• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    فتاوى الطلاق الصادرة عن سماحة مفتي عام المملكة ...
    أ. د. عبدالله بن محمد الطيار
  •  
    عناية النبي بضبط القرآن وحفظه في صدره الشريف
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    على علم عندي
    عبدالسلام بن محمد الرويحي
  •  
    عظمة الإسلام وتحديات الأعداء - فائدة من كتاب: ...
    د. هيثم بن عبدالمنعم بن الغريب صقر
  •  
    خطبة: أهمية التعامل مع الأجهزة الإلكترونية
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    نصيحتي إلى كل مسحور باختصار
    سلطان بن سراي الشمري
  •  
    الحج عبادة العمر: كيف يغيرنا من الداخل؟
    محمد أبو عطية
  •  
    تفسير سورة البلد
    أبو عاصم البركاتي المصري
  •  
    فضل يوم عرفة
    محمد أنور محمد مرسال
  •  
    خطبة: فضل العشر الأول من ذي الحجة
    يحيى سليمان العقيلي
  •  
    خطبة: اغتنام أيام عشر ذي الحجة والتذكير بيوم عرفة
    أبو عمران أنس بن يحيى الجزائري
  •  
    حقوق الأم (2)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    وقفات مع عشر ذي الحجة
    د. عبدالسلام حمود غالب
  •  
    من مائدة العقيدة: شروط شهادة أن لا إله إلا الله
    عبدالرحمن عبدالله الشريف
  •  
    تحريم صرف شيء من مخلوقات الله لغيره سبحانه وتعالى
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    الله يخلف على المنفق في سبيله ويعوضه
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / الدعوة وطلب العلم
علامة باركود

ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى {إن كيد الشيطان كان ضعيفا} (3)

ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى {إن كيد الشيطان كان ضعيفًا} (3)
د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 10/2/2024 ميلادي - 1/8/1445 هجري

الزيارات: 3905

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى:

﴿ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا ﴾ [النساء: 76]

الجزء الثالث: 3-3


الثامن عشر: إن المؤمن التقي محفوظ بحفظ الله من الشيطان وشَرَكِه، قال تعالى: ﴿ إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ﴾ [النحل: 99]، قال الطبري رحمه الله: "إن الشيطان ليست له حجة على الذين آمنوا بالله ورسوله، وعملوا بما أمر الله به، وانتهوا عما نهاهم الله عنه، ﴿ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ﴾ يقول: وعلى ربهم يتوكلون فيما نابهم من مهمات أمورهم، أما غير المؤمنين فهو وليُّهم كما قال تعالى: ﴿ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ ﴾ [الأعراف: 27]، قال البغوي رحمه الله: "أي: قرناء وأعوانًا للذين لا يؤمنون وقال الزجاج: سلطانهم عليهم يزيدون في غيهم؛ كما قال تعالى: ﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا ﴾ [مريم: 83]".

 

التاسع عشر: يُشاع عند بعض الناس أن كيد الشيطان أضعف من كيد النساء؛ لما ورد في بعض كتب التفسير لمعنى قول الله تعالى: ﴿ فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ ﴾ [يوسف: 28]، وقد سُئل سماحة الشيخ ابن باز عن ذلك، فأجاب رحمه الله: هذا حكاه الله عن صاحب يوسف العزيز ﴿ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ ﴾ هذا نسبي، وكذلك قوله: ﴿ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا ﴾ [النساء: 76] نسبي، بالنسبة إلى مَن استعان بالله، وتعوَّذ بالله، واعتصم بالله؛ فكيد الشيطان ضعيف، وأيضًا سُئل سماحة الشيخ صالح الفوزان حفظه الله عن ذلك، فأجاب: الله أعلم؛ النساء لهن كيد، والشيطان له كيد، وقد يكون كيد النساء أحيانًا أقوى من كيد الشيطان، وقد يكون كيد الشيطان أحيانًا أقوى من كيد النساء، هذا بحسب المواقف، واختلاف المواضع، وسُئل فضيلة الشيخ أبي إسحاق الحويني حفظه الله عن ذلك فأجاب فضيلته: سبحان الله! ضع كل جملة في سياقها يظهر لك المعنى، أما بالنسبة لكيد الشيطان، فإن الله عز وجل قال: ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا ﴾ [النساء: 76]، فكيد الشيطان هنا في مقابل كيد الله فهو ضعيف فعلًا؛ لأنه في مقابل كيد الله عز وجل؛ لكن النساء في قصة يوسف عليه السلام ذُكِر كيدهن في مقابل كيد الرجال، ونَعَمْ، فإن الرجال لا يستطيعون أن يجاروا النساء أبدًا في هذا الكيد.

 

العشرون: جواز لعن الشيطان، فقد بيَّن سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله: لا حرج في لعنه، ولكن التَّعوُّذ بالله أحسن، التَّعوُّذ بالله من الشيطان الرجيم أفضل، وإن لعنه فلا بأس، فقد لعنه النبيُّ صلى الله عليه وسلم: جاء في الحديث الصحيح أنَّ الشيطان تفلَّتَ عليه وهو يُصلي، فقال له: ألعنُك بلعنة الله، فإذا لعنه فلا بأس، وإن استعاذ بالله من شرِّه فذلك أفضل، وكلاهما جائزٌ.

 

ويمكن الإشارة في هذا المقام إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يقولَنَّ أحدُكم: لعن اللهُ الشيطانَ، فإنه إذا سمعها تعاظَم حتى يصيرَ كالجبلِ، وليقلْ: أعوذُ باللهِ من الشيطانِ الرجيمِ، فإنه إذا قالها تضاءلَ وتصاغر"؛ (الألباني، صحيح أبي داود، رقم: 4982)، قال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله: من وضع الشيء في غير موضعه ذم الشيطان؛ إذا الإنسان أذنب؛ ذُم نفسك، تُب إلى الله، واستغفر الله بدل لعن الشيطان وسبه، ارجع إلى نفسك وَلُمْها.

 

الواحد والعشرون: الناظر والمتأمل والمتدبِّر في الأذكار الشرعية يجدها هَيَّأت للإنسان أنجع الوسائل المناسبة لمواجهة عداوة الشيطان ودحره، وهي تعُمُّ كل حركات الإنسان وسكناته في يومه وليلته، ونومه ويقظته، وخروجه من المنزل وعودته، ودخول المسجد وخروجه، ومأكله ومشربه، ودخول الخلاء وخروجه، وحله وترحاله، وحتى قضاء حاجته وشهوته من أهله، فلكل حال أذكار شرعية مناسبة لها واردة بنص القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، وهي ثابتة ومحفوظة في مظانها، وأشهرها: "كتاب الأذكار للإمام النووي رحمه الله"، وتُعد الأذكار بمثابة وصفة طبية من طبيب ماهر خبير بأدواء الشيطان وخطواته، فمن وُفِّق للمحافظة عليها، فقد نال خيرًا كثيرًا، وعصمه الله تعالى من الشيطان، ومن فَرَّطَ وتساهل وَغَفل عن ذلك فقد أعطى الشيطان فرصة لإغوائه، فلا يلومَنَّ إلا نفسه.

 

الثاني والعشرون: من أعظم وأخطر ما يسعى إليه الشيطان وأعوانه من ذريته، ومن شياطين الإنس؛ تفكيك المجتمع، ونشر العداوة والبغضاء والكراهية، والتناحر بينهم حتى تَعُم الفوضى وتشيع الفاحشة؛ بل من أولوياته تفكيك الأسرة الواحدة، وإيجاد المنازعات بين الزوجين والأقارب والأرحام بمختلف درجاتهم، ويضع الحوافز المعنوية لأعوانه لمن يصل إلى درجة التفريق بين الرجل وأهله، فقد ثبت في الحديث الشريف، قال صلى الله عليه وسلم: "إنَّ إبليسَ يضعُ عرشَه على الماء، ثم يبعثُ سراياه، فأدناهم منه منزلةً أعظمهم فتنةً، يجيءُ أحدُهم فيقولُ: فعلتُ كذا وكذا، فيقولُ ما صنعتَ شيئًا، ويجيءُ أحدُهم فيقولُ: ما تركتُه حتى فرَّقتُ بينَه وبين أهلِه، فيُدْنِيه منه، ويقولُ: نعم أنتَ!"؛ (صحيح مسلم، حديث رقم: 2813)، ومن تأمَّل قول الله تعالى: ﴿ إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ﴾ [المجادلة: 10] يتأكَّد مدى حرص الشيطان على إيقاع العداوة بين الناس في كافة المجالات؛ ولذلك قال صلى الله عليه وسلم: "إذا كُنْتُمْ ثَلاثَةً، فلا يَتَناجَ رَجُلانِ دُونَ الآخَرِ حتَّى تَخْتَلِطُوا بالنَّاسِ، أجْلَ أنْ يُحْزِنَهُ"؛ (صحيح البخاري، حديث رقم:6290)، (صحيح مسلم، حديث رقم:2184)، فليحذر الناس من كيد الشيطان ومكره في العداوة والبغضاء وإشعال الفتن في كافة علاقاتهم، وقد تكون لأتفه الأسباب، ويقع بسببها خصومات ومظالم وعدوات خطيرة وعنيفة تمدد سنوات طويلة، والأولى المبادرة بالعفو والتسامح والصلح والاجتهاد في صد كل أبواب المنازعات من بدايتها قبل تفاقمها، والأولى الرجوع لأهل العلم والاختصاص في معالجة ما يظهر من مشكلات في أوساط المجتمع، وفي محيط الأسرة، والأقارب، والأرحام.

 

الثالث والعشرون: العناية بالعلم الشرعي والحرص عليه من أهل العلم الثقات، من أهم ما يُعين المسلم على معرفة الأساليب الشرعية الصحيحة من القرآن والسنة لمواجهة عداوة الشيطان، فهل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون؟! ومن التوجيهات النبوية المهمة، قال صلى الله عليه وسلم: "إذا قرأ ابنُ آدمَ السَّجدةَ فسجدَ اعتزلَ الشَّيطانُ يبكي يقولُ: يا ويلَه؛ أُمرَ ابنُ آدمَ بالسُّجودِ فسجدَ؛ فلَه الجنَّةُ، وأُمِرتُ بالسُّجودِ فأبيتُ؛ فليَ النَّارُ"؛ (صحيح مسلم، حديث رقم: 81)، قال القرطبي رحمه الله: "وويل: كلمة تُقال لمن وقع في هلكة، وبكاء إبليس المذكور في الحديث: ليس ندمًا على معصيته، ولا رجوعًا عنها، وإنما ذلك لفرط حسده وغيظه وألمه بما أصابه من دخول أحد من ذرية آدم عليه السلام الجنة ونجاته، وذلك نحو مما يعتريه عند الأذان، والإقامة، ويوم عرفة"؛ (المُفهِم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم، 1/ 274).


الرابع والعشرون: عندما تصل الغواية بالإنسان مداها، ويصبح الشيطان متسلطًا عليه في شؤونه كلها، ينحرف انحرافًا كاملًا في أفكاره وخواطره وأفعاله، فلا يعد يرى أمامه إلا أنفاقًا مظلمة من الضياع تَعُج بالفسق والفجور، وكافة المُحرَّمات التي حَرَّمها الله تعالى عليه، زينها الشيطان له فرآها حسنة، وقد تصل درجة الغواية والعياذ بالله إلى أن يصبح الشيطان معبوده الأول؛ مؤتمرًا بأمره ومنتهيًا بنهيه، ومن أعظم الطَّوَام ظهور جماعة تُسمي نفسها: (عبدة الشيطان)، انتكاسة ما بعدها انتكاسة! هذا حال الإنسان إذا لم يسترشد بنور الله تعالى؛ فإنه يضل ضلالًا مبينًا، ومن لم يجعل له نورًا فما له من نور، وقد حذَّر القرآن الكريم من عبادة الشيطان، فقال تعالى: ﴿ أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَابَنِي آدَمَ أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ ﴾ [يس: 60]، قال السعدي رحمه الله: "أي: لا تطيعوه وهذا التوبيخ، يدخل فيه التوبيخ عن جميع أنواع الكفر والمعاصي؛ لأنها كلها طاعة للشيطان وعبادة له، ﴿ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ ﴾، فحذرتكم منه غاية التحذير، وأنذرتكم عن طاعته، وأخبرتكم بما يدعوكم إليه (لمزيد من التعرف على جماعة عبدة الشيطان، انظر: فرقة "عبَدة الشيطان"، منهجها، واعتقادها، وكيفية إنقاذ من وقع في براثنها https://islamqa.info/ar/133898).


الخامس والعشرون: يَظُن بعض الناس أن هناك أشخاصًا لهم قدرة على مؤخاة الجن وتسخيرهم في بعض الأعمال، ويزعمون بأنه: "جني مسلم"، وتحدث على يديهم أشياء خارقة للعادة، وقد سُئل سماحة الشيخ صالح الفوزان حفظه الله: ما حكم الذهاب إلى بعض الرقاة الذين يقولون: إنهم يستعينون بالجن المسلم، أو بالملائكة؟ فقال سماحته: ما شاء الله الملائكة تخدمهم! الجن المسلم تخدمهم على طلبهم! هذا كله مكر من الشيطان، ولا يجوز هذا، لا يستعين إلا بالله، لا يستعين بالغائب، ولا بالميت، وإنما يستعين بالله، أو بالحي الحاضر الذي يقدر على إعانته، والجن ما سخروا إلا لسليمان عليه السلام ما سخروا الجن لغير سليمان.

 

السادس والعشرون: إن الشيطان يتربَّص بالإنسان الدوائر ويتحيَّن الفرص المواتية لإغوائه، وهناك مداخل للشيطان، وأسلحة له، فينبغي للمسلم أن يؤصدها بالكلية، فلا يعطي مجالًا للشيطان إلحاق الضرر به، ومن أهم هذه المداخل، الكبر وعُجْب الإنسان بنفسه، يجعله يزدري الناس، ويقلل من شأنهم، وكذلك الغفلة عن أبواب الخير من العبادات وما يعود عليه بالنفع في الدنيا والآخرة، وهناك أيضًا مداخل أخرى، منها:

• الغضب، فعندما يغضب الإنسان يصبح في حالة من عدم التركيز فيتسلَّط الشيطان عليه.

 

• الشبع؛ فإنه يُقوِّي الشهوة، ويُشغِل عن طاعة الله.

 

• العجلة وترك التثبُّت.

 

• حُب المال؛ فمتى تمكَّن من القلب قد يحمل الإنسان على طلبه من غير وجهه، ويؤدي به إلى البُخْل، ومنع الحقوق الواجبة.

 

• سوء الظنِّ بالمسلمين، فإنَّ مَنْ حكم على مسلم بسوء ظنِّه احتقره، وأطلق فيه لسانه.

 

• عموم الجوارح؛ كالعين، واليد، والرجل، والأذن، فإذا لم يتَّقِ العبدُ ربَّه فيها، فقد تكون من أسرع المداخل للشيطان والعياذ بالله؛ (اللجنة العلمية في مكتب الدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات في جنوب بريدة، موقع الألوكة).


السابع والعشرون: هناك عدوٌّ آخر لا يقل خطره عن الشيطان، وهو النفس الأمَّارة بالسوء، وهي أقل مراتب النفس الإنسانية ومكمن ضعفها، فخطرها عظيم، وقد يفوق خطرها عداوة الشيطان، والطامة الكبرى إذا اجتمعا كلاهما على الإنسان ولم يشعر بخطرهما ولم يجاهد نفسه باتخاذ الوسائل الشرعية المناسبة في الأوقات المناسبة للتصدي لهما وإيقاف خطرهما قبل أن يتمكنا منه ويلحقا به الأذى الذي قد لا ينفك منه إلا وقد لاقى ربه عز وجل خاسرًا دينه ودنياه وآخرته، نسأل الله السلامة والعافية؛ (انظر: مقال: ﴿كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى﴾ [العلق: 6] على صفحة الكاتب، موقع الألوكة).

 

الثامن والعشرون: في المشهد الأخير للشيطان يوم القيامة قبل المغادرة إلى جهنم وبئس المصير، وعندما يُقضى الأمر في مشهد مهيب يوم العدل بين يدي الله تعالى، يخطب ويعلن الشيطان اعترافه بجريمته، فيعلن أمام الخلائق أن الله "جل جلاله" صادق، وأنه كاذب، وأنه لا لائمة عليه، وإنما الملامة على من اتبعه؛ فيندم حينها كل من تبعه، ولكن حينذاك لا ينفع الندم! وقد صوَّر القرآن الكريم هذا المشهد أعظم تصوير بأروع بيان، قال الله تعالى: ﴿ وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [إبراهيم: 22]،قال ابن كثير رحمه الله: "يخبر تعالى عمَّا خطب به إبليس لعنه الله أتباعه، بعدما قضى الله بين عباده، فأدخل المؤمنين الجنات، وأسكن الكافرين الدركات، فقام فيهم إبليس لعنه الله حينئذٍ خطيبًا ليزيدهم حزنًا إلى حزنهم وغبنًا إلى غبنهم، وحسرة إلى حسرتهم.

 

هذا ما يسَّر الله إيراده، والله أسأل بمنِّه وكرمه أن يحفظنا والمسلمين أجمعين من الشيطان ومكره، ومن دعاوى النفس الأمَّارة بالسوء؛ إنه على ذلك قدير، وبالإجابة جدير، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.


وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: {كلا إن الإنسان ليطغى}
  • ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: {وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم}
  • ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: {إن كيد الشيطان كان ضعيفا} (1)
  • ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: {إن كيد الشيطان كان ضعيفا} (2)
  • ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: { أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنًا فإن الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء ... } (2)
  • ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: ﴿وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباءً منثورًا﴾

مختارات من الشبكة

  • ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: ﴿يوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها...﴾(مقالة - آفاق الشريعة)
  • ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: {ومن يهن الله فماله من مكرم}(مقالة - آفاق الشريعة)
  • ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: {وهو القاهر فوق عباده وهو الحكيم الخبير}(مقالة - آفاق الشريعة)
  • ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: {قل لا يستوي الخبيث والطيب ولو أعجبك كثرة الخبيث...}(مقالة - آفاق الشريعة)
  • ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: ﴿وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا بما كانوا يكسبون﴾(مقالة - آفاق الشريعة)
  • ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: {ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله}(مقالة - آفاق الشريعة)
  • ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: {وما قدروا الله حق قدره...} (2)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • التربية في القرآن الكريم: ملامح تربوية لبعض آيات القرآن الكريم - الجزء الثاني (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • ملامح تربوية من وهج التربية الإسلامية للارتقاء بالنفس الإنسانية (2)(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • ملامح تربوية من وهج التربية الإسلامية للارتقاء بالنفس الإنسانية (1)(مقالة - مجتمع وإصلاح)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • بعد عامين من البناء افتتاح مسجد جديد في قرية سوكوري
  • بعد 3 عقود من العطاء.. مركز ماديسون الإسلامي يفتتح مبناه الجديد
  • المرأة في المجتمع... نقاش مفتوح حول المسؤوليات والفرص بمدينة سراييفو
  • الذكاء الاصطناعي تحت مجهر الدين والأخلاق في كلية العلوم الإسلامية بالبوسنة
  • مسابقة للأذان في منطقة أوليانوفسك بمشاركة شباب المسلمين
  • مركز إسلامي شامل على مشارف التنفيذ في بيتسفيلد بعد سنوات من التخطيط
  • مئات الزوار يشاركون في يوم المسجد المفتوح في نابرفيل
  • مشروع إسلامي ضخم بمقاطعة دوفين يقترب من الموافقة الرسمية

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 8/12/1446هـ - الساعة: 0:14
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب