• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    خطبة: اشتداد المحن بداية الفرج
    يحيى سليمان العقيلي
  •  
    خطبة: إن الله لا يحب المسرفين
    عبدالعزيز أبو يوسف
  •  
    فضل عشر ذي الحجة (خطبة)
    أ. د. إبراهيم بن صالح بن عبدالله
  •  
    فصلٌ: فيما إذا جُهل حاله هل ذُكر عليه اسم الله أم ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    خطبة (المروءة والخلق والحياء)
    الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل
  •  
    تساؤلات وإجابات حول السنة
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    الأيام المعلومات وذكر الله (خطبة)
    حسان أحمد العماري
  •  
    من تجاوز عن المعسر تجاوز الله عنه
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    الدرس التاسع عشر: الشرك (2)
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    الحذر من استبدال الأدنى بالذي هو خير
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    خطبة: اغتنام عشر ذي الحجة خير الأيام
    عبدالعزيز أبو يوسف
  •  
    إعلام النبلاء بفضل العلم والعلماء (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
  •  
    تفسير: (فأعرضوا فأرسلنا عليهم سيل العرم وبدلناهم ...
    تفسير القرآن الكريم
  •  
    التحذير من الإسراف والتبذير
    الشيخ صلاح نجيب الدق
  •  
    استحباب أخذ يد الصاحب عند التعليم والكلام والمشي
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    مفهوم الخصائص لغة واصطلاحا وبيان أقسامها
    د. أحمد خضر حسنين الحسن
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / خطب المناسبات
علامة باركود

خطبة: الأشهر الحرم

خطبة: الأشهر الحرم
الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي التميمي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 2/5/2025 ميلادي - 4/11/1446 هجري

الزيارات: 16918

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

خطبة: الأَشْهُرُ الحُرُمُ


الْخُطْبَةُ الْأُولَى

إنَّ الحمدَ للهِ، نَحْمَدُهُ، ونستعينُهُ، ونستغفِرُهُ، ونعوذُ باللهِ مِنْ شرورِ أنفسِنَا وسيئاتِ أعمالِنَا، مَنْ يهدِ اللهُ فلاَ مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ، وأشهدُ أنْ لا إلهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شريكَ لَهُ، تَعْظِيمًا لِشَأْنِهِ، وأشهدُ أنَّ مُحَمَّدًا عبدُهُ ورسُولُهُ، وَخَلِيلُهُ - صَلَّى اللهُ عليهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ، وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ، وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كثيرًا.

 

أمَّا بَعْدُ: فَاتَّقُوا اللهَ- عِبَادَ اللهِ- حقَّ التَّقْوَى؛ واعلَمُوا أنَّ أَجْسَادَكُمْ عَلَى النَّارِ لَا تَقْوَى. وَاِعْلَمُوا بِأَنَّ خَيْرَ الْهَدْيِّ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ، وَأَنَّ شَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، وَكُلَّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ.

 

1- عِبادَ اللهِ؛ إِنَّكُم في هذِهِ الأَيّامِ، تَعيشونَ في الأَشهُرِ الحُرُمِ الثَّلاثَةِ: ذِي القَعدَةِ، وذِي الحِجَّةِ، وشَهرِ اللهِ المُحَرَّمِ، ونعيش أيضًا شهرين من أَشهُرُ الحَجِّ: ذِيْ القِعْدَةِ، وَذِيْ الحِجَّةِ، قال ﷺ: (الزَّمانُ قَدِ اسْتَدارَ كَهَيْئَتِهِ يَومَ خَلَقَ اللَّهُ السَّمَواتِ والأرْضَ، السَّنَةُ اثْنا عَشَرَ شَهْرًا، مِنْها أرْبَعَةٌ حُرُمٌ، ثَلاثَةٌ مُتَوالِياتٌ: ذُو القَعْدَةِ، وذُو الحِجَّةِ، والمُحَرَّمُ، ورَجَبُ مُضَرَ، الذي بيْنَ جُمادَى وشَعْبانَ). رَوَاهُ البُخَارِيُّ، وَمُسْلِمٌ.


2- قَالَ تَعَالَى: ﴿ إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ ﴾ [التوبة: 36].


3- قالَ ابنُ عبّاسٍ – رضيَ اللهُ عنهُما –: (فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ)، أي: في جَميعِ الأَشهُرِ، ثمَّ اختَصَّ مِن ذلكَ أَربَعَةً، فَجَعَلَهُنَّ حَرامًا، وعَظَّمَ حُرُماتِهِنَّ، وجَعَلَ الذَّنبَ فيهِنَّ أعظَمَ، والعملَ الصَّالحَ، والأجرَ أعظَمَ. أخرَجَهُ الطَّبَرانيُّ، وغَيرُهُ.


4- وَعَنْ قَتَادَةَ – رَحِمَنَا اللهُ وَإِيَّاهُ - قال: (الظُّلْمُ فِي الأَشْهُرِ الْحُرُمِ أَعْظَمُ خَطِيئَةً وَوِزْرًا مِنَ الظُّلْمِ فِيمَا سِوَاهَا، وَإِنْ كَانَ الظُّلْمُ فِي كُل حَالٍ عَظِيمًا، وَلَكِنَّ اللَّهَ يُعَظِّمُ مِنْ أَمْرِهِ مَا شَاءَ، فَعَظِّمُوا مَا عَظَّمَ اللَّهُ، فَإِنَّمَا تُعَظَّمُ الأُمُورُ بِمَا عَظَّمَهَا اللَّهُ عِنْدَ أَهْل الْفَهْمِ، وَأَهْل الْعَقْل). أخرَجَهُ الطَّبَريُّ في تَفسيرِهِ.


5- عباد الله؛ الْتَزِموا حُدودَ اللهِ تَعالى، وأَقِيموا فَرائِضَهُ، واجتَنِبوا مَحارِمَهُ، وأدُّوا الحُقوقَ الَّتِيْ بينَكم وبينَ رَبِّكُم، والحُقوقَ الَّتِيْ بينَكم وبينَ عِبادِهِ.


6- عِبَادَ الله؛ اعلموا أنَّ الظُّلْمَ المنهيَّ عنهُ في قَولِهِ تعالى: ﴿ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ ﴾ [التوبة: 36]، يَشمَلُ ظُلمَ النَّفسِ بِارْتِكابِ المَعاصي، أَوْ بِتَركِ الفَرائِضِ والواجِبات، كما يَشمَلُ التَّعدِّي على حُقوقِ الآخَرينَ، سَواءً في أَنفُسِهِم، أو أَعراضِهِم، أو أَموالِهِم. فلا يَجوزُ ظُلمُ النَّفسِ، ولا يَجوزُ ظُلمُ الغَيرِ، وَإِذَا كانَ ظُلمُ النَّفسِ – بإيرادِها مَواردَ المَهاِلِكِ – مُحَرَّمًا، فإنَّ ظُلمَ الغَيرِ أَولى بالتَّحريمِ، وأَشدُّ في الإِثمِ.


7- وَقَدْ قَالَ عليُّ بنُ أبي طالِبٍ – رضيَ اللهُ عنه –:

لا تَظلِمَنَّ إِذا ما كُنتَ مُقتَدِرًا
فَالظُلمُ مَرتَعُهُ يُفضي إِلى النَدَمِ
تَنامُ عَينُكَ وَالمَظلومُ مُنتَبِهٌ
يَدعو عَلَيكَ وَعَينُ اللَهِ لَم تَنَمِ

 

8- عِبَادَ الله؛ هذهِ الأشهُرُ الحُرُمُ يجبُ احترامُها، حتّى إِنَّ اللهَ حرَّمَ القتالَ فيها، ومن تعظيمِ اللهِ للحجِّ أَنْ جعلَ من الأشهُرِ الحُرُم: شهرَ ذِيْ القَعدَةِ، الذي يَرحَلُ فيهِ الناسُ إلى الحجِّ، وشهرَ المُحَرَّمِ، الذي يَرجِعُ فِيْهِ الناسُ منَ الحجِّ. فدينُ اللهِ هوَ الدِّينُ القَيِّمُ، والشَّرعُ الكامِلُ المُستقيمُ.


9- قالَ ابنُ كثيرٍ – رَحِمَنا اللهُ وإيّاه –: "وإنّما كانتِ الأشهُرُ المُحرَّمَةُ أربعةً: ثلاثَةٌ سَرْد، وواحِدٌ فَرْد، لأجلِ أداءِ مناسِكِ الحجِّ والعُمرَةِ، فحرَّمَ قبلَ أشهُرِ الحجِّ شَهرًا، وهوَ ذو القَعدَةِ، لأنَّهُم يَقعُدونَ فيهِ عنِ القتالِ، وحرَّمَ شَهرَ ذي الحِجَّةِ لأنَّهُم يُوقِعونَ فيهِ الحجَّ، ويَشتَغِلونَ فيهِ بأداءِ المناسِكِ، وحرَّمَ بعدَهُ شَهرًا آخرَ، وهوَ المُحَرَّمُ، لِيَرجِعوا فيهِ إلى أَقصى بِلادِهِم آمِنين، وحرَّمَ رَجَبَ في وسطِ الحَولِ، لأجلِ زيارةِ البيتِ، والاعتمارِ بهِ، لِمَن يَقدُمُ إليهِ من أَقصى جَزيرةِ العَرَبِ، فيَزورُهُ، ثمَّ يعودُ إلى وَطنِهِ فيهِ آمِنًا".ذَكَرَ ذلكَ في تَفسيرِهِ.


10- عِبادَ اللهِ؛ إنَّ الواجبَ على أهلِ الإسلامِ، أُمَّةِ خيرِ الأنامِ محمدٍ -عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ- أن يُعظِّموا كُلَّ ما عظَّمَهُ اللهُ -جلَّ وعَلا- تعبُّدًا للهِ، وطلبًا لرِضاهُ -جلَّ في عُلاه-.


11- عبادَ اللهِ؛ ينبغي أن يُنشَّأَ الصِّبيَةُ والصِّغارُ على هذا الاحترامِ والتعظيمِ، مُراعاةً لحُرمةِ هذهِ الشُّهورِ العِظامِ؛ فيُقالَ لهم: تَنَبَّهوا، واجتَنِبوا المُحرَّماتِ، فإنَّا في الأشهُرِ الحُرُم؛ حتّى يَنشَأَ صِغارُ المُسلِمينَ على تعظيمِها، ومُراعاةِ حُرمتِها.


اللَّهُمَّ رُدَّنَا إِلَيْكَ رَدًّا جَمِيلًا، وَاخْتِمْ بِالصَّالِحَاتِ آجَالَنَا.

 

أَقُولُ مَا تَسْمَعُونَ، وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الْعَظِيمَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ، فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.

 

الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ

الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى إِحْسَانِهِ، وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَى عِظَمِ نِعَمِهِ وَاِمْتِنَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَحْدَهُ لَا شريكَ لَهُ، تَعْظِيمًا لِشَأْنِهِ، وَأَشَهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًَا عَبْدَهُ وَرَسُولُهُ، وَخَلِيلَهُ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ، وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ، وَسَلَّمَ تَسْلِيمَا كَثِيرًا.

 

أمَّا بَعْدُ: فَاِتَّقُوا اللهَ - عِبَادَ اللهِ- حَقَّ التَّقْوَى، وَاِسْتَمْسِكُوا مِنَ الْإِسْلَامِ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى، وَاِعْلَمُوا أَنَّ أَجْسَادَكُمْ عَلَى النَّارِ لَا تَقْوَى.

 

عِبَادَ الله؛ مَنْ تَأَمَّلَ التَّاريخَ القَريبَ، إلى ما قَبل تَوحيدِ هذهِ الجَزيرَةِ المُبارَكةِ، على يَدِ مُوَحِّد دولتنَا – حَرَسَها الله – المَلكِ عبدِ العزيزِ بنِ عبدِ الرَّحمنِ آلِ سُعودٍ – طيَّبَ اللهُ ثَراهُ، وجعلَ الجَنَّةَ مَثواهُ – رَأَى حالًا مُؤلِمًا كانَ يَعيشهُ الناسُ، لَاسِيَّمَا فِيْ وقتِ الحجِّ والعُمرَةِ. فَفِيْ ذَلِكَ الزَّمانِ، كانَ مَن يَخرُجُ من أهلِهِ حاجًّا أو مُعتمِرًا، يُعدُّ في خُروجِهِ مَفقودًا، وإذا عادَ إلى أهلِهِ بعدَ أداءِ نُسُكِهِ، عُدَّ عَودُهُ كأنَّهُ عَودُ مَولودٍ. فكانوا يقولون: "الخارجُ للحجِّ مَفقودٌ، والعائدُ منهُ مَولودٌ"، وَذَلِكَ لِعِظَمِ ما يَلقاهُ الحُجّاجُ من سُوءِ الأَحوالِ: مِن نَهبٍ، وسَلبٍ، وعُدوانٍ على الحُجّاجِ، وقَطعٍ للطَّريقِ، حَتَّى إنَّ الحاجَّ لم يكن يأمَنُ على نَفسِهِ، ولا على مالِهِ، ولا على عِرضِهِ. بل بَلغَ الحالُ ببعضِهِم أن تعرَّضوا في طريقِهِم إلى مكّةَ، إلى أن جُرِّدوا من كُلِّ ما يَملِكونَهُ، حتّى من ثِيابٍ كَانُوا يَسترونَ بها عَوراتِهِم. ومِنهم من أُخِذَ في طريقِ الحجِّ، وبِيعَ في سوقِ الرّقيقِ! إلى غيرِ ذلكَ من المآسي المُؤلِمَةِ، والمِحنِ الجَسيمَةِ، التي كانت تُصيبُ الناسَ في طريقِهم إلى بيتِ اللهِ الحَرامِ.


وقد صوَّرَ أميرُ الشُّعراءِ أحمدُ شوقي – رَحِمَنا اللهُ وإيّاه – تِلكَ الأحوالَ المُؤلِمَةَ فِيْ زَمَانِهِ، في قصيدتِهِ الشَّهيرةِ، والطَّويلةِ، التي ذَكَرَ فيها مآسيَ الحُجّاجِ، في رِحابِ بيتِ اللهِ الحَرامِ، من ظُلمٍ، واعتداءٍ، وَذَلِكَ قبلَ تَوحيدِ المملكةِ، على يَدِ المُؤسِّسِ – رَحِمَهُ الله – ومِمّا قالَهُ:

ضَجَّ الحِجازُ وَضَجَّ البَيتُ وَالحَرَمُ
وَاِستَصرَخَت رَبَّها في مَكَّةَ الأُمَمُ
قَد مَسَّها في حِماكَ الضُرُّ فَاِقضِ لَها
خَليفَةَ اللَهِ أَنتَ السَيِّدُ الحَكَمُ
أُهينَ فيها ضُيوفُ اللَهِ وَاِضطُهِدوا
إِن أَنتَ لَم تَنتَقِم فَاللَهُ مُنتَقِمُ
أَفي الضُحى وَعُيونُ الجُندِ ناظِرَةٌ
تُسبى النِساءُ وَيُؤذى الأَهلُ وَالحَشَمُ
وَيُسفِكُ الدَمُ في أَرضٍ مُقَدَّسَةٍ
وَتُستَباحُ بِها الأَعراضُ وَالحُرَمُ
الحَجُّ رُكنٌ مِنَ الإِسلامِ نُكبِرُهُ
وَاليَومَ يوشِكُ هَذا الرُكنُ يَنهَدِمُ

فَمَن أَرادَ سَبيلًا فَالطَريقُ دَمُ


ثُمَّ هيَّأَ اللهُ جلَّ وعلا بِمَنِّهِ وكَرَمِهِ، مَملكتَنا المُبارَكةَ: “المَملكةُ العَرَبيَّةُ السُّعوديَّةُ” – حَرَسَها اللهُ – فأُمِّنَتِ السُّبُلُ، وأصبحَ مَن أرادَ الحجَّ أَو العُمْرَةَ، في أيِّ وقتٍ منَ العامِ، يَمضي بأمنٍ وأمانٍ، وطمأنينةٍ وسلامةٍ، وعافيةٍ وتوفيقٍ، مِنَ اللهِ -جلَّ وَعَلَا-.


عِبادَ اللهِ؛ هذهِ نِعمَةٌ عَظيمةٌ يَنبغي أَنْ نَرعَى لَهَا حَقَّها، فَنَشْكُر المُنعِمَ سبحانهُ وَتَعَالَى، ثُمَّ نشكرَ وُلاةَ أَمْرِنَا، وَنَدْعُوَ لهم، ولِدَولتِنا المُبارَكةِ، بمزيدٍ مِن التَّمكينِ والفضلِ، والتوفيقِ، والمَعونَةِ على طاعةِ الله؛ فإنَّ اللهَ -عزَّ وجلَّ- قد هيَّأهُم لخِدمةِ هذا الدِّينِ، وخِدمةِ حُجَّاجِ بيتِ اللهِ الحَرامِ، وهذا – عبادَ اللهِ – شَرَفٌ عَظيمٌ، ومِنَّةٌ كَبيرةٌ، منَّ اللهُ بها على دَولتِنا. فَالوَاجِبُ عَلَيْنَا أَنْ نَحْفَظَ لِهَذِهِ النِّعْمَةَ حُرْمَتَهَا، وَنَرْعَى حَقَّها، وأن نَدعوَ لِبِلادِنا، بمزيدٍ مِن التوفيقِ، والمَنِّ، والتسديدِ، والمَعونَةِ على الخيرِ.


اللَّهُمَّ احْفَظْنَا بِحِفْظِكَ، وَوَفِّقْ وَلِيَّ أَمْرِنَا، وَوَلِيَّ عَهْدِهِ لِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى؛ وَاحْفَظْ لِبِلَادِنَا الْأَمْنَ وَالْأَمَانَ، وَالسَّلَامَةَ وَالْإِسْلَامَ، وَانْصُرِ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى حُدُودِ بِلَادِنَا؛ وَانْشُرِ الرُّعْبَ فِي قُلُوبِ أَعْدَائِنَا، اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ مَا سَأَلَكَ مِنْهُ عَبْدُكَ وَنَبِيُّكَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَنَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا اسْتَعَاذَ مِنْهُ عَبْدُكَ وَنَبِيُّكَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنَّا، اللَّهُمَّ إِنِّا نَسْأَلُكَ الْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، اللَّهُمَّ امْدُدْ عَلَيْنَا سِتْرَكَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لَنَا النِّيَّةَ وَالذُرِّيَّةَ وَالْأَزْوَاجَ وَالْأَوْلَادَ، اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا هُدَاةً مَهْدِيِّينَ، رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا، اللَّهُمَّ عَامِلْنَا بِـمَا أَنْتَ أَهْلُهُ، وَلَا تُعَامِلْنَا بِـمَا نَـحْنُ أَهْلُهُ,أَنْتَ أَهْلُ الْـجُودِ وَالْكَرَمِ، وَالْفَضْلِ والإِحْسَانِ, اللَّهُمَّ اِرْحَمْ بِلَادَكَ, وَعِبَادَكَ, اللَّهُمَّ اِرْحَمْ الشُّيُوخَ الرُّكَّعَ، وَالْبَهَائِمَ الرُّتَّعَ اللَّهُمَّ اِسْقِنَا الْغَيْثَ وَلَا تَـجْعَلْنَا مِنَ الْقَانِطِيـنَ، اللَّهُمَّ صَيِّبًا نَافِعًا، اللَّهُمَّ صَيِّبًا نَافِعًا اللَّهُمَّ صَيِّبًا نَافِعًا، يَا ذَا الجـلَالِ، والإِكْرامِ, يَا ذَا الجـلَالِ، والإِكْرامِ، أَكْرِمْنَا وَأَنْزِلْ عَلَيْنَا مِنْ بَرَكَاتِ السَّمَاءِ, اللَّهُمَّ اسْقِنَا الْغَيْثَ وَلَا تَجْعَلْنَا مِنَ الْقَانِطِينَ, اللَّهُمَّ اسْقِنَا غَيْثًا هَنِيئًا مَرِيئًا، اللَّهُمَّ اسْقِنَا غَيْثًا هَنِيئًا مَرِيئًا، اللَّهُمَّ اسْقِنَا غَيْثًا هَنِيئًا مَرِيئًا. سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ، وَسَلَامٌ عَلَى الْـمُرْسَلِينَ، وَالْحَمْدُ لِلهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ. وَقُومُوا إِلَى صَلَاتِكمْ يَرْحَمْكُمُ الله.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • دلالات تحريم الظلم في الأشهر الحرم (خطبة)
  • تعظيم الأشهر الحرم (خطبة)
  • فضل الأشهر الحرم وعمرة شهر ذي القعدة
  • خطبة: الأشهر الحرم وخطر ظلم النفس وظلم الغير..
  • الأشهر الحرم: خصائصها وأحكامها (خطبة)
  • أثر الإيمان بالكتاب المنشور يوم القيامة، وفضائل تعظيم الأشهر الحرم (خطبة)

مختارات من الشبكة

  • أنواع الخطابة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة صلاة الكسوف(مقالة - موقع الشيخ فيصل بن عبدالعزيز آل مبارك)
  • خطبة عن الأشهر الحرم(محاضرة - موقع د. علي بن عبدالعزيز الشبل)
  • خطبة: شهر ذي القعدة من الأشهر الحرم(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة شهر رجب (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تذكرة الأنام بعشرة مسائل للأشهر الحرم (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة أشهر الحج والحرم(مقالة - موقع د. علي بن عبدالعزيز الشبل)
  • خطبة: كيف نغرس حب السيرة في قلوب الشباب؟ (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • حكم وزواجر من خطب البلغاء (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة: عام مضى وعام أتى (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • ختام ناجح للمسابقة الإسلامية السنوية للطلاب في ألبانيا
  • ندوة تثقيفية في مدينة تيرانا تجهز الحجاج لأداء مناسك الحج
  • مسجد كندي يقترب من نيل الاعتراف به موقعا تراثيا في أوتاوا
  • دفعة جديدة من خريجي برامج الدراسات الإسلامية في أستراليا
  • حجاج القرم يستعدون لرحلتهم المقدسة بندوة تثقيفية شاملة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 25/11/1446هـ - الساعة: 8:19
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب