شيء في الكون فقد خلقه الله، ولا خالقَ إلا اللهُ وحده.

 

والقدر سرُّ الله في خلقه، يجب الإيمان به من غير تكلف، فهو كالشمسِ لا يزداد الناظر إليها إلا ضعفًا في بصره، ولا يجوز الاحتجاج بالقدر على المعاصي، فقد جعل الله للعبد اختيارًا وقدرة ومشيئة، وأمره أن يفعل الخير ويترك الشر، فإن فعل الخير باختياره ومشيئته، فقد علم الله ذلك منه، وإن اختار الشر، فقد علم الله ذلك منه، ومشيئة العبدِ تحت مشيئةِ الله؛ كما قال الله تعالى: ﴿ لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ * وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ﴾ [التكوير: 27، 28].

 

هذه أركان الإيمان الستة التي يجب علينا الإيمان بها: الإيمان بالله وملائكته، وكتبه ورسله، واليوم الآخر، والقدر خيره وشره، فمن آمن بها وعمل صالحًا، فهو من الفائزين، وله الحياة الطيبة في الدنيا، والثواب العظيم في الآخرة، وإن حقق المسلمون الإيمانَ، نصرهم الله على أعدائهم، ولا نجاة لنا من الخسران في الدنيا والآخرة إلا بتحقيق الإيمان والأعمال الصالحة؛ قال الله تعالى: ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [النحل: 97]، وقال سبحانه: ﴿ وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الروم: 47].





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • التوحيد والإخلاص والتحذير من الشرك والرياء (خطبة)
  • صدقة التطوع
  • خمسون حديثا للأطفال

مختارات من الشبكة

  • تعريف توحيد الربوبية والأدلة عليه(مقالة - آفاق الشريعة)
  • حماية جناب التوحيد(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أقسام التوحيد - العقيدة - المستوى الأول(مادة مرئية - موقع أ.د. عبدالله بن عمر بن سليمان الدميجي)
  • أقسام التوحيد(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تعريف التوحيد وأقسامه(مقالة - آفاق الشريعة)
  • التوحيد حق الله على العبيد (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مفهوم التوحيد(مقالة - موقع الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي)
  • شرح كتاب التوحيد (6) ( باب تفسير التوحيد و شهادة أن لا إله إلا الله )(مادة مرئية - مكتبة الألوكة)
  • كتاب التوحيد لسعيد بن هليل العمر(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • الحاجة إلى تكرار دراسة علم التوحيد(مقالة - موقع د. علي بن عبدالعزيز الشبل)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 9/11/1446هـ - الساعة: 17:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب