• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    أوصاف القرآن الكريم في الأحاديث النبوية الشريفة
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    تحريم أكل ما لم يذكر اسم الله عليه
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    المسارعة إلى الاستجابة لأمر الله ورسوله صلى الله ...
    د. أمين بن عبدالله الشقاوي
  •  
    أفضل أيام الدنيا (خطبة)
    حسان أحمد العماري
  •  
    الحج وما يعادله في الأجر وأهمية التقيّد بتصاريحه ...
    د. صغير بن محمد الصغير
  •  
    تفسير قوله تعالى: { إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم ...
    الشيخ أ. د. سليمان بن إبراهيم اللاحم
  •  
    سمات المسلم الإيجابي (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
  •  
    المصافحة سنة المسلمين
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    الدرس الثامن عشر: الشرك
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    مفهوم الموازنة لغة واصطلاحا
    د. أحمد خضر حسنين الحسن
  •  
    ملخص من شرح كتاب الحج (5)
    يحيى بن إبراهيم الشيخي
  •  
    من نفس عن معسر نجاه الله من كرب يوم القيامة
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    خطر الظلمات الثلاث
    السيد مراد سلامة
  •  
    تذكير الأنام بفرضية الحج في الإسلام (خطبة)
    جمال علي يوسف فياض
  •  
    حجوا قبل ألا تحجوا (خطبة)
    الشيخ عبدالله بن محمد البصري
  •  
    تعظيم المشاعر (خطبة)
    الشيخ محمد بن إبراهيم السبر
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / عقيدة وتوحيد / التوحيد
علامة باركود

ظاهرة سب الدين (خطبة)

ظاهرة سب الدين (خطبة)
رمضان صالح العجرمي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 11/5/2023 ميلادي - 20/10/1444 هجري

الزيارات: 43103

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

ظاهرة سب الدين

 

1- مقدمة.

2- خطورة سب الدين.

3- واجبنا لعلاج هذه الظاهرة.

 

الهدف من الخطبة:

التحذير من هذه الظاهرة الخطيرة، وبيان خطورتها، ووسائل العلاج.

 

مقدمة ومدخل للموضوع:

أيها المسلمون، عباد الله، لقاؤنا اليوم بإذن الله تعالى مع ظاهرة هي من أخطر الظواهر، انتشرت وعمَّت وطمَّت؛ ولذا كان من الواجب علينا النصح والتحذير والإرشاد، وبيان خطرها؛ ولِم لا؟ وهي تمس العقيدة، بل تمس الدين؛ إنها ظاهرة: سب الدين، والعياذ بالله، ليس من أعداء هذا الدين، وإنما من أبناء وبنات المسلمين.

 

• ظاهرة إن قلت: خطيرة، فهذا والله أقل ما يكون فيها؛ لأنها تقشعر منها الأبدان، وتنخرق منها الآذان، وتتفطر منها القلوب، بل وتتفطر منها السماوات، وتنشق لها الأرض، وتخر لها الجبال هدًّا؛ أن يسب دين الله جل في علاه.

 

• ظاهرة من أخطر الظواهر التي انتشرت على ألسنة كثير من المسلمين، ولا حول ولا قوة إلا بالله؛ فأصبحنا نسمعها في الأسواق، والملاعب، والمقاهي، وفي المدارس، وفي أماكن التجمعات والزحام والطوابير، ولأتفه الأسباب.

 

• ظاهرة انتشرت وأصبحت ترددها ألسنة الكثير ومن جميع الأعمار؛ من الرجال والنساء، والكبار والصغار، بل ومن العجيب أن نسمع أطفالًا لم تتجاوز أعمارهم خمس سنوات (غير مميزين) يتلفظون بها، ويرددونها عند المشاجرات ولحظات الغضب.

 

• ظاهرة انتشرت على ألسنة كثير من شباب المسلمين؛ فأصبح كثير منهم إلا من رحم الله لربما تجده يتفاخر بهذه الألفاظ، ويتجرأ على ما لم يجرؤ عليه أعداء هذا الدين؛ فإنهم وإن كانوا يحاربون دين الإسلام وهم ألد أعدائه، فإنهم لا يتجرؤون على سبِّه، وإنما يحاربونه بوسائلَ أخرى؛ كالطعن في ثوابته، أو محاربة شعائره الظاهرة وغيرها.

 

• يسب دين الله جل في علاه؛ قال الله تعالى: ﴿ إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ﴾ [آل عمران: 19]، وقال تعالى: ﴿ وَلَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَهُ الدِّينُ وَاصِبًا أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَتَّقُونَ ﴾ [النحل: 52]، وقال تعالى: ﴿ قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ ﴾ [الأعراف: 29]، وقال تعالى: ﴿ وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴾ [الأنفال: 39].

 

• يسب دين الإسلام الذي هو أعظم نعمة أنعم الله تعالى بها على البشرية جمعاء؛ كما جاء في كتاب الله جل في علاه: ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ﴾ [المائدة: 3]، وفي الصحيحين عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ((أن رجلًا من اليهود قال له: يا أمير المؤمنين، آية في كتابكم تقرؤونها، لو علينا - معشر اليهود - نزلت، لاتخذنا ذلك اليوم عيدًا، قال: أي آية؟ قال: ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ﴾ [المائدة: 3]، قال عمر: قد عرفنا ذلك اليوم، والمكان الذي نزلت فيه على النبي صلى الله عليه وسلم، وهو قائم بعرفة يوم جمعة)).

 

• يسب دين الإسلام الذي لا تصح العبادة إلا به، ولا يُقبَل سواه؛ كما قال الله تعالى: ﴿ وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ [آل عمران: 85].

 

• يسب دين الإسلام الذي هو دين جميع الأنبياء والمرسلين؛ كما قال الله تعالى: ﴿ شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ ﴾ [الشورى: 13].

 

• ملة أبينا إبراهيم عليه السلام، الذي كسَّر الأصنام، وتعرض لأشد البلاء؛ قال الله تعالى: ﴿ وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ ﴾ [الحج: 78].

 

• وتبرأ من أبيه وقومه من أجل هذا الدين؛ كما قال الله تعالى: ﴿ وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ ﴾ [الزخرف: 26].

 

• ومات عليه السلام وهو يوصي أبناءه بهذا الدين العظيم؛ قال الله تعالى: ﴿ وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [البقرة: 132].

 

• يسب دين الإسلام الذي هو دين محمد صلى الله عليه وسلم، الذي قضى عمره كله في تبليغه للناس؛ فقام ولم يقعد صلى الله عليه وسلم حتى توفاه الله تعالى؛ قال الله تعالى: ﴿ هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ﴾ [الصف: 9].

 

• فكيف كانت بداية الوحي وشدته، وكيف كان الأذى من قريش، حتى وصل الحال إلى التهديد بالقتل؛ كما قال الله تعالى: ﴿ وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ﴾ [الأنفال: 30].

 

• ثم يأتيه الأمر من الله تعالى بالهجرة؛ فما إن يصل إلى هناك حتى بدأ صراع الحق والباطل؛ غزواتٌ وقتالٌ خاضه صلى الله عليه وسلم؛ من أجل نصرة هذا الدين العظيم.

 

• ثم يمُنُّ الله تعالى عليه بفتح مكة، ودخل الناس في دين الله أفواجًا، فما توفاه الله تعالى إلا وقد ترك الناس على محجة بيضاءَ، ليلُها كنهارها؛ كما قال صلى الله عليه وسلم: ((تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدًا؛ كتاب الله وسنتي)).

 

• وبعد ثلاث وعشرين سنة من الدعوة والجهاد، توفاه الله تعالى، ويشتد الأمر على الصحابة، لكنهم حملوا الراية من بعده، واستمرت مرفوعة خفَّاقة فتحمَّلوا هذه الأمانة؛ لأنهم تخرجوا من هذه الجامعة النبوية، ولأنهم تربَّوا تربية إيمانية على يد رسول الله صلى الله عليه وسلم.

 

• فيتولى الخلافة أبو بكر، ثم عمر، ثم عثمان، ثم علي بن أبي طالب رضي الله عنهم، وتُفتَح البلاد والأقطار غربًا وشرقًا، وشمالًا وجنوبًا، حتى ما ترك الله تعالى بيتَ مدرٍ ولا وبرٍ، إلا وأدخله الإسلام.

 

الوقفة الثانية: خطورة سب الدين:

أيها المسلمون، عباد الله، مما يبين لنا خطورة هذه الظاهرة:

1- فإذا كان مجرد الاستهزاء بدين الله تعالى مذموم، فكيف بمن يسب الدين؟ قال الله تعالى: ﴿ وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ ﴾ [التوبة: 65، 66]، وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: ((قال رجل في غزوة تبوك: ما رأيت مثل قرَّائنا هؤلاء أرغب بطونًا ولا أكذب ألْسُنًا، ولا أجبن عند اللقاء، فقال رجل: كذبت، ولكنك منافق، لأخبرنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونزل القرآن، فقال ابن عمر: أنا رأيته متعلقًا بحَقَبِ ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم تنكُبُه الحجارة، وهو يقول: يا رسول الله، إنما كنا نخوض ونلعب، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ﴿ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ ﴾ [التوبة: 65]، وما يلتفت إليه، وما يزيده عليه)).

 

• فما قصد هذا الرجل أن يسب الله تعالى، ولا نبيه صلى الله عليه وسلم، ولا دين الإسلام، وإنما هو مجرد الاستهزاء والسخرية واللعب: ﴿ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ ﴾ [التوبة: 65]؛ فكيف بمن يتعمد سب دين الله جل في علاه؟!

 

• وذكر الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله: أن من نواقض الإسلام "الناقض السادس: من استهزأ بشيء من دين الله، أو ثوابه، أو عقابه".

 

2- بل ونهى عن مجالسة من يستهزئ بدين الإسلام، أو الاستماع إليهم؛ فكيف بمن يسبه؟! قال الله تعالى: ﴿ وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا ﴾ [النساء: 140].

 

3- ولعِظَمِ هذا الأمر وخطورته، فقد نهى الله تعالى عن سب آلهة المشركين الباطلة، مع أنه مشروع في الأصل؛ حتى لا يقعوا في سب دين الله تعالى؛ كما قال الله تعالى: ﴿ وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ مَرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [الأنعام: 108]، جاء في سبب نزول هذه الآية الكريمة: ((أن أبا جهل قال للنبي صلى الله عليه وسلم: لتتركَنَّ سب آلهتنا، أو لنسُبَّنَّ إلهك الذي تعبد، فنزل قوله سبحانه وتعالى: ﴿ وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ ﴾ [الأنعام: 108]؛ الآية)).

 

• وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: ((قيل: يا رسول الله، ادع على المشركين، قال: إني لم أُبْعَثْ لعَّانًا، وإنما بُعثتُ رحمةً)).

 

• ذكر الفقهاء في الكلام عن آداب قضاء الحاجة: النهي عن قضاء الحاجة عند كنائس النصارى؛ حتى لا يفعلوا ذلك عند مساجد المسلمين.

 

4- وتأمل كيف أن سب الوالدين من الكبائر؛ كما في الصحيحين عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من الكبائر شتم الرجل والديه، قالوا: يا رسول الله، وهل يشتم الرجل والديه؟ قال: نعم، يسب أبا الرجل فيسب أباه، ويسب أمه فيسب أمه))، وفي رواية: ((إن من أكبر الكبائر أن يلعن الرجل والديه، قالوا: يا رسول الله، وكيف يسب الرجل والديه؟ قال: يسب أبا الرجل فيسب أباه، ويسب أمه فيسب أمه))؛ فكيف بمن يسب دين الله تعالى؟

 

5- وتأمل كيف أن الله تعالى حرَّم امتهان شيء من الدين؛ فكيف بمن يسبه؟!

• فقد جاء تحريم استقبال القبلة أثناء قضاء الحاجة؛ ففي الصحيحين عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا تستقبلوا القبلة بغائط ولا بول، ولكن شرِّقوا أو غرِّبوا))، وفي صحيح مسلم عن سلمان رضي الله عنه أنه قال: ((لقد نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نستقبل القبلة بغائط أو بول)).

 

• تحريم الدخول بشيء من الدين في أماكن قضاء الحاجة؛ ففي السنن عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل الخلاء، وضع خاتمه)).

 

• أو حتى الكلام بشيء من الدين أثناء قضاء الحاجة.

 

نسأل الله العظيم أن يحفظ لنا ديننا، وأن يحفظ ألسنتنا.

 

الخطبة الثانية

مع الوقفة الثالثة والأخيرة: ما واجبنا لعلاج هذه الظاهرة؟

أولًا: لا بد أن نربي أنفسنا ومن نعول على تعظيم الله تعالى، وتعظيم هذا الدين العظيم؛ فقد قال الله تعالى: ﴿ وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴾ [الزمر: 67]، وروى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث ابن مسعود رضي الله عنه، قال: ((جاء حَبْرٌ من الأحبار إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد، إنا نجد أن الله يجعل السماوات على إصبع، والأرضين على إصبع، والشجر على إصبع، والماء والثرى على إصبع، وسائر الخلائق على إصبع، فيقول: أنا الملك، فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بَدَتْ نواجذه؛ تصديقًا لقول الحبر؛ ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم: ﴿ وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴾ [الزمر: 67]))، وقال تعالى: ﴿ مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا * وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا ﴾ [نوح: 13، 14]، وقال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ * الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ ﴾ [الانفطار: 6، 7].

 

ثانيًا: تذكر عندما تُوضَع في قبرك وأنك ستُسأل عن هذا الدين، فماذا سيجيب هذا الذي يسب الدين؟!

 

ثالثًا: لا بد أن نربي أنفسنا ومن نعول على هذا المبدأ العظيم؛ وهو أن المؤمن ليس بالطَّعَّان ولا اللعَّان؛ كما روى الترمذي بسند حسن عن ابن مسعود رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان، ولا الفاحش ولا البذيء))؛ [صححه الألباني].

 

• فقد جاء النهي عن سب الريح؛ كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا تسبوا الريح، فإذا رأيتم ما تكرهون، فقولوا: اللهم إنا نسألك من خير هذه الريح وخير ما فيها وخير ما أُمرت به، ونعوذ بك من شر هذه الريح وشر ما فيها وشر ما أُمرت به))؛ [رواه الترمذي، وقال: حديث حسن صحيح].

 

• وجاء النهي عن لعن وسب الطيور؛ فعن زيد بن خالد، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تسبوا الديك؛ فإنه يوقظ للصلاة)) [رواه أبو داود، وصححه الألباني في صحيح الجامع].

 

• وجاء النهي عن سب ولعن حتى الشيطان؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تسبوا الشيطان، وتعوَّذوا بالله من شره))؛ [صحيح الجامع].

 

• فلا يقل المؤمن: تعِس الشيطان، بل أرشدنا النبي صلى الله عليه وسلم لِما هو أفضل من ذلك؛ فعن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((كنت رديف النبي صلى الله عليه وسلم على حمار، فعثر الحمار، فقلت: تعِس الشيطان، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا تقل: تعس الشيطان؛ فإنك إذا قلت ذلك تعاظم، حتى يصير مثل الجبل، ويقول: بقوتي صرعته، ولكن قل: باسم الله؛ فإنك إذا قلت باسم الله، تصاغرت إليه نفسه، حتى تكون مثل الذباب)).

 

رابعًا: متابعة الأطفال الصغار ومن يصاحبون، ومن يجالسون، فلو سألت عن هؤلاء الصغار الذين يسبون الدين ويتلفظون بهذه الألفاظ، من أين جاؤوا بها؟! ومن أين تعلموها؟! لَوجدت أنهم تعلموها من البيئة التي يعيشون فيها، تعلموها ممن تربَّوا في الأسواق التي هي أبغض البقاع وشر الأماكن، تعلموها من الأولاد الآخرين في الشوارع أو المدارس ممن تربوا على عدم تعظيم دين الله تعالى.

 

• وللأسف هناك من هو قدوة سيئة لأولاده؛ فتجده يسب الدين لأولاده عندما يخطئون، فقل لي بربك: أيهما أشد خطأً، الأولاد أم الوالد؟

 

خامسًا: عند لحظات الغضب؛ فقد أرشدنا النبي صلى الله عليه وسلم بهذه الأمور؛ لئلا يصدر من الإنسان الشتم والسب واللعن؛ ففي صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه، ((أن رجلًا قال للنبي صلى الله عليه وسلم: أوصني، قال: لا تغضب، فردد مرارًا قال: لا تغضب، يقول الراوي: فنظرت فرأيت أن الغضب يجمع الشر كله)).

 

• فلا بد من ضبط اللسان؛ فالغضب ليس مبررًا لسب الدين.

 

• وإذا تعرض الإنسان للغضب، فالمشروع له الاستعاذة؛ كما قال الله تعالى: ﴿ وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾ [الأعراف: 200]، وقال تعالى: ﴿ وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴾ [فصلت: 36]، وفي صحيح البخاري عن سليمان بن صرد رضي الله عنه قال: ((استبَّ رجلان عند النبي صلى الله عليه وسلم، فغضب أحدهما، فاشتد غضبه حتى انتفخ وجهه وتغير؛ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إني لأعلم كلمةً لو قالها لذهب عنه الذي يجد، فانطلق إليه الرجل فأخبره بقول النبي صلى الله عليه وسلم وقال: تعوَّذ بالله من الشيطان)).

 

نسأل الله العظيم أن يجعلنا ممن يعظِّمون الله، ويقدرونه حق قدره.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • سب الدين أو الملة
  • حكم سب الدين في حالة الغضب
  • الدين جوهر ثمين ومظهر رصين

مختارات من الشبكة

  • هل ظاهرة التخاطُر ظاهرة صادقة؟!(استشارة - الاستشارات)
  • ضعف مواجهة الظواهر والعادات الدخيلة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة: التنمر وموقف الإسلام منه(مقالة - آفاق الشريعة)
  • كيف أتعامل مع ابنتي أو ابني الذي أصابه مس شيطاني؟(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • ظاهرة البلطجة وكيف عالجها الإسلام(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • ظاهرة العزوف عن الزواج: الأسباب والحلول (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • {وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة} (خطبة)(مقالة - موقع د. محمود بن أحمد الدوسري)
  • ظاهرة العنوسة (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • ظاهرة السحر وخطورتها على المجتمع (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • ظاهرة الفحش وبذاءة اللسان (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مسجد كندي يقترب من نيل الاعتراف به موقعا تراثيا في أوتاوا
  • دفعة جديدة من خريجي برامج الدراسات الإسلامية في أستراليا
  • حجاج القرم يستعدون لرحلتهم المقدسة بندوة تثقيفية شاملة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 21/11/1446هـ - الساعة: 14:30
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب