• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    المرأة في القرآن (1)
    قاسم عاشور
  •  
    ملخص من شرح كتاب الحج (11)
    يحيى بن إبراهيم الشيخي
  •  
    الإنصاف من صفات الكرام ذوي الذمم والهمم
    د. ضياء الدين عبدالله الصالح
  •  
    الأسوة الحسنة
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    أحكام المغالبات
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    تفسير: (ذلك جزيناهم بما كفروا وهل نجازي إلا ...
    تفسير القرآن الكريم
  •  
    تخريج حديث: الاستطابة
    الشيخ محمد طه شعبان
  •  
    ثمرات الإيمان بالقدر
    تركي بن إبراهيم الخنيزان
  •  
    العشر وصلت... مستعد للتغيير؟
    محمد أبو عطية
  •  
    قصة موسى وملك الموت (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (الشاكر، ...
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
  •  
    وقفات مع القدوم إلى الله (12)
    د. عبدالسلام حمود غالب
  •  
    تلك الوسائل!
    التجاني صلاح عبدالله المبارك
  •  
    حقوق المسنين (2)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    تعوذوا بالله من أربع (خطبة)
    عبدالله بن عبده نعمان العواضي
  •  
    حكم المبيت بالمخيمات بعد طواف الوداع
    د. محمد بن علي اليحيى
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / الحديث وعلومه
علامة باركود

سلسلة تذكير الأمة بشرح حديث: «كل أمتي يدخلون الجنة» الجزء السابع

سلسلة تذكير الأمة بشرح حديث: «كل أمتي يدخلون الجنة» الجزء السابع
الشيخ حسن حفني

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 20/2/2025 ميلادي - 21/8/1446 هجري

الزيارات: 792

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

سلسلة تذكير الأمة بشرح حديث «كل أمتي يدخلون الجنة»

الجزء السابع

وقفة مع حديث: «كُلُّ أُمَّتِي يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ... »


الحمد لله وكفى، والصلاة والسلام على أشرف عباده الذين اصطفى، سيدنا ونبينا محمد، سيد المرسلين وعلى آله وأصحابه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين،.

 

وبعد:

أيها الأحبة في الله، نستكمل شرح حديث «كُلُّ أُمَّتِي يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ... »؛ الحديث.

 

حقيقة لا يمكن إغفالها

أيها الأحباب، عرفنا أن هذا الحديث الذي بين أيدينا، هو والله أثر من آثار شفقة النبي صلى الله عليه وسلم بأمته، وبيان لرحمته ورأفته بهم، ومثال واضح لكمال نصحه للأمة.

 

صدق الله إذا يقول: ﴿لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَاعَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ﴾ [التوبة: 128]؛ فلذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم أوْلَى بنا من أنفسنا.

 

نعود إلى بقية الحديث

وحتى لا يتشعَّب بنا الحديث نرجع إلى ما نحن بصدده؛ وهو شرح الحديث:

قال الصحابة في الحديث: يَا رَسُولَ الله، وَمَنْ يَأْبَى؟ قَالَ: «مَنْ أَطَاعَنِي دَخَلَ الْجَنَّةَ، وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ أَبَى».

 

هذا الجزء من حديث نبينا وحبيبنا عليه الصلاة والسلام مقرر في كتاب الله في مواضع كثيرة أذكر بعضها فقط فانتبهوا.

 

من أطاعني دخل الجنة

أما قوله عليه الصلاة والسلام: «مَنْ أَطَاعَنِي دَخَلَ الْجَنَّةَ»، هناك آيات من القرآن تزيده وضوحًا وتأكيدًا؛ بل ومن السنة كذلك، وإليك البيان: قال تعالى: ﴿تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ [النساء: 13]، وقال تعالى: ﴿وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا﴾ [النساء: 69]، وقال تعالى: ﴿وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾ [الأحزاب: 71].

 

طاعة الرسول رحمة

قال تعالى: ﴿وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾ [آل عمران: 132].

 

طاعة الرسول هدى

قال تعالى: ﴿وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ﴾ [الأعراف: 158].

 

طاعة الرسول من طاعة الله

قال تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ﴾ [النساء: 64]، وقال تعالى: ﴿مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا﴾ [النساء: 80]، وقال عليه الصلاة والسلام: «من أطاعني فقد أطاع الله، ومن عصاني فقد عصى الله» [1].

 

طاعة الرسول وصف دائم للمؤمنين

قال تعالى: ﴿إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ [النور: 51].

 

«إنما» أسلوب حصر وقصر، فجعل قول المؤمنين الدائم، والوصف الثابت هو: السمع والطاعة في النشاط والكسل، والعسر واليسر، وفي الغنى والفقر، وفي الضيق والشدة وفي السعة.

 

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: طَاعَةُ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هِيَ الِانْقِيَادُ لِسُنَّتِهِ بِتَرْكِ الْكَيْفِيَّةِ وَالْكَمِّيَّةِ فِيهَا مَعَ رَفْضِ قَوْلِ كُلِّ مَنْ قَالَ شَيْئًا فِي دِينِ الله جَلَّ وَعَلَا بِخِلَافِ سُنَّتِهِ دُونَ الِاحْتِيَالِ فِي دفع السنن بالتأويلات المضمحلَّة والمخترعات الداحضة.

 

الصحابة فهموا ما لهم وما عليهم

أيها الأحِبَّة في الله، لمَّا فهم الصحابة هذه القضية «مَنْ أَطَاعَنِي دَخَلَ الْجَنَّةَ».

 

وما ذكرناه في شرحها، حوَّلوا هذا إلى واقع عملي في حياتهم بالسمع والطاعة، والتطبيق والتنفيذ، حتى وصل بهم الأمر إلى ما يُحيِّر العقول! فاسمع يا رعاك الله لهذه الأمثلة:

فهذا ابن مسعود رضي الله عنه لَمَّا اسْتَوَى رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم يَوْمَ الْجُمُعَةِ، قَالَ: «اجْلِسُوا». فَسَمِعَ ذَلِكَ ابْنُ مَسْعُودٍ فَجَلَسَ عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ، فَرَآهُ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ «تَعَالَ يَا عَبْدَالله بْنَ مَسْعُودٍ»[2].

 

يا ألله! ألهذا الحد وصل السمع والطاعة بأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أن يسمع وهو على باب المسجد «اجلسوا» فيجلس ولا يكمل سيره ليدخل المسجد؟! حقًّا كما قال تعالى: ﴿رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ﴾ [المائدة: 119].

 

وليس ابن مسعود بدعًا من الصحابة؛ بل هذا صحابي آخر:

سَمِعَ عَبْدُاللهِ بْنُ رَوَاحَةَ وَهُوَ بِالطَّرِيقِ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَهُوَ يَقُولُ: «اجْلِسُوا»، فَجَلَسَ فِي الطَّرِيقِ، فَمَرَّ بِهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: «مَا شَأْنُكَ؟»، فَقَالَ: سَمِعْتُكَ تَقُولُ: «اجْلِسُوا» فَجَلَسْتُ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «زَادَكَ اللهُ طَاعَةً» [3].

 

وفي لفظ: «أَنْ عَبْدَ الله بْنَ رَوَاحَةَ، أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، ذَاتَ يَوْمٍ وَهَوَ يَخْطُبُ، فَسَمِعَهُ وَهُوَ يَقُولُ: «اجْلِسُوا»، فَجَلَسَ مَكَانَهُ خَارِجًا مِنَ الْمَسْجِدِ حَتَّى فَرَغَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِنْ خُطْبَتِهِ، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ لَهُ: زَادَكَ اللهُ حِرْصًا عَلَى طَوَاعِيَةِ الله وَطَوَاعِيَةِ رَسُولِهِ» [4].

 

أيها المسلمون، انظروا، إن الصحابة وصل بهم الأمر إلى أن يجلسوا في الطريق لمّا سمعوا الرسول يقول اجلسوا، فجلسوا! أي طاعة هذه؟! أسأل الله أن يجمعنا بهم في الجنة مع رسول الله، هذا والله هو الحب الصادق.

 

وهذا مثال آخر

عَنْ عَبْدِاللهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ كَعْبَ بْنَ مَالِكٍ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ تَقَاضَى ابْنَ أَبِي حَدْرَدٍ دَيْنًا لَهُ عَلَيْهِ، في عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم في الْمَسْجِدِ، فَارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُهُمَا حَتَّى سَمِعَهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ في بَيْتِهِ، فَخَرَجَ إِلَيْهِمَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى كَشَفَ سِجْفَ حُجْرَتِهِ وَنَادَى: «يَا كَعْب بْنَ مَالِكٍ، يَا كَعْبُ»، قَالَ: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ، فَأَشَارَ بِيَدِهِ أَنْ ضَعِ الشَّطْرَ مِنْ دَيْنِكَ- أي خذ منه نصف حقك فقط- قَالَ كَعْبٌ: قَدْ فَعَلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم- أي: لابن أبي حدرد-: «قُمْ فَاقْضِهِ [5]»- أي: أعطه المال-.

 

معنى سِجْفَ: ستر.

قال ابن حجر في فتح الباري: قول كعب: «قد فعلت» فيه مبالغة في امتثال الأمر.

 

إن هذه والله لطاعة عجيبة! أن يتنازل الإنسان عن حقه في المال طاعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، إنهم حقًّا كانوا يحبون رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر من أهليهم وأولادهم وآبائهم وأموالهم وأنفسهم.

 

بل وفي حديث المسور بن مخرمة في صحيح البخاري: لمَّا خَرَجَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم زَمَنَ الْحُدَيْبِيَةِ في بِضْعِ عَشْرَةَ مِائَةً مِنْ أَصْحَابِهِ- وفيه -: «... ثُمَّ إِنَّ عُرْوَة بْن مَسْعُودٍ الثَّقَفي جَعَلَ يَرْمُقُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بِعَيْنِهِ. قَالَ: فَوَاللهِ، مَا تَنَخَّمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم نُخَامَةً إِلَّا وَقَعَتْ في كَفِّ رَجُلٍ مِنْهُمْ، فَدَلَكَ بِهَا وَجْهَهُ وَجِلْدَهُ، وَإِذَا أَمَرَهُمُ ابْتَدَرُوا أَمْرَهُ، وَإِذَا تَوَضَّأَ كَادُوا يَقْتَتِلُونَ عَلَى وَضُوئِهِ، وَإِذَا تَكَلَّمُوا خَفَضُوا أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَهُ، وَمَا يُحِدُّونَ إِلَيْهِ النَّظَرَ تَعْظِيمًا لَهُ، فَرَجَعَ إِلَى أَصْحَابِهِ، فَقَالَ: أَي قَوْمِ، وَالله لَقَدْ وَفَدْتُ عَلَى الْمُلُوكِ وَوَفَدْتُ عَلَى قَيْصَرَ وَكِسْرَى وَالنَّجَاشِىِّ، والله إِنْ رَأَيْتُ مَلِكًا قَطُّ يُعَظِّمُهُ أَصْحَابُهُ مَا يُعَظِّمُ أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ مُحَمَّدًا، وَاللهِ إِنْ يَتَنَخَّمْ نُخَامَةً إِلَّا وَقَعَتْ في كَفِّ رَجُلٍ مِنْهُمْ، فَدَلَكَ بِهَا وَجْهَهُ وَجِلْدَهُ، وَإِذَا أَمَرَهُمُ ابْتَدَرُوا أَمْرَهُ، وَإِذَا تَوَضَّأَ كَادُوا يَقْتَتِلُونَ عَلَى وَضُوئِهِ، وَإِذَا تَكَلَّمُوا خَفَضُوا أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَهُ، وَمَا يُحِدُّونَ إِلَيْهِ النَّظَرَ، تَعْظِيمًا لَهُ، وَإِنَّهُ قَدْ عَرَضَ عَلَيْكُمْ خُطَّةَ رُشْدٍ فَاقْبَلُوهَا...»[6].

 

وهذا مثال آخر

عَنْ أَبِي سَعِيدِ بْنِ الْمُعَلَّى قَالَ: كُنْتُ أُصَلِّي في الْمَسْجِدِ فَدَعَانِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَلَمْ أُجِبْهُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ الله، إِنِّي كُنْتُ أُصَلِّي، فَقَالَ: «أَلَمْ يَقُلِ اللهُ: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ﴾ [الأنفال: 24]»، ثُمَّ قَالَ لِي: لأُعَلِّمَنَّكَ سُورَةً هي أَعْظَمُ السُّوَرِ في الْقُرْآنِ قَبْلَ أَنْ تَخْرُجَ مِنَ الْمَسْجِدِ»، ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِي، فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ قُلْتُ لَهُ: أَلَمْ تَقُلْ: «لأُعَلِّمَنَّكَ سُورَةً هي أَعْظَمُ سُورَةٍ في الْقُرْآنِ»، قَالَ: «﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ [الفاتحة: 2] هي السَّبْعُ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنُ الْعَظِيمُ الذي أُوتِيتُهُ» [7].

 

مثال عجيب... عجيب!

وهذا مثال آخر وليس بالأخير، فالصحابة ضربوا لنا أروع الأمثلة في تطبيق ما فهموه من القرآن والسنة من طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، «عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: صَلَّى بِنَا رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم ذَاتَ يَوْمٍ، فَلَمَّا كَانَ في بَعْضِ صَلاتِهِ خَلَعَ نَعْلَيْهِ فَوضَعَهُمَا عَنْ يَسَارِهِ، فَلَمَّا رَأَى النَّاسُ ذَلِكَ خَلَعُوا نِعَالَهُمْ، فَلَمَّا قَضَى صَلاتَهُ، قَالَ: «مَا بَالُكُمْ أَلْقَيْتُمْ نِعَالَكُمْ. قَالُوا: رَأَيْنَاكَ أَلْقَيْتَ نَعْلَيْكَ فَأَلْقَيْنَا نِعَالَنَا، فَقَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ جِبْرِيلَ أَتَانِي فَأَخْبَرَنِي أَنَّ فِيهِمَا قَذَرًا- أَوْ قَالَ أَذًى- فَأَلْقَيْتُهُمَا، فَإِذَا جَاءَ أَحَدُكُمْ إِلَى الْمَسْجِدِ فَلْيَنْظُرْ في نَعْلَيْهِ، فَإِنْ رَأَى فِيهِمَا قَذَرًا- أَوْ قَالَ أَذًى - فَلْيَمْسَحْهُمَا وَلْيُصَلِّ فِيهِمَا» [8].

 

إلى هذا الحد وصل الأمر بالصحابة في اتِّباع النبي صلى الله عليه وسلم وإن لم يعرفوا لماذا فعل هذه الفعلة، ولم يسألوه بعد الصلاة لماذا خلعت؛ بل هو الذي سألهم: لماذا خلعتم نعالكم؟ فتكون الإجابة السريعة العجيبة التي تشعُّ حبًّا واتِّباعًا واقتداءً وتأسيًا بهذا النبي صلى الله عليه وسلم: «رَأَيْنَاكَ أَلْقَيْتَ نَعْلَيْكَ فَأَلْقَيْنَا نِعَالَنَا».

 

رضي الله عنهم جميعًا وأرضاهم رغم أنف الشيعة الروافض الحاقدين، فاللهم احشرنا مع نبيِّنا وأصحابه الكرام الأطهار الطيبين.

 

أيها الأحباب الكرام، للحديث بقية إن شاء الله تعالى، هذا والله أعلى وأعلم.

 

وصلِّ اللهم وسلم على نبينا وحبيبنا وخليلنا وإمامنا وقائدنا وقدوتنا وقرة عيوننا سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه وأزواجه وسلِّم تسليمًا مباركًا إلى يوم الدين.



[1] رواه البخاري (7137)، ومسلم (1835)، وغيرهما عن أبي هريرة.

[2] انظر: أبا داود، عليها تعليقات الألباني رقم (1091)، وصحيح جامع بيان العلم وفضلة لأبي الأشبال الزهيري (ص324 )، وتاريخ دمشق لابن عساكر، والسنن الكبرى للبيهقي (5749)، (5822)، ومصنف عبدالرزاق، ومصنف ابن أبي شيبة، وابن خزيمة، والحاكم في المستدرك (1056)، والتحقيق في مسائل الخلاف لابن الجوزي (806)، وجامع الأصول في أحاديث الرسول (4003)، والرابع من علل الدارقطني، وذم الكلام لعبدالله الأنصاري، وسبعة مجالس أملاها أبو طاهر السلفي ( 27)، والثالث عشر من فوائد المقرئ لابن المقرئ، والخامس والعشرين من فوائد أبي عبدالله بن مروان، وبغية الحارث عن زوائد مسند الحارث، والرابع من الفوائد المنتقاة لابن أبي الفوارس.

[3] انظر: «صحيح جامع بيان العلم وفضله» لأبي الأشبال الزهيري (ص324)، ومصنف عبدالرزاق [5367]، وغيرهما.

[4] دلائل النبوَّة للبيهقي (6/ 257)، وأسد الغابة لابن الأثير في ترجمة عبدالله بن رواحة (3/ 219)، وسير أعلام النبلاء في ترجمة عبدالله بن رواحة (3/ 146)، والبداية والنهاية لابن كثير (4/ 289)، والسيرة النبوية لابن كثير، وتاريخ دمشق لابن عساكر في ترجمة ابن رواحة، وفي الإصابة لابن حجر في ترجمة ابن رواحة، وقال: أخرج البيهقي بسند صحيح من طريق ثابت عن أبي ليلة، كان النبي صلى الله عليه وسلم يخطب ... وذكره، ثم قال وأخرجه من وجه آخر إلى هشام ابن عروة عن أبيه عن عائشة، والمرسل أصحُّ سندًا؛ ا هـ.

[5] البخاري (471، 2418، 2424، 2607، 2710)، (457)، مسلم (1558).

[6] البخاري (2731ـ2732) وغيره.

[7] البخاري (4474)، (4647)، (5006)، وغيره.

[8] رواه أبو داود (650) وغيره، وصححه الألباني، وانظر: إرواء الغليل (284).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • سلسلة تذكير الأمة بشرح حديث: "كل أمتي يدخلون الجنة" الجزء الأول
  • سلسلة تذكير الأمة بشرح حديث: "كل أمتي يدخلون الجنة" الجزء الثاني
  • سلسلة تذكير الأمة بشرح حديث: "كل أمتي يدخلون الجنة" الجزء الثالث
  • سلسلة تذكير الأمة بشرح حديث: "كل أمتي يدخلون الجنة" الجزء الرابع
  • سلسلة تذكير الأمة بشرح حديث: "كل أمتي يدخلون الجنة" الجزء الخامس
  • سلسلة تذكير الأمة بشرح حديث: "كل أمتي يدخلون الجنة" الجزء السادس

مختارات من الشبكة

  • سلسلة شرح الأربعين النووية: الحديث (18) «إن الله كتب الإحسان على كل شيء» (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من سلسلة أحاديث رمضان حديث: فإذا ذهبت أصحابي أتى أمتي ما يوعدون(مقالة - ملفات خاصة)
  • سلسلة شرح الأربعين النووية: الحديث (2): حديث جبريل (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تذكير الآباء بشرح أحاديث حق الأبناء على الآباء (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • من سلسلة أحاديث رمضان حديث: أبو بكر في الجنة وعمر في الجنة...(مقالة - ملفات خاصة)
  • من سلسلة أحاديث رمضان حديث: لا يدخل النار أحد ممن بايع تحت الشجرة(مقالة - ملفات خاصة)
  • موجة الحر: تذكير وعبر (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • حديث: عجب الله من قوم يدخلون الجنة في السلاسل(مقالة - مكتبة الألوكة)
  • من سلسلة أحاديث رمضان حديث: حمزة سيد الشهداء عند الله يوم القيامة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من سلسلة أحاديث رمضان حديث: لا تفعل فوالله لئن كان نبيا فلاعنا(مقالة - ملفات خاصة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مسابقة للأذان في منطقة أوليانوفسك بمشاركة شباب المسلمين
  • مركز إسلامي شامل على مشارف التنفيذ في بيتسفيلد بعد سنوات من التخطيط
  • مئات الزوار يشاركون في يوم المسجد المفتوح في نابرفيل
  • مشروع إسلامي ضخم بمقاطعة دوفين يقترب من الموافقة الرسمية
  • ختام ناجح للمسابقة الإسلامية السنوية للطلاب في ألبانيا
  • ندوة تثقيفية في مدينة تيرانا تجهز الحجاج لأداء مناسك الحج
  • مسجد كندي يقترب من نيل الاعتراف به موقعا تراثيا في أوتاوا
  • دفعة جديدة من خريجي برامج الدراسات الإسلامية في أستراليا

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 29/11/1446هـ - الساعة: 21:31
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب