• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    طريق لا يشقى سالكه (خطبة)
    عبدالله بن إبراهيم الحضريتي
  •  
    خطبة: مكانة العلم وفضله
    أبو عمران أنس بن يحيى الجزائري
  •  
    خطبة: العليم جلا وعلا
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    كل من يدخل الجنة تتغير صورته وهيئته إلى أحسن صورة ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    محاضرة عن الإحسان
    د. عطية بن عبدالله الباحوث
  •  
    ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: ﴿يوم تأتي ...
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    نصوص أخرى حُرِّف معناها
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    فضل العلم ومنزلة العلماء (خطبة)
    خميس النقيب
  •  
    البرهان على تعلم عيسى عليه السلام القرآن والسنة ...
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    الدرس السادس عشر: الخشوع في الصلاة (3)
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    القرض الحسن كصدقة بمثل القرض كل يوم
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    الليلة التاسعة والعشرون: النعيم الدائم (2)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    حكم مشاركة المسلم في جيش الاحتلال
    أ. د. حلمي عبدالحكيم الفقي
  •  
    غض البصر (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    كيف تقي نفسك وأهلك السوء؟ (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / النصائح والمواعظ
علامة باركود

تنبيه الأنام بما ينبغي بعد شهر الصيام

تنبيه الأنام بما ينبغي بعد شهر الصيام
جمال بن محمد الحرازي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 27/5/2023 ميلادي - 7/11/1444 هجري

الزيارات: 5167

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

تنبيه الأنام بما ينبغي بعد شهر الصيام


إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مُضلَّ له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبدُه ورسولُه.

 

إن أصدقَ الحديث كتابُ الله، وأحسنَ الهدي هديُ محمد، وشرَّ الأمور محدثاتُها، وكلَّ محدثة بدعةٌ، وكلَّ بدعة ضلالةٌ، وكلَّ ضلالة في النار.


﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102]، ﴿ يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1]، ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70، 71]؛ أما بعد:

فإن أصدق الحديث كلام الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.


معاشر المؤمنين والمؤمنات، بعد مواسم الخيرات والطاعات والقربات والأعمال الصالحات عمومًا، وبعد موسم الخير والبركة والرحمة والمغفرة رمضان خصوصًا ينبغي للمسلم التنبُّه لأمور:

1- الاستغفار:

ويُكثِر العبد منه، فإن العبد مهما عمل من أعمالٍ صالحةٍ، فلا يدري هل أتى بالعمل على الوجه المطلوب الذي يريده الله؛ ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((اسْتَقِيمُوا وَلَنْ تُحْصُوا))؛ رواه ابن ماجه عن ثوبان رضي الله عنه.


ومعنى هذا: لن تَستطيعوا أن تَستكمِلوا كلَّ وُجوهِ الخيرِ والطَّاعات، بل لنْ تحصوا الاستقامة من جميع جوانبها.


فالاستغفار شرع عقب العبادات لما قد يحصل فيها من الزَّلَل والخلل؛ ولهذا شرع نهاية الوضوء، فقد جاء عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما مِنكم من أحدٍ يتوضأُ، فيُحسنُ الوضوءَ، ثم يقولُ: أشهدُ أنْ لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه، إلا فُتِحتْ له أبوابُ الجنةِ الثمانية، يَدخلُ من أيِّها شَاءَ))؛ أخرجه مسلم، وزيادة عند الترمذي ((اللهُمَّ اجعلني من التوَّابين، واجعلني من المتطهِّرين)).


وهكذا يقول ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم: كانَ رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، إذا انْصَرَفَ مِن صَلاتِهِ اسْتَغْفَرَ ثَلاثًا، وقالَ: ((اللَّهُمَّ أنْتَ السَّلامُ ومِنكَ السَّلامُ، تَبارَكْتَ ذا الجَلالِ والإكْرامِ)) قالَ الوَلِيدُ: فَقُلتُ لِلأَوْزاعِيِّ: كيفَ الاسْتِغْفارُ؟ قالَ: تَقُولُ: أسْتَغْفِرُ اللهَ، أسْتَغْفِرُ اللهَ، أسْتَغْفِرُ اللهَ؛ رواه مسلم.


مع أنه كان في صلاة، وعبادة عظيمة مشتملة على أنواع كثيرة من الطاعات.


وهكذا صلاة الليل، قال الله تعالى: ﴿ قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ * الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ * الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ ﴾ [آل عمران: 15- 17]، وقال جل وعلا: ﴿ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ * كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ﴾ [الذاريات: 15 - 18].


وهكذا بعد فريضة الحج أمر الله باستغفاره وكثرة ذكره، فقال جل وعلا: ﴿ ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ * فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا ﴾ [البقرة: 199، 200].


وغيرها من العبادات والطاعات، يقول العلامة ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه مدارج السالكين (62/2): (وعَلامَةُ قَبُولِ عَمَلِكَ احْتِقارُهُ واسْتِقْلالُهُ، وصِغَرُهُ في قَلْبِكَ، حَتَّى إنَّ العارِفَ لَيَسْتَغْفِرُ اللَّهَ عُقَيْبَ طاعَتِهِ، وقَدْ كانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إذا سَلَّمَ مِنَ الصَّلاةِ اسْتَغْفَرَ اللَّهَ ثَلاثًا، وَأمَرَ اللَّهُ عِبادَهُ بِالِاسْتِغْفارِ عُقَيْبَ الحَجِّ، ومَدَحَهم عَلى الِاسْتِغْفارِ عُقَيْبَ قِيامِ اللَّيْلِ، وشَرَعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عُقَيْبَ الطُّهُورِ التَّوْبَةَ والِاسْتِغْفارَ).


فعلينا بكثرة الاستغفار لعلَّ الله أن يتجاوز عنا ويعفو عن تقصيرنا.


2- الأمر الثاني لمن وفقه الله للخير في مواسم الخيرات والطاعات "أن يحمد الله ويشكره"؛ لأن الذي يسَّر فعل الطاعة وأعان هو الله، فكم من إنسان لم يُوفَّق للخير، وربما كان عنده من الأسباب الحسيَّة أحسن مما عند غيره، فقد يوفق الفقير للصَّدَقة، ولا يُوفَّق لها الغني، وقد يذهب الحاجُّ والمعتمر لبيت الله الحَرام آتيًا من أصقاع الأرض، ولا يحجُّ من هو في مكة، قد ينتقل المُصلِّي من بيوت بعيدة مشيًا على الأقدام إلى المساجد، وجيران المسجد لا يدخلونها، فالتوفيق بيد الله، فإذا وفقت للعبادة والطاعة، فاعلم أن الذي وفَّقَك هو الله فاشكره على ذلك، تأمَّل في حديث أبي ذرٍّ رضي الله عنه في مسلم الحديث القدسي وفيه ((يا عِبَادِي، إنَّما هي أَعْمَالُكُمْ أُحْصِيهَا لَكُمْ، ثُمَّ أُوَفِّيكُمْ إيَّاهَا، فمَن وَجَدَ خَيْرًا فَلْيَحْمَدِ اللَّهَ، وَمَن وَجَدَ غيرَ ذلكَ فلا يَلُومَنَّ إلَّا نَفْسَهُ))، فالتوفيق للخير والطاعة نعمة عظيمة، ومِنَّة كبيرة، وهو أعلى مراتب توفيق الله لعبده: أن يحبِّب إليه الإِيمان والطاعة، ويُكرِّه إليه الكفر والمعصية، وهي المرتبة التي نالها أَصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وامتن الله بها عليهم في قوله تعالى: ﴿ وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ ﴾ [الحجرات: 7].


قال ابن القيم رحمه الله: (يخاطب الله جل وعلا عباده المؤمنين، فيقول: لولا توفيقي لكم لما أذعنت نفوسكم للإِيمان، فلم يكن الإِيمان بمشورتكم وتوفيق أَنفسكم، ولكني حبَّبْته إليكم، وزيَّنْتُه في قلوبكم، وكرَّهت إليكم ضده الكفر والفسوق)؛ مدارج السالكين (447/1)، وحمد الله على هذه النعمة سبب لاستمرارها وزيادتها، قال تعالى: ﴿ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ﴾ [إبراهيم: 7]، ولا نعمة أعظم وأجل من نعمة الدين والهداية والتوفيق الطاعة، فهي الباقية وما دونها فذاهب، قال تعالى: ﴿ الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا ﴾ [الكهف: 46].


3- الأمر الثالث مما ينبغي للعبد أن يكون عليه بعد كل طاعة وقربة "أن يكون عنده خوف ورجاء" خوف من عدم القبول، ورجاء أن يقبل الله عمله وطاعته، وهذان الأمران مع محبة الله أركان العبادة وأُسُّها وأساسُها وأصلُها، فالعبادة تنبني على هذه الأمور الثلاثة: المحبَّة لله، والخوف منه، والرجاء فيما عنده، وبها بنى الصالحون عبادتهم، وكلما ضعفت أو ضعف إحداها ضعف سير العبد إلى ربه، وكُلَّما قويت قوي سير العبد إلى ربه، وإن انعدمت انعدم سير العبد إلى ربه.


المقام الأول: الخوف:

قال الله تعالى عن عباده الصالحين: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لَا يُشْرِكُونَ * وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ ﴾ [المؤمنون: 57- 61].


عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت: يا رَسولَ اللهِ، ﴿ وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ ﴾ [المؤمنون: 60]، أهوَ الَّذي يَزني ويَسرِقُ، ويَشرَبُ الخمرَ؟ قالَ: ((لا، يا بِنتَ أبي بَكْرٍ أو يا بِنتَ الصِّدِّيقِ؛ ولَكِنَّهُ الرَّجلُ يَصومُ، ويتَصدَّقُ، ويُصلِّي، وهوَ يَخافُ ألَّا يُتقبَّلَ منهُ))؛ رواه ابن ماجه واللفظ له، والترمذي، وأحمد.


والسلف الصالح كانوا يخافون قبل العمل ألَّا يوفقوا، فإذا عملوا خافوا أشد الخوف ألَّا يقبل منهم، ولا يركن أحد إلى عمله، بعضنا إن عمل أعجب وركن وربما ظن أن عبادة رمضان تكفيه للسنة، وربما بعضنا عزم في نفسه على ترك الطاعة بعد رمضان، فلا بُدَّ من الخوف والوجل، ومهما عمل العامل فما عساه يكون، عن عتبة بن عبد السلمي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لو أنَّ رجلًا يخِرُّ على وجهِه من يومِ وُلِد إلى يومِ يموتُ هَرَمًا، في مرضاةِ اللهِ لحَقَرَه يومَ القيامةِ))؛ أخرجه أحمد واللفظ له، والطبراني، وأبو نعيم في «حلية الأولياء»، هذا لو وجد، ولن يوجد على مَرِّ الثواني والدقائق والساعات والأيام والشهور والأعوام، فكيف بحالنا وأكثر أوقاتنا ذهبت ما بين أكل وشرب ونوم وغيرها إلا مَنْ رَحِم الله، نسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يرحمنا برحمته.


المقام الثاني: الرجاء:

فالعبد عمل الصالحات وكُلُّه رجاء أن يغفر الله له بصيامه وقيامه وسائر عمله، ولكن الرجاء الحسن بالله أن يستمر العبد على طاعة الله، لسان حاله يقول: لعل الله قد غفر لي ما مضى، فلا أُسَوِّدُ الصفحات بالمعاصي والسيئات بعد أن غفرها الله لي.


النبي صلى الله عليه وسلم أكرمه الله بكرامة عظيمة جدًّا؛ وهي ما أخبرنا بها في كتابه، فقال: ﴿ لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ ﴾ [الفتح: 2]، مغفرة ما تقدَّم وما تأخَّر وليس ما تقدَّم فقط، ومع ذلك كيف قابل هذا عليه الصلاة والسلام؟


كانَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقومُ اللَّيلَ حتَّى تتفطَّرَ قدماهُ، فقيلَ لهُ: يا رسولَ اللهِ، أوليسَ قد غفرَ اللهُ لكَ ما تقدَّمَ من ذنبِكَ وما تأخَّرَ، قالَ: ((أفلا أكونُ عبدًا شُكورًا)).


جاء عن مجموعة من الصحابة في الصحيحين: "أقدامنا تتفطر من المشي وهو من طول القيام لربه صلى الله عليه وسلم".


أهل بدر رضي الله عنهم خيار أهل الأرض بعد الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، قال الله تعالى في حقِّهم كما أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ اللهَ اطَّلَعَ على أهلِ بَدرٍ، فقال: اعمَلوا ما شِئتُم، فقد غفَرتُ لكم))، عن أبي هريرة رضي الله عنه عند أبي داود وأحمد.


ومع هذا ما توانى أحدٌ منهم عن فعل الخير والطاعة؛ بل قال الله في وصفهم: ﴿ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا ﴾ [الأحزاب: 23].


4- الأمر الثالث ممن ينبغي للعبد أن يكون عليه بعد كل طاعة وقربة "الحذر غاية الحذر مما يهدر الحسنات ويذهبها".


ومن أعظم ما يذهب الحسنات ويأخذها عليك أمران عظيمان، والوقوع فيهما ذنبٌ خطيرٌ وشرٌّ مستطيرٌ:

1- التعدي في حقوق الخلق من غيبة ونميمة وسخرية وأخذ لأموالهم واعتداء على أنفسهم سفكًا للدماء أو ضربًا.


عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أتَدْرُونَ ما المُفْلِسُ؟))، قالوا: المُفْلِسُ فِينا مَن لا دِرْهَمَ له ولا مَتاعَ، فقالَ: ((إنَّ المُفْلِسَ مِن أُمَّتي يَأْتي يَومَ القِيامَةِ بصَلاةٍ، وصِيامٍ، وزَكاةٍ، ويَأْتي قدْ شَتَمَ هذا، وقَذَفَ هذا، وأَكَلَ مالَ هذا، وسَفَكَ دَمَ هذا، وضَرَبَ هذا، فيُعْطى هذا مِن حَسَناتِهِ، وهذا مِن حَسَناتِهِ، فإنْ فَنِيَتْ حَسَناتُهُ قَبْلَ أنْ يُقْضى ما عليه أُخِذَ مِن خَطاياهُمْ فَطُرِحَتْ عليه، ثُمَّ طُرِحَ في النَّارِ))؛ رواه مسلم.


قال سعيد بن جبير: "يؤتى بالعبد يوم القيامة فيدفع له كتابه، فلا يرى فيه صلاته ولا صيامه، ويرى أعماله الصالحة، فيقول: يا رب، هذا كتاب غيري، كانت لي حسنات ليست في هذا الكتاب، فيقال له: إن ربك لا يضل ولا ينسى، ذهب عملك باغتيابك الناس"؛ المرجع: بحر الدموع لابن الجوزي (133).


فإيَّاك يا عبدالله والغيبة والنميمة وما تبعهما؛ فإنها تضُرُّ بالدين، وتحبط عمل العاملين، وتُورِث العداوة بين المسلمين، أعاذنا الله منها.


2- انتهاك حرمات الله في الخلوات:

عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لأَعْلَمَنَّ أقوامًا مِن أُمَّتي يَأْتون يومَ القيامةِ بحَسناتٍ أمثالِ جِبالِ تِهامةَ بَيْضاءَ، فيَجْعَلُها اللهُ هَباءً مَنثورًا))، قال ثَوْبانُ: يا رسولَ اللهِ، صِفْهُم لنا، جَلِّهِم لنا، ألَّا نَكُونَ منهُم ونحن لا نَعْلَمُ، قال: أما إنَّهُم إخوانُكُم، ومِن جِلْدَتِكُم، ويَأخُذون مِنَ اللَّيلِ كما تَأْخُذون، ولكنَّهُم أقوامٌ إذا خَلَوْا بمَحارمِ اللهِ انتَهَكوها))؛ رواه ابن ماجه، وصحَّحَه الألباني في السلسلة الصحيحة، برقم (٥٠٥).


انتبه انتبه انتبه يا مسلم، حافظ على حسنات الصيام والقيام وتلاوة القرآن وغيرها من الأعمال الصالحة التي وُفِّقْت لها، حافظ على رأس مالك.

 

نسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يوفقنا وإياكم لطاعته، وأن يتجاوز عنا وعنكم، وأن يرحمنا برحمته.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • شهر الصيام
  • صحتك في شهر الصيام
  • في ختام شهر الصيام
  • يا فرحة الصيام
  • في بيان الأيام التي يكره أو يحرم صيامها
  • فقه الصيام واجب (2)
  • خطبة: بهيمة الأنام
  • الليلة الرابعة: البذل والإحسان في شهر الصيام
  • وقفات بعد شهر الطاعات (خطبة)

مختارات من الشبكة

  • تنبيه المشيع للموتى والزائر للمقابر إلى بدع ومخالفات وتنبيهات وملاحظات وعظات ومسائل تتعلق بالمقابر (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • تذكرة النفس والإخوان، بما ينبغي التنبيه له في كل زمان (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • تنبيه الأنام بمفسدات الصيام(مقالة - ملفات خاصة)
  • التنبيه والتحذير من بدع وأحاديث ضعيفة متعلقة بشهر رمضان(مقالة - ملفات خاصة)
  • شرح كتاب الدروس المهمه (شهر رمضان تعظيمه وتنبيهات مهمة)(مادة مرئية - مكتبة الألوكة)
  • تنبيه أولي الألباب للاستعداد لشهر رمضان(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تنبيه على أخطاء في آخر شهر رمضان(محاضرة - موقع د. علي بن عبدالعزيز الشبل)
  • إعلام النبيه بما زاد على المنهاج من الحاوي والبهجة والتنبيه(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة شرح ألفاظ التنبيه وتهذيب لغاتها واشتقاقها (الجزء الثالث)(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة التحرير شرح ألفاظ التنبيه وتهذيب لغاتها واشتقاقها(مخطوط - مكتبة الألوكة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب