• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    تخريج حديث: الاستطابة
    الشيخ محمد طه شعبان
  •  
    العشر وصلت... مستعد للتغيير؟
    محمد أبو عطية
  •  
    قصة موسى وملك الموت (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (الشاكر، ...
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
  •  
    وقفات مع القدوم إلى الله (12)
    د. عبدالسلام حمود غالب
  •  
    تلك الوسائل!
    التجاني صلاح عبدالله المبارك
  •  
    حقوق المسنين (2)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    تعوذوا بالله من أربع (خطبة)
    عبدالله بن عبده نعمان العواضي
  •  
    حكم المبيت بالمخيمات بعد طواف الوداع
    د. محمد بن علي اليحيى
  •  
    الخواطر والأفكار والخيالات وآثارها في القلب
    عبدالعزيز أبو يوسف
  •  
    طائر طار فحدثنا... بين فوضى التلقي وأصول طلب
    محفوظ أحمد السلهتي
  •  
    محبة القرآن من علامات الإيمان
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    ملخص من شرح كتاب الحج (10)
    يحيى بن إبراهيم الشيخي
  •  
    نبذة عن روايات ورواة صحيح البخاري
    د. هيثم بن عبدالمنعم بن الغريب صقر
  •  
    المهاجرون والأنصار رضي الله عنهم والذين جاؤوا من ...
    أ. د. عبدالله بن ضيف الله الرحيلي
  •  
    الحج المبرور
    نورة سليمان عبدالله
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / الأسرة والمجتمع / المرأة
علامة باركود

التحذير من فتنة الاختلاط

الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 1/1/2008 ميلادي - 22/12/1428 هجري

الزيارات: 36051

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

التحذير من فتنة الاختلاط

 

ملخص الخطبة:

1- عناية الإسلام بتأسيس المجتمع المسلم العفيف.

2- أحكام الإسلام صالحة لكل زمان ومكان.

3- دعوة أذناب الغرب إلى الاختلاط.

4- تحذير الإسلام من الاختلاط والتبرج.

5- مفاسد الاختلاط.

6- العفاف في مجتمع الصحابة.

7- العزة بدين الله.

 

الخطبة الأولى

أمّا بعد: فيأيّها الناس، اتقوا الله تعالى حقَّ التقوى.

عبادَ الله، في كتابِ ربِّنا وسنّةِ نبيِّنا صلى الله عليه وسلم دعوةُ المجتمعِ المسلِم إلى الأخلاقِ الفاضلة والقِيَم الكريمة، وإنَّ المجتمعَ المسلمَ عندما يقوم على أسُسٍ مِنَ الأخلاق والفَضائِلِ يكون ذلكَ المجتمعُ مجتمعًا سَعيدًا، ومجتَمعًا محافِظًا على أخلاقِ دينِهِ وقيَمِه، وإنَّ المؤمن حقًّا ليعتقِد كمالَ هذا الدين، وأنَّ محمّدًا صلى الله عليه وسلم بُعِثَ بالهدَى ودينِ الحقّ، أكمَلَ اللهُ به الدينَ، وأتمَّ به النعمةَ، ورضِيَ به لنا دينًا، وإنَّ المؤمنَ ليعتقِد حقًّا كمالَ هذه الشريعةِ، وأنَّ هذه الشريعةَ، التي عاش بها النبيّ مع أصحابه، وعاش بها الصحابةُ مع نبيِّهم - هي الشريعة الصالحةُ لكلِّ القرون، لكلِّ الأجيالِ منذ بعَثَ الله عبده ورسولَه محمّدًا صلى الله عليه وسلم إلى أن يرِثَ الله الأرض ومَن عليها وهو خيرُ الوارثين، ولن يصلِحَ آخرَ هذه الأمة إلاّ ما أصلَحَ أوَّلَها، وإنَّ المؤمنَ ليقبَل أوامرَ الله التي جاءَ بها الكتاب والسنّةُ فيمتَثِلها، ويقبَل النواهيَ التي نُهِيَ عنها فيجتنبها، ويَدين لله بتحريمِ المحرَّمات والتِزام الواجباتِ، هكذا المؤمِن حقًّا. 

أيّها المسلم، أيّها المؤمن، إنَّ اختِلاطَ الجنسين الرّجال والنّساء في ميادينِ الحياةِ المختلِفة، سواء كانت منها المؤسَّساتُ الماليّة أو العلميّة أو اختلاف ميادينِ العمل المختَلِفة، إنَّ اختلاط الجنسين بعضهما مع بَعض منكرٌ جاءَت شريعتُنا بتحريمه، وبلاءٌ جاءت شريعتُنا بالتحذير منه، ومصابٌ أصاب الأمّةَ المحمديّة فصار بابًا واسِعًا لهدمِ القِيَم والأخلاق والفضائل. إنَّ اختلاطَ الجنسَين - الرجال والنساء - على رأسِ الأولَويَّات التي يدعو لها دعاةُ التغريبِ مِنَ المنافقين من هذهِ الأمّة المسلمة؛ لأنَّ هذه الدّعوة إلى الاختلاط دعوةٌ لسلخِ الأمة من دينها وأخلاقِها وبُعدِها عن مبادئ دينها. إنَّ الأمّةَ يجب أن تعتقدَ أنَّ العزّةَ الحقيقيّة إنما هي باتِّباع هذا الدّين، ليس عيبًا على الأمّة أن تتمسَّكَ بدينها، ليس عيبًا عليها أن تحافِظَ على أخلاقِها، ليس عيبًا عليها أن تجعَلَ مجتَمَعَها مجتمعًا أخلاقيًّا كريمًا، ليس ذا عيبًا عليها؛ بل هذا مصدر عزِّها وكرامتها. إنَّ أولئك الذين يدعون إلى اختلاطِ الجنسَين، وتحطيم الحواجِزِ الفارقة بينهما كما يزعمون؛ إنها محادَّةٌ للهِ ورسوله، وسبَبٌ للذّلِّ في الدّنيا والآخرة، ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ فِي الأَذَلِّينَ ﴾ [المجادلة: 20]. 

أمّةَ الإسلام، دين الإسلام جاء ليقيمَ مجتمعًا طاهرًا نظيفًا، مجتمعًا طاهرًا عَفيفًا، لا يتأثَّر بالفواحِشِ، ولا يروج فيه سوقُ الخَنَا، ولا يُعَطَّل فيه الأمرُ بالمعروف والنهيُ عن المنكر، جاء ليقيمَ المجتمع المسلمَ على أُسُس من القِيَم والأخلاق والفضائل، دعا إلى الحياءِ، وجعل الحياءَ من أخلاق المؤمنين، الحياءُ شعبةٌ من شُعَب الإيمان، والحياءُ مطلوبٌ من الجميع وإن كان في جانِب النساء أشدّ، فهذا الإسلام ينهى المرأة عن التبرّجِ والسفور: ﴿ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى ﴾ [الأحزاب: 33]، ينهاها عن أن تخضَعَ بالقول: ﴿ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ ﴾ [الأحزاب: 32]، يأمرها بغضِّ البصر وتحصينِ الفرج، وينهاها عن إبداء زينَتِها إلاّ ما ظهر منها، ولمن أباح الله له النّظرَ إليها كما بيَّن الله ذلك في كتابه العزيز. وهذه سنّةُ محمّد صلى الله عليه وسلم تدلّ على أمور، فمنها:

أولاً: أمرُ المؤمن بغضِّ البصر، يقول الله: ﴿ قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ ﴾ [النور: 30]، ويقول النبيّ لعليّ رضي الله عنه: ((لا تُتبِعِ النظرةَ النظرةَ، فإنّ لك الأولى، وليست لك الثانية))[1]، وها هو يمنَع المؤمنَ مِن أن يدخلَ على امرأةٍ ليست من محارِمِه، فينهى عن دخولِ الرّجل على من ليسَت مَحرَمًا له، ولما قيل له في الحمو قريبِ الزّوج قال: ((الحموُ الموت))[2]، وها هو ينهاهَا عن السّفَرِ بلا محرَمٍ؛[3] محافظةً على كرامَتِها وفضائلها.

 

أيّها المسلم، أيّها المؤمن، إنّ الدعوةَ لاختلاط الجنسَين هو بلاء ومصيبةٌ عظيمة، وهو فَتح لأبواب الشرِّ على مصرَاعَيه. وإنَّ الدعاةَ للاختلاط لو ناقشتَ بعضَهم لا يرضاه لابْنتِه، ولا لأخته، ولا لأمّه، ولكن يتفوَّه بهذه الكلماتِ البذيئةِ تقليدًا واتِّباعًا لغيره. إنّ أولئك يريدون أن يحوِّلوا المجتمعاتِ المسلمة إلى مجتمعات تابعةٍ لغيرِها لا تتقيَّد بخلقٍ ولا بفضيلة، ولكن تكون تابعةً لغيرها، ينفِّذ الأعداء فيها مُرادَهم، ويُملون عليهم ما يريدون أن يفعَلوه. إنَّ الله أعزَّ الأمةَ بالإسلام كما قال عمرُ رضي الله عنه: "نحن أمّة أعزَّنا الله بالإسلام، ومتى ابتَغَينا العزّةَ من غير الإسلام أذلَّنا الله"[4]. 

إنَّ الله جلّ وعلا حرَّم على المرأةِ المسلمة أن تخالطَ غيرَ محارِمِها؛ محافظةً على كرامَتِها. إنَّ الذين خلَطوا الجنسَين - المرأةَ بغيرها - يَشْكُون من ويلاتِ ذلك الاختلاطِ، وآثاره السيّئة القبيحة عليهم جميعًا. إنّ بها انتشَرَتِ المنكرات، وبها فشا الزّنا وكثُر اللّقطاء، وبها عمَّت الجرائِم وضعُف الإنتاج، وصار عليهم مِنَ البلاء ما الله به عليم. فما حرَّمَ الله ورسوله شيئًا إلاّ وضررُه واضح، ضرَرُه ظاهِر، ولا منفعةَ فيه مطلَقًا. إنَّ أولئك الزّاعِمين أنَّ الاختلاطَ لا يؤثِّر، وأنّ التربيَة تحمي الإنسانَ من الانزلاق، كلُّ هذه مكابَرات، وكلّ هذه مغالَطات. فالواجِب على المسلمين جميعًا تقوَى الله، وأن يعلَموا أنّ العزّةَ والرّفعة إنما هو باتباعِ شريعة الله، وأنَّ الذلَّ والهوان بالتّخلِّي عن مبادِئِ الإسلام وتعاليمِه. 

ليس عيبًا على الأمّةِ أن تحافظَ على شرفِها وكرامَتِها، ليس عيبًا عليها تمسُّكها بدينها، ليس عيبًا عليها ثباتُها على أخلاق إسلامِها، مهما قال الأعداء ومهما تفوّهوا، فهم لن يَرضَوا عنّا إلاّ بمفارقةِ هذا الدين والعياذ بالله، ﴿ وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ﴾ [البقرة: 120]، ﴿ وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً ﴾ [النساء: 89].

 

أمّةَ الإسلام، الدّعوةُ إلى الاختلاط دعوةُ إجرام، ودعوةُ نفاق، ودعوة ضَلالٍ، ودعوة بُعدٍ عن الهدى، لا تصدُرُ من قلبٍ فيه إيمان بالله واليومِ الآخر، فمَن في قلبه الإيمانُ الصّادق يعلم أن الدعوةَ إلى الاختلاط دعوةٌ ضالّة مضلَّة، ومَن سعى فيها أو حبّذها فليراجِع نفسَه، وليَتُبْ إلى الله من أخطائهِ، وليعلَم أنّه تفوَّه بأمرٍ أسخَطَ اللهَ جلّ وعلا عليه. فليتَّقِ المسلمون ربَّهم، وليحافظوا على قِيَمهم وفضائلهم. 

نبيُّنا صلى الله عليه وسلم يقول في الصّلاة: ((خيرُ صفوف الرجال أوّلُها، وشرُّها آخرها، وخيرُ صفوفِ النّساء آخرُها، وشرُّها أوّلها))[5] حثًّا للمرأةِ على البُعد عنِ الرجال. وكان النساءُ في عهدِ النبيّ يشهدن الصلوات، تقول عائشة: يشهَد نساءٌ مع النبيّ الصلاة، يرجِعنَ في غايةٍ مِنَ التحفُّظ، لا يعرِفُهنّ أحدٌ مِن حسنِ سِترهنّ وعفافِهن، متلفِّعاتٍ بمروطهِنّ، لا يُعرَفنَ من الغَلَس[6]. إنّه في عهد النبي صلى الله عليه وسلم كانت المجتمعاتُ مجتمعاتٍ نظيفةً ومجتمعاتٍ طيّبة، ومع هذا حُذِّروا من كلِّ وسيلة توقِع في الشرّ والفساد. 

فلنتَّق الله في أنفسنا، ولنحافِظ على ديننا. وعلى من ينادي بالاختلاط أو يدعو إليه أو يحبّذه أن يعلمَ أنه على طريقٍ خاطئ ومنهج سيّئ، فليتُب إلى الله، وليستغفِرِ الله ممّا زلَّ بهِ اللسان والقلَم، وليحاسِب نفسَه؛ فإنَّ الله سائلٌ كلَّ قائل عن قوله، ﴿ مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ﴾ [ق: 18].

 

إنَّ الله جلّ وعلا فاوتَ بين الرجال والنساء، ولكلٍّ خصوصيّاتُه وقُدُراته، فمتى خلطْنا الأوراقَ، ومتى حاولنا عبثًا أن نصيِّرَ الجنسين جنسًا واحدًا، ومتى تغاضَينَا عن النتائجِ السيِّئة؛ فإنَّ هذا دليل على سوءِ الفهم، وقلّةِ اليقين.

 

أسأل الله للجميع الثباتَ على الحقِّ والاستقامة عليه، وأن يرزقَنا جميعًا الفقهَ في دين الله والتمسّكَ بشريعته، والثباتَ على ذلك إلى أن نلقاه، إنه على كلِّ شيء قدير. 

بارَكَ الله لي ولَكم في القرآنِ العَظيم، ونفعني وإيّاكم بما فيه من الآياتِ والذّكر الحكيم، أقول قولي هذا، وأستغفِر الله العظيمَ الجليلَ لي ولكم ولسائِرِ المسلمين من كلّ ذَنب، فاستغفروه وتوبوا إلَيه، إنّه هو الغفور الرحيم. 

الخطبة الثانية

الحمد لله حمدًا كثيرًا طيّبًا مباركًا فيه كما يحبّ ربنا ويرضى، وأشهد أن لا إلهَ إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمّدًا عبده ورسوله، صلّى الله عليه وعلى آله وصحبه، وسلّم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين.

 

أمّا بعد: فيأيّها الناس، اتقوا الله تعالى حقَّ التّقوى. 

عباد الله، إنّ التمسّكَ بشريعة الإسلام سبَبٌ لعِزِّ الأمّة ورِفعتها، وسبب لرُعب أعدائها مِنها، فتمسُّك الأمّة بهذا الدين يجعل لها المكانةَ العالية والرفعةَ والسّؤدَد، ويلقي الله الرعبَ في قلوب أعدائها إن هِي تمسَّكَت بهذا الدين حقَّ التمسّك.

 

إنَّ ما أصاب العالمَ الإسلاميَّ من نقصٍ كان أوّله السماح للنّساء بالاختلاطِ في ميادينِ الأعمال، فهذا سبَبٌ عظيم فتح أبوابَ الشرِّ على مصراعَيه، ولذا يقول النبيّ: ((ما تركتُ [في] أمتي فتنةً هي أضرّ من فتنةِ [النساء على الرجال])) [7]، ويقول: ((اتَّقوا الدنيا واتقوا النساء؛ فإنّ هلاكَ بني إسرائيل كان في النساء)) [8]. 

هذه القضيّةُ هي التي فتحَت أبوابَ الشرِّ على مصراعَيه، وتداعت الشرورُ والمصائب على الأمّة لما استخفّوا بمحارمِ الله وتساهلوا في ذلك، وفُقِدت الغَيرة من القلوب على محارمِ الله، فعند ذلك وقَعَ المسلمون في شرورٍ عظيمة ومصائبَ وبلايا؛ نتيجةً لهذا التّساهُل، ونتيجةً لهذا التهاوُن، وطاعةً لمن ينادي: "إنّ المرأةَ شقيقة الرجل، دعوها والرجلَ يقفان صفًّا واحدًا، دعوها تعمل ويَعمل على جانبٍ واحد"، فلا حياءَ ولا سمتَ ولا مروءة، إنّه الشرّ بعَينه حينما يختلط الجنسان في الأماكن، تذهَب الغَيرة من القلوب، وتخفّ قيمةُ المحرَّمات في قلوبِ الناس، وتلك مصيبةٌ عُظمى، نسأل الله أن يعافيَ المسلمين من هذا الداءِ العضال، وأن يمنَّ عليهم بالاستقامةِ عَلى الهدَى. 

فالحقيقةُ أنَّ مصائبَ العالم الإسلاميّ سببُها بُعدُهم عن دينهم، ولهذا تسلَّط عليهم الأعداءُ من كلِّ جانب بأسباب بُعدهم عن دينهم، فإنَّ تمسُّكَ الأمة بدينها هو السّبَب في عزَّتها وقوّتها ورَهبةِ أعدائها منها، فنسأل الله أن يوفِّقَ المسلمين جميعًا للفِقه في دين الله، وأن يعيدَهم للطّريق المستقيم، وأن يرزقَنا جميعًا الثباتَ على الحقّ والاستقامة عليه، وأن يهديَ ضالَّ المسلمين ويثبِّتَ مطيعَهم ويحفَظ الجميع بالإسلام، إنّه على كلّ شيء قدير. 

واعلَموا رحمكم الله أنّ أحسنَ الحديث كتابُ الله، وخيرَ الهدي هدي محمّد صلى الله عليه وسلم، وشرّ الأمورِ محدثاتها، وكلّ بدعةٍ ضلالة، وعليكم بجماعةِ المسلمين، فإنّ يدَ الله على الجماعةِ، ومَن شذّ شذّ في النّار.

 

وصلّوا رحمكم الله على عبدِ الله ورسولِه محمّد صلى الله عليه وسلم كما أمركم بذلك ربّكم، قال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56].

 

اللَّهمَّ صلِّ وسلِّم وبارك على عبدِك ورسولك محمّد، وارضَ اللَّهمَّ عن خلَفائِهِ الرَّاشدين الأئِمَّة المهديِّين.

 


[1] أخرجه أحمد (5/353)، وأبو داود في النكاح (2149)، والترمذي في الأدب (2777) من حديث بريدة رضي الله عنه، وقال الترمذي: "هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه إلا من حديث شريك"، وصححه الحاكم (2788)، وحسنه الألباني في "غاية المرام" (183).

 

[2] أخرجه البخاري في كتاب النكاح (4831)، ومسلم في كتاب السلام (4037) عن عقبة بن عامر الجهني رضي الله عنه.

[3] كما في حديث ابن عباس - رضي الله عنهما - عند البخاري في كتاب الحج (1729)، ومسلم في كتاب الحج (2391).

[4] أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (7/10، 93)، وهناد في "الزهد" (817) بنحوه، وصححه الحاكم (207، 208)، وهو في "صحيح الترغيب" (2893).

[5] أخرجه مسلم في كتاب الصلاة (440) عن أبي هريرة رضي الله عنه.

[6] أخرجه البخاري في كتاب المواقيت (544)، ومسلم في كتاب المساجد (1020، 1021، 1022) بمعناه.

[7] أخرجه البخاري في النكاح (4706)، ومسلم في الذكر (4923) من حديث أسامة بن زيد - رضي الله عنهما - بنحوه.

[8] أخرجه مسلم في الذكر (4925) من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه بلفظ: ((فإن أول فتنة بني إسرائيل)).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • المرأة الصالحة رابطة المجتمع
  • المرأة في الحضارة الغربية جنس ثالث في طريقه إلى الظهور
  • المرأة العاملة، والزوج العاطل من العمل
  • وقفات مع قضايا المرأة المعاصرة (1/4)
  • موقع المرأة المسلمة بين الإسلام ودعاوى التجديد
  • المرأةُ بين إنصاف الإسلام وإجحاف الغرب
  • تحرير المرأة
  • المرأة والأعمال العامة
  • الاختلاط
  • نساؤنا في الطرقات
  • أنت تسأل، ولا أحد سوى الإسلام يجيب
  • الفرار الفرار فإنهم يشيعون الفواحش
  • الاختلاط عندما يكون منهجيا منظما
  • جناية الاختلاط
  • الاختلاط مفاسد وشبهات
  • مفهوم الاختلاط بين التأصيل والتضليل
  • اتباع الصراط في تحريم الاختلاط
  • الفرق بين بيت الله الكعبة وسائر الجامعات المختلطة
  • هل يمكن مقارنة الأماكن المقدسة باختلاط الأسواق والمقاهي؟
  • إبطال الاستدلال بما يحدث في الطواف على جواز الاختلاط
  • الاختلاط مصطلح مفقود أم حقيقة غائبة
  • درس عملي في المحكم والمتشابه الاختلاط أنموذجا
  • التعامل السطحي مع قضايا معقدة، الاختلاط أنموذجًا
  • هيا نختلط!
  • المرأة المسلمة ومحرقة الاختلاط
  • قراءة في بعض الانتقادات الصحفية على فتوى البراك العلمية
  • فتنة النساء ومفاسد الاختلاط
  • فتنة النساء وضرر الاختلاط
  • الاختلاط الفاحش بين الجنسين وعواقبه في الدين والدنيا
  • أدلة تحريم الاختلاط وشبه المبيحين
  • من قال إنه لايوجد لدينا اختلاط؟
  • خطر الاختلاط
  • رسالة من مشفق إلى دعاة الاختلاط في هذه البلاد
  • خطر الاختلاط
  • خذوا أفضل ما لدينا وأعطونا أسوأ ما لديكم
  • بطلان الأساس الذي يستند إليه الفكر الغربي في إباحة السفور والاختلاط
  • في التحذير من التكاسل عن العمل والاتِّكال على الغير
  • قواعد الاختلاط
  • نعمة الإسلام
  • الاختلاط وآثاره السيئة ( خطبة )
  • مقدمة هامة في الاختلاط
  • في معنى الاختلاط
  • دعاة الاختلاط وأنصاره
  • قصة الاختلاط في العالم العربي
  • تحريم الاختلاط بلا سبب
  • تحذير الإسلام من الإنقاص من مساحة الأرض
  • الاختلاط وآثاره الاجتماعية
  • الاختلاط في بلاد الغرب
  • تحريم الاختلاط
  • الاختلاط وخطره على العفاف
  • التحذير من وسائل التنصير
  • فتن آخر الزمان والمخرج منها
  • الضوابط الشرعية للمرأة المسلمة إذا اضطرت للعمل أو الدراسة في مكان فيه اختلاط بالرجال
  • خطر اختلاط الرجال بالنساء
  • التحذير من فتن الجوالات
  • فتنة المقارنات والمنهج النبوي لدرئها

مختارات من الشبكة

  • التحذير من كتابي: التحذير من فتنة التكفير، وصيحة نذير(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة المسجد النبوي 4/3/1433 هـ - التحذير من ضياع الشباب(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة المسجد النبوي 15/7/1432هـ - التحذير من الفتن(مقالة - آفاق الشريعة)
  • التحذير من فتنة المال (خطبة)(مقالة - موقع د. محمود بن أحمد الدوسري)
  • التحذير من الفتن(مادة مرئية - موقع موقع الأستاذ الدكتور سعد بن عبدالله الحميد)
  • التحذير من الفتن وأسبابها(مقالة - موقع د. محمود بن أحمد الدوسري)
  • خطبة في التحذير من الشبهات والفتن(مقالة - آفاق الشريعة)
  • حديث حذيفة بن اليمان في التحذير من الفتن التي تقع في آخر الزمان (PDF)(كتاب - موقع الشيخ عبد القادر شيبة الحمد)
  • التحذير من الفتن (خطبة)(مقالة - موقع د. أمين بن عبدالله الشقاوي)
  • التحذير من فتنة الدنيا (WORD)(كتاب - موقع الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي)

 


تعليقات الزوار
1- رجل وامرأة الشيطان ثالثهما
TAREK - مصر 18-04-2013 01:34 AM

لا بد أن تتعلم المرأة وتفهم معنى الحياة والعلم والعمل بعد العلم بشؤون دينها وحياتها وأي عمل يناسبها كأنثى محترمة

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مسابقة للأذان في منطقة أوليانوفسك بمشاركة شباب المسلمين
  • مركز إسلامي شامل على مشارف التنفيذ في بيتسفيلد بعد سنوات من التخطيط
  • مئات الزوار يشاركون في يوم المسجد المفتوح في نابرفيل
  • مشروع إسلامي ضخم بمقاطعة دوفين يقترب من الموافقة الرسمية
  • ختام ناجح للمسابقة الإسلامية السنوية للطلاب في ألبانيا
  • ندوة تثقيفية في مدينة تيرانا تجهز الحجاج لأداء مناسك الحج
  • مسجد كندي يقترب من نيل الاعتراف به موقعا تراثيا في أوتاوا
  • دفعة جديدة من خريجي برامج الدراسات الإسلامية في أستراليا

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 29/11/1446هـ - الساعة: 21:31
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب