• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    خطبة: وسائل السلامة في الحج وسبل الوقاية من ...
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    العشر من ذي الحجة وآفاق الروح (خطبة)
    حسان أحمد العماري
  •  
    فضائل الأيام العشر (خطبة)
    رمضان صالح العجرمي
  •  
    أفضل أيام الدنيا (خطبة)
    د. محمد بن مجدوع الشهري
  •  
    أحكام عشر ذي الحجة (خطبة)
    الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري
  •  
    أحكام عشر ذي الحجة
    د. فهد بن ابراهيم الجمعة
  •  
    أدلة الأحكام المتفق عليها
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    الأنثى كالذكر في الأحكام الشرعية
    الشيخ أحمد الزومان
  •  
    الإنفاق في سبيل الله من صفات المتقين
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    النهي عن أكل ما نسي المسلم تذكيته
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    الحج: آداب وأخلاق (خطبة)
    الشيخ محمد بن إبراهيم السبر
  •  
    يصلح القصد في أصل الحكم وليس في وصفه أو نتيجته
    ياسر جابر الجمال
  •  
    المرأة في القرآن (1)
    قاسم عاشور
  •  
    ملخص من شرح كتاب الحج (11)
    يحيى بن إبراهيم الشيخي
  •  
    الإنصاف من صفات الكرام ذوي الذمم والهمم
    د. ضياء الدين عبدالله الصالح
  •  
    الأسوة الحسنة
    نورة سليمان عبدالله
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / النصائح والمواعظ
علامة باركود

غمسة محو الذاكرة

غمسة محو الذاكرة
سالم محمد أحمد

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 24/3/2025 ميلادي - 24/9/1446 هجري

الزيارات: 450

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

غمسة محو الذاكرة


ما أقصر هذه الدنيا! وما أسرع زوالَها! تراها مترامية الأطراف، عامرةً باللذات، ثم لا تلبث أن تتلاشى كأنها لم تكن، كم من غنيٍّ مَلَكَ القصور، وأحاطت به المسرَّات، ثم لم يلبث أن صار خبرًا بعد عين! وكم من فقير ذاق من الشقاء ألوانًا، ثم أصبح في دار لا همَّ فيها ولا كدر! لو علم الناس حقيقة الدنيا، لَما اغتروا بنعيمها، ولا فزِعوا من مصائبها، فكل ذلك لا يعدو أن يكون ظلًّا زائلًا أمام لحظة واحدة في الدار الآخرة، غمسة واحدة في الجنة أو في النار كفيلة بأن تمحو ذاكرة الحياة بأكملها، فهل تأملت أيُّ الغمستَين ستكون نصيبك؟

 

أما الحديث الذي أشار إلى تلك المعاني؛ فهو قوله صلى الله عليه وسلم: ((يُؤتَى بأنعم أهل الدنيا من أهل النار يوم القيامة، فيُصبغ في النار صَبغةً، ثم يُقال: يا بن آدم، هل رأيت خيرًا قط؟ هل مر بك نعيم قط؟ فيقول: لا والله يا رب، ويُؤتى بأشد الناس بؤسًا في الدنيا من أهل الجنة، فيُصبغ صَبغةً في الجنة، فيُقال له: يا بن آدم، هل رأيت بؤسًا قط؟ هل مر بك شدة قط؟ فيقول: لا والله يا رب، ما مر بي بؤس قط، ولا رأيت شدةً قط))؛ [رواه مسلم]، فدعونا نتفيَّأ ظلال هذا الخبر النبوي.

 

إن بعض الناس ينظر إلى الحياة بعين ضيقة، تقيس الأقدار بموازينَ عاجزة، فلا يرى إلا وجهًا واحدًا للأيام؛ فإن أصابته نعمة، طار بها فرحًا وظن أنها دائمة، وإن مسَّته نقمة، غرق في يأسه ورأى الدنيا قد ضاقت عليه بما رحبت، ولو أنه أبصر ببصيرة الإيمان، لعلِم أن هذه الدنيا ظل زائل، وأن العِبرة ليست باللحظة التي يعيشها، ولكن بالمآل الذي يصير إليه.

 

وهذا الحديث النبوي العجيب ينسف كل الأوهام التي علِقت بأذهاننا عن النعيم والبؤس؛ يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم عن رجلٍ عاش في الدنيا، في بُحْبُوحة من العيش، لم ترَ عيناه مكروهًا، ولم يذُق قلبه ألمًا، كان سيدًا في قومه، تنحني له الرقاب، وتُفرش له الطرق بالورود، وتُفتح له الأبواب قبل أن يطرُقها، ثم جاء يوم القيامة، فإذا به من أهل النار، فيُغمس فيها غمسة، غمسة واحدة، لا أيام ولا شهور، مجرد لحظة، ثم يُسأل: هل رأيت خيرًا قط؟ فيجيب، وهو الذي ملك الدنيا ما ملك، بلسان ذليل وقلب مرتجف: لا والله يا رب!

 

أي عجب هذا؟ أين القصور والمراكب؟ أين الأهل والأحباب؟ أين الضحكات الصاخبة، والموائد المُترفة، والليالي العامرة؟ لقد ذهبت كلها أدراجَ الرياح، ومحا ألم لحظة في النار ذكرى عمرٍ من النعيم، لم يعُد يذكر شيئًا، والنعيم الذي كان فيه لم يكن شيئًا مذكورًا.

 

وفي الجهة الأخرى، رجل قضى عمره في البؤس والشقاء، لم يذُق في حياته إلا مرارةَ الفقر، وقسوة الدهر، كان جسده نهبًا للأوجاع، ووجهه مرآةً للآلام، قلَّ أن يعرف الفرح طريقًا إلى قلبه، حتى أتاه الموت وهو في شقاء دنيوي، لكنه كان من أهل الجنة، فلما جاء يوم القيامة، غُمس غمسةً واحدة في الجنة، مجرد لحظة، ثم سُئل: هل رأيت بؤسًا قط؟ فيقول، وهو الذي أفنى حياته في الألم: لا والله يا رب، ما مر بي بؤس قط، ولا رأيت شدة قط!

 

سبحان الله! غمسة واحدة في الجنة أنْسَتْهُ كل ما كان، أين الجوع؟ أين البرد؟ أين الظلم؟ أين الأمراض التي كانت تنهش بدنه، وتُطير نومه؟ أين الأحزان التي كانت تسحق قلبه؟ تبخَّرت كلها في لحظة، كأنها لم تكن!

 

هكذا يدرك العاقل أن الدنيا ظل سريع الزوال، لا عِبرة فيها لضحكة أو دمعة، فكلها سراب، لو أننا نظرنا إلى الأمور بعين الآخرة، لَما جزِعنا على فوات النعيم، ولا شكَونا من شدة المصائب، فلو أن لحظة في النار تُنسي الإنسان كل نعيم الدنيا، فكيف بمن كُتب عليه الخلود فيها؟ ولو أن لحظة في الجنة تمحو كل آلام الحياة، فكيف بمن وعده الله بالنعيم المقيم؟

 

ما أحوجنا إلى أن نزِنَ الدنيا بميزانها الصحيح، فلا نغتر بنعيمها، ولا نحزن على مصائبها، بل نجعل همَّنا في الذي يبقى، لا في الذي يفنى، اللهم اجعلنا من أهل الغمسة في الجنة، ولا تجعلنا من أهل الغمسة في النار.

 

وهنا بعض العِبر من هذا الحديث العظيم:

• الدنيا ظل زائل: فالنعيم فيها لا يدوم، والبؤس فيها لا يستمر، والعبرة ليست بلحظة عابرة، وإنما بالمآل الذي يُفضي إليه العبد.

 

• الآخرة هي المقياس الحق: فليست الدنيا ميزان السعادة أو الشقاء، وإنما الغمسة في الجنة أو النار هي التي تكشف الحقيقة كاملة.

 

• نعيم الدنيا لا يُغني عن عذاب الآخرة: فلو أنَّ أرفعَ الناس نعيمًا في الدنيا دخل النار، نُسيت كل أيام سروره في لحظة.

 

• بؤس الدنيا يزول أمام نعيم الآخرة: فمن صبر على الشدة، واحتسب البلاء، كان جزاؤه أن يغرق في النعيم، حتى ينسى كل ما مر به.

 

• الدنيا ليست دارَ قرار: فما هي إلا ممرٌّ، والعاقل لا يبني آماله على ممر لا يلبث أن يُطوى.

 

• الله أعدل العادلين: فالغنيُّ الكافر لا يخلُد في نعيمه، والفقير الصابر لا يُترك في بؤسه، بل لكلٍّ حساب وجزاء.

 

• القلب ينسى كل شيء أمام الحقيقة الكبرى: فلا يذكر النعيم أمام العذاب، ولا يُحس بالبؤس أمام الجنة، فكيف بمن كتب عليه الخلود في أحدهما؟

 

• العِبرة بالخاتمة: فليس من عاش في رخاء سعيدًا، وليس من عاش في بلاء شقيًّا، بل المعيار هو أين يكون المرء يوم القيامة.

 

• الصبر مِفتاح النعيم الأبدي: فكل شدة يعقُبها الفرَج، لكن أعظم الفرج أن يُغمس العبد في الجنة، فلا يعود يذكر أوجاعه.

 

• ما عند الله خير وأبقى: فمن جعل الآخرة نُصبَ عينيه، هان عليه ما يلقى في الدنيا، وعاش قريرَ العين، مطمئنَّ القلب.

 

يا بن آدم، لا تغترَّ بدنياك، فإنها والله كسراب بقيعة، يحسبه الظمآن ماءً حتى إذا جاءه لم يجده شيئًا، أمَا رأيت الملوك كيف كانوا؟ أمَا سمعت عن أهل الغنى والسلطان كيف سكنوا القصور، وتقلبوا في الملذات، ثم لم تلبث الأيام أن طَوَتْ صفحاتهم، فصاروا في باطن الأرض بعد أن كانوا أعزة على ظهرها؟ أما رأيت المساكين الذين انحنت ظهورهم من البلاء، وذرفت عيونهم من الفقر، ثم جاء يوم الحساب فإذا هم في أعالي الجنان، ينسَون بغمسة واحدة كل ما كابدوه في الدنيا؟ فبأي قلب تعيش، وأنت لا تدري أين تكون الغمسة؟ أتغتر بلذائذَ تفنى، وغفلاتٍ تُوردك الهلاك؟ أما تخشى أن تكون ممن يُسأل يوم القيامة: ((هل رأيت خيرًا قط؟)) فلا تجد في ذاكرتك أثرًا لكل نعيمك الماضي؟ أمَا ترجو أن تكون من الذين يُسألون: ((هل رأيت بؤسًا قط؟)) فلا يبقى في قلبك ذكرى لكل شدة وألم مر بك؟ يا غافلًا عن مصيره، يا متعلقًا بزخرف فانٍ، إن أمامك يومًا يجعل الملوك أذلَّاءَ، ويرفع الفقراء إلى المقام العظيم، فاصبر على البلاء، واشكر في النعماء، وازهد في دنياك، فإنها ساعة، ثم تنقضي، ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام.

 

يا بن آدم، إنما هي غمسة، ثم تنكشف لك الحقيقة الكبرى، فإما نعيمٌ ينسيك كل شقاء، وإما عذاب يمحو من قلبك ذكرى كل لذة، فهل تأملت إلى أين تسير؟ هل أعددت ليوم تُغمس فيه غمسة واحدة، فتزول دنياك كلها، وتبقى وحدك أمام مصيرك الأبدي؟ إن الدنيا مهما طالت فهي إلى زوال، وإن الآخرة مهما غابت فهي إلى مجيء، فلا تغتر بسراب لا يلبث أن يتبدد، ولا تأسَ على ألم سرعان ما يزول، ولكن أعدَّ لكل غمسة جوابًا، واجعل همك في الذي يبقى لا في الذي يفنى، اللهم اجعل لنا غمسة في الجنة تنسينا تعب الحياة، ولا تجعل لنا غمسة في النار تنسينا كل نعيم مر بنا، فأنت خير الراحمين، وأنت أكرم الأكرمين.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • الصوم غنيمة
  • القدوات وعمق التأثير
  • أكثر من سبعين تغريدة حول تدبر القرآن
  • حتى لا تغرق السفينة
  • فانظروا عمن تأخذون دينكم
  • فتاة مسيحية اعتنقت الإسلام (قصة مترجمة)

مختارات من الشبكة

  • في الذاكرة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • صفحات من الذاكرة(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • نضال الذاكرة(مقالة - حضارة الكلمة)
  • الذاكرة الشعبية لعبد الرحمن بن عبد الله الشقير(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • الذاكرة التناصية لقصيدة ترنيمة الشوق لأسامة الرياني(كتاب - حضارة الكلمة)
  • أصوات في الذاكرة(مقالة - حضارة الكلمة)
  • حفريات من الذاكرة: نظرية السبابة والوسطى(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • حفريات من الذاكرة: في رحاب الخزانة(مقالة - حضارة الكلمة)
  • اختبار دقيق لتشخيص فقدان الذاكرة(مقالة - المترجمات)
  • هل أعاني من اضطراب الذاكرة المكانية؟(استشارة - الاستشارات)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الذكاء الاصطناعي تحت مجهر الدين والأخلاق في كلية العلوم الإسلامية بالبوسنة
  • مسابقة للأذان في منطقة أوليانوفسك بمشاركة شباب المسلمين
  • مركز إسلامي شامل على مشارف التنفيذ في بيتسفيلد بعد سنوات من التخطيط
  • مئات الزوار يشاركون في يوم المسجد المفتوح في نابرفيل
  • مشروع إسلامي ضخم بمقاطعة دوفين يقترب من الموافقة الرسمية
  • ختام ناجح للمسابقة الإسلامية السنوية للطلاب في ألبانيا
  • ندوة تثقيفية في مدينة تيرانا تجهز الحجاج لأداء مناسك الحج
  • مسجد كندي يقترب من نيل الاعتراف به موقعا تراثيا في أوتاوا

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 1/12/1446هـ - الساعة: 22:18
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب