• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    العشر من ذي الحجة وآفاق الروح (خطبة)
    حسان أحمد العماري
  •  
    فضائل الأيام العشر (خطبة)
    رمضان صالح العجرمي
  •  
    أفضل أيام الدنيا (خطبة)
    د. محمد بن مجدوع الشهري
  •  
    أحكام عشر ذي الحجة (خطبة)
    الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري
  •  
    أحكام عشر ذي الحجة
    د. فهد بن ابراهيم الجمعة
  •  
    أدلة الأحكام المتفق عليها
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    الأنثى كالذكر في الأحكام الشرعية
    الشيخ أحمد الزومان
  •  
    الإنفاق في سبيل الله من صفات المتقين
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    النهي عن أكل ما نسي المسلم تذكيته
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    الحج: آداب وأخلاق (خطبة)
    الشيخ محمد بن إبراهيم السبر
  •  
    يصلح القصد في أصل الحكم وليس في وصفه أو نتيجته
    ياسر جابر الجمال
  •  
    المرأة في القرآن (1)
    قاسم عاشور
  •  
    ملخص من شرح كتاب الحج (11)
    يحيى بن إبراهيم الشيخي
  •  
    الإنصاف من صفات الكرام ذوي الذمم والهمم
    د. ضياء الدين عبدالله الصالح
  •  
    الأسوة الحسنة
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    أحكام المغالبات
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / عقيدة وتوحيد
علامة باركود

{ ثم تاب عليهم ليتوبوا }

{ ثم تاب عليهم ليتوبوا }
عصام الدين أحمد كامل

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 24/7/2023 ميلادي - 6/1/1445 هجري

الزيارات: 7040

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

﴿ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا ﴾

 

يترادف في الذهن معنى آيتين كريمتين، هما قوله تعالى: ﴿ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ﴾ [التوبة: 118]، وقوله تعالى: ﴿ وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا ﴾ [الإنسان: 30]، وظاهر هاتين الآيتين هو أنهما يربطان علم الإنسان النسبي بعلم الله عز جاهه المطلق، وقدرة الإنسان النسبية بقدرة القوي العزيز المطلقة، ولا جرم بداهةً ومنطقًا أن علم الإنسان مستمد من علم خالقه المحيط ولا ينفصل عنه، ومشيئة الإنسان مستمدة من مشيئة الرحمن، وأن قدرته لا تتعدى قدرة من برأه وأنشأه من العدم، ولا تخرج عن نطاقها، فأجد اللسان يرتل دون إرادة مني تلك الآية الكريمة -وكأنما فيها الجواب- وهي قوله تعالى: ﴿ وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ ﴾ [النحل: 53].


يقول الإمام ابن باز رحمه الله: الله سبحانه له إرادتان: قدرية وشرعية، قدرية سبق بها علمه، ومرادها نافذ، كما في قوله سبحانه: ﴿ إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ﴾ [يس: 82]، وللمولى إرادة شرعية كما قال عز جاهه: ﴿ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ ﴾ [البقرة: 185]، وقال تعالى: ﴿ يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا ﴾ [النساء: 28]، هذه إرادة شرعية، فقد أراد الله اليُسْر لعباده، وأمرهم بما يقدرون عليه، لكن قد يحصل العُسْر لبعض الناس، وقد لا يحصل اليُسْر، فقد يُبتلى بالعسر، قد أراد الله من الناس أن يصلوا، وأن يصوموا، وأمرهم بهذا، وأن يعبدوه وحده، فمنهم من صلى وصام وعبد الله، ومنهم من كفر وهم الأكثرون، هذه إرادة شرعية.


فالمطيع الموحِّد حقًّا قد اجتمعت فيه الإرادتان، وافق إرادة الله الكونية، وحَّد الله وأطاعه، ووافق الإرادة الشرعية، وهو بطاعته لله وتوحيده لله قد وافق الإرادة الشرعية أيضًا، وقد وافقت مشيئته مشيئة الله، فكانت مشيئة الله الشرعية هي هي مشيئته، كيفما كانت يسرًا أو عسرًا.


أما العاصي فقد وافق الإرادة الكونية، ولكنه خالف الإرادة الشرعية، والأمر الشرعي، وهكذا الكافر.


والضوابط التي تحكم ذلك تتمثل في قوله تعالى: ﴿ وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ﴾ [التكوير: 29]، فمشيئة الله غالبة نافذة سابقة، ومشيئة الإنسان محددة بما كلف به مما يستطيعه، ومن تلك الضوابط قوله تعالى: ﴿ إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ ﴾ [القمر: 49]، وأفضل ما قرأت تفسيرًا للفظ ﴿ بِقَدَرٍ ﴾؛ أي: بما يقدر ويستطيع؛ أي: إنا خلقنا كل شيء بمقدار قدرناه وقضيناه.


ومن تلك الضوابط قول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: ((إن أول ما خلق الله القلم، فقال له: اكتب مقادير كل شيء حتى تقوم الساعة))؛ رواه أبو داود والترمذي وصححه، وقوله صلى الله عليه وسلم لما سُئل عن القدر وما يعمل الناس فيه؟ يا رسول الله، العمل فيما جفَّ به القلم، وجرت به المقادير، أم في أمر مستقبل؟ قال: ((بل فيما جفَّ به القلم وجرت به المقادير، وكل مُيسَّر لما خُلِق له))؛ رواه ابن ماجه بهذا اللفظ، وهو يبين لكل ذي لُبٍّ إحاطة علم الله عز وجل بالماضي والحاضر والمستقبل، فالزمان كله في علم الله كصفحة كتاب، ومن صفات الإله كما يقول بذلك أهل العقل والمنطق أنه عَزَّ جاهُه لا يعتريه نقص علم أو قدرة أو حكمة أو أي صفة.


وأكثر ضلال من ضلُّوا هو في فهم الصفات السنية لرب البريَّة، وقياسهم الفاسد على ما لدى سائر خلقه من الصفات، وسنورد في عجالة بعض ما قال علماؤنا في الصفات قبل أن نعود إلى موضوعنا.

 

صفات الله وحقيقتها:

قال العلماء بأنها قسمان: صفات ثبوتية، وصفات سلبية.


فالصفات الثبوتية هي التي أثبتها الكتاب والسنة من سمع وكلام وبصر وحياة وقدرة وعلم وحكمة وعلو، وهي تنقسم بدورها إلى:

صفات ذاتية: مثل العلم والسمع والبصر والحياة.


صفات فعلية: تتعلق بإرادة الله ومشيئته مثل الحلم والمحبة والغضب والنزول والرِّضا.


• والصفات السلبية هي التي نفاها الله ورسوله صلى الله عليه وسلم عن ربِّ البرية؛ كالعجز، والظلم، والولد والصاحبة وغيرها.


• وكما أن كل صفات الحق عز جاهه تؤخذ من منظور "ليس كمثله شيء" و "لم يكن له كفؤًا أحد" وهذا يطرح عن الأذهان كل ما يخطرعليها من التشبيه والتجسيم.


يقول شيخ الإسلام رحمه الله: وأقول في القرآن ما جاءت به آياته فهو القديم المنزل، ولفظ "القديم" أول من أحدثه هو عبدالله بن سعيد بن كلاب، وسار عليه طوائف، فـالأشاعرة يرون أن كلام الله قديم، وكذلك السالمية يعتقدون أن كلام الله قديم؛ ولهذا تُحمل كلمة القديم على معنى يقصد به، وهو ما ذهب إليه أهل السنة والجماعة في كلام الله بأنه قديم النوع حادث الآحاد، متعلق بالإرادة والمشيئة بحرف وصوت يسمع، وكل لفظ وجزئية من هذه العبارة ترد على طائفة انحرفت.


وقد بيَّن العلامة ابن عثيمين رحمه الله معنى ما قرره أهل السنة والجماعة من أن كلام الله تعالى قديم النوع، حادث الآحاد، فقال في شرح لمعة الاعتقاد: ومعنى قديم النوع أن الله لم يزل ولا يزال متكلمًا، ليس الكلام حادثًا منه بعد أن لم يكن، ومعنى حادث الآحاد أن آحاد كلامه؛ أي: الكلام المعين المخصوص حادث؛ لأنه متعلق بمشيئته متى شاء تكلَّم بما شاء كيف شاء. وقد قال تعالى: ﴿ وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ ﴾ [الأعراف: 143]، فقد كلم الله موسى بكلام في وقت معين، وكان قبل ذلك موصوفًا بالكلام على ما يليق به جل وعلا.


قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: وكلام الله غير مخلوق عند سلف الأمة وأئمتها، وهو أيضًا يتكلم بمشيئته وقدرته عندهم لم يزل متكلمًا إذا شاء فهو قديم النوع، وأما نفس النداء الذي نادى به موسى ونحو ذلك فحينئذٍ ناداه كما قال تعالى: ﴿ فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ يَامُوسَى ﴾ [طه: 11]، وكذلك نظائره، فكان السلف يفرقون بين نوع الكلام وبين الكلمة المعينة.


والقول بأنه "قديم النوع" فيه رد على الكرامية التي تعتقد أن الكلام حدث لله بعد أن لم يكن متكلمًا فكان، لم يكن متكلمًا ثم حدثت له صفة الكلام، وهذا الكلام ليس صحيحًا بل باطلٌ، والسبب أنه يؤدي إلى أن يكون الله ناقصًا ثم وجد له الكلام فأصبح كاملًا به، ولهذا قالوا: أصلها قديم؛ أي: إنه ليس بداية لكلام الله تعالى، بل الله سبحانه وتعالى موصوف بالكلام أزلًا وللأبد.


والقول بأنه "حادث الآحاد"؛ أي: إن آحاده متجددة، فالحق تعالى خاطب الملائكة قبل خلق آدم فقال: ﴿ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ﴾ [البقرة: 30]، وبعد خلق آدم قال له: ﴿ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ ﴾ [البقرة: 35]، وقال تعالى بعدها: ﴿ قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا ﴾ [البقرة: 38]، فهل كان هذا الكلام وذاك الكلام في نفس الزمن، فهو كلام متعلق بحدث، فهو متعلق بالإرادة والمشيئة: بمعنى: ﴿ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ﴾ [يس: 82].


يقول أهل السنة والجماعة: "كلام الله قديم النوع، حادث الآحاد، متعلِّق بالإرادة والمشيئة، وأنه بحرف وصوت يسمع، يقول بعضهم: يجب علينا أن نؤمن بأن الله سبحانه وتعالى يتكلم بكلام حقيقي، وليس كلامه مجازيًّا، حتى لا يُقال: هذا معنى أو عبارة عن كلام الله تعالى، وكما يقول بعض المبتدعة في تأويلهم لصفات الرب سبحانه وتعالى فيقولون: اليد مجازية، والكلام مجازي، والسمع مجازي، بل نقول: كلام الله على الحقيقة، وأنه يتكلم متى شاء، وكيف شاء، فدل على أنه متعلق بالإرادة والمشيئة، وأنه بحرف وصوت، وصوت الرب ليس كصوت الآخرين المخلوقين أبدًا".


ومن عقيدة أهل السنة والجماعة في القرآن "أن كلام الله منزل، ودل على تنزيله قوله تعالى: ﴿ تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ﴾ [فصلت: 2]، وكذلك قوله تعالى: ﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ ﴾ [البقرة: 185]، وقوله تعالى: ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ﴾ [القدر: 1]، كذلك نقول: إنه غير مخلوق والدليل قوله تعالى: ﴿ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ ﴾ [الأعراف: 54]، والخلق غير الأمر، والقرآن من الأمر وليس من الخلق).


أما معنى قولهم: منه بدأ وإليه يعود.. (يقول العلماء: أي إن الله هو الذي ابتدأ بالكلام، وتكلم به أولًا، والقرآن أضيف إلى الرب سبحانه وتعالى في قوله تعالى: ﴿ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ﴾ [التوبة: 6]، وأضيف كذلك إلى الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، وأضيف إلى جبريل ﴿ إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ ﴾ [الحاقة: 40]، فإضافته إلى الرب إضافة ابتداءٍ؛ أي: إن الله هو المبتدئ بالكلام به، وإضافته إلى جبريل وإلى محمد صلى الله عليه وسلم، قالوا: إضافة تبليغ، فمحمد صلى الله عليه وسلم مبلغ وجبريل عليه الصلاة والسلام كذلك مبلغ عن الله، لم يأتِ بالكلام من عند نفسه أبدًا).


وقولهم: (وإليه يعود).. (يحتمل معنيين: المعنى الأول: إليه يعود، كما روي في بعض الآثار أنه إذا لم يعمل الناس بالقرآن؛ أي: أطبقت الأرض على عدم العمل به، ينزه الله كتابه فيرفعه من صدور الناس ومن مدادهم، وقد روي فيها بعض الآثار، قالوا: وذلك حين تهدم الكعبة، وقالوا: قياسًا على الكعبة، فإنها إذا تعطَّلت فلا أحد يستفيد منها ولا يحجُّون إلى بيت الله، ولا يعتمرون ولا غيره أرسل الله ذا السويقتين رجلًا من الحبشة يأتي بقومه من جهة البحر، ثم ينقضون الكعبة حجرًا حجرًا، وترمى في البحر، قالوا: ومثله القرآن يُسَرَّى به من القلوب ومن المداد، فلا يبقى منه شيء، والمعنى الثاني؛ أي: إنه يعود إلى الله تعالى وصفًا، فهو الموصوف به سبحانه وتعالى، لا يُوصَف به أحد سوى الرب سبحانه وتعالى).


وبالنسبة لكلام الله فينقسم إلى:

• كوني قدري: وهو الذي توجد به الأشياء كلها، من نزول الأمطار، وإحياء الأرض بعد موتها، وكذلك في خلق الناس وإيجادهم وغيره، قالوا: هذه تتعلق بالكوني القدري، ومنه قوله تعالى: ﴿ إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ﴾ [يس: 82].


• ديني شرعي: وهو المتعلق بالتشريع والتحليل والتحريم، وبالكتب المنزلة التي أنزلها الله على رسله عليهم الصلاة والسلام، وتكليم الله تعالى لخلقه يكون بأنواع:

تكليم بلا واسطة: كما كلَّم موسى وكلَّم محمدًا صلى الله عليه وسلم وكلَّم الأبوينِ.


تكليم بواسطة: وهي التي تكون عن طريق إرسال الرسل إليهم، وهذه حدثت لأنبياء الله وللرسل عليهم الصلاة والسلام.


ومن هؤلاء الذين ضلُّوا الجعد بن درهم، فهو أول من أحدث القول بخلق القرآن، ثم تبعه الجهم بن صفوان، وتبعهم المعتزلة واصل بن عطاء وعمرو بن عبيد وغيرهما، وقد قيَّض الله لهما صديق الأمة الثاني "الإمام أحمد بن حنبل " رضي الله عنه، لكن أول من قال بأن القرآن قديم هو عبدالله بن سعيد بن كلاب، وقبل هؤلاء كان قد مَرَّ قرنان على نزول القرآن، فما قال بهذا أحد من الصحابة أو التابعين أو السلف؛ بل كانوا يقولون بما دلَّ عليه الكتاب والسنة من إثبات صفة الكلام لله تعالى على ما يليق بجلاله وعظمته.

 

وكما أن الكلام من الصفات الذاتية الفعلية التي تتعلق بإرادة ومشيئة من ليس كمثلة شيء عَزَّ جاهه، فيترتب على ذلك القول بما قال أهل السنة والجماعة: (إن هذا القرآن الذي نقرؤه بألسنتنا، ونحفظه في صدورنا، ونكتبه بألواحنا، وكذلك نعلم أنه كلام الله تعالى لفظه ومعناه، الواجب علينا ألا نبحث عن كيفيته، نعرف مدلول الكلام؛ لكن كيف يتكلَّم الرب وغيره، الله أعلم بها، فهو ﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ﴾ [الشورى: 11]، وهو "لم يكن له كفوًا أحد"، بل يجب أن نقول كما قال الإمام مالك عن استوائه على العرش: الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة، وهذا مما يجب على كل مؤمن أن يقول به).


وقد جاءت صفة الكلام صفة كمال وثبوت، وفي الضد "عدم القدرة على الكلام" صفة نقص وسلب، فقال تعالى: ﴿ وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَى مِنْ بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلًا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ أَلَمْ يَرَوْا أَنَّهُ لَا يُكَلِّمُهُمْ ﴾ [الأعراف: 148]، فدلَّ على أن من لم يتكلم فهو ناقص، والله هو المتكلم، وله الكمال المطلق سبحانه وتعالى.


وقد جاء في الصحيح أنه صلى الله عليه وسلم سُئل: يا رسول الله، أرأيتَ ما نعمل فيه ونكدح، هل هو في أمرٍ مضى قد فُرغ منه وكُتب، أم في أمرٍ مُستأنفٍ؟ قال: بل في أمرٍ قد مضى وفُرغ منه، قالوا: يا رسول الله، ففيمَ العمل؟ قال: اعملوا فكلٌّ مُيَسَّرٌ لما خُلِقَ له: أما أهل السَّعادة فيُيَسَّرون لعمل أهل السَّعادة، وأما أهل الشَّقاوة فيُيَسَّرون لعمل أهل الشَّقاوة، ثم تلا قوله تعالى: ﴿ فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى ﴾ [الليل: 5 - 7].


قال الإمام ابن باز رحمه الله: الإيمان بالقدر على مراتب أربعٍ مَن جمعها جمع الإيمانَ بالقدر:

الأول: الإيمان بعلم الله بالأشياء، وأنه يعلم كلَّ شيءٍ من أعمالنا وآجالنا وأرزاقنا وغير ذلك.


المرتبة الثانية: الكتابة، وأنه كتب ذلك سبحانه وتعالى عنده، كما قال تعالى: ﴿ أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ ﴾ [الحج: 70]، وقال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾ [الأنفال: 75]، وقال تعالى: ﴿ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا ﴾ [الطلاق: 12].


الثالث: أنَّ ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، فلا يقع في ملكه ما لا يُريد، قال تعالى: ﴿ وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ ﴾ [الأنعام: 112]، وقال تعالى: ﴿ لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ * وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ﴾ [التكوير: 28، 29]، وقوله تعالى: ﴿ فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ * وَمَا يَذْكُرُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ ﴾ [المدثر: 55، 56] فلا بدَّ من الإيمان بمشيئة الله، وأنه لا يقع شيءٌ في ملك الله بدون مشيئته، فأعمالنا وسائر حركاتنا وسكناتنا كلها بمشيئة الله، ولا نشاء شيئًا إلا بعد مشيئته جلَّ وعلا.


الرابعة: الإيمان بأنه خالقُ الأشياء ومُقدِّرها ﴿ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ﴾ [الزمر: 62]، وقال تعالى: ﴿ مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا ﴾ [الحديد: 22].


هذه مراتب القدر: العلم، والكتابة، والإيمان بأن ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، والإيمان بأنه خالق الأشياء، ومُوجِدها، هذه أربع مراتب نبَّه عليها شيخُ الإسلام ابن تيمية في "الواسطية"، ونبَّه عليها العلماء في كُتبهم، ونبَّه عليها العلامةُ ابن القيم في كتابه "شفاء العليل".


فالإنسان مُخيَّرٌ ومُسَيَّرٌ، أعطاه الله عقلًا، وأعطاه الله إرادةً، وأعطاه مشيئةً، فهو مُخيَّرٌ من هذه الحيثية، يعمل عن مشيئةٍ، وعن إرادةٍ، كما قال تعالى: ﴿ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ ﴾ [الأنفال: 67]، وقال تعالى: ﴿ لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ * وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ﴾ [التكوير: 28، 29]، وقال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ ﴾ [النور: 30]، وقال تعالى: ﴿ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴾ [آل عمران: 153]، وقال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ ﴾ [يونس: 36]، فللعباد فعلٌ، ولهم مشيئةٌ، ولهم اختيارٌ، ولكن لا يشاءون إلا ما شاءه الله، كما قال تعالى: ﴿ وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ ﴾ [التكوير: 29]، ويقول تعالى: ﴿ هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ ﴾ [يونس: 22].


فهو مخيَّرٌ من جهة أنَّ له إرادةً، وله مشيئةً، وله اختيارًا، يعرف الضَّارَّ من النافع، والطيبَ من الخبيث، يأكل ويشرب باختياره، يزور إخوانه باختياره، ينام باختياره، يقوم باختياره، يأتي الطاعة باختياره، ويأتي المعصية باختياره، لكن هذا له مشيئة سابقة، وله قدر من الله سابق، لا يخرج عن ملك الله، ولا عن إرادته جلَّ وعلا: ﴿ إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ﴾ [يس: 82]، فهو مُخيَّرٌ من جهة ما أعطاه الله من المشيئة والقُدرة والاختيار والفهم، وهي مناط التكليف، ومُسَيَّرٌ من جهة أنه لا يخرج عن قدر الله.


ونعود إلى ما بدأنا به الحديث عن قوله تعالى: ﴿ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ﴾ [التوبة: 118]، وقوله تعالى: ﴿ وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا ﴾ [الإنسان: 30].


فابن آدم منا يرغب في حدوث أشياء يظن أن فيها الخير له، فإذا لم يجِبْه الحق لذلك، فإنه يتهم القضاء والقدر، ومن يظن ذلك يجهل ما للحق عز جاهه من صفات العلم والحكمة بل ويسيء الظن بصفة القدرة والاستغناء للمولى عز وجل.


ويكفي هذا أن يتذكر قوله تعالى فيما رواه عنه صلى الله عليه وسلم: ((يا عِبَادِي، إنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ علَى نَفْسِي، وَجَعَلْتُهُ بيْنَكُمْ مُحَرَّمًا، فلا تَظَالَمُوا، يا عِبَادِي، كُلُّكُمْ ضَالٌّ إلَّا مَن هَدَيْتُهُ، فَاسْتَهْدُونِي أَهْدِكُمْ، يا عِبَادِي، كُلُّكُمْ جَائِعٌ إلَّا مَن أَطْعَمْتُهُ، فَاسْتَطْعِمُونِي أُطْعِمْكُمْ، يا عِبَادِي، كُلُّكُمْ عَارٍ إلَّا مَن كَسَوْتُهُ، فَاسْتَكْسُونِي أَكْسُكُمْ، يا عِبَادِي، إنَّكُمْ تُخْطِئُونَ باللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَأَنَا أَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا، فَاسْتَغْفِرُونِي أَغْفِرْ لَكُمْ، يا عِبَادِي، إنَّكُمْ لَنْ تَبْلُغُوا ضَرِّي فَتَضُرُّونِي، وَلَنْ تَبْلُغُوا نَفْعِي فَتَنْفَعُونِي، يا عِبَادِي، لو أنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وإنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ، كَانُوا علَى أَتْقَى قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ مِنكُمْ، ما زَادَ ذلكَ في مُلْكِي شيئًا، يا عِبَادِي، لوْ أنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وإنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ، كَانُوا علَى أَفْجَرِ قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ، ما نَقَصَ ذلكَ مِن مُلْكِي شيئًا، يا عِبَادِي، لو أنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وإنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ، قَامُوا في صَعِيدٍ وَاحِدٍ فَسَأَلُونِي، فأعْطَيْتُ كُلَّ إنْسَانٍ مَسْأَلَتَهُ، ما نَقَصَ ذلكَ ممَّا عِندِي إلَّا كما يَنْقُصُ المِخْيَطُ إذَا أُدْخِلَ البَحْرَ، يا عِبَادِي، إنَّما هي أَعْمَالُكُمْ أُحْصِيهَا لَكُمْ، ثُمَّ أُوَفِّيكُمْ إيَّاهَا، فمَن وَجَدَ خَيْرًا فَلْيَحْمَدِ اللَّهَ، وَمَن وَجَدَ غيرَ ذلكَ فلا يَلُومَنَّ إلَّا نَفْسَهُ))؛ صحيح مسلم. وفي روايةٍ: ((إنِّي حَرَّمْتُ علَى نَفْسِي الظُّلْمَ وعلَى عِبَادِي، فلا تَظَالَمُوا)).


وهذا الحديث العظيم الجليل يجب تدبُّره مليًّا، ويا ليتنا نفهمه هكذا وعلى تلك الوجوه الأربعة:

الوجه الأول: الظلم صفة سلبية ليست من صفات المولى عز وجل، وهو لا يعقل منطقًا ولا عقلًا كما قال أبو حامد الغزالي رحمه الله: الظلم هو تصرُّفك في غير ما تملك، وهو عز جاهه لا يُصادف لغيره ملكًا، فهو مالك الملك والملكوت.


الوجه الثاني: أن نتدبَّر هذا الحوار البديع الرقيق الجليل (استهدوني أهدكم/استطعموني أطعمكم/ استكسوني أكسكم/ استغفروني أغفر لكم).


الوجه الثالث: استغناء الله وغناه عن كل ما خلق.


الوجه الرابع: على كل العباد الاشتغال والانشغال فقط بالعمل الصالح المصلح، وترك كل عمل سيئ مفسد، فهذا هو الصراط المستقيم، اعملوا فكل مُيسَّر لما خلق له، وكل موكل إلى ما كلف به.


والحديث يبين شمول إرادة المولى عز جاهه ونفاذ مشيئته، فإله الكون الأعظم مهيمن على كل مخلوقاته، مجيب لكل سائل يسأله فيما طلبه منه مما يحبه ويرضاه، ولا يحب عز جاهه ولا يرضى إلَّا عمَّا أمر به شرعًا، وتلك هي ما يسميها العلماء بالإرادة الكونية القدرية.


ومما يزيد الأمر بيانًا وإيضاحًا، قوله تعالى على لسان نوح عليه السلام: ﴿ وَلَا يَنْفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَنْصَحَ لَكُمْ إِنْ كَانَ اللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يُغْوِيَكُمْ هُوَ رَبُّكُمْ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴾ [هود: 34]، فهو عز جاهه العليم الحكيم، يعلم الجهر وما يخفى، والسر وأخفى، ويعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، وحكمته تقتضي تقدير الوقت الأنسب والكيفية الأصلح لما يطلبه كل مخلوق، فهو عز جاهه القائل: ﴿ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 216]، ونحن نرى ذلك في عالم البشر، فقد تصدر من أصحاب الخبرة في الطب وفي الهندسة بل وفي السياسة أشياء كثيرة يراها قليلو الخبرة من العامة أشياء تنذر بعواقب خطيرة، فإذا بها تأتي بالإصلاح والصلاح، والمؤمن الحق يوقن بلا ريب وبلا أدنى شك بأن الخير كله من الله وبيد الله، وهو يردد في كل حين: ﴿ قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ [آل عمران: 26]، ويشير لحاله هذا نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم، فيقول: ((عجبًا لأمر المؤمن، إن أمره كله خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابه سراء شكر فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له)).


يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: (إن العبد له مشيئة، وهي تابعة لمشيئة الله، كما ذكر الله ذلك في عدة مواضع من كتابه، فقال: ﴿ فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ * وَمَا يَذْكُرُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ ﴾ [المدثر: 55، 56]، وقوله تعالى: ﴿ وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا ﴾ [الإنسان: 30]، وقوله تعالى: ﴿ لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ * وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ﴾ [التكوير: 28، 29]، فإذا كان الله قد جعل العبد مريدًا مختارًا شائيًا امتنع أن يقال: هو مجبور مقهور مع كونه قد جعل مريدًا، وامتنع أن يكون هو الذي ابتدع لنفسه المشيئة.


(أي: إنه هو عز جاهه من يهيئ لك أمر المشيئة، وينير لك الطريق لكي تشاء ولكي تريد).


والظلم لا يجوز في حق الحكم العدل كما ذكرنا، وهو لا يجبر أحدًا على الإيمان أو الكفر لكنه وهو الإله الحق القادر المطلق يهدي من يشاء بفضله، ويضل من يشاء بعدله، وهذا كله في نطاق علمه بما خلق وحكمته سبحانه بما يصلح من حال عبده، فمشيئته فوق كل مشيئة، ولا يقف أمام مشيئته شيء في الملك أو الملكوت، ويستحيل في حقه النقص كما قلنا، فإذا كان الإنسان يستطيع تحريك يديه كما يشاء، فإنه يحركها كثيرًا دون إرادة ودون مشيئة، والله فوق هذا قادر على أن يوقفها فلا تتحرك فضلًا على أن الإنسان تتحرك رئتاه وقلبه وأمعاؤه وكبده وكليتاه دون إرادته، فمن بيده كل ذلك، فإرادة ومشيئة الله فوق كل مشيئة، ولولاها ما قامت السماوات والأرض، ولا كان للمخلوقات أن تحيا على ظهرها.


فللعبد مشيئة، وهو ليس مسلوب الإرادة والاختيار، والله يحصي عليه أعماله فيما قدر له فيه الاختيار، وفيما كلفه الله به وهو في نطاق اختياره، وهو يُجازى على ما يختاره ويفعله.


وأنا عند تدبُّري لكلام الله في محكم تنزيله أجد جوابًا لكل سؤال يجول بخاطري في موضع آخر قريبًا كان أو بعيدًا بين دفتي هذا الكتاب المعجز الفريد، وعند وقوفي عند قوله تعالى: ﴿ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ﴾ [التوبة: 118]، وقوله تعالى: ﴿ وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا ﴾ [الإنسان: 30]، وجدت الجواب عن أسئلة كثيرة جالت بخاطري في قوله تعالى: ﴿ وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ ﴾ [النحل: 53].


فقد كرَّم الله الإنسان على بقية مخلوقاته، وسخر له كل ما في الكون، وأنعم له بما لا يُعدُّ ولا يحصى من النعم، لكن الإنسان موصوف في الكتاب بما يلي:


خُلِق ضعيفًا: يقول تعالى: ﴿ يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا ﴾ [النساء: 28]، وقد خفَّف الله عنه لقاء ضعفه في التكاليف، فلم يُكلِّفة بما ليس في طاقته، ولم يكلف المكره والناسي والنائم والمجنون والصغير.


ظلوم كفَّار جاحد لأنعم الله: يقول تعالى: ﴿ وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ ﴾ [إبراهيم: 34]، ويقول تعالى: ﴿ إِنَّ الْإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ ﴾ [العاديات: 6].


خصيم مجادل: يقول تعالى: ﴿ خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ ﴾ [النحل: 4]، ويقول تعالى: ﴿ وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا ﴾ [الكهف: 54].


عجول: يقول تعالى: ﴿ وَيَدْعُ الْإِنْسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولًا ﴾ [الإسراء: 11].


هلوع جزوع منوع: يقول تعالى: ﴿ إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا * إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا * وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا * إِلَّا الْمُصَلِّينَ ﴾ [المعارج: 19 - 22]، فإنَّ من طبيعة الإنسان الهلع والجزع والمنع والشحَّ.


يئوس قنوط: يقول تعالى: ﴿ وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنْسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ كَانَ يَئُوسًا ﴾ [الإسراء: 83]، ويقول تعالى: ﴿ لَا يَسْأَمُ الْإِنْسَانُ مِنْ دُعَاءِ الْخَيْرِ وَإِنْ مَسَّهُ الشَّرُّ فَيَئُوسٌ قَنُوطٌ ﴾ [فصلت: 49].


أسير للغفلة والنسيان: يقول تعالى: ﴿ يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ ﴾ [الروم: 7]، ويقول تعالى: ﴿ وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ ﴾ [مريم: 39]، ويقول تعالى: ﴿ اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ ﴾ [الأنبياء: 1].


ومن أجل طبائع الإنسان تلك سواء كانت مخلوقة أم مكتسبة، فإنه يجحد كل تلك النعم ويكفر بها، ويدعي أنها وجدت من تلقاء نفسها أو بفضل ذكائه وعلمه أو بفعل الطبيعة وما إلى ذلك من خزعبلات وخرافات، وسبب ذلك إيلاف النعم والتعوُّد عليها، والتنعُّم منها بما هو فوق الحاجة وبالإسراف منها والاستمتاع الزائد بها، فهي مذللة ومسخرة دون جهد.


يقول الإمام الشعراوي: ونستطيع أن نضرب لذلك مثلًا بالولد الذي تعطيه مصروفه مثلًا كل أول شهر، تجده لا يحرص على أنْ يلقاك بعد ذلك إلا كل أول شهر، إنما إذا عوَّدته أن يأخذ مصروفه كل يوم تراه في الصباح يحوم حولك، ويُظهِر لك نفسه ليُذكِّرك بالمعلوم.


إذن: رتابة النعمة قد تُذهِلك عن المُنعِم، فلا تتذكره إلا حين الحاجة إليه؛ لذا يُنبِّهنا الحق تبارك وتعالى: إذا أعطيتُ لكم نعمة فإياكم أنْ تغتروا بها، إياكم أن تُذهِلكم النعمة عن المنعم؛ لأنكم سوف تحكمون على أنفسكم أنه لا مُنعِم غيري، بدليل أنني إذا سلبْتُ النعمة منكم فلن تجدوا غيري تلجأون إليه فستقولون: يا رب يا رب، فأنت ستكون شاهدًا على نفسك، لن تكذب عليها، فَلِمَنْ تتوجَّه إذا أصابك فقر؟ ولمن تتوجَّه إذا أصابك مرض؟ لن تتوجَّه إلا إلى الله تقول: يا رب ﴿ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ ﴾ [النحل: 53].


ولذلك، فالناس أصحاب اليقين في الله تعالى ساعةَ أنْ يصيبهم ضُرٌّ، يقولون: ذكَّرتنا بك يا ربّ، فكأن الضر لما وقع بهم صار نعمة؛ لأنه ذكرهم بالخالق الموجِد العظيم.


فيقول تعالى في الآية الأخرى: ﴿ فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا ﴾ [الأنعام: 43]، فحتى الابتلاء جعل الله له فوائد، فهو يأخذ بأيدينا بعيدًا عن الغفلة، والانغماس في المتع التي تشغلنا عن الذكر، وتذهلنا عن المنعم الأعلى.


ويقول الحق تعالى في آية التوبة: ﴿ وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ﴾ [التوبة: 118]، وفي آية النحل: ﴿ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ ﴾ [النحل: 53]، وفي سورة الإنسان: ﴿ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا * وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا * يُدْخِلُ مَنْ يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ﴾ [الإنسان: 29 - 31]، فلا مجير ولا ملجأ ولا منجى من الله إلا إليه.


فلن يجيرك وينجيك من الله إلا الله، فهو سبحانه ذو صفات جلال وصفات جمال، فهو قهار، وجبار، ومنتقم، وذو بطش شديد، وهو كذلك بَرٌّ ودود ورحمن ورحيم وغفور، ولا ناصر ولا مغيث ولا حسيب من الله إلا الله، وهو سبحانه كتب فوق العرش: سبقت رحمتي غضبي، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: ((لَمَّا قَضَى اللَّهُ الخَلْقَ، كَتَبَ عِنْدَهُ فَوْقَ عَرْشِهِ: إِنَّ رَحْمَتِي سَبَقَتْ غَضَبِي))؛ رواه البخاري (7453)، ومسلم (2751). فلا وقاية للعبد من صفات الجلال إلا صفات الجمال.


ويقول صلى الله عليه وسلم: ((اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِرِضَاك مِنْ سَخَطِك، وَبِمُعَافَاتِك مِنْ عُقُوبَتِك، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْك، لَا أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْك، أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِك))؛ رواه مسلم.


وقد سمع الأصمعي -وهو يطوف- مسلمًا عند باب الملتزم يقول: اللهم إني أستحي أن أطلب منك المغفرة؛ لأني عصيتك، ولكني تطلَّعْتُ فلم أجد إلهًا سواك، فقال له: يا هذا، إن الله يغفر لك لحُسْن مسألتك.


فالعبد مأمور بالمسارعة إلى فعل الخيرات والمبادرة بالتوبة من المعاصي والسيئات، فإذا تاب العبد من ذنبه فهذا دليل أن الله تاب عليه -أي: أذن له في التوبة، ووفَّقه لها ليتوب ويرجع إليه- فليؤمل في فضله وليرجُ واسع رحمته وليسأله، كما مَنَّ بالتوفيق إلى التوبة أولًا أن يمن بقبولها آخرًا، قال القرطبي -رحمه الله- في تفسير قوله تعالى: ﴿ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا ﴾ -فقيل معنى: ﴿ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ ﴾- أي: وفقهم للتوبة ليتوبوا، وقيل: المعنى تاب عليهم؛ أي: فسح لهم ولم يعجل عقابهم ليتوبوا، وقيل: تاب عليهم ليثبتوا على التوبة.


وقيل: المعنى تاب عليهم ليرجعوا إلى حال الرِّضا عنهم.


وبالجملة فلولا ما سبق لهم في علمه أنه قضى لهم بالتوبة ما تابوا، دليله قوله عليه السلام: اعملوا فكُلٌّ مُيسَّرٌ لما خلق له.


يقول ابن القيم رحمه الله: وتوبة العبد إلى ربه محفوفة بتوبة من الله عليه قبلها وتوبة منه بعدها، فتوبته بين توبتين من الله سابقة ولاحقة، فإنه تاب عليه أولًا إذنًا وتوفيقًا وإلهامًا، فتاب العبد فتاب الله عليه ثانيًا قبولًا وإثابة، قال تعالى: ﴿ وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ﴾ [التوبة: 118]، فأخبر سبحانه أن توبته عليهم سبقت توبتهم، وأنها هي التي جعلتهم تائبين، فكانت سببًا ومقتضيًا لتوبتهم، فدلَّ على أنهم ما تابوا حتى تاب الله عليهم، والحكم ينتفي لانتفاء علته، وهذا القدر من سر اسميه الأول والآخر، فهو المعد وهو الممد، ومنه السبب والمسبب، وهو الذي يعيذ من نفسه بنفسه كما قال أعرف الخلق به: ((وأعوذ بك منك))، والعبد تواب، والله تواب، فتوبة العبد: رجوعه إلى سيده بعد الإباق، وتوبة الله نوعان: إذن وتوفيق، وقبول وإمداد.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • تفسير: (فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم)
  • مع آية: (فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم)
  • تفسير: (فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم)
  • تفسير قوله تعالى: {فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه...}
  • {ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى} العلاج النفسي

مختارات من الشبكة

  • تفسير: (وحسبوا ألا تكون فتنة فعموا وصموا ثم تاب الله عليهم ثم عموا وصموا كثير منهم)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير قوله تعالى: (إن الذين آمنوا ثم كفروا ثم آمنوا ثم كفروا ثم ازدادوا كفرا ...)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير: (كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم إليه ترجعون)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير: (ولو شاء الله ما أشركوا وما جعلناك عليهم حفيظا وما أنت عليهم بوكيل)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير: (صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير: (صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير: (ولو دخلت عليهم من أقطارها ثم سئلوا الفتنة لآتوها وما تلبثوا بها إلا يسيرا)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير: (ثم رددنا لكم الكرة عليهم وأمددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيرا)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الحضانة من المرتع المشبع(مقالة - موقع الشيخ فيصل بن عبدالعزيز آل مبارك)
  • كتاب أسماء الصحابة الرواة لابن حزم (ت 456هـ / 1064م)(مقالة - موقع د. أنور محمود زناتي)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الذكاء الاصطناعي تحت مجهر الدين والأخلاق في كلية العلوم الإسلامية بالبوسنة
  • مسابقة للأذان في منطقة أوليانوفسك بمشاركة شباب المسلمين
  • مركز إسلامي شامل على مشارف التنفيذ في بيتسفيلد بعد سنوات من التخطيط
  • مئات الزوار يشاركون في يوم المسجد المفتوح في نابرفيل
  • مشروع إسلامي ضخم بمقاطعة دوفين يقترب من الموافقة الرسمية
  • ختام ناجح للمسابقة الإسلامية السنوية للطلاب في ألبانيا
  • ندوة تثقيفية في مدينة تيرانا تجهز الحجاج لأداء مناسك الحج
  • مسجد كندي يقترب من نيل الاعتراف به موقعا تراثيا في أوتاوا

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 1/12/1446هـ - الساعة: 22:18
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب