• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    كسب القلوب مقدم على كسب المواقف (خطبة)
    الشيخ عبدالله محمد الطوالة
  •  
    الإمداد بالنهي عن الفساد (خطبة)
    الشيخ محمد بن إبراهيم السبر
  •  
    سورة البقرة: مفتاح البركة ومنهاج السيادة
    د. مصطفى يعقوب
  •  
    لطائف من القرآن (3)
    قاسم عاشور
  •  
    المشتاقون إلى لقاء الله (خطبة)
    د. عبد الرقيب الراشدي
  •  
    من صفات الرجولة في القرآن الكريم
    د. حسام العيسوي سنيد
  •  
    إنسانية النبي صلى الله عليه وسلم
    محمد عبدالعاطي محمد عطية
  •  
    الكشف الصوفي
    إبراهيم الدميجي
  •  
    تفسير: ( وقالوا آمنا به وأنى لهم التناوش من مكان ...
    تفسير القرآن الكريم
  •  
    إشراقة آية {وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون ...
    علي بن حسين بن أحمد فقيهي
  •  
    تفسير قوله تعالى: { ولا يحزنك الذين يسارعون في ...
    سعيد مصطفى دياب
  •  
    حديث القرآن عن عيسى عليه السلام وأمه (خطبة)
    أ. د. حسن بن محمد بن علي شبالة
  •  
    الله الخالق الخلاق (خطبة) – باللغة النيبالية
    حسام بن عبدالعزيز الجبرين
  •  
    الوصف بالجاهلية (خطبة)
    الشيخ د. إبراهيم بن محمد الحقيل
  •  
    منهج الاستدلال بين القرآن والسنة: دراسة نقدية ...
    محمد بن عبدالله العبدلي
  •  
    تلك نتائج السرائر!
    عبدالرحيم بن عادل الوادعي
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / عقيدة وتوحيد / التوحيد
علامة باركود

الأسماء الحسنى (خطبة)

الأسماء الحسنى (خطبة)
د. محمد بن علي بن جميل المطري

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 26/9/2024 ميلادي - 23/3/1446 هجري

الزيارات: 5485

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الأسماء الحسنى


الحمدُ لله كما وَصَف نَفْسَه، وفوق ما يصفه خلقُه، يسمع ويرى، وهو خيرٌ وأبقى، له الأسماء الحسنى، والصفات العُلى، أحاط بكل شيء عِلْمًا، وأحصى كلَّ شيء عددًا.

 

﴿ هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ * هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ * هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾ [الحشر: 22 - 24].

 

هو الحيُّ القيومُ العليُّ العظيم، الأولُ الآخِر، الظاهرُ الباطن، القابِضُ الباسطُ المقدِّمُ المؤخِّر، الأعلى المتعال، الأكرمُ الكريم، الإلهُ الواحد، الأحدُ الصمدُ، البرُّ البصير، التوَّاب، الجميلُ، الحاسِبُ الحسيب، الحافِظُ الحفيظ، الحقُّ الحَكَم، الحليمُ الحميد، الخبير، الخلَّاق، الدَّيَّان، الرازقُ الرزَّاق، الربُّ الرءوف، الرفيق الرقيب، السُّبُّوح السميعُ السيِّد، الشافي الشاكرُ الشكورُ الشهيد، الصادقُ الطيِّب، العالمُ العليم العفُوُّ، الغفارُ الغفورُ الغني، الفتَّاح، القادرُ القدير، القاهرُ القَهَّار، القريبُ القوي، الكبيرُ اللطيف، المبينُ المتين، الـمُجيبُ المجيدُ المحيط، المقتدرُ الـمُقِيت، المليكُ المنَّانُ، المولى، النصيرُ الهادي، الوارثُ الواسِع، الوِتْرُ الودود، الوكيلُ الوليُّ الوهَّاب.

 

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت، وهو حيٌّ لا يموت، بيده الخير، وهو على كل شيء قدير، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، مَنْ يتَّبِعْ سُنَّته فقد اهتدى، ومَنْ يرغَبْ عن سُنَّته فقد ضل وغوى، ومن اتقى الله فقد نجا، أما بعد:

فإن خيرَ الحديث كتابُ الله، وخيرَ الهَدْي هَدْيُ محمد صلى الله عليه وسلم، وشرَّ الأمور محدثاتُها، وكلَّ محدثة بدعة، وكلَّ بدعة ضلالة.

 

يقول الله تعالى مُثنيًا على نفسه: ﴿ وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا ﴾ [الأعراف: 180]؛ أي: ولله سبحانه أحسنُ الأسماءِ الدالةِ على صفاتِ كماله، فادعوا الله وحده - أيها المسلمون - بهذه الأسماء العظيمة، ولا تدعوا غير الله، ولا تدعوا الله بأسماءٍ غيرِ أسمائه الحسنى.

 

أيها المسلمون، أسماءُ اللهِ كلُّها حُسْنى بالغةٌ الغايةَ في حُسْنِ ألفاظِها، وفي حُسْنِ معانيها، فهي متضمنةٌ لصفاتٍ كاملةٍ لله لا نقص فيها بوجه من الوجوه، فالله سبحانه ﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾ [الشورى: 11]، وأسماء الله سبحانه أعلامٌ وأوصافٌ، فكلُّ اسمٍ من أسماء الله متضمنٌ صفةً من صفاته العُلْيا التي وصف بها نفسه، فمثلًا اسمُ اللهِ يدل على صفة الألوهية، والرحمنُ الرحيمُ يدلان على صفة الرحمة، والعليمُ يدل على صفة العلم، والسميعُ البصيرُ يدلان على صفة السمع والبصر، وهكذا.

 

والأسماء الحُسْنى لله وحده، وكذلك الصفات الكاملة لله وحده، وكل ما سوى الله فهو فانٍ ناقصٌ، وأسماء الله توقيفية، فلا يجوز تسميةُ الله باسمٍ بلا دليل من القرآن والسنة الصحيحة، ومن رحمة الله بعباده أن عَرَّفهم بأسمائه الحسنى؛ ليعرفوا عظمتَه، ويدعوه بأسمائه الحسنى، ولم يكلفهم معرفتها بعقولهم القاصرة.

 

أيها المسلمون، علينا أن نعرف أسماء الله الحسنى الثابتةَ في القرآن الكريمِ والسُّنَّةِ الصحيحة، وفي حفظِها ومعرفةِ معانِيها فضلٌ عظيم، قال النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لِلَّهِ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ اسْمًا مَنْ حَفِظَهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ))، وفي رواية: ((مَنْ أحْصَاهَا))، ومعنى (أحصاها)؛ أي: حفظها، وسردها غيبًا، ومن كمال الإحصاء أن يعرف معانيها العظيمة.

 

وأسماء الله تعالى غيرُ محصورةٍ بعدد معين، ففي الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ، سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ، أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ، أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ، أَوِ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ))، فدل هذا الحديث على أن أسماء الله أكثرُ من تسعة وتسعين اسمًا، لكن من أحصى منها تسعة وتسعين اسمًا فيُرجى له دخولُ الجنة بفضل الله، إن كان من الصالحين.

 

أيها المسلمون، الراجح عند أكثر العلماء أن اسم الله الأعظم هو الله؛ لأنه متضمنٌ كلَّ اسم من الأسماء الحسنى، وجميعُ الأسماء الحسنى تابعةٌ له، مضافةٌ إليه، ولا يُضافُ اسمُ الله إليها، وقيل: الاسم الأعظم هما اسمان: الحي القيوم، وقيل: الاسم الأعظم جميع أسماء الله الحسنى، فكلها عظيمة، والأصَحُّ عند المحققين - والله أعلم - هو القول الأول، وهو أن الاسم الأعظم (الله).

 

أيها المسلمون، نتدبَّر معكم في هذه الخطبة معاني بعض الأسماء الحسنى، يقول الله تعالى: ﴿ هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ * هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ * هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾ [الحشر: 22 - 24].

 

﴿ هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ ﴾؛ أي: هو الله الذي لا معبود بحقٍّ إلا هو وحده سبحانه، وكلُّ ما عُبِد من دونه فهو باطل.

 

﴿ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ ﴾؛ أي: العالِم بكل شيء، يعلمُ ما غاب عنا وما نشاهده، يعلم ما مضى وما سيأتي بالتفصيل، لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء.

 

﴿ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ ﴾؛ أي: الله ذو الرحمة الواسعة العظيمة التي وسعت كل شيء، الموصل رحمته إلى من يشاء من عباده المؤمنين.

 

﴿ هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ ﴾؛ أي: هو الله الذي لا معبود بحقٍّ إلا هو وحده، الملك الحق، المالك لجميع الأشياء، الكاملُ التصرُّف في جميع خلقه بما يشاء، يُدبِّر الأمر، يصرف الكون، ﴿ قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَنْ تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾ [آل عمران: 26، 27].

 

﴿ الْقُدُّوسُ ﴾؛ أي: المتصفُ بالطُّهْر التام، والنزاهة البالغة.

 

﴿ السَّلَامُ ﴾؛ أي: المتصف بالسلامة التامة من كل شرٍّ وأذى وسوء، في ذاته وصفاته وأفعاله.

 

﴿ الْمُؤْمِنُ ﴾؛ أي: واهبُ الأمن في الدنيا والآخرة، فلا يأمن إلا من أَمَّنه الله، الذي يُصدِّقُ رُسُله بالآيات والمعجزات، ويَصدُقُ المؤمنين ما وعدهم به من الثواب، ويصدُقُ الكافرين ما أوعدهم من العقاب.

 

﴿ الْمُهَيْمِنُ ﴾؛ أي: الشاهد الحافظ الرقيب على خلقه، القائم عليهم بأعمالهم وأرزاقهم وآجالهم.

 

﴿ الْعَزِيزُ ﴾: العزيز الذي له معاني العزة كلها: عزةُ القوة، وعزةُ القدرِ والعظمة، وعزةُ القهر والغَلَبة، وعزةُ الامتناع، والعزيزُ الذي لا نظير له ولا مثيل، فالله سبحانه عزيزٌ بمعنى قوي، وعزيزٌ بمعنى عظيمِ القدر لا مثيلَ له، وعزيزٌ بمعنى قاهرٍ وغالبٍ لكل شيء، وعزيزٌ بمعنى الغني بذاته، لا يحتاج إلى أحد من خلقه، ولا يبلغ العبادُ ضرَّه ولا نفعَه، فهو يمتنع أن يناله أحدٌ بسوءٍ سبحانه.

 

﴿ الْجَبَّارُ ﴾: لهذا الاسم الجليل معنيان مشهوران: المعنى الأول: أنه العظيم القاهر الذي قهر جميع العباد، والمعنى الثاني: أنه المصلح أمور خلقه، الذي يجبرُ الضعيف فيقويه، ويجبرُ الكسير فيُعافيه، ويُجيبُ دعاءَ المضطرِّ، ويَكشِفُ السوء متى شاء، فالله جبارٌ بالمعنيين: قاهرُ الجبابرةِ وقاهرُ جميعِ عبادِه، ومصلِحُ عباده، الذي يُصرِّفهم فيما فيه صلاحهم بما يشاء.

 

﴿ الْمُتَكَبِّرُ ﴾؛ أي: المتعظِّم على جميع خلقِه، والله متكبرٌ بحق، فهو خالقُ كلِّ ما سواه، وكلُّ المخلوقات فقيرةٌ إليه، كل ما سوى الله عبدٌ محتاج إلى ربِّه، والله هو المتعالي والمترفع الذي لا يكون في الكون إلا ما شاء، فما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، ﴿ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ ﴾ [البروج: 16]، ﴿ وَلَهُ الْكِبْرِيَاءُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ﴾ [الجاثية: 37].

 

﴿ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴾؛ أي: تنزَّه اللهُ عن كل نقص وعيب وسوء، وعن أن يكون له شريكٌ كما يزعم المشركون الذين لم يعرفوا قدْرَ اللهِ وعظمَتَه وجبروتَه.

 

﴿ هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ ﴾؛ أي: الذي تفرَّد بتقدير وإنشاء جميع المخلوقات على غيرِ مثالٍ سابق.

 

﴿ الْبَارِئُ ﴾؛ أي: الذي أحيا وأوجد الخلق من العدم، فأوجد الخلق على مقتضى ما خلَق وقدَّر.

 

﴿ الْمُصَوِّرُ ﴾؛ أي: الذي يصوِّر كلَّ مخلوقٍ على الصفةِ واللونِ والصورة التي يختارها الله له، كما قال تعالى: ﴿ هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ ﴾ [آل عمران: 6]، وقال سبحانه: ﴿ يَاأَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ * الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ * فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ ﴾ [الانفطار: 6 - 8].

 

﴿ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى ﴾؛ أي: لله وحده الأسماءُ الكثيرةُ الكاملةُ في حُسْنِها، الدالةُ على صفات كماله سبحانه، كما قال تعالى: ﴿ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى ﴾ [طه: 8]، ﴿ قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى ﴾ [الإسراء: 110].

 

﴿ يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ﴾؛ أي: يُنزِّه اللهَ وحده عن النقائص والعيوب جميعُ ما في السموات والأرض من الكائنات، كما قال تعالى: ﴿ تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ ﴾ [الإسراء: 44]، وقال سبحانه: ﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ ﴾ [النور: 41].

 

﴿ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾؛ أي: واللهُ هو العزيزُ القويُّ الغالبُ الذي لا يُغلب، وهو الحكيمُ في كل ما خلقه وشرعه وقدَّره، فالله لا يخلق شيئًا من المخلوقات الكبيرةِ والصغيرةِ إلا لحكمةٍ، ولا يُشرِّع شيئًا من الأحكام الشرعية إلا لحكمة، ولا يُقدِّر شيئًا من مقاديرِ الخيرِ والشرِ إلا لحكمة، عَلِمَ ذلك من عَلِمه، وجَهِله مَنْ جَهِله، والله أحكم الحاكمين، ﴿ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 216].

 

اللهم إنا ظلمنا أنفسنا ظلمًا كثيرًا، ولا يغفر الذنوب إلا أنت، فاغفر لنا مغفرة من عندك، وارحمنا، إنك أنت الغفور الرحيم.

 

الخطبة الثانية

﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الْآخِرَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ ﴾ [سبأ: 1]، ﴿ الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى * لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى * وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى * اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى ﴾ [طه: 5 - 8]، ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى ﴾ [النمل: 59]، أما بعد:

فواجبٌ على العباد أن يسألوا الله وحده، فهو العظيم المستحق للدعاء والعبادة، والدعاء هو العبادة، قال الله تعالى: ﴿ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ﴾ [غافر: 60]، وقال سبحانه: ﴿ وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا ﴾ [الجن: 18]، وقد أمرنا الله أن ندعوه بأسمائه الحسنى فقال: ﴿ وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا ﴾ [الأعراف: 180]، وقال سبحانه: ﴿ قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى ﴾ [الإسراء: 110]، فيجب أن ندعو الله وحده، وأن نتوسل في دعائه بأسمائه الحسنى، ولا نتوسل في الدعاء بأحدٍ من خلقه، فالله لم يأذن لنا بذكر اسم غيره في دعائه، فلا يجوز في دعاء اللهِ ذكرُ أيِّ اسمٍ غيرِ أسماء الله الحسنى، فلا نتوسل بالأنبياء ولا بالملائكة ولا بالأولياء، وإنما نتوسل إلى الله بأسمائه الحسنى، وهذا أفضل الدعاء بإجماع العلماء، والمتأمل في أدعية الأنبياء والصالحين المذكورةِ في القرآن الكريم يجد فيها التوسلَ بأسماء الله الحسنى، وليس في شيءٍ منها توسُّلٌ بغير الله سبحانه، فلنقتدي بهم في دعاء الله وحده بأسمائه الحسنى، ﴿ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ ﴾ [الأنعام: 90].

 

﴿ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ * ... وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ﴾ [البقرة: 127، 128].

 

﴿ رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ * رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لَا رَيْبَ فِيهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ ﴾ [آل عمران: 8، 9].

 

ربنا ﴿ وَارْزُقْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ﴾ [المائدة: 114].

 

﴿ وَأَدْخِلْنَا فِي رَحْمَتِكَ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ﴾ [الأعراف: 151].

 

﴿ رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ ﴾ [المؤمنون: 109].

 

﴿ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ﴾ [الحشر: 10].

 

﴿ رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ * رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا وَاغْفِرْ لَنَا رَبَّنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾ [الممتحنة: 4، 5].

 

﴿ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ [التحريم: 8].

 

يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ بِرَحْمَتِكَ نَسْتَغِيثُ، أَصْلِحْ لَنَا شَأْنَنَا كُلَّهُ، وَلَا تَكِلْنَا إِلَى أَنْفُسِنَا طَرْفَةَ عَيْنٍ.

 

اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ الثَّبَاتَ فِي الْأَمْرِ، وَالْعَزِيمَةَ عَلَى الرُّشْدِ، وَنَسْأَلُكَ شُكْرَ نِعْمَتِكَ، وَحُسْنَ عِبَادَتِكَ، وَنَسْأَلُكَ قُلُوبًا سَلِيمَةً، وأَلْسِنَةً صَادِقَةً، وَنَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ مَا تَعْلَمُ، وَنَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا تَعْلَمُ، وَنَسْتَغْفِرُكَ لِمَا تَعْلَمُ، إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الغُيُوبِ.

 

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، وبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ.

 

﴿ سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الصافات: 180 - 182].

 





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • تفسير: (قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى)
  • ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها (خطبة)
  • قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى
  • الأسماء الحسنى وبناء الفرد المسلم والدولة الشاهدة
  • خطبة: الأسماء الحسنى
  • ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها
  • كيف يحقق المؤمن عبودية الافتقار إلى الله تعالى؟ (8) (فقه الأسماء الحسنى)
  • سلسلة الأسماء الحسنى (1) معرفة الله جنة الدنيا
  • وجوب الاعتصام بالقرآن والسنة وذم التفرق والبدع (خطبة)
  • الأسماء الحسنى

مختارات من الشبكة

  • أسماء ليست من أسماء الله الحسنى(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تحريم إنكار أسماء الله وصفاته جملة أو تفصيلا(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة: كيف يوفق الشباب إلى البركة وحسن العمل؟(مقالة - آفاق الشريعة)
  • كسب القلوب مقدم على كسب المواقف (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الإمداد بالنهي عن الفساد (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • المشتاقون إلى لقاء الله (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطورة الكبر وجمال التواضع (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • حديث القرآن عن عيسى عليه السلام وأمه (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الله الخالق الخلاق (خطبة) – باللغة النيبالية(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الوصف بالجاهلية (خطبة)(مقالة - موقع الشيخ إبراهيم بن محمد الحقيل)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • بحث مخاطر المهدئات وسوء استخدامها في ضوء الطب النفسي والشريعة الإسلامية
  • مسلمات سراييفو يشاركن في ندوة علمية عن أحكام زكاة الذهب والفضة
  • مؤتمر علمي يناقش تحديات الجيل المسلم لشباب أستراليا ونيوزيلندا
  • القرم تشهد انطلاق بناء مسجد جديد وتحضيرًا لفعالية "زهرة الرحمة" الخيرية
  • اختتام دورة علمية لتأهيل الشباب لبناء أسر إسلامية قوية في قازان
  • تكريم 540 خريجا من مسار تعليمي امتد من الطفولة حتى الشباب في سنغافورة
  • ولاية بارانا تشهد افتتاح مسجد كاسكافيل الجديد في البرازيل
  • الشباب المسلم والذكاء الاصطناعي محور المؤتمر الدولي الـ38 لمسلمي أمريكا اللاتينية

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 13/6/1447هـ - الساعة: 14:5
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب