• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    أسوة حسنة (خطبة)
    أحمد بن علوان السهيمي
  •  
    إذا استنار العقل بالعلم أنار الدنيا والآخرة
    السيد مراد سلامة
  •  
    خطبة: أم سليم صبر وإيمان يذهلان القلوب (2)
    د. محمد جمعة الحلبوسي
  •  
    تحريم أكل ما ذبح أو أهل به لغير الله تعالى
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    الكبر
    د. شريف فوزي سلطان
  •  
    الفرق بين إفساد الميزان وإخساره
    د. نبيه فرج الحصري
  •  
    مهمة النبي عند المستشرقين
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    ملخص من شرح كتاب الحج (3)
    يحيى بن إبراهيم الشيخي
  •  
    ماذا سيخسر العالم بموتك؟ (خطبة)
    حسان أحمد العماري
  •  
    فقه الطهارة والصلاة والصيام للأطفال
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    ثمرة محبة الله للعبد (خطبة)
    د. أحمد بن حمد البوعلي
  •  
    خطبة: القلق من المستقبل
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    فوائد وعبر من قصة يوشع بن نون عليه السلام (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    خطبة: المخدرات والمسكرات
    الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل
  •  
    {وما النصر إلا من عند الله} ورسائل للمسلمين
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
  •  
    من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (الرزاق، ...
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / الرقائق والأخلاق والآداب
علامة باركود

آداب الاستئذان والمجلس (خطبة)

آداب الاستئذان والمجلس (خطبة)
د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 14/9/2023 ميلادي - 28/2/1445 هجري

الزيارات: 6576

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

آداب الاستئذان والمجلس


إن الحمدَ لله، نحمدُه، ونستعينُه، ونستغفرُه، ونعوذُ بالله من شرورِ أنفسِنا، ومن سيئاتِ أعمالِنا، من يهدِه اللهُ فلا مضلَّ له، ومن يضللْ فلا هاديَ لهُ، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أن محمدًا عبدُه ورسولُه.


﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].

 

﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1].

 

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70، 71]، أما بعد:


فإن أصدق الحديث كتاب الله عز وجل، وخيرَ الهدي هديُ محمدٍ صلى الله عليه وسلم، وشرَّ الأمورِ محدثاتُها، وكلَّ محدثةٍ بدعةٌ، وكلَّ بدعةٍ ضلالةٌ، وكلَّ ضلالةٍ في النارِ، أما بعدُ:


فحَدِيثُنَا معَ حضراتِكم في هذه الدقائقِ المعدوداتِ عنْ موضوع بعنوان:«آداب الاستئذان، والمجلس».


وسوف ينتظم حديثنا معكم حول محورين:

المحور الأول: آداب الاستئذان.

المحور الثاني: آداب المجلس.


واللهَ أسألُ أن يجعلنا مِمَّنْ يستمعونَ القولَ، فَيتبعونَ أَحسنَهُ، أُولئك الذينَ هداهمُ اللهُ، وأولئك هم أُولو الألبابِ.

 

المحور الأول: آداب الاستئذان:

أيها الإخوة المؤمنون ينبغي لنا أن نتأدب بهذه الآداب عند الاستئذان:

الأدب الأول: عدم الدخول قبل الاستئذان:

قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾ [النور: 27].

 

قَوْلُهُ: ﴿ تَسْتَأْنِسُوا ﴾: أي تستأذنوا؛ إذ الاستئذان من عمل الإنسان، والدخول بدونه من عمل الحيوان الوحشي.

 

الأدب الثاني: أن يقول: السلام عليكم أأدخل؟

رَوَى أَبُو دَاودَ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ عَنْ رِبْعِيٍّ، أَنَّ رَجُلًا اسْتَأْذَنَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ فِي بَيْتٍ، فَقَالَ: أَلِجُ؟[1] فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِخَادِمِهِ: «اخْرُجْ إِلَى هَذَا فَعَلِّمْهُ الِاسْتِئْذَانَ، فَقُلْ لَهُ: قُلْ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ أَأَدْخُلُ؟»، فَسَمِعَهُ الرَّجُلُ، فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ أَأَدْخُلُ؟ فَأَذِنَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَدَخَلَ[2].

 

قَوْلُهُ: «اخْرُجْ إِلَى هَذَا فَعَلِّمْهُ الِاسْتِئْذَانَ»: أي علمه كيفية التلفظ بالاستئذان.

 

الأدب الثالث: أن يستأذن ثلاثا، فإن لم يؤذن له رجع:

رَوَى البُخَارِيُّ ومُسْلِمٌ عَنْ أَبِي مُوسَى الأشعري رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إِذَا اسْتَأْذَنَ أَحَدُكُمْ ثَلَاثًا، فَلَمْ يُؤْذَنْ لَهُ فَلْيَرْجِعْ»[3].

 

الأدب الرابع: أن يذكر اسمه، ولا يقول: أنا:

رَوَى البُخَارِيُّ ومُسْلِمٌ عن جَابِر بْن عَبْدِ اللهِ رضي الله عنهما قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فِي دَيْنٍ[4]كَانَ عَلَى أَبِي فَدَقَقْتُ الْبَابَ، فَقَالَ: «مَنْ ذَا؟»، فَقُلْتُ: أَنَا، فَقَالَ: «أَنَا، أَنَا!!» كَأَنَّهُ كَرِهَهَا[5].

 

الأدب الخامس: لا يقف المستأذِن أمام الباب بوجهه:

رَوَى أَبُو دَاودَ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُسْرٍ رضي الله عنهقَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَتَى بَابَ قَوْمٍ لَمْ يَسْتَقْبِلِ الْبَابَ مِنْ تِلْقَاءِ وَجْهِهِ، وَلَكِنْ مِنْ رُكْنِهِ الْأَيْمَنِ، أَوِ الْأَيْسَرِ[6]، وَيَقُولُ: «السَّلَامُ عَلَيْكُمْ، السَّلَامُ عَلَيْكُمْ» وَذَلِكَ أَنَّ الدُّورَ لَمْ يَكُنْ عَلَيْهَا يَوْمَئِذٍ سُتُورٌ[7].

 

الأدب السادس: عدم الإلحاح في الإذن:

ينبغي للمستأذن أن يرجع إذا قال له صاحب البيت: ارجع.

قال تعالى: ﴿ فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فِيهَا أَحَدًا فَلَا تَدْخُلُوهَا حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ وَإِنْ قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ ﴾ [النور: 28].

 

الأدب السابع: الاستئذان على المحارِم:

ينبغي للمستأذن أن يستأذن قبل أن يدخل على امرأة من محارمه كأخته، وأمه، وعمته، وخالته.

 

روى مَالِك عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، أَنّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم سَأَلَهُ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَسْتَأْذِنُ عَلَى أُمِّي؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «نَعَمْ»، فَقَالَ الرَّجُلُ: إِنِّي مَعَهَا فِي الْبَيْتِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «اسْتَأْذِنْ عَلَيْهَا»، فَقَالَ الرَّجُلُ: إِنِّي خَادِمُهَا، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «أَتُحِبُّ أَنْ تَرَاهَا عُرْيَانَةً؟» قَالَ: لا، قَالَ: «فَاسْتَأْذِنْ عَلَيْهَا»[8].

 

ورَوَى البُخَارِيُّ في الأدب المفرد بسندٍ صحيحٍ عَنْ عَلْقَمَةَ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى عَبْدِ اللهِ رضي الله عنه قَالَ: أَسْتَأْذِنُ عَلَى أُمِّي؟ فَقَالَ: «مَا عَلَى كُلِّ أَحْيَانِهَا تُحِبُّ أَنْ تَرَاهَا[9]»[10].

 

ورَوَى البُخَارِيُّ في الأدب المفرد بِسَنَدٍ حَسَنٍ أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ حُذَيْفَةَ رضي الله عنه فَقَالَ: أَسْتَأْذِنُ عَلَى أُمِّي؟ فَقَالَ: «إِنْ لَمْ تَسْتَأْذِنْ عَلَيْهَا رَأَيْتَ مَا تَكْرَهُ[11]»[12].

 

الأدب الثامن: استئذان الأطفال غير البالغين:

رَوَى البُخَارِيُّ في الأدب المفرد بِسَنَدٍ صَحِيحٍ عَنْ عَطَاءٍ، قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما فَقُلْتُ: أَسْتَأْذِنُ عَلَى أُخْتِي؟ فَقَالَ: نَعَمْ، فَأَعَدْتُ فَقُلْتُ: أُخْتَانِ فِي حِجْرِي، وَأَنَا أُمَوِّنُهُمَا[13]، وَأُنْفِقُ عَلَيْهِمَا، أَسْتَأْذِنُ عَلَيْهِمَا؟ قَالَ: نَعَمْ، أَتُحِبُّ أَنْ تَرَاهُمَا عُرْيَانَتَيْنِ؟، ثُمَّ قَرَأَ ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴾ [النور: 58]، قَالَ: فَلَمْ يُؤْمَرْ هَؤُلَاءِ بِالإِذْنِ إِلَّا فِي هَذِهِ الْعَوْرَاتِ الثَّلَاثِ، قَالَ: ﴿ وَإِذَا بَلَغَ الْأَطْفَالُ مِنْكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴾ [النور: 59]، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَالإِذْنُ وَاجِبٌ عَلَى النَّاسِ كُلِّهِمْ [14].

 

الأدب التاسع: السلام قبل الكلام:

روى الطبرانيُّ بِسَنَدٍ حَسَنٍ عَنْ عبدِ اللهِ بنِ عمرَ رضي الله عنهما أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «السَّلَامُ قَبْلَ السُّؤَالِ[15]، فَمَنْ بَدَأَكُمْ بِالسُّؤَالِ قَبْلَ السَّلَامِ فَلَا تُجِيبُوهُ»[16].

 

المحور الثاني: آداب المجلس:

أيها الإخوة المؤمنون ينبغي لنا أن نتأدب بهذه الآداب في مجالسنا:

الأدب الأول: إلقاء السلام قبل الجلوس:

رَوَى أبُو داودَ بِسَنَدٍ حَسَنٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إِذَا انْتَهَى أَحَدُكُمْ إِلَى مَجْلِسٍ فَلْيُسَلِّمْ، فَإِنْ بَدَا لَهُ أَنْ يَجْلِسَ فَلْيَجْلِسْ، ثُمَّ إِذَا قَامَ فَلْيُسَلِّمْ، فَلَيْسَتِ الْأُولَى بِأَحَقَّ مِنَ الْآخِرَةِ»[17].

 

الأدب الثاني: الجلوس حيث ينتهي بك المجلس:

رَوَى التِّرْمِذِيُّ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ رضي الله عنه قَالَ: «كُنَّا إِذَا أَتَيْنَا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم جَلَسَ أَحَدُنَا حَيْثُ يَنْتَهِي[18]»[19].

 

الأدب الثالث: أن لا يقيم رجلًا من مجلسه ويجلس فيه:

رَوَى البُخَارِيُّ ومُسْلِمٌ عنِ ابْن عُمَرَ رضي الله عنهما قال: «نَهَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُقِيمَ الرَّجُلُ أَخَاهُ مِنْ مَقْعَدِهِ، وَيَجْلِسَ فِيهِ»[20].

 

الأدب الرابع: الإفساح للقادم:

قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ وَإِذَا قِيلَ انْشُزُوا فَانْشُزُوا يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ﴾ [المجادلة: 11].

 

قَوْلُهُ: ﴿ يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ ﴾: أي في الجنة، وفي الرزق، وفي القبر.

قَوْلُهُ: ﴿ انْشُزُوا ﴾: أي قوموا للصلاة، أو لغيرها من أعمال البر.

 

الأدب الخامس: لا يجلس بين اثنين إلا بإذنهما:

رَوَى التِّرْمِذِيُّ بِسَنَدٍ حَسَنٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «لَا يَحِلُّ لِلرَّجُلِ أَنْ يُفَرِّقَ بَيْنَ اثْنَيْنِ إلَّا بِإِذْنِهِمَا»[21].

 

ورواه أبو داود بلفظ: «لَا يُجْلَسْ بَيْنَ رَجُلَيْنِ إلَّا بِإِذْنِهِمَا»[22].

 

الأدب السادس: لا يجلس وَسْطَ الحلقة:

رَوَى التِّرْمِذِيُّ بِسَنَدٍ حَسَنٍ عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ أَنَّ رَجُلًا قَعَدَ وَسْطَ حَلْقَةٍ فَقَالَ حُذَيْفَةُ رضي الله عنه: «لَعَنَ اللهُ عَلَى لِسَانِ مُحَمَّدٍ ه مَنْ قَعَدَ وَسْطَ الحَلْقَةِ»[23].

 

الأدب السابع: إذا قام من مجلسه، ثم عاد إليه فهو أحق به:

رَوَى مُسْلِمٌ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إِذَا قَامَ أَحَدُكُمْ مِنْ مَجْلِسِهِ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَيْهِ فَهُوَ أَحَقُّ بِهِ»[24].

 

الأدب الثامن: لا يتناجى اثنان دون الآخر:

رَوَى البُخَارِيُّ ومُسْلِمٌ عَنْ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إِذَا كُنْتُمْ ثَلَاثَةً فَلَا يَتَنَاجَى اثْنَانِ[25] دُونَ الْآخَرِ حَتَّى تَخْتَلِطُوا بِالنَّاسِ مِنْ أَجْلِ أَنْ يُحْزِنَهُ»[26].

 

الأدب التاسع: لا يقعد قِعدة المغضوب عليهم:

رَوَى أَبُو دَاودَ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ عن الشَّرِيدِ بْنِ سُوَيْدٍ رضي الله عنه قَالَ: مَرَّ بِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَنَا جَالِسٌ هَكَذَا، وَقَدْ وَضَعْتُ يَدِيَ الْيُسْرَى خَلْفَ ظَهْرِي، وَاتَّكَأْتُ عَلَى أَلْيَةِ يَدِي[27]، فَقَالَ: «أَتَقْعُدُ قِعْدَةَ المَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ[28]»[29].

 

أقول قولي هذا، وأستغفرُ اللهَ لي، ولكم.

 

الخطبة الثانية

الحمدُ لله وكفى، وصلاةً وَسَلامًا على عبدِه الذي اصطفى، وآلهِ المستكملين الشُّرفا، أما بعد:

 

الأدب العاشر: إذا شرب أعطى من عن يمينه:

رَوَى البُخَارِيُّ ومُسْلِمٌ عن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنهأَنَّهَا حُلِبَتْ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم شَاةٌ دَاجِنٌ[30] وَهِيَ فِي دَارِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وَشِيبَ لَبَنُهَا بِمَاءٍ[31] مِنَ الْبِئْرِ الَّتِي فِي دَارِ أَنَسٍ، فَأَعْطَى رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْقَدَحَ، فَشَرِبَ مِنْهُ حَتَّى إِذَا نَزَعَ الْقَدَحَ مِنْ فِيهِ، وَعَلَى يَسَارِهِ أَبُو بَكْرٍ، وَعَنْ يَمِينِهِ أَعْرَابِيٌّ، فَقَالَ عُمَرُ، وَخَافَ أَنْ يُعْطِيَهُ الْأَعْرَابِيَّ: أَعْطِ أَبَا بَكْرٍ يَا رَسُولَ اللهِ عِنْدَكَ، فَأَعْطَاهُ الْأَعْرَابِيَّ الَّذِي عَلَى يَمِينِهِ، ثُمَّ قَالَ: «الْأَيْمَنَ فَالْأَيْمَنَ»[32].

 

الأدب الحَاديَ عَشَرَ: اختيار الجليس الصالح:

رَوَى البُخَارِيُّ ومُسْلِمٌ عَنْ أَبِي مُوسَى رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إِنَّمَا مَثَلُ الجَلِيسِ الصَّالِحِ وَالجَلِيسِ السَّوْءِ كَحَامِلِ الْمِسْكِ وَنَافِخِ الْكِيرِ[33]، فَحَامِلُ الْمِسْكِ: إِمَّا أَنْ يُحْذِيَكَ[34]، وَإِمَّا أَنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ[35]، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا طَيِّبَةً، وَنَافِخُ الْكِيرِ، إِمَّا أَنْ يُحْرِقَ ثِيَابَكَ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ رِيحًا خَبِيثَةً[36]»[37].

 

الأدب الثَّانيَ عَشَرَ: استحباب ذكر الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم في المجلس ولو مرة:

رَوَى التِّرْمِذِيُّ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَا جَلَسَ قَوْمٌ مَجْلِسًا لَمْ يَذْكُرُوا اللهَ فِيهِ[38]، وَلَمْ يُصَلُّوا عَلَى نَبِيِّهِمْ إلَّا كَانَ عَلَيْهِمْ تِرَةً[39] فَإِنْ شَاءَ عَذَّبَهُمْ، وَإِنْ شَاءَ غَفَرَ لَهُمْ»[40].

 

الأدب الثَّالثَ عَشَرَ: ذكر ختام المجلس:

رَوَى التِّرْمِذِيُّ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ جَلَسَ فِي مَجْلِسٍ فَكَثُرَ فِيهِ لَغَطُهُ[41]، فَقَالَ قَبْلَ أَنْ يَقُومَ مِنْ مَجْلِسِهِ ذَلِكَ: سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ إلَّا غُفِرَ لَهُ مَا كَانَ فِي مَجْلِسِهِ ذَلِكَ»[42].

 

الدعـاء...

اللهم ثبِّت قلوبَنا على الإيمان.

اللهم توفَّنا مسلمين، وأحينا مسلمين، وألحقنا بالصالحين غير خزايا، ولا مفتونين.

اللهم قاتِل الكفرة الذين يصدون عن سبيلك، واجعل عليهم رِجزك، وعذابك.

اللهم لا تُزغْ قلوبَنا بعد إذ هديتنا.

اللهم ألِّفْ بين قلوبِنا.

اللهم إنا نعوذ بك من علم لا ينفع، وعمل لا يُرفع، وقلب لا يخشع، وقول لا يُسمع.

اللهم حبِّب إلينا الإيمان، وزيِّنه في قلوبِنا.

أقول قولي هذا، وأقم الصلاة.



[1] أَلِجُ: أي أأدخل.

[2] حسن: رواه أبو داود (5177)، وصححه الألباني.

[3] متفق عليه: البخاري (6245)، و مسلم (2153).

[4] أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فِي دَيْنٍ: أي في قضاء دَين.

[5] متفق عليه: البخاري (6250)، ومسلم (2155).

[6] لَكِنْ مِنْ رُكْنِهِ الْأَيْمَنِ أَوِ الْأَيْسَرِ: أي يقف أمام أحد جانبي الباب.

[7] حسن: رواه أبو داود (5186)، وصححه الألباني.

[8] مرسل صحيح: رواه مالك (2789)، وقال ابن عبد البر: «مرسل صحيح مجتمع على صحة معناه»، وقال الألباني: «صحيح مرسل».

[9] مَا عَلى كُلِّ أَحْيَانِهَا تُحِبُّ أَنْ تَرَاهَا: أي ليس على كل أوضاعها وأحوالها تحب أن تراها، فقد تكون متخففة من ملابسها، ونحو ذلك.

[10] صحيح: رواه البخاري في «الأدب المفرد» (1098)، وصححه الألباني.

[11] رَأَيْتَ مَا تَكْرَهُ: أي ما لا تُحب أن تراه منها كأن تراها خالعة لثيابها ونحوه.

[12] حسن: رواه البخاري في «الأدب المفرد» (1099)، وَحَسَّنهُ الألباني.

[13] أُمَوِّنُهُمَا: أي أتكفَّل بنفقتهما.

[14] صحيح: رواه البخاري في «الأدب المفرد» (811)، وصححه الألباني.

[15] قَبْلَ السُّؤَالِ: أي الكلام، وإن كان متضمنًا سؤالًا.

[16] حسن: رواه الطبراني (128)، وابن السني في «عمل اليوم والليلة» (71)، وَحَسَّنهُ ابن القيم في «زاد المعاد» (2/379)، والغزي في «إتقان ما يحسن من الأخبار الدائرة على الألسن» (1 /297)، والزرقاني في «المقاصد الحسنة» (533)، والألباني في «الصحيحة» (816).

[17] حسن: رواه أحمد (7142)، وأبو داود (5208)، والترمذي (2706)، وحسنه، وهو كما قال، فإن ابن عجلان لا ينزل حديثه عن الحسن إن شاء الله.

[18] جَلَسَ أَحَدُنَا حَيْثُ يَنْتَهِي: أي لا يتقدم أحد الجالسين.

[19] حسن: رواه الترمذي (2725)، وقال: «حسن صحيح غريب».

[20] متفق عليه: رواه البخاري (911)، ومسلم (2177).

[21] حسن: رواه الترمذي (2752)، وقال: «حسن صحيح».

[22] حسن: رواه أبو داود (4844) بسند حسن.

[23] حسن: رواه الترمذي (2752)، وقال: «حسن صحيح».

[24] صحيح: رواه مسلم (2179).

[25] فَلَا يَتَنَاجَى اثْنَانِ: أي لا يتكلما بالسر.

[26] متفق عليه: رواه البخاري (6288)، ومسلم (2183).

[27] أَلْيَة: الْأَلْيَة بفتح الهمزة اللحمة التي في أصل الإبهام.

[28] المَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ: أي اليهود.

[29] صحيح: رواه أبو داود (4848)، وأحمد (4 /388)، وعبد الرزاق (3057) بِسَندٍ صَحِيحٍ فقد صرح ابن جريج بالتحديث عند عبد الرزاق، ولذلك صححه الحاكم، والذهبي (4 /269)، والألباني.

[30] شَاةٌ دَاجِنٌ: هي ما تألف البيت من الحيوان.

[31] وَشِيبَ لَبَنُهَا بِمَاءٍ: أي خُلط لبنها بماء.

[32] متفق عليه: رواه البخاري (2352)، ومسلم (2029).

[33] نَافِخِ الْكِيرِ: أي الحداد، والكير: هو ما ينفخ فيه الحداد لإشعال النار.

[34] إِمَّا أَنْ يُحْذِيَكَ: أي يعطيك.

[35] وَإِمَّا أَنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ: أي تشتري منه.

[36] خَبِيثَةً: أي كريهة.

[37] متفق عليه: رواه البخاري (2101)، ومسلم (2628).

[38] لَمْ يَذْكُرُوا اللهَ فِيهِ: أي بالتسبيح، أو التهليل، أو التكبير، ونحوه.

[39] ترة: حسرة وندامة

[40] صحيح: رواه الترمذي (3380)، وقال: «حسن صحيح»، وصححه الألباني.

[41] فَكَثُرَ فِيهِ لَغَطُهُ: أي كلام لا طائل تحته، وما لا يغني.

[42] حسن: رواه الترمذي (3433)، وقال: «حسن صحيح غريب».





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • أدب الاستئذان
  • هديه - صلى الله عليه وسلم - في السلام والاستئذان
  • الاستئذان صون للحرمات
  • أدب الاستئذان على المعلم
  • سلسلة الآداب الشرعية (آداب الاستئذان)
  • الطريق الصحيح للاستئذان المشروع
  • استئذان الأولاد والخدم والأقارب

مختارات من الشبكة

  • آداب الزيارة وشروطها(مقالة - آفاق الشريعة)
  • آداب الضيافة ويليه آداب الطعام (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة مجموع فيه كتابان: شرح آداب البحث للسمرقندي وحاشية على شرح آداب البحث للسمرقندي(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • سلسلة الآداب الشرعية (آداب المجلس)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • هيا بنا نتعلم الآداب الإسلامية - من هدي السنة النبوية (10)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • هيا بنا نتعلم الآداب الإسلامية - من هدي السنة النبوية (4)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • آداب التلقي والإجازات عبر وسائل التواصل الإلكترونية(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الأدب نور العقل(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الأدب غير الإسلامي(مقالة - موقع د. أحمد الخاني)
  • من آداب المجالس (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 18/11/1446هـ - الساعة: 8:24
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب