جرد لمباحث علوم القرآن الواردة في المقدمة الثامنة لكتاب (تفسير التحرير والتنوير) ومقارنة بعض الآراء والتعاريف مع تلك التي عرفها بها العلماء الآخرون

المبحث

العلوم المتضمنة فيه

1- اسم القرآن

علم التفسير، علم المناسبة، علم فواتح السور، علم إعجاز القرآن، علم إعراب القرآن، علم الأمثال في القرآن، علم مفردات القرآن، علم رسم القرآن.

2- علم آيات القرآن

علم المحكم والمتشابه، علم تحديد مقادير الآيات، معرفة المكي والمدني.

3- علم ترتيب الآي

معرفة سبب النزول، معرفة المناسبة، معرفة فضائل القرآن، معرفة أول ما نزل، معرفة آخر ما نزل، علم فضائل القرآن.

4- علم وقوف القرآن

علم المتشابه، علم بلاغة القرآن.

5- علم سور القرآن

علم مصطلحات القرآن، المكي والمدني، معرفة أول ما نزل، معرفة آخر ما نزل، فضائل القرآن، رسم القرآن

المبحث

الشيخ محمد الطاهر بن عاشور

العلماء الآخرون

1- تعريف القرآن الكريم

تعريف 1: "فالقرآن هو الكلام الذي أوحاه الله تعالى كلامًا عربيًّا إلى محمد -صلى الله عليه وسلم-بواسطة جبريل على أن يُبلِّغه الرسول إلى الأمة باللفظ الذي أُوحِي به إليه للعمل به، ولقراءة ما يتيسَّر لهم أن يقرأوه منه في صلواتهم وجعل قراءته عبادة"؛ ص 70 من المقدمة 8.

تعريف 2: "فالقرآناسم للكلام المُوحى به إلى النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- وهو جملة المكتوب في المصاحف المشتمل على مائة وأربع عشرة سورة، أولاها الفاتحة وأخراها سورة الناس"؛ ص 71 من المقدمة 8.

اختلف أهل العلم في تعريف القرآن؛ فبعضهم أحجم عن تعريفه أصلًا؛ لأنه أعرف من أن يُعرَّف، وآخرون وهم الجمهور عرَّفوه كالاتي: "القرآن الكريم هو كلام الله تعالى، المُنزل على نبيِّه محمد صلى الله عليه وسلم، المعجز بلفظه، المُتعبَّد بتلاوته، المُفتتح بسورة الفاتحة، والمُنتهي بسورة الناس، المكتوب في المصاحف، والمنقول إلينا بالتواتر".

2- أسماء القرآن الكريم

النوع 17 عند السيوطي

"في معرفة أسمائه وأسماء سوره"

"فاسم القرآن هو الاسم الذي جعل علمًا على الوحي المنزل على محمد -صلى الله عليه وسلم- ولم يسبق أن أطلق على غيره قبله، وهو أشهر أسمائه وأكثرها ورودًا في آياته، وأشهرها دورانًا على ألسنة السلف"؛ ص 71 من المقدمة 8.

"وله أسماء أخرى هي في الأصل أوصاف أو أجناس، أنهاها في الإتقان إلى نيِّف وعشرين، والذي اشتهر إطلاقه عليه منها ستة: التنزيل، والكتاب، والفرقان، والذكر، والوحي وكلام الله"؛ ص 72 من المقدمة 8.

اسم القرآن اختلف فيه؛ فمن العلماء من قال: إنه اسم علم غير مشتق خاص بكلام الله وهو غير مهموز، وبه قرأ ابن كثير.

وقال آخرون هو مشتق من قرنت الشيء بالشيء إذا ضممت أحدهما إلى الآخر، وسمي به، لقران السور والآيات والحروف فيه.

اشتُهِر القرآن الكريم بأربعة أسماء؛ وهي: الكتاب، والذِّكر، والفُرقان، والقرآن، أمَّا ما ذُكِر من أسماء أخرى، فهي من قَبيل الصفات لا من الأسماء، مثل: وصف القرآن بالعظيم، أو الكريم، أو المَتين، أو المَجيد، أو العزيز، وغير ذلك من الصفات.

لفظ الطاهر بن عاشور

في مقدمته الثامنة:

اسم القرآن

ص:71-72-73

أسماء السور:

ص:86

3- تعريف السورة

النوع 17 عند السيوطي

"في معرفة أسمائه وأسماء سوره

"السورة قطعة من القرآن معينة بمبدأ ونهاية لا يتغيَّران، مسماة باسم مخصوص، تشتمل على ثلاث آيات فأكثر في غرض تام ترتكز عليه معاني آيات تلك السورة، ناشئ من أسباب النزول، أو عن مقتضيات ما تشتمل عليه من المعاني المتناسبة"؛ ص 84 من المقدمة 8.

لغة: اختلف العلماء في تحديد المعنى الذي أخذت منه السورة بمعناها القرآني، وأقرب الآراء إلى الصواب أن تكون السورة مأخوذة من سورة البناء؛ أي: القطعة منه، فكما أن البناء يقوم سورة بعد سورة، كذلك القرآن، فالله عز وجل نزله على رسوله -صلى الله عليه وسلم- مُفرَّقًا في ثلاثة وعشرين عامًا، حتى اكتمل بناؤه.

وفي الاصطلاح: فالسورة طائفة من القرآن مستقلة، تشتمل على آي ذي فاتحة وخاتمة، وأقلها ثلاث آيات. أو هي: الطائفة من القرآن المسماة باسم خاص، بتوقيف من النبي صلى الله عليه وسلم.

لفظ الطاهر بن عاشور

في مقدمته الثامنة:

اسم القرآن

ص:71-72-73

أسماء السور:

ص:86

4- تعريف الآية

النوع 19 عند السيوطي

في عدد سوره وآياته وكلماته وحروفه

"الآية: هي مقدار من القرآن مركب ولو تقديرًا أو إلحاقًا".

"وتسمية هذه الأجزاء آيات هو من مبتكرات القرآن"

"وإنما سميت آية لكونها دليلًا على أنها مُوحى بها من عند الله إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- ولأنها تشتمل على ما هو من الحد الأعلى في بلاغة نظم الكلام"؛ ص 74 من المقدمة 8.

قال أبو بكر بن العربي: "وتحديد الآية من معضلات القرآن، فمن آياته طويل وقصير، ومنه ما ينقطع، ومنه ما ينتهي إلى تمام الكلام".

وقال الزمخشري: "الآيات علم توقيفي"؛ ص 75 من المقدمة 8.

لفظ الطاهر بن عاشور

في مقدمته 8:

عدد آيات القرآن

ص:77-78

5- تحديد مقادير الآيات

النوع 19 عند السيوطي

في عدد سوره وآياته وكلماته وحروفه

"لا يبعد أن يكون تعيين مقدار الآية تبعًا لانتهاء نزولها وأمارته وقوع الفاصلة"؛ ص 75 من المقدمة 8.

قال أبو عمرو الداني في كتاب العدد: أجمعوا على أن عدد آيات القرآن يبلغ ستة آلاف آية، واختلفوا فيما زاد على ذلك، فمنهم من لم يزد، ومنهم من قال: ومائتين وأربع آيات، وقيل: وأربع عشرة، وقيل: وتسع عشرة، وقيل: وخمسًا وعشرين، وقيل: وستًّا وثلاثين، وقيل: وستمائة وست عشرة.

وقال المازري في شرح البرهان: قال مكي بن أبي طالب: قد أجمع أهل العدد من أهل الكوفة والبصرة والمدينة والشام على ترك عد البسملة آية في أول كل سورة، وإنما اختلفوا في عَدِّها وتركها في سورة الحمد لا غير، فعدها آية الكوفي والمكي ولم يعدها آية البصري ولا الشامي ولا المدني.

وفي الإتقان كلام في الضابط الأول من الضوابط غير مُحرَّر وهو آيل إلى ما قاله المازري، ورأيت في عد بعض السور أن المصحف المدني عد آيها أكثر مما في الكوفي، ولو عنوا عَدَّ البسملة لكان الكوفي أكثر.

وروى محمد بن السائب عن ابن عباس أنه لما نزلت آخر آية وهي قوله تعالى: ﴿وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ﴾ [البقرة: 281] الآية، قال جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم: ضعها في رأس ثمانين ومائتين من سورة البقرة، واستمر العمل بعدِّ الآي في عصر الصحابة، ففي صحيح البخاري عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: إذا سرك أن تعلم جهل العرب فاقرأ ما فوق الثلاثين ومائة من سورة الأنعام [140] ﴿قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُوا أَوْلَادَهُمْ سَفَهًا بِغَيْرِ عِلْمٍ﴾ [الأنعام: 140] الآية؛ ص 78 من المقدمة 8.

لفظ الطاهر بن عاشور

في مقدمته الثامنة:

عدد آيات القرآن

ص:77-78

6- تعريف الفواصل

النوع 59 عند السيوطي

في فواصل الآي

"والذي أستخلصه أن الفواصل هي الكلمات التي تتماثل في أواخر حروفها أو تتقارب، مع تماثل أو تقارب صيغ النطق بها، وتكرر في السورة تكررًا يُؤْذِن بأن تماثلها أو تقاربها مقصود من النظم في آيات كثيرة متماثلة، تكثر وتقل، وأكثرها قريب من الأسجاع في الكلام المسجوع"؛ ص 75 من المقدمة 8.

وفي "الإتقان" عن أبي عمرو قال بعضهم: الوقف على رؤوس الآي سنة. وفيه عن البيهقي في شعب الإيمان: الفضل الوقف على رؤوس الآيات وإن تعلقت بما بعدها؛ اتباعًا لهدي -رسول الله صلى الله عليه وسلم- وسنته، وفي سنن أبي داود عن أم سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا قرأ قطع قراءته آية آية يقول: ﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾ [الفاتحة:1] ثم يقف. ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ [الفاتحة:2] ثم يقف. ﴿الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾ [الفاتحة: 1] ثم يقف.

على أن وراء هذا وجوب اتباع المأثور من تحديد الآي كما قال ابن العربي والزمخشري ولكن ذلك لا يصدنا عن محاولة ضوابط تنفع الناظر وإن شذَّ عنها ما شَذَّ؛ ص 77 من المقدمة 8.

لفظ الطاهر بن عاشور

في مقدمته الثامنة:

الفواصل

ص: 75-76

7- ترتيب الآي

النوع 18 عند السيوطي

في جمعه وترتيبه

"وأما ترتيب الآي بعضها عقب بعض فهو بتوقيف من النبي -صلى الله عليه وسلم- حسب نزول الوحي"؛ ص79 من المقدمة 8.

تحقق الإجماع على أن ترتيب الآيات توقيفي لا شبهة فيه وأمره من غير خلاف في هذا بيِّن المسلمين.

لفظ الطاهر بن عاشور

في مقدمته الثامنة:

ترتيب الآي

ص:79-80-81-82

ترتيب السور

ص:86-87-88-89

8- وقوف القرآن

النوع 28 عند السيوطي

في معرفة الوقف والابتداء

"الوقف هو قطع الصوت عن الكلمة حصة يتنفس في مثلها المتنفِّس عادةً، والوقف عند انتهاء جملة من جمل القرآن قد يكون أصلًا لمعنى الكلام فقد يختلف المعنى باختلاف الوقف"؛ ص 82 من المقدمة 8.

وأشهر من تصدَّى لضبط الوقوف أبو محمد بن الأنباري، وأبو جعفر بن النحاس، وللنكزاوي أو النكزوي كتاب في الوقف ذكره في الإتقان، واشتهر بالمغرب من المتأخرين محمد بن أبي جمعة الهبطي المتوفي سنة 930؛ ص 84 من المقدمة 8.

لفظ الطاهر بن عاشور

في مقدمته الثامنة:

وقوف القرآن

ص:82-83-84

9- ترتيب السور

النوع 18 عند السيوطي

في جمعه وترتيبه

"أقول: لا شكَّ أن طوائف من سور القرآن كانت مرتبة في زمن النبي -صلى الله عليه وسلم- على ترتيبها في المصحف الذي بأيدينا اليوم"؛

ص 86 من المقدمة 8.

"وأقول: لا شك في أن زيد بن ثابت وعثمان بن عفان وهما من أكبر حُفَّاظ القرآن من الصحابة، توخَّيَا ما استطاعا ترتيب قراءة النبي -صلى الله عليه وسلم- للسور"؛ ص 87 من المقدمة 8.

إذا كان الإجماع قد تحقق حول ترتيب الآيات، فهو لم يتحقق حول ترتيب سور القرآن على ما هي عليه في المصحف الآن، واختلفت أقوال العلماء في ذلك على ثلاثة أقوال؛ هي:

القول الأول: إن ترتيب السور على ما هو عليه الآن في المصحف كان باجتهاد من الصحابة.

القول الثاني: إن ترتيب السور كان بعضه بالتوقيف، وبعضه الآخر باجتهاد من الصحابة.
القول الثالث: هو أن ترتيب السور توقيفي عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والمختار من هذه الأقوال: أن تأليف السور على هذا الترتيب الذي عليه المصحف توقيفي، لا مجال للاجتهاد فيه.
فالقرآن الكريم كله آية آية، وسورة سورة، مُرتَّب من الله تعالى، وقد بلَّغه عنه رسولُه الأمين صلى الله عليه وسلم لصحابته الكِرام، فرتَّبُوه كما سمعوه.

لفظ الطاهر بن عاشور

في مقدمته الثامنة:

ترتيب الآي

ص:79-80-81-82

ترتيب السور

ص:86-87-88-89

10- علم المناسبة

النوع 62 عند السيوطي

في مناسبة الآيات والسور

واتساق الحروف واتساق الآيات واتساق السور كله عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فلهذا كان الأصل في آي القرآن أن يكون بين الآية ولاحقتها تناسب في الغرض، أو في الانتقال منه، أو نحو ذلك من أساليب الكلام المنتظم المتصل، ومما يدل عليه وجود حروف....؛ ص 79 من المقدمة 8.

قال بدر الدين الزركشي بعض مشايخنا المحققين قد وهَّمَ من قال: لا تطلب للآي الكريمة مناسبة والذي ينبغي في كل آية أن يبحث أول شيء عن كونها مكملة لما قبلها أو مستقلة، ثم المستقلة ما وجه مناسبتها لما قبلها؛ ففي ذلك علم جَمٌّ؛ ص 80 من المقدمة 8.

لفظ الطاهر بن عاشور

في مقدمته الثامنة:

المناسبة

ص:79-80-81