• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    {وما النصر إلا من عند الله} ورسائل للمسلمين
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
  •  
    من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (الرزاق، ...
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
  •  
    الأحق بالإمامة في صلاة الجنازة
    عبد رب الصالحين أبو ضيف العتموني
  •  
    فضل الصبر على المدين
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    تفسير قوله تعالى: { والذين إذا فعلوا فاحشة أو ...
    سعيد مصطفى دياب
  •  
    محاسن الإرث في الإسلام (خطبة)
    الشيخ د. إبراهيم بن محمد الحقيل
  •  
    تفسير: (لقد كان لسبإ في مسكنهم آية جنتان عن يمين ...
    تفسير القرآن الكريم
  •  
    علامات الساعة (2)
    تركي بن إبراهيم الخنيزان
  •  
    ما جاء في فصل الصيف
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    أحكام التعاقد بالوكالة المستترة وآثاره: دراسة ...
    د. ياسر بن عبدالرحمن العدل
  •  
    خطبة: أم سليم ضحت بزوجها من أجل دينها (1)
    د. محمد جمعة الحلبوسي
  •  
    خطبة: التربية على العفة
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    حقوق الأولاد (1)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    التلاحم والتنظيم في صفوف القتال في سبيل الله...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    أسس التفكير العقدي: مقاربة بين الوحي والعقل
    الشيخ حذيفة بن حسين القحطاني
  •  
    ابتلاء مبين وذبح عظيم (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / التفسير وعلوم القرآن
علامة باركود

المداخل القرآنية لتزكية النفس البشرية

المداخل القرآنية لتزكية النفس البشرية
د. حرزالله محمد لخضر

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 24/4/2025 ميلادي - 25/10/1446 هجري

الزيارات: 717

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

المداخل القرآنية لتزكية النفس البشرية

 

إن من أبرز الآيات التي نستحضرها دائمًا في سياق حديثنا عن أولويات الإصلاح، وأصول الفساد، هي قوله تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ﴾ [الرعد: 11]، غير أنه من النادر أن نتساءل عن كيفية تغيير النفس وحقيقتها وأصنافها، وكيفية معالجة أحوالها وتقلباتها، ويعتبر رمضانُ من أهم محطات إصلاح النفوس، وتحليتها بالقيم والعوائد الحميدة، ففيمَ تكمُن أهمية إصلاح النفوس؟ وما هي المداخل القرآنية لإصلاح النفس البشرية؟

 

إن النفس البشرية هي بمثابة مركز التحكم لدى الكائن البشري، فمن خلالها تتحدد علاقته بذاته وبخالقه وبمحيطه الاجتماعي، وعليها مدار سعادة الإنسان أو شقاوته، فقد توجه إليها الخطاب القرآني باعتبارها محورَ معادلة الصلاح أو الفساد الدنيوي والأخروي للإنسان؛ فقال تعالى: ﴿ وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا * قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا ﴾ [الشمس: 7 - 9]، فالله سبحانه قد أودع في النفس البشرية نوازعَ الخير والشر، وعلَّق غاية صلاحها بالتزكية من الذنوب والعيوب، وسبب فسادها بخِذلانها وانغماسها في العصيان والكفران.

 

وقد جاء في أشعار العرب:

صلاح نفسك للأخلاق مرجعه
فقوِّم نفسك بالأخلاق تستقمِ

وقيل أيضًا:

وما المرء إلا حيث يجعل نفسه
ففي صالح الأعمال نفسَك فاجعلِ

وقيل أيضًا:

والنفس راغبة إذا رغَّبتها
وإذا تُرَدُّ إلى قليلٍ تقنعُ

ومن جوامع ما قيل في العناية بالنفس:

يا خادم الجسم كم تشقى لخدمته
أتطلبُ العيشَ مما فيه خسرانُ
أقبِل على النفس واستكمل فضائلها
فأنت بالنفس لا بالجسم إنسانُ

 

وإذا تجاوزنا اختلاف العلماء في تحديد ماهية طبيعة النفس البشرية، والفروقات أو الترابطات الكائنة بينها وبين الروح والقلب، والعقل والوجدان، فإن استقراء الآيات القرآنية يشير إلى أن النفس هي: ذات الإنسان المسؤولة عن تحديد سلوكياته وأخلاقه، وأفكاره وتوجهاته وقِيَمه، وهذا ما يُفهم من مجموع دلالات الآيات الآتية:

 

﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ﴾ [الرعد: 11]، فتغيير ما بالنفس من عاداتٍ ومعتقدات وممارسات هو أساس تغيُّر وصلاح الأحوال.

 

﴿ ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ﴾ [الأنفال: 53]، كما قد يكون التغيير سلبيًّا فيُفضي إلى انتكاس الأحوال.

 

﴿ وَأُحْضِرَتِ الْأَنْفُسُ الشُّحَّ ﴾ [النساء: 128].

 

﴿ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ﴾ [آل عمران: 185].

 

﴿ الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ ﴾ [غافر: 17].

 

﴿ أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ ﴾ [الزمر: 56].

 

﴿ وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ ﴾ [ق: 16].

 

﴿ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنْفُسُ ﴾ [النجم: 23].

 

﴿ اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ﴾ [الزمر: 42].

 

﴿ يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا ﴾ [آل عمران: 30].

 

إذ تؤكد الآيات السابقة على أن النفس البشرية هي ذات واعية، ومسؤولة عن تصرفاتها، ومجزية عنها، وبناء على هذا التوصيف فرَّق القرآن بين ثلاثة أصناف من الأنفس؛ وهي:

أ- النفس الأمَّارة بالسوء: وهي التي تحُث صاحبها على فعل السيئات، وتزيِّن له اقتراف المنكرات؛ قال تعالى على لسان امرأة العزيز: ﴿ وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي ﴾ [يوسف: 53]، وهذه أسوأ أنفُس الآدميين؛ وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: ((يا حيُّ يا قيوم، برحمتك أستغيث، أصلح لي شأني كله، ولا تكِلني إلى نفسي طرفة عين))؛ [رواه النسائي]؛ لأن المرء إذا وُكِلَ إلى نفسه، فستُوبِقه في الشهوات والملذات.

 

ب- النفس اللوَّامة: هي نفس تترنح بين الخير والشر، تغالب شهواتها تارةً، وتسقط في حمأة المعصية تارة، فصاحبها يستحضر الملامة والحسرة والخشية عقب اقتراف أي ذنب فيتوب ويؤوب، فهي نفس نصوحٌ، تلوم صاحبها إذا ارتكب منكرًا، وتُحرجه حتى يُقلع عن الذنب ويتوب عنه، وهذه نفس طيبة؛ لأنها رجَّاعة إلى الحق، ولا توجد بها مادة الإصرار والتحدي؛ قال تعالى: ﴿ وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ ﴾ [القيامة: 2]، ومن هذا الصنف ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يحكي عن ربه تبارك وتعالى قال: ((أذنب عبدٌ ذنبًا فقال: اللهم اغفر لي ذنبي، فقال الله تبارك وتعالى: أذنب عبدي ذنبًا، فعلِم أن له ربًّا يغفر الذنب، ويأخذ بالذنب، ثم عاد فأذنب، فقال: أي ربِّ اغفر لي ذنبي، فقال تبارك وتعالى: أذنب عبدي ذنبًا، فعلِم أن له ربًّا يغفر الذنب، ويأخذ بالذنب، ثم عاد فأذنب، فقال: أي ربِّ اغفر لي ذنبي، فقال تبارك وتعالى: أذنب عبدي ذنبًا، فعلِم أن له ربًّا يغفر الذنب، ويأخذ بالذنب، قد غفرت لعبدي؛ فليفعل ما شاء))؛ [متفق عليه]؛ أي: ما دام يُتِبع السيئة بالحسنة ويكرر توبته، فإن الله يغفر له؛ لِما وقر في نفسه من الصدق، والسلامة من الغش والنفاق، والإصرار على الذنب.

 

ت- النفس المطمئنة: وهي أزكى النفوس وأصلحها، فهي التي رضيت بالله ربًّا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيًّا ورسولًا، رضاءً ظاهرًا وباطنًا، فرضِيَ عنها ربها وأرضاها، هي نفسٌ بلغت من كمال الإيمان ولطائف الإحسان ما جعلها ترتقي في مدارج العرفان، فاطمأنَّت بوعد الله، ورغِبت فيما عنده دون سواه؛ يقول سبحانه: ﴿ يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً ﴾ [الفجر: 27، 28]، ومن لوازمها أنها تحُضُّ صاحبها على المعروف والعمل الصالح، وترغِّبه في الطاعات، وتنفِّره من المنكرات؛ وفي مثلها يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((ذاق طعم الإيمان من رضِيَ بالله ربًّا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد نبيًّا))؛ [أخرجه مسلم].

 

ولأن النفس هي محور المساءلة والحساب، وعليها مدار سعادة الإنسان أو شقاوته؛ فقد اعتنى الإسلام بموضوع الصحة النفسية مقررًا أصولَها ومقوماتِ تحقيقها، وتُعرف الصحة النفسية بأنها: شعور مستقر بالطمأنينة والقوة النفسية، التي تجعل الإنسان متوازنًا في الحياة، معتدلًا في فِكره، مستقيمًا في سلوكه، أو هي: سلامة الإنسان من أي اضطراب نفسي يُفضي به إلى انحراف في التفكير أو السلوك.

 

إن منظومة العبادات والأوامر، والمحرَّمات والقِيم التي أسَّستها الشريعة الإسلامية، تسعى في المقام الأول إلى تحقيق سعادة الإنسان، ومصلحته في الدنيا والآخرة، وحمله على أكمل الحالات والغايات، وذلك من خلال إرساء ثنائية جلب المنافع؛ بالحثِّ على أداء الواجبات والمستحَبات، ودفع المفاسد؛ بالنهي عن المحرَّمات والمظالم، ومن خلال السَّير على هذا النهج القويم تستقيم الحالة النفسية للمؤمن، وتنزاح عنه مسبِّبات الهموم، ويستجمع بين جنَباته مقوماتِ الصحة النفسية؛ التي تتجلى ثمراتها في:

• اعتدال الفطرة، واستقامة السلوك.

 

• القدرة على تصور الأشياء والحقائق تصورًا سليمًا.

 

• التوازن النفسي، وحسن الأخلاق.

 

• الأمان النفسي، والبعد عن الاضطراب والهواجس.

 

• السلامة من التعصب والانحراف.

 

• اعتدال الفكر، وحصول الطمأنينة.

 

إن اعتلال النفس البشرية يتسبَّب في أزماتٍ لا حصر لها، فالكثير من الأزمات النفسية والاضطرابات، والجرائم والانحرافات المُستشرية في المجتمع مردُّها إلى اعتوار نفسي يصيب الإنسان، فيرمي به في أتُّون الهواجس والوساوس وتعاطي المخدرات، ظانًّا أنها جنة سعادته المنشودة، فإذ به يصطلي بنار الحسرة والظُّلمة والضياع.

 

وقد وصف الله النفس البشرية في غمرة تخبُّطها وحيرتها بقوله: ﴿ أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ ﴾ [النور: 40]، وفي المقابل وصف الله النفس البشرية في كمال سعادتها؛ بقوله: ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [النحل: 97].

 

لقد ضرب لنا القرآن عدة نماذج حول تقلُّبات الأمم والأفراد، وارتباط مصائرهم بما كسبت أنفسهم؛ خيرًا أو شرًّا، ومن هذه النماذج نذكر:

1- قصة إخوة يوسف: ففي بداية أمرهم كادوا لأخيهم يوسفَ، وآذَوا أباهم يعقوب، ثم لما أدركوا خطأهم، تابوا وأصلحوا نفوسهم، فقبِل الله منهم بعد أن ﴿ قَالُوا يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ * قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾ [يوسف: 97، 98].

 

2- قصة امرأة العزيز: فبعد سعيها لإغواء يوسف والإيقاع به، تابت واعترفت بذنبها وندمت عليه؛ وقالت: ﴿ ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ * وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [يوسف: 52، 53]، فَصَلُحَ حالها بعد ذلك، واستقامت سيرتها وسريرتها.

 

3- قصة قوم يونس: بعدما أيِس يونس من إيمان قومه، عزم على مفارقتهم، وأخبرهم أن العذاب سينزل عليهم في ثلاثة أيام؛ ﴿ ذَلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ ﴾ [هود: 65]، فلما رأوا إرهاصات العذاب، وأيقنوا أنه قد حاق بهم، خرجوا مع أهليهم وغلمانهم وأنعامهم، وجعلوا الرماد على رؤوسهم، والشوك في أرجلهم، ولبِسوا الصوف، وأخذوا يجأرون ويدعون ويبكون، فعلِم الله صدقهم فتاب عليهم؛ وقال فيهم: ﴿ فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ ﴾ [يونس: 98].

 

4- قصة سحَرة فرعون: لقد أعلن السحرة توبتهم في اللحظة التي تكشَّفت لهم فيها عظمة الله، فبعد أن كانوا أعوانًا لفرعون في طغيانه، أيقنوا أن ما جاء به موسى هو الحق، وليس من قبيل السحر الذي يأتونه، فاخترق الإيمان شغاف قلوبهم، وصدعوا في لحظة استفاقة وصدق؛ ﴿ وَقَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ * رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ ﴾ [الأعراف: 47، 48].

 

5- قصة العرب في جاهليتهم وبعد إسلامهم: لقد كان العرب في جاهلية جَهْلاءَ، وضلالة عمياء، وفي وضع أخلاقي وديني وإنساني بئيس، غير أنه لما صدقت منهم طائفة، فآمنت وأخلصت وزكت نفوسها، انتقلوا من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة، ومن سيئ الأخلاق والمعتقدات إلى أحسنها، فأصبح منهم سادةٌ وقادة؛ حتى وصفهم القرآن بقوله: ﴿ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ ﴾ [آل عمران: 110].

 

6- الأقوام مع أنبيائهم: أما بقية الأمم والأفراد الذين ثبتوا على الكفر والفساد، ولم يغيروا ما بأنفسهم؛ كقوم شعيب ولوط، وعاد وفرعون والنمرود، وصاحب الجنتين، فقد أذاقهم الله سوء العذاب، وكانت عاقبة أمرهم خسرًا: ﴿ ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾ [الأنفال: 53].

 

وبتأمُّل أحوال النفوس وتقلباتها وعواقبها، نلاحظ أنها على ثلاثة أحوال:

أ- فهناك مَن تغيرت أنفسهم من الفساد إلى الصلاح، فاستقام حالهم، وكانت لهم العاقبة الحسنة.

 

ب- وهناك من تغيرت نفوسهم من الصلاح إلى الفساد، فجحدوا نِعَمَ الله، وكفروا به، فكان لهم المصير الأسوأ في الدنيا والآخرة.

 

ت- وهناك نفوس أصرَّت على فسادها، ورفضت دعوة الأنبياء، وتنكَّبت الصراط المستقيم، فكان عاقبة أمرها خسرًا، فصلاح الحال والمآل منوطٌ بصلاح نفوس الأفراد والمجتمعات.

 

وبعد كل ما سبق، نتساءل: ما هي أهم المداخل القرآنية لتزكية النفس البشرية؟

إن قراءةً واعيةً للآيات البينات تضَعُنا أمام منهجية متكاملة لتزكية النفس البشرية، وترسُم أمامنا معالمَ وضَّاءة لتحقيق ذلك؛ من خلال ما يلي:

1- الأمر بالقراءة وطلب العلم: فمن حكمة الله أنه لما أراد أن يُغيِّر ما بنفوس العرب من فساد، عاجلهم بالأمر بالقراءة التي هي سبيل العلم وتحرير الوعي: ﴿ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ﴾ [العلق: 1]، ولا يوجد أنفع منهما في تزكية النفوس، وتعديل الطِّباع، وترقية المشاعر، وتنقيح الأفكار وتنميتها.

 

2- الفهم الصحيح للوجود والمصير؛ أي: معرفة الإنسان للهدف من وجوده، وما هو مصيره بعد الموت؟

 

• فالهدف من وجود الإنسان في الحياة: هو عبادة الله وعمارة الأرض بالعدل والصلاح؛ أي: الوفاء بمتطلبات الاستخلاف الرباني للإنسان في الأرض؛ قال تعالى: ﴿ وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا ﴾ [الأعراف: 56].

 

• أما المصير بعد الموت: فالمسلم يؤمن بيوم الحساب، والجزاء على السيئات والحسنات، وما يتبعه من نعيم مقيم أو عذاب أليم؛ قال تعالى: ﴿ وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ ﴾ [الأنبياء: 47]، وقال تعالى: ﴿ أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ ﴾ [المؤمنون: 115].

 

إن هذا الاعتقاد الراسخ من شأنه أن يبعث في الإنسان الاجتهادَ في العمل الصالح، ويُورِثه الطمأنينة والبصيرة في الحياة والقوة في الإرادة، وكم تخبَّط الناس في هذه الحياة بسبب فقدهم لبوصلة الوجود والمصير، فتاهوا في غياهب الضلال، وحبائل الشيطان!

 

3- تقوية الصلة بالله تعالى: من خلال الالتزام بالذكر والعبادات، والحفاظ على الطاعات، واجتناب المحرمات، والحرص على تحصين النفس بالأذكار والاستغفار وقراءة القرآن؛ فهو سبب لاطمئنان القلوب وسكينتها؛ لقوله تعالى: ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ﴾ [الرعد: 28].

 

4- معاهدة النفس بالتزكية والأخلاق: أي: تهذيب النفس وأطرها على الفضائل والمحامد؛ كالعفة والحياء، وطهارة القلب، وحب المعروف، والصدق والأمانة والصبر، وتزكيتها من الأخلاق الذميمة؛ كالحقد والغش، والنفاق والكذب، وتتبع العورات والخيانة؛ قال تعالى: ﴿ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا ﴾ [الشمس: 9، 10].

 

5- الأمر بالصبر عند الشدائد والبلايا: وعدم الجزع عند القضاء والقدر، فالصبر هو سِمة على قوة الإرادة، وصلابة الشخصية؛ وقد جاء الحث عليه في قوله تعالى: ﴿ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 177].

 

6- المرونة والتحلي بالحِلم في مواجهة الواقع وخُطُوبه: فالتخلُّق بخلُق الرزانة والحِلم يُبعد الإنسان عن التهور والعجَلة والندامة؛ وقد قال صلى الله عليه وسلم لأشج عبدالقيس: ((إن فيك خَصلتين يحبهما الله: الحِلم والأناة))؛ [رواه مسلم]، فالأناة والمرونة والحِلم تساعد الإنسان على التقدير الجيد لعواقب الأمور التي تشتبه في بداياتها، كما أنها علامة التوازن الانفعالي والانضباط النفسي؛ ولهذا يقول الباري سبحانه: ﴿ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 216]، وقد أبان الله علةَ ذلك في آية أخرى؛ وهي قوله: ﴿ لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ ﴾ [الحديد: 23].

 

7- الدعوة إلى التفاؤل وعدم اليأس والقنوط: والطمع الدائم في رحمة الله وفضله؛ فذلك كفيل بمدِّ الإنسان بالطاقة الإيجابية، وتجديد عزيمته باستمرار؛ لقوله تعالى عن لسان نبيه يعقوب عليه الصلاة والسلام وقد أضناه وجع الفقد: ﴿ وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ ﴾ [يوسف: 87].

 

8- معاهدة القرآن تلاوةً وعملًا: فالقرآن هو أنيس النفس الكسيرة، وجِلاء الفؤاد المُعنَّى، وأريج الروح المكلومة، فهو سلوة المهموم، ونبراس المغموم؛ قال تعالى: ﴿ وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا ﴾ [الإسراء: 82].

 

9- التزام الصحبة الصالحة: فالصحبة لها تأثير بالغ على أخلاق الفتى؛ فهي قد تسحبه جهة الخير أو جهة الشر، ولهذا أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالتزام الجليس الصالح، ووصفه بصاحب المسك، الذي إما أن يُحذيك (يعطيك)، أو تبتاع منه، أو تجد منه ريحًا طيبة، وفي هذا المعنى قال تعالى مُثنيًا على شباب أهل الكهف: ﴿ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى ﴾ [الكهف: 13].

 

10- مجالسة أهل العلم وحِلَق الذكر: فهي مجالسُ خيرٍ ورحمة وبركة، لا يشقى جليسهم ولا يأسى أنيسهم؛ قال تعالى: ﴿ وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا ﴾ [الكهف: 28]، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((ما اجتمع قومٌ في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله، ويتدارسونه فيما بينهم إلا نزلت عليهم السكينة، وغَشِيَتهم الرحمة، وحفَّتهم الملائكة، وذكَرهم الله فيمن عنده))؛ [رواه مسلم]، وقال أيضًا: ((إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا، قالوا: وما رياض الجنة؟ قال: حِلَقُ الذكر))؛ [حسنه الحافظ ابن حجر].

 

11- اتباع هَدْيِ المرسلين والاعتبار بقصصهم: فسِيَرُ الأنبياء هي معالم هادية في دروب الحياة، ونماذج نيِّرة للتعامل مع مختلف خطوبها ومحنها، وهي محلٌّ للاعتبار لدى أولي الأبصار؛ قال تعالى: ﴿ لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴾ [يوسف: 111]، فالاطلاع على سير الأنبياء والصالحين، والأمم السابقين، والاستئناس بأخبارهم، والاعتبار بعواقبهم، فيها تسلية للأحزان، وترقيق للمصائب، فحينما يقف المبتلى على نماذجَ أشدَّ من بليته يتَّسع أُفقه، ويتعاظم حِلمه.

 

وقد وصف الله غاية بعثته لنبيه صلى الله عليه وسلم بتعليم الناس، وتهذيبهم وتزكية نفوسهم؛ فقال تعالى: ﴿ هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴾ [الجمعة: 2].





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • نظرات قرآنية في إصلاح النفس البشرية "أفلا يتدبرون القرآن"
  • مشروع المجتمع الجزائري.. بين الرشاد والتيه!
  • مقومات تطوير النظام التعليمي رؤى وآفاق

مختارات من الشبكة

  • صدر حديثاً (مدخل إلى البلاغة القرآنية) للدكتور حلمي القاعود(مقالة - موقع الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن معاضة الشهري)
  • التربية القرآنية وأثرها في التنمية البشرية (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • مختارات من كتاب: المداخل إلى آثار شيخ الإسلام للعلامة بكر أبو زيد(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • المداخل إلى آثار شيخ الإسلام ابن تيمية وما لحقها من أعمال (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • المداخل الأولية لعلم التفسير (2)(مادة مرئية - موقع أ. د. إبراهيم بن صالح بن عبدالله الحميضي)
  • المداخل الأولية لعلم التفسير (1)(مادة مرئية - موقع أ. د. إبراهيم بن صالح بن عبدالله الحميضي)
  • موضوعات سور القرآن من حيث الموضع(مقالة - آفاق الشريعة)
  • حوار ريمون هارفي حول الدراسات القرآنية عالميا(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • تمهيد في المعالم القرآنية لسنن الله القدرية في اليهود(مقالة - موقع أ.د. مصطفى مسلم)
  • قواعد قرآنية: 50 قاعدة قرآنية في النفس والحياة (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 16/11/1446هـ - الساعة: 14:43
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب