• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    تفسير: (ذلك جزيناهم بما كفروا وهل نجازي إلا ...
    تفسير القرآن الكريم
  •  
    تخريج حديث: الاستطابة
    الشيخ محمد طه شعبان
  •  
    ثمرات الإيمان بالقدر
    تركي بن إبراهيم الخنيزان
  •  
    العشر وصلت... مستعد للتغيير؟
    محمد أبو عطية
  •  
    قصة موسى وملك الموت (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (الشاكر، ...
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
  •  
    وقفات مع القدوم إلى الله (12)
    د. عبدالسلام حمود غالب
  •  
    تلك الوسائل!
    التجاني صلاح عبدالله المبارك
  •  
    حقوق المسنين (2)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    تعوذوا بالله من أربع (خطبة)
    عبدالله بن عبده نعمان العواضي
  •  
    حكم المبيت بالمخيمات بعد طواف الوداع
    د. محمد بن علي اليحيى
  •  
    الخواطر والأفكار والخيالات وآثارها في القلب
    عبدالعزيز أبو يوسف
  •  
    طائر طار فحدثنا... بين فوضى التلقي وأصول طلب
    محفوظ أحمد السلهتي
  •  
    محبة القرآن من علامات الإيمان
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    ملخص من شرح كتاب الحج (10)
    يحيى بن إبراهيم الشيخي
  •  
    نبذة عن روايات ورواة صحيح البخاري
    د. هيثم بن عبدالمنعم بن الغريب صقر
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / السيرة والتاريخ / السيرة
علامة باركود

غزوة تبوك وما فيها من عبر ودروس (خطبة)

غزوة تبوك وما فيها من عبر ودروس (خطبة)
سعد محسن الشمري

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 25/7/2024 ميلادي - 18/1/1446 هجري

الزيارات: 4296

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

غزوة تبوك وما فيها من عبر ودروس

 

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهدِهِ الله، فلا مضلَّ له، ومن يضلل، فلا هاديَ له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.

 

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].

 

﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1].

 

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70، 71]؛ أما بعد:

 

فإن أصدقَ الحديث كتابُ الله، وأحسنَ الهَدْيِ هَدْيُ محمد صلى الله عليه وسلم، وشرَّ الأمور مُحْدَثاتُها، وكلَّ مُحْدَثَةٍ بدعةٌ، وكلَّ بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

 

عباد الله: إن في غزوات النبي صلى الله عليه وآله وسلم عِبرًا وحِكَمًا، وفوائدَ ودروسًا، وأما قتاله عليه الصلاة والسلام وغزواته، فكانت في سبيل الله لتحقيق عبودية الله عز وجل في الأرض بألَّا يُعبَد إلا الله، وأن يُنفَى الشرك في الأرض، وأن تكون كلمة الله هي العليا.

 

شُرِع الجهاد - عباد الله - للدفاع عن دولة الإسلام، وحماية الأمة، ولقتال من خان الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم.

 

ومن عظيم الغزوات التي غزاها النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وأنزل الله عز وجل فيها جُلَّ آيات سورة التوبة، واستنفر إليها النبي صلى الله عليه وآله وسلم المسلمين: غزوة تبوك، وهي من أواخر غزوات النبي صلى الله عليه وآله وسلم؛ إذ كانت في السنة التاسعة من الهجرة، التي تحقَّق فيها عَلَمٌ من أعلام النبوة؛ من قوله عليه الصلاة والسلام: ((ونُصِرْتُ بالرعب مسيرة شهر))[1].

 

جاءت الأخبار إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم من الشام إلى المدينة بأن الروم جمعت جموعًا يريدون غزو المدينة النبوية، وانتشرت الأخبار في المدينة أن الروم يُجمِعون الجموع لغزو المسلمين، فقرر النبي صلى الله عليه وآله وسلم غزوَهم قبل أن يغزوا المدينة، وكان ذلك في صيف شديد الحرارة، وفي عُسْرة وجدب، وقلة في الرواحل، وبُعْد الشُّقة بين المدينة وتبوك، وما بينهما من مفازة عظيمة، فأمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم المسلمين للاستعداد للغزو، فتسابق الأصحاب إلى النفقة في سبيل الله؛ فأتى أبو بكر رضي الله عنه بجميع ماله، فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ((ما أبقيت لأهلك؟ فقال: أبقيت لهم الله ورسوله))، وأتى عمر رضي الله عنه بشطر ماله، وأنفق عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنهما نفقة عظيمة جهَّز بها جيش العسرة بمائة بعير بأحلاسها وأقطابها؛ فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ((ما على عثمان ما عمِل بعد اليوم)).

 

وتتابع الصحابة بالصدقات كلٌّ على قدر استطاعته، فمن مُقِلٍّ أو مستكثر، فطعن المنافقون - كشأنهم - قائلين: إن الله لَغنيٌّ عن صدقة هذا، وما أنفق هؤلاء إلا رياء؛ فأنزل الله عز وجل: ﴿ الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [التوبة: 79].

 

وقد أرسل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم إلى القبائل، وإلى مكة أن يخرجوا معهم للقتال، فهبَّ المسلمون لهذه الرسالة، ومنهم من أعذر الله عز وجل: ﴿ لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلَا عَلَى الْمَرْضَى وَلَا عَلَى الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَا يُنْفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ * وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلَّا يَجِدُوا مَا يُنْفِقُونَ ﴾ [التوبة: 91، 92]؛ لِما قام في قلوبهم من حبِّ الله ورسوله، والشهادة في سبيل الله عز وجل.

 

وأراد المنافقون - عباد الله - تثبيطَ المؤمنين عن القتال: ﴿ فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلَافَ رَسُولِ اللَّهِ وَكَرِهُوا أَنْ يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَالُوا لَا تَنْفِرُوا فِي الْحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ ﴾ [التوبة: 81].

 

وتعذَّر المنافقون بأعذار واهية تُبيِّن سوء نياتهم وجُبنهم وخَوَرَهم، فعاتب الله عز وجل نبيه صلى الله عليه وآله وسلم معاتبةً لطيفة على إذنه لهم: ﴿ لَوْ كَانَ عَرَضًا قَرِيبًا وَسَفَرًا قَاصِدًا لَاتَّبَعُوكَ وَلَكِنْ بَعُدَتْ عَلَيْهِمُ الشُّقَّةُ وَسَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَوِ اسْتَطَعْنَا لَخَرَجْنَا مَعَكُمْ يُهْلِكُونَ أَنْفُسَهُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ * عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ ﴾ [التوبة: 42، 43].

 

ثم أتمَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم تجهيز الجيش الذي بلغ ثلاثين ألف مقاتل، واستعمل على المدينة محمد بن مسلمة رضي الله تعالى عنه، وأمر عليَّ بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه أن يكون في حماية أهله، فَنَبَزَ المنافقون عليًّا، فطيَّب النبي صلى الله عليه وآله وسلم خاطره بقوله: ((ألَا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه ليس نبي بعدي))[2].

 

فسار النبي صلى الله عليه وآله وسلم نحو تبوك، ورتَّب الجيش وأعدَّ العُدَّة، ومرَّ الجيش بطريقهم بديار ثمود؛ فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ((لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا أنفسهم، إلا أن تكونوا باكين؛ أن يصيبكم مثل ما أصابهم))[3].

 

وممن تأخر في الخروج الصحابي الجليل أبو ذر الغفاري رضي الله تعالى عنه، ورُؤِيَ من بعيد؛ فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ((كُنْ أبا ذرٍّ، فإذا هو أبو ذر، فقال عليه الصلاة والسلام: رحِمَ الله أبا ذر، يمشي وحده، ويموت وحده، ويُبعث وحده))[4].

 

وله قصة عجيبة هذا الصحابي رضي الله تعالى عنه، لعلنا نجمل قصته في خطبة مستقلة بإذن الله تعالى.

 

ثم اشتد العطش بالجيش، فشكَوا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فاستسقى ودعا، فأرسل الله عز وجل سحابة، فأمطرت، فَرَوُوا منها، وحملوا معهم الماء، ثم نزل النبي صلى الله عليه وآله وسلم بتبوك، فعسكر هناك ينتظر لقاء العدو، وحضَّ الجيش على خيري الدنيا والآخرة، ومكث عليه الصلاة والسلام في تبوك عشرين ليلة، ولم يجد أثرًا لجيوش الرومان، وهنا سارعت القبائل والحُكَّام من أطراف الشام بعقد الصلح مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ودفع الجزية، وأرسل عليه الصلاة والسلام خالد بن الوليد إلى دومة الجندل، فأسَرَ ملكَها، فصالحه النبي صلى الله عليه وآله وسلم على الجزية.

 

وبعد أن مكث عليه الصلاة والسلام عشرين ليلة، همَّ بالرجوع إلى المدينة منصورًا، بعد أن ألقى الله عز وجل الرعب في قلوب أعدائه، ومن أشد الناس عداوة للإسلام وأهله هم أهل النفاق، ومما قاموا به من الاستهزاء والطعن بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه: ﴿ يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَنْ تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِمْ قُلِ اسْتَهْزِئُوا إِنَّ اللَّهَ مُخْرِجٌ مَا تَحْذَرُونَ * وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ ﴾ [التوبة: 64، 65].

 

﴿ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلَامِهِمْ وَهَمُّوا بِمَا لَمْ يَنَالُوا ﴾ [التوبة: 74].

 

نعوذ بالله من النفاق وأهله، نعوذ بالله من النفاق وأشكاله وألوانه وأشخاصه، أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه يغفر لكم؛ إنه هو الغفور الرحيم.

 

الخطبة الثانية

الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين؛ نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه؛ أما بعد عباد الله:

 

فلما اقترب النبي صلى الله عليه وآله وسلم من المدينة عائدًا من تبوك، خرج الصبيان إلى ثنية الوداع يتلقَّونه حتى دخل المدينة، وذهب إلى مسجده الشريف، فصلى به ركعتين، ثم جلس عليه الصلاة والسلام للناس، وجاء المخلفون إليه يقدِّمون الأعذار، وجاء من جاءه المنافقون؛ فأنزل الله عز وجل فيهم قرآنًا يكشف أستارهم، وأعذر الله عز وجل أصحاب الأعذار، وأما من لم يكن له عذر من أهل الإيمان؛ أنزل الله عز وجل فيهم: ﴿ وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [التوبة: 102].

 

وقد بنى المنافقون مسجدًا يُضارُّون به أهل الإيمان، ويفرِّقون به جماعتهم، ففضحهم الله عز وجل وأخزاهم: ﴿ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا الْحُسْنَى وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ * لَا تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ ﴾ [التوبة: 107، 108].

 

فلما قفل عليه السلام راجعًا إلى المدينة من تبوك، ولم يبقَ بينه وبينها إلا يومٌ أو بعض يوم، نزل عليه الوحي بخبر مسجد الضرار، وما اعتمده بانُوه من الكفر والتفريق بين جماعة المؤمنين في مسجدهم؛ مسجد قباء، الذي أُسِّس من أول يوم على التقوى، فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ذلك المسجد من هَدَمه قبل مَقدَمه المدينةَ.

 

وممن تخلف عن غزوة تبوك ثلاثة من المؤمنين، ليس لهم عذر؛ وهم: كعب بن مالك، ومرارة بن الربيع، وهلال بن أمية، رضي الله تعالى عنهم، وقد روى قصتهم كعب بن مالك بما لا مزيد على كلامه، فعلِم الله عز وجل صدق توبتهم بعد أن هُجِروا خمسين ليلة، صدقوا فيها مع الله سبحانه: ﴿ لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيمٌ * وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ﴾ [التوبة: 117 - 119].

 

عباد الله:

يبرز من غزوات النبي صلى الله عليه وآله وسلم - ولا سيما في هذه الغزوة - الحكمة العظيمة من الجهاد في سبيل الله، الذي هو ذِروة سَنام الإسلام، وما يكون به من إرهاب المشركين، وعلوِّ كلمة المسلمين، ولا يكون ذلك إلا بقلوب صادقة، وأعمال صالحة تريد الله والدار الآخرة.

 

ويبرز في هذه الغزوة النفاق الواضح، والخطر الفاضح، فهم - أي المنافقون - حالة مرضية في الأمة، ولوثة عقائدية، لا يخلو منها مكان ولا زمان، وهم كما هم في عقائدهم وسلوكهم، وإن تغيرت الأسماء، واختلفت الشعارات، وتنوعت الأشخاص، والعاقبة - عباد الله - للمتقين.

 

ولو نظرنا - عباد الله - في أحداث غزوة تبوك، وما أنزل الله عز وجل فيها من آيات، لَوقفنا على عظيم الفوائد والدروس، نفعنا الله عز وجل بالقرآن العظيم، ورفعنا به، وبارك لنا فيه، ورزقنا تدبُّره وفهمه والعمل به.



[1] أخرجه البخاري (438)، ومسلم (521).

[2] البخاري، 4416.

[3] البخاري، 3381.

[4] أخرجه الحارث في المسند (1019)، والديلمي في الفردوس (4145)، وحسنه ابن كثير.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • غزوة تبوك (1) صور من العسرة
  • غزوة تبوك (2) الآيات والمعجزات
  • غزوة تبوك
  • مساجد الرسول صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك
  • قصة غزوة تبوك
  • غزوة تبوك (خطبة)

مختارات من الشبكة

  • غزوة تبوك أو العسرة(مقالة - موقع د. أمين بن عبدالله الشقاوي)
  • غزوة تبوك: دروس وعبر (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • دروس وعبر من غزوة تبوك(مقالة - موقع د. أمين بن عبدالله الشقاوي)
  • دروس من غزوة تبوك (1)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة: غزوة تبوك (باللغة البنغالية)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة: غزوة تبوك (باللغة النيبالية)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة: غزوة تبوك (باللغة الإندونيسية)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • غزوة تبوك (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة: غزوة تبوك وجهاد المسلمين في فلسطين(مقالة - آفاق الشريعة)
  • غزوة تبوك (خطبة) (باللغة الهندية)(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مسابقة للأذان في منطقة أوليانوفسك بمشاركة شباب المسلمين
  • مركز إسلامي شامل على مشارف التنفيذ في بيتسفيلد بعد سنوات من التخطيط
  • مئات الزوار يشاركون في يوم المسجد المفتوح في نابرفيل
  • مشروع إسلامي ضخم بمقاطعة دوفين يقترب من الموافقة الرسمية
  • ختام ناجح للمسابقة الإسلامية السنوية للطلاب في ألبانيا
  • ندوة تثقيفية في مدينة تيرانا تجهز الحجاج لأداء مناسك الحج
  • مسجد كندي يقترب من نيل الاعتراف به موقعا تراثيا في أوتاوا
  • دفعة جديدة من خريجي برامج الدراسات الإسلامية في أستراليا

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 29/11/1446هـ - الساعة: 21:31
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب