• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    فضل العلم ومنزلة العلماء (خطبة)
    خميس النقيب
  •  
    البرهان على تعلم عيسى عليه السلام القرآن والسنة ...
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    الدرس السادس عشر: الخشوع في الصلاة (3)
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    القرض الحسن كصدقة بمثل القرض كل يوم
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    الليلة التاسعة والعشرون: النعيم الدائم (2)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    حكم مشاركة المسلم في جيش الاحتلال
    أ. د. حلمي عبدالحكيم الفقي
  •  
    غض البصر (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    كيف تقي نفسك وأهلك السوء؟ (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
  •  
    زكاة الودائع المصرفية الحساب الجاري (PDF)
    الشيخ دبيان محمد الدبيان
  •  
    واجب ولي المرأة
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    وقفات مع القدوم إلى الله (9)
    د. عبدالسلام حمود غالب
  •  
    علامات الساعة (1)
    تركي بن إبراهيم الخنيزان
  •  
    تفسير: (يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل وجفان ...
    تفسير القرآن الكريم
  •  
    تحية الإسلام الخالدة
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    الشباب والإصابات الروحية
    د. عبدالله بن يوسف الأحمد
  •  
    من فضائل الصدقة (خطبة)
    د. محمد بن مجدوع الشهري
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / العبادات / الحج والأضحية
علامة باركود

مضاعفة الثواب والأجر بالعمل الصالح في الأيام العشر (خطبة)

مضاعفة الثواب والأجر بالعمل الصالح في الأيام العشر (خطبة)
الشيخ فؤاد بن يوسف أبو سعيد

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 12/7/2023 ميلادي - 23/12/1444 هجري

الزيارات: 6062

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

مضاعفة الثواب والأجر

بالعمل الصالح في الأيام العشر


إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهدِهِ الله، فلا مضلَّ له، ومن يضلل، فلا هاديَ له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.

 

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].

 

﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1].

 

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70، 71]؛ أما بعد:

فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

 

أعاذني الله وإياكم وسائر المسلمين من النار، ومن كل عمل يقرب إلى النار، اللهم آمين.

 

عباد الله، مضاعفة الثواب والأجر بالعمل الصالح في الأيام العشر.

 

فقد أقسم الله سبحانه وتعالى، وحلف بالليالي العشر؛ فقال: ﴿ وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ ﴾ [الفجر: 1، 2]، والصحيح - كما قال العلماء - أن الليالي العشر المراد بها عشر ذي الحجة.

 

وفي قوله سبحانه وتعالى: ﴿ وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلَاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ﴾ [الأعراف: 142]؛ فالأكثرون - من المفسرين كما قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره - على أن الثلاثين هي ذو القعدة، والعشر عشر ذي الحجة، فعلى هذا يكون قد كمل الميقات يوم النَّحر، وحصل فيه التكليم لموسى عليه السلام، وفيه أكمل الله الدين لمحمد صلى الله عليه وسلم؛ كما قال تعالى: ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ﴾ [المائدة: 3]؛ [من تفسير ابن كثير، ت: السلامة، (3/ 468)].

 

فعندما يرغب الله سبحانه وتعالى عباده في أعمالٍ يحب أن يفعلوها، يجعل لها ميزانًا بأعمال أخرى له ثواب عظيم معلوم، ويقارنها بطاعاتٍ لها أجرٌ جزيل، هذا الثواب، وهذا الأجر معروف عند القاصي والداني.

 

فجهاد العدوِّ المغتصب المعتدي جهادُه بالنفس والمال من أفضل الأعمال، وأرقى الطاعات؛ قال سبحانه: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ [الصف: 10، 11]، وإن كنتم لا تعلمون، أعلمكم الله، ﴿ يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الصف: 12، 13].

 

وقال صلى الله عليه وسلم: ((... من رضِيَ بالله ربًّا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد نبيًّا، وجبت له الجنة))، قال راوي الحديث أبو سعيد رضي الله عنه: ((فعجبت لها، فقلت: أعِدْها عليَّ يا رسول الله، ففعل - أي: أعاد عليه نفس الكلمات - ثم قال عليه الصلاة والسلام: ((وأخرى - أي: وأعلمك خصلةً أخرى - يرفع بها العبد مائة درجة في الجنة، ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض، قلت: وما هي يا رسول الله؟! قال: الجهاد في سبيل الله، الجهاد في سبيل الله))؛ [(م) 116- (1884)، (س) (3131)، (د) (1529)، (حم) (11102)].

 

وإذا كان الأمر كذلك، فما هي الأعمال التي تعادل الجهاد في سبيل الله مخلصًا بالمال والنفس؟ إنها الأعمال الصالحات في هذه الأيام العشر المباركات؛ قال فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما من أيام العمل الصالح فيهن أحبُّ إلى الله من هذه الأيام العشر، فقالوا: يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله، فلم يرجع من ذلك بشيء))؛ [(خ) (969)، (ت) (757)، (د) (2438)، (جه) (1727)، (حم) (1968)]، وقال صلى الله عليه وسلم: ((إن أفضل أيام الدنيا أيام العشر، قالوا: يا رسول الله، ولا مثلهن في سبيل الله؟ قال: ولا مثلهن في سبيل الله، إلا - هناك استثناء دائمًا - من عفَّر وجهه في التراب))؛ [أخرجه البزار، كما في كشف الأستار: (2/ 28، رقم: 1128)، انظر: صحيح الجامع: (1133)، صحيح الترغيب: (1150)]؛ يعني: من مات شهيدًا، هذا لا يعادله شيء.

 

ومن الأعمال الصالحة في هذه الأيام المباركة الصيامُ، لكن ثبت عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أنها قالت: ((ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم صائمًا في العشر قط))؛ [(م) 9 - (1176)، (ت) (756)، (د) (2439)، (جه) (1729)]؛ أبدًا.

 

بينما ثبت عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، وهي حفصة رضي الله عنها قالت: ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم تسعًا من ذي الحجة، ويوم عاشوراء، وثلاثة أيام من كل شهر؛ أول اثنين من الشهر وخميسين))؛ [(س) (2417)، (د) (2437)].

 

والمثبِت وهي حفصة أثبتت الصيام، مقدَّم على النافي؛ وهي عائشة رضي الله عنهما، وأجاب الإمام أحمد رحمه الله: بأن عائشة رضي الله عنها أرادت أنه لم يَصُمِ العشر كاملًا؛ يعني: وحفصة رضي الله عنها أرادت أنه كان يصوم غالبه، فينبغي أن يُصام بعضه، ويُفطر بعضه؛ [من لطائف المعارف فيما لمواسم العام من الوظائف: (ص: 460، ت: عوض الله].

 

فيا ليتنا - يا عباد الله - نغتنم هذه الأيام في الأعمال الصالحات، فنجعلها لذكر الله، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فقد قال صلى الله عليه وسلم: ((ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر، فأكْثِروا فيهن من التهليل، والتكبير، والتحميد))؛ [(حم) (6154)، انظر صحيح الترغيب: (1248)]، فنكثر من قول: لا إله إلا الله، والله أكبر، والحمد لله.

 

ونُكْثِر فيها من الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: ((من صلى عليَّ من أمتي صلاةً مخلصًا من قلبه، صلى الله عليه بها عشر صلوات، ورفعه بها عشر درجات، وكتب له بها عشر حسنات، ومحا عنه عشر سيئات))؛ [(ن) (9892)، (س) (1297)، (حم) (16352)، الصحيحة: (3360)، صحيح والترهيب: (1659)]، فصلَّى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه وسلم.

 

ولماذا لا نجتهد في هذه الأيام كاجتهادنا في رمضان؟

فنصلي كل يوم ركعتين أو أكثر، غير الصلوات الراتبة، فإذا توضَّأنا، صلينا ركعتين، وإذا دخلنا مسجدًا، صلينا ركعتين، وقبل العصر نصلي أربعًا، وقبل المغرب نصلي ركعتين، وقبل العشاء ركعتين، ونصلى بعد سُنَّة العشاء ثماني ركعات قبل الوتر، ووقت الضحى نصلي ثماني ركعات، فصلاة الضحى تعادل غزوة، والرجوع بغنيمة عظيمة؛ هذا ما ورد عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: ((بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سريةً، فأعظموا الغنيمة، وأسرعوا الكرَّة))؛ أي: الرجعة؛ يعني: كانوا قريبين من مكان الغزوة، ما غابوا إلا قليلًا، ورجعوا بغنيمة ونصر من الله، ((فتحدث الناس بقرب مغزاهم، وكثرة غنيمتهم، وسرعة رجعتهم)) وعودتهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ألا أدلكم على أقرب منه مغزًى، وأكثر غنيمةً، وأوشك رجعةً؟! رجل توضأ في بيته فأحسن وضوءه، ثم تحمَّل إلى المسجد، فصلى فيه الغداة - أي: صلى صلاة الفجر - ثم عقب بصلاة الضحى، فهو أقرب مغزًى، وأكثر غنيمةً، وأوشك رجعةً))؛ [(حم) (6638)، انظر الصحيحة تحت حديث: (2531)، وصحيح الترغيب: (668)، (يع) (6559)، (حب) (2535)، انظر الصحيحة: (2531)].

 

وفي هذه الأيام الفاضلة، لماذا لا نصِلُ الأرحام وذوي القربى، والجيران والأصحاب والأحباب؟ فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ليس شيء أطيع الله فيه أعجل ثوابًا من صلة الرحم، وليس شيء أعجل عقابًا من البغي - أي: الظلم - وقطيعة الرحم))؛ [(هق) (19655)، انظر صحيح الجامع: (5391)، الصحيحة: (978)].

 

وقال صلى الله عليه وسلم: ((تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم؛ فإن صلة الرحم محبة في الأهل، مَثراة في المال، مَنْسَأة في الأثر))؛ [(ت) (1979)، (حم) (8868)، انظر صحيح الجامع: (2965)، الصحيحة: (276)]؛ يعني: زيادة في العمر.

 

صلة الرحم تزيد المحبة بين الناس، صلة الرحم تزيد مالَك يا فقير يا قليل المال، صلة الرحم تزيد في عمرك بالبركة إن شاء الله.

 

لماذا لا نتفقد اليتامى والأرامل، والفقراء والمساكين؟ فنكون ممن قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الساعي على الأرملة والمسكين، كالمجاهد في سبيل الله، وأحسبه قال: وكالقائم - الذي يقوم الليل - لا يفْتُر، وكالصائم لا يفطر))؛ [(خ) (6007)، (م) 41- (2982)].

 

ولماذا لا نلقي الجوالات والحواسيب، والآيابادات والآيفونات، ونجلس جلسةً عائلية، نتذاكر فيها ما يحثنا على التمسك بأحكام هذا الدين، ويرغبنا في المواظبة على الصلوات في أوقاتها، ونحو ذلك من العبادات؛ قال سبحانه: ﴿ وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى ﴾ [طه: 132].

 

ونغتنم هذه المجالس العائلية في الحديث عن الجنة والنار، والتعاون على البر والخير والتقوى، وحب الخير للآخرين، والتذاكر بقصص الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، والصالحين.

 

لماذا لا نغتنم هذه الأيام الفاضلة في قراءة من كتاب من كُتُبِ السنة أو السيرة النبوية، أو قصة من قصص القرآن الكريم؟ قال سبحانه: ﴿ لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴾ [يوسف: 111].

 

لماذا لا نجعل لنا خلوة مع الذات، خصوصًا في هذه الأيام، نجعل لنا إجازة من أشغالنا وأعمالنا، والانفراد مع النفس في الخلاء، أو الذهاب إلى ساحل البحر؛ لنفكِّر في آيات الله المرئية؛ من السماء والشمس، والبحر والماء، والشجر والجبال، والليل وما فيه من قمر ونجوم، وهدوء وسكون، وأنها كلها تصلي لله، وتسبح الله، وتسجد لله، ويردد سبحان الله؟ قال سبحانه: ﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ ﴾ [الحج: 18]، سبحان الله! سبحان الله!

 

أما اليوم التاسع، فإنه يوم عرفة، يوم التنزُّل الإلهي، إنه يوم المغفرة والرحمة، يوم يباهي الله سبحانه وتعالى فيه ملائكته بالحجيج، ففي هذا اليوم نُفرِده بالصوم؛ لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم حضَّ عليه، فرغَّب في صيامه؛ فقال: ((صيام يوم عرفة، إني أحتسب على الله أن يكفِّر السنة التي قبله، والسنة التي بعده))؛ [(ت) (749)، (م) 196- (1162)، (د) (2425)، (حم) (22650)]، وقال صلى الله عليه وسلم: ((صوم يوم عرفة يكفِّر سنتين، ماضيةً ومستقبلةً، وصوم عاشوراء، يكفر سنةً ماضيةً))؛ [(حم) (22535)، انظر صححه الألباني في الإرواء: (955)].

 

ومعلوم أن الذكر في كل الأيام السابقة من العشر؛ الثمانية الأيام السابقة ليوم عرفة ذكر مطلق؛ مثل: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله، وأستغفر الله، وإنا لله وإنا إليه راجعون، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، هذا ذكر مطلق، لم يبين فيه النبي صلى الله عليه وسلم ولم يحدد ذكرًا معينًا.

 

أما يوم عرفة، فنبدأ فيه بالذكر المقيَّد، مقيد بنص شرعي، من فجر يوم عرفة، إلى آخر أيام التشريق؛ فعن الأسود قال: ((كان عبدالله بن مسعود رضي الله تعالى عنه يكبِّر من صلاة الفجر يوم عرفة، إلى صلاة العصر من النحر، يقول: الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد))؛ [(ش) (5633)، وصححه الألباني في الإرواء تحت حديث: (654)]، أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم.

 

الخطبة الآخرة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، واهتدى بهداه إلى يوم الدين؛ أما بعد:

فمن السنة والمستحب في هذه الأيام العشرة، أن من أراد وعزم على أن يضحي في هذا العام، ألَّا يزيل شيئًا من شعر رأسه وبدنه، ولا يُقلِّم شيئًا من أظفاره، من أول يوم من ذي الحجة إلى يوم العيد، فبعد ذبح الأضحية، أو من وكله أن يذبحها إذا علم ذلك، يجوز له أن يزيل الشعر الزائد، ويقص الأظافر التي تحتاج إلى إزالة؛ فقد ثبت أن النبي صلى الله وسلم قال: ((إذا دخلت العشر وأراد أحدكم أن يضحي، فلا يمس من شعره وبَشَرِهِ شيئًا))؛ [(م) 39- (1977)، (س) (4364)، (جه) (3149)]، وقال: ((إذا رأيتم هلال ذي الحجة وأراد أحدكم أن يضحي، فلا يأخذن من شعره، ولا من أظفاره شيئًا حتى يضحي))؛ [(م) 41، 42- (1977)، (ت) (1523)، (س) (4361)، (د) (2791)].

 

فأكْثِرُوا يا عباد الله، في هذه الأيام العشر، من الدعاء، والاستغفار، والصدقة، وعليكم بصوم التاسع خاصةً، فإن فيه من الخيرات أكثرَ من أن يحصيها العادُّون، وأكْثِروا فيهن من التحميد والتهليل والتكبير، واتْلُوا ما تيسر من كتاب الله، فإن ترتيل سبع من القرآن؛ أي: ثلاثة أجزاء ونصف تقريبًا، في تهجُّد قيام الليل، مع المحافظة على النوافل الراتبة، والضحى، وتحية المسجد، مع الأذكار المأثورة الثابتة، والقول عند النوم واليقظة، ودُبُر المكتوبات ووقت السَّحَرِ، مع النظر في العلوم الشرعية النافعة، والاشتغال به مخلصًا لله، ونحو ذلك، مع الأمر بالمعروف، وإرشاد الجاهل وتفهيمه، كل هذه أعمال صالحة أكْثِروا منها في هذه الأيام، وزجر الفاسق، ونحو ذلك، مع أداء الصلوات الفرائض في جماعة، بخشوع وطمأنينة، وانكسار وإيمان، مع أداء الواجب، واجتناب الكبائر، وكثرة ‌الدعوات والأذكار، وقضاء الديون، وصلة الأرحام، وتفقُّد الأرامل واليتامى والمساكين، والتواضع، والإخلاص في جميع ذلك، لشغل عظيم جسيم، ولمقام أصحاب اليمين، وأولياء الله المتقين، من فعل ذلك كان من هؤلاء أصحاب اليمين، ومن أولياء الله المتقين.

 

فاشغل أيامك هذه، ولياليَك بالطاعات، والصلوات والسلامات والبركات على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وبارك؛ فقد صلى الله عليه في كتابه الذي يقرأ إلى يوم القيامة؛ فقال جل جلاله: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56].

 

اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم؛ إنك حميد مجيد.

 

اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم؛ إنك حميد مجيد.

 

وارضَ اللهم عن الخلفاء الأربعة؛ أبي بكر وعمر، وعثمان وعلي، وسائر الصحابة أجمعين، وارضَ عنا معهم بمنِّك وكرمك يا أكرم الأكرمين.

 

اللهم يا من بيده ملكوت السماوات والأرض، احفظ علينا أمننا وإيماننا، اللهم احفظ توحيدنا ووحدتنا، اللهم من أرادنا وأراد الإسلام، وأراد هذه البلاد وسائر بلاد المسلمين بسوء، اللهم فاجعل كيده في نحره، اللهم إنا نجعلك في نحورهم، ونعوذ بك من شرورهم، اللهم اجعل تدبيرهم تدميرًا عليهم، اللهم اكفِناهم بما شئت؛ فإنهم لا يُعْجِزونك، يا قوي، يا عزيز.

 

اللهم اهدِ أهل البدع والضلالات والفَسَقَةِ، اللهم اهدِهم إليك، وردَّهم إليك ردًّا جميلًا.

 

اللهم أصلح ولاة أمورنا، ووفِّقهم لِما تحبه وترضاه، وارزقهم البطانة الصالحة الناصحة، اللهم وفِّقهم وأعِنهم لِما فيه صلاح الإسلام والمسلمين.

 

اللهم ارفع عنا وعن المسلمين الغلاء والوباء، والربا والزنا واللواط، والزلازل والمحن، والتبرج والسفور والملاهي بأنواعها وجميعها، يا رب العالمين.

 

اللهم يا حي يا قيوم، مُنَّ علينا بتوبة صالحة صادقة، فامْحُ بها فساد قلوبنا، وأصلح بها نفوسنا.

 

اللهم أصلح أزواجنا، اللهم أصلح أولادنا، اللهم أصلح بناتنا، اللهم اغفر لآبائنا وأمهاتنا، اللهم أنت وليُّ ذلك والقادر عليه.

 

﴿ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ﴾ [العنكبوت: 45].





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • أبواب الأجر في الأيام العشر
  • أعمال الخير في الأيام العشر
  • فضل الأيام العشرة الأولى من ذي الحجة
  • يوم عرفة والأيام العشر
  • المواظبة على العمل الصالح (خطبة)

مختارات من الشبكة

  • مضاعفة أجر العمل فيه فرضه ونفله(مقالة - ملفات خاصة)
  • مضاعفة الأجر في غير ليلة القدر(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مضاعفة أجر الصلاة خاص بمسجد الكعبة(مقالة - ملفات خاصة)
  • دليلك إلى العمل اليسير والأجر الكبير (مطوية)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • شرح حديث أبي هريرة: من دعا إلى هدى كان من الأجر له مثل أجور من تبعه(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الصوم المقبول والأجر الموصول(مقالة - ملفات خاصة)
  • الأجور المضاعفة في أيام العشر المباركة (خطبة)(مقالة - ملفات خاصة)
  • الأعمال المضاعفة (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الصيام عمل صالح لا عدل له ولا مثيل له في الأجر(مقالة - ملفات خاصة)
  • سنابل الحسنات: الأعمال ذوات الأجور المضاعفات (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 9/11/1446هـ - الساعة: 17:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب