• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    إذا استنار العقل بالعلم أنار الدنيا والآخرة
    السيد مراد سلامة
  •  
    خطبة: أم سليم صبر وإيمان يذهلان القلوب (2)
    د. محمد جمعة الحلبوسي
  •  
    تحريم أكل ما ذبح أو أهل به لغير الله تعالى
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    الكبر
    د. شريف فوزي سلطان
  •  
    الفرق بين إفساد الميزان وإخساره
    د. نبيه فرج الحصري
  •  
    مهمة النبي عند المستشرقين
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    ملخص من شرح كتاب الحج (3)
    يحيى بن إبراهيم الشيخي
  •  
    ماذا سيخسر العالم بموتك؟ (خطبة)
    حسان أحمد العماري
  •  
    فقه الطهارة والصلاة والصيام للأطفال
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    ثمرة محبة الله للعبد (خطبة)
    د. أحمد بن حمد البوعلي
  •  
    خطبة: القلق من المستقبل
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    فوائد وعبر من قصة يوشع بن نون عليه السلام (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    خطبة: المخدرات والمسكرات
    الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل
  •  
    {وما النصر إلا من عند الله} ورسائل للمسلمين
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
  •  
    من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (الرزاق، ...
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
  •  
    الأحق بالإمامة في صلاة الجنازة
    عبد رب الصالحين أبو ضيف العتموني
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / النصائح والمواعظ
علامة باركود

حقوق المسلم: رد السلام

حقوق المسلم: رد السلام
د. أمير بن محمد المدري

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 22/4/2025 ميلادي - 23/10/1446 هجري

الزيارات: 445

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

حقوق المسلم: رد السلام

 

الحمد لله الذي أحاط بكل شيءٍ علمًا، وجعل لكل شيءٍ قدرًا، خلق من الماء بشرًا فجعله نسبًا وصهرًا، أحمده سبحانه وأثني عليه شكرًا، كرمه يتوالى ونعمه علينا تَترى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن نبينا محمدًا عبده ورسوله، اصطفاه ربُّه واجتباه، فكان أشرف البرية وأعلاهم ذكرًا صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه والتابعين، ومَن تبِعهم بإحسان إلى يوم الدين؛ أما بعد:

فمن كمال هذا الدين وعظيم محاسنه أن بيَّن حقوق المسلم على أخيه، ومن أعظم ثمرات حفظ هذه الحقوق: حصول ترابط المجتمع وألفته واجتماعه على الخير، حتى يكون مجتمعًا قويًّا تتجلى فيه أسمى الأخلاق وأحسنها، وتعلو فيه مبادئ سامية، كلها عدلٌ ومحبَّة وأخوَّة وتكافل وتناصح وتواصٍ بالحق وتواصٍ الصبر.

 

بمجرد أن يدخل المسلم دائرة الإسلام، فقد وجبت له حقوق على المسلمين ولو كان في أقاصي الأرض،

لو كبرت في جموع الصين مئذنةٌ
سَمِعت في المغرب تهليلَ المصلين
إذا اشتكى مسلم في الهند أرَّقني
وإن بكى مسلمٌ في الصين أبكاني

 

وسيُسأل المسلم عن هذه الحقوق إذا كانت واجبة، هل أدَّاها لأخيه أم قصَّر فيها، إنها مسؤولية تدفع المسلم لتأدية الحقوق على أتَم وجه، وبهذا يكون المجتمع مترابطًا إذا اشتكى منه عضوٌ تألَّم له باقي الأعضاء كما قال النبي المصطفى.

 

اليوم نعيش وإياكم مع حقٍّ من حقوق المسلم على المسلم، وهو حق السلام عليه إذا لقِيه، ورده إذا سلم عليه، وما أجمل السلام إذا حُلِّي بابتسامة، وزُين بطلاقة وجه، وكمِّل بالمصافحة، مع إخلاص لوجه الله تعالى، نورٌ على نور، تتساقط فيه الخطايا كما تتساقط أوراق الشجر.

 

أيها الأحباب، حديثنا عن السلام تفاؤلًا ورجاءً من الله أن يجعل أيامنا أيام خيرٍ وسلام، ومحبةٍ ووئام.

 

نتحدث عن السلام ونرجو من الله أن ينتهي هذا الوباء والبلاء، وتنتهي هذه الحرب والشحناء، بين أبناء أمة الإسلام وتتحول إلى سلام وصفاء.

 

إن السلام من خير الأعمال عند الله، فعن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو ب أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ - صلى الله وعليه وسلم -: أَيُّ الإسلام خَيْرٌ؟ قَالَ: «تُطْعِمُ الطَّعَامَ، وَتَقْرَأُ السَّلاَمَ عَلَى مَنْ عَرَفْتَ وَمَنْ لَمْ تَعْرِفْ»؛ [صحيح البخاري (12)، صحيح مسلم (39)].

 

وتقرأ السلام؛ أي: تنشر السلام، وتبادر به، على الناس جميعًا، سواء عرفتهم أم لم تعرفهم؛ فجميع المسلمين إخوة، والله تعالى يقول: ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ ﴾ [الحجرات: 10]، وعن عمار بن ياسر - رضي الله عنه - قال النبي عليه الصلاة والسلام: « ثَلاثٌ مَنْ جَمَعَهُنَّ فَقَدْ جَمَعَ الإِيمَانَ: الإِنْصَافُ مِنْ نَفْسِكَ، وَبَذْلُ السَّلامِ لِلْعَالَمِ، وَالإِنْفَاقُ في الإِقْتَارِ»؛ [رواه البخاري].

 

وأخرج الإمام البخاري في صحيحه قال: لَمَّا خلَق اللهُ تعالى آدم، قال: اذهب فسَلِّمْ على أولئك من الملائكة، فاسْتَمِعْ ما يحيونكَ، تحيتك وتحية ذريتك، فقال: السلام عليكم، فقالوا: السلام عليكَ ورحمة الله، فالسلام هو تحية أبينا آدم والأنبياء مِنْ بَعْدِه، وبه تُحيي الملائكةُ المؤمنين في الجنة، وهو تحية أهل الجنة يوم يَلْقَوْنَ ربَّهم، ﴿ تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْرًا كَرِيمًا ﴾ [الأحزاب: 44]، وقال الله سبحانه وتعالى: ﴿ إِلَّا قِيلًا سَلَامًا سَلَامًا ﴾ [الواقعة: 26].

 

السلام شعارُ الإيمان، وتحية أهل الإسلام.

 

السلام اسم من أسماء الله تعالى الحسنى، فالله – عز وجل - هو السلام، ومنه السلام، ويدعو إلى دار السلام، ﴿ وَاللَّهُ يَدْعُو إلى دَارِ السَّلَامِ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إلى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾ [يونس: 25]، وبعد الصلاة علمنا النبي المصطفى أن نقول: "اللهم أنتَ السلامُ، ومنكَ السلامُ، تباركتَ ذا الجلال والإكرام"؛ [رواه الإمام مسلم].

 

ليعيش المسلم بسلام ويحيا بسلام، وينشر السلام ليدخل دار السلام.

 

اللهم اجمعنا في الحنة دار السلام.

 

اسمع إلى هذين الحديثين الشريفين اللذين هما أصلان من أصول حقوق المسلم على المسلم، فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول - صلى الله وعليه وسلم - قال: «حَقُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ خَمْسٌ رَدُّ السَّلامِ وَعِيَادَةُ الْمَرِيضِ وَاتِّبَاعُ الْجَنَائِزِ وَإِجَابَةُ الدَّعْوَةِ وَتَشْمِيتُ الْعَاطِسِ»؛ [صحيح البخاري].

 

وروى مسلمٌ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله وعليه وسلم - قَالَ: «حَقُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ سِتٌّ، قِيلَ: مَا هُنَّ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: إِذَا لَقِيتَهُ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ، وَإِذَا دَعَاكَ فَأَجِبْهُ، وَإِذَا اسْتَنْصَحَكَ فَانْصَحْ لَهُ، وَإِذَا عَطَسَ فَحَمِدَ اللَّهَ فَسَمِّتْهُ، وَإِذَا مَرِضَ فَعُدْهُ، وَإِذَا مَاتَ فَاتَّبِعه»؛ [صحيح مسلم].

 

ورُوي عن عبد الله بن سلام - رضي الله عنه - أنه قال: لَما قدم النبي المدينة انجفل الناس قِبله، وقيل: قد قدم رسول الله، فجئت في الناس لأنظر، فلما تبينت وجهه عرَفت أن وجهه ليس بوجه كذَّاب، فكان أول شيء سمعته تكلم به أن قال: «يا أيها الناس، أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصِلوا الأرحام، وصلوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام».


وعن عمران بن حصين - رضي الله عنه - قال: جاء رجل إلى النبي - صلى الله وعليه وسلم - فقال: السلام عليكم، فرد، ثم جلس، فقال النبي - صلى الله وعليه وسلم -: «عشر، ثم جاء آخر فقال: السلام عليكم ورحمة الله، فرد عليه فجلس، فقال: عشرون، ثم جاء آخر فقال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فردَّ فجلس، فقال: ثلاثون»؛ [أبو داود والترمذي وصححه الألباني].

 

فكم يحرم المسلم نفسَه من أجور يوم يترك السلام والرد على السلام.

 

كان عدد من أصحاب النبي - صلى الله وعليه وسلم - يخرجون إلى السوق لا لشيء إلا لإلقاء السلام على الناس، فيعودون إلى بيوتهم ولهم أجور عظيمة، وقد أمر الله بالسلام عند دخول المسلمين بعضهم على بعض في بيوتهم؛ قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾ [النور: 27]، وقال تعالى: ﴿ لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَنْ تَأْكُلُوا مِنْ بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ آبَائِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أُمَّهَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ إِخْوَانِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخَوَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَعْمَامِكُمْ أَوْ بُيُوتِ عَمَّاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخْوَالِكُمْ أَوْ بُيُوتِ خَالَاتِكُمْ أَوْ مَا مَلَكْتُمْ مَفَاتِحَهُ أَوْ صَدِيقِكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَأْكُلُوا جَمِيعًا أَوْ أَشْتَاتًا فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ﴾ [النور: 61].

 

حتى الأمواتَ نسلم عليهم وَنَدعُ اللهَ لهم بِقَولِنا: «السَّلَامُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الدِّيَارِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُسْلِمِينَ، وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ بِكُمْ لَاحِقُونَ، نَسْأَلُ اللَّهَ لَنَا وَلَكُمُ الْعَافِيَةَ»


هذا هو الإسلام دين السلام والأمن والوئام، لا دين العنف والقتل والإجرام، نعم دين السلام مع الناس جميعًا، مع كل الأديان إلا مع المحتل، إلا مع الذي اغتصب أرضنا واحتل ديارنا، وأخرجنا من أرضنا، وظاهر على إخراجنا؛ قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنْتُمْ وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ ﴾ [الممتحنة: 1]، ومن السنة أن يُسلِّم الصغير على الكبير، والقليل على الكثير، والراكب على الماشي، والماشي على الواقف، وخير الرجلين من يبدأ صاحبه بالسلام، كما قال عليه الصلاة والسلام.

 

ويقول الله تعالى: ﴿ وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا ﴾ [النساء: 86].

 

الحكم الفقهي أن إلقاء السلام سنة ورد السلام واجب، بل هو فرض للآية السابقة ﴿ وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا ﴾، هذا أمر، والأمر في القرآن يقتضي الوجوب بأحسن منها؛ قال لك: السلام عليكم، تقول له: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، قال لك: أسعد الله صباحك، تقول له: أسعد الله جميع أوقاتك.

 

فلنتَّق الله في إخوتنا، ولنُفشِ السلام بيننا، ولنترك النزعات الجاهلية والأحقاد والضغائن، والأمور التي ربما ترك البعض منا السلام من أجلها، فهذا لا يسلم إلا على من يعرف، وذاك لا يسلم إلا على أهل بلدته وأصحابه، وذاك لا يسلم إلى على من كان من جماعته وقبيلته، وهذا عجزٌ وبخلٌ وجهل.

 

عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله وعليه وسلم -: «أعجز الناس من عجز في الدعاء، وأبخل الناس من بخل بالسلام»؛ [رواه الطبراني في الأوسط وقال المنذري في الترغيب: إسناده جيد قوي]، وعن أبي أيوب - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله وعليه وسلم - قال: «لا يَحِل لمسلم أن يَهجُر أخاه فوق ثلاث، يلتقيان فيصد هذا ويصد هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام»؛ [البخاري ومسلم].

 

انها رسالة للمتهاجرين بسبب الدنيا أيام وشهور وسنين، إنها رسالة للمتقاطعين بسبب الخلافات المذهبية والنزعات الجاهلية أيام وشهور وسنين، إنهم واقعون في حرام، وإنهم خالفوا هدي النبي المصطفى؛ عن أبي أُمامة - رضي الله عنه - قال رسول الله - صلى الله وعليه وسلم -: «إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِاللَّهِ مَنْ بَدَأَهُمْ بِالسَّلامِ»؛ [رواه أبو داود]؛ أي: إن هذا الذي يسلم على الناس، ويبدؤهم بالسلام، أولى الناس وأقربهم إلى الله عز وجل، وكان أبو أمامة - رضي الله عنه - راوي الحديث إذا انصرف إلى بيته لا يمر بمسلم صغير ولا كبير إلا سلَّم عليه، فقيل له في ذلك، فقال: أُمرنا أن نفشي السلام، والله جعل السلام تحية لأمتنا وأمانا لأهل ذمتنا».

 

وعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنهما -: عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله وعليه وسلم - قَالَ: «مَا حَسَدَتْكُمْ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ مَا حَسَدَتْكُمْ عَلَى السَّلاَم وَالتأْمِينِ».

 

وعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله وعليه وسلم - أَنَّهُ قَالَ: «إِنَّ السَّلاَمَ اسمٌ مِنْ أَسْمَاءِ اللهِ وَضَعَهُ فِي الأرْضِ فَأَفْشُوهُ بَينَكُمْ، فَإِنَّ الرَّجُلَ الْمُسْلِم إِذَا مَرَّ بِقَومٍ فَسَلَّمَ عَلِيهِم فَرَدُّوا عَلَيهِ، كَانَ لَهُ عَلَيهِم فَضْلُ دَرَجَةٍ بِتَذكِيرِهِ إِيَّاهُمُ السَّلاَمَ، فَإِنْ لَمْ يَرُدُّوا عَلَيهِ، رَدَّ عَلَيهِ مَنْ هُوَ خَيرٌ مِنْهُمْ وَأَطْيِب»؛ أي الملائكة؛ [رواه الطبراني والبزار بأسانيد رجالها رجال الصحيح].

 

وعنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه -: عَنْ رَسُوْلِ اللهِ - صلى الله وعليه وسلم -: «إِذَا لَقِيَ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ فَلْيُسَلِّمْ عَلَيْهِ، فَإِنْ حَالَتْ بَيْنهمَا شَجَرَةٌ أَوْ جِدَارٌ أَوْ حَجَرٌ، ثُمَّ لَقِيَهُ، فَلْيُسَلِّمْ عَلَيْهِ أَيْضًا»، وقال: «إذا انتهى أحدكم إلى المجلس فليسلِّم، فإذا أراد أن يقوم فليسلم؛ فليست الأولى بأحق من الآخرة».

 

ومن السنة أن يسلِّم المسلم على الصبيان إذا لقِيهم اقتداءً برسول الله - صلى الله وعليه وسلم - وفيه دليل على التواضع والرحمة، كما إن فيه تربية الناشئة على تعاليم الإسلام.

 

وهناك أحوال لا يشرع فيها السلام، منها:

ما إذا كان الإنسان على حاجته من بول أو غائط، ومنها حال خطبة الجمعة، فلا يسلِّم على المستمعين للخطبة، ومنها حال الاشتغال بتلاوة القرآن، فالتالي لا يُسلِّم عليه.

 

أخي الحبيب، هل تريد ضمان بدخول الجنة؟

 

عَنْ أَبِي أُمَامَةَ - رضي الله عنه - أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ - صلى الله وعليه وسلم - قَالَ: «ثَلاثَةٌ كُلُّهُمْ ضَامِنٌ عَلَى اللهِ إِنْ عَاشَ رُزِقَ وَكُفِي، وَإِنْ مَاتَ أَدْخَلَهُ اللهُ الْجَنَّة، مَنْ دَخَلَ بَيْتَهُ فَسَلَّمَ فَهُوَ ضَامِنٌ عَلَى اللهِ، وَمَنْ خَرَجَ إلى الْمَسْجِدِ فَهُوَ ضَامِنٌ عَلَى اللهِ، وَمَنْ خَرَجَ فِي سَبِيلِ اللهِ فَهُوَ ضَامِنٍ عَلَى اللهِ»؛ [رواه أبو داود بإسناد حسن].

 

والمصافحة عند اللقاء سُنة مرغَّب فيها، ففي سنن الترمذي وأبي داود وابن ماجه عن البراء - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله وعليه وسلم -: «ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان، إلا غُفِر لهما قبل أن يتفرَّقا».

 

وهي رسالة لمن يقولوا السلام في المسجد والمصافحة بدعة، إذا لم نتصافح ويسلِّم بعضنا على بعض في المسجد، فأين يكون ذلك.

 

والسلام جالب للبركة، فإذا أردت أخي المسلم أن يبارك الله في نفسك وأهل بيتك، فسلِّم عليهم كلما دخلت بيتك، فإن ذلك من أعظم أسباب البركة؛ فعن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال لي رسول الله - صلى الله وعليه وسلم -: «يا بني، إذا دخلت على أهلك فسلِّم يكون بركة عليك وعلى أهل بيتك».

 

وعن الزبير - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله وعليه وسلم - قال: « دَبَّ إِلَيْكُمْ دَاءُ الأُمَمِ قَبْلَكُمُ الْحَسَدُ وَالْبَغْضَاءُ، وَالْبَغْضَاءُ هِيَ الْحَالِقَةُ حَالِقَةُ الدِّينِ لا حَالِقَةُ الشَّعَرِ وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لتدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا أَفَلا أُنَبِّئُكُمْ بِشَيْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ أَفْشُوا السَّلامَ بَيْنَكُمْ».

 

حديث شريف يبدأه الرسول الكريم بالقسم، فيحلف النبي - صلى الله وعليه وسلم - على حقيقتين متلازمتين: الأولى أنه لا سبيل إلى دخول الجنة إلا بالإيمان، أما الحقيقة الثانية أن هذا الإيمان لا يتحقق بتمامه وكماله إلا إذا ارتبطت القلوب برباط المحبة في الله والأخوة في الله، وإن هذا الإيمان لا يتحقق مع العداوة والتدابر والبغضاء، ثم يدلنا الرسول صلى الله وعليه وسلم على ما يزيد في المحبة: (أَفَلا أُنَبِّئُكُمْ بِشَيْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ، أَفْشُوا السَّلامَ بَيْنَكُم).

 

لكن بعض الناس ترك السلام كبرًا وغرورًا إذا سلَّمت عليه؛ كأنك تسحب منه الرد سحبًا، ومن الناس إذا صافحته صافحك برؤوس أصابعه، شُلَّت أصابعه! وهذا من جهله بسنة محمد - صلى الله وعليه وسلم - ومنهم من ترك السلام جهلًا، واستبدل مكانه كلمات ليست واردة؛ كأن يقول: صباح الخير، وأهلًا وسهلًا.

 

وهذه تأتي كلها بعد السلام الشرعي الذي سنه عليه الصلاة والسلام.

 

وأخيرًا فلا نَنس كثرة السلام على نبينا الكريم صلوات الله وسلامه عليه ما تعاقَب الليل والنهار، فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله وعليه وسلم - قال: «ما من أحد يسلِّم عليَّ، إلا رد الله عليَّ رُوحي حتى أرد»؛ [رواه أبو داود واللفظ له، وأحمد في المسند وحسنه الألباني].

 

اللهم ألِّف بين قلوب المسلمين، واهْدهم سُبل السلام، وجنِّبهم الفتن والآثام.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • بريطانيا: استبيان لمفوضية حقوق الإنسان عن حقوق المسلمين
  • من حقوق المسلم على المسلم
  • الهند: الطالبات المسلمات يشاركن في المطالبة بحقوق المسلمين
  • الهند: سياسي إسلامي يطالب البرلمان بحماية حقوق المسلمين
  • ميانمار: جمعية للمحامين المسلمين لحماية حقوق المسلمين من القمع
  • من فيلم "فتنة" إلى مسلم مدافع عن حقوق المسلمين!
  • حديث أخوة الإسلام وحقوق المسلم
  • من حقوق المسلمين: الدعاء بظهر الغيب
  • حقوق المسلم: عيادة المريض
  • حقوق المسلم: النصيحة

مختارات من الشبكة

  • في حقوق الأخوة من النسب(مقالة - آفاق الشريعة)
  • التبيان في بيان حقوق القرآن (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • حق النبي صلى الله عليه وسلم على أمته (1)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة: من أعظم حقوق الناس حق الجوار(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الإسلام وحقوق المعاقين: دراسة فقهية في كيفية حماية حقوق المعاقين في المجتمعات الإسلامية وفق الشريعة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من حقوق ومكانة أهل الأعذار عند السلف وحقوقهم علينا (خطبة)(مقالة - موقع الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري)
  • من حقوق ومكانة أهل الأعذار عند السلف وحقوقهم علينا(محاضرة - موقع الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري)
  • تكفير الحج حقوق الله تعالى وحقوق عباده(مقالة - آفاق الشريعة)
  • المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان تدين روسيا بانتهاك حقوق الإنسان في الشيشان(مقالة - المترجمات)
  • حقوق الطفل بعد الولادة .. حق المحبة والشفقة(مقالة - مجتمع وإصلاح)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 17/11/1446هـ - الساعة: 9:44
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب