• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    خطر الظلمات الثلاث
    السيد مراد سلامة
  •  
    تذكير الأنام بفرضية الحج في الإسلام (خطبة)
    جمال علي يوسف فياض
  •  
    حجوا قبل ألا تحجوا (خطبة)
    الشيخ عبدالله بن محمد البصري
  •  
    تعظيم المشاعر (خطبة)
    الشيخ محمد بن إبراهيم السبر
  •  
    من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (الرفيق، ...
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
  •  
    وقفات مع القدوم إلى الله (10)
    د. عبدالسلام حمود غالب
  •  
    القلق والأمراض النفسية: أرقام مخيفة (خطبة)
    د. محمد بن مجدوع الشهري
  •  
    آفة الغيبة.. بلاء ومصيبة (خطبة)
    رمضان صالح العجرمي
  •  
    تخريج حديث: أن النبي صلى الله عليه وسلم قضى ...
    الشيخ محمد طه شعبان
  •  
    الإسلام هو السبيل الوحيد لِإنقاذ وخلاص البشرية
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    خطبة: فاعبد الله مخلصا له الدين (باللغة
    حسام بن عبدالعزيز الجبرين
  •  
    المحافظة على صحة السمع في السنة النبوية (PDF)
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    اختيارات ابن أبي العز الحنفي وترجيحاته الفقهية في ...
    عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد التويجري
  •  
    القيم الأخلاقية في الإسلام: أسس بناء مجتمعات ...
    محمد أبو عطية
  •  
    فوائد من حديث أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث ...
    محفوظ أحمد السلهتي
  •  
    لم تعد البلاغة زينة لفظية "التلبية وبلاغة التواصل ...
    د. أيمن أبو مصطفى
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / العبادات / الصلاة وما يتعلق بها
علامة باركود

كيف تؤثر الصلاة في حياتنا (خطبة)

كيف تؤثر الصلاة في حياتنا (خطبة)
الشيخ إسماعيل بن عبدالرحمن الرسيني

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 29/10/2024 ميلادي - 25/4/1446 هجري

الزيارات: 10913

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

كيف تؤثر الصلاة في حياتنا

 

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ به من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، مَن يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إله الأوَّلين والآخرين وقيُّوم السماوات والأرَضين، أرسل رسله حجةً على العالمين ليحيى من حيَّ عن بيِّنة، ويهلك من هلك عن بيِّنة، وأشهد أن محمدًا عبدُ الله ورسوله البشير النذير، والسراج المنير، ترك أُمَّته على المَحَجَّة البيضاء، ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها إلا هالك، فصلوات ربِّي وسلامه عليه، ما تعاقب الليل والنهار، وصلوات ربِّي وسلامه عليه ما ذكره الذاكرون الأبرار، وصلوات ربي وسلامه عليه ما غفل عن ذكره الغافلون، وعلى آله وصحبه ومن اقتفى أثره واستنَّ بسُنَّته إلى يوم الدين، أما بعد:

عباد الله، اتقوا الله وأطيعوه، وابتدروا أمره ولا تعصوه، واعلموا أن خير دنياكم وأُخْراكم بتقوى الله تبارك وتعالى: ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ﴾ [الطلاق: 2، 3] ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا ﴾ [الطلاق: 5] ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا ﴾ [الأنفال: 29] ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70، 71].

 

عباد الله، لما أمر الله جل جلاله نبيه وعبده محمدًا صلى الله عليه وسلم بالصدع بالدعوة، امتثل وتحمل على عاتقه حملًا أثقل من الجبل، لقي من قومه صنوف الأذى، فكم تهَجَّم عليه الكفار من صاحب عقل وخبل، وارتكب في حق المصطفى أمرًا جللًا، فضاق صدر المصطفى عليه الصلاة والسلام مما حصل، فهو بشر من البشر.

 

ولكن ربنا جل جلاله لا يتخلَّى عن أوليائه: ﴿ وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ * وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ ﴾ [الحجر: 97 - 99].

 

أمره الله جل جلاله بالعناية بالعبادة وعلى رأسها الصلاة؛ لأنها الصلة بين العبد وربِّه، فاستجاب النبي صلى الله عليه وسلم وامتثل، فإنْ حَزَبَه أمْرٌ فزع إلى الصلاة، بل جعلت قرة عينه في الصلاة، وهذا دأب المرسلين ومن صار على نهجهم.

 

فإبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام يدعو ربَّه أن يكون وذريته من أهل الصلاة ﴿ رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ ﴾ [إبراهيم: 40]، وأول خطاب للكليم موسى عليه الصلاة والسلام ﴿ وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى * إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي ﴾ [طه: 13، 14].

 

وأول نطق لعيسى عليه الصلاة والسلام ﴿ قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا * وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا * وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا ﴾ [مريم: 30 - 32].

 

وإسماعيل عليه الصلاة والسلام ﴿ وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا ﴾ [مريم: 55].

 

والنبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم أُمِر وأمَّتُه بإقامتها ﴿ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ ﴾ [هود: 114] ﴿ وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى ﴾ [طه: 132].

 

ما أعظم الصلاة وأثرها! الله جل جلاله أخبر عن أثر الصلاة، وأنها تنهى عن الفحشاء والمنكر، فهل نهتنا صلاتنا عن الفحشاء والمنكر؟ ليتأمل كل واحد منا صلاته.

 

قال ربي جل جلاله: ﴿ اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ﴾ [العنكبوت: 45].

 

تؤثر صلاتنا في حياتنا إذا عرفنا منزلة الصلاة في ديننا، فهي ثاني الأركان بعد الشهادتين، فلها في الدين المكانة العظمى والأهمية الكبرى، هي عمود الدين، وهي العهد بين الإسلام والكفر، من حفظها حفظه الله، ومن ضيَّعها فهو لما سواها أضيع.

 

أول ما يُحاسَب عليه العبد في آخرته وآخر ما يفقد المرء من دينه "أول ما تفقدون من دينكم الأمانة، وآخر ما تفقدون من دينكم الصلاة".

 

الحرص على إكمالها بالمستحبات وقبل ذلك الواجبات مستصحبًا روحها ولُبَّها، وهو الخشوع الذي هو دلالة الفلاح بأمر الله جل جلاله ﴿ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ ﴾ [المؤمنون: 1، 2].

 

تؤثر صلاتنا في حياتنا إذا عرفنا الوقت والظرف الذي شرعت فيه الصلوات الخمس، لقد كان المصطفى عليه الصلاة والسلام حريصًا على بلاغ الدين للناس حتى انغلقت عليه أبواب مكة، فخرج إلى الطائف يدعو قومها فردوه، فضاقت الدنيا على حبيبنا صلى الله عليه وسلم، فمشى الأميال لا يدري عن نفسه حتى أتاه ملك الجبال مؤتمرًا بأمر الله جل وعلا، يقول: "إن أردت أن أُطْبِق عليهم الأخشبين"، فيقول المصطفى الرحيم بهذه الأمة: "لا لعلَّ الله أن يستخرج من أصلابهم من يعبد الله".

 

فيصد أهل مكة النبي ودعوته، ويصد أهل الطائف المصطفى عليه الصلاة والسلام ودعوته، ثم يعود المصطفى عليه الصلاة والسلام إلى مكة ولكنها عودة الخائف، فمحمد صلى الله عليه وسلم هو ابن عبد المطلب، وابن الأسرة المالكة في مكة لا يستطيع الجلوس في مكة إلا في جوار المطعم بن عدي، فلا يستطيع المصطفى أن يأمن على نفسه حتى يؤمنه رجل من كفار قريش، يا الله ما أصعبها على كريم من الكرام! هنا تأتي الصلاة فيؤمر النبي صلى الله عليه وسلم بصحبة جبريل عليه السلام ﴿ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾ [الإسراء: 1].

 

فيتوجه النبي صلى الله عليه وسلم مع جبريل بالبراق إلى بيت المقدس، فيصلي بالأنبياء عليهم الصلاة والسلام، ثم تنخرم نواميس الكون، فيصعد سيد البشر إلى السماء فيلتقي بأنبياء الله ورسله، في كل سماء يلقى نبيًّا من الأنبياء حتى يصل إلى سدرة المنتهى بصحبة جبريل، كلما استفتحوا سماء سأله أهلها عن مرافقه فيقول: هذا محمد، فيسألون: أبُعِث؟ ثم يمشي المصطفى عليه الصلاة السلام، وفي لحظة يتوقف جبريل عن مصاحبته، ويكون كالحلس البالي من خشية الله تبارك وتعالى، فيتقدم المصطفى في مكان لم يصله أحد من الخلق، فيخاطبه الله جل جلاله مباشرة دون واسطة ولا ترجمان بالصلوات الخمس؛ لتعرفوا عظمتها، فيشرعها الله عز وجل أول ما شرعها خمسين صلاةً، ثم خُفِّفت إلى خمس صلوات، فيقول ربنا: أتممت فريضتي خمس في الأداء خمسون في الأجر.

 

تؤثر صلاتنا في حياتنا إذا ذكرنا أنها فريضة السماء فرضها الله جل وعلا في السماء وفرضها أول ما فرضها خمسين؛ لعظيم حاجتنا إليها، فالله غني عن كل أحد.

 

تؤثر صلاتنا في حياتنا إذا علمنا أن صلاتنا هي سبيل قوتنا، وخلاص همومنا وغمومنا؛ لأن الصلاة هي الصلة بين العبد وربه، وأي عاقل الذي يقطع صلته بربِّه جل وعلا؛ ولذا كانت الصلاة هي السكينة والسلوان والسبيل للتخلص والتخفف من مشاغل الحياة.

 

تؤثر صلاتنا في حياتنا إذا استشعرنا حفاوة الله بها وبأهلها، هي فريضة السماء، فرضها الله على رسوله بلا واسطة، ولأهمية أدائها في الوقت جماعة من المسلمين أُمِر جبريل أن ينزل في يومين متواليين على نبينا عليه الصلاة والسلام، فيصلي معه في أول الوقت في اليوم الأول، وفي آخرها في اليوم الثاني، ثم يقول: يا محمد، الوقت بين هذين الوقتين ﴿ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا ﴾ [النساء: 103]، فمن أخَّر الصلاة، ألا يعلم أن الله شرعها وأنزل جبريل من السماء ليعلم محمدًا عليه الصلاة والسلام وقتها.

 

تؤثر صلاتنا في حياتنا إذا علمنا أن الله جل جلاله فرضها في بيته فالمساجد بيوت الله جل وعلا ﴿ وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا ﴾ [الجن: 18].

 

وما أمر الله بها في بيته إلا ليكرم أهلها، فهل استشعرت ذلك أخي المصلي، قال عليه الصلاة والسلام: "من غدا إلى المسجد أو راح أعَدَّ الله له نُزُلًا كلما غدا أو راح"، هل استشعرت يا أخي أنك بخطواتك لبيت الله تبارك وتعالى أن الجنة تتزيَّن لك؟

 

تؤثر صلاتنا في حياتنا إذا كانت هي أولى اهتماماتنا، فنهتم بها، ونفرغ أنفسنا في أوقاتها، ولنجعل هموم الدنيا وأشغالها تُزاحِم إقامة صلاتنا، فكلما حاولت التركيز في الصلاة، واستشعرت أن الله يخاطبك ويناجيك، وأن فيها مفاتيح الخير في الدنيا والآخرة ألم تسمعوا: ﴿ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ﴾ [المؤمنون: 1] فلاحًا مطلقًا في الدنيا وفي الآخرة.

 

تؤثر صلاتنا في حياتنا إذا حاولنا التركيز في دلالات هيئاتها والأذكار المشروعة فيها، وحُسْن الاستعداد لها، فهنا سيأتيك من بركاتها ما لا يخطر لك ببالٍ، فتزين لها بحسن اللباس والطيب والنظافة، واعمل بقول الله: ﴿ يَابَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ﴾ [الأعراف: 31].

 

يا أخي، هل تعلم بين يدي من تقف؟ أحسن وقوفك بين يدي الله، فمن أحسن الوقوف بين يدي الله في الصلاة حسن وقوفه بين يدي الله يوم القيامة، ومن ضيَّعها فهو لما سواها أضيع، فلعل كلام رسولنا عليه الصلاة والسلام يجعل في قلوبنا رجوعًا إلى الحق، حتى نفوز مع من فاز، اللهم اجعلني وإخواني من الفائزين، "إِنَّ الْعَبْدَ لَيُصَلِّي الصَّلَاةَ مَا يُكْتَبُ لَهُ مِنْهَا، إِلَّا عُشْرُهَا، تُسْعُهَا، ثُمُنُهَا، سُبُعُهَا، سُدُسُهَا، خُمُسُهَا، رُبُعُهَا، ثُلُثُهَا، نِصْفُهَا".

 

ومن الناس عياذًا بالله من تكب في وجهه، فلا يكتب له منها شيء؛ ولذا أمرك المصطفى عليه الصلاة والسلام بالسكينة في الذَّهاب إليها، فيا أخي، لا تزاحم الصلاة بشيء، اقطع صلاتك بالخلائق جميعًا، فأنت متَّصِل بربِّك جل وعلا، وما سميت الصلاةُ صلاةً، إلا لأنها صلة بين العبد وخالقه، واعمل بوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم "إذا أقيمت الصلاة فامشوا وعليكم السكينة، فما أدركتم فصلُّوا وما فاتكم فأتمُّوا".

 

تؤثر صلاتنا في حياتنا إذا استثمرنا كل شيء فيها، فالمؤذن يؤذن ومتابعة الأذان والذكر بعد الأذان فيه مغفرة الذنوب، وسؤال الوسيلة للمصطفى صلى الله عليه وسلم بها تحل شفاعة المصطفى للعبد.

 

ثم بعد ذلك وقت لإجابة الدعاء، فأين أصحاب الحاجات؟

استثمر كل شيء فيها، فمتابعة الأذان واحتساب الخطوات، فكل خطوة ترفعك درجةً، وتحطُّ عنك خطيئةً، واستشعار فضل الوضوء وإسباغه والعناية به، فهو سبيل مغفرة الذنوب، فالذنوب تخرج مع آخر قطر ماء بكل عضو تغسله، فإذا أتمَمْتَ صلاتك وشهدت الشهادتين، فُتِحت لك أبوابُ الجنة الثمانية، واستشعار استغفار الملائكة للداخل من أبواب المساجد، فالملائكة موكلة بالعبد إذا دخل بيت الله جل وعلا أن تستغفر له "اللهم اغفر له، اللهم ارحمه" حتى يخرج أو يحدث.

 

تؤثر صلاتنا في حياتنا إذا علمنا أن الله جل وعلا في صلاتنا قِبَل وجهنا، وأن الله يرد علينا كلامنا، اسمع لهذا الحديث العظيم، واستشعره بقلبك، علَّ الله أن يحيي قلبي وقلبك، عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال، قال الله جل وعلا: "قَسَمْتُ الصَّلَاةَ بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي نِصْفَيْنِ، وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ، فَإِذَا قَالَ الْعَبْدُ: ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الفاتحة: 2]، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: حَمِدَنِي عَبْدِي، وَإِذَا قَالَ: ﴿ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ﴾ [الفاتحة: 1]، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: أَثْنَى عَلَيَّ عَبْدِي، وَإِذَا قَالَ: ﴿ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ﴾ [الفاتحة: 4]، قَالَ: مَجَّدَنِي عَبْدِي - وَقَالَ مَرَّةً: فَوَّضَ إِلَيَّ عَبْدِي - فَإِذَا قَالَ: ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾ [الفاتحة: 5]، قَالَ: هَذَا بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي، وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ، فَإِذَا قَالَ: ﴿ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ ﴾ [الفاتحة: 6، 7]، قَالَ: هَذَا لِعَبْدِي وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ".

 

الله يخاطبنا، فهل يليق بنا ونحن الضعفاء الفقراء أن ننصرف عنه وأما من ينصرف فالله ينصرف عنه عياذًا بالله.

 

تؤثر صلاتنا في حياتنا إذا تأملنا في صلاة الصالحين العارفين، فهذا إمامنا وقدوتنا محمد صلى الله عليه وسلم يضرب أروع الأمثال لا سيَّما إذا صَلَّى وحده، فهو لا يُراعي أحدًا.

 

يروى حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال: "صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَافْتَتَحَ الْبَقَرَةَ، فَقُلْتُ: يَرْكَعُ عِنْدَ الْمِائَةِ، ثُمَّ مَضَى، فَقُلْتُ: يُصَلِّي بِهَا فِي رَكْعَةٍ، فَمَضَى، فَقُلْتُ: يَرْكَعُ بِهَا، ثُمَّ افْتَتَحَ النِّسَاءَ، فَقَرَأَهَا، ثُمَّ افْتَتَحَ آلَ عِمْرَانَ، فَقَرَأَهَا، يَقْرَأُ مُتَرَسِّلًا، إِذَا مَرَّ بِآيَةٍ فِيهَا تَسْبِيحٌ سَبَّحَ، وَإِذَا مَرَّ بِسُؤَالٍ سَأَلَ، وَإِذَا مَرَّ بِتَعَوُّذٍ تَعَوَّذَ، ثُمَّ رَكَعَ، فَجَعَلَ يَقُولُ: سُبْحَانَ رَبِّيَ الْعَظِيمِ، فَكَانَ رُكُوعُهُ نَحْوًا مِنْ قِيَامِهِ، ثُمَّ قَالَ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، ثُمَّ قَامَ طَوِيلًا قَرِيبًا مِمَّا رَكَعَ، ثُمَّ سَجَدَ، فَقَالَ: سُبْحَانَ رَبِّيَ الْأَعْلَى، فَكَانَ سُجُودُهُ قَرِيبًا مِنْ قِيَامِهِ. قَالَ: وَفِي حَدِيثِ جَرِيرٍ مِنَ الزِّيَادَةِ، فَقَالَ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ".

 

تؤثر الصلاة في حياتنا إذا قررنا، وأمعنَّا النظر في فضائل الصلاة والركوع والسجود والخطوات إلى المسجد، واستشعرنا فضلها، وعزمنا على العمل بمقتضاها، ألا تعلم أنه من حضر الصلاة مع الإمام فقرأ الإمام الفاتحة فأمَّن، فوافق تأمينه تأمين الملائكة، غفر له ما تقدَّم من ذنبه.

 

فأدِم القراءة في فضائلها، واجعل هذا همَّك الأول.

 

تؤثر صلاتنا في حياتنا إذا تعلمنا معاني أذكار الصلاة ونوَّعنا في السنن المتنوعة التي جاءت بطرق مختلفة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

 

تؤثر صلاتنا في حياتنا إذا علمنا أن سبيل فلاحنا في دنيانا وأُخْرنا في صلاتنا، فرفعنا أكُفَّ الضراعة لربنا جل وعلا أن يصلح شأن صلاتنا.

 

فمن صلحت صلاته، صلح سائر عمله، وكملوا صلاتكم بالنوافل، واعلموا أن للصلاة أثرًا، فمن لم يجد أثرًا لصلاته فليراجع صلاته ﴿ اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ﴾ [العنكبوت: 45].

 

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.

 

الخطبة الثانية

الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيمًا لشانه، وأشهد أن محمدًا عبد الله ورسوله، الداعي إلى رضوانه، صل الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه، ومن اقتفى أثره إلى يوم الدين، أما بعد:

عباد الله، إذا أردنا تؤثر الصلاة في حياتنا فعلينا أن نعترف جميعًا بتقصيرنا فيها؛ ولذلك أمرنا بعد الصلاة أن نستغفر الله ثلاثًا فحق الله عظيم.

 

اللهم اجعلنا مُعظِّمين لأمرك، مؤتمرين به، واجعلنا مُعظمِّين لما نهيت عنه منتهين عنه، اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك.

 

اللهم إنا نسألك بأسمائك الحسنى وصفاتك العلى أن تعز الإسلام والمسلمين، وأن تذل الشرك والمشركين، وأن تدمِّر أعداء الدين، وأن تنصر من نصر الدين، وأن تخذل من خذله، وأن توالي من والاه بقوَّتك يا جبَّار السماوات والأرض.

 

اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، اللهم وفِّق ولاة أمرنا لما تحب وترضى، وخذ بنواصيهم للبر والتقوى.

 

اللهم من أرادنا وأراد ديننا وأمننا وشبابنا ونساءنا بسوء وفتنة، اللهم اجعل كيده في نَحْره، واجعل تدبيره دماره، يا سميع الدعاء، اللهم كن لإخواننا المرابطين على الحدود، وجازهم خير الجزاء، اللهم اقبل من مات منهم، واخلفهم في أهليهم يا رب العالمين.

 

اللهم أصلح أحوال المسلمين في كل مكان، اللهم أصلح أحوال المسلمين في كل مكان، واجمع كلمتهم على ما يرضيك يا رب العالمين، اللهم بواسع رحمتك وجودك وإحسانك، يا ذ الجلال والإكرام، اجعل اجتماعنا هذا اجتماعًا مرحومًا، وتفرُّقنا من بعده تفرُّقًا معصومًا.

 

اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات المؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات، اللهم اغفر لآبائنا وأمهاتنا وجازهم عنا خير الجزاء، اللهم من كان منهم حيًّا فأطل عمره، وأصلح عمله، وارزقنا بِرَّه ورضاه، ومن سبق للآخرة فارحمه رحمةً من عندك تغنيهم عن رحمة من سواك.

 

اللهم ارحم المسلمين والمسلمات، اللهم اغفر لأموات المسلمين الذين شهدوا لك بالوحدانية، ولنبيِّك بالرسالة، اللهم جازهم بالحسنات إحسانًا وبالسيئات عفوًا وغفرانًا يا رب العالمين.

 

اللهم احفظنا بحفظك، واكلأنا برعايتك، ووفقنا لهداك، واجعل عملنا في رضاك.

 

اللهم أصلحنا وأصلح ذريتنا وأزواجنا وإخواننا وأخواتنا ومن لهم حق علينا يا رب العالمين.

 

اللهم ثبِّتنا على قولك الثابت في الحياة الدنيا والآخرة يا أرحم الراحمين، اللهم كن لإخواننا المسلمين في كل مكان، اللهم كن لهم بالشام وكل مكان يا رب العالمين.

 

اللهم إنا نسألك بأنك أنت الصمد تصمد إليك الخلائق في حوائجها لكل واحد منا حاجة لا يعلمها إلا أنت، اللهم بواسع جودك ورحمتك وعظيم عطائك، اقضِ لكل واحد منا حاجته يا أرحم الراحمين.

 

اللهم اغفر لنا في جمعتنا هذه أجمعين يا أرحم الراحمين، اللهم اغفر لآبائنا وأمهاتنا وجازهم عنا خير ما جازيت والدًا عن والده، اللهم من كان منهم حيًّا فأطِل عمره، وأصلح عمله، وارزقنا بره ورضاه، ومن كان منهم ميتًا فارحمه برحمتك التي وسعت كل شيء، وجميع أموات المسلمين يا أرحم الراحمين.

 

﴿ سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الصافات: 180 - 182]، وصل الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • الصلاة تحافظ على فطرة الحياة
  • الصلاة والحياة: تأملات في الأبعاد والتمثلات (الإقامة)
  • كلمات الحب في حياة الحبيب عليه الصلاة والسلام
  • أهمية الصلاة في حياة المسلمين (خطبة)
  • خطبة حق الصحابة رضوان الله عليهم

مختارات من الشبكة

  • "كيف حالك" في كلام الفصحاء(مقالة - حضارة الكلمة)
  • خطبة: كيف نغرس حب السيرة في قلوب الشباب؟ (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • كيف تكون خطبة الجمعة خطبة عظيمة ومؤثرة؟ (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • كيف تختار المرأة زوجها وكيف يختارها؟(مقالة - آفاق الشريعة)
  • كيف تشتري كتابا محققا؟ وكيف تميز بين تحقيق وآخر إذا تعددت تحقيقات النص؟(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • كيف أعرف نمط شخصية طفلي؟ وكيف أتعامل معها؟(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • كيف تبدأ الأمور وكيف ننجزها؟(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • كيف تنظر إلى ذاتك وكيف تزيد ثقتك بنفسك؟(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • السلوك المزعج للأولاد: كيف نفهمه؟ وكيف نعالجه؟ (3) صفات السن(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • السلوك المزعج للأولاد: كيف نفهمه؟ وكيف نعالجه؟ (2) الأساليب الخاطئة(مقالة - مجتمع وإصلاح)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • دفعة جديدة من خريجي برامج الدراسات الإسلامية في أستراليا
  • حجاج القرم يستعدون لرحلتهم المقدسة بندوة تثقيفية شاملة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 20/11/1446هـ - الساعة: 15:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب