• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    منزلة أولياء الله (خطبة)
    الشيخ إسماعيل بن عبدالرحمن الرسيني
  •  
    صفة العلم الإلهي
    الشيخ عبدالعزيز السلمان
  •  
    ماذا قدموا لخدمة الدين؟ وماذا قدمنا نحن؟ (خطبة)
    أبو سلمان راجح الحنق
  •  
    فقه مرويات ضرب الزوجة في السنة النبوية
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    الشرط السابع من شروط الصلاة: ستر العورة
    يوسف بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن السيف
  •  
    من أدلة صدقه عليه الصلاة والسلام: عظمة أخلاقه
    الشيخ عبدالله محمد الطوالة
  •  
    الشائعات والغيبة والنميمة (خطبة)
    د. أيمن منصور أيوب علي بيفاري
  •  
    إجارة المنافع بالمنافع
    عبدالرحمن بن يوسف اللحيدان
  •  
    من مائدة التفسير: سورة الفيل
    عبدالرحمن عبدالله الشريف
  •  
    كن بلسما (خطبة)
    سامي بن عيضه المالكي
  •  
    خطبة: أهمية مراقبة الله في حياة الشباب
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    أخلاق البائع المسلم (خطبة)
    عبدالله بن عبده نعمان العواضي
  •  
    منهج القرآن الكريم في تنمية التفكير العلمي: كيف ...
    محمد نواف الضعيفي
  •  
    أيام أبي بكر الصديق رضي الله عنه (خطبة)
    ساير بن هليل المسباح
  •  
    الله لطيف بعباده
    محمد بن عبدالله العبدلي
  •  
    خطبة (إنكم تشركون)
    الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / تفسير القرآن
علامة باركود

{هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها} (خطبة)

{هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها} خطبة
الشيخ عبدالله بن محمد البصري

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 9/1/2024 ميلادي - 28/6/1445 هجري

الزيارات: 18598

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

﴿ هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا ﴾ [هود: 61]

 

أَمَّا بَعدُ، فَأُوصِيكُم أَيُّهَا النَّاسُ وَنَفسِي بِتَقوَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 21، 22].

 

أَيُّهَا المُسلِمُونَ، خَلَقَ اللهُ الإِنسَانَ وَأَنزَلَهُ عَلَى هَذِهِ الأَرضِ وَاستَخلَفَهُ فِيهَا، وَخَلَقَ لَهُ مَا فِيهَا بِرًّا مِنهُ تَعَالى وَرَحمَةً وَإِحسَانًا؛ لِيَأكُلَ وَيَنتَفِعَ وَيَتَمَتَّعَ وَيَتَفَكَّرَ، وَيَتَقَوَّى عَلَى مَا خُلِقَ لَهُ وَيَتَّعِظَ وَيَعتَبِرَ، قَالَ سُبحَانَهُ: ﴿ هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 29] وَقَالَ جَلَّ وَعَلا: ﴿ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْأَنْهَارَ * وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ* وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ ﴾[إبراهيم: 32، 33] وَقَالَ تَعَالى: ﴿ اللَّهُ الَّذِي سَخَّرَ لَكُمُ الْبَحْرَ لِتَجْرِيَ الْفُلْكُ فِيهِ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ * وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [الجاثية: 12، 13] وَقَالَ سُبحَانَهُ: ﴿ وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ﴾ [البقرة: 30] وَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ الدُّنيَا حُلوَةٌ خَضِرَةٌ وَإِنَّ اللهَ مُستَخلِفُكُم فِيهَا فَيَنظُرُ كَيفَ تَعمَلُونَ" الحَدِيثَ رَوَاهُ مُسلِمٌ. أَجَل أَيُّهَا المُسلِمُونَ، لَقَدِ استَخلَفَ اللهُ تَعَالى الإِنسَانَ في الأَرضَ وَجَعَلَهُ وَصِيًّا لا مَالِكًا، مُحَافِظًا لا مُفسِدًا، أَمِينًا لا خَائِنًا، شَاكِرًا لِلمُنعِمِ لا كَافِرًا، وَلِهَذَا قَالَ المَلائِكَةُ لِرَبِّهِم لَمَّا أَخبَرَهُم أَنَّهُ جَاعِلٌ في الأَرضِ خَلِيفَةً: ﴿ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ﴾ [البقرة: 30] لَقَد عَلِمُوا بِمَا عَلَّمَهُمُ اللهُ أَنَّ المُستَخلَفَ لَيسَ مُطلَقَ اليَدِ في استِعمَالِ مَا استُخلِفَ فِيهِ، وَإنَّمَا هُوَ مُستَخلَفٌ لِحِكمَةٍ بَالِغَةٍ وَلِغَايَةٍ جَلِيلَةٍ، وَهِيَ إِقَامَةُ أَحكَامِ مُستَخلِفِهِ وَتَنفِيذِ وَصَايَاهُ، وَلِهَذَا خَافُوا مِنَ الإِفسَادِ في الأَرضِ. وَقَالَ سُبحَانَهُ لِنَبِيِّهِ دَاوُدَ عَلَيهِ السَّلامُ: ﴿ يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ ﴾ [ص: 26] نَعَم أَيُّهَا المُسلِمُونَ، إِنَّ الأَرضَ وَمَا فِيهَا مُلكٌ للهِ، هُوَ الَّذِي خَلَقَهَا وَسَخَّرَ فِيهَا مَا سَخَّرَ، وَأَنزَلَ هَذَا الإِنسَانَ عَلَيهَا لِيَعمُرَهَا، قَالَ سُبحَانَهُ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ صَالِحٍ عَلَيهِ السَّلامُ: ﴿ هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا ﴾ [هود: 61] فَالوَاجِبُ عَلَى الإِنسَانِ تَعمِيرُ الأَرضِ لا تَدمِيرُهَا، وَحِمَايَتُهَا لا العَبثُ فِيهَا، وَلا بَأسَ بَعدَ ذَلِكَ أَن يَستَمتِعَ بِمَا أَحَلَّهُ اللهُ لَهُ فِيهَا مِن مَتَاعٍ، فَالأَشجَارُ وَالنَّبَاتَاتُ وَالثِّمَارُ، وَالحَيَوَانَاتُ وَالجِبَالُ وَالنُّجُومُ وَالبِحَارُ، كُلُّهَا مُسَخَّرَةُ لِلإِنسَانِ غِذَاءً وَدَوَاءً وَمَنفَعَةً، وَقَضَاءً لِحَاجَةٍ أَو سَدًّا لِضَرُورَةٍ، بَل وَلا يُمنَعُ مِن أَن يَبتَهِجَ بِهَا وَيُسَرَّ وَيَفرَحَ، قَالَ سُبحَانَهُ: ﴿ أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَهَا أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ ﴾ [النمل: 60].

 

أَيُّهَا المُسلِمُونَ، إِنَّ مِنَ التَّعَدِّي وَالتَّجَاوُزِ الَّذِي بُلِيَ بِهِ الإِنسَانُ قَدِيمًا وَحَدِيثًا، ظَنَّهُ أَنَّهُ يَملِكُ الأَرضَ مُلكًا مُطلَقًا، وَأَنَّ لَهُ أَن يَتَصَرَّفَ فِيهَا بِحُرِّيَّةٍ تَامَّةٍ، بَل لَقَد وَصَلَ الجَهلُ بِكَثِيرٍ مِنَ النَّاسِ وَتَجَاوُزُهُ حُدُودَ اللهِ وَالخُرُوجُ عَن أَحكَامِهِ، أَن أَبَاحُوا لأَنفُسِهِم العَبَثَ فِيمَا حَولَهُم وَالإِفسَادَ وَالإِيذَاءَ، غَافِلِينَ عَن قَولِ رَبِّهِم وَخَالِقِهِم وَمَالِكِ الأَرضِ وَمَن فِيهَا وَمَن عَلَيهَا: ﴿ وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾ [الأعراف: 85] وَلِمُسَافِرٍ أَو مُتَنَزَّهٍ أَن يَنظُرَ اليَومَ في الطُّرُقِ الَّتي يَسلُكُهَا، أَوِ الأَمكِنَةِ الَّتي يَقصِدُهَا، أَوِ المُتَنَزَّهَاتِ الَّتي يَرغَبُ في التَّروِيحِ عَن نَفسِهِ فِيهَا، لِيَرَى إِلى أَيِّ حَدٍّ وَصَلَ العَبَثُ بِخَرَاجِ الأَرضِ وَخَيرَاتِهَا وَأَشجَارِهَا وَنَبَاتِهَا، وَإِفسَادِ طَبِيعَتِهَا وَمَرَاعِيهَا وَمَحمِيَّاتِهَا ﴿ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ ﴾ [البقرة: 205] أَلا فَلْنَتَّقِ اللهَ أَيُّهَا المُسلِمُونَ، وَلْنَمتَثِلْ أَمرَهُ لَنَا إِذْ قَالَ سُبحَانَهُ: ﴿ كُلُوا وَاشْرَبُوا مِنْ رِزْقِ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ ﴾ [البقرة: 60] وَلْنَعلَمْ أَنَّ الشُّكرَ هُوَ سَبَبُ حِفظِ النِّعمِ وَزِيَادَتِهَا ﴿ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ﴾ [إبراهيم: 7].

 

أَمَّا بَعدُ، فَاتَّقُوا اللهَ تَعَالى وَأَطِيعُوهُ وَلا تَعصُوهُ، وَاشكُرُوهُ وَلا تَكفُرُوهُ ﴿ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلَاقُوهُ ﴾ [البقرة: 223].

 

أَيُّهَا المُسلِمُونَ، أَوَامِرُ الإِسلامِ وَنَوَاهِيهِ، وَالآدَابُ وَالتَّوجِيهَاتُ الَّتي جَاءَ بِهَا الكِتَابُ وَالسُّنَّةُ، كُلُّهَا تَحُثُّ عَلَى التَّعمِيرِ وَالإِصلاحِ وَالبِنَاءِ، وَإِرَادَةِ الخَيرِ بالأَرضِ وَسَاكِنِيهَا وَحِفظِ مَوَارِدِهَا، وَتُحَذِّرُ مِنَ التَّدمِيرِ وَالإِفسَادِ وَالعَبثِ وَالإِيذَاءِ، قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: "إِنْ قَامَتِ السَّاعَةُ وَفي يَدِ أَحَدِكُم فَسِيلَةٌ فَإِنِ استَطَاعَ أَلاَّ تَقُومَ حَتى يَغرِسَهَا فَلْيَغرِسْهَا" رَوَاهُ الإِمَامُ أَحمَدُ وَغَيرُهُ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ. وَقَالَ عَلَيهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ: "مَا مِن مُسلِمٍ يَغرِسُ غَرسًا إِلاَّ كَانَ مَا أُكِلَ مِنهُ لَهُ صَدَقَةً، وَمَا سُرِقَ مِنهُ صَدَقَةً، وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ فَهُوَ لَهُ صَدَقَةً، وَمَا أَكَلَتِ الطُّيُورُ فَهُوَ لَهُ صَدَقَةً، وَلا يَرزَؤُهُ أَحَدٌ إِلاَّ كَانَ لَهُ صَدَقَةً" رَوَاهُ مُسلِمٌ. وَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: "مَن أَمَاطَ أَذًى عَن طَرِيقِ المُسلِمِينَ كُتِبَت لَهُ حَسَنَةٌ، وَمَن تُقُبِّلَت مِنهُ حَسَنَةٌ دَخَلَ الجَنَّةَ" رَوَاهُ الطَّبَرَانيُّ وَحَسَّنَهُ الأَلبَانيُّ. وَفي صَحِيحِ مُسلِمٍ قَالَ عَلَيهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ: " لَقَد رَأَيتُ رَجُلاً يَتَقَلَّبُ في الجَنَّةِ، في شَجَرَةٍ قَطَعَهَا مِن ظَهرِ الطَّرِيقِ كَانَت تُؤذِي النَّاسَ" فَاللهَ اللهَ أَيُّهَا المُسلِمُونَ، لِنَكُنْ مِمَّن يُصلِحُ وَلا يُفسِدُ، وَيَنفَعُ وَلا يَضُرُّ، وَيُعطِي وَلا يُؤذِي، وَحَذَارِ حَذَارِ مِنَ الإِفسَادِ في الأَرضِ بِقَطعِ الأَشجَارِ الَّتي يَستَظِلُّ بِهَا النَّاسُ، أَو رَميِ الأَوسَاخِ وَالمُخَلَّفَاتِ وَالقَاذُورَاتِ أَو إِشعَالِ النَّارِ في أَمَاكِنِ جُلُوسِ النَّاسِ، أَو تَلويثِهَا بِبَقَايَا الطَّعَامِ، أَو تَركِ مَا يُؤذِي النَّاسَ وَالدَّوَابَّ؛ قَالَ سُبحَانَهُ: "وَالَّذِينَ يُؤذُونَ المُؤمِنِينَ وَالمُؤمِنَاتِ بِغَيرِ مَا اكتَسَبُوا فَقَدِ احتَمَلُوا بُهتَانًا وَإِثمًا مُبِينًا" وَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: "مَن قَطَعَ سِدرَةً صَوَّبَ اللهُ رَأسَهُ في النَّارِ" رواهُ أبُو داودَ وصححهُ الأَلبَانيُّ، وَهُوَ وَعِيدٌ بِالنَّارِ لِمَن قَطَعَ سِدرَةً أَو شَجَرَةً يَستَظِلُّ بِهَا النَّاسُ وَالبَهَائِمُ ظُلمًا وَتَعَدِّيًا بِغَيرِ حَقٍّ، فَكَيفَ بِالاحتِطَابِ الجَائِرِ الَّذِي عُدنَا نَرَاهُ وَنَجِدُهُ بِتَقطِيعِ أَشجَارِ الأَودِيَةِ وَالمُنَتَزَّهَاتِ؟! وَفي صَحِيحِ مُسلِمٍ قَالَ عَلَيهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ: "اِتَّقُوا اللَّعَّانَينِ" قَالُوا: وَمَا اللَّعَّانَانِ يَا رَسُولَ اللهِ؟! قَالَ: "الَّذِي يَتَخَلَّى في طَرِيقِ النَّاسِ أَو في ظِلِّهِم" وَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: "مَن آذَى المُسلِمِينَ في طُرُقِهِم وَجَبَت عَلَيهِ لَعنَتُهُم" رواهُ الطبرانيُ وَحَسَّنَهُ الأَلبَانيُّ.

 

أَيُّهَا المُسلِمُونَ، في أَيَّامِ الشِّتَاءِ وَالرَّبِيعِ، وَمَوَاسِمِ نُزُولِ الأَمطَارِ وَنَبتِ الكَلأِ، وَخَاصَّةً في العُطَلِ وَالإِجَازَاتِ، يَخرُجُ النَّاسُ للتَّنَزُّهِ وَيَطِيبُ لَهُمُ التَّمَشِّي، فَاللهَ اللهَ بِالأَخذِ بِآدَابِ الخُرُوجِ وَالنُّزُولِ وَالسَّفَرِ وَالسَّيرِ وَالجُلُوسِ وَالنَّومِ، أَعطُوا كُلَّ شَيءٍ حَقَّهُ، وَاحذَرُوا مِنَ إِلقَاءِ نُفُوسِكُم أَو نُفُوسِ غَيرِكُم إِلى التَّهلُكَةِ ﴿ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [البقرة: 195].





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • تفسير: (وإلى ثمود أخاهم صالحا قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها)

مختارات من الشبكة

  • خطبة: فتنة الدجال... العبر والوقاية (2)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة: التدافع سنة ربانية وحكمة إلهية(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة المسجد الحرام 23 / 10 / 1434 هـ - حقوق الجار في الإسلام(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة (المولود وسننه)(مقالة - موقع د. علي بن عبدالعزيز الشبل)
  • أيها المبتلى في جسده تسل باسم ربك الجبار (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة: بداية العام الهجري وصيام يوم عاشوراء(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة (إنكم تشركون)(مقالة - موقع د. علي بن عبدالعزيز الشبل)
  • خطبة: التواضع(مقالة - آفاق الشريعة)
  • سورة ق في خطبة الجمعة وأبرز سننها الكونية والشرعية (خطبة)(مقالة - موقع د. صغير بن محمد الصغير)
  • خطبة (أم الكتاب 2)(مقالة - موقع د. علي بن عبدالعزيز الشبل)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • للسنة الخامسة على التوالي برنامج تعليمي نسائي يعزز الإيمان والتعلم في سراييفو
  • ندوة إسلامية للشباب تبرز القيم النبوية التربوية في مدينة زغرب
  • برنامج شبابي في توزلا يجمع بين الإيمان والمعرفة والتطوير الذاتي
  • ندوة نسائية وأخرى طلابية في القرم تناقشان التربية والقيم الإسلامية
  • مركز إسلامي وتعليمي جديد في مدينة فولجسكي الروسية
  • ختام دورة قرآنية ناجحة في توزلا بمشاركة واسعة من الطلاب المسلمين
  • يوم مفتوح للمسجد للتعرف على الإسلام غرب ماريلاند
  • ندوة مهنية تبحث دمج الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في التعليم الإسلامي

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 10/5/1447هـ - الساعة: 9:27
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب