• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    آية المحنة
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    توزيع الزكاة ومعنى "في سبيل الله" في ضوء القرآن ...
    عاقب أمين آهنغر (أبو يحيى)
  •  
    النبي عيسى عليه السلام في سورة الصف: فائدة من ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    أحكام شهر ذي القعدة
    د. فهد بن ابراهيم الجمعة
  •  
    خطبة: كيف نغرس حب السيرة في قلوب الشباب؟ (خطبة)
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    من صيام التطوع: صوم يوم العيدين
    د. عبدالرحمن أبو موسى
  •  
    حقوق الوالدين
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    تفسير سورة الكوثر
    يوسف بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن السيف
  •  
    من مائدة العقيدة: شهادة أن لا إله إلا الله
    عبدالرحمن عبدالله الشريف
  •  
    الليلة الثلاثون: النعيم الدائم (3)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    العلم والمعرفة في الإسلام: واجب ديني وأثر حضاري
    محمد أبو عطية
  •  
    حكم إمامة الذي يلحن في الفاتحة
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    طريق لا يشقى سالكه (خطبة)
    عبدالله بن إبراهيم الحضريتي
  •  
    خطبة: مكانة العلم وفضله
    أبو عمران أنس بن يحيى الجزائري
  •  
    خطبة: العليم جلا وعلا
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / النصائح والمواعظ
علامة باركود

ماتوا وهم يصلون

ماتوا وهم يصلون
أ.د. عبدالحكيم الأنيس

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 23/12/2024 ميلادي - 21/6/1446 هجري

الزيارات: 1376

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

ماتوا وهم يصلّون

 

تعددتْ صورُ الخواتيم، ومِن أجملها الوفاةُ في حال الصلاة، وفي السجود خاصةً، وقد سَبق لي مقالٌ عمَّن تُوفي وهو ساجد، وهذا عمَّن تُوفي في الصلاة عامةً، وأدخلتُ فيهم مَن ضُرب وطُعن في الصلاة وإنْ تأخر موته، إذ كانت الصلاة آخر عمله، وكذلك مَن ضُرب أو طُعن في طريقه إلى الصلاة، أو كان جالسًا ينتظرها، أو أُصيب بعد أدائها وهو في المسجد، والجملة الحالية (وهم يصلون) تتسعُ لكل هؤلاء. وذكرتُ كذلك مَن أحسَّ بالموت فسجد، إذ السجود مِن بعض صور الصلاة، أو صلّى وهو يترقب الموت، أو كان يرجو ويدعو أن يموت في الصلاة، وقد كُتِبتْ نيتُه. ورتبتهُم على حسب الوفيات، ليُعرف السابق من اللاحق. ولا بد من القول: إن هناك غيرهم، وأنا لم أقصد الاستيعاب، وإنما ذكرتُ مَن كان يمرُّ بي أثناء المطالعة فحسب.

****


1- أبو حفص الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه (ت: 23). طُعن وهو في صلاة الفجر، ومات بسبب تلك الطعنات.

****


2- عبدالله بن سعد بن أبي سرح بن الحارث العامري (ت: 37). قال الذهبي: "الأمير، قائد الجيوش، أبو يحيى القرشي، العامري، مِن عامر بن لؤي بن غالب. هو أخو عثمان من الرضاعة. له: صحبة، ورواية حديث.

 

عن سعيد بن أبي أيوب: حدثني يزيد بن أبي حبيب، قال: لما احتُضر ابن أبي سرح وهو بالرملة، وكان خرج إليها فارًّا من الفتنة، فجعل يقول من الليل: آصبحتم؟ فيقولون: لا. فلما كان عند الصبح، قال: يا هشام! إني لأجد بردَ الصبح، فانظرْ. ثم قال: اللهم اجعل خاتمة عملي الصبح. فتوضأ، ثم صلى، فقرأ في الأولى: بأم القرآن والعاديات، وفي الأخرى: بأم القرآن وسورة، وسلم عن يمينه، وذهب يسلِّم عن يساره، فقُبض رضي الله عنه"[1].

****


3- أبو الحسن علي بن أبي طالب رضي الله عنه (ت: 40). طُعن وهو خارجٌ إلى صلاة الفجر، ومات بسبب تلك الطعنات.

****


4- حمّاد بن سلمة بن دينار الرَّبَعي مولاهم البصري البزاز (ت: 67). توفي وهو في الصلاة بعد عيد النحر وقد قاربَ الثمانين[2].

****


5- زُرارة بن أوفى (ت: 93). قال أبو خباب القصاب: ‌أمَّنا ‌زرارةُ ‌بنُ ‌أوفى في مسجد بني قُشير فلما بلغ (فإذا نقر في الناقور) خَرَّ ميتًا[3]. وأخرج ابنُ سعد والحاكمُ عن بَهز بن حكيم قال: «‌أمّنا ‌زرارةُ ‌بنُ ‌أوفى فقرأ المدثر فلما بلغ (فإذا نقر في الناقور) خَرَّ ميتًا، فكنتُ فيمَن حمَلَه»[4].

****


6- علي بن الفُضيل بن عياض (تُوفي قبل أبيه، وكانت وفاة أبيه سنة 187). روى ابنُ قدامة عن يعقوب بن يوسف قال: كان الفضيل بن عياض إذا علم أن ابنه عليًّا خلفه - يعني في الصلاة – مرَّ ولم يقف ولم يخوف، وإذا علم أنه ليس خلفه تنوَّقَ في القرآن وحزَّنَ وخوَّفَ، فظنَّ يومًا أنه ليس خلفه فأتى على ذكر هذه الآية: ﴿ قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْمًا ضَالِّينَ ﴾ [المؤمنون: 106]. قال: فخرَّ عليٌّ مغشيًّا عليه، فلما علم أنه خلفه وأنه قد سقط تجوَّز في القراءة، فذهبوا إلى أمِّه فقالوا: أدركيه فجاءتْ فرشتْ عليه ماء فأفاق. فقالتْ لفضيل: أنت قاتلُ هذا الغلام عليَّ. فمكث ما شاء الله، فظنَّ أنه ليس خلفه فقرأ: ﴿ وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ ﴾ [الزمر: 47]. فخرَّ ميتًا، وتجوّز أبوه في القراءة، وأُتيتْ أمُّه فقيل لها: أدركيه فجاءتْ فرشّتْ عليه ماء فإذا هو ميت. رحمه الله[5].

****


7- العباس بن الفرج، أبو الفضل الرياشي اللغوي النحوي (ت: 257). قال السيوطي: قرأ على المازني النحو، وقرأ عليه المازني اللغة. قال المبرد: سمعتُ المازني يقول: قرأ الرياشي علي كتاب سيبويه، فاستفدتُّ منه أكثر مما استفاد مني - يعني أنه أفادني لغته وشعره، وأفاد هو النحو - قال: وكان إذا كان صائمًا لا يبلع ريقه.

 

قال السيرافي: وكان عالمًا باللغة والشعر، كثير الرواية عن الأصمعي، وأخذ عن المبرد وابن دريد. ورياش رجل من جذام، كان أبوه عبدًا، فنُسب إليه. انتهى. ووثقه الخطيب.

 

وصنَّف: كتاب الخيل، كتاب الإبل، ما اختلفتْ أسماؤه من كلام العرب، وغير ذلك.

 

قتله الزنجُ بالبصرة بالأسياف، وكان قائمًا يصلّي الضحى في مسجده، ولم يُدفن إلا بعد موته بزمان.

 

وله:

أنكرتُ مِن بصري ما كنتُ أعرفُه
واسترجع الدهرُ ما قد كان يعطينا
أبعد سبعين قد ولتْ وسابعةٍ
أبغي الذي كنتُ أبغيه ابنَ عشرينا؟»[6]

****


8- إسماعيل بن أحمد، أبو سعد الإسماعيلي الجرجاني (ت: 396). كانت وفاته ليلة الجمعة في صلاة المغرب وهو يقرأ (إياك نعبد وإياك نستعين) ثم فاضتْ نفسه[7].

****


9- علي بن الحسين بن جدا العكبري، أبو الحسن (ت: 468). قال ابن الجوزي: "سمع مِن أبي علي بن شهاب، وأبي علي بن شاذان، وكان فقيهًا صالحًا فصيحًا. وتوفي ‌فجأة في الصلاة في رمضان، ودُفن في مقبرة أحمد"[8].

****


10- محمد ‌بن ‌أحمد بن علي، أبو ‌نصر ‌المروزي (ت: 483)، كان إمامًا في القراءات، وله فيها المُصنّفات، وسافر في ذلك كثيرًا، واتفق له أنه غرق في البحر في بعض أسفاره، فبينما الموج يرفعُه ويضعُه إذ نظر إلى الشمس قد زالتْ، فنوى الوضوء وانغمس في الماء ثم صعِد فإذا خشبة فركبها وصلى عليها، ورزقه الله السلامة ببركة امتثاله للأمر، واجتهاده على العمل، وعاش بعد ذلك دهرًا، وتوفي في هذه السنة، وله نيف وتسعون سنة[9].

****


11- القاضي أبو الفضل يحيى بن محمد بن الخشّاب (ت: 519). قال ابنُ العديم: "أخبرني القاضي الأجل، بهاء الدين، أبو محمد ابن الخشاب، بحماة، قال: أخبرني القاضي عبدالكريم بن اليحمول، قال: حدثني والدي، قال: لما استَقدم القاضي أبو الفضل، يحيى بن محمد بن الخشاب، إيلغازي بن أُرْتُق، مِن ماردين إلى الشام، لما غلب الإفرنجُ على ليلون وجبل السَّمَاقِ والجَزْرِ، ولِخُلُو حلب وبلدِها عَمَّن يَدْفَعُ عنها من الملوك، وكان هو قد تَفَرَّدَ بحفظها والذَّب عنها، في سنتي ثلاث عشرة، وأربع عشرة وخمس مئة، ونُودي عليها بجميع ملوك الأرض، فلم يُنْجِدها أحدٌ منهم، فَقَدِمَ إِيلغازي، وخرج القاضي أبو الفضل معه إلى الجَزْرِ، ودخلوا من شمالي الأثارب إلى ليلون والبلاط، وجمعوا جموعًا كثيرةً من التركمان وغيرهم؛ فصادف الإفرنج في جبل ليلون وقد شرعوا في عمارة حِصْنٍ مُطِلٍ على تل عِفْرين. فتصاف الفريقان، وأقبلَ القاضي أبو الفضل يُحَرِّضُ المسلمين على القتال، وهو راكبٌ على حَجْرَة، وهو مُلَثَّم، وبيَدِهِ رُمحٌ، فرآه بعضُ العسكر فازدراه، وقال: إنما جئنا من بلادنا تَبَعًا لهذا المُعَمَّمِ! فأنشأ خُطبةً بليغةً، استعطف فيها القلوب، واسترهف فيها الهمم، وحَثَّ على الجهاد، وخطب بها على فَرَسِهِ بين الصَّفِّينِ؛ فأَبْكى النَّاسَ، وعَظُمَ في أَعْيُنِهِم، وقَويَتْ قلوبُ المسلمين. وأُنزِلَ اللهُ النَّصْرَ على المسلمين، والخذلانَ على الكافرين؛ فلم يَسْلَم من الفِرَنْج غير عشرة أَنفُسٍ، ولم يُقتلْ من المسلمين غير عشرة أَنْفُسٍ. وكان هذا اليوم مِن أعظم الأَيَّامِ في دفع العَدُوِّ عن مدينة حلب؛ فإنَّ الفرنج كانوا قد طمعوا فيها، وملكوا ما بينها وبين الفرات من الحصون والمعاقل، مثل عزاز وبزاعا، وقلعة نجم، وتل باشر، وخُناصِرة، وغير ذلك؛ وأخذوا باب قلعة خُناصِرة، ونقلوه إلى أنطاكية. وفي ذلك يقول أبو عبدالله ابنُ القيسراني، مِن قصيدة يمدح بها ولدَه أبا الحسن؛ ونقلتُها من خطه:

 

أبوك مَنْ لا يدّعي في الورى
مَنْصِبَهُ عِنْدَ المعالي سواكْ
أَيامُهُ فِي حَلَبٍ غُرَّةٌ
حينَ ادْلَهَمْتْ سَنَواتُ العِراكْ
خَلْصها مِن لهوات الردى
من بَعْدِ ما نَيبَ فيها الهلاكْ

 

قال لي بهاءُ الدين: قُتِلَ القاضي أبو الفَضْل المذكور بحلب، قتله بهرام، الداعي الباطني، في سنة تسع عشرة وخمس مئة، وهو مارُّ إلى الجامع [جامع حلب الكبير] لصلاة الفجر، بالقرب من الزَّجاجين؛ رحمه الله"[10].

****


12- محمد بن ‌عبد‌الواحد بن علي، أبو جعفر ابن ‌الصباغ الشافعي، قاضي بغداد (ت: 585). ولد في رجب سنة ثمان وخمس مئة، وولي قضاء بغداد، وكان صالحًا نزِهًا، دخل في صلاة العصر فصلى ثلاث ركعات ومات في الرابعة، ودُفن بباب حرب [مقبرة الإمام أحمد، في موقع منتزه المحيط اليوم في الكاظمية][11].

****


13- محمد بن الخضر، الفخر ابن تيمية الحرّاني (ت: 622)، الفقيه المفسّر الخطيب الواعظ. قال ابنُ رجب: «قرأتُ بخط ولده: لما مات الوالدُ كان في الصلاة لأني ذكَّرتُه بصلاة العصر، وأخذتُه إلى صدري، فكبَّر وجعلَ يحرِّك حاجبَه وشفتيه بالصلاة حتى شخص بصرُه، رحمه الله تعالى»[12].

****


14- الحسين بن محمد بن عبدالله الطِّيبي (ت: 743). الإمام المشهور صاحب "شرح المشكاة" وغيره. قال ابنُ حجر: "قرأتُ بخط بعض الفضلاء: كان ذا ثروة من الإرث والتجارة فلم يزلْ ينفق ذلك في وجوه الخيرات إلى أن كان في آخر عمره فقيرًا. قال: وكان كريمًا متواضعًا حسن المعتقد شديد الرد على الفلاسفة والمبتدعة مظهرًا فضائحهم مع استيلائهم في بلاد المسلمين حينئذ، شديد الحب لله ورسوله، كثير الحياء، ملازمًا للجماعة ليلًا ونهارًا شتاء وصيفًا مع ضعف بصره بأخرة، ملازمًا لإشغال الطلبة في العلوم الإسلامية بغير طمع، بل يحذيهم ويعينهم، ويعير الكتب النفيسة لأهل بلده وغيرهم من أهل البلدان مَن يعرف ومَن لا يعرف، محبًّا لمن عرَف منه تعظيم الشريعة مقبلًا على نشر العلم، آية في استخراج الدقائق من القرآن والسنن، شرح "الكشاف" شرحًا كبيرًا [هو حاشيته فتوح الغيب، وقد طبعت]، وأجاب عما خالف مذهب السُّنة أحسن جواب، يَعرف فضله مَن طالعه، وصنَّف في المعاني والبيان "التبيان"، وشرَحه، وأمر بعضَ تلامذتهِ باختصار "مصابيح السُّنة"، على طريقةٍ نهجَها له وسمّاه: "المشكاة"، وشرَحها هو شرحًا حافلًا [واسم الشرح "الكاشف عن حقائق السُّنن"].

 

ثم شرع في جمع كتاب في التفسير، وعقد مجلسًا عظيمًا لقراءة كتاب البخاري، فكان يشتغل ‌في ‌التفسير ‌من ‌بكرة إلى الظهر، ومن ثم إلى العصر لإسماع البخاري، إلى أن كان يوم مات فإنه فرغ من وظيفة التفسير وتوجّه إلى مجلس الحديث، فدخل مسجدًا عند بيته فصلى النافلة قاعدًا، وجلس ينتظر الإقامة للفريضة، فقضى نحبه متوجهًا إلى القبلة، وذلك يوم الثلاثاء ثالث عشري شعبان»[13].

****


15- عبد‌الله بن محمد بن موسى بن محمد بن موسى المغربي العبد الوادي ويعرف ‌بالعبدوسي ابن أخي الشيخ أبي القاسم (ت: 849). قال السخاوي: "كان واسع الباع في الحفظ، ولي الفتيا بالمغرب الأقصى، والإمامة بجامع القرويين من فاس، ورأيتُ مَن قال فيه: الفاسي. ومات فجأةً وهو في صلاة المغرب"[14].

****


16- عبدالله بن شيخ العيدروس (ت: 1019). قال عبدالقادر العيدروس: "نشأ على قدم العفاف والتقوى، وقرأ على جماعة من علماء عصره، وشاركَ في كثير من الفنون، مع عقلٍ وجودٍ وتواضعٍ وحلمٍ وحسنِ خلق= فكم قد اجتمع في ذاته الشريفة من الأخلاق المحمودة المنيفة كالحياء والمروءة والسخاء والفتوة. وبالجملة فهو جواد كريم، عالم بالكتاب والسُّنة، عامل بهما، قائم بما جرى عليه سلفُه من الأوراد والأذكار، وإكرام الوافدين، وإطعام الفقراء والمساكين، وبذل الجاه في الشفاعات للمسلمين، وإصلاح ذات بينهم، حتى إنه لو حلف الحالفُ أنه لم يكن أكرم منه ولا أعقل منه في زمنه لم يحنث. إلى غير ذلك من الأحوال الباهرة والكرامات الظاهرة ومقامات الرجال وصفات الكمال. توفي وهو في صلاة سنة العصر هاويًا للسجود"[15].

****


17- أحمد علي بن محمد علي الحنفي الكانبوري، السيد الشريف (ت: 1328). قال الحسني: "كان من العلماء العاملين، وعباد الله الصالحين= باهر الذكاء، قوي الإدراك، سريع الحفظ، وله مِن محاسن الأخلاق ومكارم الصفات ما ليس لغيره، مع عقلٍ رصينٍ ودينٍ متينٍ، واشتغال بخاصّة النفس، وتفويض للأمور، وزهد وعفاف، وعزة نفس، وهو مِن بيت معمور بالآداب والعلوم، سافر إلى الحجاز صحبة والده فحج وزار، ورجع إلى الهند. ومات في رمضان يوم الجمعة وهو ‌يصلي"[16].

****


18- محمد ابن الشيخ أحمد مصطفى البسفي، توفي يوم الجمعة (11) من رمضان سنة (1426)، الموافق (14) أكتوبر (2005م) في الفشن في بني سويف بمصر، وهو من مواليد عام (1964م)، ويحمل شهادة بكالوريوس محاسبة من جامعة القاهرة، وعمل مندوبًا للمشتريات بدار البحوث للدراسات الإسلامية وإحياء التراث من (1998م) إلى (2000م)، وكان زميلنا فيها، وما رأينا منه إلا خيرًا. بلغني أنه أحسَّ بالموت فسجد فقُبض ساجدًا.

****


19- الشيخ محمد الحجّار الحلبي المدني (ت: 1428). "مكث الشيخ في المدينة المنورة قرابة ثلث قرن مستقيمًا على منهج ثابت في العبادة والعلم، معافىً في بدنه، ممتعًا بحواسه، آمنًا في سربه، راضيًا مطمئنًا. وفي يوم الأربعاء الخامس من المحرم سنة (1428) حضرَ إلى المسجد صحيحًا معافى، وصلى الصلوات الخمس فيه، وبعد صلاة العشاء من ليلة الخميس ذهبَ إلى بيته ليتناول طعام إفطاره، وأخلدَ إلى النوم في تمام الساعة العاشرة، وتأخرَ في الاستيقاظ عن موعده المعروف للتهجد والسحور، والاستعداد للذهاب إلى الحرم في موعد الأذان الأول، فدخلَ عليه ابنُه الكبير رضوان، ليطمئن عنه ويوقظَه لتهجده وسحوره، فرآه في نومته التي تركه عليها، أولَ الليل، وقد توفاه اللهُ الوفاة الكبرى، وأسلمَ الروح لبارئها، ليلة الخميس في حدود الساعة الواحدة ليلًا. وقد صُلِّي عليه في المسجد النبوي بعد صلاة الظهر من يوم الخميس السادس من المحرم، وشيَّعه المئات من محبيه وتلامذته، ودُفن في مقبرة البقيع بالمدينة المنورة، وقد قال رحمه الله تعالى في رسالة "علِّموني يا قوم كيف أحج" (ص: 596): "والموت في المدينة، لا يناله إلا السعيدُ، لأنه يستوجبُ شفاعة رسوله الحبيب، وقد أكرم الله زوجتي بهذه الكرامة، وأسأل الله تعالى أن يخصَّني بها كما خصَّها، اللهمَّ إني أسألك شهادة في سبيلك، والموت في بلد نبيك".

 

ثم قال رحمه الله تعالى: "وأضيف إلى هذا قائلًا وراجيًا: "اللهم لا تقبضني إليك إلا وأنا صائمٌ ساجدٌ في بلد نبيك، اللهم لا تحجبني بذنوبي عن بلد رسولك صلوات الله وسلامه عليه. ولله در القائل:

يا نزولًا بها هنيئًا فقد فز
تم بها في حياتكم والمماتِ
مِنْ جنانٍ إلى جنانٍ فأنتم
في كلا الحالتين في جناتِ
ما غبطنا الملوكَ لكن غبطنا
كم على نَيْل أحسن الحالاتِ"[17]

****


20- الشيخ الدكتور حارث بن محيي الدين بن عبد العُبَيدي (ت: 1430). أكمل الماجستير في كلية العلوم الإسلامية جامعة بغداد عام 1994م، وحصل على شهادة الماجستير بدرجة امتياز عن رسالته الموسومة (أحكام المسافر في الشريعة الإسلامية). وعلى شهادة الدكتوراه في الفقه المقارن عام 2001م بدرجة امتياز عن أطروحته الموسومة (أحكام نوافل الصلاة). كان حافظًا للقرآن الكريم عن ظهر قلب، وشارك في مسابقات القرآن الكريم داخل العراق، وله إجازة من ملا ياسين العزاوي في قراءة عاصم بروايتي حفص وشعبة، وقام بالإمامة والخطابة في عدد من مساجد بغداد، منها جامع الصدّيق، والحضرة المحمدية، وسعاد النقيب، ولم يدع الخطبة إلى آخر حياته. اغتيل يوم 12 حزيران 2009 في هجوم مسلح عقب أدائه خطبة الجمعة وصلاتها في مسجد الشواف غربي العاصمة بغداد على يد فتى في الخامسة والعشرين من العمر، أطلق عليه النار من مسدسٍ كان يحمله، ثم ألقى عليه قنبلة يدوية داخل المسجد، فتوفي حالًا. رحمه الله.

****


21- الشيخ عبدالشكور بن هاشم البرماوي الأركاني ثم المكي (ت: 1433). كتب إلي الأخ الكريم الشيخ محمد زياد التكلة وفقه الله تعالى قال: "توفي شيخنا رحمه الله في حدود الثانية عشرة والربع من ليلة الاثنين ثاني شوال في مكة المكرمة. وأخبرني ابنُه صاحبنا الشيخ عبدالرحيم -وفقه الله ورعاه وعظم أجره- بالهاتف أن الشيخ لما رجع إلى مكة من الطائف قال: أدخلوني إلى مكتبتي، يريد توديعها، وجمع بنيه وزوجه وقال لهم: لي على فلانٍ كذا اشهدوا أني سامحتُه له، وعلى فلان كذا، اشهدوا أني سامحتُه لله. وليس لأحدٍ عليّ شيء، وإنْ طالبكم أحد فأعطوه.

 

وكان هجيراه في الساعات الستة الماضية الدعاء والذكر وترداد: يا الله.

 

ويكرر الطلب لأولاده: وضّئوني، أريد الصلاة.

 

وقال لي الشيخُ عبدالرحيم: تُوفي أول ما كبّرَ وشرع في الصلاة.

 

وصُلّي عليه في المسجد الحرام. رحمه الله تعالى".

****



[1] سير أعلام النبلاء (3/ 33. 35). وثم مَن ذَكر أنه توفي ساجدًا. ولهذا كنتُ ذكرتُه في "الزائد على من توفي وهو ساجد".

[2] الطبقات السنية في تراجم الحنفية (ص: 265) بترقيم الشاملة آليًّا، سُلم الوصول إلى طبقات الفحول (2/ 63).

[3] الثقات لابن حبان (4/ 266).

[4] الطبقات الكبرى [7/ 150] والمستدرك [2/ 506]. الدر المنثور في التفسير المأثور (8/ 328).

[5] كتاب التوابين (ص: 127-128) وهو يروي عن "قتلى القرآن" للثعلبي (ص: 55-57)، زاد المسير (8/ 119).

[6] بغية الوعاة (2/ 27).

[7] الوافي بالوفيات (9/ 87)، طبقات الفقهاء الشافعيين (1/ 312).

[8] مناقب الإمام أحمد (ص: 694).

[9] البداية والنهاية (12/138)، وانظر ترجمته في: "معرفة القراء الكبار" للذهبي، ج 2 من طبعة إستانبول.

[10] التذكرة (ص: 68-70).

[11] الوافي بالوفيات (4/ 64).

[12] ذيل طبقات الحنابلة (3/ 332-333).

[13] الدرر الكامنة في أعيان المئة الثامنة (2/ 185-186). وبغية الوعاة (1/ 522-523)، وسلم الوصول (2/ 37-38).

[14] الضوء اللامع (5/ 67). ومثلُه في "وجيز الكلام" (2/ 604).

[15] النور السافر عن أخبار القرن العاشر (ص: 296-300). وقد ذكر في كتاب "من توفي من العلماء وهو ساجد" (ص: 172 - 174) بناء على قول من قال إنه قُبض ساجدًا. والأمر قريب.

[16] نزهة الخواطر وبهجة المسامع والنواظر... الإعلام بمن في تاريخ الهند من الأعلام (8/ 1182).

[17] من "ترجمته" في موقع رابطة العلماء السوريين.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • عشرية العشر (قصيدة)
  • سوانح (شعر)
  • كتاب "منية السالكين وبغية العازمين" ليس لابن الجوزي
  • شموع (92)
  • التكوين العلمي للإمام محمد بن جرير الطبري
  • الإمام الترمذي وتراثه العلمي
  • رحلة ثالثة في طلب العلم

مختارات من الشبكة

  • الناس إذا ماتوا يبعثون(مقالة - آفاق الشريعة)
  • ‏ ماتوا ويتمنون الرجوع للدنيا!(مقالة - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)
  • ماتوا ويتمنون الرجوع للدنيا!(محاضرة - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)
  • علماء ماتوا وهم يكتبون ويقرؤون(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • الدليل على أن من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة، وإن مات مشركا دخل النار(مقالة - موقع الشيخ عبدالله بن حمود الفريح)
  • مصير أطفال المشركين الذين ماتوا في الصغر(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • مصير أطفال المسلمين الذين ماتوا في الصغر(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • حديث: الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا(مقالة - آفاق الشريعة)
  • صحوة (قصيدة)(مقالة - موقع د. حيدر الغدير)
  • تفسير: (إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما)(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 16:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب