• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    كل من يدخل الجنة تتغير صورته وهيئته إلى أحسن صورة ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    محاضرة عن الإحسان
    د. عطية بن عبدالله الباحوث
  •  
    ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: ﴿يوم تأتي ...
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    نصوص أخرى حُرِّف معناها
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    فضل العلم ومنزلة العلماء (خطبة)
    خميس النقيب
  •  
    البرهان على تعلم عيسى عليه السلام القرآن والسنة ...
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    الدرس السادس عشر: الخشوع في الصلاة (3)
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    القرض الحسن كصدقة بمثل القرض كل يوم
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    الليلة التاسعة والعشرون: النعيم الدائم (2)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    حكم مشاركة المسلم في جيش الاحتلال
    أ. د. حلمي عبدالحكيم الفقي
  •  
    غض البصر (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    كيف تقي نفسك وأهلك السوء؟ (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
  •  
    زكاة الودائع المصرفية الحساب الجاري (PDF)
    الشيخ دبيان محمد الدبيان
  •  
    واجب ولي المرأة
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    وقفات مع القدوم إلى الله (9)
    د. عبدالسلام حمود غالب
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / الحديث وعلومه
علامة باركود

من سلسلة أحاديث رمضان حديث: لا تسبوا أصحابي، لا تسبوا أصحابي

من سلسلة أحاديث رمضان حديث: لا تسبوا أصحابي، لا تسبوا أصحابي
عصام الدين بن إبراهيم النقيلي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 11/4/2023 ميلادي - 20/9/1444 هجري

الزيارات: 15777

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

سلسلة دروس أحاديث رمضان في فضل خير العصور

حديث: لا تَسُبُّوا أصْحابِي، لا تَسُبُّوا أصْحابِي

 

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تَسُبُّوا أصْحابِي، لا تَسُبُّوا أصْحابِي، فَوالذي نَفْسِي بيَدِهِ لو أنَّ أحَدَكُمْ أنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا، ما أدْرَكَ مُدَّ أحَدِهِمْ، ولا نَصِيفَهُ[1].

 

الشرح:

النَّيلُ مِنَ الصِّحابةِ رِضوانُ اللهِ عليهم بِسبٍّ أو قذْفٍ أو أيِّ أذًى، لَيْسَ مِنَ الإسلامِ في شَيءٍ؛ لِذلكَ نَهى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم؛ كما في هذا الحديثِ عَن سبِّ أصحابِه، وحَلَفَ بِاللهِ لَو أنَّ أحدَكُم أَنفقَ مِثلَ جبل أُحُد ذَهبًا ما بَلغَ مِنَ الْفضيلَةِ والثَّوابِ مُدَّ أحدِهِم مِنَ الطَّعامِ الَّذي أَنْفَقَه ولا نَصِيفَه؛ أي: نِصْفَ الْمُدِّ؛ وذلك لِمَا كان يُقارنُ عمَلَ الصَّحابةِ مِن السَّبْقِ ومَزيدِ الإخلاصِ وصِدقِ النِّيَّةِ وكمالِ النَّفْسِ، بخِلاف غيرِهم.

 

فقوله صلى الله عليه وسلم: لا تَسُبُّوا أصْحابِي، لا تَسُبُّوا أصْحابِي، توكيد لفظيٌّ فيه دلالة على هول الموقف وأنَّ تحريم سب الصحابة في أعلى درجاته.

 

حكم من سب الصحابة:

سَبُّ الصَّحابةِ رَضِيَ اللهُ عنهم ليس على مرتبةٍ واحدةٍ، بل له مراتِبُ مُتفاوِتةٌ؛ فإنَّ سَبَّ الصَّحابةِ أنواعٌ ودَرَكاتٌ؛ فمنها سبٌّ يقتضي الطَّعنَ في عدالتِهم، ومنها سَبٌّ لا يوجِبُ الطَّعنَ في عدالتِهم، وقد يكونُ السَّبُّ لجميعِهم أو أكثَرِهم، وقد يكونُ لبعضِهم، وهناك سبٌّ لمن تواترت النُّصوصُ بفَضْلِه، ومنهم دونَ ذلك، ويختَلِفُ الحُكْمُ باختلافِ الحالاتِ كما سيأتي بيانُه:

1- إن كان مُستحِلًّا لسَبِّ الصَّحابةِ رَضِيَ اللهُ عنهم، فهو كافِرٌ[2]؛ فمن المعلومِ أنَّ جميعَ الصَّحابةِ رَضِيَ اللهُ عنهم عدولٌ، وقد أجمع العُلَماءُ على عدالتِهم؛ لِما جاء في الكِتابِ والسُّنَّةِ من الثَّناءِ الحَسَنِ عليهم، والمدحِ لهم، ونَقَل الإجماعَ على عدالتِهم جمعٌ من العُلَماءِ[3].

 

قال ابنُ الصَّلاحِ: للصَّحابةِ بأسْرِهم خَصيصةٌ، وهي أنَّه لا يُسألُ عن عدالةِ أحَدٍ منهم، بل ذلك أمـرٌ مَفروغٌ منه؛ لكونِهم على الإطلاقِ مُعَدَّلين بنُصوصِ الكِتابِ والسُّنَّةِ، وإجماعِ من يُعتَدُّ به في الإجماعِ من الأُمَّةِ... ثم إنَّ الأُمَّةَ مجمِعةٌ على تعديلِ جميعِ الصَّحابةِ، ومن لابَسَ الفِتَنَ منهم فكذلك بإجماعِ العُلَماءِ الذين يُعتَدُّ بهم في الإجماعِ؛ إحسانًا للظَّنِّ بهم، نظرًا إلى ما تمهَّد لهم من المآثِرِ، وكأنَّ اللهَ سُبحانَه وتعالى أتاح الإجماعَ على ذلك؛ لكونِهم نَقَلةَ الشَّريعةِ، واللهُ أعلَمُ[4].

 

وقال النَّووي: وكُلُّهـم عُدولٌ رَضِيَ اللهُ عنهم، ومتأوِّلون في حُروبِهم وغَيرِها، ولم يُخرِجْ شَيءٌ من ذلك أحدًا منهم عن العدالةِ … ولهذا اتَّفَق أهلُ الحَقِّ ومن يُعتَدُّ به في الإجماعِ على قَبولِ شَهاداتِهم ورواياتِهم، وكَمالِ عَدالتِهم رَضِيَ اللهُ عنهم أجمعين[5].

 

وقال ابنُ كثيرٍ: الصَّحابةُ كُلُّهم عدولٌ عند أهلِ السُّنَّةِ والجماعةِ؛ لِما أثنى اللهُ عليهم في كِتابه العزيزِ، وبما نطَقَت به السُّنَّةُ النبويَّةُ في المدحِ لهم في جميعِ أخلاقِهم وأفعالِهم، وما بَذَلوه من الأموالِ والأرواحِ بين يَدَيْ رَسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؛ رغبةً فيما عند الله من الثَّوابِ الجزيلِ، والجزاءِ الجميلِ[6].

 

وعلى هذا فسَبُّ الصَّحابةِ رَضِيَ اللهُ عنهم كبيرة بالكِتابِ والسُّنَّةِ؛ قال اللهُ تعالى: ﴿ وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُم بَعْضًا ﴾[الحجرات: 12]، وقال ابنُ جريرٍ: يقولُ تعالى ذِكْرُه: ولا يغتَبْ بعضُكم بعضًا أيُّها المؤمنون، ولا يطعَنْ بعضُكم على بعضٍ[7].

 

قال ابنُ تيميَّةَ: أدنى أحوالِ السَّابِّ لهم أن يكونَ مُغتابًا[8].

 

وقال اللهُ سُبحانَه: ﴿ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ ﴾[آل عمران: 119].

 

قال ابنُ جريرٍ: يعني تعالى ذِكْرُه بقَولِه: فَاعْفُ عَنْهُمْ فتجاوَزْ -يا مُحمَّدُ- عن أتباعِك وأصحابِك من المؤمنين بك وبما جِئتَ به من عندي، ما نالك من أذاهم ومَكروهٍ في نَفْسِك وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وادْعُ رَبَّك لهم بالمغفرةِ لِما أتَوْا من جُرمٍ، واستحَقُّوا عليه عقوبةً منه[9].

 

وقال ابنُ تيميَّةَ: محبَّةُ الشَّيءِ كراهةٌ لضِدِّه، فيكونُ اللهُ سُبحانَه وتعالى يَكرَهُ السَّبَّ لهم الذي هو ضِدُّ الاستغفارِ، والبُغضَ لهم الذي هو ضِدُّ الطَّهارةِ[10].

 

فسَبُّ الصَّحابةِ رَضِيَ اللهُ عنهم كبيرةٌ من كبائِرِ الذُّنوبِ؛ لِما ترَتَّبَ عليه من الوَعيدِ باللَّعنةِ، واستحلالُ سَبِّهم إنكارٌ لِما عُلِمَ تحريمُه من الدِّينِ بالضَّرورةِ، ومِن ثَمَّ فهو خروجٌ عن المِلَّةِ.

 

قال مُحمَّدُ بنُ عبدِالوَهَّابِ: فإذا عرَفْتَ أنَّ آياتِ القُرآنِ تكاثَرت في فَضْلِهم، والأحاديثَ المتواتِرةَ بمجموعِها ناصَّةٌ على كَمالِهم … فإنِ اعتَقَد حقِّيَّةَ سَبِّهم أو إباحتَه، فقد كَفَر لتكذيبِه ما ثبت قطعًا عن رَسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، ومُكَذِّبُه كافِرٌ[11].

 

2- أن يَسُبَّ جميعَ الصَّحابةِ أو جمهورَهم سبًّا يَقدَحُ في دينِهم وعدالتِهم، كأنْ يرميَهم بالكُفرِ، أو الفِسْقِ، أو الضَّلالِ.

 

قال عِياضٌ: نقطَعُ بتكفيرِ كُلِّ قائلٍ قال قولًا يُتوصَّلُ به إلى تضليلِ الأُمَّةِ، وتكفيرِ جميعِ الصَّحابةِ، كقَولِ الكميليَّةِ[12] من الرَّافِضةِ بتكفيرِ جميعِ الأُمَّةِ بعد النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم،... لأنَّهم أبطَلوا الشَّريعةَ بأَسْرِها؛ إذ قد انقَطَع نَقْلُها ونَقْلُ القُرآنِ؛ إذ ناقِلوه كَفَرةٌ على زَعمِهم، وإلى هذا -واللهُ أعلَمُ- أشار مالِكٌ في أحَدِ قَولَيه بقَتلِ من كفَّر الصَّحابةَ[13].

 

وقال ابنُ تيميَّةَ: أمَّا من جاوز ذلك إلى أنْ زَعَم أنَّهم ارتدُّوا بعد رَسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم إلَّا نَفَرًا قليلًا لا يَبلُغون بضعةَ عَشَرَ نَفْسًا، أو أنَّهم فَسَّقوا عامَّتَهم، فهذا لا ريبَ أيضًا في كُفْرِه؛ فإنَّه مُكَذِّبٌ لِما نصَّه القُرآنُ في غيرِ مَوضِعٍ من الرِّضا عنهم والثَّناءِ عليهم، بل من يَشُكُّ في كُفرِ مِثلِ هذا فإنَّ كُفْرَه مُتعَيِّنٌ؛ فإنَّ مضمونَ هذه المقالةِ أنَّ نَقَلةَ الكِتابِ والسُّنَّةِ كُفَّارٌ أو فُسَّاقٌ، وأنَّ هذه الأُمَّةَ التي هي ﴿ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ ﴾ [آل عمران: 110]، وخيرُها هو القَرْنُ الأوَّلُ، كان عامَّتُهم كُفَّارًا أو فُسَّاقًا، ومَضمونُها أنَّ هذه الأُمَّةَ شَرُّ الأُمَمِ، وأنَّ سابِقي هذه الأُمَّةِ هم شِرارُها، وكُفرُ هذا ممَّا يُعلَمُ بالاضطرارِ من دينِ الإسلامِ[14].

 

وقال السُّبكي: إنَّ سَبَّ الجَميعِ لا شَكَّ أنَّه كُفرٌ،... وعلى هذا ينبغي أن يُحمَلَ قَولُ الطَّحاوي: وبُغْضُهم كُفرٌ؛ فإنَّ بُغضَ الصَّحابةِ بجُملتِهم لا شَكَّ أنَّه كُفرٌ[15].

 

وقال ابنُ كثيرٍ: من ظَنَّ بالصَّحابةِ رِضوانُ اللهِ عليهم ذلك؛ أي: كِتمانَ الوَصِيَّةِ لعَليٍّ بالخِلافِ؛ فقد نسَبَهم بأجمعِهم إلى الفُجورِ والتواطُؤ على معاندةِ الرَّسولِ صلى الله عليه وسلم، ومضادَّتِه في حُكْمِه ونَصِّه، ومن وصل من النَّاسِ إلى هذا المقامِ فقد خلع رِبقةَ الإسلامِ، وكَفرَ بإجماعِ الأئِمَّةِ الأعلامِ، وكان إراقةُ دَمِه أحَلَّ مِن إراقةِ المُدامِ[16].

 

وقال ابنُ حجر الهيتمي: إنَّ تكفيرَ جميعِ الصَّحابةِ كُفرٌ؛ لأنَّه صريحٌ في إنكارِ جميعِ فُروعِ الشَّريعةِ الضَّروريةِ فَضلًا عن غَيْرِها[17].

 

وذكر مُحمَّدُ بنُ عبدِالوَهَّابِ أنَّ القَولَ بارتدادِ الصَّحابةِ عدا خمسةَ أو سِتَّةَ نَفَرٍ هو: هَدمٌ لأساسِ الدِّينِ؛ لأنَّ أساسَه القُرآنُ والحديثُ، فإذا فُرِض ارتدادُ من أخَذَ مِن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم إلَّا النَّفَرَ الذين لا يبلُغُ خبَرُهم التواتُرَ، وقع الشَّكُّ في القُرآنِ والأحاديثِ[18].

 

وقال أيضًا: من نَسَب جُمهورَ أصحابِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إلى الفِسْقِ والظُّلمِ، وجَعَل اجتماعَهم على الباطلِ، فقد ازدرى بالنَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، وازدراؤه كُفرٌ[19].

 

وقال أيضًا: القُرآنُ مَشحونٌ مِن مَدحِ الصَّحابةِ رَضِيَ اللهُ عنهم، فمن سَبَّهم فقد خالف ما أمَرَ اللهُ تعالى من إكرامِهم، ومن اعتقد السُّوءَ فيهم كُلِّهم أو جمهورِهم، فقد كَذَّب اللهَ تعالى فيما أخبَرَ مِن كَمالِهم وفضائِلِهم، ومُكَذِّبُه كافِرٌ[20].

 

وقال مُحمَّدٌ العربيُّ بنُ التُّبَانيِّ: لقد بَعُد عن جادَّةِ الحَقِّ وضَيَّق واسِعًا من تحَكَّم برأيِه على المعطي المتفَضِّلِ المنَّانِ، فزَعَم أنَّهم كَفَروا كُلُّهم إلَّا خمسةً أو ستةً، فعقيدةٌ هذه الطَّائفةِ يعني الرَّافِضةَ في تكفيرِهم جميعَ الصَّحابةِ لا تَخرُجُ أيضًا عن الأمرينِ السَّابقينِ: نِسبةِ الجَهلِ أو نسبةِ العَبَثِ إليه تعالى، وكلاهما كفرٌ ومحالٌ في حَقِّه جَلَّ وعلا، ولا نستطيعُ أن نتصَوَّرَ كيف تؤمِنُ هذه الطَّائفةُ بالقُرآنِ وهم يردُّون نُصوصَه الصَّريحةَ التي يتلونَها بألسِنَتِهم في مَدْحِ الصَّحابةِ؟! كيف يؤمِنُ بنُصوصِ القُرآنِ من يُكَذِّبُ بوَعْدِه تعالى لهم بالحُسْنى، وبإعدادِه لهم المنازِلَ الرفيعةَ في الجَنَّةِ، وبرِضاه عنهم ورِضاهم عنه؟[21].

 

ويمكِنُ أن يُلحَقَ بهذا النَّوعِ من السَّبِّ - وإن كان أشنَعَ ممَّا سبق - سَبُّ الصَّحابة رَضِيَ اللهُ عنهم من أجْلِ صُحبتِهم ونُصرتِهم لدينِ اللهِ تعالى، ولو كان واحِدًا.

 

قال ابنُ حزمٍ: من أَبغَضَ الأنصارَ لأجْلِ نُصرتِهم للنبيِّ صلى الله عليه وسلم، فهو كافِرٌ؛ لأنَّه وَجَد الحَرَجَ في نَفْسِه ممَّا قضى اللهُ تعالى ورسولُه صلى الله عليه وسلم من إظهارِ الإيمانِ بأيديهم، ومن عادى عليًّا لمثلِ ذلك فهو أيضًا كافِرٌ[22].

 

وقال السُّبكي: إنْ سَبَّ الجميعَ لا شَكَّ أنَّه كُفرٌ، وهكذا إذا سَبَّ واحِدًا من الصَّحابةِ حيث هو صحابيٌّ؛ لأنَّ ذلك استِخفافٌ بحَقِّ الصُّحبةِ، ففيه تعَرُّضٌ إلى النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، فلا شَكَّ في كُفرِ السَّابِّ... ولا شَكَّ أنَّه لو أبغَضَ واحدًا منهما أي الشيخينِ أبا بكرٍ وعُمَرَ لأجْلِ صُحبتِه، فهو كُفرٌ، بل مَن دُونَهما في الصُّحبةِ، إذا أبغَضَه لصُحبتِه كان كافِرًا قَطْعًا[23].

 

وقال ابنُ حَجرٍ عند شَرْحِه لحديثِ أنَسِ بنِ مالكٍ رَضِيَ اللهُ عنه مرفوعًا: ((آيةُ الإيمانِ حُبُّ الأنصارِ، وآيةُ النِّفاقِ بُغضُ الأنصارِ ))[24]: من أبغضَهم من جهةِ هذه الصِّفةِ - وهي كَونُهم نصَروا رَسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم - أثَّرَ ذلك في تصديقِه، فيَصِحُّ أنَّه مُنافِقٌ، ويُقرِّبُ هذا الحَملَ زيادةُ أبي نُعَيم في المستخرَجِ في حديـثِ البراءِ بنِ عازبٍ: ((من أحبَّ الأنصارَ فبحُبي أحَبَّهم، ومن أبغَضَ الأنصارَ فببُغضي أبغَضَهم))[25]، وقد أخرج مُسلِمٌ من حديثِ أبي سعيدٍ رَفَعَه: ((لا يُبغـِضُ الأنصارَ رجلٌ يؤمِنُ باللهِ واليومِ الآخِرِ))[26]،[27].

 

وقال العَينيُّ: المقصودُ من الحديثِ الحَثُّ على حُبِّ الأنصارِ وبيانُ فَضْلِهم لِما كان منهم من إعزازِ الدِّينِ، وبَذْلِ الأموالِ والأنفُسِ، والإيثارِ على أنفُسِهم، والإيواءِ والنَّصرِ، وغيرِ ذلك، قالوا: وهذا جارٍ في أعيانِ الصَّحابةِ، كالخُلَفاءِ وبَقيَّةِ العَشَرةِ، والمهاجِرين، بل في كُلِّ الصَّحابةِ؛ إذ كُلُّ واحدٍ منهم له سابقةٌ وسالِفةٌ وغَناءٌ في الدِّينِ وأثَرٌ حَسَنٌ فيه؛ فحُبُّهم لذلك المعنى محضُ الإيمانِ، وبغضُهم محضُ النِّفاقِ[28].

 

وقال الصاوي: وأمَّا من كفَّر جميعَ الصَّحابةِ، فإنَّه يَكفُرُ باتِّفاقٍ؛ لأنَّه أنكر معلومًا من الدِّينِ بالضَّرورةِ، وكَذَّب اللهَ تعالى ورَسولَه صلى الله عليه وسلم [29].

 

3 - أن يَسُبَّ صحابيًّا تواترت النُّصوصُ بفَضْلِه، فيطعَنُ في دينِه وعدالتِه، وذلك لِما فيه من تكذيبٍ لهذه النُّصوصِ المتواترةِ، والإنكارِ والمخالفةِ لحُكمٍ معلومٍ من الدِّينِ بالضَّرورةِ.

 

قال مالكٌ: من شتم أحدًا من أصحابِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم - أبا بكرٍ أو عُمَرَ، أو عثمانَ أو معاويةَ، أو عَمْرَو بن العاصِ - فإنْ قال: كانوا على ضلالٍ وكُفرٍ، قُتِلَ[30].

 

وسُئِل أحمدُ عمَّن يشتُمُ أبا بكرٍ وعُمَرَ وعائشةَ، فقال: (ما أراه على الإسلامِ)، وسُئِلَ عمن يشتُمُ عثمانَ، فقال: (هذه زَندَقةٌ)[31].

 

وقال مُحمَّدُ بنُ يُوسُفَ الفِرْيابيُّ وسُئِلَ عمَّن شتم أبا بكرٍ، فقال: (كافِرٌ)، قيل: فيُصَلَّى عليه؟ قال: (لا)، وسُئِل: كيف يُصـنَعُ به وهـو يقولُ: لا إلهَ إلَّا اللهُ؟ قال: (لا تمسُّوه بأيديكم، ادفَعوه بالخَشَبِ حتى توارُوه في حُفْرتِه)[32].

 

وقال السُّبكي: احتجَّ المُكَفِّرون للشِّيعةِ والخوارجِ بتكفيرِهم لأعلامِ الصَّحابةِ رَضِيَ اللهُ عنهم، وتكذيبِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم في قَطْعِه لهم بالجَنَّةِ، وهذا عندي احتجاجٌ صحيحٌ فيمن ثبت عليه تكفيرُ أولئك، وأجاب الآمديُّ بأنَّه إنَّما يلزَمُ أن لو كان المُكَفِّرُ يَعلَمُ بتزكيةِ من كَفَّره قطعًا على الإطلاقِ إلى مماتِه بقَولِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((أبو بكرٍ في الجَنَّة، وعُمَرُ في الجَنَّةِ، وعُثمانُ في الجَنَّةِ، وعليٌّ في الجَنَّةِ))[33] إلى آخِرِهم، وإن كان هذا الخبَرُ ليس متواترًا، لكنَّه مشهورٌ مُستفيضٌ، وعَضَّده إجماعُ الأُمَّةِ على إمامتِهم وعُلُوِّ قَدْرِهم، وتواتُرِ مناقِبِهم أعظَمَ التواتُرِ الذي يفيدُ تزكيتَهم، فبذلك نقطَعُ بتزكيتِهم على الإطلاقِ إلى مماتِهم، لا يختَلِجُنا شَكٌّ في ذلك[34].

 

وقال أيضًا: أمَّا الرَّافضيُّ، فإنَّه يُبغِضُ أبا بكرٍ وعُمَرَ رَضِيَ اللهُ عنهما لِما استقَرَّ في ذِهْنِه بجَهْلِه، وما نشأ عليه من الفسادِ عن اعتقادِ ظُلمِهما لعَلِيٍّ، وليس كذلك، ولا عليٌّ يعتقِدُ ذلك، فاعتقادُ الرَّافضي ذلك يعودُ على الدِّينِ بنَقضٍ؛ لأنَّ أبا بكرٍ وعُمَرَ هما أصلٌ بعد النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، فهذا مأخذُ التكفيرِ ببُغضِ الرَّافضةِ لهما، وسَبِّهم لهما[35].

 

وقال أيضًا: تحريمُ سَبِّ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللهُ عنه معلومٌ من الدِّينِ بالضَّرورةِ بالنَّقلِ المتواتِرِ على حُسْنِ إسلامِه، وأفعالِه الدَّالَّةِ على إيمانِه، وأنَّه دام على ذلك إلى أنْ قَبَضَه اللهُ تعالى، هذا لا شَكَّ فيه[36].

 

وقال الخرشي: إنَّ من رمى عائشةَ بما برَّأها اللهُ منه، بأن قال: زنت، أو أنكر صُحبةَ أبي بكرٍ، أو إسلامَ العَشَرةِ، أو إسلامَ جميعِ الصَّحابةِ، أو كفَّر الأربعةَ، أو واحدًا منهم- كَفَر[37].

 

وجاء في (الفتاوى البَزَّازِيَّة): من أنكر خلِافةَ أبي بكرٍ فهو كافِرٌ في الصَّحيحِ، ومُنكِرُ خلافةِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عنه، فهو كافِرٌ في الأصَحِّ، ويجِبُ إكفارُ الخوارِجِ بإكفارِ عُثمانَ وعليٍّ وطلحةَ والزُّبَيرِ وعائشةَ رَضِيَ اللهُ عنهم، وفي الخلاصةِ: الرَّافضيُّ إذا كان يسُبُّ الشَّيخَينِ ويلعَنُهما، فهو كافِرٌ[38]، وأمَّا إنكار الخلافة بالتقديم والتأخير دون بُغض أحدهم، فتقول مثلًا: إنَّ عليًّا أولى من عمر بالخلافة، فلا أراه كفرًا، مع أنَّه أخطأ الصواب في قوله لخروجه على الجماعة، ولكن السب أو التكفير للصحابة عامَّة وخاصة، فهو كفر بواح.

 

ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: فَوالذي نَفْسِي بيَدِهِ، لو أنَّ أحَدَكُمْ أنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا، ما أدْرَكَ مُدَّ أحَدِهِمْ، ولا نَصِيفَهُ؛ أي: لو أنَّ أحدًا أنفق مثل جبل أحد ذهبًا في سبيل الله تعالى، لم يبلغ بذلك مدَّ أحد من الصحابة أو نصيفه، والمد ربع الصاع، والصاع ما يقارب اثنين كيلو جرام ورُبع، والمد هو حَفنة الرجل معتدل الخلقة.

 

والغريب في الأمر أنَّ هذا النهي والوعيد جاء ابتداءً من عصره صلى الله عليه وسلم، وكان الكلام موجهًا إلى بقية الصحابة الذين هم دون درجة السابقين الأوَّلين، فقصَّة الحديث أنَّه كان بين خالد بن الوليد وعبدالرحمن بن عوف رضي الله عنهما شيءٌ من سوء التفاهم، فكأن خالدًا تكلَّم على عبدالرحمن بن عوف، فخاطب النبي صلى الله عليه وسلم خالدًا ومن كان مثله من الذين تأخرت صحبتهم، فقال: (لا تسبوا أصحابي... الحديث)[39]؛ يعني: لا تسبوا أصحابي الذين تقدمت صحبتُهم، فهو خطاب للصحابة الذين تأخرت صحبتهم؛ لأن عبدالرحمن بن عوف من السابقين الأولين الذين أسلموا قبل الفتح وهاجروا.

 

والسابقون الأولون: الصواب فيهم: أنهم هم الذين أسلموا قبل الفتح؛ أي: قبل صلح الحديبية، فصلح الحديبية هو الحد الفاصل بين من أسلم قبل الفتح فهو من السابقين الأولين، وبين من أسلم بعد الفتح فليس منهم، فقد ثبت عن البراء بن عازب وابن مسعود أيضًا أنه قال: "تَعُدُّونَ أنْتُمُ الفَتْحَ فَتْحَ مَكَّةَ، وقدْ كانَ فَتْحُ مَكَّةَ فَتْحًا، ونَحْنُ نَعُدُّ الفَتْحَ بَيْعَةَ الرِّضْوَانِ يَومَ الحُدَيْبِيَةِ"[40]. فعبدالرحمن بن عوف ممن أسلم قبل الفتح وهاجر وأنفَق، بل هو بدري شهد بدرًا، بل هو سادس ستة أو سابع سبعة من الذي أسلموا أوَّل الأمر، وخالد بن الوليد تأخر إسلامه، فلم يسلم إلا بعد صلح الحديبية، وهناك أيضًا جمعٌ ممن تأخر إسلامه ولم يُسلم إلا بعد الفتح كـأبي سفيان وابنيه: معاوية ويزيد، فإنهم أسلموا يوم الفتح، بعد إسلام خالد، فـخالد لم يسلم إلا بعد صلح الحديبية، وقبل يوم الفتح، وأبو سفيان ومعاوية أسلموا يوم الفتح.

 

فالصحابة طبقات، فالسابقون هم الذين أسلموا قبل الفتح قبل صلح الحديبية، وقيل: هم الذين صلَّوْا إلى القبلتين، لكن هذا مرجوح، والصواب أنهم هم الذين أسلموا قبل الفتح، كما أخبر الله تعالى في كتابه الكريم وبيَّن ذلك، فقال: ﴿ لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا ﴾ [الحديد:10].

 

ثم قال: ﴿ وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى ﴾ [الحديد:10]؛ يعني: السابقين واللاحقين كلهم موعودون بالجنة.

 

والسابقون على أقسام، فليس أوَّل من أسلم فشجَّع غيره كالثاني، وليس الثاني كالثالث، وهكذا، وكلهم خير ممن أسلم بعد صلح الحديبة، ومن أسلم بعد صلح الحديبة خيرٌ ممن أسلم يوم فتح مكة، وكلٌّ وعد الله الحسنى.

 

قال تعالى على لسان سحرة فرعون التائبين رضي الله عنهم: ﴿ إِنَّا نَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لَنَا رَبُّنَا خَطَايَانَا أَن كُنَّا أَوَّلَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الشعراء: 51]، فذكرهم الله تعالى وأقرَّ عليهم فكر الأولويَّة.

 

ومرادنا من هذا العرض أنه إن كان الكلام موجهًا لخالد بن الوليد وطبقته وهم خيرُ الناس بعد الأنبياء الرسل وبعد السابقين الأوَّلين، فمن دون هؤلاء من القرون الذهبية أَولى بالخطاب، ومن بعد القرون الذهبية أَولى من الجميع، فما بال أقوام يَسبون خيرة الصحابة وأسيادهم ولا حول ولا قوة إلا بالله.

 

وفي الحديث عظيمُ فضل الصحابة، وفيه أنَّ الصحابة درجات، وفيه أنَّهم جملة وتفصيلًا خيرُ خلق الله تعالى بعد الأنبياء.



[1] أخرجه مسلم 2540، و2541.

[2] 1 يُنظر: ((الصارم المسلول)) لابن تيمية (3/ 1061).

[3] يُنظر: ((شرح مسلم)) (15/ 149).

[4] يُنظر: ((مقدمة ابن الصلاح)) (ص: 397).

[5] يُنظر: ((شرح مسلم)) (15/ 149).

[6] يُنظر: ((اختصار علوم الحديث)) (ص: 181).

[7] يُنظر: ((تفسير ابن جرير)) (21/ 366).

[8] يُنظر: ((الصارم المسلول)) (3/ 1067).

[9] يُنظر: ((تفسير ابن جرير)) (6/ 188).

[10] يُنظر: ((الصارم المسلول)) (3/ 1071).

[11] يُنظر: ((الرد على الرافضة)) (ص: 18)

[12] الكميلية: أصحاب أبي كامل، وهم فِرقةٌ من غُلاة الشيعة، كفَّروا جميعَ الصحابة، وقالوا بالتناسُخِ والحلولِ؛ يُنظر: ((الملل والنحل)) للشهرستاني (1/ 174)، ((اعتقادات فرق المسلمين)) للرازي (ص 60).

[13] يُنظر: ((الشفا)) (2/ 286).

[14] يُنظر: ((الصارم المسلول)) (3/ 1110).

[15] يُنظر: ((فتاوى السبكي)) (2/ 575).

[16] يُنظر: ((البداية والنهاية)) (8/ 99).

[17] يُنظر: ((الإعلام بقواطع الإسلام)) (ص: 170).

[18] يُنظر: ((الرد على الرافضة)) (ص: 13).

[19] يُنظر: ((الرد على الرافضة)) (ص: 8).

[20] يُنظر: ((الرد على الرافضة)) (ص: 17).

[21] يُنظر: ((إتحاف ذوي النجابة)) (ص: 135).

[22] يُنظر: ((الفصل)) (3/ 143).

[23] يُنظر: ((فتاوى السبكي)) (2/ 575).

[24] أخرجه البخاري (17) واللَّفظُ له، ومسلم (74).

[25] أخرجه البخاري (3783) ومسلم (75) بنحوه ولفظه: ((الأنصارُ لا يحبُّهم إلا مؤمنٌ، ولا يبغِضُهم إلا منافقٌ، فمن أحَبَّهم أحَبَّه الله، ومن أبغَضَهم أبغَضَه الله).

[26] أخرجه مسلم (77).

[27] يُنظر: ((فتح الباري)) (1/ 63).

[28] يُنظر: ((عمدة القاري)) (1/ 152)

[29] يُنظر: ((الشرح الصغير مع حاشية الصاوي)) (4/ 444).

[30] يُنظر: ((الشفا)) لعياض (2/ 308).

[31] يُنظر: ((السنة)) للخلال (3/ 493).

[32] ُنظر: ((السنة)) للخلال (3/ 499).

[33] أخرجه أبو داود (4649)، والترمذي بعد حديث (3757)، وابن ماجه (133) من حَديثِ سعيد بن زيد رضي الله عنه. صَحَّحه ابن حبان في ((صحيحه)) (6993)، والألباني في ((صحيح سنن أبي داود)) (4649)، وشعيب الأرناؤوط في تخريج ((سنن أبي داود)) (4649)، وحَسَّنه الترمذي، والوادعي في ((الصحيح المسند من دلائل النبوة)) (203)، وأخرجه من طريق آخر الترمذي (3748)، والنسائي في ((السنن الكبرى)) (8195) من حَديثِ سعيد بن زيد رضي الله عنه. قال البخاري كما في ((سنن الترمذي)) (5/ 648): هو أصحُّ، وقال الترمذي: هذا أصَحُّ، وصَحَّحه الألباني في ((صحيح سنن الترمذي)) (3748)، وقال ابن حجر في ((الإمتاع)) (1/ 104): له شواهد، وأخرجه من حَديثِ عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه: الترمذي (3747)، والنسائي في ((السنن الكبرى)) (8194)، وأحمد (1675)، صَحَّحه ابن حبان في ((صحيحه)) (7002)، والألباني في ((صحيح سنن الترمذي)) (3747)، وصَحَّح إسنادَه أحمد شاكر في تخريج ((مسند أحمد)) (3/ 136)، وقال شعيبٌ الأرنؤوط في تخريج ((مسند أحمد)) (1675): على شرط مسلم.

[34] يُنظر: ((فتاوى السبكي)) (2/ 569).

[35] يُنظر: ((فتاوى السبكي)) (2/ 576).

[36] يُنظر: ((فتاوى السبكي)) (2/ 587)

[37] يُنظر: ((شرح مختصر خليل)) (8/ 74)، وعَلَّل العدوي ذلك في ((حاشيته)) على الخرشي (8/ 74): (لأن إسلام الصحابة وإيمانهم صار معلومًا من دين الله بالضرورة).

[38] يُنظر: ((الفتاوى البزازية)) (6/ 318).

[39] أخرج مسلم عن أبي سعيد الخدري 2541 قال: كانَ بيْنَ خَالِدِ بنِ الوَلِيدِ، وبيْنَ عبدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَوْفٍ شيءٌ، فَسَبَّهُ خَالِدٌ، فَقالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: لا تَسُبُّوا أَحَدًا مِن أَصْحَابِي، فإنَّ أَحَدَكُمْ لو أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا، ما أَدْرَكَ مُدَّ أَحَدِهِمْ، وَلَا نَصِيفَهُ.

[40] أخرجه البخاري 4150.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • من سلسلة أحاديث رمضان حديث: طوبى لمن رآني وآمن بي
  • من سلسلة أحاديث رمضان حديث: يأتي على الناس زمان، فيغزو فئام من الناس
  • من سلسلة أحاديث رمضان حديث: لا تزالون بخير ما دام فيكم من رآني وصاحبني
  • من سلسلة أحاديث رمضان حديث: اللهم اغفر لأصحابي ولمن رأى من رآني
  • من سلسلة أحاديث رمضان حديث: لا تمس النار مسلما رآني أو رأى من رآني
  • من سلسلة أحاديث رمضان حديث: يا معشر قريش، احفظوني في أصحابي وأبنائهم وأبناء أبنائهم
  • من سلسلة أحاديث رمضان حديث: اللهم ارحم الأنصار، وأبناء الأنصار
  • من سلسلة أحاديث رمضان حديث: لا تتخذوا أصحابي غرضا بعدي
  • من سلسلة أحاديث رمضان حديث: فإذا ذهبت أصحابي أتى أمتي ما يوعدون
  • من سلسلة أحاديث رمضان حديث: احفظوني في أصحابي
  • من سلسلة أحاديث رمضان حديث: من سب أصحابي فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين
  • من سلسلة أحاديث رمضان حديث: آية الإيمان حب الأنصار
  • من سلسلة أحاديث رمضان حديث: لا يدخل النار أحد ممن بايع تحت الشجرة
  • من سلسلة أحاديث رمضان حديث: لعل الله اطلع على من شهد بدرا
  • من سلسلة أحاديث رمضان حديث: ليدخلن حاطب النار فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كذبت لا يدخلها
  • من سلسلة أحاديث رمضان حديث: إن لم تجديني فأتي أبا بكر
  • حديث: لا تنكح الأيم حتى تستأمر ولا تنكح البكر حتى تستأذن
  • صحابي جليل يتحدث عن إسلامه (عمرو بن عبسة السلمي)

مختارات من الشبكة

  • من سلسلة أحاديث رمضان حديث: ليت رجلا صالحا من أصحابي يحرسني الليلة إذ سمعنا صوت السلاح(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من سلسلة أحاديث رمضان حديث: ما منعك أن تسب أبا تراب؟(مقالة - ملفات خاصة)
  • من سلسلة أحاديث رمضان حديث: إن الله اختار أصحابي على العالمين(مقالة - ملفات خاصة)
  • من سلسلة أحاديث رمضان حديث: حمزة سيد الشهداء عند الله يوم القيامة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من سلسلة أحاديث رمضان حديث: لا تفعل فوالله لئن كان نبيا فلاعنا(مقالة - ملفات خاصة)
  • من سلسلة أحاديث رمضان حديث: من أخذ شبرا من الأرض ظلما طوقه إلى سبع أرضين(مقالة - ملفات خاصة)
  • من سلسلة أحاديث رمضان حديث: لا يحنو عليكن بعدي إلا الصابرون(مقالة - ملفات خاصة)
  • من سلسلة أحاديث رمضان حديث: فسمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول أوجب طلحة(مقالة - ملفات خاصة)
  • من سلسلة أحاديث رمضان حديث: من يأتيني بخبر القوم؟ يوم الأحزاب(مقالة - ملفات خاصة)
  • من سلسلة أحاديث رمضان حديث: ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟(مقالة - ملفات خاصة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب