• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    ماذا سيخسر العالم بموتك؟ (خطبة)
    حسان أحمد العماري
  •  
    فقه الطهارة والصلاة والصيام للأطفال
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    ثمرة محبة الله للعبد (خطبة)
    د. أحمد بن حمد البوعلي
  •  
    خطبة: القلق من المستقبل
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    فوائد وعبر من قصة يوشع بن نون عليه السلام (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    خطبة: المخدرات والمسكرات
    الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل
  •  
    {وما النصر إلا من عند الله} ورسائل للمسلمين
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
  •  
    من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (الرزاق، ...
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
  •  
    الأحق بالإمامة في صلاة الجنازة
    عبد رب الصالحين أبو ضيف العتموني
  •  
    فضل الصبر على المدين
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    تفسير قوله تعالى: { والذين إذا فعلوا فاحشة أو ...
    سعيد مصطفى دياب
  •  
    محاسن الإرث في الإسلام (خطبة)
    الشيخ د. إبراهيم بن محمد الحقيل
  •  
    تفسير: (لقد كان لسبإ في مسكنهم آية جنتان عن يمين ...
    تفسير القرآن الكريم
  •  
    علامات الساعة (2)
    تركي بن إبراهيم الخنيزان
  •  
    ما جاء في فصل الصيف
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    أحكام التعاقد بالوكالة المستترة وآثاره: دراسة ...
    د. ياسر بن عبدالرحمن العدل
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / عقيدة وتوحيد
علامة باركود

الستير جل جلاله، وتقدست أسماؤه

الستير جل جلاله، وتقدست أسماؤه
الشيخ وحيد عبدالسلام بالي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 22/10/2023 ميلادي - 7/4/1445 هجري

الزيارات: 2738

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

السِّتِّيرُ

جَلَّ جَلَالُهُ، وَتَقَدَّسَتْ أَسْمَاؤُهُ


الدَّلالاتُ اللُّغويةُ لاسمِ (السِّتِّير)[1]:

السِّتِّيرُ في اللغة على وزن فِعِّيلِ مِن صيغِ المبالغةِ، فعْله سَتَر الشيء يَسْتُرُه سَترًا أَخفاه، والسِّتير هو الذي مِن شأنِهِ حُبُّ السَّترِ والصَّوْنِ والحياءِ.

 

والسُّتْرةُ ما يُستَر به كائنًا ما كان، وكذا السِّتارةُ والجمع السَّتَائِرُ.

 

وسَتَر الشيءَ غطاهُ.

 

وتَسَتَّر أي تَغَطَّى، وجاريةٌ مُستَّرةٌ يَعني مستورةٌ في خِدْرِها.

 

قَالَ تعالى: ﴿ وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجَابًا مَسْتُورًا ﴾ [الإسراء: 45]؛ أي: حِجَابًا على حِجابٍ، فالأول مستورٌ بالثاني، أرَاد بذَلِكَ كثافةَ الحجابِ لأنه جعَلَ على قلوبهِم أكنَّةً وفي آذانِهم وقرًا[2].

 

والسِّترُ يأتي أيضًا بمعنى المنعِ والابتعادِ عن الشَّيءِ، روى البخاريُّ مِن حديثِ عائشةَ رضي الله عنها؛ أنها قالتْ: جَاءَتْنِي امْرَأَةٌ مَعَهَا ابْنَتَان تَسْأَلُنِي، فَلَمْ تَجِدْ عِنْدِي غَيْرَ تَمْرةٍ وَاحدَةٍ، فأعْطيْتُهَا فَقَسَمَتْهَا بَيْنَ ابْنَتَيْهَا، ثُمَّ قَامَتْ فَخَرَجَتْ، فَدَخَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَحَدَّثْتُهُ فَقَالَ: «مَنْ بُلِيَ مِنْ هَذِهِ البَنَات شَيْئًا فَأَحْسَنَ إِلَيْهِنَّ كُنَّ لَهُ سِتْرًا مِنَ النَّار»[3].

 

وعند البخاريِّ من حديثِ أبي سعيدٍ رضي الله عنه؛ أَنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: «إِذَا صَلَّى أَحَدُكمْ إِلَى شَيءٍ يَسْتُرُهُ مِنَ النَّاسِ، فَأَرَادَ أَحَدٌ أَنْ يَجْتَازَ بَيْنَ يَدَيْهِ فَلْيَدْفَعْهُ، فَإِنْ أَبَى فَلْيُقَاتِلْهُ، فَإِنَّمَا هُوَ شَيْطَانٌ»[4].

 

والسِّتِّيرُ سُبْحَانه هو الذي يحب السَّتر، ويبغضُ القبائحَ، ويأمرُ بسَتْر العوراتِ، ويبغضُ الفضائحَ، يستُرُ العيوبَ على عبادِهِ وإِنْ كانوا بها مُجاهِرينَ، ويغفِرُ الذنوبَ مهما عَظُمَتْ طالما أَنَّ العبدَ مِن الموحِّدينَ، وإذَا ستَرَ عبدَهُ في الدنيا ستَرَهُ يومَ القيامةِ، روى مسلمٌ من حديثِ أبي هُريرةَ أَنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: «لَا يَسْتُرُ اللهُ عَلَى عَبْدٍ في الدُّنْيَا إِلَّا سَتَرَهُ اللهُ يَوْمَ القِيَامَةِ»[5].

 

وروى البخاري مِن حديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: «كُلُّ أُمَّتي مُعَافًى إلَّا المجَاهرينَ، وَإنَّ مِنَ المجَاهَرة أن يَعْمَلَ الرَّجُلُ باللَّيْلِ عَمَلًا، ثُمَّ يُصْبِحَ وَقَدْ سَتَرَهُ اللهُ، فَيَقُوُلَ: يَا فُلَانُ، عَمِلْتُ البَارِحَةَ كَذَا وَكَذَا، وَقَدْ بَاتَ يَسْتُرُهُ رَبُّهُ وَيُصْبِحُ يَكْشِفُ سِتْرَ اللهِ عَنْهُ»[6].

 

وعند البخاريِّ مِن حديثِ ابنِ عُمَرَ؛ أَنَّ رَسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «إِنَّ اللهَ يُدْنِي الُمؤْمِنَ فَيَضَعُ عَلَيْه كَنَفَهُ، وَيَسْتُرُهُ فَيَقُولُ: أَتَعْرِفُ ذَنْبَ كَذَا؟ أَتَعْرِفُ ذَنْبَ كَذَا؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ أَيْ رَبِّ، حَتَّى إِذَا قَرَّرَهُ بِذُنُوبِهِ، وَرَأَى فِي نَفْسِهِ أَنَّهُ هَلَكَ قَالَ: سَتَرْتُهَا عَلَيْكَ فِي الدُّنْيَا، وَأَنَا أَغْفِرُهَا لك اليَوْمَ، فَيُعْطَى كتَابَ حَسَنَاتِهُ، وَأَمَّا الكَافِرُ والُمنَافِقُونَ فَيَقُولُ الأَشْهَادُ: هَؤُلَاءِ الذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ، أَلَا لَعْنَةُ اللهِ عَلَى الظَّالِمِينَ»[7].

 

وُرُودُهُ في الحديثِ الشريفِ[8]:

وَرَدَ في حديثِ يَعْلى بنِ أميةَ رضي الله عنه: أَنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم رأى رجلًا يَغتسلُ بالبَرازِ بلا إزارٍ، فصَعد الِمنْبَرَ، فَحمِدَ اللهَ وأثنى عليهِ، ثُمَّ قال صلى الله عليه وسلم: «إنَّ الله عز وجل حَيِيٌّ سِتِّيرٌ، يحبُّ الحياءَ والسَّترَ، فإذا اغتسَلَ أَحَدُكُمْ فَلْيَسْتَترْ»[9].


وللستير روايتان:

إحداهما: كسرُ السِّينِ وتشديدُ التاءِ مكسورةً.

 

والثانية: فتحُ السِّينِ وكسرُ التَّاءِ مخفَّفةً[10].

 

معنى الاسم في حقِّ اللهِ تعالى:

قال البيهقيُّ: «وقوله (سِتِّيرٌ) يعني: أنه سَاتِرٌ يَسْترُ على عبادِهِ كثيرًا، ولا يَفضحُهم في الَمشاهِدِ.

 

كذلك يُحِبُّ من عبادِهِ السَّتْرَ على أنفسهِم، واجتنابَ ما يَشينُهم، واللهُ أعلمُ»[11].

 

وقال ابنُ الأثيرِ: «إِنَّ اللهَ حييٌّ سِتِّيرٌ يحبُّ الحياءَ والسَّترَ»: سِتِّيرٌ: فِعِّيلٌ بمعنى فاعِل، أي: مِنْ شأنِهِ وإرادتِهِ حبُّ السَّتْرِ والصَّوْنِ»[12].

 

وقال ابن القيم[13]:

وَهَو الحَيِيُّ فليس يَفضحُ عَبْدَه
عند التَّجاهُرِ منه بالعِصْيانِ
لكنَّهُ يُلْقي عَلَيْهِ سِتْرَهُ
فَهُوَ السَّتِيرُ وصَاحبُ الغُفْرانِ


وقال الُمنَاوي: «(سِتِّيرٌ) بالكسر والتشديد، أي: تاركٌ لحبِّ القبائح، ساترٌ للعيوبِ والفضائح، فِعّيلٌ بمعنى فاعِل.

 

وجَعْلُه بمعنى مفعولٍ، أي: مستورٌ عن العيونِ في الدُّنيا، بعيدٌ مِنَ السَّوقِ، كما لا يَخفى على أهلِ الذَّوقِ»[14].

 

ثمراتُ الإيمانِ بهذا الاسمِ:

1- إِنَّ اللهَ تعالى سِتِّير يحبُّ السَّترَ والصَّونَ، فيَسْترُ على عبادِهِ الكثيرَ من الذنوبِ والعيوبِ، ويكرهُ القبائحَ والفضائحَ والُمجاهرةَ بها.

 

2- وقد أَمَرَ تبارك وتعالى بالسَّترِ، وكَرِهَ الُمفاخرةَ بالمعصيةِ، أو مُجرَّدَ محبَّةِ ذكرِها وشياعِها بين المؤمنين.

 

قال سبحانه: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [النور: 19].

 

أي الذين يُريدون ويقصِدُونَ أَنْ تَنْتَشرَ الفاحِشَةُ في أهلِ الإيمانِ وتفشُوَ فيهم، والفاحشةُ: هي الفِعْلَةُ القبيحَةُ، قِيل هي: الزِّنى، وقيل الرمْي بالزِّنى، ﴿ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا ﴾، مما يُصيبُهم من البلاءِ كالشللِ والعمَى ﴿ وَالْآخِرَةِ ﴾ من عذابِ النَّارِ ونحوِه.

 

وفي الآية دليلٌ على أَنَّ أعمالَ القلبِ السيئةَ، كالحقدِ والحَسدِ ومحبةِ شُيوعِ الفاحشةِ، يُؤاخذُ بها العبدُ إذا وَطَّنَ نفسَهُ عليها[15].

 

وأخبرَ الرسولُ صلى الله عليه وسلم أَنَّ المُجاهِرَ بالمعاصي لا يُعافَي منها فقال: «كُلُّ أُمَّتِي مُعَافًى إِلَّا المُجَاهِرِينَ، وَإِنَّ مِنَ الُمجَاهَرَةِ أَنْ يَعْمَلَ الرَّجُلُ بِاللَّيْلِ عَمَلًا، ثُمَّ يُصْبِحُ وَقَدْ سَتَرهُ اللهُ فَيَقُولُ: يَا فُلَانُ، عَمِلْتُ البَارِحَةَ كَذَا وَكَذَا، وَقَدْ بَاتَ يَسْتُرُهُ رُبُّهُ، ويُصْبِحُ يَكْشِفُ سِتْرَ الِله عَنْهُ»[16].


قال الكرمانيُّ: «ومُحصَّلُ الكلامِ: كُلُّ واحدٍ مِنَ الأُمَّةِ يُعفَى عن ذنبِهِ، ولا يُؤاخذُ به إلا الفاسقُ الُمعْلِنُ»[17].

 

وقال ابنُ بطَّالٍ: «في الجَهْرِ بالمعصيةِ استخفافٌ بحقِّ اللهِ ورسولِهِ وبصالحي المؤمنينَ، وفيه ضَرْبٌ من العِنادِ لهم، وفي السَّترِ بها: السلامةُ من الاستخفافِ؛ لأَنَّ المعاصيَ تُذِلُّ أهلَها، من إقامَةِ الحدِّ عليه إِنْ كان فيه حَدٌّ، ومِنَ التعزيرِ إنْ لم يوجبْ حدًّا، وإذا تمحَّضَ حقُّ اللهِ فهو أكرمُ الأكرمين، ورحمتُه سبقَتْ غضبَهُ، فلذلك إذا سَتَرهُ في الدُّنيا لم يفضَحْهُ في الآخرةِ، والذي يُجاهِرُ يفُوتُه جميعُ ذلك»[18].

 

3- وأما المؤمِنُ فإِنَّهُ لو وَقَعَ في معصيةٍ، أو تقصيرٍ في واجبٍ، بالغَ في السَّتْر على نفسِهِ، كما وَرَدَ عن بعضِ السَّلفِ: أَنَّهُ خرج إلى الصَّلاةِ فاستقبلَه الناسُ خارجين من المسجِدِ، فغَطَّى وجهَهُ ورجعَ.

 

وجاء في حديثِ ابنِ عُمَرَ رضي الله عنهما؛ أَنَّ رَجُلًا سأله: كيف سمعتَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول في النَّجْوى؟ قال: «يَدْنُو أَحَدُكُمْ مِنْ رَبِّهِ حَتَّى يَضَعَ كَنَفَهُ عَلَيْهِ، فَيَقُولُ: عَمِلْتَ كَذَا وَكَذَا؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ، وَيَقُولُ: عَمِلْتَ كَذَا وَكَذَا؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ، فَيُقرِّرُهُ ثُمَّ يَقُولُ: إِنِّي سَتَرْتُ عَلَيْكَ فِي الدُّنْيَا، فَأَنَا أَغْفِرُهَا لَكَ اليَوْمَ»[19].

 

وفي روايةٍ: «فَإِنِّي قَدْ سَتَرْتُها عَلَيْكَ فِي الدُّنْيَا، وَإِنِّي أَغْفِرُهَا لَكَ اليَوْمَ، فَيُعْطَى صَحِيفَةَ حَسَنَاتِهِ، وَأَمَّا الكُفَّارُ وَالمُنَافِقُونَ فَيُنَادَى بِهِمْ عَلَى رُؤُوسِ الخَلَائِقِ: هَؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللهِ»[20].

 

وقد جاءتِ البشارَةُ بذلك للمؤمنينَ: أَنَّ مَنْ سَتَرَ اللهُ عيبَه في الدنيا، فإنه سيستُرُه في الآخِرَةِ.

 

فعَنْ أبي هُريرةَ رضي الله عنه، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: «لَا يَسْتُرُ اللهُ عَلَى عَبْدٍ فِي الدُّنْيَا، إِلَّا سَتَرَهُ اللهُ يَوْمَ القِيَامَةِ»[21].

 

4- كما حثَّ صلى الله عليه وسلم على السَّترِ على عبادِ اللهِ، ورغَّب في ذلك؛ لموافقتِه رضا مولاه، وصِفَةَ خالقِهِ، فقال: «... ومَن سَتَرَ مُسْلمًا سَتَرهُ اللهُ يَوْمَ القِيَامَةِ»[22].

 

ولما جاء رجلٌ إليه صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسولَ اللهِ، إني عَالجتُ امرأةً في أَقصى المدينةِ، وإني أصبتُ منها ما دون أَنْ أَمسَّها، فأنا هذا فاقضِ فيَّ مَا شِئْتَ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: لقد سَتَرَكَ اللهُ، لو سترتَ على نفسِك، قال: فلم يَرُدَّ النبيُّ صلى الله عليه وسلم شيئًا، فقام الرَّجُلُ فانطلقَ، فأَتْبَعَهُ النبيُّ صلى الله عليه وسلم رجُلًا دعاه وتلا عليه هذه الآية: ﴿ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ ﴾ [هود: 114]، فقال رجلٌ من القومِ: يا نبيَّ اللهِ، هذا له خاصَّةً؟ قال: «بَلْ للنَّاسِ كافةً»[23].

 

وسكوتُه صلى الله عليه وسلم على مقولةِ عُمَرَ دليلُ رضاه ومحبَّتِه لها، إذ هو لا يُقِرُّ أحدًا على باطلٍ كما هو معلومٌ.

 

ونهى عليه الصلاةُ والسلامُ عن تَتَبُّعِ عَوراتِ المسلمينَ والبحثِ عنها وكشفِها، فقال: «يَا مَعْشَرَ مَنْ آمَنَ بِلِسَانِهِ، وَلَمْ يَدْخُلِ الإِيْمَانُ قَلْبَهُ، لَا تَغْتَابُوا المُسْلِمِينَ، وَلَا تَتَّبِعُوا عَوْرَاتِهِمْ؛ فَإِنَّهُ مَنْ يَتَّبعْ عَوْرَاتِهِمْ يَتَّبعِ اللهُ عَوْرَتَهُ، وَمَنْ يتَّبعْ عَوْرَتَهُ يَفْضَحْهُ فِي بَيْتِهِ»[24].

 

5- وكان من دُعائِهِ صلى الله عليه وسلم في هذا البابِ: ما حَفِظَهُ ابنُ عُمَرَ رضي الله عنهما، قال: لم يكنْ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَدَع هؤلاءِ الدَّعواتِ حين يُمسي وحين يُصبحُ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ العَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ العَفْوَ وَالعَافِيَةَ فِي دِينِي وَدُنْيَايَ، وَأَهْلِي وَمَالِي، اللَّهُمَّ اسْتُرْ عَوْرَاتي وآمِنْ رَوْعَاتِي، اللَّهُمَّ احْفَظْنِي مِنْ بَيْنِ يَدَيَّ ومِنْ خَلْفِي، وَعَنْ يَمِينِي وَشِمَالِي، وَمِنْ فَوْقِي، وَأَعْوذُ بِعَظَمَتِكَ أَنْ أُغْتَالَ مِنْ تَحْتِي»[25].

 

تنبيهٌ:

جرى على ألسنةِ كثيرٍ من الناس اسمُ «سَاتِر» فيقولون: يا ساترُ، ولم يردْ هذا الاسمُ في سُنَّةٍ صحيحةٍ - فيما أعلم - فينبغي أَنْ يُقالَ: يا سِتِّيرُ، فتنبهْ!



[1] أسماء الله الحسنى للرضواني (2/ 43 - 44).

[2] لسان العرب (4/ 344)، وتفسير الطبري (15/ 94).

[3] رواه البخاري (1418)، ومسلم (2629).

[4] أخرجه البخاري (487).

[5] أخرجه مسلم (2590).

[6] أخرجه البخاري (6069)، ومسلم (2990).

[7] أخرجه البخاري (2441)، ومسلم (2768).

[8] النهج الأسمى (3/ 115 - 120).

[9] صحيح: أخرجه أبو داود (4012)، والنسائي (406)، وأحمد (17999)، وصحَّحه الألباني.

[10] انظر: حاشية سُنن أبي داود (4/ 302)، ومختصَر السُّنن (6/ 15) للحافظ المنذري، بتحقيق أحمد شاكر، ومحمد الفقي رحمهما الله تعالى.

[11] الأسماء والصفات (ص: 91).

[12] النهاية (2/ 341).

[13] النونية (2/ 227) بشرْح أحمد بن عيسى.

[14] فيض القدير (2/ 228).

[15] انظر: روح المعاني (18/ 122) وغيره.

[16] سبق تخريجه.

[17] الفتح (10/ 486).

[18] المصدر السابق (10/ 487).

[19] رواه البخاري في الأدب (10/ 486)، وفي التوحيد (10/ 475).

[20] رواها البخاري في المظالم (5/ 96) وفي التفسير (8/ 353)، ومسلم في التوبة (4/ 2120).

[21] رواه مسلم في البِرِّ والصِّلة والأدب (4/ 2002).

[22] رواه البخاري في المظالم (5/ 97)، ومسلم في البِرِّ والصِّلة (4/ 1996) من حديث سالم بن عبد الله، عن أبيه مرفوعًا؛ وأوَّله: «المسلمُ أخو المسلمِ، لا يظلمه...».

[23] رواه مسلم في التوبة (4/ 2116) من حديث عبد الله رضي الله عنه.

[24] صحيح: أخرجه أحمد (4/ 420 - 421)، وأبو داود (5/ 4880) عن الأسود بن عامر، حدثنا أبو بكر بن عياش، عن الأعمش، عن سعيد بن عبد الله بن جريج، عن أبي برزة الأسلمي مرفوعًا به، وسندُه حسَن، سعيد بن عبد الله صدوق ربما وهِم، قاله الحافظ، وللحديث طُرُق أخرى يتقوَّى بها، لِبَسْطِها موضع آخر.

[25] حسَن: رواه أبو داود (4880)، وأحمد (19277)، وحسَّنه الألباني.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • الله الستير (خطبة)
  • الستير جل جلاله
  • ضبط اسم الستير وبيان معناه
  • معاني أسماء الله الحسنى ومقتضاها (الستير)
  • شرح اسم الله: الستير
  • الله الستير (باللغة الأردية)
  • الله الستير (خطبة) (باللغة الهندية)
  • العزيز جل جلاله، وتقدست أسماؤه
  • السميع جل جلاله، وتقدست أسماؤه
  • الظاهر جل جلاله، وتقدست أسماؤه
  • الفتاح جل جلاله، وتقدست أسماؤه
  • المصور جل جلاله، وتقدست أسماؤه

مختارات من الشبكة

  • من أقوال السلف في أسماء الله تعالى: (الحيي، الستير)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • معاني أسماء الله سبحانه: الجميل، الحيي الستير، الشافي، الطبيب(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تحريم ادعاء بنوة الله أو محبته جل جلاله وتقدست أسماؤه(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الوتر جل جلاله، وتقدست أسماؤه (2)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الواسع جل جلاله، وتقدست أسماؤه(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الوارث جل جلاله، وتقدست أسماؤه (2)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • النور جل جلاله وتقدست أسماؤه(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الناصر- النصير جل جلاله، وتقدست أسماؤه(مقالة - آفاق الشريعة)
  • المقدم – المؤخر جل جلاله، وتقدست أسماؤه(مقالة - آفاق الشريعة)
  • المهيمن جل جلاله، وتقدست أسماؤه (2)(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 16/11/1446هـ - الساعة: 14:43
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب