تخريج حديث: مسح رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه بماء غير فضل يديه

تخريج حديث: مسح رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه بماء غير فضل يديه

روى عبد الله بن زيد، قال: مسح رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه بماء غير فضل يديه، وكذلك حكى عليٌّ، ومعاوية.

وروي من غير وجه، أن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ لرأسه ماء جديدًا. (1/ 181، 182).

قلت: ورد في ذلك أحاديث؛ قال الترمذي: «عن عبد الله بن زيد، وغيره، أن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ لرأسه ماء جديدًا، والعمل على هذا عند أكثر أهل العلم، رأوا أن يأخذ لرأسه ماء جديدًا» اهـ.

أولًا: حديث عبد الله بن زيد رضي الله عنه.

صحيح.

أخرجه مسلم (236)، عن عبد الله بن زيد بن عاصم المازني رضي الله عنه، أنه: رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ، فمضمض، ثم استنثر، ثم غسل وجهه ثلاثًا، ويده اليمنى ثلاثًا، والأخرى ثلاثًا، ومسح برأسه بماء غير فضل يده، وغسل رجليه حتى أنقاهما.

ثانيًا: حديث عليٍّ رضي الله عنه.

حسن.

أخرجه أبو داود (111)، ومن طريقه البيهقي في «الكبير» (319)، قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا أبو عوانة، عن خالد بن علقمة، عن عبد خير، قال: أتانا علي رضي الله عنه وقد صلى، فدعا بطهور، فقلنا: ما يصنع بالطهور وقد صلى ما يريد، إلا ليعلمنا، فأُتي بإناء فيه ماء، وطست، فأفرغ من الإناء على يمينه، فغسل يديه ثلاثًا، ثم تمضمض واستنثر ثلاثًا، فمضمض ونثر من الكف الذي يأخذ فيه، ثم غسل وجهه ثلاثًا، ثم غسل يده اليمنى ثلاثًا، وغسل يده الشمال ثلاثًا، ثم جعل يده في الإناء، فمسح برأسه مرة واحدة، ثم غسل رجله اليمنى ثلاثًا، ورجله الشمال ثلاثًا، ثم قال: من سره أن يعلم وضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو هذا.

وأخرجه النسائي في «المجتبى» (93) و (94)، وفي «الكبرى» (163) و (164)، من طريق شعبة، قال: عن مالك بن عرفطة.

قال النسائي: «هذا خطأ، والصواب خالد بن علقمة، ليس مالك بن عرفطة».

وعند النسائي: «وأخذ من الماء فمسح برأسه».

وعنده أيضًا: «ثم غمس يده في الإناء فمسح رأسه».

قلت: وهذا إسناد حسن؛ لأجل خالد بن علقمة.

وأخرجه الدارقطني في «سننه» (300)، من طريق محمد بن أحمد بن الحسن القطواني، عن حسن بن سيف بن عميرة، عن أخيه علي بن سيف، عن أبيه، عن أبان بن تغلب، عن خالد بن علقمة، عن عبد خير، عن علي رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ ثلاثًا ثلاثًا، وأخذ لرأسه ماء جديدًا.

وهذا إسناد ضعيف.

• محمد بن أحمد بن الحسن القطواني، ليست له ترجمة.

• وحسن بن سيف بن عميرة، ليست له ترجمة.

• وعلي بن سيف، ليست له ترجمة.

• وأبوه سيف بن عميرة الكوفي النخعي، صدوق له أوهام، كما في «التقريب».

• وأبان بن تغلب، ثقة.

ثالثًا: حديث معاوية رضي الله عنه.

إسناده ضعيف.

ولكنه موافق للأحاديث الثابتة التي فيها أخذ ماء جديد للرأس.

أخرجه أبو داود (124)، والطبراني في «مسند الشاميين» (792)، والبيهقي في «الكبير» (273)، من طريق الوليد بن مسلم، قال: حدثنا عبد الله بن العلاء، قال: حدثنا أبو الأزهر المغيرة بن فروة، ويزيد بن أبي مالك، أن معاوية، توضأ للناس كما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ، فلما بلغ رأسه غرف غرفة من ماء، فتلقاها بشماله حتى وضعها على وسط رأسه حتى قطر الماء، أو كاد يقطر، ثم مسح من مقدمه إلى مؤخره، ومن مؤخره إلى مقدمه.

وأخرجه أحمد (16854)، والطبراني في «الكبير» (19/ 384) (900)، وفي «مسند الشاميين» (794)، من نفس الطريق دون ذكر يزيد بن أبي مالك.

وأخرجه الطحاوي في «معاني الآثار» (131)، من نفس الطريق، دون ذكر يزيد بن أبي مالك، ودون موضع الشاهد؛ ولفظه: عن معاوية رضي الله عنه، أنه أراهم وضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما بلغ مسح رأسه، وضع كفيه على مقدم رأسه، ثم مر بهما حتى بلغ القفا، ثم ردهما حتى بلغ المكان الذي منه بدأ.

أبو الأزهر المغيرة بن فروة، مجهول الحال.

ويزيد بن أبي مالك، صدوق ربما وهم، ولم يسمع من معاوية.

وقد تقدم الكلام على هذا الإسناد قريبًا.

رابعًا: حديث ابن عباس رضي الله عنهما.

حسن.

أخرجه ابن أبي شيبة (64) و (208)، وأبو عبيد (86)، وأبو يعلى (2486)، وابن خزيمة (148)، وابن حبان (1078) و (1086)، والبيهقي في «الكبير» (253) و (315) و (1123)، عن عبد الله بن إدريس الأودي، عن بن عجلان، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم توضأ، فغرف غرفة، فمضمض واستنشق، ثم غرف غرفة، فغسل وجهه، ثم غرف غرفة، فغسل يده اليمنى، وغرف غرفة، فغسل يده اليسرى، وغرف غرفة، فمسح رأسه وباطن أذنيه وظاهرهما، وأدخل أصبعيه فيهما، وغرف غرفة، فغسل رجله اليمنى، وغرفة، فغسل رجله اليسرى.

قلت: هذا إسناد رجاله ثقات، غير محمد بن عجلان، فإنه صدوق.

وأخرجه أبو داود (137)، والطبراني في «الكبير» (10/ 311) (10759)، والبيهقي في «الكبير» (266)، وفي «معرفة السنن» (679)، من طريقين، عن هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، قال: قال لنا ابن عباس رضي الله عنهما: أتحبون أن أريكم كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ؟ فدعا بإناء فيه ماء، فاغترف غرفة بيده اليمنى، فتمضمض واستنشق، ثم أخذ أخرى فجمع بها يديه، ثم غسل وجهه، ثم أخذ أخرى فغسل بها يده اليمنى، ثم أخذ أخرى فغسل بها يده اليسرى، ثم قبض قبضة من الماء، ثم نفض يده، ثم مسح بها رأسه وأذنيه، ثم قبض قبضة أخرى من الماء، فرش على رجله اليمنى، وفيها النعل، ثم مسحها بيديه، يد فوق القدم، ويد تحت النعل، ثم صنع باليسرى مثل ذلك.

وهشام بن سعد، صدوق له أوهام.

خامسًا: حديث الربيع بنت معوذ رضي الله عنها.

إسناده ضعيف.

ولكنه موافق للأحاديث الثابتة التي فيها أخذ ماء جديد للرأس.

أخرجه ابن ماجه (390)، والبيهقي في «الكبير» (1125)، من طريق شريك، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن الربيع بنت معوذ ڤ، قالت: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم بميضأة، فقال: «اسْكُبِي»، فسكبت، فغسل وجهه وذراعيه، وأخذ ماء جديدًا، فمسح به رأسه، مقدمه ومؤخره، وغسل قدميه ثلاثًا ثلاثًا.

شرك، وابن عقيل، ضعيفان.

قال البيهقي: «رواه شريك بن عبد الله، وهو موافق للرواية الصحيحة عن عبد الله بن زيد»اهـ.

وأخرجه الطيالسي (1729)، عن قيس بن الربيع، قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن عقيل، قال: أرسلني علي بن الحسين إلى الربيع بنت معوذ؛ أسألها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان كثيرًا ما يتوضأ عندهم، فأتيتها، فسألتها، فقالت: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ، فأخذ لرأسه ماء جديدًا.

وقيس بن الربيع، ضعيف.