• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    أفضل أيام الدنيا (خطبة)
    د. محمد بن مجدوع الشهري
  •  
    أحكام عشر ذي الحجة (خطبة)
    الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري
  •  
    أحكام عشر ذي الحجة
    د. فهد بن ابراهيم الجمعة
  •  
    أدلة الأحكام المتفق عليها
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    الأنثى كالذكر في الأحكام الشرعية
    الشيخ أحمد الزومان
  •  
    الإنفاق في سبيل الله من صفات المتقين
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    النهي عن أكل ما نسي المسلم تذكيته
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    الحج: آداب وأخلاق (خطبة)
    الشيخ محمد بن إبراهيم السبر
  •  
    يصلح القصد في أصل الحكم وليس في وصفه أو نتيجته
    ياسر جابر الجمال
  •  
    المرأة في القرآن (1)
    قاسم عاشور
  •  
    ملخص من شرح كتاب الحج (11)
    يحيى بن إبراهيم الشيخي
  •  
    الإنصاف من صفات الكرام ذوي الذمم والهمم
    د. ضياء الدين عبدالله الصالح
  •  
    الأسوة الحسنة
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    أحكام المغالبات
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    تفسير: (ذلك جزيناهم بما كفروا وهل نجازي إلا ...
    تفسير القرآن الكريم
  •  
    تخريج حديث: الاستطابة
    الشيخ محمد طه شعبان
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / الدعوة وطلب العلم
علامة باركود

المجلس الثالث من مجالس شرح كتاب تعظيم العلم للشيخ صالح بن عبدالله العصيمي

المجلس الثالث من مجالس شرح كتاب تعظيم العلم للشيخ صالح بن عبدالله العصيمي
د. خالد بن حسن المالكي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 12/11/2023 ميلادي - 28/4/1445 هجري

الزيارات: 3870

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

المجلس الثالث

من مجالس شرح كتاب تعظيم العلم للشيخ صالح بن عبدالله العصيمي

 

الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ، اللَّهُمَّ صل وسلم وبارك عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّد وعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِيْنَ، أَمَّا بعد:

فحياكم الله مع المجلس الثَّالِث من [مجالس شرح تعظيم العلم] وَهُوَ كِتَاب الشَّيْخ صالح بْن عبدالله العصيمي وَفَّقَهُ اللهُ تَعَالَى.


كان هناك سؤال فِيمَا يتعلق بِمَا ذكره الشَّيْخ في معقد تطهير وعاء العلم:

قَالَ الشَّيْخ من ضمن كلامه في هذا المعقد: (من طهر قلبه فيه العلم حل، ومن لم يرفع منه نجاسته ودعه العلم وارتحل) فنحن مثلًا نرى أن بعض أهل البدع وأهل المنكرات قَدْ يكون عنده شيء من العلم، قَدْ يكون هناك شخص مبتدع وعنده علم، كيف يتفق هذا مع هذا؟


نحن يا أحبتي الكرام والشيخ سيذكر ذَلِكَ في ضمن المعاقد القادمة إِنْ شَاءَ اللهُ:

عندما نتحدث عَن العلم لَا بُدَّ أن نعلم أن العلم ينقسم إلى قسمين:

1- هناك علم نافع.

2- وهناك علم غَيْر نافع.


كما قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «والقرآن حجة لك أو عليك»، فنحن هنا عندما نَقُول: تطهير وعاء العلم؛ يَعْنِي تطهير القلب حَتَّى يكون العلم الذي يتعلمه الإِنْسَان نافعًا، وَحَتَّى يُحصِّل علمًا نافعًا لا مجرد معلومات؛ لأنه -أَيُّهَا الأَحِبَّة الكرام- قَدْ يكون هناك كافر يعرف القُرْآن وَالسُّنَّة أكثر مِمَّا يعرفه شخص مسلم، يكون عنده معلومات، يكون مثلًا هناك مستشرق يعمل دراسة دكتوراه -بحث دكتوراه- في جامعة هارفارد أو جامعة من الجامعات الغربية، وَقَدْ يكون عنده معلومات عَنْ كتب السُّنَّة، وتفاسير الْقُرْآن وغير ذَلِكَ، قَدْ لا توجد عَنْد بعض الْمُسْلِمِينَ، لكن هل انتفع بهذا العلم؟ لا شيء، لا شيء انتفاعه بالعلم، فليس مدار حديث هذا الْكِتَاب عَن العلم الذي هُوَ معلومات؛ أن الإِنْسَان يعرف، أن الإِنْسَان يحفظ، أن الإِنْسَان يكون عنده معلومات في ذهنه حول الشَّرِيعَة الإسلامية، لَيْسَ هذا هُوَ المقصود، نحن نتحدث عَن العلم الذي ينفعك أمام الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى هذا هُوَ مدار الحَدِيْث في هذا الكِتَاب، إذا أردت أن تُحصِّل علمًا تنتفع بِهِ أمام الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى ويكون حجةً لك عند ربنا جَلَّ فِي عُلَاهُ وسببًا في دخول جنات النعيم، ووقايةً لك من عذاب الجحيم، فينبغي عليك أن تُعظِّم العلم، أَمَّا إذا كانت الْمَسْأَلَة مجرد أن الإِنْسَان يبحث عَنْ معلومات ويريد أن يُحصِّل كمًّا من المحفوظات فليس حديثنا معه، لَيْسَ حديثنا معه أن نَقُول له: لَا بُدَّ أن تطهر وعاء العلم، لَا بُدَّ أن تطهر قلبك، لَا بُدَّ أن تبتعد عَن المعاصي، حديثنا معه لا ينبغي أن يكون بهذا الشكل.


نحن ينبغي أن نتحدث معه عَنْ أمور أخرى:

• نقول له: أحسن نيتك، أحسن قصدك، آمن بالله، ابتعد عن المحرمات حتى تنتفع بالعلم، لكن نحن نتحدث الآن عن شخص يطلب العلم، ويريد أن يكون هذا العلم حجةً له أمام الله؛ كما قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «والقرآن حجة لك أو عليك»، نتحدث عَنْ شخص يريد أن يحفظ الْقُرْآن ويتعلم الْقُرْآن.


• وهناك شرط لَا بُدَّ أن نفهمه أَيُّهَا الأَحِبَّة الكرام: يريد أن يتعلم الْقُرْآن ويريد أن يكون الْقُرْآن حجةً له.


هنا نَقُول له: إذا أردت أن يكون الْقُرْآن حجةً لك، إذا أردت أن تنتفع بهذا العلم، أن يُغيِّر الْقُرْآن فيك، أن تُغيِّر السُّنَّة فيك، أن يكون الْقُرْآن حجة له أمام الله، أن تكون السُّنَّة حجة لك أمام الله، فعليك باتباع معاقد هذا الْكِتَاب، عليك بتعظيم العلم بتطهير وعائه؛ وَهُوَ القلب، عليك بإخلاص النِّيَّة فيه، وَهُوَ المعقد الثَّانِي من معاقد تعظيم العلم، فأرجو أن تكون الإجابة بِمَا ذكرت كافيةً في شرح المقصود، وإذا كان لا يزال هناك تعليق أو الإجابة لَيْسَت واضحة بالشكل المطلوب فبإمكانكم الكتابة في التعليقات عَلَى آخر رسالة أرسلت؛ وَهِيَ رسالة إعلان الدَّرْس وبدء الدَّرْس.


• نستعين بالله تَبَارَكَ وَتَعَالَى ونبدأ في المقعد الثَّانِي؛ وَهُوَ: إخلاص النِّيَّة فيه.

إخلاص النية فيه؛ يَعْنِي: إخلاص النِّيَّة في العلم.


طبعًا نحن عرفنا وتكلمنا قبل ذَلِكَ؛ قُلْنَا: إن الْمُصَنِّف للمتن هُوَ الشَّيْخ صالح العصيمي، والشيخ صالح العصيمي نفسه هُوَ الذي شرح المتن في كِتَاب آخر اسمه (شرح تعظيم العلم)، لعَلِّي أعيد إرسال المتن والشرح في القناة إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى.


قَالَ الْمُصَنِّفُ وَفَّقَهُ اللهُ تَعَالَى:

المعقد الثَّانِي

إخلاص النِّيَّة فيه

إن إخلاص الأعمال أساس قبولك، وسلم وصولها؛ قَالَ تَعَالَى: ﴿ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ ﴾ [البينة: 5].


وَقَالَ البخاري في (الجامع المسند الصحيح)، ومسلم في (المسند الصحيح) وَاللَّفْظ للبخاري: حدثنا عبدالله بْن مسلمة؛ قَالَ: أخبرنا مالك عَنْ يحيى بْن سعيد، عَنْ مُحَمَّد بْن إبراهيم، عَنْ علقمة، عَنْ عُمَر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أن رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الأعمال بِالنِّيَّةِ ولكل امرئ ما نوى»، وما سبق من سبق ولا وصل من وصل من السَّلَف الصالحين إِلَّا بالإخلاص لله رب العالمين.


قَالَ أبو بكر المروزي رَحِمَهُ اللهُ: سمعت رجلًا يَقُولُ لأبي عبدالله -يَعْنِي أحمد بْن حنبل- وذكر له الصِّدْق والإخلاص، فَقَالَ أبو عبدالله: (بهذا ارتفع القوم) وَإِنَّمَا ينال المرء العلم عَلَى قدر إخلاصه.


طبعًا هنا عندما نعيد هذه الجملة لعلَّها ترتبط بالمقدمة، بالحديث الذي كنا نتكلم فيه، أن العلم النافع الذي ينفعه أمام الله إِنَّمَا يناله المرء عَلَى قدر إخلاصه، طبعًا يا -أَيُّهَا الأَحِبَّة الكرام- بالنسبة لحديث: «إِنَّمَا الأعمال بِالنِّيَّةِ وَإِنَّمَا لكل امرئ ما نوى».


هذا الحَدِيْث أَيُّهَا الأَحِبَّة الكرام:

صَدَّر بِهِ عددٌ من أئمة الحَدِيْث كتبهم، منهم البخاري عَلَيْهِ رَحْمَةُ اللهِ، ذكره النووي في بداية (الأربعين النووية) وذكره في بداية (رياض الصالحين) وكثيرًا ما يذكره أهل الحَدِيْث في بداية كتبهم، للإشارة إلى أهمية النِّيَّة، وأن الأعمال لا تُقبل عند الله إِلَّا بنية صالحة، وتذكيرًا لأنفسهم وهم أئمة الحَدِيْث؛ لكن البخاري يحتاج إلى نية، والنووي يحتاج إلى نية، فالأئمة يُذكِّرون أنفسهم عند كتابتهم لهذِه المصنفات العظيمة بأهمية الإخلاص، وأهمية أن يكون ما يكتبونه خالصًا لله تَبَارَكَ وَتَعَالَى.


وكما ذكرنا في اللقاء الْمَاضِي أَيُّهَا الأَحِبَّة الكرام:

العلم عِبَادَة؛ يَعْنِي أنت عندما تأتي وتجلس في هذا المجلس من مجالس العلم، أو غيره من مجالس العلم نصف ساعة أو ساعة، وهناك شخص آخر يقرأ قرآنًا، وهناك شخص آخر يصلي لله تَبَارَكَ وَتَعَالَى، كل هَؤُلَاءِ في عِبَادَة، أنت في عِبَادَة، وَهُوَ في عِبَادَة، وذاك في عِبَادَة، فالعلم عِبَادَة ينبغي أن نستحضر هذا الأمر، ونتذكره جيدًا، وما دام العلم عِبَادَة فهو يفتقر إلى النِّيَّة، شأنه في ذَلِكَ شأن أي عِبَادَة يتعبَّد بها العَبْد لله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى.


لا تصح الْعِبَادَة كما لا يخفى عليكم إِلَّا بشرطين:

1- الإخلاص لله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى.

2- متابعة النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.


والبركة في العلم إِنَّمَا تكون عَلَى قدر الإخلاص؛ ولذلك سُبْحَانَ اللَّهِ! يذكر أهل العلم أن بعض الْكُتُب أصبحت واسعة الانتشار، وملأت أصقاع الدُّنْيَا، يَقُولُ أهل العلم: لعل ذَلِكَ من إخلاص أصحابها، لعل ذَلِكَ بسبب إخلاص أصحابها، والعلم عند الله.


فكلما كان الْعَبْد مخلصًا لله تَبَارَكَ وَتَعَالَى بارك الله في الْعِبَادَة الَّتِي يتعبَّد لله عَزَّ وَجَلَّ بها، بارك الله في علمه، بارك الله له في صلاته، بارك الله له في قراءته للقرآن، بارك الله له في شأنه كله.


وإذا حُرم الْعَبْد الإخلاص، إذا لم يكن عنده إخلاص لله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى فإنه لا ينتفع بالعبادة، كأنه لم يعملها، لا يجد لها أثرًا لا في حياته، ولا في سلوكه، ولا في أخلاقه، ولا في أولاده، ولا في بيته، ولا في ماله، أبدًا، كأنه لم يعمل عِبَادَة لله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى.


لكن إذا رُزق الإخلاص عمَّت البركة حياته:

ووجد أثرًا في قلبه ونورًا في صدره، وراحةً وسكينةً وطمأنينةً في الدُّنْيَا، هذه كلها عاجل بُشْرى المؤمن، هذه يحصلها الآن وَهُوَ في هذه الحياة، غَيْر ما يدخره الله له من الأجور العظيمة.


فالله الله بالإخلاص أَيُّهَا الأَحِبَّة الكرام:

وَقَدْ سمعت شيخنا الشَّيْخ مُحَمَّد المختار الشنقيطي حَفِظَهُ اللهُ تَعَالَى ووفقه يَقُولُ: لا يمل الْعَبْد من تكرار الحَدِيْث حول الإخلاص؛ يَعْنِي أنا أعرف أنكم ما شاء الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى ربما تحضرون، وربما استمعتم لمواعظ حول الإخلاص وتعرفون هذا الأمر، ويمكن لو طُلب منكم الحَدِيْث حوله ما شاء الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلُّ واحد منكم قَدْ يتحدث ويسهب في الحديث، ولكن نُذكِّر أنفسنا، نحن نحتاج أن نُذكِّر أنفسنا باستمرار بأمر الإخلاص، مهما سمعنا من مواعظ، مهما حضرنا من دروس، إلى أن يشيب الإِنْسَان، إلى أن يلقى الله ﴿ وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ ﴾ [الحجر: 99] إلى آخر يوم في حياة الإِنْسَان لما يسمع موعظة عَنْ الإخلاص ينبغي أن يستمع لها بقلبه، وأن تؤثر فيه، وأن يتطامن، وأن يتواضع لله رب العالمين، ويتهم نفسه، يَقُولُ: لعلي أنا مُقصِّر في الإخلاص، لعلي أنا كذا، حَتَّى يُحسِن من هذه العِبَادَة العظيمة، وَحَتَّى يُحسِن من إخلاصه في العبادات، فَإِنَّه بالإخلاص تحصل البركات، ويتقبل الله جَلَّ وَعَلَا العبادات، بدون إخلاص -كَمَا قُلْنَا- يكون العمل مردودًا عَلَى صاحبه، نسأل الله السلامة والعافية.


وسيذكر الشَّيْخ وَفَّقَهُ اللهُ بعض أقوال أهل العلم في نفس المعقد، بعض أقوال أهل العلم من السَّلَف، كيف كانوا يجدون صعوبة في الإخلاص، فماذا نَقُول نحن؟!


قَالَ الْمُصَنِّفُ وَفَّقَهُ اللهُ تَعَالَى:

والإخلاص في العلم يقوم عَلَى أربعة أصول، بها تتحقق نية المعلم للمتعلم إذا قصدها.


يَعْنِي يَقُولُ الشَّيْخ: ينبغي عَلَى طالب العلم، وعَلَى طالبة العلم أن يستحضرا هذه الأمور الأربعة حينما يتعلمون العلم.


قَالَ الْمُصَنِّفُ وَفَّقَهُ اللهُ تَعَالَى:

اَلْأَوَّلُ: رفع الْجَهْل عَنْ نفسه، بتعريفها ما عليها من العبوديات، وإيقافها عَلَى مقاصد الأمر وَالنَّهْي.

الثَّانِي: رفع الْجَهْل عَن الخلق بتعليمهم وإرشادهم لما فيه صلاح دنياهم وآخرتهم.

الثَّالِث: إحياء العلم وحفظه من الضياع.

الرَّابِع: العمل بالعلم.


هذه المقاصد الأربعة ينبغي أن تكون حاضرة في نفس طالب العلم؛ أَنَّهُ:

• يريد أن يرفع الْجَهْل عَنْ نفسه.

• يريد أن يرفع الْجَهْل عَن الآخرين.

• يريد أن يحيي ميراث النَّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وينشره بين الناس.

• يريد أن يعمل بالعلم.


فَإِنَّ العلم كالشجرة، والعمل كالثمرة، فإذا كان العلم بلا عمل كان كالشجرة الَّتِي لا ثمر لها.


قَالَ الْمُصَنِّفُ وَفَّقَهُ اللهُ تَعَالَى:

فالعلم شجرة، والعمل ثمرة، وَإِنَّمَا يراد بالعلم العمل.


ولقد كان السَّلَف رَحِمَهُم اللهُ يخافون فوات الإخلاص في طلبهم العلم، فيتورَّعون عَن ادِّعائه؛ لأنهم لم يحققوه في قلوبهم.


فهشام الدستوائي يَقُولُ: والله ما أستطيع أن أقول: إني ذهبت يومًا أطلب الحَدِيْث أريد بِهِ وجه الله عَزَّ وَجَلَّ.


وسئل الْإِمَام أحمد: هل طلبت العلم لله؟ فَقَالَ: لله عزيز، ولكنه شيءٌ حُبِّب إليَّ فطلبته.


ومَن ضيَّع الإخلاصَ فاته علمٌ كثيرٌ وخيرٌ وفيرٌ.


وينبغي لقاصد السلامة أن يتفقد هذا الأصل؛ وَهُوَ الإخلاص، في أموره كلها، دقيقها وجليلها، سرها وعلنها، ويحمل عَلَى هذا التفقد شدة معالجة النِّيَّة.


قَالَ سفيان الثوري: ما عالجت شيئًا أشد عليَّ من نيتي؛ لأنها تتقلب عليَّ.


أَيُّهَا الأَحِبَّة الكرام، لو لم نخرج بفائدة من درس اليوم إِلَّا كَلِمَة سفيان هذه، لكفى بهذه الفائدة خيرًا وفضلًا.


نعيد الفائدة:

قَالَ سفيان الثوري رَحِمَهُ اللهُ: ما عالجت شيئًا أشد عليَّ من نيتي؛ لأنها تتقلب عليَّ.


يَعْنِي أن النِّيَّة لا ينبغي للعبد أن يَقُولُ: كفى، أنا أخلصت لله وما أحتاج إلى أن أتابع هذا الموضوع، كفى أنا أريد أن ألتفت إلى أمور أخرى، مركز بموضوع الإخلاص، وَالحَمْدُ للهِ أشعر أنني حققت الإخلاص، فأنا منتهي من موضوع الإخلاص، لا، النِّيَّة تتقلب أَيُّهَا الأَحِبَّة الكرام.


ولذلك يَقُولُ سفيان رَحِمَهُ اللهُ: ما عالجت شيئًا أشد عليَّ من نيتي؛ لأنها تتقلَّب عليَّ.


قَالَ الْمُصَنِّفُ وَفَّقَهُ اللهُ تَعَالَى:

بل قَالَ سليمان الهاشمي: ربما أُحدِّث بحديث واحد ولي نية، فإذا أتيت عَلَى بعضه تغيَّرت نيتي، فإذا الحَدِيْث الواحد يحتاج إلى نيَّات.


يَقُولُ سليمان رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى: إنه ربما يبدأ يُحدِّث الناس بحديث النَّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وله نية طيبة، له نية خالصة لله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى ولكن أثناء تحديثه الناس ربما يصيبه شيء من العُجْب أو غَيْر ذَلِكَ، فيعود ويصحح النِّيَّة، فَاَلنِّيَّة أمر -أَيُّهَا الأَحِبَّة الكرام- كما ذكرنا ينبغي عَلَى الْعَبْد أن يتعاهده باستمرار حَتَّى بعد أن يبدأ في العمل.


النِّيَّة المطلوب من الْعَبْد مراقبتها في ثلاثة مواضع:

الموضع الْأَوَّلُ: قبل العمل، فقبل أن يبدأ بالعمل يستحضر أن النِّيَّة لله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وَحْدَهُ، وأنه يرجو ما عند الله، ويبتغي القرب من الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، وأنه لا يريد شيئًا من الخلق إطلاقًا البتة، لا يهمه ثناؤهم ولا مدحهم، ولا إعجابهم، ولا شيء من هذه الأمور، فيصلح نيته قبل البدء بالعمل.


ثُمَّ أثناء العمل يتابع نيته إن تقلبت أعادها إلى الصواب، فهو دائمًا النِّيَّة محل متابعة ومحل نظر ومحل مراقبة من الْعَبْد؛ لأنه يعلم أن بها صلاحه وفلاحه، وبفواتها خسرانه وبواره، فلا يقبل الله عملًا إِلَّا إن كان خالصًا.


ثُمَّ بعد العمل، كيف بعد العمل؟ يَعْنِي حَتَّى بعد أن ينتهي العمل، نعم بعد أن ينتهي العمل.


قَالَ بعض أهل العلم: ربما يعمل الْعَبْد عملًا ثُمَّ يتلاعب الشيطان بِهِ؛ فيغير نيته بعد عشرين سنة، مَثَلًا يحج وعمره عشرون سنة، ثُمَّ يأتي وعمره أربعون سنة يَقُولُ: سُبْحَانَ اللَّهِ! أنا حججت وقت ما كان عمري عشرين، وبكيت وخشعت، ويبدأ يحدث أمام الناس ويرائي ويسمع بعمله، فيفسد عَلَى نفسه عملًا كان عمله قبل عشرين سنة وقبل ثلاثين سنة وقبل أربعين سنة، لا له إِلَّا الله!


ننظر كيف أن الشيطان حريص أَيُّهَا الأخوة الكرام عَلَى أن يضل الإِنْسَان إلى آخر يوم من حياته، نسأل الله السلامة والعافية، نسأل الله أن يثبتنا عَلَى الحق حَتَّى نلقى ربنا جَلَّ فِي عُلَاهُ؛ ولذلك الْعَبْد لا يأمن حَتَّى تخرج الروح وتفارق جسده، لا يأمن من كيد الشيطان ومكره، فَإِنَّ قصد الشيطان أن يُضِل بني آدم ويُبعِدهم عَنْ طريق ربنا جَلَّ فِي عُلَاهُ.


ولعلِّي أقرأ بعض الْكَلَام الذي ذكره الْإِمَام ابْن رجب عَلَيْهِ رَحْمَةُ اللهِ فِيمَا يتعلق بِاَلنِّيَّةِ، فإنه قَدْ ذَكَرَ كلامًا طيبًا ونقولات جميلة عَن السَّلَف عليهم رحمة الله فِيمَا يتعلق بِالنِّيَّةِ في شرحه للحديث الْأَوَّل من الأربعين النووية وَهُوَ حديث "الأعمال بِالنِّيَّةِ".


•قَالَ ابْن رجب عَلَيْهِ رَحْمَةُ اللهِ في شرح الحديث الأول من (الأربعين النووية) في كتابه (جامع العلوم والحكم في شرح خمسين حديثًا من جوامع الكلم):

وَعَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، قَالَ: تَعَلَّمُوا النِّيَّةَ، فَإِنَّهَا أَبْلَغُ مِنَ الْعَمَلِ.


وَرَوَى ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا بِإِسْنَادٍ مُنْقَطِعٍ، عَنْ عُمَرَ، قَالَ: لَا عَمَلَ لِمَنْ لَا نِيَّةَ لَهُ، وَلَا أَجْرَ لِمَنْ لَا حِسْبَةَ لَهُ؛ يَعْنِي: لَا أَجْرَ لِمَنْ لَمْ يَحْتَسِبْ ثَوَابَ عَمَلِهِ عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ. وَبِإِسْنَادٍ ضَعِيفٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: لَا يَنْفَعُ قَوْلٌ إِلَّا بِعَمَلٍ، وَلَا يَنْفَعُ قَوْلٌ وَلَا عَمَلٌ إِلَّا بِنِيَّةٍ، وَلَا يَنْفَعُ قَوْلٌ وَلَا عَمَلٌ وَلَا نِيَّةٌ إِلَّا بِمَا وَافَقَ السُّنَّةَ.


وَعَنْ زُبَيْدٍ الْيَامِيِّ، قَالَ: إِنَّي لَأُحِبُّ أَنْ تَكُونَ لِي نِيَّةٌ فِي كُلِّ شَيْءٍ، حَتَّى فِي الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ، وَعَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: انْوِ فِي كُلِّ شَيْءٍ تُرِيدُهُ الْخَيْرَ، حَتَّى خُرُوجِكَ إِلَى الْكُنَاسَةِ.


وَعَنْ دَاوُدَ الطَّائِيِّ، قَالَ: رَأَيْتُ الْخَيْرَ كُلَّهُ إِنَّمَا يَجْمَعُهُ حُسْنُ النِّيَّةِ، وَكَفَاكَ بِهَا خَيْرًا وَإِنْ لَمْ تَنْصَبْ.


قَالَ دَاوُد: وَالْبِرُّ هِمَّةُ التَّقِيِّ، وَلَوْ تَعَلَّقَتْ جَمِيعُ جَوَارِحِهِ بِحُبِّ الدُّنْيَا، لَرَدَّتْهُ يَوْمًا نِيَّتُهُ إِلَى أَصْلِهِ.


وَعَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، قَالَ: مَا عَالَجْتُ شَيْئًا أَشَدَّ عَلَيَّ مِنْ نِيَّتِي؛ لِأَنَّهَا تَنْقَلِبُ عَلَيَّ.


وَعَنْ يُوسُفَ بْنِ أَسْبَاطٍ، قَالَ: تَخْلِيصُ النِّيَّةِ مِنْ فَسَادِهَا أَشَدُّ عَلَى الْعَامِلِينَ مِنْ طُولِ الِاجْتِهَادِ.


وَقِيلَ لِنَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ: أَلَا تَشْهَدُ الْجَنَازَةَ؟ قَالَ: كَمَا أَنْتَ حَتَّى أَنْوِيَ، قَالَ فَفَكَّرَ هُنَيَّةً، ثُمَّ قَالَ: امْضِ.


وَعَنْ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِاللَّهِ قَالَ: صَلَاحُ الْقَلْبِ بِصَلَاحِ الْعَمَلِ، وَصَلَاحُ الْعَمَلِ بِصَلَاحِ النِّيَّةِ.


وَعَنْ بَعْضِ السَّلَفِ قَالَ: مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَكْمُلَ لَهُ عَمَلُهُ، فَلْيُحْسِنْ نِيَّتَهُ، فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَأْجُرُ الْعَبْدَ إِذَا حَسُنَتْ نِيَّتُهُ حَتَّى بِاللُّقْمَةِ.


وَعَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ، قَالَ: رُبَّ عَمَلٍ صَغِيرٍ تُعَظِّمُهُ النِّيَّةُ، وَرُبَّ عَمَلٍ كَبِيرٍ تُصَغِّرُهُ النِّيَّةُ.


وَقَالَ ابْنُ عَجْلَانَ: لَا يَصْلُحُ الْعَمَلُ إِلَّا بِثَلَاثٍ: التَّقْوَى لِلَّهِ، وَالنِّيَّةِ الْحَسَنَةِ، وَالْإِصَابَةِ.


وَقَالَ الْفُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ: إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْكَ نِيَّتَكَ وَإِرَادَتَكَ.


الله يغار -أَيُّهَا الأَحِبَّة الكرام- إذا صرف الْعَبْد شيئًا من الْعِبَادَة لغيره سُبْحَانَهُ، حَتَّى لو كان من باب الرياء أو الشِّرْك الأصغر، فَإِنَّ ذَلِكَ يبغضه الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى.


وَقَالَ الْفُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ: إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْكَ نِيَّتَكَ وَإِرَادَتَكَ.


وَعَنْ يُوسُفَ بْنِ أَسْبَاطٍ، قَالَ: إِيثَارُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَفْضَلُ مِنَ الْقَتْلِ فِي سَبِيلِهِ. خَرَّجَ ذَلِكَ كُلَّهُ ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا فِي كِتَابِ "الْإِخْلَاصِ وَالنِّيَّةِ"، وَرَوَى فِيهِ بِإِسْنَادٍ مُنْقَطِعٍ عَنْ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: أَفْضَلُ الْأَعْمَالِ أَدَاءُ مَا افْتَرَضَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ، وَالْوَرَعُ عَمَّا حَرَّمَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ، وَصِدْقُ النِّيَّة فِيمَا عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ.


وَبِهَذَا يُعْلَمُ مَعْنَى مَا رَوَى الْإِمَامُ أَحْمَدُ أَنَّ أُصُولَ الْإِسْلَامِ ثَلَاثَةُ أَحَادِيثَ:

• حَدِيثُ: «الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ».

• وَحَدِيثُ: «مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا مَا لَيْسَ مِنْهُ، فَهُوَ رَدٌّ».

• وَحَدِيثُ: «الْحَلَالُ بَيِّنٌ وَالْحَرَامُ بَيِّنٌ».


فَإِنَّ الدِّينَ كُلَّهُ يَرْجِعُ إِلَى فِعْلِ الْمَأْمُورَاتِ، وَتَرْكِ الْمَحْظُورَاتِ، وَالتَّوَقُّفِ عَنِ الشُّبُهَاتِ، وَهَذَا كُلُّهُ تَضَمَّنَهُ حَدِيثُ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ.


وَإِنَّمَا يَتِمُّ ذَلِكَ بِأَمْرَيْنِ:

أَحَدُهُمَا: أَنْ يَكُونَ الْعَمَلُ فِي ظَاهِرِهِ عَلَى مُوَافَقَةِ السُّنَّةِ، وَهَذَا هُوَ الَّذِي تَضَمَّنَهُ حَدِيثُ عَائِشَةَ: «مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا مَا لَيْسَ مِنْهُ، فَهُوَ رَدٌّ».


وَالثَّانِي: أَنْ يَكُونَ الْعَمَلُ فِي بَاطِنِهِ يُقْصَدُ بِهِ وَجْهُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، كَمَا تَضَمَّنَهُ حَدِيثُ عُمَرَ: «الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ».


وَقَالَ الْفُضَيْلُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ﴾ [الملك: 2]، قَالَ: أَخْلَصُهُ وَأَصْوَبُهُ. وَقَالَ: إِنَّ الْعَمَلَ إِذَا كَانَ خَالِصًا، وَلَمْ يَكُنْ صَوَابًا لَمْ يُقْبَلْ، وَإِذَا كَانَ صَوَابًا، وَلَمْ يَكُنْ خَالِصًا، لَمْ يُقْبَلْ حَتَّى يَكُونَ خَالِصًا وَصَوَابًا، قَالَ: وَالْخَالِصُ إِذَا كَانَ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَالصَّوَابُ إِذَا كَانَ عَلَى السُّنَّةِ. وَقَدْ دَلَّ عَلَى هَذَا الَّذِي قَالَهُ الْفُضَيْلُ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿ قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا ﴾ [الكهف: 110].


وَقَالَ بَعْضُ الْعَارِفِينَ: إِنَّمَا تَفَاضَلُوا بِالْإِرَادَاتِ، وَلَمْ يَتَفَاضَلُوا بِالصَّوْمِ وَالصَّلَاةِ، وَقَدْ ذُكر ذَلِكَ عَنْ أبي بكر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.


قَالَ بعض السَّلَف: ما سبق أبو بكر القومَ بكثيرِ صلاةٍ ولا صوم، ولكنه سبقهم بشيء وقر في قلبه؛ يَعْنِي: إخلاصه لله تَبَارَكَ وَتَعَالَى.


والله تَعَالَى أعلم، وَالحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ، وَصَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّد وعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِيْنَ.


نقرأ التعليقات جزاكم الله خيرًا:

الشَّيْخ علي يَقُولُ: من أراد أن يُصنِّف كِتَابًا فليبدأ بحديث الأعمال بِالنِّيَّاتِ، عبدالرحمن بْن مهدي، أمثال (رياض الصالحين) و (الأربعون النووية).


الطَّالِبُ: من الفوائد: النِّيَّة الكاملة تجبر نقصان العمل، وَالنِّيَّةِ الناقصة لا تجبرها.


الشَّيْخُ: سُبْحَانَ اللَّهِ! فعلًا النِّيَّة هِيَ تجارة المؤمن.


الطَّالِبُ: لماذا تتقلب النِّيَّة عَلَى الْعَبْد رغم أَنَّهُ بدأ بنية خالصة، كيف تعرف أن نيَّتك خالصة لله.


الشَّيْخُ: النِّيَّة تتقلب عَلَى الْعَبْد رغم أَنَّهُ بدأ نية خالصة؛ لأن الشيطان لا يترك الْعَبْد في شأنه، الشيطان يظل عدوًّا للعبد، وقلنا: إِنَّه يظل حَتَّى بعد أن ينتهي العبد من العمل كما ذكرنا ربما بعشرين سنة وثلاثين سنة يأتيه الشيطان يبدأ يحدث يَقُولُ: أنا حججت قبل ثلاثين سنة أيام ما كنت شبابًا وبكيت في تِلْكَ الحجة وتأثرت، ويبدأ يُسمع بعمل كان عمله قبل زمن بعيد، فالشيطان لا يترك الْعَبْد، وَقَالَ الله: ﴿ إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا ﴾ [فاطر: 6].


الطَّالِبُ: كيف تعرف أن نيتك خالصة لله وَحْدَهُ؟


الشَّيْخُ: هُوَ أمر يصعب عَلَى الْعَبْد أن يُزكِّي نفسه ويقول: إن نيته خالصة لله وَحْدَهُ، لكن يظل يجاهد نفسه، ويسأل الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أن يرزقه الإخلاص والقبول، لا يحدث بالعمل أحدًا إذا عمل عملًا في السر فإنه يفرح بذلك، يحب أعمال السر، ليستوي عنده مدح الناس وذمهم، هذه من علامات المخلص، ما يختلف الأمر، فالأمر سيان إن نظر الناس إليه أو لم يكن أحد ينظر إليه، فالأمر سيان في كُلِّ الأحوال، هُوَ يجري عَلَى ما يرضي الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى ويعمل ما يرضي الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى بغض النظر عن أحد ينظر، أحد يمدح، أحد يذم، هذه كلها من علامات المخلِص.


الطَّالِبُ: عمدة الدِّين عندنا كلمات أربع من كلام خير البرية: اتق الشبهات، وازهد، ودع ما لَيْسَ يعنيك، واعملن بنية.


الشَّيْخُ: فعلًا هذا الحَدِيْث هُوَ أحد الْأَحَادِيث الَّتِي هِيَ أعمدة هذا الدِّين، حديث «إِنَّمَا الأعمال بِالنِّيَّاتِ».


أسأل الله عَزَّ وَجَلَّ أن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل، جزاكم الله خيرًا عَلَى هذه التعليقات المفيدة، وفقنا الله وَإِيَّاكُمْ لما يحب ويرضى، وَالحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ، وَصَلَّى اللهُ وَسَلمَ، وَبَارَكَ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّد وعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِيْنَ.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • المجلس الأول من مجالس شرح كتاب تعظيم العلم للشيخ صالح بن عبدالله العصيمي
  • المجلس الثاني من مجالس شرح كتاب تعظيم العلم للشيخ صالح بن عبدالله العصيمي
  • المجلس الرابع من مجالس شرح كتاب تعظيم العلم للشيخ صالح بن عبدالله العصيمي
  • المجلس الخامس من مجالس شرح كتاب تعظيم العلم للشيخ صالح بن عبدالله العصيمي
  • المجلس السادس من مجالس شرح كتاب تعظيم العلم للشيخ صالح بن عبدالله العصيمي
  • المجلس السابع من مجالس شرح كتاب تعظيم العلم للشيخ صالح بن عبدالله العصيمي
  • المجلس الثامن من مجالس شرح كتاب تعظيم العلم للشيخ صالح بن عبدالله العصيمي

مختارات من الشبكة

  • ألمانيا: المجلس الأعلى للمسلمين يرفض اتهامات المجلس اليهودي(مقالة - المسلمون في العالم)
  • فرنسا: المجلس الإسلامي يدين قرار المجلس الأوروبي بشأن الختان(مقالة - المسلمون في العالم)
  • المجلس السادس من مجالس شرح لامية ابن الوردي(مادة مرئية - موقع الشيخ عبدالرحمن بن عبدالعزيز الدهامي)
  • المجلس الخامس من مجالس شرح لامية ابن الوردي(مادة مرئية - موقع الشيخ عبدالرحمن بن عبدالعزيز الدهامي)
  • المجلس الرابع من مجالس شرح لامية ابن الوردي(مادة مرئية - موقع الشيخ عبدالرحمن بن عبدالعزيز الدهامي)
  • المجلس الثالث من مجالس شرح لامية ابن الوردي(مادة مرئية - موقع الشيخ عبدالرحمن بن عبدالعزيز الدهامي)
  • المجلس الثاني من مجالس شرح لامية ابن الوردي(مادة مرئية - موقع الشيخ عبدالرحمن بن عبدالعزيز الدهامي)
  • المجلس الأول من مجالس شرح لامية ابن الوردي(مادة مرئية - موقع الشيخ عبدالرحمن بن عبدالعزيز الدهامي)
  • مخطوطة أمالي ابن عساكر ( المجلس 280 ) ( مجلس في فضل عبدالله بن مسعود رضي الله عنه )(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة مجلس من أمالي أبي القاسم علي بن البسري (المجلس الرابع والعشرون)(مخطوط - مكتبة الألوكة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الذكاء الاصطناعي تحت مجهر الدين والأخلاق في كلية العلوم الإسلامية بالبوسنة
  • مسابقة للأذان في منطقة أوليانوفسك بمشاركة شباب المسلمين
  • مركز إسلامي شامل على مشارف التنفيذ في بيتسفيلد بعد سنوات من التخطيط
  • مئات الزوار يشاركون في يوم المسجد المفتوح في نابرفيل
  • مشروع إسلامي ضخم بمقاطعة دوفين يقترب من الموافقة الرسمية
  • ختام ناجح للمسابقة الإسلامية السنوية للطلاب في ألبانيا
  • ندوة تثقيفية في مدينة تيرانا تجهز الحجاج لأداء مناسك الحج
  • مسجد كندي يقترب من نيل الاعتراف به موقعا تراثيا في أوتاوا

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 30/11/1446هـ - الساعة: 16:9
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب