• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    الحذر من عداوة الشيطان
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    حكم صيام عشر ذي الحجة
    أ. د. حلمي عبدالحكيم الفقي
  •  
    إمام دار الهجرة (خطبة)
    ساير بن هليل المسباح
  •  
    يوم عرفة وطريق الفـلاح (خطبة)
    حسان أحمد العماري
  •  
    العشر مش مجرد أيام... هي فرص عمر
    محمد أبو عطية
  •  
    الدرس الثاني والعشرون: تعدد طرق الخير
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    الموازنة بين الميثاق المأخوذ من الأنبياء عليهم ...
    د. أحمد خضر حسنين الحسن
  •  
    أفضل أيام الدنيا: العشر المباركات (خطبة)
    وضاح سيف الجبزي
  •  
    دلالة القرآن الكريم على أن الأنبياء عليهم السلام ...
    د. أحمد خضر حسنين الحسن
  •  
    عظيم الأجر في الأيام العشر
    خميس النقيب
  •  
    فضل التبكير إلى الصلوات (1)
    د. أمين بن عبدالله الشقاوي
  •  
    أحب الأعمال في أحب الأيام (خطبة)
    الشيخ عبدالله محمد الطوالة
  •  
    مدى مشروعية طاعة المعقود عليها للعاقد في طلب ...
    محمد عبدالرحمن صادق
  •  
    رحلة الروح إلى الله: تأملات في مناسك الحج
    محمد أبو عطية
  •  
    عيد الأضحى فداء وفرحة (خطبة عيد الأضحى المبارك)
    خميس النقيب
  •  
    شعائر وبشائر (خطبة)
    رمضان صالح العجرمي
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / عقيدة وتوحيد
علامة باركود

المقيت جل جلاله، وتقدست أسماؤه (1)

المقيت جل جلاله، وتقدست أسماؤه
الشيخ وحيد عبدالسلام بالي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 17/3/2024 ميلادي - 7/9/1445 هجري

الزيارات: 1654

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الْمُقِيتُ

جَلَّ جَلَالُهُ، وَتَقَدَّسَتْ أَسْمَاؤُهُ (1)

 

الدِّلَالَاتُ اللُّغَوِيَّةُ لاسْمِ (المُقِيتِ):

المُقِيتُ اسْمُ فَاعِل للمَوْصُوفِ بالإِقَاتَةِ، فِعْلُهُ أَقَاتَ، وَأَصْلُهُ قَات يَقُوتُ قُوتًا.

 

والقُوتُ لُغَةً هُوَ مَا يُمْسِكُ الرَّمَقَ مِنَ الرِّزقِ، تَقُولُ: قَاتَ الرَّجُلَ وَأَقَاتَهُ؛ أَيْ: أَعْطَاهُ قُوتَهُ، وَالمَصْدَرُ القُوتُ، وَهُوَ المُدَّخَرُ المَحْفُوظُ الَّذِي يُقْتَاتُ مِنْهُ حِينَ الحَاجَةِ.

 

وَعِنْدَ أَبِي دَاوُدَ، وَصَحَّحَهُ الأَلْبَانِيُّ، مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرُو رضي الله عنه؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «كَفَى بِالمَرْءِ إِثْمًا أَنْ يُضَيِّعَ مَنْ يَقُوتُ»[1].

 

وَالمُقِيتُ سُبْحَانَهُ هُوَ المُقْتَدِرُ الَّذِي خَلَقَ الأَقْوَاتَ، وَتَكَفَّلَ بِإِيصَالِهَا إِلَى الخَلْقِ، وَهُوَ حَفِيظٌ عَلَيْهَا، فَيُعْطِي كُلَّ مَخْلُوقٍ قُوتَهُ وَرِزْقَهُ عَلَى مَا حَدَّدَهُ سُبْحَانَهُ مِنْ زَمَانٍ أَوْ مَكَانٍ، أَوْ كَمٍّ أَوْ كَيْفٍ، وَبِمُقْتَضَى المَشِيئَةِ وَالحِكْمَةِ، فَرُبَّمَا يُعْطِي المَخْلُوقَ قُوتًا يَكْفِيهِ لِأَمَدٍ طَوْيلٍ أَوْ قَصِيرٍ كَيَومٍ أَوْ شَهْرٍ أَوْ سَنَةٍ، وَرُبَّمَا يَبْتَلِيهِ فَلَا يَحْصُلُ عَلَيْهِ إِلَّا بِمَشَقَّةٍ وَكُلْفَةٍ.

 

وَاللهُ عز وجل خَلَقَ الأَقْوَاتَ عَلَى مُخْتَلَفِ الأَنْوَاعِ وَالأَلْوَانِ، وَيَسَّرَ أَسْبَابَ نَفْعِهَا لِلإِنْسَانِ وَالحَيَوَانِ، قَالَ تَعَالَى: ﴿ وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ جَنَّاتٍ مَعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفًا أُكُلُهُ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُتَشَابِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ كُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ﴾ [الأنعام: 141].

 

وَكَمَا أَنَّهُ سُبْحَانَهُ المُقِيتُ الَّذِي يُوَفِّي كَامِلَ الرِّزْقِ لِلإِنْسَانِ وَالحَيَوَانِ، فَإِنَّهُ أَيْضًا مُقِيتُ القُلُوبِ بِالمَعْرِفَةِ وَالإِيمَانِ، وَهُوَ الحَافِظُ لِأَعْمَالِ العِبَادِ بِلَا نُقْصَانٍ وَلَا نِسْيَانٍ[2].

 

قَالَ البَيْهَقِيُّ فِي تَفْسِيرِ الاسْمِ: «الُمقِيتُ هُوَ المُقْتَدِرُ؛ فَيَرْجِعُ مَعْنَاهُ إِلَى صِفَةِ القُدْرَةِ، وَقِيلَ: المُقِيتُ الحَفِيظُ، وَقِيلَ: هُوَ مُعْطِي القُوتِ فَيَكُونَ مِنْ صِفَاتِ الفِعْلِ»[3].

 

وُرُودُهُ فِي القُرْآنِ الكَرِيمِ:

وَرَدَ مَرَّةً وَاحِدَةً فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿ مَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْهَا وَمَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُنْ لَهُ كِفْلٌ مِنْهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتًا ﴾ [النساء: 85].

 

المَعْنَى فِي حَقِّ اللهِ تَعَالَى:

قَالَ ابنُ جَرِيرٍ رحمه الله: «اخْتَلَفَ أَهْلُ التَأْوِيلِ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ: ﴿ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتًا ﴾ [النساء: 85].

 

فَقَالَ بَعْضُهُم تأَوْيِلُهُ: وَكَانَ اللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظًا وَشَهِيدًا.

 

وَقَالَ آخَرُوُنَ مَعْنَى ذَلِكَ: القَائِمُ عَلَى كُلِّ شَيءٍ بِالتَّدْبِيرِ، وَقَالَ آخَرُونَ: هُوَ القَدِيرُ».

 

ثُمَّ قَالَ: «والصَّوَابُ مِنْ هَذِهِ الأَقْوَالِ، قَولُ مَنْ قَالَ: مَعْنَى المُقِيتِ، القَدِيرُ، وَذَلِكَ فِيمَا يُذْكَرُ كَذَلِكَ بِلُغَةِ قُرَيشٍ، وَيُنْشَدُ لِلزُّبَيرِ بنِ عَبدِ المُطَّلَبِ عَمِّ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم:

وَذِي ضغنٍ كَففْتُ النَّفْسَ عَنْهُ
وَكُنْتُ عَلَى مَسَاءَتِهِ مُقِيتًا


وَقَدْ قِيلَ: إِنَّ مِنْهُ قَوْلَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: «كَفَي باِلمَرْءِ إِثْمًا أَنْ يُضَيِّعَ مَنْ يُقِيتُ»[4]. وَفِي رِوَايَةِ مَنْ رَوَاهَا «يُقِيتُ» يَعْنِي: مَنْ هُوَ تَحْتَ يَدَيْهِ وَفِي سُلْطَانِهِ مِنْ أَهْلِهِ وَعِيَالِهِ، فَيَقْدُرُ لَهُ قُوتَهُ، يُقَالُ مِنْهُ أَقَاتَ فُلَانُ الشَّيْءَ يُقِيتُهُ إِقَاتَةً، وَقَاتَهُ يَقُوتُهُ قِيَاتَةً، وَالقُوتُ الاسْمُ.

 

وَاخْتَارَ أَنَّ مَعْنَى (المُقِيتِ): القَدِيرُ، الفَرَّاءُ[5]، وَالخَطَّابِيُّ[6]، وَابنُ قُتَيْبَةَ[7].

 

قَالَ ابنُ العَرَبِيِّ: «وَقَدْ قَالَ عُلَمَاءُ اللُّغَةِ: إِنَّهُ بِمَعْنَى (القَادِرِ)، وَلَيْسَ فِيهِ عَلَى هَذَا أَكْثَرُ مِنَ السَّمَاعِ، فَلَوْ رَجَعْنَا إِلَى الاسْتِقْرَاءِ، وَتَتَبُّعِ مَسَالِكِ النَّظَرِ، لَجَعَلْنَاهُ فِي مَوَارِدِهِ كُلِّهَا بِمَعْنَى القُوتِ، َولَكِنَّ السَّمَاعَ يَقْضِي عَلَى النَّظَرِ.

 

وَعَلَى القَوْلِ بَأَنَّهُ (القَادِرُ) يَكُونُ مِنْ صِفَاتِ الذَّاتِ.

 

وَإِنْ قُلْنَا إِنَّهُ اسْمٌ للَّذِي يُعْطِي القُوتَ فَهُوَ اسْمٌ لِلْوَهَّابِ وَالرَّزَّاق، وَيَكُونُ مِنْ صِفَاتِ الأَفْعَالِ» اهـ[8].

 

وَقَالَ القُرْطُبِيُّ: «بَعْدَ أَنْ ذَكَرَ المَعْنَى اللُّغَوِيَّ: فَالمَعْنَى أَنَّ اللهَ تَعَالَى يُعْطِي كُلَّ إِنْسَانٍ وَحَيَوَانٍ قُوتَهُ عَلَى مَرِّ الأَوْقَاتِ، شَيْئًا بَعْدَ شَيْءٍ، فَهُوَ يَمُدُّها فِي كُلِّ وَقْت بِمَا جَعَلَهُ قِوَامًا لَهَا، إِلَى أَنْ يُرِيدُ إِبْطَالَ شَيْءٍ مِنْهَا فَيَحْبِسُ عَنْهُ مَا جَعَلَهُ مَادَّةً لِبَقَائِهِ فَيَهْلَكُ». اهـ[9].

 

وَقَالَ فِي التَّفْسِيرِ: «وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: «المُقِيتُ: الحَافِظُ»، وَقَالَ الكِسَائِيُّ: «الُمِقيتُ: المقتدرُ».

 

وَقَالَ النَّحَّاسُ: «وَقَولُ أِبِي عُبَيْدَةَ أَوْلَى؛ لَأَنَّهُ مُشْتَقٌّ مِنَ القُوتِ، والقُوتُ مَعْنَاهُ مِقْدَارُ مَا يَحْفَظُ الإِنْسَانَ»[10].

 

وَفِي المَقْصِدِ: «المُقِيتُ مَعْناهُ خَالِقُ الأَقْوَاتِ، وَمَوَصِّلُهَا إِلَى الأَبْدَانِ وَهِي الأَطْعِمَةُ، وَإِلَى القُلُوبِ وَهِي المَعْرِفَةُ، فَيَكُونُ بِمَعْنَى (الرَّزَّاقِ) إِلَّا أَنَّهُ أَخَصُّ مِنْهُ؛ إِذِ الرِّزْقُ يَتَنَاوَلُ القُوتَ وَغَيرَ القُوتِ، والقُوتُ مَا يُكْتَفَى بِهِ فِي قَوَامِ البَدَنِ.

 

وَأَمَّا أَنْ يَكُونَ بِمَعْنَى المُسْتَوْلِي عَلَى الشَيْءِ، القَادِرِ عَلَيهِ، والاسْتِيلَاءُ يَتِمُّ بِالقُدْرَةِ وَالعِلْمِ، وَعَلَيْهِ يَدُلُّ قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتًا ﴾ [النساء: 85]؛ أَيْ: مُطَّلِعًا قَادِرًا، فَيَكُونُ مَعْنَاهُ رَاجِعًا إِلَى القُدْرَةِ وَالعِلْمِ.

 

أَمَّا العِلْمُ فَقَدْ سَبَقَ، وَأَمَّا القُدْرَةُ فَسَتَأْتِي، وَيَكُونُ بِهَذَا المَعْنَى وَصْفُهُ بِـ: (المُقِيتِ) أَتَمَّ مِنْ وَصْفِهِ بِالقَادِرِ وَحْدَهُ وِبِالعَالِمِ وَحْدَهُ، لَأَنَّهُ دَالٌّ عَلَى اجْتِمَاعِ المُعْنَيَيْنِ، وَبِذَلِكَ يَخْرُجُ هَذَا الاسْمُ عَنِ التَّرَادُفِ» اهـ[11].

 

وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ السَّعْدِي رحمه الله: «المُقِيتُ الَّذِي أَوْصَلَ إِلَى كُلِّ مَوْجُودٍ مَا بِهِ يَقْتَاتُ، وَأَوْصَلَ إِلَيْهَا أَرْزَاقَهَا، وَصَرَّفَهَا كَيفَ يَشَاءُ بِحِكْمَتِهِ وَحَمْدِهِ»[12].

 

ثَمَرَاتُ الإِيمَانِ بِهَذَا الاسْمِ:

1- إِنَّ اللهَ هُوَ (المُقِيتُ)؛ أَيِ: القَدِيرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ، وَسَيَأْتِي بَسْطُ الكَلَامِ عَلَى ذَلِكَ فِي (القَدِيرِ) إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى.

 

2- إِنَّ اللهَ سبحانه وتعالى هُوَ المُعْطِي لأَقْوَاتِ الخَلْقِ، صِغِيرِهُمْ وَكَبِيرِهُمْ، قَوِيِّهُمْ وَضَعِيفِهِمْ، غَنِيِّهِمْ وَفقِيرِهِمْ، قَالَ تَعَالَى: ﴿ وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ﴾ [هود: 6].

 

وَقَدْ قَدَّرَ اللهُ ذَلِكَ كُلَّهُ عِنْدَ خَلْقِهِ للأَرْضِ، قَالَ تَعَالَى: ﴿ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ ﴾ [فصلت: 10].

 

قَالَ ابِنُ كَثِيرٍ: «﴿ وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا ﴾، وَهُوَ مَا يَحْتَاجُ أَهْلُهَا إِلَيْهِ مِنَ الأَرْزَاقِ وَالأَمَاكِنِ الَّتِي تُزْرَعُ وَتُغْرَسُ»[13].

 

وَقَالَ القُرْطُبِي: «مَعْنَى ﴿ وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا ﴾؛ أَيْ: أَرْزَاقُ أَهْلِهَا، وَمَا يَصْلُحُ لِمَعَايِشِهِم مِنَ التِّجَارَاتِ والأَشْجَارِ والمَنَافِعِ فِي كُلِّ بَلْدَةٍ مَا لَمْ يَجْعَلْهُ فِي الأُخْرَى؛ لِيَعِيشَ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ بِالتِّجَارَةِ وَالأَسْفَارِ مِنْ بَلَدٍ إِلَى بَلَدٍ»[14].

 

3- قَالَ القُرْطُبِي فِي الأَسْنَى: «وَقَدْ يَقُوتُ الأَرْوَاحَ إِدَامَةُ المُشَاهَدَةِ، وَلَذِيذُ الُمؤَانَسَةِ، قَالَ اللهُ عز وجل: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ ﴾ [يونس: 9][15].

 

هَذَا أَحدُ أَوْجُهِ قَوْلِهِ؛ «إِنِّي لَسْتُ كَهَيئَتِكُمْ؛ إِنِّي أَبِيتُ يُطعِمُنِي رَبِّي وَيَسْقِينِي»[16].

 

وَأَنْشَدُوا:

فَقَوَتُ الرُّوحِ أَرْوَاحُ الَمعَانِي
وَلَيْسَ بِأَنْ طَعِمْتَ وَأَنْ شَرِبْتَ


فَلِكُلِّ مَخْلُوقٍ قُوتٌ؛ فَالأَبْدَانُ قُوتُهَا الَمأْكُولُ والَمشْرُوبُ، وَالأَرْوَاحُ قُوتُهَا العُلومُ، وَقُوتُ الَملَائِكَةِ التَّسْبِيحُ، وَبِالجُمْلَةِ فَاللهُ سُبْحَانَهُ هُوَ المُقِيتُ لِعِبَادِهِ، الحَافِظُ لَهُمْ، وَالشَّاهِدُ لِأَحْوَالِهمْ، وَالمُطَّلِعُ عَلَيْهِمْ، وَقَدْ تَضَمَّنَ هَذَا الاسْمُ جَمِيعَ الصِّفَاتِ.

 

فَيَجِبُ عَلَى كُلِّ مُكَلَّفٍ أَنْ يَعْلَمَ أَنَّ لَا قَائِمَ بِمَصَالِحِ العِبَادِ إِلَّا اللهُ سُبْحَانَهُ، وَأَنَّهُ الَّذِي يَقُوتُهُم وَيَرْزُقُهُم.

 

وَأَفْضَلُ رزْقٍ يَرْزُقُهُ اللهُ العَقْلَ، فَمَنْ رَزَقَهُ العَقْلَ أَكْرَمَهُ، وَمَنْ حَرَمَهُ ذَلِكَ فَقَدْ أَهَانَهُ»؛ اهـ[17].

 


[1] أخرجه أبو داود في كتاب الزكاة، باب في صِلة الرَّحم (2/ 132) (1692)، وانظر تصحيح الألباني في: إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل (989).

[2] انظر تفسير الاسم في: شرح أسماء الله الحسنى للرازي (ص: 373)، وتفسير الأسماء الحسنى للزجاج (ص: 48)، واشتقاق أسماء الله (ص: 136)، وزاد المسير (2/ 151).

[3] الاعتقاد والهداية إلى سبيل الرشاد (59)، والنهاية في غريب الحديث (4/ 118).

[4] حديث حسَن: رواه أبو داود الطيالسي (2281)، وأحمد (2/ 160، 193، 194، 195)، وأبو داود (2/ 1692)، والنسائي في الكبرى، كما في التحفة (6/ 387)، والحاكم (1/ 415)، والبيهقي (7/ 467)، عن أبي إسحاق، سمعت وهب بن جابر يقول: إنَّ مولًى لعبد الله بن عمرو قال له: إني أريد أن أقيم هذا الشهر هنا في بيت المقدس، فقال له: تركتَ لأهلكَ ما يقوتهم هذا الشهر؟ قال: لا، قال: فارجع إلى أهلك فاترُك لهم ما يقوتهم، فإني سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «كفَى بالمرء إثمًا أن يضيع مَن يقوت» قال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وهب بن جابر مِن كبار تابعي الكوفة، ووافقه الذهبي! مع أنه قال في الميزان (4/ 350): لا يكاد يُعرف.

وقال عنه ابن المديني: مجهول، ووثقه ابن معين والعجلي، وقال الحافظ: مقبول.

وله شاهد أخرجه الطبراني في الكبير (12/ 13414)، عن إسماعيل بن عياش، عن موسى بن عقبة، عن نافع، عن ابن عمر مرفوعًا به.

قال الهيثمي في المجمع (4/ 325): «رواه الطبراني، من رواية إسماعيل بن عياش، عن موسى بن عقبة - وقع في المجمع: عتبة وهو خطأ - ورواية إسماعيل عن الحجازيِّين ضعيفة». اهـ.

والحديث بهذين الطريقين حسَن إنْ شاء الله.

ويَشهد له ما أخرجه مسلم (2/ 692)، وأبو نعيم في الحلية (4/ 122) (5/ 23)، عن طلحة بن مُصرف، عن خيثمة قال: كنَّا جلوسًا مع عبد الله بن عمرو إذ جاءه قهرمان له فدخل، فقال: أعطيتَ الرقيقَ قُوتَهم؟ قال: لا، قال فانطلِقْ فأعْطِهم، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كفَى بالمرء إثمًا أن يحبس عمَّن يَمْلك قُوتَه».

[5] معاني القرآن (1/ 380).

[6] شأن الدُّعاء (ص: 68)، وقال: والمقيت أيضًا: مُعطي القوت.

[7] غريب القرآن (ص: 132)، وقال المقيت أيضًا: الشاهد للشيء الحافظ له.

[8] الكتاب الأسنى (ورقة 324).

[9] الكتاب الأسنى (ورقة 324) وهو ناقل عن الحليمي، انظر: المنهاج (1/ 203)، وذكر المعنيَين النسفيُّ في تفسيره (1/ 240).

[10] القرطبي (5/ 296)، وقول أبي عبيدة في مجاز القرآن (1/ 135).

[11] المقصد الأسنى (ص: 71) وفي الحجَّة للأصبهاني (ق 23 أ) قال: «يُنزل الأقواتَ للخلْق، ويقسم أرزاقهم، وقيل: (المقيت) القدير».

[12] تيسير الكريم الرحمن (5/ 302).

[13] التفسير (4/ 93).

[14] التفسير (15/ 342، 343).

[15] قال في التفسير (8/ 312): «﴿ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ ﴾؛ أي: يزيدهم هداية كقوله: ﴿ وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى ﴾ [محمد: 17]».

[16] رواه البخاري (4/ 202)، ومسلم (2/ 776)، من حديث عائشة رضي الله عنها، وهو مرويٌّ في الصحيحين بنحو هذا اللفظ مِن حديث أبي سعيد الخدري، وأبي هريرة، وابن عمر، وأنس رضي الله عنهم.

[17] الكتاب الأسنى (ورقة 324، 325).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • السلام جل جلاله، وتقدست أسماؤه
  • القادر - القدير - المقتدر جل جلاله، وتقدست أسماؤه
  • الشاكر – الشكور جل جلاله، وتقدست أسماؤه
  • المجيد جل جلاله، وتقدست أسماؤه (1)
  • المحيط جل جلاله، وتقدست أسماؤه
  • المعطي جل جلاله، وتقدست أسماؤه (1)
  • الكافي جل جلاله، وتقدست أسماؤه (1)
  • المؤمن جل جلاله، وتقدست أسماؤه
  • الوارث جل جلاله، وتقدست أسماؤه
  • الوتر جل جلاله، وتقدست أسماؤه (1)
  • المهيمن جل جلاله، وتقدست أسماؤه (1)
  • المصور جل جلاله وتقدست أسماؤه
  • القوي - المتين جل جلاله، وتقدست أسماؤه (1)
  • المقيت جل جلاله، وتقدست أسماؤه (2)

مختارات من الشبكة

  • معاني أسماء الله الحسنى: الوكيل الغني الحق المقيت الله سبحانه، الوكيل(مقالة - آفاق الشريعة)
  • معاني أسماء الله الحسنى ومقتضاها (المقيت)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • يواقيت في معنى اسم الله المقيت(محاضرة - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)
  • اسم الله المقيت (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • التحذير من التعصب المقيت(مقالة - موقع د. محمود بن أحمد الدوسري)
  • إنه العظيم جل جلاله - انتبه الأمر جلل - (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • تحريم ادعاء بنوة الله أو محبته جل جلاله وتقدست أسماؤه(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الوتر جل جلاله، وتقدست أسماؤه (2)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الواسع جل جلاله، وتقدست أسماؤه(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الوارث جل جلاله، وتقدست أسماؤه (2)(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • بعد 3 عقود من العطاء.. مركز ماديسون الإسلامي يفتتح مبناه الجديد
  • المرأة في المجتمع... نقاش مفتوح حول المسؤوليات والفرص بمدينة سراييفو
  • الذكاء الاصطناعي تحت مجهر الدين والأخلاق في كلية العلوم الإسلامية بالبوسنة
  • مسابقة للأذان في منطقة أوليانوفسك بمشاركة شباب المسلمين
  • مركز إسلامي شامل على مشارف التنفيذ في بيتسفيلد بعد سنوات من التخطيط
  • مئات الزوار يشاركون في يوم المسجد المفتوح في نابرفيل
  • مشروع إسلامي ضخم بمقاطعة دوفين يقترب من الموافقة الرسمية
  • ختام ناجح للمسابقة الإسلامية السنوية للطلاب في ألبانيا

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 4/12/1446هـ - الساعة: 18:49
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب