• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    فضائل الأيام العشر (خطبة)
    رمضان صالح العجرمي
  •  
    أفضل أيام الدنيا (خطبة)
    د. محمد بن مجدوع الشهري
  •  
    أحكام عشر ذي الحجة (خطبة)
    الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري
  •  
    أحكام عشر ذي الحجة
    د. فهد بن ابراهيم الجمعة
  •  
    أدلة الأحكام المتفق عليها
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    الأنثى كالذكر في الأحكام الشرعية
    الشيخ أحمد الزومان
  •  
    الإنفاق في سبيل الله من صفات المتقين
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    النهي عن أكل ما نسي المسلم تذكيته
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    الحج: آداب وأخلاق (خطبة)
    الشيخ محمد بن إبراهيم السبر
  •  
    يصلح القصد في أصل الحكم وليس في وصفه أو نتيجته
    ياسر جابر الجمال
  •  
    المرأة في القرآن (1)
    قاسم عاشور
  •  
    ملخص من شرح كتاب الحج (11)
    يحيى بن إبراهيم الشيخي
  •  
    الإنصاف من صفات الكرام ذوي الذمم والهمم
    د. ضياء الدين عبدالله الصالح
  •  
    الأسوة الحسنة
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    أحكام المغالبات
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    تفسير: (ذلك جزيناهم بما كفروا وهل نجازي إلا ...
    تفسير القرآن الكريم
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / عقيدة وتوحيد
علامة باركود

التفسير الموضوعي للقرآن الكريم: نبوة المصطفى عليه السلام في القرآن الكريم

نبوة المصطفى عليه السلام في القرآن الكريم
د. سمير الخال

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 2/10/2024 ميلادي - 28/3/1446 هجري

الزيارات: 1914

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

التفسير الموضوعي للقرآن الكريم: نبوة المصطفى عليه السلام في القرآن الكريم

 

مقدمة:

استأثرت نبوَّة المصطفى عليه الصلاة والسلام باهتمام متزايد من طرف القرآن الكريم، بالنظر إلى كونها قضية باتت تشكل أصل أصول العقيدة الإسلامية من جهة، وما يتفرع عن إيمان المؤمن بصدقها من تأثيرات مسَّت الحياة العملية للمسلم والمجتمع الإسلامي على مستوى العبادات، أو المعاملات أو الأخلاق، من جهة ثانية.

 

وهكذا، فلا معنى للتصديق بأركان الإيمان الستة (وهي: الإيمان بالله، وملائكته، وكُتُبه، ورُسُله، واليوم الآخر، والقَدَر خيره وشرّه) إلا بإثبات صحة نبوَّة محمد صلى الله عليه وسلم. وقُلْ مثل ذلك في باقي مجالات الغيب (كالإيمان بالروح، وعالم الجن والشياطين، وأخبار الأمم الأخرى، وغيرها من الأمور الغيبية).

 

وإذا كانت صحة نبوة محمد عليه السلام قد باتت تشكل أصل أصول الإيمان والغيب معًا، فإن إثبات صحتها يشكل إحدى أهم الدعائم الأساسية في الصرح الفقهي الإسلامي؛ لما تتفرع عن الإقرار بها من فروع عملية في مجال العبادات، والمعاملات، والأخلاق، على حدٍّ سواء.

 

وهكذا، يمكن أن نستخلص أن اهتمام القرآن الكريم بقضية إثبات صحة نبوَّة نبينا محمد عليه الصلاة والسلام لم يكن من باب الفضول المعرفي، ولا الترف العلمي، ولا التُّخَمة الفكرية، ولا نافلة القول؛ وإنما لبُعْدها المنهجي الخطير في النسيج التأصيلي الكلي لدين الإسلام عقيدةً وشريعةً، وما يتفرع عنه من سائر أصوله الكلية من جهة، وباقي فروعه الجزئية من جهة ثانية.

 

تبعًا لذلك، فإن عرض منهج تناول الآيات القرآنية لقضية نبوَّة المصطفى عليه الصلاة والسلام يسوقنا إلى الابتداء بتوجيه ذي بالٍ متميز، في ارتباطه بإحدى أهم الملاحظات التي تشدُّ انتباه الباحث المشتغل على التناول القرآني لنبوَّة المصطفى عليه الصلاة والسلام، في علاقته بكثرة أسماء المصطفى عليه السلام وألقابه وأوصافه من جهة، وكثرة ذكر صحة نسبة الوحي الإلهي إليه في القرآن الكريم من جهة ثانية.

 

أسماء المصطفى عليه السلام وألقابه وصفاته في القرآن الكريم:

ومن ذلك:

محمد: ومن المواطن التي صرح فيها القرآن بهذا الاسم قوله تعالى: ﴿ وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ ﴾ [آل عمران: 144].

 

على أن اسم محمد (منقول من صفة هي في معنى محمود، ولكن فيه معنى المبالغة والتكرار؛ فالمحمد هو الذي حمد مرة بعد مرة. [...] وكذلك الممدوح ونحو ذلك. فاسم محمد مطابق لمعناه، والله سبحانه سمَّاه قبل أن يسمي به نفسه، فهذا علم من أعلام نبوَّته، إذ كان اسمه صادقًا عليه، فهو محمود في الدنيا؛ لما هدي إليه ونفع به من العلم والحكمة، وهو محمود في الآخرة بالشفاعة، فقد تكرر معنى الحمد كما يقتضي اللفظ)[1].


ومن لطائف تدبر القرآن الكريم، ما له تعلُّق بالمواضع التي ذكر فيها اسم محمد، ومنها الآية السابقة من سورة آل عمران؛ وذلك أن الله -لما جعل سُنَّة الموت قاضية على كل البشر بمن فيهم الأنبياء- جعل صفاتهم الحميدة باقية عبر الأجيال.


أحمد: قال تعالى: ﴿ وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَابَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ ﴾ [الصف: 6].

 

والملاحظ أن أحمد، إنما هو (اسم علم منقول من صفة لا من فعل، فتلك الصفة أفعل التي يُراد بها التفضيل، فمعنى أحمد؛ أي: أحمد الحامدين لربه. والأنبياء صلوات الله عليهم كلهم حامدون الله، ونبينا أحمد أكثرهم حمدًا)[2].


ومن لطائف القرآن الكريم، ما له ارتباط ببشارة عيسى بنبوَّة نبينا محمد، التي كانت من خلال اسمه أحمد؛ فبأحمد ذكره قبل أن يذكره بمحمد؛ لأن حمده لربه كان قبل حمد الناس له، فلما وجد وبعث كان محمدًا بالفعل، وكذلك في الشفاعة يحمد ربه بالمحامد التي يفتحها عليه، فيكون أحمد الناس لربه ثم يشفع فيحمد على شفاعته[3].


النبي والرسول: وقد تردد ذكرهما في القرآن الكريم في آيات كثيرة، منها قوله تعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ ﴾ [الطلاق: 1] الآية، ومن ذلك أيضًا قوله تعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا ﴾ [النساء: 59].

 

ورغم التقارب الدلالي بين كلمتَي النبي والرسول بالنظر إلى اشتراكهما في الدلالة على تبليغ رسالة الخالق ووحيه إلى الخلق، إلا أن ذلك لا يعني تطابقهما المعنوي الذي يصل إلى حد الترادف بينهما، بالنظر إلى أن فارقًا دلاليًّا ظاهرٌ بينهما، من خلال التأكيد على أن الرسول مأمور بدعوة الخلق إلى الحق بشريعة جديدة ناسخة لما قبلها أو معها زمانيًّا؛ كنوح، وإبراهيم، وموسى، وعيسى، ومحمد، عليهم الصلاة والسلام. وأما وظيفة النبي فهي دعوة الخلق إلى طريق الحق بشريعة رسول معه أو قبله زمانيًّا؛ كنبي الله هارون في علاقته برسول الله موسى عليهما السلام، والنبي لوط في ارتباطه بالرسول إبراهيم عليهما السلام، وهكذا.


المزمل والمدثر: وقد وردا في قوله تعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ * قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا ﴾ [المزمل: 1، 2]. وكذلك في قوله تعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنْذِرْ ﴾ [المدثر: 1، 2].

 

والمزملوالمدثرصفتان للنبي عليه الصلاة والسلام تدور دلالتهما على المتغطي بالثوب حقيقة، أو المغطى بالنبوة مجازًا. والسبب في ذلك ما ذكره (قال ابن عباس: أول ما جاءه [أي: النبيَّ عليه الصلاة والسلام] جبريلُ عليه السلام خافه وظن أن به مسًّا من الجن، فرجع من الجبل مرتعدًا، وقال: زمِّلوني، فبينا هو كذلك إذ جاء جبريل وناداه وقال: يا أيها المُزَّمِّل)[4].


وفي سنة رسول الله بيان للتمايز النزولي بين المزمل والمدثر، يجليهما ما ورد في الصحيح في قصة بدء الوحي من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: (أَوَّلُ مَا بُدِئَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الوَحْيِ الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ فِي النَّوْمِ، فَكَانَ لا يَرَى رُؤْيَا إِلَّا جَاءَتْ مِثْلَ فَلَقِ الصُّبْحِ، ثُمَّ حُبِّبَ إِلَيْهِ الخَلاءُ، وَكَانَ يَخْلُو بِغَارِ حِرَاءٍ فَيَتَحَنَّثُ فِيهِ -وَهُوَ التَّعَبُّدُ- اللَّيَالِيَ ذَوَاتِ العَدَدِ قَبْلَ أَنْ يَنْزِعَ إِلَى أَهْلِهِ، وَيَتَزَوَّدُ لِذَلِكَ، ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَى خَدِيجَةَ فَيَتَزَوَّدُ لِمِثْلِهَا، حَتَّى جَاءَهُ الحَقُّ وَهُوَ فِي غَارِ حِرَاءٍ، فَجَاءَهُ المَلَكُ فَقَالَ: اقْرَأْ، قَالَ: «مَا أَنَا بِقَارِئٍ»، قَالَ: "فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الجَهْدَ ثُمَّ أَرْسَلَنِي، فَقَالَ: اقْرَأْ، قُلْتُ: مَا أَنَا بِقَارِئٍ، فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّانِيَةَ حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الجَهْدَ ثُمَّ أَرْسَلَنِي، فَقَالَ: اقْرَأْ، فَقُلْتُ: مَا أَنَا بِقَارِئٍ، فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّالِثَةَ ثُمَّ أَرْسَلَنِي، فَقَالَ: ﴿ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ ﴾ [العلق: 1 - 3]". فَرَجَعَ بِهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرْجُفُ فُؤَادُهُ، فَدَخَلَ عَلَى خَدِيجَةَ بِنْتِ خُوَيْلِدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، فَقَالَ: «زَمِّلُونِي زَمِّلُونِي» فَزَمَّلُوهُ حَتَّى ذَهَبَ عَنْهُ الرَّوْعُ)[5].


وأما المدثر، فتشير إليها قصة فتور الوحي وانقطاعه عن المصطفى عليه الصلاة والسلام، ففي حديث: (جَابِر بْن عَبْدِ اللَّهِ -رضي الله عنهما- أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «ثُمَّ فَتَرَ عَنِّي الْوَحْيُ فَتْرَةً، فَبَيْنَا أَنَا أَمْشِي سَمِعْتُ صَوْتًا مِنَ السَّمَاءِ، فَرَفَعْتُ بَصَرِي قِبَلَ السَّمَاءِ فَإِذَا الْمَلَكُ الَّذِي جَاءَنِي بِحِرَاءٍ قَاعِدٌ عَلَى كُرْسِي بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ، فَجُئِثْتُ مِنْهُ حَتَّى هَوَيْتُ إِلَى الأَرْضِ، فَجِئْتُ أَهْلِي فَقُلْتُ: زَمِّلُونِي زَمِّلُونِي، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿ يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ ﴾ [المدثر: 1] إِلَى ﴿ فَاهْجُرْ ﴾ [المدثر: 5])[6].


ومن لطائف القرآن الكريم، أن الله تعالى خاطَبَ نبيَّه محمدًا عليه السلام بالمزمل والمدثر ههنا؛ لأن الأمر يتعلق ببدايات نزول الوحي على المصطفى عليه الصلاة والسلام، وليس وقتئذٍ شيء مما يبلِّغ به غيره، مما يصح ربطه بالنبوَّة والرسالة، فناسب ذلك نداء الله تعالى له بالمزمل أو المدثر.


الشاهد، والمبشر، والنذير، والداعي إلى الله، والسراج المنير؛ وهي مجموعة في سياق قرآني واحد عند قوله تعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا ﴾ [الأحزاب: 45، 46].


وأما دلالة الشاهد، والمبشر، والنذير، والداعي إلى الله، والسراج المنير، فبالنظر إلى أنه عليه السلام شاهد على أمته بتبليغه الرسالة إليهم. كما أنه شاهد على سائر الأمم بتبليغ أنبيائهم وحي ربهم إليهم، ونحو ذلك. وهو مع ذلك مُبشِّر للمؤمنين برحمة الله وبالجنة، ونذير للعصاة والمكذبين من النار وعذاب الخلد. وهو كذلك داعٍ إلى الله بأذنه (أي: بأمره) بتبليغ التوحيد والأخذ به، والانقياد لطاعته. بالإضافة إلى أنه سراج (أي: مصباح) منير، وهي ههنا استعارة للنور الذي يتضمنه شرع، من خلال إضاءته قلوب العباد بنور الوحي، كما يضيء السراج المنير ما حوله[7].


المُذَكِّر: وهو الواعظ الذي يعظُ الناس ويخوِّفهم من التمادي في الكفر والشرك بالله، وترك طاعته، والوقوع في معصيته، قال تعالى: ﴿ فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ ﴾ [الغاشية: 21].


الرؤوف والرحيم: وهما اسمان متقاربان يحومان حول معنى واحد وهو الرحمة، وإن كانت صفة الرحمة في اسم الرؤوف أكثر ظهورًا منها في اسم الرحيم، ما دامت الرأفة أعلى وأجل من الرحمة. ثم إن ذكر الرحيم بعد الرؤوف مندرج تحت إطار ورود الخاص قبل العام؛ للتأكيد على أهمية هذا الخاص في النسق المعرفي والمنهجي للعام، قال تعالى: ﴿ لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَاعَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ﴾ [التوبة: 128].


رحمة للعالمين: لأنه عليه السلام جاء بدين أساسه الرحمة للناس كلهم، متجلية أبعادها في هداية البشر إلى خير الدنيا والآخرة، قال تعالى: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ﴾ [الأنبياء: 107].


خاتم النبيين: (والخاتم بفتح التاء وكسرها بمعنى واحد)؛ فهو آخرُ الأنبياء وخاتمُهم، الذي خَتَمَهم وخُتِموا به، فهو بالنسبة إليهم كالخاتم والطابع الذي يوضع في آخر الرسالة لإغلاقها، قال تعالى: ﴿ مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ ﴾ [الأحزاب: 40].


الهادي: أي المرشد والدالُّ والداعي إلى الصراط المستقيم، من خلال إظهار الدلائل على صحة الوحي، وكذلك هداية متبعي الطريق المستقيم إلى أقوم طريق موصل إلى صلاح الدين والدنيا، قال تعالى: ﴿ وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾ [الشورى: 52].


النور: وهوالضياء الواضح الذي يرشد من سلكه إلى الطريق الموصلة إلى الله تعالى، وعلة وصفه عليه السلام (بالنور ظاهرة؛ لأن النور الظاهر هو الذي يتقوى به البصر على إدراك الأشياء الظاهرة، والنور الباطن أيضًا هو الذي تتقوى به البصيرة على إدراك الحقائق والمعقولات)[8]. قال تعالى: ﴿ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ ﴾ [المائدة: 15].


النبي الأُمِّي: قال تعالى: ﴿ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ﴾ [الأعراف: 158].


وعن دلالة صفة الأُمِّيَّة ههنا، يقول (قال ابن عباس رضي الله عنه: كان نبيُّكم صلى الله عليه وسلم أُمِّيًّا لا يكتب ولا يقرأ ولا يحسب، قال الله تعالى: ﴿ وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ ﴾ [العنكبوت: 48] الآية. وروي في الصحيح عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إِنَّا أُمَّةٌ أُمِّيَّةٌ، لا نَكْتُبُ وَلا نَحْسُبُ")[9].


ونظرًا لأن قضية أمية النبي صلى الله عليه وسلم قد باتت محل تشكيك من البعض، فالواجب تخصيص هذه المسألة بمزيد توضيح، بالتأكيد على أن (العرب أكثرهم ما كانوا يكتبون ولا يقرؤون والنبي عليه الصلاة والسلام كان كذلك؛ فلهذا السبب وصفه بكونه أميًّا. قال أهل التحقيق: وكونه أميًّا بهذا التفسير كان من جملة معجزاته، وبيانه من وجوه:

الأول: أنه عليه الصلاة والسلام كان يقرأ عليهم كتاب الله تعالى منظومًا مرة بعد أخرى من غير تبديل ألفاظه ولا تغيير كلماته، والخطيب من العرب إذا ارتجل خطبة ثم أعادها فإنه لا بد وأن يزيد فيها وأن ينقص عنها بالقليل والكثير، ثم إنه عليه الصلاة والسلام مع أنه ما كان يكتب وما كان يقرأ يتلو كتاب الله من غير زيادة ولا نقصان ولا تغيير. فكان ذلك من المعجزات وإليه الإشارة بقوله تعالى: ﴿ سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنْسَى ﴾ [الأعلى: 6].


والثاني: أنه لو كان يحسن الخط والقراءة لصار مُتَّهمًا في أنه ربما طالَعَ كُتُب الأوَّلين فحصل هذه العلوم من تلك المطالعة، فلما أتى بهذا القرآن العظيم المشتمل على العلوم الكثيرة من غير تعَلُّم ولا مطالعة، كان ذلك من المعجزات، وهذا هو المراد من قوله: ﴿ وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ ﴾ [العنكبوت: 48].


الثالث: أن تعلم الخط شيء سهل؛ فإن أقل الناس ذكاء وفطنة يتعلمون الخط بأدنى سعي، فعدم تعلمه يدل على نقصان عظيم في الفهم، ثم إنه تعالى آتاه علوم الأوَّلين والآخرين، وأعطاه من العلوم والحقائق ما لم يصل إليه أحد من البشر، ومع تلك القوة العظيمة في العقل والفهم جعله بحيث لم يتعلم الخط الذي يسهل تعَلُّمه على أقل الخلق عقلًا وفَهْمًا، فكان الجمع بين هاتين الحالتين المتضادتين جاريًا مجرى الجمع بين الضدَّيْن، وذلك من الأمور الخارقة للعادة وجارٍ مجرى المعجزات)[10].


ومما سبق، يمكن استخلاص الخلاصة التالية، في علاقتها بالقرآن الكريم الذي أعطى للرسول صلى الله عليه وسلم عدة أسماء، وألقاب، وأوصاف. وهذه الكثرة تفيد أمرين اثنين؛ يتحدد الأول منهما بالنظر إلى الأهمية البالغة التي وضعها القرآن الكريم لرسول الله صلى الله عليه وسلم، في علاقته بالنسق المعرفي للقرآن الكريم نفسه. وبيان ذلك تجليه قاعدة عقلية كونية مفادها (أن كثرة الأسماء تدل على شرف المسمى، أو كماله في أمر من الأمور. أما ترى أن كثرة أسماء الأسد دلت على كمال قوته، وكثرة أسماء القيامة دلت على كمال شدتها وصعوبتها، وكثرة أسماء الداهية دلت على شدة نكايتها، وكذلك كثرة أسماء الله تعالى دلت على كمال جلال عظمته، وكثرة أسماء النبي صلى الله عليه وسلم دلت على علو رتبته، وسمو درجته، وكذلك كثرة أسماء القرآن دلت على شرفه، وفضيلته)[11].

 

وأما ثاني الأمرين المستفادين من الخلاصة السابقة، فبالنظر إلى أن أسماء النبي عليه الصلاة والسلام، وألقابه، وصفاته، ليست مترادفة ومتطابقة دلاليًّا، بل ما من اسم، أو لقب، أو صفة، إلا ويحمل سمات دلالية تعتبر قاسمًا مشتركًا مع غيرها من الأسماء، أو الألقاب، أو الصفات، مع انفرادها بسمات دلالية تميزها عن غيرها.

 

القرآن الكريم وصحة نسبة وحي الله للمصطفى عليه السلام:

لقد نسبت الآيات القرآنية في مواضع كثيرة وحي الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم، مؤكدة على صحة استمداده عليه السلام من وحي السماء في مواطن كثيرة، من خلال ربطه بقضايا متنوعة منها:

إثبات الوحي للرسول عليه السلام: لقد حسم القرآن الكريم في كون ما جاء به الرسول محمد عليه الصلاة والسلام وَحْيًا إلهيًّا، مزيلًا استغراب العرب من تخصيص الله له بالنبوَّة رغم صفته البشرية وانتمائه إلى نفس جنسهم العربي، جاعلين هذا الوحي من قبيل السحر اللطيف المؤثر على سامعه، فقال تعالى: ﴿ أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَبًا أَنْ أَوْحَيْنَا إِلَى رَجُلٍ مِنْهُمْ أَنْ أَنْذِرِ النَّاسَ وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ قَالَ الْكَافِرُونَ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ مُبِينٌ ﴾ [يونس: 2].


الرسول عليه السلام يُوحى إليه مثل باقي الأنبياء: تطرق القرآن الكريم إلى نبوة المصطفى عليه الصلاة والسلام باعتبارها مندرجة ضمن إطار جنس الوحي الإلهي الذي تفضل الله تعالى به على من شاء من رسله وأنبيائه، مؤكدًا على أنه عليه السلام ليس بدعة من المرسلين، وإنما هو حلقة من حلقات عباد الله الذين اصطفاهم بالرسالة والنبوة؛ كنوح، وإبراهيم، وابنيه إسماعيل، وإسحاق، وغيرهم، قال تعالى: ﴿ إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا ﴾ [النساء: 163].


إثبات نسبة الوحي إلى المصطفى عليه السلام، وأنه لم يسبق له علم به؛ رَدًّا من القرآن الكريم على من يظن بأن ما جاء به المصطفى عليه السلام من وحي ليس إلا جمعًا وتلفيقًا منه لما ورد في كتب الأمم السابقة -خاصة التوراة والإنجيل- فقد صرح القرآن الكريم بأن الرسول محمدًا عليه الصلاة والسلام لم يسبق له اطِّلاع على وحي الله، ولا علم له به، ولا طلب منه لذلك، فقال تعالى: ﴿ نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ ﴾ [يوسف: 3].


بيان وظيفة الوحي في علاقته بدعوة الآخرين به: فقد صرح القرآن الكريم بأن المقصد من وحي الله لرسوله محمد عليه الصلاة والسلام دعوة العرب ابتداء بالقرآن الكريم، فقال تعالى: ﴿ كَذَلِكَ أَرْسَلْنَاكَ فِي أُمَّةٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهَا أُمَمٌ لِتَتْلُوَ عَلَيْهِمُ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَنِ ﴾ [الرعد: 30] الآية.


نسبة الوحي إلى الرسول واتصاله بأبي الأنبياء إبراهيم: لما كانت العرب على علم وتوقير لملة إبراهيم الحنيفية، وكذلك كانت اليهود والنصارى تنتسبان إليه، فقد تطرق القرآن الكريم إلى وحي الله لمحمد بن عبدالله، من خلال التأكيد على أن هذا الوحي لا يعدو أن يكون من جنس ما جاء به إبراهيم عليه وعلى رسولنا أفضل الصلاة والسلام، فقال تعالى: ﴿ ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴾ [النحل: 123].


نفي كذب المصطفى في الوحي الموحى إليه أو تحريفه إياه: من الأمور الهامة الدافعة إلى تصديق الوحي الإلهي عدمُ تدخل الرسول أو النبي إلى النص الموحى إليه -أثناء تبليغه للناس- بالتحريف زيادةً أو نقصًا، أو بالتأويل على خلاف مقصده الرباني. وهذا ما شهد به القرآن الكريم، من خلال نفي أي تدخل للرسول في بنية النص القرآني نفسه، رغم الإغراءات الكثيرة التي قدمها مشركو العرب إلى الرسول عليه الصلاة والسلام، فقال تعالى: ﴿ وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذًا لَاتَّخَذُوكَ خَلِيلًا ﴾ [الإسراء: 73].


شهادة الله بالحق والصدق على وَحْيه إلى محمد عليه السلام: لقد وصف القرآن وحي الله إلى رسوله محمد بصفتين - هما شرطان لقبول رسالته- بأن يكون هذا الوحي حقًّا من عند الله لا باطل فيه، وأن يكون صدقًا موافقًا للواقع في الإخبار عن الله وأحكامه لا كذب فيه عن الله سبحانه، قال تعالى: ﴿ وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ هُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ ﴾ [فاطر: 31] الآية.


اللغة العربية هي لغة وحي الله إلى نبيه محمد: من القضايا التي كانت ولا تزال موضع إشكال للكتب السماوية السابقة، ما له تَعَلُّق باللغة التي نزل وكتب بها النص الديني نفسه؛ ولذلك نطقت آيات كثيرة في القرآن الكريم بالحسم التام في طبيعة اللغة التي أنزل بها هذا الكتاب، فقال تعالى: ﴿ وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنْذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لَا رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ ﴾ [الشورى: 7].


ومما سبق، يمكن استخلاص خلاصة ذات بالٍ متميزٍ، مفادها أن القرآن الكريم -باعتباره أقوى الأدلة النقلية الإسلامية- قد حسم في كون محمد بن عبدالله نبيًّا من الله، يُوحى إليه لمقصد واضح في علاقته بهداية الخلق إلى طريق الحق.

 

طرق إثبات القرآن لنبوة المصطفى عليه الصلاة والسلام:

اختلفت طرق إثبات القرآن الكريم لنبوة المصطفى عليه السلام، في مواجهة الجاحدين لكونه رسولًا من رب العالمين، والذين هم غير مؤمنين بالقرآن الكريم كتابًا إلهيًّا طبعًا؛ مما استدعى الاستدلال على صدق نبوة المصطفى عليه السلام بالاستعانة بأدلة غير نقلية أصلًا، للاختلاف الحاصل في المرجعية الموجِّهة لهم مع هذه الأدلة نفسها؛ لذلك استعاض القرآن عن ذلك بالاستعانة بجنس من الأدلة التي تشكل قاسمًا مشتركًا بين جميع البشر، مهما اختلفت أفكارهم، ومعتقداتهم، وأُطُرهم المرجعية. ويتعلق الأمر بالأدلة العقلية والمنطقية؛ لقدرتها على النفاذ إلى عقول الناس كلهم، من خلال توظيف المشترك الإنساني (أي: العقل والمنطق) للحجاج والإقناع.

 

وخدمة لنفس مقصد الاستدلال على صدق نبوة المصطفى عليه السلام، فمما توسل به القرآن الكريم من أدلة عقلية منطقية، نجد توظيفه للمعجزات والآيات في صورتها الشرعية (أي: القرآن الكريم المعجز)، أو في شكلها الكوني (كانشقاق القمر). ومن ذلك أيضًا، إعجازه التاريخي في ارتباطه بأخبار من مضى من الأمم والأنبياء (كقصة يوسف عليه السلام)، أو في شكل تنبؤات مستقبلية (كانهزام الفرس أمام الروم)، أو في أخبار ذات أبعاد ثقافية معرفية (كإخبار الله تعالى بمعرفة أهل الكتاب الحقة بصدق نبوة النبي عليه السلام، وكتمانهم كذلك نصوصًا دينية من كتبهم تُبشِّر بنبوَّة محمد؛ كبشارة عيسى به عليهما الصلاة والسلام).

 

القرآن معجزة خارقة للعادة والمألوف تدل على صدق نبوَّته عليه السلام:

اقتضت حكمة الله تعالى أن يؤيد أنبياءه بآيات ومعجزات من جنس ما يمتاز به أقوامهم، حتى يكون الإعجاز حقيقيًّا ومؤثرًا، كي يكون سبيلًا لفتح القلوب المغلقة بظلمات الكفر والمعاصي، إلى رحاب الإيمان والطاعات.

 

ولما كانت سمة القوم الذين بُعِث فيهم الرسول عليه السلام الفصاحة والبلاغة، فقد اقتضت حكمته سبحانه تصديق نبوة نبينا محمد بإنزال معجزة من جنس ما امتازت به العرب زمان البعثة المحمدية، وهو القرآن الكريم. وحتى يكون الإعجاز حقيقيًّا مؤثرًا في العقول والقلوب، فقد تحدَّى القرآن العرب على الإتيان بمثله أو ببعض منه أو بسورة منه فقط، في محطات ثلاثة متباينة:

لقد تحدَّى الله العرب على الإتيان بمثل القرآن الكريم، فقال عز وجل: ﴿ قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا ﴾ [الإسراء: 88].

 

فلما عجزوا عن الإتيان بمثل هذا الكتاب العزيز، تحَدَّاهم بالإتيان بعشر سور مثل السور القرآنية، فقال تعالى: ﴿ أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴾ [هود: 13].

 

فلما عجزوا، تحَدَّاهم القرآن بالإتيان بسورة واحدة مثل سوره، فقال تعالى: ﴿ وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴾ [البقرة: 23].

 

تصديق دعوة الرسول عليه السلام بالآيات والمعجزات الكونية كانشقاق القمر:

قال تعالى: ﴿ اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ * وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ ﴾ [القمر: 1، 2]، وذلك أن قريشًا سألت الرسول صلى الله عليه وسلم -وهو بمكة قبل الهجرة- عن آية تدل على صدق نبوَّته؛ فعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه، قال: (انْشَقَّ القَمَرُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شِقَّتَيْنِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اشْهَدُوا»)[12].

 

وفي السياق ذاته، يقول ابن حجر: (وقال الخطابي: انشقاق القمر آية عظيمة لا يكاد يعدلها شيء من آيات الأنبياء، وذلك أنه ظهر في ملكوت السماء خارجًا من جملة طباع ما في هذا العالم المركب من الطبائع، فليس مما يطمع في الوصول إليه بحيلة؛ فلذلك صار البرهان به أظهر)[13].


تأييده بمعجزات تاريخية ماضية:

ومن أبرز هذا الجنس من المعجزات قصة وسورة يوسف عليه السلام التي ورد في سبب نزولها (أن اليهود قالوا: سلوه لِمَ انتقل آل يعقوب من الشام إلى مصر، وعن خبر يوسف؟ فأنزل الله عز وجل هذا بمكة)[14]؛ ولذلك أعقب الله تعالى إتمامه قصة يوسف عليه السلام بإبرازه أن هذه القصة من قبيل الغيب الذي كان نبينا محمد غير عالم به وقت سؤال اليهود عن قصة يوسف، بدليل طول العهد بين تآمر أخوته على رميه في غيابات الجُبِّ وبين بعثته عليه السلام، قال تعالى: ﴿ ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ ﴾ [يوسف: 102].

 

تأييده بتنبؤات مستقبلية:

ومن أبرز هذه التنبؤات قصة انهزام الفرس أمام الروم، قال تعالى: ﴿ الم * غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ * فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ ﴾ [الروم: 1 - 5].

 

ففي هذه الآيات دليل على صدق نبينا محمد عليه السلام، بالنظر إلى أنه قد أخبر عن أمور من الغيب محددة لا يستطيع إنسان التنبؤ بها، من خلال التنبؤ بوقوع معركة في المستقبل، طرفاها الروم والفرس، في مدة زمنية قدرها بضع سنين (وهي: من ثلاث سنين إلى تسع)، مع تحديد مكانها بأقصى الأرض (أي: أبعدها إلى أرض العرب وقتئذٍ)، بالإضافة إلى تحديد المنتصر فيها وهم الروم. ولا يخفى أن هذا التنبؤ يستلزم مغامرة بمستقبل الدعوة الإسلامية، من حيث جعله في مهب الريح في حال مخالفتها للواقع المستقبلي، في مقابل اقتناع جماعي بالإسلام ودعوته في حال موافقتها لهذا الواقع.

 

وفي السياق ذاته، سياق حديث القرآن الكريم عن تأييد الله لنبوة المصطفى عليه الصلاة والسلام بصدق تنبؤاته المستقبلية، يقول تعالى: ﴿ تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ * مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ * سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ * وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ * فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ ﴾ [المسد: 1 - 5]، فقد أخبرت الآيات أن أبا لهب وزوجته سيصليهما الله تعالى النار؛ مما يستلزم بقاءهما على الكفر وموتهما على الشرك، وهو ما أثبته الوقع التاريخي كما أخبر القرآن.

 

بشارة عيسى بنبوة رسول الله عليهما الصلاة والسلام:

وقريب مما سبق قوله تعالى: ﴿ وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَابَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ ﴾ [الصف: 6]، وبيان ذلك يجليه تحدٍّ كبير رفعه القرآن في وجه المسيحيين وعلاقتهم بأعلى مصادرهم الدينية (أي: الإنجيل)، من خلال نسبة تصريح عيسى بنبوة المصطفى عليهما الصلاة والسلام في الإنجيل. ولا يخفى أن مثل هذا الجزم يشكل تحديًا يمكن أن يكذبه المسيحيون وعلماؤهم؛ مما يؤدي إلى نسف الدعوة الإسلامية أصلًا، فلما لم يستطيعوا رفع هذا التحدي، دلَّ ذلك على صِدْق ما نسبه القرآن إلى عيسى عليه السلام.

 

معرفة أهل الكتاب صدق نبوة محمد عليه السلام كما يعرفون أبناءهم:

هذه النقطة قريبة من اللتين قبلها، وذلك أن الله تعالى يقول: ﴿ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 146]، فقد أثبت القرآن الكريم بأن أهل الكتاب –وخاصة علماءهم- يعرفون النبي عليه السلام معرفة حقيقية بصفاته، وخلقته، ونسبه، وبتعيين زمانه ومكانه، من غير شك فيه، مثلما يعرفون أبناءهم ولا يشكون فيهم. ولا شك أن هذا الأمر يستلزم سؤالين: كيف عرف الرسول عليه السلام ذلك وهو الأُمِّي الذي لم يطالع كتب أهل الكتاب؟ ألا يكون ذلك تحديًا معرفيًّا يمكن لعلماء أهل الكتاب تكذيبه؛ ومن ثَمَّ نسف الدعوة الإسلامية من خلال تكذيبها في ادِّعائها السابق؟

 

فضح إخفاء أهل الكتاب حقائق كتبهم السابقة:

هذه النقطة قريبة مما سبق؛ حيث يقول الله تعالى: ﴿ يَاأَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ * يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾ [المائدة: 15، 16]؛ ولذلك (قال ابن عباس: أخفوا صفة محمد صلى الله عليه وسلم، وأخفوا أمر الرجم، ثم إن الرسول صلى الله عليه وسلم بَيَّن ذلك لهم، وهذا معجز؛ لأنه عليه الصلاة والسلام لم يقرأ كتابًا، ولم يتعَلَّم علمًا من أحد، فلما أخبرهم بأسرار ما في كتابهم، كان ذلك إخبارًا عن الغيب فيكون معجزًا)[15].


خاتمة:

رغم أن نبوة المصطفى عليه السلام قد شكَّلت حيِّزًا هامًّا في تناول القرآن الكريم، وشغلت مجالات مهمة من انشغالات الآيات القرآنية، إلا أن هذا الكتاب سعى إلى أن ينحاز عن مناقشته لنبوة المصطفى وإثبات صحتها من بعدها النظري الصرف، من خلال التركيز على تجلياتها المنهجية وأبعادها السلوكية التي تجلت من خلال صِنْفي المستقبلين للآيات القرآنية، وهم المكذبون والمصدقون بنبوَّة المصطفى عليه السلام.

 

بالنسبة للمكذبين أو الشاكِّين في دعوته عليه السلام:

وذلك من خلال إثبات صحة نبوَّته عليه السلام التي سيتفرع عنه التصديق بالقرآن كتابًا إلهيًّا، وبباقي أركان الإيمان، وسائر قضايا الغيب، لينتج عن ذلك تطبيق سائر الأحكام الدينية والبعد عن المنهيات الشرعية.

 

ولنمثلْ على هذا الأصل بقضية انشقاق القمر السابقة التي قال فيها الله تعالى: ﴿ اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ * وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ * وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ * وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنَ الْأَنْبَاءِ مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ * حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ فَمَا تُغْنِ النُّذُرُ * فَتَوَلَّ عَنْهُمْ يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلَى شَيْءٍ نُكُرٍ * خُشَّعًا أَبْصَارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُنْتَشِرٌ * مُهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ يَقُولُ الْكَافِرُونَ هَذَا يَوْمٌ عَسِرٌ * كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا وَقَالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ ﴾ [القمر: 1 - 9].

 

فقد دلَّت الآيات على القضايا التالية:

إثبات صحة معجزة انشقاق القمر.

 

إثبات موقف المعاندين من مشركي العرب، وإعراضهم عن الإيمان بنبوَّة المصطفى عليه السلام، بتشكيكهم في الاحتجاج في المعجزة ذاتها، بناءً على أن انشقاق القمر هذا لم يقع حقيقة كونية على القمر نفسه، وإنما هو أمر غيبي في ارتباطه بسحرٍ سَحَرَه محمد لأعْيُن المشاهدين ليظهر لهم القمر منشقًّا على نصفين، وليس هناك انشقاق القمر أصلًا واقعيًّا.

 

شهادة مَن كانوا خارج مكة، ورؤيتهم القمر منشقًّا حقيقة كذلك، وهو ما لا سبيل لمحمد أن يسحر أعيُن من لم يرهم ولم يعرف أحوالهم؛ ولذلك ذكر القرآن إجابة المشركين عن ذلك بأن السبب إنما هو استمرار محمد عليه السلام في سحر أعيُن من كان بمكة ومن كان خارجها على حدٍّ سواء.

 

ثم ذكرت الآيات سبب تكذيبهم لهذه المعجزة، في علاقته باتباعهم الهوى.

 

ولم تنسَ الآيات القرآنية بيان شيء من أهوال يوم القيامة، وما سيلقاه الكافر المعاند لآيات الله.

 

كما أبرزت الآيات حال الأمم المكذبة لأنبيائها، رغم ما رأته من الآيات الواضحات؛ كقوم نوح عليه السلام.

 

بالنسبة للمؤمنين بنبوته عليه السلام، وذلك من خلال الدعوة إلى ما يلي:

ترسيخ إيمان العبد، وتقويته، والحرص على تنميته.

 

تصديقه فيما أخبر به المصطفى عليه السلام.

 

اتِّباعه ما أمر به أفضل الأنبياء.

 

اجتنابه ما نهى عنه.

 

والدليل قوله تعالى: ﴿ مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ ﴾ [النساء: 80] الآية، وأيضًا قوله تعالى: ﴿ فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [النساء: 65].

 

قائمة المراجع:

القرآن الكريم.

القرطبي، محمد بن أحمد بن أبي بكر (1964)، الجامع لأحكام القرآن، تح أحمد البردوني، وإبراهيم أطفيش، دار الكتب المصرية، القاهرة، ط2.

 

الرازي، محمد بن عمر بن الحسين (1420هـ)، مفاتيح الغيب أو التفسير الكبير، دار إحياء التراث العربي، بيروت، ط3.

 

البخاري، محمد بن إسماعيل بن إبراهيم (1422هـ)، صحيح البخاري، تح محمد زهير بن ناصر الناصر، دار طوق النجاة، ط1.

 

الفيروزآبادي، أبو طاهر محمد بن يعقوب (1996)، بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز، تح محمد علي النجار، منشورات المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - لجنة إحياء التراث الإسلامي، القاهرة.

 

ابن حجر العسقلاني، أحمد بن علي بن محمد (1379هـ)، فتح الباري شرح صحيح البخاري، تح محمد فؤاد عبدالباقي وعبدالعزيز بن عبدالله بن باز ومحب الدين الخطيب، دار المعرفة، بيروت.



[1] القرطبي، محمد بن أحمد بن أبي بكر (1964)، الجامع لأحكام القرآن، تحقيق أحمد البردوني وإبراهيم أطفيش، دار الكتب المصرية، القاهرة، ط2، 18/83-84.

[2] المصدر السابق نفسه، ج18، ص83.

[3] المصدر السابق نفسه، ص84.

[4] الرازي، محمد بن عمر بن الحسين (1420هـ)، مفاتيح الغيب أو التفسير الكبير، دار إحياء التراث العربي، بيروت، ط3، ج30، ص681.

[5] البخاري، محمد بن إسماعيل بن إبراهيم (1422هـ)، صحيح البخاري، تح محمد زهير بن ناصر الناصر، دار طوق النجاة، ط1، ج1، ص7، حديث3.

[6] المصدر السابق نفسه، ج11، ص383، حديث 3238.

[7] القرطبي، الجامع لأحكام القرآن، ج14، ص200-201.

[8] الرازي، مفاتيح الغيب، ج11، ص327.

[9] القرطبي، الجامع لأحكام القرآن، ج7، ص298-299.

[10] الرازي، مفاتيح الغيب، ج15، ص380-381.

[11] الفيروزآبادي، أبو طاهر محمد بن يعقوب (1996)، بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز، تح محمد علي النجار، منشورات المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - لجنة إحياء التراث الإسلامي، القاهرة، ج1، ص88.

[12] البخاري، صحيح البخاري، ج 4، ص 206، حديث 3636.

[13] ابن حجر العسقلاني، أحمد بن علي بن محمد (1379هـ)، فتح الباري شرح صحيح البخاري، تح محمد فؤاد عبدالباقي وعبدالعزيز بن عبدالله بن باز ومحب الدين الخطيب، دار المعرفة، بيروت، ج7، ص185.

[14] القرطبي، الجامع لأحكام القرآن، ج9، ص119.

[15] الرازي، مفاتيح الغيب، ج11، ص326.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • اعتقاد الصوفية في الخضر وحجة نبوته عليه السلام
  • رحلة الشام وبداية ظهور صفات النبوة
  • علامات النبوة قبل مبعثه صلى الله عليه وسلم
  • الأنبياء قبل النبوة (خطبة)
  • صور من وفاء النبوة
  • من أدب النبوة: عدم الاشتغال بعيوب الناس
  • ما جاء في خاتم النبوة
  • نبوءة نار الحجاز دليل قاطع على نبوة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم

مختارات من الشبكة

  • صدر حديثاً (التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم) لنخبة من علماء التفسير في 10 مجلدات(مقالة - موقع الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن معاضة الشهري)
  • التفسير الموضوعي للقرآن الكريم: الإنسان في القرآن(مقالة - آفاق الشريعة)
  • التفسير الموضوعي للقرآن الكريم: البعث والحساب(مقالة - آفاق الشريعة)
  • موسوعة التفسير الموضوعي بمركز تفسير، لقاء تعريفي بالموسوعة(مادة مرئية - موقع أ.د. مصطفى مسلم)
  • خاطرات حول التفسير الموضوعي للقرآن الكريم(مقالة - موقع أ.د. مصطفى مسلم)
  • خواطر حول ( مؤتمر التفسير الموضوعي للقرآن الكريم ) الذي نظمته جامعة الشارقة(مقالة - موقع الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن معاضة الشهري)
  • التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم "الجزء العاشر" (PDF)(كتاب - موقع أ.د. مصطفى مسلم)
  • التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم "الجزء التاسع" (PDF)(كتاب - موقع أ.د. مصطفى مسلم)
  • التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم "الجزء الثامن" (PDF)(كتاب - موقع أ.د. مصطفى مسلم)
  • التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم "الجزء السابع" (PDF)(كتاب - موقع أ.د. مصطفى مسلم)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الذكاء الاصطناعي تحت مجهر الدين والأخلاق في كلية العلوم الإسلامية بالبوسنة
  • مسابقة للأذان في منطقة أوليانوفسك بمشاركة شباب المسلمين
  • مركز إسلامي شامل على مشارف التنفيذ في بيتسفيلد بعد سنوات من التخطيط
  • مئات الزوار يشاركون في يوم المسجد المفتوح في نابرفيل
  • مشروع إسلامي ضخم بمقاطعة دوفين يقترب من الموافقة الرسمية
  • ختام ناجح للمسابقة الإسلامية السنوية للطلاب في ألبانيا
  • ندوة تثقيفية في مدينة تيرانا تجهز الحجاج لأداء مناسك الحج
  • مسجد كندي يقترب من نيل الاعتراف به موقعا تراثيا في أوتاوا

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 30/11/1446هـ - الساعة: 16:9
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب