• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    خطر الظلمات الثلاث
    السيد مراد سلامة
  •  
    تذكير الأنام بفرضية الحج في الإسلام (خطبة)
    جمال علي يوسف فياض
  •  
    حجوا قبل ألا تحجوا (خطبة)
    الشيخ عبدالله بن محمد البصري
  •  
    تعظيم المشاعر (خطبة)
    الشيخ محمد بن إبراهيم السبر
  •  
    من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (الرفيق، ...
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
  •  
    وقفات مع القدوم إلى الله (10)
    د. عبدالسلام حمود غالب
  •  
    القلق والأمراض النفسية: أرقام مخيفة (خطبة)
    د. محمد بن مجدوع الشهري
  •  
    آفة الغيبة.. بلاء ومصيبة (خطبة)
    رمضان صالح العجرمي
  •  
    تخريج حديث: أن النبي صلى الله عليه وسلم قضى ...
    الشيخ محمد طه شعبان
  •  
    الإسلام هو السبيل الوحيد لِإنقاذ وخلاص البشرية
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    خطبة: فاعبد الله مخلصا له الدين (باللغة
    حسام بن عبدالعزيز الجبرين
  •  
    المحافظة على صحة السمع في السنة النبوية (PDF)
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    اختيارات ابن أبي العز الحنفي وترجيحاته الفقهية في ...
    عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد التويجري
  •  
    القيم الأخلاقية في الإسلام: أسس بناء مجتمعات ...
    محمد أبو عطية
  •  
    فوائد من حديث أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث ...
    محفوظ أحمد السلهتي
  •  
    لم تعد البلاغة زينة لفظية "التلبية وبلاغة التواصل ...
    د. أيمن أبو مصطفى
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / الآداب والأخلاق
علامة باركود

إعلام الورى بجواز التحية بمرحبا

إعلام الورى بجواز التحية بمرحبا
بكر البعداني

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 5/4/2025 ميلادي - 6/10/1446 هجري

الزيارات: 298

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

إعلام الورى بجواز التحية بـ"مرحبا"

 

يقول الله -عز وجل-: ﴿ هَذَا وَإِنَّ لِلطَّاغِينَ لَشَرَّ مَآبٍ * جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ الْمِهَادُ * هَذَا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ * وَآخَرُ مِنْ شَكْلِهِ أَزْوَاجٌ * هَذَا فَوْجٌ مُقْتَحِمٌ مَعَكُمْ لَا مَرْحَبًا بِهِمْ إِنَّهُمْ صَالُو النَّارِ * قَالُوا بَلْ أَنْتُمْ لَا مَرْحَبًا بِكُمْ أَنْتُمْ قَدَّمْتُمُوهُ لَنَا فَبِئْسَ الْقَرَارُ ﴾ [ص: 55 - 60].

 

فقد ذكر الله -عز وجل- في هؤلاء الآيات عن الكافرين به الذين طغوا عليه وبغوا، وكيف أنهم سيصلون جهنم ويتقحمونها أفواجًا وجماعاتٍ، هم ومن على شاكلتهم من صحبتهم وأقرانهم، وأن بعضهم يقول لبعض: ﴿ لَا مَرْحَبًا بِهِمْ ﴾ [ص: 59] دعاءً عليهم. وأضاف إليها: ﴿ لَا ﴾؛ لأنها- كما قال بعض أهل العلم- في دعاء السوء، وسيأتي معنا لاحقًا بيان شيء من معناها. وهي لفظة مما يشبه الأَضداد كما في الأضداد (ص:257) لابن الأنباري وغيره. والله أعلم.

 

على أنها في الأصل نوع من أنواع التحية المشهورة قديمًا، وقد استعملتها العرب؛ بل أكثروا من استخدامها في البر وحسن اللقاء، وهي منصوبة على المصدر، ومعناها: صادف رُحبًا[1] وسعةً وبرًّا. وقيل[2]: على إضمار فعل فتكون مفعولًا به؛ أي: لقيت سعةً لا ضيقًا، وسيأتي مزيد بيان لمعناها. وإنما أردت أن أورد هنا شيئًا مما جاءت بها النصوص الشرعية على لسان الأنبياء -عليهم السلام- وكذا ما جاء فيها عن رسولنا الكريم -صلى الله عليه وآله وسلم-، وهكذا عن سلفنا الصالح -رضي الله عنهم-؛ للتدليل على أن لها أصلًا في شريعتنا الغرَّاء، وأنه لا بأس من التحية بها عقب السلام من باب الترحيب والبر بالزائر، أو الغريب أو عند اللقاء أو نحوها، وهي كناية عن الانشراح، وأن في هذه النصوص جوازَ قول مثل هذا كما قال غير واحد من المحققين؛ كالقاضي عياض -رحمه الله- في إكمال المعلم؛ لأنها قد جاءت -كما سيأتي- فى غير حديث؛ بل تكرر ذلك من النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- كما سترى بعد. وقد بوَّب البخاري -رحمه الله- في صحيحه ‌باب ‌قول ‌الرجل: ‌مرحبًا، وفي الأدب المفرد: باب ‌"مرحبًا". وذكر حديث عائشة وأم هانئ -رضي الله عنهما- الآتيين معنا؛ ولذلك قال الإمام النووي في شرحه لصحيح مسلم (1/ 195): "وفيه استحباب قول الرجل لزوَّاره والقادمين عليه: ‌مرحبًا ونحوه، والثناء عليهم إيناسًا وبسطًا". وقال في موضع آخر (5/ 231): "فيه استحباب قول الإنسان لزائره والوارد عليه ‌مرحبًا ونحوه من ألفاظ الإكرام والملاطفة، ومعنى ‌"مرحبًا": صادفت رحبًا؛ أي: سعة"[3].

 

بل يزيد الأمر أهمية -وهو من أسباب ذكرنا لها- ما جاء عن أبي سعيد الضحاك بن قيس الفهري -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- يقول: ((إذا أتى الرجل القوم فقالوا: ‌مرحبًا، فمرحبًا به يوم يلقى ربَّه، وإذا أتى الرجل القوم فقالوا له: قحطًا، فقحطًا له يوم القيامة))؛ [أخرجه الحاكم (3/ 525)، وصححه، وقال الذهبي: "قلت: على شرط مسلم". وقال العلامة الألباني -رحمه الله- في سلسلة الأحاديث الصحيحة رقم: (‌‌1189): "وهو كما قال"].

 

فتأمَّل: كيف أخبر الشرع الحنيف إذا كان الرجل عند إتيانه القوم يقال له: مرحبًا، وهو من القول الحسن، ودليل على محبة لقائه إذا أتى- فهو كذلك يوم القيامة عند ربه -عز وجل-، والعكس.

 

أول من قالها:

وأما عن أول من قالها فيما وقفنا عليه، فقد ذكر ابن الكلبي وغيره: أن ‌أول ‌من ‌قال: "‌مرحبًا وأهلًا" سيفُ بن ذي يَزَنَ الحِمْيَريّ لعبدالمطلب بن هاشم لما وفَد إليه مع قريش؛ ليهنئوه برجوع المُلك إليه. كما في الفاخر (ص: 3) للمفضل بن سلمة، وكذا قال العسكري في الأوائل (ص: 86)، وانظر: فتح الباري (1/ 131)، تاج العروس (2/ 488)، صبح الأعشى (1/ 492).

 

وقبل أن نشرع فيما أردنا فسوف نذكر شيئًا من معناها واستعمالها -كما وعدنا- مما ذكر في بعض كلام أهل العلم -رحمهم الله-.

 

معنى "مرحبًا":

قال ابن السكيت في إصلاح المنطق (ص:225): "وقولهم: "‌مرحبًا وأهلًا"؛ أي: أتيت سعة وأتيت أهلًا فاستأنس ولا تستوحش". وقال في كتاب الألفاظ (ص:433): "وأما قولهم: "‌مرحبًا وأهلًا"، فإن معناه: أتيت سعةً وأتيت أهلًا. فاستأهل ولا تستوحش". وانظر: المخصص (3/ 394)، والمحكم (4/ 355)، لابن سِيْده، مجمل اللغة (ص: 425)، ومقاييس اللغة (2/ 499) لابن فارس، الصحاح (4/ 1629)، مختار الصحاح (ص: 25)، لسان العرب (1/ 414)، تاج العروس (2/ 488).

 

وقال ابن دريد في جمهرة اللغة (1/ 276): "وقولهم: بالرحب والسعة هما شيء واحد، ولكنه لما اختلف اللفظ حسن التكرير. فأما قولهم للرجل: ‌"مرحبًا وسهلًا"؛ أي: لقيت سعةً وسهولةً". وقال في (3/ 1296): "قال: وحكي: مرحبك الله ومسهلك، من قولهم ‌مرحبًا وسهلًا".

 

وقال الأصمعي كما في الزاهر في معاني كلمات الناس (1/ 234) لابن الأنباري: في قول الناس: "مرحبًا وأهلًا وسهلًا": المعنى: لقيت رحبًا؛ أي: لقيت سعةً، ولقيت أهلًا كأهلك. ولقيت سهلًا؛ أي: سهلت عليك أمورك؛ وانظر: غريب الحديث (1/ 481) لابن قتيبة، الغريبين في القرآن والحديث (3/ 724) للهروي، والنهاية (2/ 207).

 

وقال الفراء كما في الزاهر(1/ 234) لابن الأنباري: ‌"مرحبًا وأهلًا" منصوب على المصدر، وفيه معنى الدعاء. كأنه قال: رحَّب الله بك ‌مرحبًا، وأهَّلَك أهلًا. وأنشد الفراء[4]:

فقلت له أهلًا وسهلًا ومرحبًا
فهذا مقيل صالح وصديق

والرُّحْب، والرَّحْب: السعة، وإنما سميت الرحبة رحبةً لاتساعها.

 

وقيل: هو مفعول به؛ أي: لقيت سعةً لا ضيقًا؛ وانظر: لسان العرب (1/ 414)، تاج العروس (2/ 488)، وفتح الباري (10/ 562) وغيرها.

 

قال أبو الأسود الدؤلي[5]:

إذا جئت بوَّابًا له قال ‌مرحبًا
ألا مرحب واديك غير مضيق

وقال الليث كما في تهذيب اللغة (5/ 18) للأزهري في قول العرب: ‌مرحبًا، معناه: انزل في الرحب والسعة، فأقم فلك عندنا ذلك"؛ وانظر: المحيط في اللغة (3/ 86)، الصحاح (1/ 143) للجوهري، لسان العرب (1/ 414)، تاج العروس (2/ 488).

 

فنخلص مما سبق أن قولهم: ‌مرحبًا؛ أي: انزل في الرحب والسعة. وقيل: أتيت رحبًا وسعةً لا ضيقًا.

 

فإذا ما تقرر هذا فنأتي بعد على ما كنا أردنا مما ذكرت فيه من النصوص الشرعية، فأقول مستعينًا بالله -عز وجل-:

أولًا: ما جاء عن الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم-:

‌‌عن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- قالت: ((أقبلت فاطمة -رضي الله عنها- تمشي كأن مشيتها مشي النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-، فقال النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-: ‌مرحبًا ‌بابنتي...))؛ الحديث، [أخرجه البخاري رقم: (6286)، ومسلم رقم: (2450)].

 

وعن أم هانئ بنت أبي طالب -رضي الله عنها- قالت: ((ذهبت إلى رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- عام الفتح، فوجدته يغتسل، وفاطمة ابنته تستره، قالت: فسلمت عليه، فقال: من هذه؟! فقلت: أنا أم هانئ بنت أبي طالب، فقال: ‌مرحبًا ‌بأم ‌هانئ..))؛ الحديث، [أخرجه البخاري رقم: (350)، ومسلم رقم: (336)].

 

وعن أبي جمرة قال: كنت أقعد مع ابن عباس -رضي الله عنهما- يجلسني على سريره فقال: ((أقم عندي حتى أجعل لك سهمًا من مالي، فأقمت معه شهرين، ثم قال: إن وفد عبد القيس لما أتوا النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- قال: من القوم؟ أو من الوفد؟ قالوا: ربيعة. قال: ‌مرحبًا ‌بالقوم، أو بالوفد، غير خزايا ولا ندامى..))؛ الحديث، [أخرجه البخاري رقم: (53)، ومسلم رقم: (17)].

 

وعن أنس -رضي الله عنه- قال: ((أتت الأنصار النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- بجماعتهم، فقالوا: إلى متى ننزع من هذه الآبار؟ فلو أتينا رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-، فدعا الله لنا، ففجر لنا من هذه الجبال عيونًا، فجاءوا بجماعتهم إلى النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-، فلما رآهم، قال: مرحبًا وأهلًا، لقد جاء بكم إلينا حاجة..))؛ الحديث، [أخرجه أحمد (3/ 216)، وصحَّحه الحاكم (4/ 80) ووافقه الذهبي، وقال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة (13/ 901): "وإسناده جيد، وهو على شرط مسلم، وأخرجه البزار (2808 و 2809) من الطريقين الأولين، وأحدهما يقوي الآخر". وقال شيخنا مقبل الوادعي -رحمه الله- في الصحيح المسند، والجامع الصحيح مما ليس في الصحيحين في مواضع (2/ 430): "هذا حديث حسن"، وبوَّب عليه في موضع (5/ 327): باب: ‌مرحبًا ‌وأهلًا].

 

وعن عون بن أبي جحيفة، عن أبيه قال: ((دخلت على النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-، أنا ورجلان من بني عامر، فقال: من أنتم؟ فقلنا: من بني عامر، فقال: ‌مرحبًا بكم، أنتم مني))؛ [أخرجه ابن حبان (2300- موارد) وقال الألباني -رحمه الله- في سلسلة الأحاديث الصحيحة (7/ 645): "بسنده الصحيح". ورواه البزار (3/ 314/ 2831)، وأبو يعلى (4/ 191/ 894)، والطبراني (22/ 264- 266)].

 

وعن عبدالله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: حدث صفوان بن عسال المرادي -رضي الله عنه- قال: ((أتيت رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- وهو متكئ في المسجد على بُرْد له [أحمر]، فقلت له: يا رسول الله، إني جئت أطلب العلم، فقال: مرحبًا بطالب العلم..))؛ الحديث، [أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (8/ 64/ 7347)، وابن عدي في الكامل (6/ 331)، وابن عبدالبر في جامع بيان العلم (1/ 32)، قال الهيتمي في المجمع (1/ 131): "ورجاله رجال الصحيح"، وحسَّنه الألباني -رحمه الله- في صحيح الترغيب رقم: (71)، وهو في سلسلة الأحاديث الصحيحة رقم: (‌‌3397)].

 

وعن ابن عباس -رضي الله عنه- قال: ((لما نظر رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- إلى الكعبة قال: ‌مرحبًا بك من بيت، ما أعظمك وأعظم حرمتك! وللمؤمنُ أعظمُ حرمة عند الله منك، إن الله حرم منك واحدة، وحرم من المؤمن ثلاثًا: دمه، وماله، وأن يظن به ظن السوء))؛ [أخرجه البيهقي في شعب الإيمان (5/ 296-297/ 6706) من طريقين، وقال الألباني -رحمه الله- في سلسلة الأحاديث الصحيحة رقم: (‌‌3420): "قلت: وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين"].

 

ثانيًا: ما جاء على ألسنة الأنبياء -عليهم السلام-:

عن أنس بن مالك، عن مالك بن صعصعة -رضي الله عنهما- قال: قال النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-: ((بينا أنا عند البيت بين النائم واليقظان – وذكر حادثة شق صدره والإسراء وفيه: ((.. فأتيت على آدم فسلمت عليه، فقال: ‌مرحبًا ‌بك ‌من ابن ونبي، فأتينا السماء الثانية، قيل: من هذا؟ قال: جبريل، قيل: من معك؟ قال: محمد -صلى الله عليه وآله وسلم-، قيل: أرسل إليه؟ قال: نعم، قيل: مرحبًا به، ولنعم المجيء جاء، فأتيت على عيسى ويحيى فقالا: ‌مرحبًا ‌بك ‌من أخ ونبي، فأتينا السماء الثالثة، قيل: من هذا؟ قيل: جبريل، قيل: من معك؟ قيل: محمد، قيل: وقد أرسل إليه؟ قال: نعم، قيل: مرحبًا به ولنعم المجيء جاء، فأتيت على يوسف فسلمت عليه، قال: ‌مرحبًا ‌بك ‌من أخٍ ونبي، فأتينا السماء الرابعة، قيل: من هذا؟ قيل: جبريل، قيل: من معك؟ قيل: محمد -صلى الله عليه وآله وسلم-، قيل: وقد أرسل إليه؟ قيل: نعم، قيل: مرحبًا به ولنعم المجيء جاء، فأتيت على إدريس فسلمت عليه فقال: مرحبًا من أخ ونبي، فأتينا السماء الخامسة، قيل: من هذا؟ قال: جبريل، قيل: ومن معك؟ قيل: محمد، قيل: وقد أرسل إليه؟ قال: نعم، قيل: مرحبًا به ولنعم المجيء جاء، فأتينا على هارون فسلمت عليه، فقال: ‌مرحبًا ‌بك ‌من أخ ونبي، فأتينا على السماء السادسة، قيل: من هذا؟ قيل: جبريل، قيل: من معك؟ قيل: محمد -صلى الله عليه وآله وسلم-، قيل: وقد أرسل إليه؟ مرحبًا به ولنعم المجيء جاء، فأتيت على موسى فسلمت عليه، فقال: ‌مرحبًا ‌بك ‌من أخ ونبي..))؛ الحديث، [أخرجه البخاري رقم: (3035)، ومسلم رقم: (164)].

 

ثالثًا: ما جاء على ألسنة الملائكة -عليهم السلام-:

عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- قال: ((إن الميت تحضره الملائكة فإذا كان الرجل الصالح قالوا: اخرجي أيتها النفس الطيبة كانت في الجسد الطيب، واخرجي حميدة، وأبشري بروح وريحان ورب غير غضبان، فلا يزال يقال لها ذلك حتى تخرج، ثم يعرج بها إلى السماء فيستفتح له، فيقال: من هذا؟! فيقال: فلان. فيقال: ‌مرحبًا ‌بالنفس الطيبة كانت في الجسد الطيب، ادخلي حميدة وأبشري. ويقال: بروح وريحان ورب غير غضبان، فلا يزال يقال لها ذلك حتى ينتهى بها إلى السماء التي فيها الله -عز وجل- فإذا كان الرجل السوء، قالوا: اخرجي أيتها النفس الخبيثة، كانت في الجسد الخبيث، اخرجي منه ذميمة وأبشري بحميم وغساق، وآخر من شكله أزواج. فما يزال يقال لها ذلك حتى تخرج، ثم يعرج بها إلى السماء فيستفتح لها، فيقال: من هذا؟! فيقال: فلان. فيقال: لا ‌مرحبًا ‌بالنفس الخبيثة كانت في الجسد الخبيث، ارجعي ذميمة..))؛ الحديث، [أخرجه أحمد رقم: (8754)، وابن ماجه رقم: (4262)، وحسنه الألباني -رحمه الله- في تحقيق المشكاة رقم: (1627)، وانظر: هداية الرواة (2/ 190). وصححه في صحيح الجامع، وكذا شيخنا مقبل الوادعي -رحمه الله- في الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين، وقال في نشر الصحيفة (ص: 22): "هذا حديث صحيح". وقال في مواضع من الجامع الصحيح مما ليس في الصحيحين: (1/ 327) (2/ 239): "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين"].

 

قال أنس -رضي الله عنه-: ((...فكأني أنظر إلى رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- قال: فآخذ بحلقة باب الجنة فأقعقعها فيقال: من هذا؟ فيقال: محمد، فيفتحون لي، ويرحبون بي، ‌فيقولون: ‌مرحبًا، فأخِرّ ساجدًا..))؛ أخرجه الترمذي رقم: (3148- شاكر)، والدارمي (1/ 27)، وضعَّفه الألباني في ضعيف الترغيب رقم: (2115) وضعيف الترغيب إلا أنه استثنى من الحديث هذا، ولعله لذلك قال في سلسلة الأحاديث الصحيحة (4/ 100): "قلت: ابن جدعان فيه ضعف، فحديثه حسن في الشواهد". وصححه بشواهده في صحيح الترغيب رقم: (3643)، وانظر: سلسلة الأحاديث الصحيحة رقم: (‌‌1570)].

 

فائدة:

قال ابن القيم -رحمه الله- في بدائع الفوائد (3/ 205): "قول الملائكة للنبي -صلى الله عليه وآله وسلم- ليلة الإسراء: ((مرحبًا به)) أصل في استعمال هذه الألفاظ وما ناسبها عند اللقاء؛ نحو: أهلًا وسهلًا، ومرحبًا وكرامةً، وخير مقدم وأيمن مورد ونحوها. ووقع الاقتصار منها على لفظ: ((‌مرحبًا)) وحدها؛ لاقتضاء الحال لها، فإن الرحب هو السعة، وكان قد أفضى إلى أوسع الأماكن، ولم يطلق فيها سهلًا؛ لأن معناه: وطئت مكانًا سهلًا، والنبي -صلى الله عليه وآله وسلم- كان محمولًا إلى السماء".

 

رابعًا: ما جاء على ألسنة الصحابة -رضي الله عنهم-:

علي بن أبي طالب -رضي الله عنهم-:

عن هانئ بن هانئ قال: "دخل عمار -رضي الله عنه- على علي -رضي الله عنه-، فقال: ((مرحبًا بالطيب المطيب، سمعت رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- يقول: ملئ عمار إيمانًا إلى مشاشه))؛ [أخرجه ابن ماجه رقم: (147)، وأبو نعيم في الحلية (1/ 139)، وحسنه الألباني -رحمه الله- في تحقيق المشكاة رقم: (6235)، وقال في سلسلة الأحاديث الصحيحة (2/ 448) تحت الحديث رقم: (‌‌807): "وله شواهد"، ثم ضعَّفه في سلسلة الأحاديث الضعيفة رقم: (‌‌5594)، ويغني عنه من الأدلة ما سيأتي هنا؛ وإنما ذكرته للتنبيه على تراجع العلامة الألباني -رحمه الله- له، فتنبَّه].

 

جابر بن عبدالله -رضي الله عنه-:

عن جعفر بن محمد، عن أبيه قال: ((دخلنا على جابر بن عبدالله -رضي الله عنه- فسأل عن القوم حتى انتهى إليَّ، فقلت: أنا محمد بن علي بن حسين، فأهوى بيده إلى رأسي فنزع زري الأعلى، ثم نزع زري الأسفل، ثم وضع كَفَّه بين ثديي وأنا يومئذٍ غلام شاب، فقال: ‌مرحبًا ‌بك ‌يا ‌بن أخي! سل عما شئت...))؛ الحديث، [أخرجه مسلم رقم: (1218)].

 

نساء الأنصار-رضي الله عنهم-:

عن أم عطية -رضي الله عنها- قالت: ((لما قدم رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- المدينة جمع نساء الأنصار في بيت، فأرسل إلينا عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- فقام على الباب فسَلَّم علينا، فردَدْنا عليه السلام، ثم قال: أنا رسول رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- إليكن قالت: فقلنا: ‌مرحبًا ‌برسول ‌الله، وبرسول رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-...))؛ الحديث، [أخرجه ابن حبان وغيره، وحسنه الألباني في التعليقات الحسان رقم: (3030)، وهو في جلباب المرأة المسلمة (ص: 74)].

 

امرأة من الأنصار -رضي الله عنهم-:

عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: ((خرج رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- ذات يوم أو ليلة. فإذا هو بأبي بكر وعمر -رضي الله عنهما-. فقال: ما أخرجكما من بيوتكما هذه الساعة؟! قالا: الجوع يا رسول الله! قال: وأنا. والذي نفسي بيده، لأخرجني الذي أخرجكما، قوموا، فقاموا معه، فأتى رجلًا من الأنصار، فإذا هو ليس في بيته، فلما رأته المرأة قالت: ‌مرحبًا! ‌وأهلًا..))؛ الحديث، [أخرجه مسلم رقم: (2038)].

 

وآخرون:

قوم باهلة:

عن أبي أمامة -رضي الله عنه- قال: بعثني رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- إلى باهلة وفيه: ((قالوا: مرحبًا بالصدي بن عجلان..))؛ [أخرجه الطبراني في المعجم الكبير رقم: (8099-8074) وغيره، وفيه ضعف، لكن له شواهد؛ ولذا حسَّنه الألباني -رحمه الله- في سلسلة الأحاديث الصحيحة رقم: (‌‌2706). وفي رواية: ((فرحبوا بي وأكرموني))].

 

الحرورية:

عن عبدالله بن عباس -رضي الله عنهما- قال: ((لما خرجت الحرورية اعتزلوا في دارهم، وكانوا ستة آلاف، فقلت لعلي: يا أمير المؤمنين، أبرد بالصلاة؛ لعلي أكلم هؤلاء القوم، قال: إني أخافهم عليك، قلت: كلا، فلبست وترجلت ودخلت عليهم في دار نصف النهار وهم يأكلون، فقالوا: ‌مرحبًا ‌بك ‌يا ‌بن عباس..))؛ [أخرجه النسائي في الخصائص (ص: 195) وغيره، وقال شيخنا مقبل الوادعي -رحمه الله- في الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين: "هذا حديث حسن". وكذا قال -رحمه الله- في مواضع من الجامع الصحيح مما ليس في الصحيحين (1/ 95) (3/ 201-418) (4/ 484)].

 


[1] قال الحافظ في فتح الباري (1/ 131): "بضم الراء؛ أي: سعة، والرَّحْب بالفتح: الشيء الواسع، وقد يزيدون معها أهلًا؛ أي: وجدت أهلًا فاستأنس".
[2] انظر: فتح الباري (10/ 562).
[3] وانظر: (8/ 171) و(13/ 212)، وهدي الساري مقدمة فتح الباري (ص:122).
[4] هي لعمرو بن الأهتم بن سمي السعدي المنقري كما في المفضليات (ص: 126) للضبي، وعيون الأخبار(1/ 465) لابن قتيبة، والبيان والتبيين للجاحظ (1/ 33).
[5] انظر: الزاهر في معاني كلمات الناس (1/ 234) لابن الأنباري.




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • الأخوة قرابة مستفادة
  • نافخ الكير ومذكي الفتن
  • أكثر من 100 فائدة مستنبطة من قوله تعالى: {فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره...}
  • رشقات قلم (7)
  • كان يقال (2)

مختارات من الشبكة

  • ملخص بحث: إعلام الأطفال واقعه وسبل النهوض به (بحث ثاني)(مقالة - الإصدارات والمسابقات)
  • مفهوم الإعلام والأسس المشتركة بين الإعلامين الإنساني والإسلامي(مقالة - موقع أ. د. عبدالحليم عويس)
  • مخطوطة نشر الإعلام شرح البيان والإعلام بمهمات أحكام أركان الإسلام (ج2)(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة الإعلام بأعلام بلد الله الحرام (النسخة 7)(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة الإعلام بأعلام بلد الله الحرام (النسخة 6)(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة الإعلام بأعلام بلد الله الحرام (النسخة 5)(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة الإعلام بأعلام بلد الله الحرام (النسخة 4)(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة الإعلام بأعلام بلد الله الحرام (النسخة 3)(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة الإعلام بأعلام بلد الله الحرام (النسخة 2)(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • إعلام الإصابة بأعلام الصحابة تحقيق: أنس بن محمد تدمري(مقالة - ثقافة ومعرفة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • دفعة جديدة من خريجي برامج الدراسات الإسلامية في أستراليا
  • حجاج القرم يستعدون لرحلتهم المقدسة بندوة تثقيفية شاملة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 20/11/1446هـ - الساعة: 15:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب