• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    كل من يدخل الجنة تتغير صورته وهيئته إلى أحسن صورة ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    محاضرة عن الإحسان
    د. عطية بن عبدالله الباحوث
  •  
    ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: ﴿يوم تأتي ...
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    نصوص أخرى حُرِّف معناها
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    فضل العلم ومنزلة العلماء (خطبة)
    خميس النقيب
  •  
    البرهان على تعلم عيسى عليه السلام القرآن والسنة ...
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    الدرس السادس عشر: الخشوع في الصلاة (3)
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    القرض الحسن كصدقة بمثل القرض كل يوم
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    الليلة التاسعة والعشرون: النعيم الدائم (2)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    حكم مشاركة المسلم في جيش الاحتلال
    أ. د. حلمي عبدالحكيم الفقي
  •  
    غض البصر (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    كيف تقي نفسك وأهلك السوء؟ (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
  •  
    زكاة الودائع المصرفية الحساب الجاري (PDF)
    الشيخ دبيان محمد الدبيان
  •  
    واجب ولي المرأة
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    وقفات مع القدوم إلى الله (9)
    د. عبدالسلام حمود غالب
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / خطب المناسبات
علامة باركود

خطبة عيد الفطر 1444 هـ (الوقت هو الحياة)

خطبة عيد الفطر 1444 هـ (الوقت هو الحياة)
الشيخ عبدالله محمد الطوالة

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 19/4/2023 ميلادي - 28/9/1444 هجري

الزيارات: 14635

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

خطبة عيد الفطر 1444

(الوقت هو الحياة)

 

الحمدُ للهِ الذي أنشأَ وبَرَا، وخلقَ الماءَ والثَّرى، وأبْدَعَ كلَّ شَيْء وذَرَا، ﴿ الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى * لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى ﴾ [طه: 5-6]، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ، وحدهُ لا شريك لهُ، لهُ الملكُ والعزُّ والغنى، منهُ المُبتدأُ، وعليهِ المُعتمدُ، وإليهِ المُنتَهى، ﴿ اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ لَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى ﴾ [طه:8]، وأشهدُ أنَّ محمَّدًا عبدهُ ورسولهُ، النبيُّ المصطفى، والقدوةُ الـمُجتبى، واللهِ ما ذرأ الإلهُ وما برى، خَلْقًَا ولا خُلُقًا كأحمدَ في الورى، فعليه صلَّى اللهُ ما قــلمٌ جــرى، أو لاحَ بـرقٌ في الأبــاطِــح أو سَـرى، وعلى آله وصحابته والتابعينِ، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وسلم تسليمًا كثيرًا، أما بعد:

فاتقوا الله عباد الله وأطيعوه، وعظِّموه في هذا اليوم المبارك وكبِّروه، واحمدوه على ما هداكم واذكروه، واشكروه على ما أعانكم عليه من الطاعات ومجِّدوه، واعلموا أن الإيمانَ إذا وقرَ في القلبِ فاضَ على الجوارحِ، فتصبح الحركات والسكنات كلها للهِ، فَهُو للهِ وبالله وفي اللهِ، في الحديث القدسي الصحيح، قال الله جل في علاه: "فإذا أحببتُه كنتُ سمعَهُ الذي يسمَع به، وبصرَهُ الذي يُبصِرُ به، ويدَهُ التي يبطِشُ بها، ورجلَهُ التي يمشي عليها، ولئن سألني لأعطينّهُ، ولئن استعاذني لأعيذنّهُ"، ﴿ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ﴾ [الحديد: 21].

اللهُ أكبر، الله أكبرُ لا إله إلا الله، الله أكبرُ اللهُ أكبرُ وللهِ الحمد.

 

معاشر المؤمنين الكرام، أدَّيتم فرضَكم، وأطعتُم ربَّكم، وصمتم لله شهركم، وها أنتم تحضرون عيدكم لتصلُّوا ولتكبرِّوا ربكم على ما هداكم، وعلى ما يسَّرَ لكم، فأسعدَ اللهُ أيامكم، وباركَ أعيادكم، وأدامَ أفراحكم، وتقبلَ اللهُ منَّا ومنكم، وبُشراكم بإذن الله فوزًا عظيمًا، وأجرًا كبيرًا، فربُّكم مُحسنٌ كريم، لا يُضيعُ أجرَ من أحسنَ عملًا، فقد جاءَ في الحديث الصحيح: للصائم فرحتان: فرحةٌ عند فِطره، وفرحةٌ بلقاء ربه.


فافرحوا بِعِيدِكم واسعدوا، وأَدْخِلُوا البهجةَ عَلَى ذويكم واهنؤوا، ﴿ قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا ﴾ [يونس: 58].

اللهُ أكبر، الله أكبرُ لا إله إلا الله، الله أكبرُ اللهُ أكبرُ وللهِ الحمد.

الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بكرةً وأصيلًا..

 

أيها المباركون، الوقتَ هو رأسُ مالِ الإنسان، وأغلى وأنفسُ ما وُهبِ له بعد الإيمان، دقائقُ الوقت أغلى من كلِّ كنوز الدنيا ونفائِسها، وإذا ضاعَ منها شيءٌ، فلا يمكنُ تعويضهُ أبدًا، وعمرُ الإنسان الحقيقي إنما يُحسبُ بمقدار الوقتِ الذي يستثمرهُ لعِمارة آخرتهِ، وما عداهُ فهو خسارةٌ لا تُحسب، الوقتُ هو الحياة، الوقتُ لا يتجدَّدُ ولا يتمدَّدُ ولا يتراجع، وإنما يمضي للأمام، وللإمام فقط، ومن ضيَّعَ ولو جزءً يسيرًا من وقته، فما عرفَ قيمةَ الحياةِ، فمن يوازنُ حياتهُ القصيرةَ بما ينتظرهُ من خلودٍ أبدي في الآخرة، سيرى أنَّ كلَّ نَفَسٍ من أنفاسِه يَعدِلُ دُهورًا وأحقابًا لا نهاية لها، في الحديثٍ الصحيح، قال صلى الله عليه وسلم: "من قال (سبحان اللهِ وبحمدِه) غُرِسَتْ له نخلةٌ في الجنَّةِ"، وغراسُ الجنة لها مواصفاتٌ عجيبة، فالجواد السريعُ يسيرُ في ظلها سنواتٍ لا يقطعها، هلَّا تأملتم: ثانيتينِ فقط، تقولُ فيهما: (سبحان الله وبحمده) تساوي نخلةً في الجنة، ودقيقتين فقط، تُصلي فيهما ركعتين خاشعتين، أو تقرأُ فيهما سورة الإخلاصِ عشر مرات، تساوي قصرًا في الجنة، فهل عرفت قيمة الوقتِ، وكم هو غالٍ وثمين، وأنَّ ما يُهدرُ منهُ لا يمكنُ تعويضهُ أبدًا؛ ففي الحديث الصحيح أنَّ الرسولَ صلى الله عليه وسلم مرَّ على قبرٍ، فقال: "ركعتانِ خفيفتانِ مما تحقرونَ وتنفلون يزيدُها هذا في عمله أحبُّ إليه من بقية دُنياكم".

 

وفي الحديث الصحيح: "مَا جَلَسَ قَومٌ مَجْلِسًا لَمْ يَذْكرُوا الله تَعَالَى فِيهِ، ولَم يُصَلُّوا عَلَى نَبِيِّهم فِيهِ - إلاَّ كانَ عَلَيّهمْ تِرةً وحسرةً يوم القيامة".

 

ويقولُ الإمام ابن القيِّم رحمه الله: "إضاعةُ الوقتِ أشدُّ من الموت؛ لأن إضاعَةَ الوقتِ تقطعك عن اللهِ والدارِ الآخرةِ، والموتُ يقطعك عن الدنيا وأهلها".

اللهُ أكبر، الله أكبرُ لا إله إلا الله.. الله أكبرُ اللهُ أكبرُ وللهِ الحمد.

 

أيها الأكارم، إنَّ مما يحزُّ في النفس، ويؤلمُ القلب، ويحيرُ العقل - أنَّ قيمةَ الوقتِ، وحُسنَ استثمارهِ، أمرٌ مفقودٌ لدى الكثيرين، نعم أحبتي في الله، كثيرٌ من الناس يُفرطونَ في أوقاتهم تفريطًا عجيبًا، ويضيِّعون أغلى ما يملكون تضييعًا شنيعًا، وصدق من قال:

وَالوَقْتُ أَنْفَسُ مَا عُنِيتَ بِحِفْظِهِ
وَأَرَاهُ أَسْهَلَ مَا عَلَيْكَ يَضِيعُ

ووالله لو وفِّقَ المسلمُ أن يستثمرَ طاقاتهِ وأوقاته بالشكل الصحيح، لتغيرَ طعمُ الحياةِ في حِسه، ولصنعَ فارقًا ضخمًا لنفسه.

دَقَّاتُ قَلبِ المَرءِ قائِلَةٌ لَهُ
إِنَّ الحَياةَ دَقائِقٌ وَثَواني
والناسُ غادٍ في الحياة وَرائِحٌ
ما بين ربحانٍ بها أو خسْرانِ

 

فإلى من يريد أن يستثمر أوقاته بكفاءةٍ عالية، وأنَّ يحقِّق لنفسه فارقًا هائلًا في الإنجاز، عليك بثلاثة أمور، أولها: احترامُ الوقت، وأن تكونَ جادًّا في تنظيمه وتقسيمهِ وحُسنِ استثمارهِ والاستفادةِ منهُ، وثانيها: أن تتعلَّمَ فنَّ إدارةِ الوقت، وأن تتعوَّدَ على تنظيم الوقت، وجدولةِ الأعمالِ وترتيبِ المهام.

فلكل امرئٍ من دهره ما تعوَّدا
وهذا طريقٌ للنجاح تأكدا
فكرِّر فعالك بانتظامٍ فإنَّما
بتَكرارها تصلُ المرادَ وتسعدا

 

وثالثها: ضبطُ النفسِ والتَّحكَّم بها: فبقليلٍ منْ التفكير والجدِّيةِ ستتمكنُ من توظيفِ الكثير من الأوقات المهدرةِ، والساعات الضائعة، فإن لم يكن كُلها فبعضها، كما أنَّ عليك أن تحذر من أمورٍ ثلاثة: أولها: الغفلة، فالغفلة هي أشدُّ ما يضرُ القلوب، الغافلُ يظنُّ أنه يقتلُ الوقت، والحقيقةُ أنَّ الوقتَ هو الذي يقتله، وصدق الله: ﴿ وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ﴾ [مريم: 39]، وثانيها الكسل، فالكسلُ من أكبر مضيعات الوقت، ومن أشدِّ أعداءِ النَّجاح، والشاعرُ يقول: الفوزُ بالجِد والحِرْمَان في الكَسَلِ.. فانصبْ تُصِبْ عن قريبٍ غايةَ الأملِ، قد هيؤوك لأمرٍ لو فطِنت له، فاربأ بنفسك أن ترعى مع الهمل.. وثالثها: الانشغالُ بالتوافه ورفقةُ البطالين، فبقدر الانشغالِ بالأمور التافهةِ، يكونُ الانصرافُ عن الأمور العظيمةِ، ومن باع الياقوت بالحصى فهو لا شك مغبونٌ خاسر، وعن المرء لا تسأل وسل عن قرينه، فكل قرينٍ على دين خليله..

اللهُ أكبر، اللهُ أكبرُ لا إله إلا الله.. الله أكبر، الله أكبر ولله الحمد.

 

وَالحَقُّ يا عباد الله أنه يَنبغي عَلَى المُسلِمِ أن يعوِّدَ نَفسهُ عَلَى الجد في الطاعة، وعَلَى سُلُوكِ الاستِقَامَةِ في سائر الأحيان، وَأنَّ يأَطرهَا عَلَى الحقِّ والخيرِ أطرًا، وأن يَعودها عَلَى أَنَّ الرَّاحَةَ إِنَّمَا تَكُونُ في الثبات على مَا يُحِبُّهُ اللهُ، لا في تَركِهِ.

 

نعم، قَد تَمُرُّ بِالمَرءِ أَوقَاتُ ضعفٍ وفتُور، لَكِنَّ هذا لا ينبغي أَن يَصِلَ إِلى الواجبات فَتُترَكَ، ولا إِلى المحرماتِ فَتُنتهك، ولا أَن يُعكِّرِ ما قدمهُ من أعمالٍ صالحةٍ في مَوَاسِمِ الطَّاعَاتِ، فعَن عَبدِاللهِ بنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "لِكُلِّ عَمَلٍ شِرَّةٌ، وَلِكُلِّ شِرَّةٌ فَترَةٌ، فَمَن كَانَت فَترَتُهُ إِلى سُنَّتي فَقَدِ اهتَدَى، وَمَن كَانَت فَترَتُهُ إِلى غَيرِ ذَلِكَ فَقَد هَلَكَ".

 

والمعنى أنَّ لكل عملٍ فورةَ نشاطٍ، وفترةَ حماس، ثم يعقبها ارتخاءٌ وفتور، هكذا هي طبيعةُ الإنسان، لكن الموفق من يظل حتى في فترة فتوره محافظًا على الواجبات، مجتنبًا للمحرمات، أما من أودى به فتورُه أن يترك الواجبَات، أو ينتهك المحرمَات، فهذا الذي قد هلَك وخسِر عياذًا بالله..

 

فطُوبَى لمن أخذَ العِبرَة، وحسمَ أمره، فاستعدَّ لقبره ونشره، والحسرةُ كلُّ الحسرة لمن طالت غفلتُه، فعظُمَت شِقوته، فاستبقوا يا عباد الله الخيرات، فالحياةُ قصيرةٌ، والفرصُ محصورةٌ، والصوارفُ كثيرةٌ، والأيامُ تمرُّ سِراعًا، والأوقات تمضي تباعًا، والمرءُ حيثُ يجعلُ نفسهُ، فإنْ رفعها ارتفعتْ وسمت، وإنْ وضعها اتَّضَعتْ وسفُلت، والعاقلُ من لا يرى لنفسه ثمنًا دونَ الجنةِ، ومن كانت له نفسٌ تواقةٌ، طارت به نحو المعالي، في الحديث القدسي: (وَلَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ)، فابذل جهدك، وأحسِن الظَّنَّ بربك، واستعن بالله ولا تعجِز، ﴿ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [العنكبوت: 69]، و﴿ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ ﴾ [النحل: 128].

 

أقول ما تسمعون....

 

الخطبة الثانية

الحمد لله وكفى، وصلاة وسلامًا على عباده الذين اصطفى، أما بعد:

﴿ فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنْفِقُوا خَيْرًا لِأَنْفُسِكُمْ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [التغابن: 16]..

اللهُ أكبر، اللهُ أكبرُ لا إله إلا الله.. الله أكبرُ اللهُ أكبرُ وللهِ الحمد.

الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بكرةً وأصيلًا..

 

يا عباد الله، والله إِنَّهُ لتَوفِيقٌ عظيم، ونعمةٌ كبرى أن يهبَ اللهِ تعالى لعبده المؤمن أُذُنًا تعي وتَسمَعُ، وَقَلبًا يَخشَى وَيَخشَعُ، وعقلًا يرتدِعُ ويُقلِع، فتذكروا يا كرام أن كلًّا منَّا سيقفُ بين يدي ربه منفردًا، عاريًا حافيًا، يُختمُ على فيهِ، وتتكلمُ جوارحهُ، فالسعِيدُ الموفق من استعد لهذا للقاء، والعَاجِزُ مَن أتبع نفسه هواها...

 

أيتها الأخت المباركة، اعلمي أن المرأة المسلمةَ المستمسِكة بدينها وحجابها، تقفُ على ثغرٍ عظيمٍ من ثغورِ الإسلامِ، وهي والله مجاهدةٌ مأجورةٌ مشكورة، ويا من تساهلت بحجابها، فأبدت زينتها، وكشَفت وجهها، تأملي بإنصاف، فاللهُ جلَّ وعلا يأمرُ المرأةَ المسلمةَ بأن تُطِيلَ لباسها شبرًا، وينهاها جلَّ وعلا عن مُجردِ الضربِ بقدمِها؛ لكيلا يُسمعَ صوتُ مِشيتِها، وينهاها تبارك وتعالى عن التَّعطُّر؛ لكيلا يشمَّ الرجالُ رائِحتها، ويأمُرها سبحانهُ بعدم الخضوعِ في القول؛ لكيلا يُطمعَ بها، وينهاها عزَّ وجلَّ عن إبداءِ زينتِها، وأن تضربَ بخمارِها حتى يُغطي صدرها، إذا ثبت كلُّ هذا بالأدلة الصحيحة الصريحة الواضحة، فمن أين جازَ لها بعد كُلِّ هذا أن تكشفَ وجهها، وأيةُ زينةٍ ستستُرها إذا لم تسترُ وجهها، وما فائدةُ إخفاءِ رائحةِ الطيب، وصوتِ المشيةِ، ونعومة الصوت، وما يظهرُ من الزينة إذا لم تُخفي أجملَ ما فيها، وأكثرَ ما يجذبُ الأنظارَ إليها، فالحق أبلج، والباطل لجج، والعاقل حجيجُ نفسه، يدعُ الشبهات حذرَ المكروهات، فكيف بالمحرمات: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾ [الأحزاب: 59]..

اللهُ أكبر، اللهُ أكبرُ لا إله إلا الله.. الله أكبرُ اللهُ أكبرُ وللهِ الحمد.

 

أيها الموفقون المباركون رجالًا ونساءً، بجميل الكلامِ تدومُ المودَّة، وبحُسن الخُلُق يَطيبُ العيش، وبلين الجانبِ تستقيمُ الأمور، و«لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ، حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ»، ﴿ وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ﴾ [فصلت: 34].

 

فإذا عدتُم بفضل اللهِ لبيوتكم، فعودوا بقلوبٍ صافية، ونفوسٍ طيبة، صِلوا من قطعكم، وأعطوا من حرمكم، وأحسنوا إلى من أساءَ إليكم، فالعيد أعادكم الله مناسبةٌ عظيمةٌ للتسامُح والتَّصافي، والتآلُفِ والتآخي، فليكن شعاركم من الآنَ تصافينا، وننسى ما جَرى مِنَّا، وهيَّا إخوتي هيَّا، لنرجِع مثلما كُنَّا، فلا كانَ وَلا صارَ، وَلا قُلتُم وَلا قُلنا، فَقد قيلَ لَنا عَنكُم، كَمَا قيلَ لَكُم عَنَّا، نسامحُكم من الأعماق، وأنتم فاصفَحوا عنَّا، ألا فاتقوا الله ربكم، وأصلِحوا ذاتَ بينكم، واهنؤوا بعيدكم، وادعوا لإخوانكم المستضعفين، وخصُّوا أهل فلسطين فهم في كربٍ وعنت..

 

اللهم أصلح أحوال المسلمين، وأجمعهم جميعًا حكامًا ومحكومين على الحق والتقى والدين، واجعلنا وإياهم هداةً مهتدين..

 

اللهم نسألك فرجًا عاجلًا لأهلنا في فلسطين...

 

اللهم احقِن دماءهم، وآمن روعاتهم، واربِط على قلوبهم، وثبِّت أقدامهم، وانصُرهم على القوم الكافرين..

 

أيها الكرام، إنما ثمرةُ الاستماعِ الانتفاع، ودليلُ الانتفاعِ الاتّباع، فكونوا من ﴿ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾ [الزمر: 18]..

 

وكما بدأنا الكلام بحمد ربنا وشكره، فنختمُ بذكره مُسبحين، ولحسنُ بلائه شاكرين، وآخرُ دعوانا أن الحمدُ للهِ ربِّ العالمين..

 

﴿ سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الصافات: 180 - 182].





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • خطبة عيد الفطر 1444 (خطبة)
  • خطبة: عيد الفطر 1444 هـ - أفراح المؤمن
  • خطبة عيد الفطر 1444هـ - لا جديد في أحكام العيد
  • هل لوقتك قيمة (خطبة)
  • خطبة عيد الفطر {وأن هذا صراطي مستقيمًا فاتبعوه}

مختارات من الشبكة

  • خطبة عيد الفطر 1437 هجرية (خطبة دينية اجتماعية)(مقالة - ملفات خاصة)
  • خطبة عيد الفطر: عيد فطر بعد عام صبر(مقالة - ملفات خاصة)
  • خطبة عيد الفطر المبارك 1446 هـ الأعياد بين الأفراح والأحزان(مقالة - موقع الشيخ إبراهيم بن محمد الحقيل)
  • خطبة عيد الفطر السعيد (1445 هـ) معنى الفرح بالعيد، وإسداء النصح للعبيد(مقالة - ملفات خاصة)
  • بالطاعات تكتمل بهجة الأعياد (خطبة عيد الفطر المبارك 1442 هـ)(محاضرة - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)
  • فرحة العيد - خطبة عيد الفطر المبارك 1439 هـ(مقالة - ملفات خاصة)
  • خطبة عيد الفطر المبارك 1435 هــ ( عيد ميلاد وبناء )(مقالة - ملفات خاصة)
  • خطبة عيد الفطر 1446 هـ(مقالة - ملفات خاصة)
  • خطبة عيد الفطر شوال 1446 هـ(مقالة - ملفات خاصة)
  • خطبة عيد الفطر ١٤٤٣ هـ(مقالة - موقع د. علي بن عبدالعزيز الشبل)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب